Ch48 | IDNWTAM
لم تدم خطة كسب الوقت طويلًا ،
وما إن حلّ الغروب حتى اندلع القتال الحقيقي —-
قصر جبل هان تشانغ في الأصل فيلا إمبراطورية ،
ينعم بالترف والهدوء لمئات السنين دون أن تراق فيه قطرة دم
لكن هذه المرة ، ولأول مرة ، دوّت أصوات المعارك عند سفح الجبل ،
فهبت أسراب الطيور المذعورة من الغابة محلّقة في هلع
يانغ هي متكئ على السور ، ينظر إلى الأسفل ،
و بإمكانه تمييز صيحات القتال من بعيد
لطالما كانوا الحرس الإمبراطوري على خلافات داخلية ،
يتربصون لبعضهم في النزاعات الصغيرة ،
أما الآن ، فقد تمزقت الأقنعة ،
وانفجرت العداوات علنًا ، والمشهد مهيب
هذه أول مرة يرى فيها يانغ هي مثل هذا المشهد
ففي حياته السابقة ، لم يشهد قصر جبل هان تشانغ أي فوضى ،
لكن في هذه الحياة ، تغيّر كل شيء… بسبب جي ياو —-
الطريق أمامه… محفوف بالضباب
جي ياو واقف بجانبه ، يتثاءب :
“ لن يطول الأمر .
لن يستطيعوا الصعود .
لماذا لا تعود وتستريح قليلًا ؟ و تستجمع قوتك .”
بدا وكأنه نصف نائم ، وكسول حتى عن الحركة ،
فمال بجسده على يانغ هي
دفعه الأخير مرتين لكنه لم يتحرك، فتركه على حاله
هما في جناح مرتفع في القصر ،
والمنصة الممتدة تعلو المكان ،
وتمنح رؤية واسعة للمناظر المحيطة
قال يانغ هي ببرود :
“ إن كان سموك متعبًا ، فلتعد أولًا "
تمتم جي ياو :
“ إن لم يعد غونغونغ ، فلن أعود أنا أيضًا .”
رمقه يانغ هي بنظرة جانبية ،
{ هذا الرجل بارع في التنكر ،،،
وأحيانًا حتى أنا لم أعد قادرًا على التمييز : من هو جي ياو الحقيقي ؟ }
قال يانغ هي:
“ ماذا لو خسرنا اليوم ؟ ماذا لو هُزمنا ؟”
تثاءب جي ياو مجدداً ، و بصوت خافت :
“ فليكن… فليمت الخصي معي إذًا "
صمت يانغ هي قليلًا ، ثم سأل :
“ أما زلت لا تريد أن تعيش ؟”
فتح جي ياو عينيه ،
ونظر إلى المشاعل المشتعلة عند سفح الجبل ،
وقال مبتسمًا :
“ بلى ، أريد أن أعيش… أعيش طويلًا معك "
صمت يانغ هي، ولم يرد
تابع جي ياو مبتسمًا :
“ عندما كنت صغير ، كنت أريد أن أعيش … لأجعل أمي سعيدة ،
وأتمنى أن يأتي أبي ليأخذنا ،
وأتمنى ألا تضربني أمي ،
وأن تعطيني قطعة حلوى إضافية ...”
ثم تنهد :
“ ثم بعد ذلك ، لم أعد أهتم بشيء …..”
اقترب جي ياو وهو يربت على صدغَي يانغ هي كحيوان
صغير متشبث ، وقال مبتسمًا :
“ حتى التقيتُ بـ غونغونغ …. "
اقترب فجأة
عبس يانغ هي وتراجع خطوة،
لكن جي ياو عانقه بشدة،
وكأنه التصق به،
وقال ببطء:
“ حينها فقط فكرت… يجب أن أعيش أكثر من غونغونغ "
انجذب يانغ هي لكلامه ، فسأله :
“ لماذا ؟”
أجاب جي ياو بثقة :
“ لأني إن مت ، فسوف ينساني غونغونغ ويدير ظهره لي.”
ابتسم يانغ هي ببرود :
“ سموك مدرك لهذا جيدًا ~ .”
ضحك جي ياو :
“ من المهم أن يعرف المرء قدر نفسه ~ .”
يانغ هي بهدوء:
“ إن كنت تدرك ذلك ، فلماذا تُصر على التعلّق بي ؟”
رد جي ياو ببساطة:
“ لأني أحبك ”
صمت يانغ هي…
ثم استدار وحدّق في جي ياو ساخرًا :
“ الناس في هذا العالم يسعون للمكاسب ويتجنبون الخسائر ،
أما سموك… فتريد الاستمرار حتى النهاية ”
ابتسم جي ياو :
“ حين يحبني غونغونغ يومًا، سيكون هناك ضوء في نهاية النفق ،،،
فلمَا لا أواصل السير إلى النهاية ؟”
أبعد يانغ هي وجهه دون تعبير
فجأة، سأل جي ياو :
“ هناك أمر واحد لم أفهمه كل هذه السنين .”
يانغ هي:
“ ما هو ؟”
جي ياو :
“ في ذلك الوقت ، كنت مجرد طفل لا قيمة له في القصر البارد ،
أعيش على فتات الطعام ،
فلماذا كان الخصي يعتني بي دون غيري ؟”
لم يرد يانغ هي،
فضحك جي ياو مجددًا وقال:
“ في البداية ، ظننت أن والدك من عائلة شيه ،
لكن لاحقًا شعرت أن هذا ليس السبب الحقيقي .”
: “ إذاً لماذا ؟” سأل يانغ هي ببرود
رد جي ياو وهو يفكر بجدية:
“ غونغونغ ذو نظرة ثاقبة ، وأُعجب بي من النظرة الأولى .”
نظر إليه يانغ هي، وجهه خالي من التعابير،
وقال ببرود:
“ أهكذا تظن ؟”
لم يكن هذا الجواب مفاجئ ،
فقد علم جي ياو أن يانغ هي لن يقول الحقيقة
{ هذا الشاب حذر جدًّا ، ويُخفي كل شيء خلف جدران دفاعه }
تبادل الاثنان أطراف الحديث في نسمات المساء المتسللة من الجبل،
والقمر بدر في السماء،
وأصوات القتال الخافتة تتردد في الأفق،
و تعبق الأجواء برائحة دم خفيفة
جي ياو:
“ لو تأخر حرس الشمال واندلع القتال فعلًا على الجبل ما رأيك ؟
هل سيُضحّي الإمبراطور بك ؟”
رمقه يانغ هي بنظرة جانبية ، وقال بهدوء :
“ سموك… مكرك هذا قديم الطراز ، لن أبتلعه ”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق