Extra9 | IDNWTAM
Ch65 – “مرارة الدنيا (الجزء الثالث) · لم تَعُد مريرة
استفاق جي ياو على صوت ينادي عند أذنه:
“ جلالتك قد استيقظ !”
“ جلالته استيقظ !”
تراجع الخدم من حوله ،
وتقدّمت هيئة قرمزية بين الحضور ،
حتى وقفت بجوار سريره
كان الشخص ينظر إليه من فوق بعينين تحدقان بتوتر
بعد لحظة ،،،، بدأت نظرات جي ياو تستعيد وضوحها ،
واستقرت مباشرةً على يانغ هي
كان يانغ هي يعبس بخفة ،
وجهه هادئ ، وسأله بنبرة مستقرة :
“ هل يؤلمك أيّ مكان ؟”
لكن جي ياو لم ينطق بكلمة ———
اكتفى بالتحديق فيه بثبات ، نظراته مشدوهة ، جامدة
وبما أنه لم يرد ، حوّل يانغ هي بصره قليلاً وبدأ يسأل الطبيب ،
لكن فجأة شُدّت ذراعه بقوة ،
فسقط مترنحًا في حضن جي ياو
تجمّد للحظة ، ثم بدأ يحاول الإفلات ،
وقد بدت عليه علامات الغضب :
“ أتركني !”
لكن جي ياو لم يكتفِي ، بل عانقه بقوة أكبر ،
حتى اختلّت أنفاسه ،
ثم فتح فمه بصوت مبحوح :
“ اخرجوا جميعًا !!!!! "
يانغ هي منزعج متألم من شدة القبضة التي تركت أثرًا لا
شك فيه على ذراعه:
“ ما هذه النوبة الآن؟
جي ياو
على الأقل خفف قبضتك أولاً "
الخدم والأطباء جميعهم أنزلوا رؤوسهم ، مترددين ،
حتى صرخ بهم جي ياو فجأة :
“ قلتُ… أخرجوا كلكم !!!!!”
لم يكن من عادته أن يصرخ ،
فهو دائمًا يقتل حتى وهو يبتسم ،
لذا كان هذا الانفعال نادر وصادم حتى لـ يانغ هي —-
وفي طرفة عين ، بات المكان خالي إلا منهما
شدّ جي ياو على ذراع يانغ هي أكثر،
وسحبه إلى صدره ،
يعانقه بعنف ،
كأنه يريد أن يشقّ صدره ويُدخله بداخله،
دون اكتراث، دون رحمة
بدأ يتمتم اسمه مرارًا ،
بصوت خافت مرتجف ، وكأنه نجا لتوه من الموت
يانغ هي يرتدي ملابس رسمية ،
فقد كان في طريقه لحضور مجلس البلاط الصباحي ،
لكنه وجد نفسه مضغوط في حضن جي ياو،
وسقطا معًا على سرير التنين، في وضع غريب
خلال العامين الماضية ، دلّله جي ياو حتى بات أكثر حساسية ،
ولم يعُد يحتمل الألم
والآن، كان يُعانَق بشدة حتى كاد يختنق،
فبدأ يقاوم أكثر:
“ دعني أولًا… جي ياو !
جي ياو !”
لكن كلما قاوم ، زادت قوة عناق جي ياو
أمسك بذقنه ، وبدأ يتفحّص ملامحه بدقة ،
{ بشرته دافئة ،
وتعبيراته نابضة بالحياة ،
كيف يمكن لهذا أن يكون وهم ؟ }
: “ يانغ هي… يانغ هي…”
كان يُمسك وجهه حتى احمرّت خديّ يانغ ،
وبدت على جي ياو علامات الهوس
ثم اقترب منه ليقبّله،
وقبّله فعلاً،
ثم عضّه، عض خده،
عض شفتيه،
وكأنه يحاول إثبات أنه حقيقي
رفع يانغ هي رأسه،
بالكاد يستطيع صدّ هذه القبلات المتلاحقة من جي ياو،
التي كانت لزجة، غامرة، اقتحمت فمه بجشع،
تبحث عن كل شبر، تريد التوغل حتى الأعماق
أدار وجهه بتعب،
لكنه أُمسك من خده مجدداً ،
شفتاه المبتلّتان بلعاب الآخر أصبحت حمراء كالدم،
والهواء صار أقل فأقل
حتى بدا وكأنهما سيختنقان في هذا القبلة الطويلة
لم يسبق لـجي ياو أن فقد صوابه بهذه الطريقة منذ زمن طويل
منذ أن تولّى العرش ، وأحكم سلطته ،
بات أكثر هدوءًا وثقة
لكن، لسببٍ ما، شعر يانغ هي أن هذا الجنون ..
وارتجف قلبه ….
فكّر في صدمة :
{ هل يشعر جي ياو بالخوف ؟
ممَا يخاف ؟
ما الذي قد يخيفه الآن ؟ }
لكن لم يُمهَل للتفكير طويلًا ،
فقد بدأ جي ياو بالفعل في نزع ثيابه
كان متلهفًا للغاية لدفء الجسد ،
يريد أن يلامسه جسديًا ،
عاري ، ليتأكد أنه موجود فعلاً ،
حقيقي بما يكفي ليحرك كيانه ،
لعله بذلك يطرد البرد المستقرّ في أعماقه
كانت تصرفاته عنيفة ومتعجّلة،
وحين أدرك يانغ هي الأمر،
كانت أرديته قد رُفعت، وبنطاله قد نُزع،
وانكشف نصف ردفيه
تبدّلت ملامحه فورًا ، ودفعه بقوة ، غاضبًا :
“ كفى!
لقد تأخرنا عن المجلس الصباحي ،
هل ستستمر بهذا الجنون أم أنك—”
لم يكد ينهي كلامه حتى قلبه جي ياو على الفور ،
وكان ذلك الشيء الصلب منتصبًا تحته بالفعل ،
يضغط عليه بإلحاح
ارتجف يانغ هي ، وتشبث بيديه وقدميه محاولًا الابتعاد خطوتين،
لكنه سُحب عائدًا،
وضغط عليه جي ياو بجسده كله،
و صوته ثقيل بشكل لا يوصف، عميق ،
ينطوي على جنون مكبوت،
وقال: "يانغ هي ، كن مطيعًا ،
لا تقاوم، وإلا لا أعرف ما الذي قد أفعله "
تمتم يانغ هي بشتيمة مبهمة ،
وتلعثم صوته في النهاية ليتحول إلى صرخة ألم،
أدخل جي ياو أصابعه ببضع حركات سريعة،
ثم فتح أردافه ليحل محلها ذلك الشيء الحاد المستعد للانطلاق،
وأدخله بعنف في فتحته الجافة دون أن يتيح له الفرصة للتهرب،
فشحب وجه يانغ هي من الألم
لم يكن جي ياو أفضل حالًا ،
أنزل رأسه ليقبل أذن يانغ هي وشعره ،
وتنفس بسرعة ، هامسًا: "يانغ هي …."
لم يعرف لماذا نادى باسم يانغ هي ،
كلمتان بسيطتان، تتحركان بين شفتيه،
وقبل أن تصل إلى قلبه ، كانت تغلي بالفعل
أغمض يانغ هي عينيه، وارتعشت رموشه ،
وصك أسنانه وهو يسب جي ياو: "هل أنت مريض؟
- يؤلم، يؤلمني حد الموت ..."
تجاهله جي ياو تمامًا،
وبينما قضيبه يشق طريقه ببطء داخل فتحته الخلفية،
أدخله دفعة واحدة إلى أقصى مدى،
لم يعرفا كم مرة فعلاها،
كانا متوافقين تمامًا،
ولم ينزف، بل ضغط عليه بإحكام،
يرتجف ، مقاومًا ومستسلمًا في آن واحد
تنفس جي ياو بصعوبة ،
يده المتعرقة تداعب خديّ يانغ هي باستمرار ،
غضب يانغ هي وعض كفه، عض بقوة،
وتذوق طعم الدم على الفور
لم يبالي جي ياو، بل ضغط على شفتيه مستغلًا الفرصة،
يستنشق رائحة جسده بعمق،
كمدمن مخدرات وجد نشوته،
وهمس: " يانغ هي كم اشتقت إليك "
تمتم يانغ هي بصوت غير واضح،
ولم يستطع الصراخ، وبدأ الشيء المغروس بين أردافه يتحرك،
وامتلائه وإحساس التمزق أثارا رعشة في جسده كله
فجأة ، شعر يانغ هي للحظة وكأن كتفه مبلل ،
فتح عينيه على اتساعهما،
{ لم يكن وهم ،
بل كان ماء حقًا ،،،،
يسقط كالمطر ، قطرة قطرة على جلدي ….
كيف يمكن أن يكون هناك ماء في الغرفة ؟ }
فكر بشرود ،
لكن سرعان ما ارتجفت حدقتا عينيه،
ورغب لا شعوريًا في الالتفات إلى الخلف،
لكنه لم يرى سوى قطرة ماء بلورية تنساب على فك جي ياو المحدد ،
وتسقط بثقل،
وشعر وكأن حلقه مخنوق، "...أنت—"
ضُغطت كف على عينيه
غطى جي ياو عيني يانغ بإحكام ———-
ظل يانغ هي مشدوهاً ،
ولم يستوعب ما جرى للحظة طويلة ….
كان في ذهنه عالقة تلك الدمعة …
{ جي ياو بكى ؟
كيف بكى جي ياو ؟
كيف… كيف يمكن له أن يبكي ؟ }
“…لمَ تبكي؟”
قالها يانغ هي مذهولًا،
لا يزال عاجز عن التصديق، ولم يُزح يد جي ياو عنه
{ هذا سخيفًا جدًا ، لا يُعقل ... }
وبعد وقت طويل، نطق جي ياو،
بصوت مبحوح:
“ يانغ هي… رأيتُ حلم "
لم يرد يانغ هي ——
اقترب منه جي ياو ، وكأن البرد يتخلله حتى العظم،
فغطّاه بجسده،
التصق به حتى لم يعد هناك مسافة بينهما،
ساق على ساق،
و يانغ هي محاصر بين صدره وسرير النوم،
كأنه عالق داخل قفص
قبّله جي ياو عند أذنه ،
ثم اتجه يقبّل عنقه ببطء ، وهمس:
“ رأيتك تموت في حلمي …
أنا قتلتك ….”
قالها بهدوء غريب ،
كأنه يروي واقعة عابرة لا تحمل أي وزن ،
: “ أصدرت الأمر… وأُعدِمتَ "
تصلّب جسد يانغ هي فجأة ،
حتى أطراف أصابعه أصبحت باردة ———
تابع جي ياو بصوت منخفض:
“ أصبحت إمبراطور ، ثم أصبحت مجنون .
كل ما بيننا… كل هذا ،
لم يكن سوى حلم ،
حلم لم أستطع الاستيقاظ منه "
وبعد صمت طويل ،
قال يانغ هي أخيرًا، بصوت جاف:
“ مجرد حلم ، لا أكثر "
لم يُجب جي ياو، بل انسحب قليلًا إلى الخلف ——
اتكأ بجبهته على جبهة يانغ ،
يانغ هي ينظر في عينيه ،
تساءل { هل تلك الدموع التي رآيتها مجرد خيال…
لا ….
عينا جي ياو حمراوين، يحدق بي بعمق وجنون }
رفع جي ياو إصبعه ولمس خلف عنق يانغ هي ———
تراجع يانغ هي لا إراديًا ، لكنه أجبر نفسه على التوقف
سأله جي ياو:
“ هل يؤلمك ؟”
نظر إليه يانغ هي، ثم ربت على جهة جي ياو بتربيته خفيفة دون إجابة
وفجأة ، قال جي ياو، بلا مقدمات :
“ أنا أحبك "
رفع يانغ هي رأسه ،
فرآه ينظر إليه بثبات ، يكرر
“ يانغ هي أنا أحبك "
تسارعت نبضات يانغ هي فجأة ،
وذاب ما تبقى من برودة الماضي في رمشة ،
بدأ جسده يتصبب عرقًا ، وشعر بتوتر غريب ،
ارتباك لم يعهده
لكنه لم يتوقف ، بل كررها ثانية ، بإصرار هادئ
“ أنا أحبك "
وبعد وقت ، لم يعرف فيه كيف يرد ،
رد يانغ هي بخفوت ، كأنه ضائع:
“ أوه…”
جي ياو يحدق فيه،
يحدق بعمق لدرجة أن يانغ هي اضطر لإبعاد نظره،
لكن قلبه سقط دفعة واحدة،
في كف ناعم … كأنه وقع على غيمة
{ ينبغي أن أشكر يانغ هي…
أن أشكره لأنه وقف أمامي يومها ،
لأنه وجدني في طريقه ….
أشكره على منحي الطمع ، والرغبة ، والطموح ،،،،،
وأيضًا… شيء نقي صغير يُدعى ' الأمل '
ذلك الذي أخرجني من الجحيم الأبدي ……. }
تنفس جي ياو بخفة ،
وارتسمت على وجهه ابتسامة،
ونادى برقة :
“ يانغ هي…”
يانغ هي لا يزال غارق في وقع تلك الكلمة الثقيلة ،
متأخر الإدراك ، يتوه في عينيه ،
حرارته تشتعل من رأسه حتى أخمص قدميه ،
نظر إليه مذهولًا ، مرتبكًا
له جي ياو:
“ في هذه الحياة ،
سواء في الموت أو الحياة ، لن أتركك أبدًا ….
سواء أردتَ أو لا…
سنظل معًا، إلى الأبد "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق