Ch9 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
وليّ العهد قد سقط أرضًا وظهره موجّه نحو غو لانغ ،،،
وبعد أن نهض ، أسرع بالعودة من حيث أتى،
فلم يرَى غو لانغ سوى ظهره المتراجع ——-
تبع وو ليو خلفه ، دون أن يفهم سبب تصرّف وليّ العهد الغريب
فقال:
“ سموّك ألن تعود إلى القصر الشرقي ؟”
لكن وليّ العهد لم يُجب،
بل واصل السير بوتيرة متسارعة،
كما لو أنّ أحد يطارده ليطالبه بدَين
راقب غو لانغ الاثنين وهما يبتعدان،
ثم ألقى نظرة أخرى على وو ليو—كان طويلًا فعلًا،
وخصره نحيف.
لكن، مع أن مظهره لا يُعد قبيح ، إلا أنه لم يكن وسيماً أيضًا
{ أترى؟ لعلّ الجمال في عين المُحبّ فعلًا … } فكّر غو لانغ في صمت
—————-
غادر غو لانغ القصر الشرقي،
وسار متوجهًا نحو جنوب المدينة
مرّ بجانب منازل قديمة بأسطح مبلّطة،
ثم دخل كوخ متهالك
تشو فنغيون، نائب قائد الحرس الإمبراطوري،
جالس على الأرض داخل الكوخ،
يسند ذراعه على ساقه الطويلة،
ويرسم دوائر بعصا خشبية في التراب
وما إن رأى غو لانغ يدخل،
حتى رمى بالعصا وقال بكسل:
“ هيا ، أخبرني ما الأمر ؟”
فأجابه غو لانغ واقفًا أمامه:
“ شخص ما يبني جيش من الجنود الخاصين في الجانب
الشرقي من جبل فولان .”
هذه المعلومة قد وصلت إليهم عبر العم تشاو تشو ،
الذي لاحظ أثناء مروره بجبل فولان أن الأرض تهتز تحته ،
وعندما دخل الجبل ، رأى عدد كبير من الرجال يتدربون
حاملين السيوف ، وهم يصرخون بشعارات قتالية ——
قال تشو فنغيون وهو ينهض واقفًا :
“ بناء جيش خاص؟
هل تعرف من المسؤول عن ذلك ؟”
أجاب غو لانغ:
“ تشنغ يوفِي . لكن لا نملك دليل قاطع .”
( تشنغ يوفي قائد الحرس / إلي قال انا شفت الجنرال ينقتل
قدام عيوني والي قتله نائبه غو تشانغ والد غو لانغ ، وانحكم عليهم بالاعدام بسببه )
اتسعت عينا تشو فنغيون وقال بدهشة:
“هذه جريمة كبرى يُعاقب عليها بإبادة تسع عشائر !
ما أجرأه —مرارته كاتساع السماء !! ….”
ثم خرج من الكوخ وقال دون أن يلتفت :
“ فهمت . انتظر أخباري .”
——————-
في مقر رئيس الوزراء ،
رئيس الوزراء شو تشي يان يمسك رأسه من صداع بسبب
بكاء ابنته شوو جينغ’إر
صرخت جينغ’إر : “ هووهووهوو… لا أريد الزواج من ذلك
الرجل من تشي الشمالية !
إنه يشبه الدب! لا أريده!”
فأجابها والدها :
“ والدك لا يريده لكِ أيضًا ، لكن لا أستطيع رفض الأمر حاليًا .
علينا أن نتماشى مع الاتفاق إلى حين أن أجد حلاً .”
هزّت جينغ’إر يده بقوة وقالت :
“ لكنه دعاني للذهاب في نزهة بالقارب غدًا !
لا أريد الذهاب !
هو ثقيل لدرجة أن القارب سيغرق !”
ربّت والدها على يديها بلطف :
“ تحمّلي قليلًا يا ابنتي.
دعي والدك يفكر بحل…”
لكنها ضربت قدمها بالأرض وقالت بعناد:
“ وإن لم تجد حلًا ، هل يعني هذا أنني سأتزوجه ؟!”
: “ جينغ’إر…”
لم تشأ سماع المزيد ، فانفجرت بالبكاء وركضت بعيدًا
أسرعت الخادمة خلفها وهي تناديها:
“ آنستي! آنستي !”
—————————-
اليوم التالي ، شو جينغ’إر في طريقها للقاء ذلك الرجل،
جالسة في محفة يرافقها الحرس والخدم من قصر رئيس الوزراء
محفة :
وما إن وصلوا إلى منتصف الطريق ،
حتى قالت إنها تشعر بآلام في معدتها،
وطلبت منهم التوجه لأقرب عيادة
وحين دخلت العيادة ،
ادّعت أنها تريد الذهاب إلى المرحاض ،
ورفضت أن ترافقها الخادمة ،
لكن بعد مرور وقت طويل ، لم تعد
قلقت الخادمة ، فذهبت تبحث عنها في المرحاض،
لتتفاجأ بأن آنستها قد اختفت
“ أحدهم ! أسرعوا ! الآنسة اختفت !”
في الواقع كانت شو جينغ’إر قد بذلت جهد كبير لتتسلّق
الجدار الخلفي للعيادة مستعينةً بالطوب
وبدأت بالجري بشكل عشوائي، دون أن تدري إلى أين تتجه
المدينة قد شهدت مطر في اليوم السابق،
والطرق موحلة،
والمياه متجمعة في كل مكان
وبينما تركض، التوت قدمها وسقطت أرضًا،
وتلطّخت بالوحل
“هووهووهوو… كم هو مقزّز…”
قالت وهي تهمّ بالبكاء
نظرت حولها، فرأت نهر قريب ،
ففكرت بالذهاب لغسل نفسها
تقدّمت باتجاه النهر وهي تترنّح ،
وتخطّت الحجارة واحدة تلو الأخرى
وحين حاولت أن تغرف شيئ من الماء لغسل وجهها،
انزلقت قدمها فوق حجر مملّس بفعل مياه النهر عبر
السنين— فلم تستطع الثبات عليه وسقطت فجأة في الماء
بصوتٍ مدوّي
ببيووووففف !
“آه! النجدة! كح كح… أنقذوني…”
في تلك اللحظة ، كان سون فانغ يصطاد السمك بجانب النهر،
وفجأة سمع صوت صراخ يطلب النجدة
ركض فورًا نحو مصدر الصوت،
و لمح فتاة تصارع الغرق في الماء
عندما استعادت شو جينغ' إر وعيها،
وجدت نفسها مستلقية على سرير غريب عنها
أسندت نفسها على طرف السرير لتجلس،
ونظرت حولها في حيرة؛ لم تعرف أين هي
وفي تلك اللحظة ، انفتح الباب ودخل شاب يحمل وعاء بين يديه
: “ آنستي ، لقد استيقظتِ ….” قال سون فانغ وهو يناولها
شراب الزنجبيل : “ اشربي هذا لتدفئي نفسك "
أخذت جينغ'إر الوعاء وهمست : “شكرًا لك أيها الشاب الكريم .”
سألها سون فانغ: “ أين يقع منزلكِ، آنستي؟
عندما تتحسنين ، سأوصلك إليه "
لكن الفتاة لم تجبه ، بل بدأت عيناها تحمران
سألها سون فانغ بقلق : “ ماذا… ما الأمر؟ آنستي؟”
ثم انهمرت الدموع على خدي الفتاة
بدا سون فانغ في حيرة تامة : “ هيه، هيه…
آنستي، لا تبكي… حسنًا، حسنًا،
لن أسأل، لن أسأل…
فقط لا تبكي…”
ظلت جينغ تنتحب للحظات ، ثم هدأت أخيرًا وتوقفت عن البكاء
ولم يكن أمام سون فانغ خيار سوى السماح لها بالبقاء
—————————
في اليوم التالي ، خرجت شو جينغ من الغرفة ،،،
تجولت في المكان وهي شاردة الذهن ،
وأثناء سيرها، رأت بركة سمك
كان في البركة سمكتان كبيرتان وعدد من السمكات الصغيرة
هاتان السمكتان الكبيرتان كانتا هدية من غو لانغ إلى مورونغ يان
————-
ففي العام الماضي ،
وأثناء احتفال مورونغ يان بعيد ميلاده ،
سأله غو لانغ عن الهدية التي يريدها ،
لم يعرف غو لانغ ما يهديه
وبينما يمر في السوق ، رأى امرأة مسنّة تحمل سمكة وتردد: “ أتمنى لك الوفرة عامًا بعد عام”
فاشترى سمكتين وأعطاهما له
وفيما بعد، وضعت إحدى السمكتين عدد من السمكات الصغيرة
وبينما مورونغ يان واقف عند البركة يتأمل، تنهد قائلاً: “ السمكة قد أنجبت بالفعل ،
فمتى ستساعديني ي زوجتي على أن…”
لكن قبل أن يُكمل جملته ،
ركله غو لانغ ركلة سريعة وألقاه في البركة ~~~
————-
كان ثمة صحن لطعام السمك بجانب البركة ،
شعرت جينغ ببعض الملل ،
فجلست وأخذت تطعم السمك
{ يا ترى، كيف حال والدي الآن؟
هل أرسل الناس للبحث عني في كل مكان ؟ }
ظل هذا السؤال يدور في ذهنها وهي تلقي كميات من الطعام في الماء
بعد فترة ، جاء سون فانغ
ألقى نظرة على البركة ، ولاحظ أن سمكة صغيرة بدت
عيناها شبه بيضاء — كانت قد شبعت إلى حد التخمة
وكادت تموت
صرخ سون فانغ بفزع : “ آه!
أنقذوا السمكة بسرعة !”
فزعت جينغ من صراخه ، ورغم شعورها ببعض الذنب ،
لم تستطع تجاهل رد فعله المبالغ فيه،
فسألته: “ لِمَا كل هذا الذعر؟
إنها مجرد سمكة…”
ردّ سون فانغ وهو يسرع نحو البركة ليمسك بالسمكة: “هذه ليست سمكة عادية !
هذه رمز حب أهداه الشخص الذي يحبه رئيسنا !
إن ماتت هذه السمكة بسببي ، فلن يتركني أبدًا
حتى ولو تحول إلى شبح !”
يتبع
“ أتمنى لك الوفرة عامًا بعد عام” / ليش الاسماك بالصين تعني الحظ ؟
تُقراةُ العبارة : 年年有余 (nián nián yǒu yú)،
المعنى الحرفي هو "سنة بعد عام، (قد) يكون لديك وفرة".
التورية هي أن كلمة الوفرة 余 yú تقرأ بنفس الطريقة التي
تقرأ بها كلمة الأسماك鱼 yú.
هذا هو السبب في أن الأسماك يعتقد أحيانا أنها محظوظة .
سون فانغ :
تعليقات: (0) إضافة تعليق