Ch15 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
كان قصر رئيس الوزراء، في ذلك اليوم، يعج بالفوضى
طيلة النهار، لم ينقطع صدى الضوضاء،
سواء من الصراخ، أو من محاولات تهدئة من يصرخ
في البداية ، كان غاو تشنغ هو من فقد أعصابه
وهاجم سون فانغ
و تبادلا الضربات بعنف ،
وتمزقت ثيابهما أثناء العراك ،
ومع ذلك لم يتمكن أحد منهما من حسم المعركة لصالحه
وفي النهاية، انسحب غاو تشنغ مكفهر الوجه ،
مشبعاً بهالة قاتلة
لم تمضِي دقائق حتى كان رئيس الوزراء يطارد سون فانغ
ممسكاً بريشة تنظيف ،
يضربه بها من القاعة الأمامية حتى الفناء الخلفي
الريش تناثر منها ، وملأت الأرض بريشها المتطاير
صرخ رئيس الوزراء شو تشي يان وهو يركض خلفه غاضباً:
“ من أين أتى هذا الوغد ؟
يجرؤ على إيذاء ابنتي ؟
سأضربك حتى الموت !”
هرعت شو جينغ إر خلفه ، تحاول إيقاف والدها :
“ الأمر ليس خطأ سون غا !
أبي، أرجوك، توقف عن ضربه !”
لكن شو تشي يان هتف بغضب أكبر :
“ أنتِ الآن حامل منه ، وتقولين أنه لا علاقة له بالأمر ؟!”
شو جينغ إر: “……”
وفي النهاية ، حُبس سون فانغ في مستودع الحطب ،
بأمر من رئيس الوزراء، حتى ' يتضح كل شيء '
————————————
في مكانٍ آخر ،
تشنغ يوفي قد حصل على مجموعة من الخيول الأصيلة،
قوية البنية، بهية المنظر
كان غاو تشنغ من عشّاق تدريب الخيول،
وكثيراً ما دعاه تشنغ يوفي إلى المزرعة كلما حصل على
حصان جيد،
وكان يسمح له بأن يأخذ ما يعجبه منها
لكن في هذا اليوم،
لم يكن لدى غاو تشنغ أي رغبة
بعد جولات قليلة على ظهر الحصان،
توقّف وجلس جانباً، مظهره شاحب وشارد
اقترب منه تشنغ يوفي وسأله بلطف:
“ هل لم يعجبك الحصان ؟
أم أنك لست في مزاج جيد، غاو شيونغ؟”
( “شيونغ” الأخ الأكبر.
ليس بالمعنى الحرفي، مجرد طريقة للتعبير عن الاحترام. )
أشار غاو تشنغ بيده، قائلاً:
“ المشكلة ليست في الحصان .”
: “ إذاً ، أين تكمن المشكلة ؟”
أخذ غاو تشنغ رشفة من الشاي،
ثم قال بصوت حانق:
“ رئيس الوزراء شو تشي يان .
لم نعد نستطيع استخدامه .”
توقف تشنغ يوفي عن احتساء الشاي، وسأله ببطء:
“ ولما تقول ذلك غاو شيونغ؟”
ضرب غاو تشنغ الطاولة بعنف وقال:
“ بات يتجاهلني أكثر فأكثر ! يخدعني ، ويُخفي عني الأمور ،
وحتى لم يعد يرغب في تزويجي ابنته !
ما الذي يدفعه لذلك إن لم يكن يخفي نية خائنة ؟”
بل وبدأ يشك أن سون فانغ ما هو إلا شخص أرسله رئيس الوزراء ،
وكل ما حدث مجرد مسرحية مدبرة لمنعه من الزواج بشو جينغ إر
سأله تشنغ يوفي ، وقد بدأت أصابعه تنقر بهدوء على حافة الكوب:
“ هل يشك غاو شيونغ أنه يحمل نوايا خيانة ؟
رئيس الوزراء شو تشي يان رجل متغلغل في أروقة السلطة
منذ سنوات ، وله نفوذ واسع .
إن كان حقاً يخطط للخيانة ، فستكون مشكلة كبيرة لنا .”
لكن غاو تشنغ بدا غير مكترث:
“ ما علينا سوى إسكاته .
ففي النهاية، ليس سوى دمية .
وإن لم تنفع هذه الدمية ، سنستبدلها بأخرى .”
فكر تشنغ يوفي للحظة، ثم قال:
“ علينا أن نعرض الأمر على الشيوخ أولاً قبل اتخاذ أي قرار.
غاو شيونغ، انتظر إخطاراً مني .”
ورغم علامات التردد ، لم يعترض غاو تشنغ كثيراً ،
بل صعد على ظهر جواده وواصل التدريب
——————————————-
في نفس الليلة ، عاد رئيس الوزراء شو تشي يان إلى مكتبه
وما إن أغلق الباب واستدار ،
حتى رأى تشو فنغيون جالس على المكتب ،
يسند رأسه إلى يده، يقلب كتاباً بملل
: “ نائب القائد … تشو ؟”
رفع تشو فنغيون رأسه وقال بابتسامة:
“ عاد رئيس الوزراء .”
من دون إرسال إخطار ، أو استئذان ،
جلس هناك وكأن الغرفة عرشه
راود رئيس الوزراء شو تشي يان شعور سيئ
سأله بتوتر:
“ هل هناك أمر ما يا نائب القائد ؟”
: “ لا شيء ،” أجاب تشو فنغيون بهدوء :
“ فقط سمعت أخبار اليوم ،
وأردت أن أخبر رئيس الوزراء بها.”
: “ أخبار؟”
مال تشو فنغيون إلى الأمام وقال بنبرة ثقيلة:
“ يقول حارس الفرسان الشمالي غاو تشنغ إن رئيس الوزراء
يحمل نوايا خيانة .
ويريد من القائد تشنغ أن يحل محله .”
اهتزت يد شو تشي يان،
لكنه حافظ على ابتسامته قائلاً:
“ هذا مستحيل .
أنا مخلص لدولة يان العظمى …”
قاطعه تشو فنغيون، ناطقاً كل كلمة بثقل :
“ ليس لدولة يان ،
بل لمن يسيطرون على رئيس الوزراء .”
لسنوات طويلة ، بدا شو تشي يان كصاحب سلطة عظيمة
لكنه لم يكن سوى دمية في يد قوى خفية
تلطّخ بالدم من أجلهم، ودفن الحقائق مقابل السلام
قال تشو فنغيون:
“ وإذا فقدوا ثقتهم بك… هل سيقتلونك كي لا تتكلم ؟”
قبض رئيس الوزراء شو تشي يان على يده داخل كمه وقال:
“ هذا الوزير العجوز… لا يفهم ما تقصده !”
تقدّم تشو فنغيون ببطء، وقال:
“ يمكنك أيضاً أن تُظهر ولاءك بتزويج ابنتك لغاو تشنغ. لكن…”
وتوقف لحظة ثم تابع :
“ الآنسة شو تشبه والدتها كثيراً…
هل ياترى تحمل نفس شخصيتها أيضاً ؟”
تراجع شو تشي يان بخطوة عنيفة ، كاد يسقط من شدتها
فهو قبل أن يدخل عالم السياسة، كان مجرد عالم فقير
وبعد أن أنجبت زوجته الأولى شو جينغ إر،
أُجبرت على تطليقه والزواج من تاجر غني
لكنها، في يوم زفافها… ألقت بنفسها في البئر، وماتت
باتت أنفاسه متقطعة وهو يحدق في تشو فنغيون وسأل:
“ ما الذي تريده ؟”
أجابه الأخير ببرود :
“ أُريد أن أمد يدي لرئيس الوزراء .
منصب نائب القائد للحرس الامبراطوري لم يعد يناسبني…
أريد مقعد حقيقي .”
———————————————-
بعد مغادرة تشو فنغيون قصر رئيس الوزراء ،
انعطف نحو زقاق ضيق ——-
كان مورونغ يان واقفاً هناك مستنداً على الحائط
مورونغ يان : “ هل وافق؟”
أجاب تشو فنغيون : “ ليس بعد ، قال إنه يحتاج للتفكير.”
مورونغ يان بهدوء:
“ فليفكر إذن .
لن يأخذ الأمر أكثر من أيام قليلة .
كيف تسير التحقيقات في جبل فولان ؟”
أجاب تشو فنغيون:
“ الوضع هناك صعب .
الجنود كلهم تابعون لهه نينغتشونغ،
وهو من رجال تشنغ يوفي.
يتولى كل شيء، ولا يتدخل تشنغ يوفي مباشرة،
لذا حتى لو انكشفت جرائم الجبل ، فسيخرج نظيفاً .”
ظل مورونغ يان صامتاً للحظات،
ثم مشى باتجاه أول الزقاق قائلاً:
“ فهمت . عد أنت أولاً .”
: “ سُمُوّك؟”
: “ سأذهب إلى جبل فولان بنفسي ! "
استغل مورونغ يان ظلام الليل ،
وشق طريقه نحو جبل فولان
ولمنع انكشاف هويته،
ارتدى قناع الجلد الذي يشبه وو تشي
وعندما وصل إلى سفح الجبل ،
ومض ضوء فضي فجأة — سكين ، انقضت عليه من الخلف
تفاداها بشعرة ، واستدار بسرعة ،
ليرى وجهاً مألوف يلمع تحت ضوء القمر
: “ غو…” همس، ثم تذكّر فجأة أنه نسي تناول دوائه اليوم
فحين يتنكر في هيئة وو تشي،
يخشى أن يتعرف عليه غو لانغ من صوته.
لذا، عليه تناول حبة كل ثلاثة أيام لتخشن صوته
لكن اليوم كان اليوم الثالث… ونسي الدواء
سأله غو لانغ وقد تعرف عليه:
“ وو تشي؟ لماذا أنت هنا؟”
مورونغ يان: “……”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق