القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch73 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري

 Ch73 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري



عاد وزير الشؤون الداخلية إلى منزله و تفوح منه رائحة الخمر ، 

وما إن دخل حتى استسلم للنوم وهو في حالٍ من الدوخة والدوار


ولمّا أفاق من نومه ، كان الليل قد أرخى سدوله


شعر بصداع يثقل رأسه، 

وبينما ذهنه لا يزال مشوش ، تذكّر ، على نحو غائم ، 

أن ولي العهد قال أنه سيصاهر عائلة غو …


ارتجف قلبه في الحال ، وصحا تمامًا من سكرته


فكّر في نفسه { لا بد أنها كانت مجرد أضغاث أحلام بسبب الخمر ،

لا يعقل أن يكون ولي العهد بهذا القدر من الطيش أليس كذلك ؟ }


ثم تردد قليلًا 


{ لا… في الواقع ، ولي العهد ارتكب أمورًا أكثر طيشًا من هذا من قبل }


بينما هو غارق في قلقه، وما إن خطا خارج غرفته، 

حتى جاءه أحد الخدم راكضًا ليخبره أن المراقب 

الإمبراطوري جاء لزيارته


دخل المراقب وهو في غاية الانفعال، 

وبمجرد أن رأى الوزير، صاح فيه:

“ النار وصلت إلى حاجبيك ، وأنت لا تزال نائمًا ؟! 

كيف استطعت أن تغفو ؟!”


قال الوزير تشو مذهولًا:

“ ما الأمر؟”


أجابه المراقب ، ويده ترتجف مشيرة إلى اتجاه القصر الإمبراطوري :

“ ألا تعلم ؟! 

ولي العهد جاثي الآن أمام باب قاعة الدراسة الإمبراطورية، 

ويعلن أنه سيصاهر عائلة غو !”


قال الوزير تشو مذهولًا:

“… لم يكن حلمًا إذًا ؟”


صاح المراقب غاضب :

“ أي حلم وأي كوابيس ؟! 

هيا بنا بسرعة لنثني سموه عن ذلك !”


لكن الوزير تشو رفض النهوض، وقال:

“ لن أذهب .”


فكّر في نفسه { لقد حاولنا ثنيه طيلة الأيام الماضية ولم ننجح ، 

بل إنه الآن يريد أن يصاهر عائلة غو ! 

لو استمرينا في الضغط عليه ، 

فربما ينتهي به الأمر تابعًا عندهم ! }


قال المراقب، ممتعضًا:

“ ما الذي أصابكم جميعًا ؟ 

ألم تكن أنت ووزير الطقوس الأشد اعتراضًا في السابق؟ 

والآن أنتما أول من يتخلى !”


أجابه الوزير تشو وهو يضع يديه خلف ظهره متجهًا نحو الداخل :

“ أنا وزير الشؤون الداخلية ، وهذا الأمر لا يدخل في نطاق 

اختصاصي أصلاً… 

رأسي يؤلمني، سأعود للنوم .”


وقف المراقب مذهولًا في مكانه :

“…… هل عليّ أنا أيضًا أن أتهرب من المسؤولية ؟!”


✧——————————-



مورونغ يان وغو لانغ يجثوان مستقيمين أمام باب قاعة الدراسة الإمبراطورية


غو لانغ بقلق :

“ تصرفك هذا… ألن يُغضب جلالته ؟”


رفع مورونغ يان يده وقرص خدّه:

“ لقد أقمنا طقوس الزواج بالفعل ، 

كيف لا زلت تناديه بـ(جلالته)؟”


غو لانغ: “…”


مورونغ يان بصوت مرتفع موجّه إلى داخل القاعة:

“ لكن ، بما أن والدي الإمبراطور لم يقدّم لك هدية اللقاء ، 

فلا بأس إن لم تُبدّل صيغة المخاطبة بعد .”


فجأة دوى صوت تحطّم أشياء من داخل القاعة


قال غو لانغ وقد ظهر عليه التوتر :

“… من الأفضل أن لا تتكلم أكثر ، 

أخشى أن يخرج ويضربك .”


ابتسم مورونغ يان :

“ والدي لم يوبخني منذ أيام ، لا تقلق . 

إنه يعرف تمامًا طباعي ، وما لا يستطيع منعي منه ، 

لا يضغط عليّ فيه . 

هذا الركوع اليوم ، ليست له، بل لأجل وزراء الدولة . 

وحين يلين موقفهم ، تنتهي المسألة .”


شعر غو لانغ ببعض الذنب ، وفكّر أنه لولا وجوده ، 

لما اضطر مورونغ يان إلى التعرّض لكل هذا


قال بتردد:

“ أنا…”


اقترب مورونغ يان منه وهمس في أذنه بنبرة غامضة:

“ هل تشفق عليّ؟ 

إن كنت كذلك… فهيا بنا الليلة نركب آتسي وننطلق في جولة ، ما رأيك ؟”


غو لانغ: “…”


أبعده غو لانغ بصمت ، وقال بلا رحمة :

“ لا، لا أشفق عليك ”


مورونغ يان وهو يقرص خصره:

“ لكنني أنا من يشفق عليك . 

انظر إليك، نحلتَ من كثرة الركوع ، 

لا بد لي أن أعوّضك عن هذا .”


أجابه غو لانغ ببرود :

“ زيادة صحن أرز تكفي . 

أما ركوب الخيل وما شابه ، فلا حاجة لهذا !! "


ضحك مورونغ يان بخفوت، وقال:

“ كنت أفكر أن أطلب من مطبخ القصر أن يطبخوا لك 

حساءً مغذّي … ماذا كنت تظن ؟”


غو لانغ: “…”

{ لم أكن أظن شيئ …. أبدًا !!! }


ركع وليّ العهد أمام باب قاعة الدراسة الإمبراطورية طوال 

النصف الأول من اليوم، 

مُصرًّا على الدخول صهرًا إلى عائلة غو ، 

حتى أرعب الأمر جميعَ الوزراء ، 

فهرعوا يرفعون العرائض ، يطالبون بتزويجه كوليّ عهد لا كصهر


ففي نظرهم ، أن يصبح وليّ عهد يان العظيم صهرًا في عائلة أحدهم ، 

أشد مهانة بكثير من أن تُمنح رتبة ' أميرة وليّ العهد ' لرجل


إلا أن وليّ العهد تظاهر بالرفض ، 

وادّعى متظاهراً أنه لا يقوى على معارضة إلحاح الوزراء ~ 

فرضخ في النهاية وكأنّه مُجبر لا مختار ~~


ومع ذلك ، فإن زواج وليّ العهد شأن عظيم ، 

و يحتاج إلى اختيار يوم سعيد مبارك بعناية ، 

وتحضير أردية الزواج الحريرية الحمراء ، 

وما إلى ذلك من مراسم… 

وبعد طول حساب ، تقرر أن يتم بعد ثلاثة أشهر


في هذه الأثناء ، 

كانت الحرب على وشك أن تشتعل في الشمال ، 

ولم يتمكن الجنرال وي يونغ وابنته تشينغتون من البقاء 

حتى يشهدا زفافهما ، فاستعجلا الرحيل شمالًا


وقبل المغادرة ، نظر وي يونغ إلى ولي العهد وغو لانغ 

اللذين أتيا لوداعهما، 

وقد اغرورقت عيناه بالدموع، وقال:

“ هذا جيد ، حقاً جيد … اطمأن قلبي …”


ركضت وي تشينغتون نحوهما ، وقالت:

“ سنؤجل شرب نخب الزواج الآن ، لكن حين نعود لا بد أن 

نقيم الوليمة .”


قال مورونغ يان وهو يبتسم:

“ اتفقنا ، وحينها نُقيم مأدبة لوي الجنرال والآنسة وي ، ولا عودة حتى الثمالة "


أومأ غو لانغ موافقًا وهو يبتسم


قالت ويي تشينغتون :

“ اتفاق لا رجعة فيه !”




خرج جيش حامية الشمال من العاصمة في موكب مهيب، 

تخفق راياته في السماء، 

وتعلو سحب الغبار خلفهم


غو لانغ ومورونغ يان واقفين على سور المدينة ، 

يودّعان الجيش بأبصارهما وهم يتقدّمون نحو الشمال


تذكّر غو لانغ كيف كان في صغره يقف في المكان نفسه ، 

يراقب والده وهو يغادر مع الجنود ، 

ثم يركض إلى بوابة المدينة حين يعودون ، 

بانتظار عناق اللقاء


رفع رأسه نحو السماء ، واسعة لانهاية لها ، 

صافية ، لا غيم فيها


الهواء قد بدأ يبرد ، والأوراق اليابسة تتساقط من الأغصان 

واحدةً تلو الأخرى



✧——————————-



وفي مكان آخر ، 

أُزيل أخيرًا الشاش عن ذراع تشو فنغيون اليمنى


روان نيان بسعادة :

“ يمكنك أن تحرك يدك قليلًا في الأيام القادمة و هكذا ستتعافى بسرعة . 

آ-يينغ، ماذا تحب أن تأكل اليوم؟ 

سأعدّه لك احتفالًا بشفاء يدك !”


تذكّر تشو فنغيون فجأة الأرز المحروق من أمس ، 

واللحم غير الناضج قبل الأمس ، 

وحساء الدجاج الذي طاف الريش على سطحه قبل أيام …


فقال بهدوء:

“ أريد أن أشرب . 

لنذهب إلى مطعم 'تسوي يو لو ' ما رأيك ؟”


أجاب روان نيان بحماس دون أن يفكر:

“ جيد ! أنا أيضًا أريد أن أشرب !”


تشو فنغيون: “…”

{ ثم تسقط بعد الكأس الأول أليس كذلك ؟ }



..


لكن ما حدث أنه لم يسقط بعد كأس ، بل بعد اثنين


في الليل ، 


روان نيان يتمايل مخمور ، 

وقد عانق عمود في المطعم ، 

وهو يتجشأ ويهمس إليه :

“ لماذا أنت… ' حازوقة ' … أقسى من آ-يينغ… ' حازوقة ' …”


خشي تشو فنغيون أن يبدأ بالجدال مع العمود ، 

فحمله وغادر به على الفور


روان نيان جلس متكوّرًا في حضنه ، 

يتمتم بكلام عشوائي طول الطريق ، 

من الحجر الكبير أمام مقرّ مستشفى الأطباء الامبراطوري ، 

إلى الكلب المفترس في شرق المدينة…


قال وهو يعبس بحاجبيه :

“ كلّما رآني… يركض خلفي ، مرعب جدًّا !”


فأجابه تشو فنغيون:

“ لن يجرؤ بعد الآن "


ضحك روان نيان وبدأ يحرك وجهه بعنق فنغيون وقال :

“ صحيح… ' حازوقة ' … آ-يينغ، عضّه نيابةً عني ، هاه؟”


تشو فنغيون: “…”

“ لن أعضّ "


كانا قد وصلا إلى فناء القصر ، 

فدفع تشو فنغيون الباب وهو يحمل روان نيان بين ذراعيه، 

ثم تابع سيره إلى الداخل وهو يقول:

“ وأنت أيضًا لا يُسمح لك بعضّه "


احتجّ روان نيان وهو لا يزال في حضنه:

“ لكنه هو من حاول عضّي أولًا !”


وضعه تشو فنغيون برفق على السرير ، 

وألقى عليه نظرة ، فاحمرت خدي روان نيان تحت تأثير الخمر، 

لم يستطع تشو فنغيون المقاومة ، 

وانحنى ليعضّه عضة خفيفة


نظر إليه روان نيان بذهول لثواني ، 

ثم أمسك وجهه بكلتا يديه ، وعضّه أيضاً ، وقال بجدية:

“ قال ولي العهد… إن عضّك فعضّه أيضاً .”


ارتجف فم تشو فنغيون قليلًا :

“ ولي العهد ؟”


أجاب روان نيان بصوت خافت ، 

وهو لا يزال يتجشأ بسبب النبيذ :

“ نعم ، التقيت به ذلك اليوم في القصر ، وسألني إن كنتَ 

قد تناولتَ دواءك… ' حازوقة '… 

وقال إنك بعد أن تأخذ الدواء ، لا تستطيع النوم إلا إن 

عضضت أحد … 

وطلب مني أن أعضّك بالمقابل ، وهكذا تنام .”


تشو فنغيون: “…”


روان نيان بدأ ينهض من على السرير وهو يتلعثم:

“ أنا… أنا أين وضعت الدواء ؟”


أمسكه تشو فنغيون وأعاده إلى السرير بنظرة لا تخلو من حزم، وقال :

“ لا تصدق هراء ولي العهد ”

ثم تمتم فجأة :

“ ذلك الدواء… في الحقيقة هو…” ( دواء جنسي ~ )


رمقه روان نيان بنظرات فضولية وسأله ببطء:

“ هو ماذا ؟”


وضع تشو فنغيون كف يده على عنقه الأبيض ، 

واقترب منه وهو يهمس:

“ أتريد أن تعرف ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي