Ch25 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
رفرف النسيم بخصلات الشعر المتناثرة على جبين غو لانغ ،
وبينما يحدّق إلى الأسفل ،
ارتجفت رموشه الطويلة والكثيفة قليلًا ،
لم يرد
تابع ولي العهد قائلًا :
“ زوجة ولي عهد إمبراطورية يان العظمى ،
ستكون موضع احترام كالذهب ،
وعزيزة كاليشم ،
يخدمها مجموعة من الخدم .
فكّر في الأمر ،
ألن تفعل ؟”
نظر غو لانغ إليه نظرة سريعة ، ثم قال بهدوء:
“ أنا رجل "
أومأ ولي العهد برأسه : “ أعلم . لستُ أعمى .”
شعر غو لانغ كأن الآخر يسخر منه مجددًا — أي رجل يصبح زوجة ولي العهد؟
لم يرد ، بل اتجه إلى البئر ليغسل الدم عن يديه
كان ولي العهد يتأمله بينما انحنى قليلًا ليغتسل من البئر
تمكن من رؤية واضحة لانحناءة عظام كتفيه الدقيقة التي
تشبه أجنحة فراشة
، وهي تضغط على ردائه من الخلف
قال ولي العهد فجأة :
“ أترفض إجابتي… لأن في قلبك شخص آخر ؟”
توقفت يد غو لانغ للحظة وهو يحمل الماء،
ثم قال:
“ لا يوجد ”
: “ وماذا عن مورونغ؟
قبره ضخم جدًا… هل يحتل في قلبك مساحة مماثلة ؟”
ردّ وهو يشطف الدم عن يديه:
“ إنه لم يمت ”
سأله ولي العهد بفضول:
“ هل هذا مجرد ظن منك ؟
أم أنه ما يسمّونه ‘ توافق الأرواح ’؟”
ثم التقط قطعة من الخيزران كانت بجانبه،
ومشى نحو غو لانغ ووضعها في يده قائلًا :
“ قطعة الخيزران هذه ممتازة . تعجبني كثيرًا .
اصنع لي منها مزمار .
واعتبرها ردًّا على جميل اليوم .”
فتح غو لانغ فمه، وكأنه يريد قول شيء،
لكن قبل أن ينبس بحرف، تابع ولي العهد قائلًا:
“ أو يمكنك ردّ الجميل… بأن تتزوجني ”
غو لانغ: “……”
———————-
عاد رئيس الوزراء شو تشي يان إلى مقر إقامته مترنحًا كالمخمور
رغم أن تشنغ يوفِي كان غاضب جدًا،
إلا أنه لم يملك دليلاً قاطع يربط شو تشي يان برجال الرداء الأسود ،
فلم يجد أمامه سوى إطلاق سراحه على مضض
لم يكن رئيس الوزراء شو تشي يان يعرف شيئ عمّا جرى في قصر عائلة آل تشنغ
دخل غرفة مكتبه وهو في قمة الحيرة ،
وجد تشو فنغيون جالس خلف مكتبه
قال له تشو فنغيون بابتسامة هادئة:
“ الوزير شو هل رأسك بخير ؟”
فهم شو تشي يان الموقف على الفور :
“ أأنت من عبث بحصاني ؟!”
أومأ تشو فنغيون دون أدنى خجل
سأله الوزير غاضبًا :
“ ما الذي حصل بالضبط في قصر عائلة تشنغ اليوم ؟!”
أجابه تشو فنغيون:
“ أحد السجناء تمكّن من الهرب .
وقد ساعدته في ذلك الوزير "
جلس شو تشي يان على الكرسي وكأنه فقد كل طاقته ،
لقد فهم سبب ما حدث
— تردده في اتخاذ القرار هو ما منح تشو فنغيون فرصة
للتحرّك أولًا ،
وقطع عليه كل مساراته البديلة
والآن، لن يصدّقه تشنغ يوفِي، ولن يبقيه إلى جانبه
فرك شو تشي يان صدغيه بألم وقال:
“ قلها إذًا… ماذا تريد من هذا الوزير العجوز أن يفعل ؟”
—————-
عندما غادر تشو فنغيون مقر رئيس الوزراء،
كان جنود قصر عائلة تشنغ لا يزالون يجوبون المدينة بحثًا عن الجناة
كانوا يدّعون أن لصًا تسلل إلى القصر،
وأنهم يحاولون العثور عليه
عاد تشو فنغيون إلى منزله،
يتمايل بجسده الكبير وهو يمشي
دخل الفناء ، ثم دفع باب البيت ليفتحه،
فإذا بـروان نيان جالس بجانب الطاولة،
ممسكًا بعصا في يده، بينما ليو دامنغ قابضًا على رأسه
ومتكوّر على السرير يتأوّه بألم
وهو يصدر صوت “سسس…”
سأله تشو فنغيون:
“ ما الذي حدث ؟”
أجاب روان نيان بغضب :
“ لقد لمسني مجددًا !”
قال تشو فنغيون بعد للحظة :
“… أحسنت بضربه "
ثم تابع روان نيان باستياء:
“ ألم تقل إن أصله مشبوه ؟ لماذا أخذته إلى بيتنا إذًا ؟”
رفع تشو فنغيون قدمه وجذب بها كرسيًا إليه ،
ثم جلس وقال:
“ لقد عرفنا أصله . هرب من جبل فولان .”
لم يفهم روان نيان ما المقصود ، فسأله:
“ أي جبل فولان هذا ؟”
في هذه الأثناء ،
ليو دامنغ قد توقف عن التأوّه ،
وبدأ يتخذ وضعية حذرة وهو يسأل:
“ من أنتما ؟”
أجابه تشو فنغيون ببرود :
“ لا يهم من نكون .
كل ما عليك فعله… هو أن تخبرنا عن جبل فولان .”
نظر ليو دامنغ إلى تشو فنغيون، ثم إلى روان نيان، وقال:
“ أستطيع أن أخبركما… لكن لدي شرط واحد "
بدأ يفرك يديه وهو يتابع بابتسامة بلهاء :
“ دع هذا الجمال الصغير يمنحني قبلة…”
صرخ فيه روان نيان غاضبًا :
“ أنت…!”
لكن تشو فنغيون لم يمنحه فرصة أخرى ،
بل انقضّ عليه وأمسك بعنقه فورًا وهو يقول ببرود قاتل:
“ شرط ؟
هل تظن حياتك تساوي كل هذا ؟”
بدأ وجه ليو دامنغ يحمرّ ،
وعيناه تكادان تخرجان من محجريهما،
وكأنه لا يستطيع التنفس
أسرع روان نيان إلى تشو فنغيون،
وعانق خصره محاولًا شده إلى الخلف وهو يصرخ :
“ آ-يينغ، اتركه ! ستخنقه حتى الموت !”
لكن تشو فنغيون أبعد ذراع روان نيان عنه،
وألقى نظرة باردة على ليو دامنغ
جلس الأخير متكئًا على السرير، وسعل عدّة مرات
وعندما رفع رأسه، وجد روان نيان لا يزال يعانق تشو فنغيون،
فتظاهر بالانكسار والخذلان قائلًا:
“ تعانقه ؟!
وأنا، تضربني كلما لمستك لمسة واحدة !
كيف لك أن تعانقه إذًا ؟”
توقف لحظة، ثم تابع بتوسل:
“ ما رأيك أن تعانقني أنا أيضًا ؟”
روان نيان: “……”
رفع تشو فنغيون قدمه وركله ركلة سريعة
كانت الركلة قوية لدرجة أنها فتحت إصابات ليو دامنغ من
جديد، فصرخ متألمًا:
“ لماذا ركلتني ؟!
لم أكن أتحدث إليك حتى !”
استدار روان نيان بصمت ، وتوجّه لاستعادة عصاه
ليو دامنغ: “……”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق