Ch16 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
لم يرد وو تشي ————
غو لانغ يحدّق فيه بصمت ،
يقبض على السكين في يده بإحكام ،
تلمع عينيه ببريق حاد
أشار وو تشي إلى حنجرته وهزّ رأسه ——
عبس غو لانغ حاجبيه :
“ هل أصيبت حنجرتك ؟”
أومأ وو تشي
: “ كيف حدث ذلك؟”
مدّ يده نحو غو لانغ ، لكن الأخر ، بدافع العادة ، تراجع وتجنّبها
نظر إليه وو تشي بعينين مملوءتين بالعجز
تردد غو لانغ لحظة ، ثم أعاد مدّ يده إليه
أمسك وو تشي بـ كف غو لانغ بيده اليسرى ،
وبدأ يكتب على راحة يده
كانت يد غو لانغ باردة ، لكن كفيّه دافئتان ،
كما لو أنهما منغمستان في مياه حارة
أي أحد يُمسك بهما لن يُطيق الإفلات بعدها
غو لانغ، على ما يبدو، كان يحسّ بالدغدغة بسهولة؛
أطراف أصابعه بدت ترتجف قليلاً وتتحرك من وقت إلى آخر
قرأ غو لانغ الكلمات المكتوبة على كفه وقال:
“ ولي العهد أمرك بتجربة الأدوية ؟
إصابه حنجرتك كانت نتيجة تناولك لها؟”
أومأ وو تشي مرة أخرى
تنهد غو لانغ بجدية :
“ لا عجب أن صوتك مبحوح ثقيل طوال الوقت "
تنهد وو تشي تنهيدة ارتياح داخلية
ثم رفع غو لانغ عينيه وسأله من جديد:
“ وما الذي تفعله هنا ؟”
كتب وو تشي على كف يده:
[ جئت بأمر من نائب القائد تشو ]
: “ تشو فنغيون؟”
أومأ وو تشي :
[ نعم .
بعد أن علم بوجود من يدرّب جيشاً سري في جبل فولان،
بدأ التحقيق ، وكلفني بالمجيء للتحري ]
لم يتضح إن كان غو لانغ صدّقه أم لا،
لكنه سحب يده وقال:
“ حقق كما تشاء ، سأغادر الآن "
وو تشي: “……”
لم يضيع غو لانغ وقتاً
استخدم مهارته في التشونغغونغ وقفز إلى الأمام ،
متلاشياً في عتمة الليل
ضحك مورونغ يان وهو يطارد أثره :
“ هل يمكنك تحمل الفراق ؟”
غو لانغ وصل إلى هنا لأنه كان يُلاحق تشنغ يوفِي ،
لكنه عندما استدار عند منعطف ، لم يعثر له على أثر
بحث طويلاً دون أن يجد له حتى ظلاً
وبعد جهد ،
لم يجد سوى شخص واحد عند سفح الجبل—
وو تشي
عاد غو لانغ إلى مكان اختفاء تشنغ يوفِي
{ رجل بهذه الضخامة لا يمكن أن يتبخر في الهواء ،
لا بد أن هناك شيئ مريب هنا }
لكن تضاريس الجبل المحيط كانت وعرة وشديدة الانحدار
بحث في كل اتجاه دون أن يعثر على مدخل
وصل وو تشي إلى حيث يوجد غو لانغ
رآه يطرق ويلمس أطراف الجرف وكأنه يبحث عن شيء،
فتملّكه بعض الارتباك
قال غو لانغ دون أن يلتفت:
“ اذهب وحقق في مكان آخر "
لكن وو تشي لم يغادر،
بل اقترب منه أكثر، وكتب على ظهره:
[ ما الذي تبحث عنه ؟ ]
الجو معتدل ، وغو لانغ لا يرتدي الكثير من الملابس
ملامسة أطراف أصابع وو تشي لظهره أشعلت في جلده
رعشات ساخنة، فيها شيء من الدغدغة…
ارتعش جسد غو لانغ وقال بصوت خافت:
“ لا شيء مهم "
كتب وو تشي من جديد:
[ ولماذا أنت هنا في هذا الوقت من الليل ؟ ]
: “ أنا فقط… أمر من هنا "
وو تشي [ … وهل من المعتاد أن تطرق على جدران الجبل
وأنت تمر مروراً فقط ؟ ]
لم يجب غو لانغ
همّ وو تشي بالكتابة مجدداً ، لكن غو لانغ استدار فجأة وقال:
“ لا تكتب على ظهري "
توقف وو تشي للحظة ،
ثم أمسك بيده الأخرى ، وابتسم وهو يكتب :
[ هل أنت شديد الدغدغة ؟ ]
نظر غو لانغ جانباً ، ولم ينطق بكلمة
كتب وو تشي مجدداً:
[ يُقال إن من يشعر بالدغدغة كثيراً يكون محباً لزوجته…
الزميل غو هل تحب زوجتك ؟
آه، لا… لم تتزوج بعد، صحيح؟
ما نوع الفتاة التي تستهويك إذن؟ ]
غو لانغ تجاهله، وسحب يده ،
ثم عاد ليلامس جدار الصخور
كان وو تشي واقفاً خلفه، ينظر إليه مبتسماً
وفجأة، مدّ إصبعه ووخز أسفل ظهر غو لانغ
ارتعش جسد غو لانغ وكاد يفقد توازنه،
فسارع إلى الاتكاء على الجدار ليستعيد توازنه،
ثم التفت بغضب إلى وو تشي وقال:
“ أنت…”
لكن الحجر الذي تحت يده انهار فجأة،
وكشف عن باب خفي في الجدار الصخري،
و بدأ يُفتح ببطء
تفاجأ غو لانغ ، وهمّ بالذهاب لاستكشافه ،
لكن وو تشي وخزه مرة أخرى في نفس المكان
صرخ غو لانغ وقد نفذ صبره:
“ ما الذي تفعله ؟!”
وو تشي: “ مم مم آآه مم مم آآه…”
{ لم أكتفِي من وخزك بعد }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق