Ch41 | IDNWTAM
ما إن خرج جي ياو من إدارة الشؤون الداخلية حتى ذهب لرؤية جي هوان
جي هوان جالس على الدرج،
يعبث بقطعة من الخشب،
وفي يده سكين نحت،
وتتناثر حول قدميه رقائق الخشب
وقد بدأ الخشب المنحوت بعناية يُظهر ملامح قصرٍ ما
وما إن وصل جي ياو ، حتى أمر جي هوان الخدم بتقديم
شاي البرقوق الحامض المثلج له
ولمّا رأى جي ياو ممسكًا بكوب اليشم يرتشفه ببطء،
كما لو كان ظمآنًا للغاية،
يصدر صوت ' قرقرة ' كطفل صغير ،
ابتسم وقال بلطف:
“ الجو حارٌ جدًا لا داعي لأن تأتي إلى القصر كثيرًا "
كان شاي البرقوق يُخفف من وطأة الحرّ ،
حتى شعر جي ياو وكأن أحشاءه كلها قد بردت ،
أخرج لسانه قليلاً ، وأمسك بكوب اليشم قائلاً له:
“ همم، لا يمكن إهمال آداب البلاط ... وأيضاً …
أأخي الإمبراطوري لا يشتاق إليّ ،
فهل لا يجوز لي أن آتي إلى القصر لأراه إذا اشتقت إليه ؟”
قال ذلك مازحًا ، فضحك جي هوان :
“ عديم الضمير ، ومن قال إني لا أشتاق إليك ؟
لو لم أكن أفكر فيك ، فكيف أرسل الليتشي المقطوف حديثًا
من لينغنان إلى مقر إقامتك أول ما وصل هذا العام ؟”
اعتدل جي ياو على الفور ، وانحنى وقال باحترام:
“ أشكر جلالة الإمبراطور على كرمه .”
لكن ما إن أنهى كلامه حتى ضحك بنفسه أولاً ،
مكشفًا عن أنيابه في ابتسامة شاب يافع ،
فضحك جي هوان أيضًا، وقال بعجز :
“ يا لك من مشاكس صغير "
اقترب جي ياو من المجسّم الخشبي الذي بناه جي هوان وقال:
“ أخي الإمبراطوري يملك يدين ماهرتين حقًا،
يبدو كأنه القصر الحقيقي .”
وما إن قال ذلك، حتى لمعت عينا جي هوان بحماس أكبر.
لوّح لجي ياو وقال :
“ تعال ، تعال معي .”
نفض نشارة الخشب عن ردائه الإمبراطوري،
وضع سكين النحت جانبًا،
وسار مع جي ياو بخطوات حيوية
وبعد أن اجتازا حاجز المنظر الطبيعي ،
حتى جي ياو لم يستطع إلا أن يُطلق شهقة إعجاب
كان الأمر أشبه بمجسم رملي
جمع جي هوان جميع القصور التي نحتها على مرّ السنوات ،
ووضعها صف تلو الآخر ،
بل وحرص على بناء صخور زينة وزرع أشجار وزهور ،
حتى بدا وكأنه عالم صغير قائم بذاته
كان الخشب المستخدم من خشب الصندل الأحمر النادر ،
تنبعث منه رائحة عطرة ،
وكان العمل في غاية الإتقان
قال جي هوان :
“ انظر ، هذه هي منصة وين ياو خاصتي .”
كان صوته مفعمًا بالفخر ، وقد ارتفعت حاجباه ،
فبدى عليه الحماس بوضوح ،
رغم طبيعته الهادئة دائمًا، مما زاد من حضوره حيويةً وواقعية
نظر إليه جي ياو، ثم ضحك بعد لحظة ، وقال:
“ أخي الإمبراطوري يحب حقًا منصة وين ياو من السلالة السابقة .”
قال جي هوان:
“ أعجبني كونها جمعت أمهر الحرفيين في العالم ،
لكني أشعر بالأسف عليها .
من المؤسف أن يُدمَّر مثل هذا البناء العجيب .
في الحقيقة ، أنا أحب كل ما هو نادر وجميل في هذا العالم .”
لم يستطع جي ياو إلا أن يمد يده ويلمس برفق حافة سقف القصر المصغر
بدأ جي هوان يشرح له بحماس كيف صنع هذا السقف
بالتعاون مع أحد ورثة لوبان
فهو إمبراطور ، وعدد من يستطيعون مشاركته اهتماماته معدود
استمع له جي ياو بصبر ،
وكان يُبدي بعض التعليقات بين حين وآخر ،
مما جعل جي هوان يبتسم كثيرًا
وفي النهاية ، تنهد قائلاً :
“ لو لم أكن إمبراطور ، لذهبت لأرى هذا العالم الجميل بعينيّ ”
جي ياو:
“ سمعت أن كثيرًا من الأدباء يحبون السفر والترحال قبل أن يحققوا الشهرة والمكانة .”
ابتسم جي هوان :
“ صحيح ، لقد سافر المعلم في شبابه إلى كل أنحاء البلاد ،
من عمق الشمال إلى جبال القبائل الجنوبية .
رأى أمورًا لا يراها الكثيرون في حياتهم كلها .”
بدت عليه لمحة من الحنين ،
لكنه لم يبح بما في قلبه ،
بهت تعبير وجهه فجأة ،
وظهر عليه مسحة من التردد…
جي ياو:
“هل تقصد المعلم العجوز تشنغ ؟
لا بد أنه في السبعين من عمره الآن .”
تنهد جي هوان :
“ نعم، لم يدخل القصر منذ سنوات بعد أن استقال وتقاعد عن منصبه .”
تحركت عينا جي ياو قليلاً ، لكنه لم يقل شيئ
وفجأة، قال جي هوان:
“ آ ياو … هل تظن أن…”
تردد قليلًا ، ثم نظر حوله وتابع:
“ هل تظن أن هي تشي شخص خائن ؟”
ظهر على وجه جي ياو تعبير من الدهشة ، وسأل:
“ ولمَا يقول أخي الإمبراطوري ذلك؟”
رفع جي هوان يده ولمس مجسم القصر الصغير،
وقال ببطء:
“ المعلم تشنغ جاء القصر اليوم .
وسرد أمامي عشر جرائم كبيرة نَسبَها إلى هي تشي .
كل كلمة قالها كانت مؤلمة ،
وكأنها خرجت من قلبه مباشرة .
للحظة، شعرت بشيء من…”
لم يُكمل جي هوان كلامه،
لكن جي ياو أدرك أن الشك بدأ يتسلل إلى قلب الإمبراطور تجاه يانغ هي
نظر جي ياو إليه ، ثم رفع ردائه وركع قائلاً :
“ جلالتك !
لو سمع الوالي يانغ هذا الكلام لا أدري كم سيكون شعوره بالخذلان ….
لقد كان مخلصًا لجلالتك ،
فهل جزاء الإخلاص هو الشك ؟”
أصيب جي هوان بالذهول وتفاجأ
رفع جي ياو رأسه ونظر إليه بجدية وقال:
“ لقد تآمرت عائلات كبرى في البلاط خلال السنوات الماضية ،
وتبادلوا المناصب وباعوها ، وزعزعوا أركان الحكم ،
وارتكبوا من الآثام ما لا يُحصى .
وأنا على يقين بأن جلالتك ، ببصيرتك الثاقبة قد رأيت كل ذلك ،
واليوم ، كي يقضي على نفوذ ذوي القربى ، صنع الوالي يانغ
لنفسه عداوات لا تُعد .
لقد شوّهوا سمعته ولفقوا له التهم .
فإن لم يصدقه الناس ، أفلا يصدقه جلالتك أيضًا ؟”
كانت كلمات جي ياو تحمل شيئ من المديح المتعمد ،
لكن وقعها كان شديد
فقد كان الإمبراطور قد قرر منذ البداية استخدام يانغ هي
كسيفٍ ضد نفوذ أقربائه ،
أما الآن ، فبدا وكأنه سيتخلص من القوس والسهم بعدما سقط الطائر
لم يقل جي هوان شيئ
جي ياو:
“ المعلم تشنغ رجل مخلص للوطن ، ولا شك أن دخوله
القصر في هذا العمر يُعد أمرًا يبعث على الإعجاب .
لكن يا أخي الإمبراطوري ، هل نسيت أن المعلم تشنغ نفسه
من عائلة أرستقراطية؟
أما الوالي يانغ ،،،، فهو…”
توقف لحظة ثم قال:
“ خصيّ .
والعالم لا يحترم الخصيان ،
فكيف لعائلات النبلاء أن تتقبل تفضيل جلالتك لخصيّ،
وتسمح له بأن يعلو عليهم ؟
صحيح أن الوالي يانغ حازم ومتشدد أحيانًا ،
لكنه خدمك بجد واجتهاد طوال هذه السنوات .
قد يجهل الناس ذلك ، لكنك أنت بالتأكيد تعرف .”
تنهد جي هوان بخفة :
“ بلى ، أعرف .”
ابتسم جي ياو وقال بصوت منخفض:
“ أخي، الخصيان يختلفون عن عامة الناس .”
نظر إليه جي هوان
فتابع جي ياو ببطء:
“ أخي، هل رأيت يومًا نبتة لبلاب تتسلق جذع شجرة ضخمة؟
الخصيان كاللبلاب، لا يستطيعون الوقوف منتصبين أمام الناس،
فلا بد لهم من شيء يستندون إليه .
ومن دون قلب الإمبراطور، لا يكونون شيئًا يُذكر .”
فكر جي هوان قليلًا ، ثم رد :
“ آ ياو … لقد فاجأتني فعلًا "
كان صوت جي ياو هادئ ، لكنه بعث في نفس جي هوان شعور غريب بالبرودة والحدة ،
كأنه أفعى سامّة تتوارى خلف ابتسامة هادئة
رمش جي ياو بعينيه وقال بجديّة :
“ أخي هل شعرت فجأة أنني كنت ذكيًا جدًا الآن ؟”
صُدم جي هوان للحظة ، ثم سمع جي ياو يتمتم
: “ يبدو أن ما علّمني إياه المعلّم لم يذهب سدى…
لقد جعل أخي الإمبراطوري ينظر إليّ بنظرة مختلفة .”
ضحك جي هوان، وظن أن الإحساس بالبرودة الذي شعر به
قبل قليل لم يكن إلا وهْمًا
دفعه جي ياو بخفة بمرفقه ، وقال بمودّة :
“ حسنًا أخي الإمبراطوري ، لا تكن كئيبًا هكذا ….
هل أُقدّم لك بعض حبوب الحلوى ؟”
يتبع
اومق وااات !! كنت مره احب الامبراطور الأهبل هذا ،
ماااااتتوووقعت أبداً يفكر إنه يانغ خاين !!
+ انتوا مستوعبين إنه جي ياو كان بيهدم سنوات التمثيل
والنفاق كلها ، عشان دافع عن يانغ
احس … اومق ،، فجأة كل غضبي منه اختفى ~~
تعليقات: (0) إضافة تعليق