القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch72 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري

 Ch72 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري



أشعة الصباح تنساب على أرض الفناء، 

فيما أسند غو لانغ ذقنه على كتف مورونغ يان، وهمس قائلاً:

“ لكنهم سيلعنونك ويشتمونك …”


فأجابه مورونغ يان بهدوء:

“ لا داعي لأن تهتم لذلك.

حين كنت مختبئ في القصر الشرقي أطلب 'الخلود' 

وأسعى خلف الطاوية ~ لم يكفّوا عن شتمي وقتها أيضًا … 

لا يمكنني أن أُخضع نفسي لكل ما تثرثر به ألسنتهم ، 

فإلا أين أذهب بوجه ولي العهد هذا ؟”


ثم أفلت غو لانغ من عناقه ، وأمسك بيده وتابع :

“ علينا أن نؤدي الطقوس كما ينبغي . 

صحيح أن ما فعلناه اليوم بسيط ، 

لكنني سأعوّضك بعد أيام بحفل صاخب ، أتوافق ؟”


نظر إليه غو لانغ ، وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة ، 

ثم أنزل رأسه ببطء


وفي نور الصباح الساطع ، 

انحنيا لبعضهما البعض ، 

و تداخلت خصلات شعرهما الطويل


ليكن الوعد : أن نشيب معًا في هذه الحياة ، 

و لا نفترق حتى الموت


✧——————————-



وبعد أن تكشّفت الحقيقة بشأن قضية عائلة غو ، 

وبما أن تشنغ يوفِي قد بادر بالاعتراف من تلقاء نفسه ، 

بل ووشى بـ الوزير لو بينغشان أيضًا ، 

فقد عفا الإمبراطور العجوز عنه من حكم الإعدام ، 

واكتفى بنفيه


أما لو بينغشان، فقد أُدين بتواطئه مع دولة تشي الشمالية 

وخيانته ، 

فصدر الحكم بقطع رأسه عند الظهيرة


وفي يوم تنفيذ الحكم ، 

كان مورونغ يان وغو لانغ واقفَين بين الحشود ، 

يشاهدان لو بينغشان وهو يصعد منصة الإعدام ، 

يهذي بجنون ويصرخ ، يبكي ويضحك في نفس الوقت :


“ أنا لم أُخطئ ! 

من لا يسعَ لنفسه ، فهلاكُه بيد السماء والأرض ! ما ذنبي ؟!


وماذا عن الجنرال نييه تشان ؟ 

خاض مئة معركة ولم يُهزم ؟ نكتة ! ألم يمت على يديّ ؟!


ستندمون جميعًا ! 

لا تظنوا أنكم إن جندتم المزيد من الجنود ، ستصمدون 

أمام تشي الشمالية ! 

عاجلاً أم آجلاً، ستسقط حدودكم الشمالية !


سأشاهدكم وأنتم تُهزمون شرّ هزيمة ، 

ككلاب فقدت مأواها…”


ثم دوّى صوت ——- بونغ 


حين ألقى القاضي العسكري مرسوم التنفيذ وهو يصرخ :


“ نفِّذوا الحكم !”


ازداد جنون لو بينغشان وهو يضحك :


“ ستموتون جميعًا ! ستموتون جميعًا…”


و لمعت شفرة السيف ، 

وتناثر الدم القاني على ساحة الإعدام ، 

فتوقفت الصرخات فجأة


أدار غو لانغ وجهه نحو مورونغ يان وقال:

“ هيا بنا "


أومأ مورونغ يان برأسه، 

وأمسك بيده ليعبرا الحشود ، وقال:

“ بما أن لا شؤون لدينا اليوم ، فلنذهب لزيارة تشو فنغيون "


نظر إليه غو لانغ بوجه يملؤه الاستغراب


فابتسم مورونغ يان :

“ تشوانسي أرسل لي سرًّا رسالة ، 

يقول إن تشو فنغيون يستغلّه في الأعمال ، 

وقد حبسه في قصر الطبيب رُوان ولا يدعه يغادر .”


غو لانغ: “……”

{ هل وصل النقص في اليد العاملة عند تشو فنغيون إلى هذا الحد ؟ }


✧——————————-



كان تشوانسي جاثي في المطبخ يغلي الدواء ، 

وقد اسودّ وجهه من دخان الحطب وتلطخ بالرماد ، 

لا يكفّ عن السعال من كثرة الدخان ، 

و منظره يرثى له بحق


أما رُوان نِيان ، فكان واقف خارج الباب يبدّل الضماد على ذراع تشو فنغيون


قال رُوان نِيان وهو يتفحص ذراعه بعناية:

“ تحسنت كثيرًا .”

وقد بدت عليه علامات السرور لرؤيته الجرح في تحسن


تشو فنغيون:

“ إذًا لن أتناول أدوية المقوّيات بعد الآن .”


سأله رُوان نِيان بدهشة :

“ لماذا ؟ 

ألستَ تريد أن تتعافى بسرعة ؟”


نظر تشو فنغيون إلى وجهه الأبيض الناعم :

“ لأني لا أستطيع النوم بعد تناولها .”


رُوان نِيان:

“ لا تستطيع النوم ؟ 

إذًا سأضيف لك شيئًا مهدئًا ”


تشو فنغيون: “…… لا فائدة "


رُوان نِيان: “ لماذا ؟”


تشو فنغيون : “……”


: “ من هذا الذي لا يستطيع النوم ؟”

دخل مورونغ يان ممسكًا بيد غو لانغ، وهو يضحك قائلاً:

“ لدي دواء فعّال جدًا ، مفعوله ممتاز !! "


سارع رُوان نِيان إلى الانحناء تحية وقال:

“ سموك ، تحية طيبة "


وما إن سمع تشوانسي الصوت حتى قفز من المطبخ بحماس ، 

واندفع ليعانق مورونغ يان:

“ سموووووك !”


لكن مورونغ يان أوقفه بيد واحدة ، وقال :

“ انتبه قليلاً ، أنا رجل متزوج الآن .”


نظر تشوانسي إلى غو لانغ الواقف بجانبه، 

ثم بدت عليه علامات الفهم فجأة وقال:

“ صحيح صحيح ، أميرة ولي العهد فقط من يحق له العناق… 

تفضلوا أنتما بالعناق ، أما أنا فلا أحب ذلك أصلاً .”


غو لانغ: “……”


سحب مورونغ يان يده، 

وأخرج من طية رداءه زجاجة صغيرة من الخزف الأبيض، 

وناولها لتشو فنغيون قائلًا:

“ تعجز عن النوم ليلًا ؟ هذا الدواء جيّد ، خذ حبة منه ، 

وستنام حتى الصباح دون أن تشعر بشيء .”


لكن تشو فنغيون أجابه بحزم قاطع:

“ لا حاجة "


فدفع مورونغ يان الزجاجة إلى رُوان نِيان، 

وقال له بنبرة جادة:

“ هذا الرجل لا يحب أخذ الدواء ، لذا لا بد أن تتكفل به يا 

طبيب رُوان، وتهتم بشأنه أكثر "


أومأ رُوان نِيان برأسه بذهول، ولم ينبس ببنت شفة


ثم انصرف مورونغ يان وهو في غاية الرضا، 

ممسكًا بيد غو لانغ، وسارع تشوانسي للحاق بهما، 

يركض بأقصى سرعته وكأن حياته متوقفة عليهما


تابع رُوان نِيان النظر إلى ظهورهم وهي تبتعد، 

و لا يزال يسمع صوت غو لانغ وهو يسأل ولي العهد:

“ ما هذا ؟”


فأجابه مورونغ يان:

“ بطبيعة الحال ، إنه شيء جيد…”


أمسك رُوان نِيان بزجاجة الخزف الأبيض، 

ثم التفت إلى تشو فنغيون وقال:

“ آ يينغ…”


قال تشو فنغيون بجدية بالغة:

“ تذكّر ، لا تصدّق أي كلمة يقولها ولي العهد ولا حتى نصف جملة ! "


: “ آه؟” قال رُوان نِيان في حيرة:

“ لكن سموه رجل طيب ، 

خشي أن تعاني من الأرق ، فأعطاك دواءً خصيصًا من أجلك .”


تشو فنغيون: “……”

{ بهذا التفكير ، سأقع في مأزق كبير دائماً }


✧——————————-



كان وزيرا الطقوس و الشؤون  الداخلية 

يشربان في إحدى الحانات وقد بلغا حد الثمالة


الاثنان ينويان فقط شرب كأس أو اثنين بعد انتهاء المجلس الصباحي ، 

لكن ما إن بدأ الشراب ، حتى لم يتمكنا من التوقف ، 

حتى احمرّ وجهاهما من كثرة الشرب


قال وزير شؤون الموظفين وهو يتكلم بلا تحفّظ تحت تأثير الكحول:

“قل لي… ' حازوقة ' … هل رأيت في تاريخنا القديم والحديث ، 

رجلًا يُصبح زوجًا لولي العهد؟ 

سمو ولي العهد هذا… 'حازوقة ' حقًا إنه أمر شائن !”


أما وزير الطقوس فكان يحتضن إبريق الخمر ، 

ويبدو عليه الإحباط :

“ حتى في عائلة لين … لم يحدث هذا قط… 'حازوقة '… ولدي…”


ثم قال وزير شؤون الداخلية مجددًا :

“ لو انتشر هذا الأمر ، فأين نضع وجه دولة يان العظمى ؟ 

ألن نصبح أضحوكة أمام الناس ؟!”


: “ ما تقوله منطقي ، يبدو أنني لم أُحسن التفكير .”


: “ بالضبط ! دعني أخبرك…”

لكنه توقف فجأة، وشعر بشيء غريب ، فالتفت برأسه ، 

ليجد سمو ولي العهد جالس بجانبه مباشرةً


فزع وزير شؤون الداخلية وارتبك :

“سـ- سمو ولي العهد…”


أما مورونغ يان، فجاء ليصطحب غو لانغ لتناول الطعام، 

لكنه ما إن دخل، حتى رأى الوزيرين جالسين في الزاوية 

يشربان الخمر، يتكلمان ويتذمران بصوت منخفض


طلب من غو لانغ أن يصعد أولًا إلى الطابق العلوي، 

ثم تقدم بنفسه نحو الوزيرين، 


وما إن اقترب حتى سمع وزير الشؤون الداخلية يهذي وهو في حالة سكر ، 

و يعبّر عن قلقه على سمعة دولة يان العظمى


وافقه مورونغ يان بكلمة ، ثم التقط إبريق الخمر من على 

الطاولة وصب له كأسًا، وقال:

“ ما قاله الوزير تشو في محلّه ، لقد فكّرت في الأمر مليًا ، 

ومن المؤكد أنه لا ينبغي أن يُمنح الرجل لقب الزوجة 

الملكية ، فهذا يُفسد نظام الطقوس .”


ظنّ وزير الشؤون الداخلية أن ولي العهد قد أدرك أخيرًا خطأه، 

فاغرورقت عيناه بالدموع وقال بعاطفة:

“ ما دام سموك قد أدرك ذلك ، فهذا يكفي ، 

إن هذا التابع العجوز …”


قال ولي العهد مبتسمًا :

“ لقد كنتُ طائشًا في الماضي ، 

وإن بدر مني ما أساء إليكما ، فأرجو أن تتغاضيا عن ذلك .”


سارع الوزيران إلى التواضع، ورفعا أيديهما محيين وقالا:

“ سموّك تُثقل علينا بكلامك …”


ثم صبّ ولي العهد كأس لوزير الطقوس وقال:

“ أما بخصوص مسألة الزواج إلى قصر العروس ، 

فسيكون على معالي الوزير لين أن يتعب قليلًا معي .”


حدق وزير الطقوس به مذهولًا :

“ مـ… ماذا تعني بالزواج إلى قصر العروس ؟”


ولي العهد:

“ بما أن من غير الجائز أن يُمنح الرجل لقب زوجة ملكية ، 

فلا يبقى أمامي سوى أن أنتقل بنفسي إلى قصر عائلة غو كزوج لهم .

و ' أُصاهر عائلة غو ' ! "


ارتعشت يد وزير الشؤون الداخلية ، 

وسقط الكأس من بين أصابعه على الأرض بصوتٍ عالي


وفجأة ضرب وزير الطقوس الطاولة بكفه، 

وكأن شيئًا جال في خاطره، وهتف قائلًا:

“ نعم ! 

بل يجب أن ينتقل ذلك الأرنب الصغير إلى بيتنا نحن، 

عائلة لين !” ( يقصد حبيب ولده )


ثم نهض مترنّحًا ومضى بسرعة وهو يترنح


التفت ولي العهد بعدها إلى وزير الشؤون الداخلية وقال بابتسامة :

“ الوزير تشو…”


فقفز الوزير تشو واقفًا فجأة ، 

حتى إن كرسيّه سقط على الأرض خلفه ، 

ثم أخذ يتراجع خطوة تلو أخرى وهو يحيّي قائلاً:

“ سـ- سمو ولي العهد… 

أنا مخمور ، أستأذن بالانصراف أولًا !”


يتبع


معنى “أُصاهر عائلة غو” (入赘 - ru zhui):


في الثقافة الصينية التقليدية ، الزواج العادي كالآتي:

الزوجة تنتقل إلى بيت الزوج.

الزوج يبقى جزءًا من نسب أسرته (يحمل اسمه، ويورث مكانته).

الأبناء يُعتبرون من سلالة الأب.


لكن عندما يُقال إن الرجل ' يصاهر عائلة فلان ' 

أو ' يدخل إلى عائلتهم كزوج ' 

فهذا يشير إلى حالة استثنائية تُسمى بالصينية

 ' رُوْ جُوي 入赘 ' وتعني :


أن الرجل يتزوّج امرأة لكنه هو من ينتقل إلى منزل عائلتها ، 

ويُعتبر تابع أو جزء من عائلتها وليس من عائلته الأصلية .


لماذا يُعدّ ذلك مهينًا أو محرج تقليدياً ؟


في التقاليد الكونفوشية:

الأسرة الذكورية هي من تتسلط على النسب والميراث .

انتقال الرجل لبيت زوجته يعني أنه ' أُلغي ' من عائلته ، وقد يُفهم أن :

عائلته لم توافق على الزواج .

أو أنه ضعيف المكانة، محتاج، بلا نفوذ .

أو أن عائلة الزوجة أقوى منه، فـ ' اشترته '  


بالتالي، أن يقول شخص إن “ولي العهد يصاهر عائلة غو” يوحي بأنه:

سيصير تابعًا لهم سياسيًا واجتماعيًا.

يتخلى عن سيادته وهيبته كولي عهد.

فضيحة سياسية واجتماعية في البلاط الامبراطوري …

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي