Extra14 | IDNWTAM
Ch70 : شياودو
لم يعرف يانغ هي بأمر العلاقة بين هان تشانغ وتشاو شياودو إلا بعد مضي وقت طويل،
وكان من كشف له الأمر هو جي ياو ——-
قبل عدة سنوات ، جاء الاثنان إليه لعرض أمرٍ ما،
وبينما يغادران، حدّق جي ياو في ظهريهما
وألقى سؤاله الغريب :
“ ألا يقلقك هذا الأمر غونغونغ ؟”
: “ أي أمر؟” سأله يانغ هي ببرود
جي ياو وهو يتأمل:
“ تشاو شياودو لا يمكنه مجاراة هان تشانغ في الألاعيب ،
وإن افترقا يومًا…”
رفع يانغ هي رأسه من فوق الوثائق ببطء،
بعينين لا تفهمان المغزى،
لكن جي ياو أدرك ما غاب عنه،
وضحك وهو يسند يده إلى الطاولة وقال ممازحًا:
“ من النادر أن تكون بهذه الغفلة غونغونغ في أمر كهذا.”
حينها فقط استوعب يانغ هي،
وقد واجه نظرة جي ياو الماكرة،
وبقي وجهه باردًا كعادته، دون أن يظهر عليه شيء
في شؤون القصر والسياسة ، كان يانغ هي يتحكم بخيوط اللعبة ببراعة ،
لكن حين يتعلّق الأمر بالمشاعر ،
وخصوصًا بمَن حوله ، يتردد ويقف عاجزًا
في حياته السابقة ، كان موت هان تشانغ وتشاو شياودو مرتبطًا به،
وقد ماتا نهاية مؤلمة
ورغم برودة طبعه، إلا أن يانغ هي لم ينسَى هذا تمامًا
هو يعرف هان تشانغ جيدًا ، ويعلم أن تشاو شياودو
بشخصيته البسيطة والمباشرة،
لن يكون ندًا له أبدًا
هان تشانغ قد يضحي بكبريائه من أجل السلطة،
لكنه لن يضحي بكل شيء،
ولا يمكن أن يقضي عمره بجانب خصي،
فذلك مدعاة للسخرية في نظر الجميع
هان تشانغ قد يحتمل الوضع مؤقتًا…
لكنه لا يحتمله أبدًا إلى الأبد
رغم أن كليهما ابنا يانغ هي بالتبني،
فإن نظرته لهما مختلفة تمامًا
لو لم يكن في هذا المنصب،
ما كان هان تشانغ ليقبله كأب
أما تشاو شياودو —- فهو نقي القلب…
ويانغ هي يميل إليه بالفطرة
ومع ذلك ، لم يعرف كيف يُحدثه ويناقشه بشأن هذا الأمر ،
فاختار أن يصمت ، وتركه وشأنه
فكّر ببرود { حتى لو تعثّر وسقط ،
فليس في الأمر ما يهدد حياته }
ثم، ومن دون سبب واضح ، تذكّر جي ياو… وسرح قليلًا
حتى جاء اليوم بعد سنوات ، ———-
حين أبدى الوزير الكبير السابق رغبته في تزويج ابنته
الصغرى لهان تشانغ
ولأول مرة ، بدا أن تشاو شياودو يخفي مشاعره…
لم يظهر شيئ على وجهه أمام يانغ هي
في ذروة الصيف ، واقف بصلابة،
بزيه الرسمي وسيفه على خصره،
مثل أي حارس ملكي
تلك السنوات التي قضاها في التدريب،
وسعيه لأن يُشبه يانغ هي،
منحت جسده انضباط وهيبة
حتى أنه لم يكن يبدو كخصي على الإطلاق
حين همّ تشاو شياودو بالمغادرة،
ناداه يانغ هي ونقر على الطاولة وقال بلا مبالاة:
“ سمعت أن ابنة الوزير لين هي أجمل بنات العاصمة هذا العام .
والمُتوج حديثًا بلقب أعلى المتفوقين لم يتزوج بعد…
لمَا لا نزوجها له؟”
تجمّد تشاو شياودو في مكانه ، نظر إليه بصمت،
ثم حرّك شفتيه وقال بهدوء:
“ ييفو …”
عاد إليه بخطوات بطيئة ،
ثم جثا بجانبه على الأرض،
وكرّر النداء:
“ يييفووو …”
يانغ هي:
“هم؟”
تشاو شياودو بدا كطفل مجروح،
شدّ كمّ يانغ هي قليلاً،
ثم همس بعد فترة :
“ أخي يحبها "
ردّ يانغ هي بهدوء تام:
“ أنا لا أسألك عن رأيه ، أريد أن أعرف : هل تريده أم لا ؟”
رفع تشاو شياودوه وجهه ، نظر إلى يانغ هي مطولًا ،
ثم قال في النهاية :
“ لا بأس …"
بصوت خافت:
“ إن لم تكن الآنسة لين ، فالآنسة لي موجودة ،
والآنسة تشاو… أخي لا يحبني ، وأنا أيضًا لا أحبه ،
فقط هكذا .”
لكن الحقيقة أنه لم يكن صادق ،،،
لقد حاول أن يتحدث مع هان تشانغ،
حتى فكّر—بتهور وغضب—أن يقتل الآنسة لين
إلا أن هان تشانغ لم يُبدِي أي تفاعل،
ملامحه ظلت باردة لحدّ الرعب، وقال له ببساطة:
“ شياودو … لنتوقف عن هذا "
كلمات هان تشانغ كانت غامضة، غير مفهومة،
تشاو شياودو لم يستوعب
{ لماذا لا ' نستمر ' ؟ كنا بخير ، لماذا الآن يتراجع ؟ }
تشاو شياودو في غضبه وألمه، هاجمه، وضربه،
فهان تشانغ لم يكن بقوته
لكن رغم الدم واللكمات،
عينا هان تشانغ بقيت هادئتين،
ومسح فمه المصاب وقال:
“ أنا آسف… لا يمكننا أن نكمل حياتنا هكذا "
تشاو شياودو كان غاضب جدًا،
عيونه دامعة و حمراء:
“ لما لا؟
جلالته ووالدنا عاشا هكذا …. "
قاطعه هان تشانغ :
“ ليس نفس الشيء .
هو الإمبراطور ، سيّده العالم .”
صوته هادئ … تابع :
“ حتى لو كان الإمبراطور نفسه قد ترك قصره للعيش مع والدك ،
فهو موضع سخرية في أعين الجميع .”
شياودو وقف مذهولًا مصدوم ….
ربما فهم، وربما لم يفهم…
لكنه لأول مرة، أحس بالعار ————
طوال حياته لم يخجل من كونه خصيًا
لم يشعر بالنقص، لا أمام الآخرين، ولا حتى أمام نفسه
لكنه في تلك اللحظة،
شعر وكأن أحدهم صفعه بقوة،
بشعور حارق ومذلّ، أعمق من أي جرح
استفاق على الحقيقة ——-
هزّ رأسه وقال بصوت واضح :
“ في النهاية… أنت تحتقرني ، لأنني خصي …
أنت لا تراني جديرًا بك "
هان تشانغ صمت ، وجهه متصلّب ، ولم ينطق بكلمة
حين عاد إلى يانغ هي،
رفع الأخير يده وربّت على رأسه
تشاو شياودو مال برأسه نحو كف يده،
كطفل صغير، وقال بصوت خافت:
“ ييفو… لا بأس "
نظر إليه يانغ هي، وقد بدا وكأنه أصبح فجأة راشدًا…
نضج وجهه، وخفتت ملامح براءته
قال له يانغ هي:
“ حسنًا …"
ثم أضاف بعد لحظة:
“ يا شياودو إن أردت شيئ في هذه الحياة… خذه .
سواءً سرقته أو انتزعته ،
ما تمسكه بيدك هو وحدك تملكه "
أومأ شياودو وابتسم قليلًا:
“ مفهوم ييفو .”
ثم تمتم بصوت منخفض،
فيه بعض الطفولة،
لكن بحدة حاسمة:
“ لكنني الآن لا أريده …
إن كان أخي لا يريدني ، فأنا أيضًا لا أريده "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق