القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch42 | IDNWTAM

 Ch42 | IDNWTAM


يانغ هي لا يحب فصل الصيف ،،،،


فحرارة منتصف الصيف الخانقة دائمًا تذكّره بيوم إعدامه


ساحة الإعدام الصاخبة ، 

والحشود الكثيفة من المتفرجين ، 

والروائح الكريهة والضوضاء المزعجة… 

كل ذلك يجعل صدره يضيق وكأن الهواء انقطع عنه


كان يانغ هي مغمض العينين نصف إغماضة بينما الخصي 

يبلغه بما فعله الإمبراطور مؤخرًا


منذ أن دخلت تلك النبيلة الصغيرة إلى القصر ، 

نادرًا وطأت قدم جي هوان جناح الحريم


كان يعيشان معًا في هدوء ، 

كأي زوجين شابين في القصر ، 

مما أثار امتعاض رجال البلاط ونساء الحريم على حد سواء ، 

إلا أن جي هوان بدا مستمتع بتلك الحال


وباستثناء اهتمامه بتلك النبيلة ، 

كان جي هوان يقضي أيامه في نحت الخشب


حتى المعلم العجوز تشنغ زار القصر مرتين ، 

وفي المرة الثانية خرج غاضبًا يلوّح بكُمّيه ، 

متنهّدًا بأن البلاد في خطر


كان الخصي الشاب الذي ينقل الأخبار أحد المقرّبين من يانغ هي، 

وقد بدت عليه علامات الاستياء حين تحدّث عن المعلم 

تشنغ، وقال:

“ سيدي ذلك العجوز افترى عليك أمام جلالته ، 

لما لا .. "


رمقه يانغ هي بنظرة كسولة ، 

فصمت الخصي فورًا ولم يجرؤ على إتمام كلامه


قال يانغ هي بهدوء :

“ جلالته طيب القلب في نهاية المطاف . 

المعلم تشنغ هو معلمه القديم ، 

ولو مسسته بسوء ، فلن يعبّر جلالته عن ضيقه ، 

لكن في قلبه سيبقى شيء… وذلك لا يستحق العناء .”


أسرع الخصي بالقول:

“ ما تقوله صحيح سيّدي، لقد كنتُ قصير النظر .”


يانغ هي:

“ وماذا فعل جلالته أيضًا ؟”


الخصي:

“ دخل سمو الأمير الثالث عشر القصر البارحة ، 

وبقي مع جلالته ساعة كاملة .”


وحين تحدّث عن جي ياو قال:

“ سمونا غريب بعض الشيء . 

عمره ستة عشر أو سبعة عشر عام ، لكنه ما زال مولع 

بحبوب الحلوى ، يعاملها كأنها كنز لا يفرّط فيه .

وقد أكل جلالته منها أيضًا ،،،


وقبل مغادرته القصر ، 

ظل يتفحص الحرس المناوبين في قاعة ' صفاء النهر' ، بنظرات مدهوشة كأنّه طفل صغير مفتون بلعبٍ جديدة "


عبس يانغ هي حاجبيه وسأل :

“ أعطاه الحلوى ؟”


أجاب الخصي:

“ نعم ، وقد أكل منها جلالته أيضًا .”


ما قاله جي ياو للإمبراطور في ذلك اليوم ، 

وصل إلى أذن يانغ هي حرفًا بحرف ، 

فشعر بشيءٍ من الغرابة ،

لم يكن يتوقع أن يدافع عنه جي ياو إلى هذا الحد ، 

لكن في الوقت نفسه ، لم يخفَي عليه البرود القاسي الذي 

أظهره جي ياو تجاه الإمبراطور


فالإمبراطور كان يعامله بلينٍ ومحبة ، 

أما هو، فلا يزال يحمل بداخله تلك القسوة الهادئة


{ أمثال هذا الشخص } — تذكّر يانغ هي فجأة الكلمات التي 

قالها جي ياو ذات مرة، 

حين كان يتحدث بحماسة عن ' حبه ' له ، 

فما كان منه إلا أن سرح قليلاً في شرودٍ ثقيل


نقر يانغ هي بإصبعه على مسند الكرسي، وقال:

“ خذ الحلوى وافحصها "


رد الخصي على الفور:

“ أمرك "


فكر يانغ هي في نفسه { بصراحة ما زلت لا أثق في جي ياو ،،


جي ياو مجنون ، 

وإن قرر يومًا أن يسمّم الإمبراطور ، فأنا أعتقد أنه قادر على ذلك حقاً } 


——————————————-



أما تشي سان ، فقد ظل محبوس في سجن حراس الظل لنصف شهر ، 

وبعد التعذيب ، لم يعد يبدو آدمي


أقرّ بأنه استأجر قاتلًا لارتكاب جريمة ، 

لكنه أصرّ على أن ذلك من تلقاء نفسه ، ولا علاقة لأحد به، 

لا من عائلته ولا من سواها ،

وقال إن جماعة الخصيان تضرّ بالبلاد ، 

وأنه لا يمكن التعايش معهم أبدًا



عندما وُضعت الاعترافات والشهادات على مكتب الإمبراطور ، 

غضب جي هوان غضبًا شديدًا، 

ورمى الاعتراف المطبوع ببصمات دموية مباشرةً في وجه الماركيز تشي


الماركيز تشي راكع على الأرض ، 

لكن سلوكه لا يزال يحمل شيئ من التجبّر ، 

ولم يقل سوى أن هذا الاعتراف انتُزع تحت التعذيب على يد 

حراس الظل ، و غير موثوق به


بل وطلب منهم إطلاق سراح تشي سان وتسليمه إلى معبد دالي للتحقيق معه


و دخل الطرفان في حالة من الجمود 


وفي تلك الأثناء ، 

وصلت أيام الصيف الأشد حرًا من العام الثامن لعهد يوان تشين


——————————————-


الطقس خانق ورطب ،

جي ياو يمسك بوعاء من حساء الفاصوليا الخضراء المثلّج، 

وقد وُضع فيه ما يكفي من السكر ليجعله حلوًا ومنعش


حرّك جي ياو الفاصوليا بملعقته المطلية بالذهب، وقال:

“ العائلات النبيلة لم يعودوا قادرين على الجلوس مكتوفي الأيدي ….


عدة عائلات كبيرة عقدوا اجتماع سري بالأمس ، 

بمشاركة الجنرال شان ، والجنرال قوه ، 

والجنرال لي من معسكر حرس المدينة .”


معسكر حرس المدينة مسؤول عن حراسة العاصمة يان ، 

وتحت رايته تسعة حراس يشرفون على جوانب المدينة الإمبراطورية


أما الحرس الإمبراطوري ، فكان مكلّفًا بحراسة المدينة 

الإمبراطورية وحدها ، وكانوا جيش الإمبراطور الخاص


عقدت تلك العائلات الكبرى اجتماع سري مع جنرالات 

معسكر الحرس في هذا الوقت الحرج ، 

ومعناه كان واضح وضوح الشمس ——-


أغلق يانغ هي الوثيقة ببطء وقال:

“ هل يجرؤون على التمرد ؟”


ابتسم جي ياو :

“ لا، لا يجرؤون على التمرد . 

لكن ربما يتبعون نهج الأسلاف… 

فيطهرون بلاط الإمبراطور من الخونة والفساد .

ففي النهاية ، الخصي قد أهان العائلات النبيلة إهانة بالغة .”


سخر يانغ هي :

“ متى أهنْتهم ؟”


جي ياو بلهجة متمهّلة :

“ ألم يكن رجالك من استخرجوا الاعتراف من تشي سان تحت التعذيب ؟”


ثم تابع ، وقد طالت نبرته متعمدًا :

“ غونغونغ يتحدث كأنه لا قلب له… 

أما أنا، فكنت فقط أعبّر عن غضبه . 

هم يريدون قتل غونغونغ .”


رمقه يانغ هي بنظرة باردة :

“ القصر تحت حراسة الحرس الإمبراطوري . 

دعك من أن حراس معسكر المدينة ليسوا على قلب رجل 

واحد… حتى إن اجتمعوا، فلن ينجزوا شيئ .


الماركيز العجوز تشي ليس تشي سان . 

الأمر يتعلق ببقاء العائلة ، لذا لن يتحرّك بتهوّر .”


ابتسم جي ياو وقال :

“ صحيح، قد لا يتمكنون من التحرك داخل القصر… 

لكن ماذا لو كانوا خارج القصر ؟”


فوجئ يانغ هي، ولمعت عيناه فجأة وحدّق في جي ياو وقال:

“ ما الذي تعنيه ؟”


نظر جي ياو إلى عينيه بجدية وقال:

“ ذلك يعتمد عليك… غونغونغ "


لم يعلّق يانغ هي


جي ياو:

“ إن أردت أن تأخذ شيئ ، لا بد أن تعطي أولًا . 

امنح العائلات النبيلة فرصة لإجبار الإمبراطور على التنازل 

عن العرش ، 

ثم أمسِك بهم جميعًا دفعة واحدة… 

وتخلّص من هذا الخطر إلى الأبد .”


يانغ هي ببرود:

“ وأيّ فرصة تريد ؟”


لم يتغير تعبير جي ياو ، وظل مبتسمًا ، وقال بخفة :

“ الصيف حار ، فلندع أخي يذهب إلى قصر جبل هان 

تشانغ ليستريح قليلًا ”


نظر يانغ هي مباشرةً إلى جي ياو وقال:

“ قصر جبل هان تشانغ بعيد عن ياندو ، 

إن تمردت العائلات النبيلة فكيف نضمن سلامة جلالته ؟”


تنهد جي ياو :

“ غونغونغ لا تكن مهتم بأخي إلى هذا الحد ، 

فهذا يجعلني غير مرتاح حقًا "


ثم ابتسم وتابع:

“ ثم، إن كنتَ قلق فعلًا ، أليس لديك ثلاثة آلاف من حرس 

الظل تحت أمرك ؟”


سخر يانغ هي :

“ أنت بارع في الحسابات . 

أنا أقاتل العائلات النبيلة حتى الموت ، 

وأنت تقف هنا تنتظر قطف الثمار . 

وهل في هذا العالم شيء بهذه السهولة ؟”


جي ياو:

“ لقد أسأت فهمي غونغونغ ،،،

أنا سأكون دائمًا إلى جانبك ...

يجب أن يكون الأمر نحن ، لا أنت .”


نظر إليه يانغ هي بصمت ، دون أن ينبس بكلمة


تنهد جي ياو مجددًا وقال:

“ غونغونغ لا يثق بي إطلاقًا ...


قصر جبل هان تشانغ سهل الدفاع عنه وصعب الهجوم ، 

وهو قريب من حرس القصر الشمالي . 

إن استعددنا مسبقًا ، وتمكّنا من الصمود لبعض الوقت ، 

فعندما تصل التعزيزات من حرس القصر الشمالي ، 

يمكننا أن نتعاون للقضاء عليهم .”


يانغ هي:

“ حرس القصر الشمالي ؟”


جي ياو : “ قائدهم، تشو لينسوي، تلميذ لعائلة شيه "


ابتسم يانغ هي بمرارة وقال:

“ لقد أخفيت هذا جيدًا… 

إذن عليّ أن أترك حياتي وموتي في يد عائلة شيه ؟”


ثم وضع يده على الطاولة ، 

وتجمّد وجهه بتعبير بارد ومتعجرف ، وقال :

“ وما الفرق بين عائلة شيه وعائلتي تشي وشيويه ؟ 

اسأل نفسك ! أليست عائلة شيه تريد اغتنام هذه الفرصة 

لتضرب عصفورين بحجر؟ 

تتخلص منهم أولًا ، ثم يقتلوني بعد ذلك ؟”


سكت جي ياو للحظة ، 

ثم اقترب و ركع بجانب ساقي يانغ هي


مدّ يده ووضعها على ركبته ، 

ورفع وجهه ينظر إليه بعينين صافيتين ، 

وقال بهدوء:

“ غونغونغ … غونغونغ أنت حياتي ….

ومن أراد حياتي ، سأقتله ! "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي