Ch18 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
عندما أنهى حديثه ، لاحظ الطبيب شياو رُوان أن تشو
فنغيون لم يرد عليه،
بل يحدّق فيه دون أن يطرف له جفن
سأله الطبيب شياو رُوان بإحباط:
“ يعني… لن أصبح كذلك؟
إذًا ماذا عليّ أن أفعل لأُصبح أكثر صلابة ؟”
ارتجفت زاوية فم تشو فنغيون قليلًا، وقال:
“ أنت طبيب إمبراطوري ، ولا يتوجب عليك القتال أصلاً…
لماذا تريد أن تصبح صلبًا ؟”
أطبق الطبيب الشاب شفتيه بصمت، رافضًا الرد
تشو فنغيون لم يسترسل في السؤال،
بل قال ببساطة:
“ الأمر بسيط جدًا — عليك أن تتدرّب أكثر .”
بلهفة حقيقية سأله الطبيب شياو رُوان :
“ وكيف أتدرّب ؟”
رد تشو فنغيون:
“ ابدأ بوضعية الحصان —ساعتين يوميًا .”
( وضعية الحصان = سكوات )
تراخت ركبتي الطبيب على الفور ،
وسقط جالسًا تحت الطاولة
تشو فنغيون: “…ما بالك؟”
رد الطبيب بصوت واهن :
“ رجلاي تؤلمانني .”
تشو فنغيون: “……”
{ هل بدأت تتخيل أنك تتدرّب فعلاً ؟ }
في النهاية اضطر تشو فنغيون إلى تقليص الوقت المخصص
لوضعية الحصان من ساعتين، إلى ساعة،
ثم إلى نصف ساعة…
وأخيرًا إلى عشرين دقيقة ،
وعندها بالكاد اختفى الألم من ساقي الطبيب
ارتسمت على وجه تشو فنغيون نظرة مملوءة بالاحتقار المتعالي
افترقا عند منعطف الشارع ،
وبعد أن خطا الطبيب شياو رُوان عدة خطوات ،
استدار بعينين تتلألآن وقال:
“ رُوان نيان — اسمي رُوان نيان .
إذا مرضتَ يومًا، يمكنك زيارتي في المستشفى الإمبراطوري .”
شعر تشو فنغيون بنبضٍ حاد في صدغيه فجأة —
{ اهدأ أيها الغضب… لا تغضب ،
هذا الكائن ناعم حساس ، قد يتحطم بضربة واحدة … }
——————————-
في أعماق جبل فولان،
وو تشي واقف أمام الجدار ، يتأمل ذاته بصمت
فجأة ، دوى صوت عالي من داخل الكهف
الرجل النحيف قد استيقظ بعد أن بالغ الرجل الضخم في تدليله وهو نائم
استشاط غضبًا، وصفعه على وجهه بقوة
استفاق الرجل الضخم من الصفعة،
وزمجر غاضبًا:
“ تشانغ لاوسان أجننت يا ابن الكلب ؟!”
رد تشانغ لاوسان بوحشية:
“ ليو دامنغ إن لم تتوقف عن تحرشك بي أثناء النوم ،
سأقطع يديك وقدميك !”
ازداد عبوس غو لانغ، فقد سبق له سماع هذين الاسمين من قبل
تشانغ لاوسان كان قد تشاجر مع بائعٍ في السوق،
وطعنه حتى الموت بسكين
أما ليو دامنغ، فقد اغتصب زوجة رجل آخر،
وعندما حاول الزوج ملاحقته والانتقام منه،
فقد ليو أعصابه وقتله
كلاهما قاتلان على الملأ ،
والناس ضجّوا مطالبين بالعدالة
لم يمضِي وقت طويل حتى صدر عليهما حكم الإعدام
ومع ذلك ، ها هما ما زالا على قيد الحياة
غو لانغ بصوت خافت:
“ هل يُعقل أن هؤلاء جميعًا من المحكوم عليهم بالإعدام ؟”
كتب وو تشي على كفّه :
[ ليسوا فقط من المحكوم عليهم بالإعدام.
أنظر إلى الرجل الملتحي القوي على الجهة اليسرى من
الأمام—إنه قاطع طريق من جبل جينغهونغ… ]
داخل الكهف، اشتد الشجار بين تشانغ لاوسان وليو دامنغ،
وأيقظت ضجّتهما مجموعة من النائمين
ارتفعت الشتائم والصراخ من كل اتجاه
“ منتصف الليل—هل تحاولون استدعاء الأرواح ؟!”
“ دعونا ننام !”
“ إن أردتم الشجار ، فاخرجوا وتقاتلوا في الخارج !”
تحوّل الجدال إلى عراك بالأيدي ،
و دفع وركل وفوضى عارمة
وفجأة، دوّى صوتٌ غاضب:
“ ما الذي تتشاجرون عليه ؟
أتظنون أنفسكم خالدين ؟!”
تجمّد الجميع في أماكنهم ،
وعاد الهدوء تدريجيًا
دخل رجل يرتدي درع قتالي ،
ينظر إليهم بنظرات شرسة ، وصرخ:
“ إن لم تلتزموا النظام ، سأجعلكم تندمون على ولادتكم !”
عرفه غو لانغ فورًا — كان هُوو نينغتشونغ —- الذراع اليمنى لتشنغ يوفِي
خلفه يقف شخصان— تشنغ يوفِي بنفسه ، ومحاسبه
تأمل تشنغ يوفِي الجميع ، ثم قال لهوو نينغتشونغ :
“ سأتدبر أمري الآن ، دَبّرهم أنت .”
ردّ عليه الأخير بانحناءة يديه قائلًا:
“ لا تقلق أيها القائد !”
هزّ تشنغ يوفِي رأسه ، ثم سار باتجاه الممر السري الذي
اختبأ فيه غو لانغ ووو تشي
في تلك اللحظة ، أدرك وو تشي الكارثة —الباب لم يُغلق
حين دخلا أول مرة ، لم يعرفا كيفية إغلاق الباب من
الداخل ، واضطرا لتركه مواربًا
كتب وو تشي بسرعة على كف غو لانغ:
[ علينا العودة فورًا . الباب مفتوح ! ]
لكن غو لانغ لم يتحرك ، بل ثبت أنظاره على تشنغ يوفِي
ما كان أمام وو تشي سوى أن يسحبه بعنف،
نصف دافع ونصف حامل له،
حتى خرجا من الممر السري،
وأغلقا الباب خلفهما،
معيدين كل شيء إلى حاله السابق
اختبآ معًا خلف جدار حجري مغطى بالشجيرات
وبينما يحاولان تهدئة أنفاسهما،
خدش فرعٌ مكسور ذراع وو تشي، فترك فيها جرحًا نازفًا
خرج تشنغ يوفِي ومحاسبه من الممر،
وسارا مباشرةً في طريق النزول من الجبل
راقبهما وو تشي حتى ابتعدا،
ثم التفت إلى غو لانغ، فوجده شاحب الوجه،
يحدّق في ذراعه
نظر وو تشي إلى ذراعه فرأى الدم يغطّيها
قال فورًا :
“ لا تنظر !”
وسارع إلى تغطية الجرح
تذكّر أن غو لانغ كان يتجنب النظر إلى الدم بعد غروب الشمس،
لعله كان أثر كوابيسه المتكررة على مرّ السنين
كان وجه غو لانغ شاحب وهو يحدّق به،
تمتم بصوت خافت:
“ لقد… استعدت قدرتك على الكلام…”
ثم أغمض عينيه ، وسقط في حضن وو تشي
“ غو لاااانغ !”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق