Ch9
جاء رفض تشيو باييو مفاجئًا لجيانغ زيمين
امتزجت مشاعر الحيرة والدهشة وخيبة الأمل على وجهها البريء : “ لماذا…؟”
{ لقد قالت العمة بوضوح أنها ستكون دائمًا بجانبي ، ستحميني
شعرت بحب الأم منها،
لكنها في النهاية لم تكن راغبة في أن تصبح أمي ؟ }
لم تستطع أن تفهم ،
تمامًا كما لم تفهم لماذا بدأ الشخص الذي كان يتجاهلها
دائمًا فجأة يعاملها بلطف في الأيام القليلة الماضية
{ هل يمكن أنها ستعود لتصبح شخص كبير مثل أبي ؟ }
كان وجه الطفلة عاجزًا عن إخفاء المشاعر والأفكار،
ورأت تشيو باييو بوضوح ما يدور في ذهنها
رفعت تشيو باييو يدها وربّتت على رأسها الصغير
تشيو باييو : “ ليس كما تظنين .
أنا لا أسمح لك بمناداتي ‘أمي’ لأنني لا يمكنني أن أكون
أمك .”
رفعت جيانغ زيمين رأسها، وعلامات الحيرة مرتسمة على
وجهها: “ لا يمكنك ؟”
أومأت تشيو باييو، وساعدتها على النهوض، ثم قالت بجدية:
“ بالنسبة لي، أن تصبح شخص والد هو أمر في غاية الجدية ،
وأنا لا أظن أنني أملك الشجاعة أو المؤهلات لذلك .
علاوة على ذلك ، لا أعرف كيف تكون الأم الصالحة ،
لذا لا يمكنني أن أكون أمك .”
لم أملك أمًّا صالحة أو جيدة …
لم أشعر أبدًا بحب والدتي …
كما أنني أرفض هوية ' زوجة جيانغ شين ' من صميم قلبي .
فكيف لشخص مثلي أن يصبح الأم الجيدة التي تريدها جيانغ زيمين ؟ }
غيرت الموضوع : “ لكنني أعرف كيف أكون صديقة جيدة.”
عند سماع ذلك ، لمعت في عيني جيانغ زيمين لمحة من الفضول
: “ صديقة جيدة ؟”
: “ صحيح ، صديقة جيدة .”
: “ هل العمة صديقتي؟”
: “ نعم، من الآن فصاعدًا ، سأكون صديقتك ،
صديقة كالعائلة .”
في عالم باييو ، لم تملك حب والديها ،
لكنها امتلكت حب جدتها ،
وحب أصدقائها ، الدافئ والمميز ، كالعائلة
لهذا لم ترغب في أن تكون أم جيانغ زيمين،
بل أرادت أن تكون صديقتها
على الرغم من فارق العمر بينهما،
لا يزال بإمكانهما أن تكونا صديقتين تخوضان هذه الرحلة معًا
استمعت جيانغ زيمين إلى كلماتها بصمت،
وبعد لحظات، ابتسمت ببطء : “ هذا رائع !
العمة صديقتي!”
وفجأة، ظهر فوق رأسها شريط تقدم يشير إلى نسبة ' سواد قلبها ' وبدأ يتحرك ببطء
راقبت تشيو باييو الشريط وهو يومض ،
وتغيرت النسبة من ' 10% ' إلى ' 9% '
لقد نجحت في تبديد 1% من الظلام الذي يعتم قلبها
ظهر النظام مرة أخرى ليذكرها بإكمال مهمة رفع نسبة
سواد قلب جيانغ زيمين،
لكنها بالطبع تجاهلته تمامًا
رأت جيانغ زيمين تبتسم، فابتسمت هي أيضًا،
ومدت يدها لتربت على رأسها
: “ بما أننا صديقتان ، يمكنك أن تكوني أكثر راحة أمامي من الآن فصاعدًا .
لا تكوني حذرة للغاية بعد الآن .
قولي ما يدور في ذهنك ، اسألي ما تريدين ،
وأخبري العمة مباشرةً إن شعرتِ بالظلم .”
: “ مم !”
: “ فتاة جيدة ، أكملي طعامك .”
: “ حسنًا~”
عادت جيانغ زيمين إلى مقعدها بسعادة
التقطت تشيو باييو الآيباد مرة أخرى وواصلت البحث عن
مقاطع فيديو لمشاهدتها أثناء تناول الطعام
كانت جيانغ زيمين في مزاج جيد،
فتناولت بضع لقيمات من طعامها،
لكنها لم تستطع منع عينيها من الانجراف نحو تشيو باييو،
بينما تكرر في ذهنها الكلمات التي قالتها لها للتو
تباطأت حركة مضغها تدريجيًا وهي تعيد التفكير في كلمات تشيو باييو
{ قالت العمة إنه يمكنني أن أكون مرتاحة أمامها،
وأن أسألها إن كان لدي أي سؤال…
يوجد سؤال لطالما أردت أن أسأله … }
جمعت شجاعتها ،
{ هذه صديقتي ، صديقة يمكنني الوثوق بها }
: “ عمة
أريد أن أسألك سؤال "
: “ اسألي "
: “ لماذا كنتِ تتجاهلينني من قبل،
لكنك بدأتِ تهتمين بي في الأيام القليلة الماضية؟”
منذ أن ساعدتها تشيو باييو في وضع الدواء ذلك اليوم ،
وهي تشعر بالفضول حيال هذا الأمر
{ العمة باييو التي دائمًا تتجاهلني ،
أصبحت فجأة لطيفة معي
، بل وذهبت إلى المدرسة للدفاع عني …..
كما لو أن الشمس قد أشرقت من الغرب
كان هذا غريب جدًا
الكبار مخلوقات عجيبة حقًا }
لكن شعور الحماية كان رائع ،
وكانت خائفة من أن تفقده إن سألت،
لذا كبتت فضولها طوال الأيام الماضية،
وتصرفت بلطف
إلى أن أخبرتها عمة باييو اليوم ' يمكنك أن تكوني أكثر
راحة ، و قولي ما يدور في ذهنك '
عندما سمعت تشيو باييو هذا السؤال،
توقفت يداها للحظة
نظرت إلى الطفلة الفضولية،
وأدركت أنها لا تستطيع قول الحقيقة كاملة،
لذا فكرت للحظة، ثم قالت:
“ لأنني كنت… مريضة سابقاً "
: “ مريضة؟!” بدت الدهشة واضحة في صوت جيانغ زيمين،
وسرعان ما ظهر القلق على وجهها : “ هل بسبب المرض
الناتج عن سقوطك من الدرج ؟!”
عند سماع هذا ، عبست تشيو باييو بحاجبيها قليلًا
{ سقطت صاحبة الجسد الأصلية من الدرج ؟ }
لم تتسرع في الإجابة على سؤال جيانغ زيمين،
بل استدعت بصمت المزيد من المعلومات حول ماضي
صاحبة الجسد الأصلية من النظام ،
وبالفعل، وجدت ما تبحث عنه
قبل نصف عام فقط ، سقطت صاحبة الجسد الأصلية من
الدرج، وأصيبت في رأسها،
ونزفت، وظلت في المستشفى لفترة طويلة
لم يكن هذا الحدث من المفترض أن يحدث في الحبكة الأصلية،
لذا لم يبادر النظام بتوفير هذه المعلومات لها مسبقًا
“ عمة ؟ عمة ، لما لا تقولين شيئ ؟”
ظهر صوت جيانغ زيمين القلق من الجانب الآخر
استعادت تشيو باييو تركيزها،
وقررت أن تضع هذه المسألة جانبًا مؤقتًا وتسأل النظام عنها لاحقًا
{ عليّ أن أجيب على سؤال جيانغ زيمين أولًا
لنخترع شيئًا الآن ! }
باييو : “ لم يكن الأمر كذلك .
لقد كان مرضًا نفسيًا أصبت به من قبل،
شيء لا يمكن رؤيته جسديًا .”
”؟”
: “ هذا المرض جعلني لا أرى سوى والدك ،
ولم ألحظ أي شخص آخر ، لذا تجاهلتك ولم أفكر إلا فيه من قبل .
لكن لا تقلقي، لقد شُفيت الآن تمامًا ،
وأصبحت أرى كل من يظهر أمامي .”
: “ آه، هكذا إذن… هل شُفيتِ حقًا؟”
: “ حقًا، لن يعود المرض مجددًا .
لقد شُفيت تمامًا .”
: “ هذا جيد .
عمتي عليكِ أن تعتني بنفسك وألا تمرضي مجددًا .
المرض مزعج جدًا ،
ولا تسقطي مرة أخرى، السقوط مؤلم جدًا …”
بعد أن قالت هذا ، مدت جيانغ زيمين يدها بقلق وربّتت
على ظهر يدها،
وقد بدت وكأنها صدقت كلماتها بالكامل
ابتسمت تشيو باييو بلطف وأومأت موافقة: “ وأنتِ أيضًا،
لا تمرضي.
تناولي طعامك جيدًا وكُلي أكثر .”
أومأت جيانغ زيمين برأسها: “مم !”
راقبتها تشيو باييو وهي تأكل بصمت،
وفجأة خطرت في بالها صورة لمستقبل هذه الطفلة كما في
الحبكة الأصلية— سريعة الغضب ،
دائمة التذمر ، تتصرف بأنانية أمام يي يان يوي
وكأنها شخص آخر تمامًا عن هذه الطفلة اللطيفة والمراعية التي أمامها الآن
تنهيدة …
{ ذلك السيناريو السيئ ألحق ضررًا كبيرًا بها… }
بينما كانت تفكر في ذلك،
التفتت تشيو باييو لتنظر نحو الباب
يي يان يوي في الأسفل
الحقيقة أن البطلة تركت انطباعًا جيدًا لديها
لقد بدت مطابقة تمامًا للوصف في القصة : لطيفة، وديعة ،
تشبه زهرة بيضاء نقية بلا عيوب
{ لكنها فقط … لا تبدو مناسبة للبطل
بشكل أدق ، لا يستحق البطل يي يان يوي
أحدهما لطيف وطيب جيد ، والآخر متعجرف ومسيطر —
لماذا يجب أن يحصل البطل عليها ؟
لكن لا بأس، فالأمر لا علاقة له بي
إن اختارت يي يان يوي جيانغ شين بمحض إرادتها،
فلا أحد يستطيع منعها
طالما أنني لن أُجّر إلى لعبتهما العاطفية ، فهذا يكفي }
عادت إلى الواقع وأكملت تناول الطعام مع جيانغ زيمين
لكن ما إن التقطت عيدان الطعام حتى جاء صوت طرق مفاجئ على الباب
“ سيدتي "
كان صوت الخادمة العجوز ينادي من الخارج
في الداخل ، تبادلت الفتاتان النظرات
سألت جيانغ زيمين : “ هل يُعقل أن والدي أرسل أحدًا
ليناديكِ للنزول ؟”
{ استدعائي للنزول ؟
بعد أن فعلت به ذلك ؟!
كان من الجيد أصلاً أنه لم يطردني من عائلة جيانغ في هذه الليلة }
: “ أكملي طعامك "
وضعت تشيو باييو عيدان الطعام ونهضت لتفتح الباب
وعندما فتحته، تفاجأت برؤية الخادمة العجوز واقفة …
وإلى جانبها يي يان يوي
”؟”
{ لماذا جاءت إلى هنا ؟ }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق