Ch24 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
استقل غو لانغ العربة وتوجه بها إلى الزقاق المؤدي إلى
الباب الخلفي لقصر عائلة آل تشنغ، ثم اختبأ داخلها
في ذلك الصباح ، تلقّى ولي العهد خبرًا — أن تشاو تشو
محتجز في سجن الماء داخل قصر عائلة تشنغ
قال ولي العهد:
“ قصر عائلة تشنغ يخضع لحراسة مشددة ،
وسجن الماء لديهم أشد حراسة .
اقتحامه بالقوة وإخراج تشاو تشو بالقوة سيكون مهمةً شبه مستحيلة .”
كان غو لانغ يتأمل معلومة أخرى مكتوبة في الرسالة التي بيده :
“هل صحيح أن تشنغ يوفِي لن يكون في مقره خلال 'ساعات القرد' ؟”
( من 3 مساءً لـ 5 مساءً )
أجابه ولي العهد:
“ بالفعل ، لقد دعا قائد الفرسان الشمالي غاو تشنغ إلى
ميدان سباق الخيل.”
ثم سحب غو لانغ معه للجلوس إلى الطاولة وتناول الفطور قائلًا:
“ بعد خروجه من القصر ، سأتنكر بهيئته وأدخل إلى سجن
الماء لإخراج تشاو تشو .”
قال غو لانغ فورًا :
“ سأذهب أيضًا "
ردّ ولي العهد:
“ سأرتب أن يستقبلني أحد عند البوابة الخلفية .
لا حاجة للقلق ، فقط انتظر الأخبار خارج المدينة .”
لكن غو لانغ أجابه بحزم :
“ سأكون أنا من يستقبلك عند البوابة الخلفية .”
حدّق ولي العهد في عينيه المحمرتين من السهر طوال الليل، ثم استسلم قائلًا:
“ حسنًا، لكن كن حذرًا .
هيا، كُل قليلاً ، لم تأكل شيئًا البارحة ،
ألا تخشى أن تموت من الجوع…؟”
بينما ولي العهد يغرف له من العصيدة،
شعر غو لانغ فجأة وكأن وو تشي قد عاد —
وكأن ولي العهد العظيم لـ يان العظمى لم يظهر سوى
ليخيفه للحظة ، ثم اختفى من جديد
تملّكه شعور بالارتباك …..
لم يعد قادرًا على التمييز بين حقيقة الشخص الجالس أمامه ———-
——————
عندما بدأت ساعات القرد ،
غادر تشنغ يوفِي القصر ممتطيًا جواده ——-
وبعد وقت ليس بطويل،
شاهد حراس مقر عائلة تشنغ شخص يشبهه تمامًا يعود على ظهر الحصان
خرج خادمه ليأخذ لجام الحصان وسأله بفضول:
“ سيدي هل نسيت شيئ ؟”
فأجابه مورونغ يان، وقد تقمّص هيئة تشنغ يوفِي:
“ قائد الفرسان غاو لديه ما يشغله اليوم ،
فقررنا تأجيل الموعد إلى الغد "
لم يثر هذا أدنى شك لدى الحراس والخدم،
فدخل مورونغ يان مقر الإقامة بخطى هادئة وطبيعية
اجتاز الساحة الداخلية ،
ووفقًا للمخطط المرفق في الرسالة ،
وصل إلى سجن الماء
رآى حارسان عند الباب، فأمرهما مورونغ يان بفتحه
ما إن دخل السجن حتى رأى بركة ماء تتوسط الزنزانة
رجل غارق في الماء، مكبّل اليدين ،
ووجهه مغطى بآثار الدم ، بدا وكأنه يحتضر
كان تشاو تشو يبذل جهدًا هائلًا ليرفع رأسه ،
فتح عينيه بصعوبة ونظر أمامه
وما إن رأى أن القادم هو تشنغ يوفِي حتى بصق بغضب شديد وقال:
“ اللعنة تلعنك ! أيها الخائن الحقير !”
صرخ مورونغ يان:
“ أحدهم ، تعال إلى هنا ! اسحبوه للخارج !”
“ حاضر!” دخل حارسان من خارج الباب،
فكّوا قيود تشاو تشو ، ثم سحبوه خلف مورونغ يان
هكذا رأى الحراس في قصر عائلة آل تشنغ بأعينهم تشنغ
يوفِي وهو يخرج باتجاه الباب الخلفي بوجه عابس ،
وخلفه حارسان يسحبان رجلًا مُدمّى الجسد
لكن يبدو أن لسان مورونغ يان النحس قد جلب له النحس بالفعل ،
فبعد وصول تشنغ يوفِي الحقيقي إلى مضمار السباق ،
أرسل قائد الفرسان غاو تشنغ من يخبره بأنه مريض ولا
يستطيع اللحاق به
بعد شربه كوب شاي ، وقف تشنغ يوفِي وعاد مسرعًا إلى قصره
ركب جواده حتى وصل إلى البوابة،
حيث خادمه ينتظره
نظر إليه الخادم، ثم التفت بنظرة خاطفة إلى داخل القصر،
وحك رأسه مستغربًا وسأله:
“ سيدي… ألم تكن قد عدت بالفعل في وقت سابق ؟”
تغيّر وجه تشنغ يوفِي في لحظة:
“ ماذا قلت ؟!”
أجاب الخادم:
“ لقد رأيتك تدخل القصر منذ قليل ،
سيدي…”
قفز تشنغ يوفِي عن حصانه واندفع إلى الداخل،
ثم أمسك بأحد الحراس وسأله:
“ هل رأيت إلى أين ذهبتُ قبل قليل ؟!”
تلعثم الحارس وقال:
“ أظن أنك كنت… تأخذ أحدهم إلى البوابة الخلفية…”
——————
وما إن فتح مورونغ يان البوابة حتى سمع صوت من خلفه
لكن قبل أن يتمكن الحارسان من رد الفعل،
أحسّا بألم في مؤخرة عنقيهما،
ثم سقطا فاقدين للوعي
أسند مورونغ يان تشاو تشو وساعده على الخروج من البوابة،
لكن تشنغ يوفِي ورجاله كانوا قد بدأوا مطاردته من الخلف
صرخ تشنغ يوفِي:
“ توقّف حالًا !”
صرخ غو لانغ الذي كان ينتظر خارج البوابة :
“ العم تشاو !”
أسرع وساعده على الصعود إلى العربة
قال له مورونغ يان :
“ خذ العم تشاو واهرب الآن !”
: “ لكن أنت…” لم يُكمل غو لانغ جملته ،
إذ ضرب مورونغ يان حصانه بالسوط فانطلق مندفعًا إلى الأمام
صرخ تشنغ يوفِي:
“ أمسكوا بهم !”
لكنّ ما رآه بعد ذلك جعله يتجمد —
قفز أكثر من عشرة رجال يرتدون السواد من فوق السطح المقابل ، ( حراس الظل )
وتقدموا على الفور ليُعيقوا طريق الحرس التابعين لقصر آل تشنغ
ومع اصطدام السيوف وصوت المعدن المتصادم،
استل مورونغ يان سيفه،
وصدّ الخنجر الذي كان تشنغ يوفِي يهاجم به عربة الخيل بعنف
صرخ تشنغ يوفِي وهو يغلي من الغضب:
“ من أنت؟!”
ثم رفع قدمه محاولًا ركل من يشبهه تمامًا
تفادى مورونغ يان الركلة بسرعة،
وقاطع حركة خنجره باستخدام سيفه ، مجيبًا :
“ شخص ضاق بك ذرعًا "
ازدادت حدة القتال بين الرجلين تدريجيًا،
وبدأ جنود قصر آل تشنغ بالتوافد واحد تلو الآخر
وفي تلك اللحظة ، اندفعت عربة خيل بسرعة جنونية ،
بينما السائق يصرخ كالمجنون :
“ آآآه! الحصان جُنّ تمامًا! آآآاه—!”
اصطدمت العربة بالناس المنهمكين في القتال ،
وسقط الجميع ، خيول ورجال ، أرضًا في لحظة واحدة —-
اغتنم مورونغ يان الفوضى ،
و هرب هو ورجاله
: “ آخخخخ…” خرج رئيس الوزراء من العربة ممسكًا برأسه،
ليقابل تشنغ يوفِي الغاضب
: “ الق-قائد تشنغ ؟” قال متفاجئ
صرخ فيه تشنغ يوفِي من بين أسنانه:
“ رئيس الوزراء شو تشي يان !!”
لم يفهم رئيس الوزراء ما يجري،
فنظر إلى الأرض حيث الناس ممددين في كل اتجاه،
وسأل مذهولًا:
“ ما… ما الذي يجري هنا ؟”
رد عليه تشنغ يوفِي بعصبية :
“ برأيك؟ ماذا تظن أنه يحدث ؟!”
أما رئيس الوزراء فكان يشعر بدوار شديد،
إذ كان قد غادر القصر عائدًا إلى منزله حينها جنّ حصانه فجأة ،
واصطدم بالعربة لدرجة أنه ما زال يرى نجومًا تدور في رأسه
———
أعاد غو لانغ تشاو تشو إلى غابة الخيزران خارج المدينة
وبعد أن اعتنى به،
نزل من برج الخيزران،
فرأى ولي العهد جالس على كرسي،
يقطع قطعة خيزران خضراء بسكين صغيرة
تقدم غو لانغ نحوه،
ويداه لا تزالان ملوثتين بدم تشاو تشو، وقال بهدوء:
“ اعتبر أنني مدين لك بحياتي يا صاحب السمو .
وسأردّ لك الدين يومًا ما، هذا وعد .”
نفخ ولي العهد على نشارة الخيزران التي تجمعت أمامه،
ثم ابتسم ساخرًا وسأله:
“ ولِمَا قد أريد حياتك ؟”
أنزل غو لانغ نظره وقال بصوت خافت :
“ ليس لديّ إلا هذه الحياة .”
أجابه ولي العهد مبتسمًا ،
وقد بدأ النسيم يحرك أوراق الخيزران من حولهما فصدرت
أصوات خافتة من تمايلها:
“ ليس شرطًا أن ترد الدين بحياتك ….”
ثم وضع قطعة الخيزران جانبًا ،
وأسند ذقنه إلى يده وهو يحدّق إليه قائلًا :
“ يمكنك ردّه… بأن تتزوجني ”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق