Extra13 | IDNWTAM
Ch69: التكاسل عن النهوض من الفراش
في السنوات التالية،
وبعد أن استقر يانغ هي في مكانته كالرجل الثاني في الدولة بلا منازع،
صار مزاجه أعسر،
ولا سيما عند الاستيقاظ
وفي أيام الشتاء القارس،
كان يتكاسل عن حضور جلسات الصباح،
فيبقى نائمًا على سرير التنين حتى يشاء، ثم يستيقظ بتأنّي
لو كان ذلك في السنوات السابقة، لما جاز له هذا أبدًا
وحتى في حياته السابقة،
لم يكن ليسمح لنفسه بهكذا تهاون
حينذاك، كان يستمتع بنشوة السلطة،
وبمشهد انحناء الوزراء أمامه في مجلس الحكم،
مشهد يبعث في صدره راحة لا توصف
أما الآن… فالوضع مختلف تمامًا
في القصر، لم يكن أحد يجرؤ على إيقاظ يانغ هي
أُسدلت الستائر المزينة ،
ونُصبت الشاشات المذهّبة ،
كأن المكان قصر خفيّ يخفي جارية مدلّلة
طبقات فوق طبقات من الحجب ،
تخلّق جوًّا خاص ، لا يخلو من معنى ضمنيّ
وجي ياو… كان يحبّ ذلك كثيرًا
في أوج الشتاء ، وبينما الثلج يتساقط بغزارة،
عاد جي ياو من جلسة الصباح،
فوجد يانغ هي لا يزال نائم
خلع لباسه الرسمي الثقيل،
وتسلل إلى تلسرير ، وعانق الجسد الدافئ فيه
جسد يانغ هي لا يزال نحيف ، عظامه دقيقة ،
ناعم الملمس، مدلل ،
جلده ناعم حريريّ، وسطه منحوت،
وساقاه ناعمة ، وحين يُلمس، ينبض بالإغواء
وبما أن يانغ هي لا يمارس فنون القتال،
فبطنه مسطح ناعم،
يختلف تمامًا عن جي ياو، الذي وبعد أن تولى العرش،
أصبح يتمرّن فصارت له بنية رياضية متماسكة،
وصدر عريض، وبطن مقسّم، يزداد صلابة عامًا بعد عام
عانقه جي ياو إلى صدره،
وسند ذقنه على كتفه،
يداعب أذنه،
وساقاه تلتفّان حوله وكأنه يحاصره
تنهد بارتياح، ثم بدأ يعبث به، وتمتم متدللًا:
“ الوالي يانغ العظيم ازداد كسلًا…
حتى جلسة الصباح لم تعد ترافقني إليها .”
يانغ هي رفسه بخفة ، وهو نصف نائم ، مغمض العينين ، لا يرد عليه
كان جي ياو قد شارف الثلاثين،
وصار يظهر على ذقنه لحية خفيفة جداً ،
فبدأ يحتكّ بعنق يانغ هي الخلفي عمداً ليغيظه
أما يانغ هي، فهو خصيّ، وعلى الرغم من تجاوزه الثلاثين،
فذقنه نظيف،
لا يظهر عليه كِبر، وكأن الزمن توقّف عنده
في جنوب يان من عادة الرجال ألا يُربّوا لحاهم قبل الثلاثين،
لكن جي ياو كان يُصرّ أن يتولى يانغ هي بنفسه تهذيب ذقنه
ومع زيادة الحكّ والدغدغة، انزعج يانغ هي،
فمدّ يده دون أن يفتح عينيه، يحاول دفعه بكسل
لكنه لم ينجح
فجأة، أمسك جي ياو بيده،
وانقضّ على عنقه المحمّر من الحكّ، وعضّه
تأوه يانغ هي أنّة خافتة فيها بعض الغضب،
وناداه باسمه:
“ جي ياو…”
ضحك جي ياو ضحكة مبهمة،
ثم بدأ يلعق مكان العضة دون أن يفلت شفتيه،
ثم قال “همم” بصوت رجوليّ مبحوح، فيه دلال ثقيل
جلس يانغ هي ببطء، وفتح عينيه،
وحدّق في جي ياو دون أي تعبير على وجهه
كان جي ياو يبتسم له، وقال ممازحًا:
“ الوالي العظيم لم يرَى ما رأيتُه اليوم…
الوزراء اليىم كلهم ينتظرونك بلهفة ،
وتركتَني وحدي أستمع إلى خطبهم المملّة ،
حتى كدتُ أنام من الضجر!”
ردّ عليه يانغ هي متأخرًا ، بصوت بارد لا مبالي :
“حسنًا.”
كأن الأمر لا يعنيه في شيء
جي ياو بالكاد جلس على حافة السرير،
وفجأة—ركله يانغ هي ~~
ركلة مفاجئة، لم يكن يتوقعها،
وكان جالس على الحافة… فسقط أرضًا
حدّق جي ياو فيه للحظة، مصدوم ،
ثم لم يتمالك نفسه… وانفجر ضاحكًا بغضب مكبوت،
وهو يرى وجه يانغ هي الغاضب، المفعم بالنعاس
يانغ هي ببرود:
“ لا تُزعجني "
لكن جي ياو لم يرغب الاستسلام
قبض على كاحله الذي ظهر من بين البطانيات ،
وسحبه دفعة واحدة ، ثم عانقه بالكامل،
وأعاده إلى السرير،
ثم همس وهو يقبله على شفتيه:
“ الوالي جريء جدًا…
حتى الإمبراطور تجرؤ على ركله، ها؟”
رمش يانغ هي قليلًا،
ثم رفع عينيه إلى جي ياو، وكأنه للتو أدرك ما فعله،
وقال بوجه جامد:
“جلالتك ، أتظن نفسك صبي مدلّل ؟”
{ آووه ؟ … يبدو أنه يعاتبني على إزعاج نومه }
ضحك جي ياو، ثم أمسك بذقنه،
وبدأ يمرر إبهامه على طرفه الأملس،
و بنبرة متدلّلة لزجة:
“ أنا كذلك… فكيف سيتصرّف غونغونغ مع هذا الصبي المدلّل؟”
⸻——————————————⸻
كان تشاو شياودو وهان تشانغ قد قضيا سنواتٍ معًا،
نشأت بينهما علاقة شبيهة بالإخوة،
لكن قربهما تجاوز حدود المألوف بين الإخوة،
حتى باتت علاقتهما حميمية بلا حواجز
تشاو شياودو بطبيعته صريح وعفوي،
لا يتردد في التقرّب من هان تشانغ،
ولا يرى بأسًا في أن يتدلل عليه أو يلقي بنفسه في حضنه،
حتى بعد لحظات قاسية من العلاقة
أما هان تشانغ، فرغم مظهره المهذب ونشأته النبيلة،
إلا أن داخله كان حاد ومظلم ،
و يحمل في طبيعته بعض الميول المتطرّفة ،
التي لم تكن لتُروى إلا في الخفاء
ومع ذلك ، فقد عاشا في تناغم غريب لسنوات
تشاو شياودو لم يعرف بالضبط ما الذي يشعر به تجاه هان تشانغ
لم يملك لغة للمشاعر،
لكنه حين يرى العلاقة بين الإمبراطور ويانغ هي،
يتخيل أن يقضي حياته مع “أخيه” بالطريقة نفسها…
وبدا له ذلك جميلًا
هان تشانغ، من جهته، لم يتزوج قط،
فصار تشاو شياودو يصدق أكثر فأكثر أنهما ثنائي حقيقي
كان يراه كـ”شريكه ”، على غرار الأزواج من الخصيان
والخادمات داخل القصر
تشاو شياودو رجل عنيد ، حين يقرر أمرًا لا يتراجع عنه
رغم تفوقه القتالي،
لم يُقدِم يومًا على إيذاء هان تشانغ حقًا،
حتى حين يُغضبه كثيرًا
كان يغلي من الداخل،
لكنه يتراجع دائمًا قبل أن يرفع يده عليه
إلى أن جاء ذلك العام،
حين أُقيمت مأدبة ليلية كبرى في القصر،
حضرها الإمبراطور ورجاله،
وجاءت أيضًا نساء من كبار العائلات ——-
إحدى الفتيات وقعت عينها على هان تشانغ
رغم كونه من عائلة ساقطة ووالده بالتبني خصي ،
إلا أنه شاب وسيم ناجح ،
يشغل منصب نائب وزير العدل ،
وهو الابن المتبنّى ليانغ هي
مستقبله واعد ، ومظهره جذاب ،
وكثيرات تمنّين الارتباط به
تلك الفتاة ابنة الوزير السابق، فتاة نبيلة مهذبة،
وقفت بجواره وكأنها صُنعت لتليق به
حين رآهما تشاو شياودو ،،، كان هان تشانغ يميل برأسه قليلًا،
يتحدث معها بهدوء،
وهي تُنزل عينيها بدلال ، خجلة ، ووجنتاها محمرّتان
توقف تشاو شياودو في مكانه ،
شعر بطعنة في صدره ،
وامتلأت عينه بالحرقة ،
مزيج من الغضب والحزن غير المبرر
ظلّ يحدق بهما طويلًا ، حتى التقت عيناه بعيني هان تشانغ
وقف شياودو في الظل ، وجهه مغطى وشفته مشدودة ،
أشبه بطفل عابس
وبعد لحظة ، استدار وغادر ، خطواته ثقيلة ،
وجهه خالي من التعابير ، وفي ملامحه بعض من يانغ هي
أما هان تشانغ، فلم يتحرك
فكّر بهدوء { ما بيننا نزوة دامت بضع سنوات،
لكنها لا تصلح لتدوم …
فأنا لست الإمبراطور … }
هان تشانغ رجل تقليدي…
يريد ما يريده سائر الرجال : سلطة ، زوجة فاتنة ،
أولاد يملؤون داره
ولن يسمح لنفسه بأن يكون مجرد نكتة يتداولها الناس ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق