Ch1 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
مات مورونغ يان ——
لقد مات متأثّرًا بإصابات بالغة تعرّض لها أثناء محاولة
اغتيال دبّرها أعداؤه ——
هذا ما قاله سون فانغ ، الرجل الثاني في كازينو [ الجبال والأنهار ] وهو يشهق ويتنهد باكيًا
بينما يحرق أوراق النقود
الرمزية أمام قاعة العزاء التي وُضع فيها رئيسهم مورونغ يان
في تلك اللحظة ، كان غو لانغ يرتدي زيّ الحراس الأسود،
بأكمامه الضيقة ،
جسده نحيف ومتسق مع ردائه ،
وقف أمام تابوت مورونغ يان، يحدق بصمت في وجهه الشاحب،
دون أن ينطق بكلمة واحدة
وبعد مرور وقت طويل، رفع يده ليتفقد ما إذا كان الرجل داخل التابوت لا يزال يتنفس
{ … لا يتنفس بعد الآن }
بينما سون فانغ يواصل نحيبه المرير ،
لمح غو لانغ يستدير فجأة ،
يعبر قاعة العزاء الممتلئة بالمعزين الباكين ،
ويغادر دون أن يطلب إذنًا من أحد
{ هل… لم يكن يبكي ؟ }
أُصيب سون فانغ بخيبة أمل حقيقية وهو يرى ذلك —-
{ كيف سأشرح هذا الأمر لرئيسي الآن ؟ }
رئيسهم الكبير كان يُلاحق الحارس غو منذ وقت طويل ،
( يُلاحق = يحاول يكسب إعجابه )
منذ أن أصبح غو لانغ حارس في أراضي المدينة الإمبراطورية ،
وحتى ترقيته ليصبح حارس القصر الشرقي ،
مرّ أكثر من عام —-
لكن قلب الحارس غو كان كالصخر — مرت شهور لا تُعدّ ولا تُحصى ،
ومع ذلك ظلّ بارد لا يستجيب لأي من محاولات التقرب
تنهد سون فانغ بيأس ، ثم استمر في بكائه المبالغ فيه
بعد ثلاثة أيام ،
صادف سون فانغ الحارس غو واقف أمام القبر ،
بينما كان هو على وشك التظاهر بأداء طقوس الصلاة على روح مورونغ يان
وكعادته ، ظلّ غو لانغ صامت
وحين رأى سون فانغ يقترب ،
اكتفى بإيماءة خفيفة برأسه كتحية ، ثم استدار وغادر بهدوء
ثار حماس سون فانغ فورًا عند رؤية ذلك ~
{ أيها الرئيس الكبير !
بدلًا من إشعال المفرقعات ،
الحارس غو جاء فعلًا لزيارة قبرك ! }
صرخ بذلك في قلبه متحمس
قبل أن يزيف مورونغ يان موته ،
حاول سون فانغ طمأنته ،
رغم أنه لم يكن مقتنعًا بذلك في داخله ، بأن الحارس غو
سيموت من شدة الحزن بعد رحيله
لكن مورونغ يان، وهو يضغط على جرح في بطنه ،
ضحك ساخرًا من نفسه،
قائلًا إن الحارس ربما سيشعل المفرقعات احتفالًا بموته
بدلًا من أن يحزن عليه
وها هي المفرقعات لم تُشعل ،
بل إن الرجل جاء من تلقاء نفسه لزيارة قبره
صفق سون فانغ على فخذه بفرح،
وعلى وشك أن ينبش القبر من شدة الحماس
بعد ذلك ، التقى سون فانغ بغو لانغ أمام القبر عدة مرات أخرى ——
وهكذا، وبعد أن تعافى مورونغ يان من إصاباته وعاد سرًا إلى
كازينو [ الجبال والأنهار ]
سمع سون فانغ يقول له بحماس إن غو لانغ كان يزور قبره يوميًا وهو يبكي
كان مورونغ يان واقف بجانب البركة ،
يداه خلف ظهره ، ويمس بإحداهما صنارة صيد يُلقي بها الطُعم في الماء
لكن حين سمع ما قيل، ارتجفت يده وكاد أن يُسقط الطُعم
قال وهو يحدق في السمك في البركة:
“ هذا مستحيل " فكر في طباعه قليلًا : " أنا لم أره بعينين محمرتين قط، فكيف بالبكاء ؟”
ردّ سون فانغ :
“ صدقني ، إنه يبكي بحرقة لدرجة أنه فقد الكثير من الوزن "
لكن مورونغ يان لم يتمكن من تصديق ذلك — لم يستطع
أن يتخيل غو لانغ وهو يبكي
ومع ذلك لم يستطع مقاومة رغبته في التحقق بنفسه
وبالفعل ، رآه يقف أمام قبره
كان غو لانغ يبدو وكأنه فقد وزنًا حقًا ،
الخصر الذي تحته ملابسه بدا أنحف من المعتاد ،
لكنه لم يكن يبكي
كان يحدق بصمت في قبر مورونغ يان، ووجهه خالي تمامًا من أي تعبير
{ ذلك الوغد سون فانغ ! }
فكر مورونغ يان بغضب { عليّ أن أخيط فمه يومًا ما! }
وبينما هو يلعن سون فانغ في ذهنه،
رأى غو لانغ يجثو فجأة،
ثم يمد يده ليشد بعضًا من العشب الذي نبت على القبر
مورونغ يان: “……”
{ ما الذي يفعله بسحب العشب ؟ }
اقتلع غو لانغ بضع شُجيرات،
ثم توقف وغادر دون أن ينبس ببنت شفة
خرج مورونغ يان من الظلال ،
ووقف في المكان الذي كان غو لانغ واقفًا فيه قبل لحظات
{ ما الجاذب في قبر ميت؟ }
فكر مورونغ يان { أنا حتى لست مدفونًا تحته }
في هذه الليلة ، سون فانغ راكع بجانب بركة الأسماك ،
لفحته نسائم الليل الباردة ،
فجلس يتأمل القمر بصحبة السمك حتى الصباح
——————————-
لقد مرّ أكثر من شهر منذ نُقل غو لانغ إلى القصر الشرقي —
( القصر الشرقي = قصر ولي العهد )
في البداية، كُلّف بحراسة أسوار القصر
لكن، وكما تردد، كان القصر الشرقي يُعاني من نقص في الحراس،
لذا تم استقدام مجموعة جديدة ، وكان غو لانغ من بينهم
ومع ذلك، وعلى الرغم من أنه قضى أيامًا طويلة هناك،
فإنه لم يرَى ولي العهد ولو لمرة واحدة
وبحسب ما قاله الحارس الليلي وو ليو ،
فإن الأمير مولَعٌ بممارسة طقوس الخلود ،
وكان يحبس نفسه في غرفته كل يوم ،
ونادرًا يخرج منها ،
حتى وو ليو ، الذي خدم في القصر الشرقي لمدّة عام كامل ،
لم يقابل الأمير إلا بضع مرات فقط ———
كان الجميع في البلاط الإمبراطوري يعلمون أن ولي العهد مهووسٌ بطقوس الخلود
ولولا أن إمبراطور يان العظيم لم يكن له سوى ابنٍ وحيد
وسط عددٍ من البنات،
لَما تم اختياره وليًا للعهد أصلًا
أما الآن ، فقد اشتدّ مرض الإمبراطور ،
وولي العهد لا يهتم بشؤون الدولة
ولهذا السبب، كانت معظم الأمور الإدارية،
سواء الكبيرة أو الصغيرة، تُدار من قِبل رئيس الوزراء
قال وو ليو بحماس :
“ مهرجان الأشباح الجائعة سيُقام بعد بضعة أيام .
في السنوات السابقة ، اعتاد سمو الأمير أن يذهب إلى
المعبد الإمبراطوري ليُقدّم القرابين لأسلافه .
ربما نحظى بفرصة لرؤيته هذه المرة .”
وأضاف بحماس أكبر :
“ سمو ولي العهد وسيم للغاية .
كيف وصفوه من قبل…؟
آه صحيح ، صحيح ، ' الرياح تهب على شجرة من اليشم ،
وسحره يُضاهي الآلهة ،
' وسلام العالم يُقابل نظام البلاد' …”
غو لانغ: “……”
غو لانغ لم يكن يعلم، ولا يهمه أصلًا، إن كان الأمير وسيمًا أم لا
كل ما في الأمر أنه تذكّر فجأة القبر الذي يقع خارج المدينة
{ مهرجان الأشباح الجائعة ؟ } تساءل غو لانغ في نفسه :
{ هل من الممكن أن يعود ذلك الشخص إلى الحياة حينها ؟ }
يتبع
الهامش:
في هذا المقطع ،
استخدم وو ليو ثلاث عبارات مأثورة من أربعة رموز متتالية .
اثنتان منها صحيحة الاستخدام وسياقهما مناسب،
أما الثالثة فكانت شبه عبثية في هذا السياق:
1. 玉树临风 (يُوشو لين فِنغ): حرفيًا “الريح تهب على شجرة من اليشم”، وهي تُستخدم لوصف الرجل الوسيم والمُنعش الطلّة.
2. 丰神俊朗 (فِنغ شين جون لانغ): حرفيًا “روحٌ وفيرة وملامح وسيمة”، تعني أن الشخص يتمتع بجاذبية ووسامة.
3. 朗朗乾坤 (لانغ لانغ تشيان كون): هذه العبارة لا علاقة لها بالمظهر أو الجاذبية،
بل تعني “نظام سياسي مستقر؛ عالم يسوده السلام”، واستخدامها هنا خارج السياق تمامًا.
كان المقصود من هذا المقطع سخرية ،
إذ يُظهر كيف أن وو ليو يُلقي بالكلمات الرنانة دون وعي
أو فهم، فقط لأنه سمعها في مكان ما.
تعليقات: (0) إضافة تعليق