القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch55 IDNWTAM

 Ch55 IDNWTAM


لم يعُد جي هوان يثق في يانغ هي ولا في جي ياو، 

لكن الاثنين حافظا على تفاهم ضمني، 

فلم يُفصح أحدهما عن الحقيقة، 

مما أبقى التوازن الهش قائمًا بينهما ———


ليلة ماطرة ——-


أُغلِق باب دائرة الشؤون الداخلية ——-

وعندما اقتحم الحرس الإمبراطوري المكان ، 

كان يانغ هي واقف خارج الباب، 

وأحد الخصيان يحمل مظلة خلفه


قطرات المطر تتساقط من حافة المظلة ، 

فتُحدث تموجات في البرك المتجمعة


يانغ هي يرتدي الليلة معطف على كتفيه ؛ معطف أسود خفيف ، 

جعلت بطانته القرمزية تبدو أكثر بروزًا ،

وقف هادئ يصغي إلى صرخات القتال والأنين المنبعثة من الداخل


ولم يتحرك إلا حينما انحنى الخصي خلفه وقال بصوت 

خافت: “ الوالي ، تم تطهير المكان "


عندها فقط ، خطا يانغ هي خطواته ببطء إلى الداخل


اجتاز الفناء الطويل ، 

وكانت الجثث قد سُحبت ، 

لكنها خلّفت خلفها طريق ملطخ بالدم …. 


الأنوار مضاءة في القاعة ، 

وتحت ضوء المشاعل الساطع ، 

بدا الخصي العجوز السابق لدائرة الشؤون الداخلية في حال 

يُرثى لها ،

بملابس داخلية بيضاء ، وجه شاحب ، 

وجسد هزيل كغصن مكسور


نظر إليه يانغ هي، وأومأ له بابتسامة : “ يا له من مشهد، 

الوالي لي. كيف حالك ؟”


صر لي تشنغده على أسنانه : “ يانغ هي !”


ردّ يانغ هي بلا مبالاة: “ لأكون صادقًا ، ما كنت لأصل إلى 

مكاني اليوم لولا مساعدتك ، يا والي . 

لطالما كنت ممتنًا لك "


بصق لي تشنغده باحتقار وقال ببرود : “ تتتتففف 

اقتُلني إن أردت ، 

ولا تُكثر من الثرثرة أيها الوغد !”


رفع يانغ هي حاجبًا ، 

ثم صفق بيديه صفقتين بطيئتين وقال:

“ لم أكن أعلم أن الوالي بهذه القوة في النفس . 

لقد قلّلت من شأنك .”


ثم جلس على المقعد الرئيسي بعد أن رفع طرف ردائه ، 

وتابع بنبرة ساخرة:

“ في سنّك هذا ، كان من الأفضل لك أن تتقاعد بهدوء . 

لماذا تُصرّ على التدخل في شؤون القصر؟ 

ألم يكن بإمكانك الاستمرار في التظاهر بالصمم والعمى كما في السابق ؟”


في حياته السابقة ، 

تقاعد لي تشنغده وغادر ياندو ، 

فلم تقع حادثة كهذه —- أما في هذه الحياة ، 

فقد انحرف كل شيء ، 

وكأن مصائر الجميع سلكت طُرقًا مغايرة ——


ضحك لي تشنغده بسخرية :

“ صحيح أنني خصي ، لكنني أعرف ما معنى الولاء للإمبراطور ! 

أنتم الخونة سمّمتم جلالته وتخططون للاستيلاء على العرش . 

لا تستحقون مناصبكم ، ولن يكون مصيركم إلا الموت البائس !”


ابتسم يانغ هي ابتسامة خافتة :

“ لكن من سيموت الليلة… هو أنت يا والي .”


تصلب عنق لي تشنغده، ولم يتفوه بكلمة


معظم الخصيان في القصر باتوا يطيعون أوامر يانغ هي، 

لكن القلّة المتبقية كانت ما تزال تحت اسم لي تشنغده، 

والي دائرة الشؤون الداخلية ،

لم يكن يانغ هي ينوي المساس به، 

لولا تورّط اثنين من أتباعه الخصيان في مساعدة تشن وان وان على الهرب ، 

مما دفعه إلى استهداف لي تشنغده مباشرةً ، 

الذي ظل مختبئ طوال هذا الوقت


الليلة باردة والمطر لا يتوقف ، 

فأصبحت أصابع يانغ هي باردة


صبّ لنفسه كوب من الشاي، 

لكنه كان شاي فاتر ، فشمّه وعبس ، 

إذ لم يكن من النوع الفاخر ، فوضعه جانبًا


يانغ هي: “ نحن زملاء في النهاية ، ولا أرغب في إحراج الوالي . 

فقط أخبرني ، ما الذي طلبه منك جلالته أيضًا غير إنقاذ 

تشن وان وان وسأدع الوالي يتقاعد بسلام "


منذ لقائه بجي ياو ذلك اليوم ، 

اكتشف يانغ هي أن رمز النمر الخاصة بجي هوان قد اختفت ——-


اعتُبرت رمز النمر في مملكة يان الجنوبية رمزًا للإمبراطور ، 

ومن يملكها يُمكنه تحريك مئات الآلاف من جنود حدود يان الجنوبية ——-



ومنذ أن اشتد مرض جي هوان ، 

أُغلقت أبواب القصر بإحكام ، 

ونادرًا دخل المسؤولون إلى القصر لرؤيته


وحتى لو قُدر لهم رؤيته ، 

كان يانغ هي يُصرّ على وجود أحد إلى جانبه


والآن وقد اختفى رمز النمر ؟ —— فذلك لا يعني إلا أمرًا واحد : 

أن جي هوان قد أرسلها مع مرسوم سري إلى الخارج —- 

وجي هوان لا يستطيع مغادرة القصر ، 

والشخص الوحيد الذي يمكنه مساعدته هو لي تشنغده —


ضحك لي تشنغده بسخرية : “ بما أنك تجرأت اليوم على 

ذبح دائرة الشؤون الداخلية ، كيف لك أن تتركني أعيش ؟ 

أتعتقد حقًا أنني عجوز خرف لا يفهم شيئ ؟”


أمال يانغ هي رأسه وابتسم، وقال بلطف:

“ ما قاله الوالي منطقي ، لكن إن تعاون الوالي معي، 

فأعده أن يموت بكرامة على الأقل ~ .”


رد لي تشنغده بازدراء:

“ كنت أعلم منذ زمن أن هذا اليوم سيأتي… 

وأن موتي محتوم !”


قال يانغ هي بـ “آوه” خفيفة، 

وحدق في لي تشنغده بابتسامة رقيقة ارتسمت على وجهه 

الجميل، ثم قال:

“ سمعت أن سبب بقائك في القصر طوال هذه السنوات، 

هو أنك تبحث عن كنز مدفون في ياندو .”


تغير وجه لي تشنغده فجأة ، وصرّ على أسنانه : “ أنت…”


نقر يانغ هي بأصابعه على الطاولة ، 

وقال مبتسمًا:

“ يا لها من مصادفة ! لقد وجدته بالنيابة عنك يا الوالي .”


وما إن أنهى حديثه حتى دخل خصي وهو يحمل صندوق خشبي قديم


حدق لي تشنغده في الصندوق دون أن يرمش ——-


يانغ هي:

“ الشخص الذي كان يدير شؤونك أيها الوالي سابقًا 

كان يُدعى' هوو يي داو ' من ياندو . 

لكنه توفي قبل عشر سنوات ، وقد ورث ابنه أعماله —- 

الابن ساذج وضعيف ، يؤمن بالخرافات ، 

ونقل مسكنه أكثر من مرة على مدار السنوات . 

وبما أنه اعتاد نقل أغراضه من مكان لآخر ، 

عندما جاء الوالي لاستعادة أشيائه ، 

قالوا له إنهم أضاعوها بالخطأ . أليس كذلك ؟”


ثم نظر مباشرة إلى عيني لي تشنغده وتابع بنبرة بطيئة وثابتة:

“ ما لم تكن تعرفه ، هو أن هوو يي داو كان يملك عادة غريبة ، 

وهي أنه كان يدفن جميع مقتنياته تحت باحة منزله القديم "


قبض لي تشنغده على يديه بقوة ، وقال ببرود:

“ كلامك لا يكفي… كيف نعلم أنك لا تهذي فقط ؟!”


ابتسم يانغ هي :

“ يوجد اسم محفور على هذا الصندوق الخشبي . 

قبل أن تدخل أيها الوالي إلى القصر ، 

كان اسمك لي سويين أليس كذلك ؟”


الخصي الذي تلقى ' طعنة ' في الماضي ،  ( خُصي )

ناقص الجسد ، 

وبعد أن يترقى في منصبه ، 

لا بد أن يسعى لاسترجاع ' ذلك الشيء ' ( قضيبه ) 

ليُدفن معه يوم وفاته في التابوت ، 

وإلا، فإنه يُعتبر ميتًا بجسد ناقص ، 

لن يتمكن من دخول طريق التناسخ ، 

فيصبح روح تائهة بلا مستقر 


لم يكن على وجه يانغ هي أي تعبير ،،،،

في حياته السابقة ، 

أحدث لي تشنغده ضجة كبيرة من أجل العثور على هذا الشيء ، 

حتى أنه اتخذ ذريعة وألقى بعائلة ' هوو ' كلها في السجن ، 

وبعد جهد جهيد استعاد ما ضاع ، 

ثم تقاعد مطمئنًا وعاد إلى مسقط رأسه ——-


يانغ هي لم يعرف الأمر إلا بالصدفة من فم خصي صغير ثرثار ، 

اعتبروه وقتها مزحة ، فسمعه ومرّ عليه مرور الكرام ، 

ولم يكن يتوقع أن يصبح يومًا ما ورقة ضغط بيده ——


يانغ هي: “ أنا في الحقيقة أساعدك أيها الوالي ، 

فلماذا هذا التوتر ؟”


ثم ابتسم بسخرية وتابع : “ أما الفضيلة في العالم الآخر ، 

فأنا لا أُعيرها بالًا . 

أنا لا أهتم إلا بأمر الأحياء ، أما بعد الموت ، فليكن ما يكون .”


غارت عينا لي تشنغده في محجريهما، 

احمرّت حدقتاه ، 

ثم جثا فجأة على الأرض بكل ثقله ، 

وبعد لحظة طويلة ، قال أخيرًا بصوت مرتجف :


“ جلالته سلّمني ثلاث رسائل سرية… 

أمرني بتسليمها إلى… 

إلى معالي وزير المالية تشيو … 

وأنقوه قونغ… 

وإلى… وزير الحرب تشن…”


هؤلاء الثلاثة جميعًا من أولئك الذين يلتزمون الصمت في البلاط، 

خاصةً وزير الحرب تشن ، الذي سبق وأهدى ليانغ هي في 

عيد ميلاده ألفي قطعة فضية ويشمًا ثمين على

 شكل ' رو يي ' نادر — وكان يُعدّ من أعوان الخصيان 


يانغ هي بصوت هادئ: “ متى أوصلت الرسائل ؟”


: “ قبل… قبل ثلاثة أيام "


لم يتغيّر تعبير وجه يانغ هي، 

بل سأل مباشرةً : “وأين رمز النمر العسكري؟” 


ارتعش وجه لي تشنغده وقال بألم: 

“ لا أعلم… أقسم أني لا أعلم "


يانغ هي: “ الوالي ،،،، لا أود أن أكرر سؤالي "


ارتجف جسد لي تشنغده، وقال أخيرًا : “ الرسائل الثلاث 

أُغلقت بالشمع الأحمر… لا أعلم… حقًا لا أعلم…”


نظر إليه يانغ هي طويلاً ، 

ثم ابتسم ابتسامة خفيفة وقال:

“ في هذه الحالة ، أشكر الوالي على تعاونه ...

لقد أزعجناك طويلاً ، 

أستأذن بالانصراف .”


نهض من مكانه، وتجاوز لي تشنغده إلى الخارج دون أن 

يلتفت وراءه ولو مرة


المطر في الخارج ازداد غزارة ——


يانغ هي: “ جهّزوا العربة ، 

سنذهب إلى معسكر حراسة المدينة "


لم يكن الفجر قد بزغ بعد ، 

والجو الثقيل المشبع بالمطر بدا كأن الفجر لن يأتي أبدًا


يانغ هي:

“ راجعت سجلّات الخروج والدخول للبوابة ، 

الابن الأكبر لعائلة تشن، تشن يي، 

وولد عائلة تشيو، تشيو مينغشو، غادروا قبل يومين، 

أما الابن الثالث لعائلة أنقوه قونغ، 

فقد غادر ياندو منذ ثلاثة أيام .”


عبس جي ياو حاجبيه وهو ينظر إلى الخريطة على الطاولة، 

وأصابعه الرفيعة والمفصلية ترسم خط افتراضي فوق الورق وقال:

“ هم غادروا ليطلبوا الإمدادات . 

إما شمالًا إلى جيش أنبي ، 

أو جنوبًا إلى الحرس الثلاثي ، 

أما الغرب… فالملك تشاو والإمبراطورة الأرملة بينهما خلاف قديم ، 

وقد أقسم ألا يدخل ياندو ما دام حيًا ، 

وأخي لن يسعى إليه… 

يتبقى جيش بينغهاي في الشرق .”


يانغ هي:

“مملكة تشاو الشمالية تراقبنا عن كثب ، 

وإذا تحرك جيش أنبي عائدًا إلى العاصمة ، 

فإن مملكة تشاو ستغتنم الفرصة وتهجم جنوبًا . 

جلالته لن يخاطر بتحريك جيش أنبي .”


جي ياو:

“ إذًا الطرق الأربعة أمامهم — ما داموا قد غادروا قبل يومين ، 

فحراس الظل أسرع منهم سيرًا ، 

يمكننا اعتراض تشن يي وتشيو مينغشو مباشرةً . 

أما بالنسبة لأنقوه قونغ…”

تنهّد ثم تمتم: “ ذلك الثعلب العجوز "


يانغ هي بهدوء:

“ مع بزوغ الفجر ، نُعلن أنهم ثوّار ونأمر الحرس الإمبراطوري 

بمحاصرة قصر أنقوه قونغ، 

ونصدر أمرًا عام باعتقال الثلاثة .”


فكر جي ياو للحظة، ثم قال:

“ في الحقيقة جيش بينغهاي بعيد ، 

وأخي لا يملك وقتًا كافي ، 

الأكثر احتمالًا أن يتوجهوا إلى الحرس الثلاثي في الجنوب "


يانغ هي:

“ تلك القوات المرابطة على الحدود طِباعهم متعالية ، 

لا يستجيبون إلا لحضور الإمبراطور بنفسه 

أو لرمز السلطة العسكرية رمز النمر ، 

والرمز لا يوجد منه سوى واحد . 

والابن الثاني لأنقوه قونغ كان قد خدم في الجيش ، 

فغالبًا سيكون الرمز والأوامر السرية معه "


جي ياو:

“ وماذا لو فاتنا شيء ؟”


أشار يانغ هي بأصابعه البيضاء إلى نقطة على الخريطة ، 

ثم رفع عينيه ونظر إلى جي ياو وقال:

“ ألستَ تريد التخلّص من عائلة شيه؟”


جي ياو: “ما رأي الوالي ؟”


أجاب يانغ هي بنبرة باردة:

“ ندعهم يأتون بواحدة من الوحدات إلى العاصمة بحجّة 

حماية العرش ، 

وننقل حرس الشمال إلى الداخل ، 

ونجعل من حراس الظل شيه الأول ، وشيه الثاني ، 

وخالك شيه تشي يتولّون حراسة القصر بأنفسهم .”


بعد لحظة ، ابتسم جي ياو :

“بضربة واحدة تجعل الثلاثة يسقطون في هذه الفوضى، 

وينتهي أمر عائلة شيه، 

جدي لأمي قد يموت غيظًا قبل أن يصله نبأ النهاية ~ .”


يانغ هي:

“هل رقّ قلبك يا سمو الأمير ؟ ~ "


تنهّد جي ياو وقال متذمرًا :

“ حقًا… إنك لا تنسى أبدًا ~ "


ثم تابع:

“ أبذل كل شيء ، 

لا شيء عندي لا أضحي به… إلا أنت الوالي ….”


الوالي ….. وإن خسرنا ؟”


رمقه يانغ هي بنظرة باردة كزهرة متفتحة في أقصى ذروة جمالها وقال:

“ لقد بلغنا هذا الحد —

سأرافق سموك إلى الجحيم "


يتبع



تنويه / [ ونجعل من حراس الظل شيه الأول ، وشيه الثاني ، 

وخالك شيه تشي يتولّون حراسة القصر بأنفسهم  ]


خليتهم ارقام بدل من : شيه هوان / شيه تسي عشان لاتتلخبطون من كثرة الاسماء وحسيت ماله داعي

خلاص ماباقي الا فصل ؛ فلماذا المزيد من الصداع ~


واصلاً هوان وتسي معناها ارقام / لانه الصينين يسمون اولادهم ع حسب المرتبة العدديه وقت الولاده او في الفترة الزمنيه الي انولدوا فيها


وكمان تنويه اخر نسيت اكتبه


ترا الامبراطور لما يتكلم يستخدم ضمير جمع لكن خليته يتكلم طبيعي

لانه بكيفي ~

اقصد اسهل وماله داعي 🏃🏻‍♂️

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي