القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra10 | IDNWTAM

 Extra10 | IDNWTAM


Ch66 – الغيرة 


“ يا أخي الأكبر ، أخي الأكبر——”


رفع هان تشانغ رأسه ، 

فوجد تشاو شياودو يحدّق فيه بعينيه الواسعتين، 

وقال:

“ ما بالك شارد الذهن اليوم ؟”


أغلق هان تشانغ الوثيقة التي ظل يمسك بها دون أن يحرّكها طويلاً ، 

ثم نقر بها على الطاولة بلطف ، 

وقال وهو يضغط على كلماته :

“ ألا تظن أن جلالته في اليومين الأخيرين…”

تردد لحظة ، ثم تابع:

“ أصبح مقربًا أكثر من اللازم من ذاك الخصي الشاب الذي إلى جواره؟”


نظر إليه تشاو شياودو مشوش ، وسأله:

“ أي خصي ؟”


أدرك هان تشانغ خطأه على الفور ——

{ تشاو شياودو بطيء الفهم كجذع شجرة ، 

فكيف أطرح عليه مثل هذا السؤال ؟ }


وإذا بـتشاو شياودو يتابع :

“ أقرب الناس إلى جلالته… أليس ييفو  ؟”


ضربه هان تشانغ على رأسه بالوثيقة وهو يتنهد بضيق ، 

وقال:

“ ألم تلاحظ أن هناك خصي جديد إلى جوار جلالته ؟”


هز تشاو شياودو رأسه بالنفي 


هان تشانغ:

“ كل مَن يحيط بجلالته من الخدم ، رتبهم ووظفهم ييفو  ، 

لكن ذلك الخصي الشاب… 

ظهر قبل يومين فجأة أمام جلالته ….


ومن وقتها ، أبقاه جلالته إلى جواره بلا انقطاع … يومين كاملة "


سأل تشاو شياودو بدهشة ساذجة:

“ لكن… أليس من الطبيعي أن يكون لجلالته خصيان ؟”


فرك هان تشانغ جبهته بانزعاج :

“ ذلك الخصي… يشبه ييفو حين كان شاب "


: “… هاه؟” تجمّد تشاو شياودو، غير مستوعب


تابع هان تشانغ بصوت بارد خالٍ من التعبير:

“ خصوصًا عيناه ، فيهما شيء مشابه "


قال تشاو شياودو، وكأن الفكرة خطرت له تواً:

“ أتظن… أن جلالته معجب به؟”


رد هان تشانغ بنبرة باردة:

“ الملوك قلوبهم متقلّبة ، 

وجلالته قد أخلص لوالدنا ثمانية أعوام كاملة ، 

ولم يُضِف أحد للحريم منذ ذلك الحين ، 

وهذا أمر غير مسبوق . 

ثمانية أعوام… لا يمكن ضمان أنه لن يملّ في النهاية ، 

ويبدأ بالتفكير بشخص آخر ….”


تردد تشاو شياودو وقال:

“ لا أظن… 

جلالته طوال هذه السنين كان مخلص لييفو …”


قاطعه هان تشانغ:

“ معظم الرجال يحبون الجديد وينسون القديم . 

ووالدنا… والدنا في النهاية خصي "


فجأة ، وقف تشاو شياودو مستويًا كالسهم ، 

قبض على مقبض سيفه عند خصره ، 

وقال غاضبًا:

“ سأذهب لأقتله !!!!”


هان تشانغ:

“ قف مكانك "

ضحك من شدّة الغضب، وسأله:

“ تريد قتل مَن؟”


ردّ تشاو شياودو بعناد وهو يتيبس عنقه:

“ ذلك الخصي الشاب ! 

إن كان ينوي سرقة حب والدنا ، سأقضي عليه !”


ضحك هان تشانغ ساخرًا:

“ تقتحم مجلس جلالته لتقتل أحدهم ؟ 

يا لك من رجل فظيع يا سيّد تشاو !”


أسقط هذا التعليق من هان تشانغ حماس تشاو شياودو، فصمت غاضبًا،

لكن بعد لحظة ، لم يستطع كبح نفسه وسأل:

“ فما العمل إذًا ؟ 

ألا يجب أن نتدخل ؟”


قال هان تشانغ بهدوء :

“ والدنا لم يقل شيئ بعد ، فلمَا العجلة ؟”


أشرق وجه تشاو شياودو فجأة وكأنه أدرك أمرًا غفل عنه:

“ صحيح، والدنا بالتأكيد لديه خطط !”


ضحك هان تشانغ ساخرًا من جديد، 

لكن بعد لحظة،

لاحظ نظرات تشاو شياودو المتمحصة نحوه، 

عينيه السوداوين تراقبانه بدقة، وسأله فجأة:

“ أخي الأكبر… هل تحب الجديد وتنسى القديم أيضًا ؟”


تجمّد تعبير هان تشانغ الذي كان واثق وهادئ دوماً ، 

وسأله بحذر :

“ ماذا تقصد ؟”


تشاو شياودو:

“ هل صرت على علاقة مع شخص آخر ؟”


أجابه هان تشانغ:

“ لم يحدث "


ردّ تشاو شياودو بـ”أوه” متشككًا ، 

وبدأ يحدق به من أعلى لأسفل،


هان تشانغ بادله النظرة بثبات، وقال:

“ وإذا ؟ ، لو كنت حقًا على علاقة بأحدهم هل كنت سأخفيه عنك؟”


تشاو شياودو:

“ أوه "


أضاف هان تشانغ:

“ أنا جاد "


وضع تشاو شياودو يده على سيفه وقال مهددًا:

“ من الأفضل ألا أكتشف ذلك… بنفسي ~~ "


“…”


فكّر هان تشانغ { حتى لو كنت فعلاً على علاقة بشخص آخر، 

ولم أردك أن تعرف ، 

فلن تكتشف شيئ طوال حياتك… ما الذي يقلقك أصلاً ؟ }


ولم يستطع تمالك نفسه، 

فمدّ يده وقرص خديّ تشاو شياودو بلطف، 

وقال بابتسامة:

“ كن مطيعًا… أخوك الأكبر يحبك أكثر من أي شيء "



الخصي الشاب  تشن تشي ، وكان يشبه يانغ هي إلى حدٍّ 

ما: بشرته بيضاء، وعيناه—خاصة عيناه—تميلان إلى الأعلى 

من الزوايا ، 

فإذا رفع نظره نحو أحد ، زاد الشبه أكثر


في البداية ، لم يُعر يانغ هي الأمر اهتمام ، 

لكنه عبس بوضوح حين التقت نظراته بعيني ذاك الخصيّ لاحقًا


كان تشن تشي يقف إلى جوار جي ياو ،  

والإمبراطور الشاب متكئٌ بكسل على مقعده ، 

يتصفح المراسيم الامبراطوريه و تقارير الدولة بانتقائية ، 

لا يقرأ سوى ما يروق له 


أنهى يانغ هي حديثه ، وقبل أن يستدير ، 

مرّ بصره على تشن تشي —- الخصيّ الشاب ذو الملامح 

الغريبة كان ينظر إليه أيضًا ، 

بانحناءة مهذّبة ووقار مطيع


سحب يانغ هي نظراته ببرود


ثماني سنوات ، لم يقترب فيها أحد من جي ياو


في بعض الأحيان ، كان يانغ هي نفسه يجد هذا الأمر ضربًا 

من الخيال، لكن… هكذا مرّت الأعوام


ثماني سنوات ——


تشن تشي خصي جديد في القصر ، 

يبلغ من العمر ستة عشر أو سبعة عشر عامًا، 

تمامًا في السنّ التي كان عليها يانغ هي حين التقى بـجي ياو للمرة الأولى


وجي ياو، لم يُبعده عنه، بل أبقاه إلى جواره


لم يُفسّر جي ياو شيئ ، ولم يسأل يانغ هي، 

لكنه أرسل رجاله ليحقّقوا في خلفية تشن تشي، 

فجاؤوه ببضعة أوراق قليلة ، وُضعت على مكتبه


يانغ هي صبور ، لكن تشاو شياودو لم يكن كذلك ——-


لم يتحمّل أن يرى يانغ هي يُهان ولو لمجرد لحظة ——


مرّ يومان دون أن يتصرّف يانغ هي، 

فاختار تشاو شياودو أن يتجاوز الإمبراطور نفسه، 

وخطف تشن تشي، كمّم فمه، 

وألقاه في إدارة الخصيان في مكتب الشؤون الداخلية ليتصرّفوا بأمره


الجو قارس البرودة، 

في ذروة الشتاء، 

لكن الغرفة دافئة، ورائحة النبيذ العطري تملأ المكان


أحد الخدم راكع بجانب يانغ هي، يصبّ له النبيذ الدافئ في كوب صغير


دخل تشاو شياودو الغرفة بعاصفة من الرياح الشمالية تحيط به، 

وصرخ بصوتٍ حادّ:

“ يييفففووو !”


ألقى يانغ هي عليه نظرة جانبية كسولة، 

وقال بتأنيب رقيق:

“ يا لك من متسرّع…” ثم أشار بذقنه : “ اجلس "


وما إن رأى تشاو شياودو يانغ هي، 

حتى تحوّل من نمر هائج إلى قط مدلل، 

نزع سيفه الذي لا يفارقه، 

وجلس على ركبتيه فوق بساط ناعم، 

ووضع يديه على فخذيه بأدب، 

وقال بخفوت:

“ يييفوو ...”


أجابه يانغ هي بهدوء، 

ممسكًا بكأسه بأصابعه البيضاء النحيلة، وقال:

“ نبيذ جديد ، اشرب كوب لتدفئ جسدك "


أطاعه تشاو شياودو، 

ورفع الكأس وشربه دفعة واحدة، ثم تمتم:

“ ييفو لا يزال لديه مزاج لشرب النبيذ…”


رمقه يانغ هي بنظرة، وسأله ببطء:

“ ولِما لا يكون لديّ مزاج ؟”


تشاو شياودو:

“ هناك من تجرّأ وأساء إليك !”


ضحك يانغ هي :

“ آوه حقًا ؟”


تشاو شياودو بجدية :

“ ذلك الخصيّ الشاب ! تقرّب من جلالته لمجرد أن ملامحه 

تشبهك بعض الشيء . 

نيّته خبيثة !”


رفع يانغ هي عينيه وحدّق فيه، 

ثم سأل فجأة:

“ شياودو …. ماذا فعلت ؟”


كان يعرف هذا الابن بالتبنّي جيدًا، 

ويدرك طباعه عن ظهر قلب


عضّ تشاو شياودو على شفتيه، 

ثم قال بصوت منخفض:

“ خطفته ….


هو الآن بالخارج ، 

متروك لك كي تحكم في أمره ….”


ضحك يانغ هي من شدّة الغضب، وقال له:

“ أوصلت بك الجرأة إلى أن تخطف أحد رجال جلالته ؟”


رفع تشاو شياودو صوته بانفعال:

“ هو ليس من رجال جلالته !”

لكنّه ما إن التقى بنظرة يانغ هي، 

حتى انكمش كتفيه، 

وتحوّل إلى كلب صغير غاضب، 

وتمتم:

“ ولو كان كذلك ، لكان ذلك سببًا أقوى لخطفه ، 

بل و… سلخه حيًّا !!!”


سأله يانغ هي:

“ ولماذا ؟”


رمش تشاو شياودو بعينيه، 

ثم قال بصوت هادئ:

“ لو نال محبة جلالته ، ألا يعني هذا… 

أن ييفو سيحزن كثيرًا ؟”


توقّف يانغ هي فجأة ، وارتبك للحظة :

“…ولِما أحزن أنا ؟”


ارتبك تشاو شياودو بدوره، وسأله باستغراب:

“ إن أحبّ جلالته شخصًا آخر ، ألن يحزنك ذلك ؟”


{ هل سأحزن ؟ } تساءل يانغ هي في نفسه


{ الحزن … } — حاول مضغ الكلمة في ذهنه 


{ لو أحب جي ياو شخص آخر…


لم أفكّر في هذا أبدًا 


جي ياو ،،،، ذلك الفتى الذي كان لا يزال في سن المراهقة 

عندما قال له بصدق أنه يحبني ، بنبرة ناعمة وحنونة ، 

كمن يحمل جرة مليئة بالحلوى ويقدمها إليّ 


أما أنا ،،،، فكنت حذرًا ومتردد ، 

أتفحّص تلك الجرة ، و حاولت التمييز:


هل هي مليئة بالسكر ؟ 


أم أنّها سمٌّ مغطى بطبقة من العسل ؟ }


ومع مرور الوقت، غرق يانغ هي في العلاقة، 

حتى لم يعُد يستطيع التمييز بين الحقيقة والزيف، 

ولم يعُد يريد التمييز


ومع ذلك… لم يفكّر ولو لمرة واحدة، 

أنّ جي ياو قد يسحب تلك الجرة من يده، ويمنحها لغيره


حالما خطرت له هذه الفكرة، 

عقد يانغ هي حاجبيه بشدة.

قال فجأة، بصوت بارد:

“ هو يشبهني ؟”


هزّ جاو شياودوه رأسه أولًا، ثم أومأ


في نظره، ذلك الخصيّ لا يرقى حتى إلى شعرة من يانغ هي، 

كيف له أن يشبهه؟ 

لكن هان تشانغ قال إنه يشبهه، 

فلا بد أن في الأمر بعض الشبه


وقف يانغ هي مستقيمًا وقال:

“ هو بالخارج ؟”


: “ نعم”، أجابه جاو شياودوه بسرعة ، 

ثم نهض وسبقه إلى الباب و فتحه ، 

وهبت رياح شتوية قاسية ،


الخصيّ الشاب راكع على الأرض ، 

فمه محشو بقطعة قماش، 

يرتجف من شدة البرد


وقف خلفه خصيان مسلحان


نظر يانغ هي إليه من فوق ، وقال بنبرة فاترة:

“ ارفع رأسك "


ارتجف تشن تشي قليلًا ورفع رأسه ، 

في عينيه مزيج من الرعب والغضب ، 

تمتم بكلمات غير مفهومة ،،

رفع يانغ هي يده قليلًا ، 

فاقترب تشاو شياودو ونزع قطعة القماش من فمه بنفسه


قال تشن تشي بصوت خافت:

“ تحية للوالي يانغ … هل… هل ارتكبت خطأً ما ليجلبني 

الوالي إلى هنا؟”


لم يجب يانغ هي، 

أبقى عينيه منخفضتين، 

ملامحه باردة ومتعجرفة بشكل يصعب وصفه ،

حدق إلى وجهه بلا مبالاة


{ هل يا ترى لم يكن جي ياو يحاول التحقق من خلفيته 

بل أعجب به حقًا؟


هل أُعجب جي ياو به؟ }


ركع تشن تشي طويلاً حتى خَدِرَت ركبتاه، 

لكنه لم يبعد عينيه عن يانغ هي


كان يعرف أنه يشبهه قليلًا، والسلطة تُغوي الناس


حين رأه جي ياو لأول مرة وبدت عليه الدهشة ، 

كاد قلبه ينفجر من الخفقان


الخصيان إما أن يصيروا ذوي سلطة ، 

أو يُطرَدوا عندما يكبرون ، 

بل أحيانًا لا يصلون حتى إلى سن الشيخوخة ويموتون بصمت


وكون جي ياو قد خصّ يانغ هي وحده بمحبته لثماني سنوات، 

دفع بالكثير ممن لا يملكون طريق إلى التفكير في طرق أخرى ——-


وتشن تشي كان أحدهم ———

وكان يملك أفضلية: شبهه بيانغ هي ——


لقد سمع الكثير عن أساليب يانغ هي، 

وكان في داخله شيء من الخوف


لكن ما إن يتذكر نظرة جي ياو إليه، 

تلك النظرة المتشبثة كالغريق بقطعة خشب، 

عادت إليه بعض الجرأة ، وقال:

“ جلالته… ما زال بانتظار أن أُحضر له حساء الجينسنغ…”


لكنه لم يُكمل ، وتوقف فجأة ….. 


كانت نظرات يانغ هي إليه باردة كالثلج


تقدم يانغ هي منه وسأل تشاو شياودو :

“ في أي شيء يشبهني ؟”


أجاب تشاو شياودو : 

“ عيناه . 

قال الأخ الأكبر إن عينيه تشبهان عينيك .”


ضحك يانغ هي بسخرية ، 

وأمسك بذقن تشن تشي وهو يتفحص عينيه بنظرة 

متفحصة حادة، 

كأنه يسأل نفسه، أو يسأله أيضًا :

“ يشبهني؟… حقًا ؟”


ارتجف تشن تشي دون وعي ——-


كان جي ياو يحب عينيه ——-

كان يلامس طرفي عينيه بأصابعه ، 

يتحسس زواياهما ، 

لا يهتم إن كانت تلك اللمسات تُؤلم ، 

كان يستخدم إبهامه ليضغط حتى يحمرّ الجلد ، 

ثم يقول بصوت خافت:

“ هذان العينان… لا تبدوان جميلتين إلا حين تكونان في 

وجه يانغ هي

اللعنة عليك ، لقد أفسدتهما "

ثم اقترب من أذنه وهمس مبتسمًا :

“ما رأيك ، هل أقتلع عينيك ؟”


وقتها ضعفت ساقا تشن تشي من الرعب، 

لكنه لم ينجح في قول شيء، 



يانغ هي سحب يده كما لو أنه قد لمس شيئ مقزز ، 

وأخرج منديل وبدأ يمسح أصابعه بهدوء


في تلك اللحظة ، 


سُمعت خطوات تقترب من باحة الإدارة ، 


جي ياو واقف على بعد خطوات ، ينظر إلى يانغ هي


تلاقت نظراتهما ، 

لم يظهر على وجه يانغ هي أي انفعال ، وقال ببرود :

“ اقتلعوا عينيه "


ما إن أنهى يانغ هي كلمته ، 

حتى شحب وجه الخصيّ الشاب من الرعب ، 

وامتلأت عيناه بالدموع ، 

وأخذ يضرب جبهته على الأرض مرارًا يتوسل الرحمة 


عقد يانغ هي حاجبيه أكثر ، 

وفي نفسه شيء من التكبر ، متسائلًا 

{ كيف يشبهني هذا ؟ }


ثم ألقى نظرة باردة نحو الإمبراطور الواقف على بعد خطوات، 

يتفرج على المشهد وكأنه يشاهد عرض ممتع


يانغ هي:

“ ما الذي جاء بجلالتك ؟”


لم يتحرك يانغ هي من مكانه ، 

بينما أسرع تشاو شياودوه ومن معه بالانحناء أداءً للتحية


ابتسم جي ياو بخفة ، وقال بنبرة هادئة:

“ انهضوا… 

يا إلهي ، من أغضب غونغونغ حتى دفعه لارتكاب أمرٍ كهذا في وضح النهار ؟”


ضحك يانغ هي بسخرية دون أن يرد


الخصيّ الشاب ومنذ ظهور جي ياو ، 

بدا عليه بريق من الأمل ، 

لكنه لم يستطع الحراك ، 

لأن اثنان من الخدم يمسكان بكتفيه بقوة ،


لمح بطرف عينه طرف الرداء الإمبراطوري يمر بجانبه، 

فمدّ يده وتشبّث به بقوة، 

توسل، يطلب النجدة


توقف جي ياو لحظة، 

ألقى نظرة على تشن تشي، ثم ابتسم قائلاً:

“ ألم تسمع ما قاله غونغونغ ؟ 

خذوه من هنا ، لا تلوثوا فناءه "


تجمد الخصيّ في مكانه، 

نظر في عيني جي ياو المظلمتين، 

وشعر كأنه يحدق في شبح، 

فتوقف صوته من شدة الذعر


رد تشاو شياودو سريعًا:

“ مفهوم جلالتك .”

ثم انحنى نحو يانغ هي قائلاً:

“ ييفو ، أستأذن بالانصراف "


الرياح الشمالية جليدية، 

لكنهما لم يمكثا طويلًا في الفناء، 

وسرعان ما عادا إلى الداخل


عبير الخمر ما زال يملأ الغرفة ، قوي وساحر 


جي ياو في غاية السعادة ، يتبع يانغ هي بخفة ، 

والابتسامة تملأ وجهه ~~~


استدار يانغ هي فرأى أنيابه الصغيرة الظاهرة بابتسامة لا مبالية ، 

شعر بغضب بلا سبب واضح، فقال ببرود:

“ ما الذي يضحكك ؟”


ردّ جي ياو:

“ غونغونغ غاضب ؟”


: “ أنا ؟ ولماذا أغضب ؟” سأل يانغ هي بهدوء


: “ تغار ~~~ ،” أجابه جي ياو ببساطة


رمقه يانغ هي بنظرة باردة، وقال:

“ ولما أغار ؟”


اقترب جي ياو منه، كأنه يعشقه بجنون، 

ومد يده ليلمس خد يانغ هي، 

وقال بصوت منخفض، دافئ بدلال :

“ لا تكن عنييييد ، 

تغار يعني تغار ، لن أسخر منك ~~ .”


أدار يانغ هي وجهه ليبتعد عن لمسته، 

وقال ساخرًا:

“ هرااااء  . 

إن كان جلالتك راغب بمشاهدة مشاهد الغيرة ، 

فليفتح الحريم ، هناك الكثير لتراه .”


أمسك جي ياو وجهه بكلتا يديه، 

وجعل أنفهما تتلامس ، وضحك بخفة:

“ لا أريد .  

أنا أريد فقط أن يغار غونغونغ عليّ "


لم يعد شاب صغير ، فقد نضجت ملامحه ، 

وصار أكثر حدة ، 

بريقه واضح كالشمس ، ساحر يفرض وجوده ،

نظرته المركزة وحدها تكفي لجعل القلوب ترتجف


توقف يانغ هي فجأة ، وصفع يد جي ياو بلا ارتباك ، 

ثم قال بلا تعبير :

“ عن أي غيرة تتحدث ؟”


ابتسم جي ياو :

“ إن لم تكن تغار ، فلماذا تُضايق خصي شاب وتطلب اقتلاع عينيه؟ 

هاه؟”


كان صوته ضاغطًا ، نبرته مصممة 

اقترب منه فجأة ، 

عض شفتي يانغ هي وهو يُقبّله ، 

وبدأ يلعق بطرف لسانه ، وقال:

“ لا تُنكر . 

أنت تغار "


يانغ هي:

“ أنا لا—”


لكن لم يُكمل، إذ غاص جي ياو في قُبلة أعمق، 

عضه بقوة هذه المرة، 

مما جعله يأنّ من الألم، 

لكنه تابع قائلاً بنبرة ضاحكة، 

مليئة بالدلل:

“ لا تغار ، 

إذًا ماذا تريد أن تأكل ؟ 

كلني أنا، ها؟”


فتح شفتيه ودخل لسانه بخفة ، 

بطرفه الناعم ودفء أنفاسه ، 

تفوح منه رائحة الخمر المعتقة ، 

ثم أمسك بذقن يانغ هي وقبّله بعمق ، 

قُبلة متملّكة ومتشبثة ، كأنه لا يكتفي


اضطر يانغ هي إلى رفع رأسه، 

والقبلة بينهما كانت حارّة ، كأن كل شي يذوب 


فيها شراسة من يريد التهام الآخر بالكامل ، 

حبّ مكبوت ، فيكتفيا بالتمسّك


قبّله جي ياو حتى اختلّ نَفَس يانغ هي، 

واحمرّ وجهه، 

رغم أنه لم يشرب إلا القليل، 

إلا أن الخمر بدا وكأنه صعد إلى عظامه، فأذابها


أدرك جي ياو إثارته ، 

فابتسم وهو يلعق طرف أسنانه، 

وضغط على يانغ هي على الأريكة الناعمة، 

وقبله على طول الطريق إلى صدره، 

وقبله فوق ثيابه، 

وقال: " كم سنة مضت ، وما زلت غير مطيع ."


شعر يانغ هي ببعض الخجل، وفتح عينيه، 

وحدق مباشرة في جي ياو، 


رفع جي ياو عينيه وابتسم ليانغ هي ، منتشيًا وواثقًا وسعيد


يفيض شعوره ولا يستطيع إخفاءه، 

مما جعل يانغ يضم أصابع قدميه، 

واحمرت أذناه دون أن يلاحظ، 

وتذكر فجأة كلمات تشاو شياودو، ولم يستطع منع نفسه من الشرود


{ إذا أحب جي ياو شخص آخر …. 

 أحب ،،،، }


لم يعد يانغ يشك في ذلك ، جي ياو يحبه 


{ إذا أحب جي ياو شخص آخر ، ونظر إليه بهذه النظرة... }


بمجرد التفكير في الأمر، شعر يانغ بأنه أمر لا يُحتمل ، 


لم يستطع تحمل أن لا يحبه جي ياو


{ حب جي ياو لي ….


لا يمكن لأحد أن يسلب جي ياو مني 


هذا الهوس والعشق ، ولا حتى جي ياو نفسه …



جي ياو …..


جي ياو ….. 


هل أنا أحب جي ياو ؟ }



فجأة ، 

ضغط جي ياو بقوة على كتفيه وضغط على يانغ على الأريكة الناعمة، 

مستاء ، وسأل بجدية: " بماذا يفكر غونغونغ ؟"


استعاد يانغ وعيه ، 

ونظر إلى جي ياو ، 



: "جي ياو … "


في جميع أنحاء البلاط ، هو الوحيد الذي تجرأ على مناداة 

الإمبراطور باسمه مباشرةً


نظر جي ياو إلى يانغ 


تابع يانغ : "لماذا أبقيت تشن تشي بجانبك ؟"


رمش جي ياو عينيه، ومد نبرته : " تشن تشي وسيم..."


قبل أن ينهي كلامه، 

بردت نظرة يانغ ، 

وحدق في جي ياو : " وسيم؟"


ضحك جي ياو: " خاصةً عينيه ! 

تشبهان إلى حد كبير عينَي غونغونغ خاصتي ، 

لا يمكن للمرء إلا أن يكرههما عند رؤيتهما . 

كيف يمكن لقمر السماء أن يسقط في الوحل ؟"


لم ينبس يانغ ببنت شفة ، 

ثم انقلب فجأة وركب جي ياو،  


ونظر إليه من الأعلى، 


ضحك جي ياو فجأة، 

وأمسك بيد يانغ التي تستند عليه، 

وحرك أصابعه، 

وقال بكسل: " الوالي يانغ العظيم ، ما أجرأك، 

تجرؤ على ركوب الإمبراطور "



يانغ هي : " التابع لديه ما هو أجرأ ، 

هل يود جلالتك أن ترى ؟"



حدق جي ياو فجأة مباشرةً في يانغ ، 


عنق يانغ النحيل ، ورداءه الواسع ، 

رفع عينيه بلا مبالاة ، 

وتلاقت عيناه بعيني جي ياو ، 

وبدأت ابتسامة تظهر ببطء على وجهه : " إنه وسيم ؟


عيناه تشبهان عيني ؟"


تحركت تفاحة آدم جي ياو ، 

والتصقت نظراته بيانغ كالمخالب، 


أراد أن ينهض ليقبله ، 

لكنه بالكاد أسند نفسه حتى دفعه يانغ 


لكن بتلك الابتسامة ، انتصب قضيب جي ياو بالفعل، 

وتنهد بضحكة خافتة، وقال : " أخطأت ….

لا يمكن لأحد أن يضاهي جزء من حبيبي حتى ...


كيف يمكن لأي شخص آخر أن يضاهي جزء من حبيبي ؟"


قضى الاثنان ثماني سنوات معًا، 

يعرفان جسد بعضهما البعض جيدًا، 


علاوة على ذلك، انتصب قضيبه، و يضغط عليه، 

نظر يانغ إلى أصابع جي ياو التي تمسك بيده، 

ولم يبالي ، 

بل داعب أصابع جي ياو كما لو أنه يلعب، 

وقال: " جلالتك منتصب."


كان صوته غريب قليلاً ، وترتفع نبرته في النهاية ، 

كما لو أنه يذكر أمر عادي ، 

لكن فيه بعض الإغراء


جلس على ركبتيه وتابع : 

" لم أقم بمص قضيب جلالتك منذ وقت طويل "


اشتعلت نظرة جي ياو فجأة ، 

واستقرت على شفتي يانغ ، الحمراء الرطبة 


يانغ هي متغطرس ومدلل ، 

وعلى الرغم من أنه كان يحب ذلك الشيء ، 

إلا أنه نادرًا استخدم فمه ، 

وإذا فعل ، فذلك فقط عندما يكون جي ياو يجعله مشوشًا ويغريه


صوت جي ياو ثقيل بعض الشيء، وهمس: " هل يريد حبيبي أن يأكل ؟"


لم يعلق يانغ ، وأصبحت نظرة جي ياو أكثر سخونة ، 

وكأنه يريد أن يبتلعه حي ، 

وشعر ببعض الضعف اللاإرادي ، 

وابتلع لا شعوريًا، 

وتعرق كفه ، 

وعبس وهو يتمتم : " لا تنظر إلي "

{ كيف يمكنني أن أُبعد نظري عنك ؟ }


لقد أراد أن يمسك يانغ هي ويعضه قطعة قطعة ويأكله 


أمسك يانغ هي بحزام أسود في يده ، 

وانحنى وربطه على عيني جي ياو


ذهل جي ياو للحظة ، ثم ضحك،  


كان من النادر أن يرغب يانغ هي في اللعب، 

وكان عليه أن يلبي رغبته


أمسك بيد يانغ هي ولعقها وعضها ، وقال: 

" ماذا يريد غونغونغ أن يفعل؟"


مع غياب نظرة جي ياو الحارقة ، 

استقر قلب يانغ هي ، 

ولم يعر اهتمام لمغازلاته ،


انتصب قضيب جي ياو، منتفخًا بصلابة ، 

فتح يانغ هي حزام بنطاله ولمسه، 

وأمسكه في كفه


———————————-



أمسك بخصر يانغ هي ، وقبّل فمه ، 

وتذوق طعم السائل المر في فميهما، 

وتنفس بشدة، ودلّك أرداف يانغ هي بغضب ، وقال : 

" غونغونغ تفعل ذلك عمدًا ، تغريني، ههم؟"


رد يانغ هي على قبلاته الحارة والعاشقة، 

وتدحرجا على السرير عدة مرات، 


كأفاعي شهوانية في حالة هياج جنسي


لم يستسلم يانغ هي ، و وجهه أحمر 


وضغط على خصره وأصر على الركوب فوق جي ياو، 


وأمسك بأصابع جي ياو، وقال: " قلت لك لا تتحرك "


أثاره يانغ حتى اشتعلت النيران في جسده، 

وشعر بالحب واللهفة، 

و عيناه مليئتين بالشهوة التي تجعل المرء يخجل، 

وتشابكت أصابعه بأصابع يانغ ، وقال: " ألم تشبع بعد ؟"


————-



اتكأ على معدة جي ياو المشدود، 

وداعب كل بوصة من عضلات معدته والقوية بكفه ، 

بشيء من الهوس …. 


صبر جي ياو ، وإذا نفذ صبره أحيانًا ، كان يدفع بقوة، 

مما يجعل يانغ هي يئن ، وتشتت نظراته ، 

رطبة ، وكأنها قادرة على عصر الماء


بعد فترة وجيزة ، شعر يانغ هي بالتعب، 

وتوقف عن الحركة، 


لكنه كان يشعر بشهوة شديدة في الأسفل، 

فاستلقى على جي ياو وعض كتفه، 

مثل قطة في موسم التزاوج


ضحك جي ياو بخفة، ولم يحرجه، 

بل عض حلمته ، وأمسك بخصر يانغ هي ودفعه من الأسفل 

إلى الأعلى بعمق وثقل، 

حتى كاد يقتله من المتعة


قذف الاثنان مرة واحدة، 


وكان السرير فوضوي ، 

وضغط جي ياو على ظهر يانغ هي وأدخله فيه،


فكّر في انفعال يانغ هي اليوم… 


{ في مبادرة نادرة ،،،، }


لم يستطع أن يمنع نفسه من مدّ كفه ووضعه على صدره


تحت كف يده ، قلب يانغ ينبض بسرعة ، مضطرب ، 

ووجهه بدا مطيع على نحو نادر، 


ذابت حدّة حاجبي يانغ ونظراته ، 

فتحوّلت إلى نعومة آسرة ، 

جمال ساحر لا يتوقعه أحد ممن يخشون يانغ هي كأنه وحش كاسر


{ لكن لا أحد يمكنه أن يرى يانغ هكذا …..


لأنه لي ….. كلّه لي وحدي … }


عضّ جي ياو أذنه، 

وإبهامه يداعب المكان فوق صدره، 

يفركه حتى احمرّ، 

كأنه يريد أن يشق صدره ويُخرج قلبه ليسأله :

“ أتحبّني ؟ أليس كذلك ؟”


همس بسؤاله قرب أذنه ، صوته رقيق وبدلال ، 

فيه فتنة وملاطفة لا تُرد



اهتزّت رموش يانغ هي المبلّلة، 

نظر إلى الأمام بعين شاردة ——


أمسك جي ياو بذقنه ليجعله يواجهه ، 

وسأله مجددًا ،

“ تحبّني ؟”


فتح يانغ هي فمه وكأنه سيقول شيئ ، لكن لم ينطق


فحرّكه جي ياو عند موضع ضعفه ، 

ضغطه بلطف ، وسأل مجدداً :

“ تحبّني أليس كذلك ؟


ولا تحتمل أن تراني أحبّ غيرك ؟”


وما إن سمع تلك الكلمات ' أحبّ غيرك ' نظر يانغ هي نحوه ، 


ثم عانقه فجأة من عنقه ، 

وانحنى وقبّل فمه ، 

وداعبه بلسانه ، 

وكأنه يريد أن يجعله يبتلع تلك الجملة التي لا يحبها


كانت نظرة جي ياو لطيفة ومتسامحة، 

وعض لسانه وهو يقبله، 

وضحك بخفوت : " لا بأس إن لم تقولها ، 

لا يمكنك إخفاء ذلك على أي حال ….."


ثم قال، بصوت خافت فيه عزم ورقّة :

“ لن أحبّ غيرك أبدًا ….

أحبّك أنت ...

وأنت وحدك ”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي