Extra2 | تملك محدود
الفصل السادس
لم يكن شيه تشي ياو يتوقع أن يلتقي بـ قو تشاو تشينغ مجددًا بهذه السرعة.
في هذا اليوم، كان من المقرر أن تعقد فرقته الغنائية لقاءً مع المعجبين في مبنى شينغ هي، الذي يتبع لمجموعة هوا شينغ.
وبالصدفة، كان قو تشاو تشينغ يزور المبنى في نفس اليوم لإجراء جولة تفقدية.
بمجرد أن سمع شيه تشي ياو الخبر، قفز من الفرحة حتى كاد يطير، ثم هرع إلى غرفة التجميل وظل يصفف شعره لفترة طويلة جدًا.
وصل قو تشاو تشينغ إلى موقع الحدث قبل أن يصعد شيه تشي ياو إلى المسرح.
وعندما علم مدير أعماله من منظم الفعالية أن قو تشاو تشينغ قادم، سارع لاستقباله بحرارة، محاولًا إظهار أقصى درجات الترحاب.
استغل شيه تشي ياو الفوضى وحاول التسلل إلى الداخل، لكن ما إن إقترب حتى سحبه مديره من ياقة قميصه، وهو يوبخه: “شيه تشي ياو! هل تعرف من يجلس في الداخل؟ لماذا تقتحم المكان هكذا؟!”
فتح شيه تشي ياو فمه للحظة، قبل أن يسأل بحذر: “لابد أنه الرئيس قو.”
نظر إليه المدير بتعبير ساخر: “إذًا، بما أنك تعلم، لماذا تركض نحوه؟” ثم لوّح بيده لطرده: “اذهب فورًا إلى المسرح وتدرب على الأداء!”
تلاشت طاقته بالكامل، وسار نحو المسرح بخطوات متثاقلة.
ولكن قبل أن يصل إلى منتصف الطريق، سمع ضجيجًا خلفه.
التفت، ليجد أن قو تشاو تشينغ كان يخرج محاطًا بمجموعة من الأشخاص، بينما كان مدير أعماله يمشي بجانبه، يقدم له الشروحات بحماس مبالغ فيه: “على الرغم من أن شهرة فرقتنا ليست كبيرة، إلا أن جودة العمل عالية جدًا. سيد قو إذا كان لديك وقت، يمكنك مشاهدة أدائهم، أو حتى السماح لهم بتقديم نبذة عن أعمالهم لك.”
في لحظة، استعاد شيه تشي ياو طاقته كأنه بُعث من جديد.
التفت بسرعة، وابتسم ابتسامة مشرقة للغاية، حتى أن زوايا فمه كادت تلمس السماء.
وفي الخفاء، كان يحرك يديه داخل أكمامه بسرعة وهو يلوّح لقو تشاو تشينغ بحماس طفولي.
وكما توقع، التقت أعينهما…
لكن، بعد بضع ثوانٍ فقط، صرف قو تشاو تشينغ نظره عنه بلا مبالاة.
لاحظ المدير أن شيه تشي ياو كان يقف قريبًا، وبما أنه شخص اجتماعي ولبق، ظن أنه سيكون الشخص المثالي لتقديم الفرقة.
لوّح له: “تشي ياو، تعال إلى هنا، أخبر السيد قو عن فرقتنا.”
خطا شيه تشي ياو خطوة للأمام بحماس…
لكنه لم يكد يصل، حتى سمع صوت قو تشاو تشينغ يقول: “البيتا الذي بجانبك، تعال إلى هنا.”
في لحظة، وكأن دلوًا من الماء البارد انسكب فوق رأسه.
تجمّد في مكانه، وحدّق في قو تشاو تشينغ بعيون فارغة.
لكن قو تشاو تشينغ لم يكن ينظر إليه على الإطلاق.
كان ينظر إلى وو كي الذي كان يقف بجانبه.
وبالفعل، عندما سمع وو كي اسمه، اندفع على الفور للترحيب بالرئيس بكل حماس.
كل ما حدث بعد ذلك كان ضبابيًا في ذهن شيه تشي ياو، لم يستطع تذكر التفاصيل بوضوح.
لكنه عندما حلّ منتصف الليل، لم يكن وو كي قد عاد بعد.
أما شيه تشي ياو، فلم يكن يريد العودة إلى السكن، فظل جالسًا أسفل المبنى يتحدث مع قطة شرودها يشبه حالته تمامًا.
لكن القطة تجاهلته تمامًا.
أما الكلب، فقد لوّح بذيله ورحّب به.
شعر شيه تشي ياو بإحساس غريب في أنفه، وكأنه على وشك البكاء.
مدّ إصبعه ولمس أنف الكلب بلطف، ثم زفر بتعب: “قلت لك، لا تكن عاطفيًا أكثر من اللازم… لا تكن عاطفيًا أكثر من اللازم… كم أن هذا محرج.”
_
الفصل السابع
لم يسبق لـ وو كي أن شعر بهذا النوع من الإحباط التافه في حياته.
صحيح أنه لم يكن الأكثر وسامة في الفرقة، لكنه كان مسؤولًا عن المرئيات على الأقل. وكان بإمكان الأثرياء من الجيل الثاني الذين يرغبون في التقرب منه تكوين طابور يمتد من مدخل الشركة إلى نهاية الشارع.
ولكن، بشكل غير متوقع، تجاهله قو تشاو تشينغ تمامًا؟!
أخذه قو تشاو تشينغ إلى مطعم فاخر، لكنه بدأ في الأكل فورًا بمجرد وصول الأطباق، دون أن يقول كلمة واحدة طوال الوقت.
وبعد الانتهاء، طلب من السائق إعادته إلى السكن مباشرة.
بدا الأمر وكأنه يؤدي مهمة على مضض.
في طريق العودة، تمتم وو كي: 'هل هذا الشخص مريض؟!'
كلما تذكر ملامحه المنهمكة أثناء الأكل، شعر بقشعريرة: “في النهاية، هو الرئيس التنفيذي لمجموعة هوا شينغ، لكن أين هيبته؟!”
عندما اقترب من السكن، رأى شيه تشي ياو جاثيًا في الزاوية، يربت على قطة ضالة، ويتمتم بكلمات غير مفهومة.
لم يكن وو كي ينوي التحدث معه، لكن شيه تشي ياو التفت فجأة، وما إن رآه حتى قفز من مكانه بسرعة: “عدت؟!”
رفع وو كي حاجبه وسأله بلا مبالاة: “ماذا تفعل هنا في الأسفل؟”
أخفى شيه تشي ياو أفكاره وقال بهدوء: “أطعم القطة.”
أطلق وو كي زفيرًا ساخرًا، قبل أن يلتفت عنه متجهًا نحو المصعد، غير مهتم بإكمال المحادثة.
لكن شيه تشي ياو لحق به، وتردد قبل أن يسأل: “لـ… لماذا عدت متأخرًا؟”
“وما علاقتك بالأمر؟”
تجمّد شيه تشي ياو مكانه بلا كلمة.
كان على وشك البحث عن طريقة أخرى لاستخراج المعلومات من وو كي، لكن في تلك اللحظة، اقتربت مجموعة من الفنانين من الشركة، وما إن رأوا وو كي حتى بدأوا بالمزاح معه بسخرية:
“أوووه! أليس هذا زوج الرئيس المستقبلي؟”
لم يكن وو كي شخصًا محبوبًا في الشركة، وكان يعرف تمامًا ماذا تعني هذه الكلمات.
“إذن، وو كي، ماذا فعلت مع قو تشاو تشينغ اليوم؟” سأل أحدهم بابتسامة ذات مغزى.
انقبض قلب شيه تشي ياو على الفور، وأصغى باهتمام.
حرك وو كي شعره وقال بمكر: “تناولنا وجبة بسيطة فحسب.”
ثم أضاف بابتسامة: “الرئيس قو شخص ممتع، أخبرني بالكثير من القصص عن ماضيه.”
“أوه، سمعت أن درجة فيروموناته عالية جدًا، كما أنه صارم في ضبط النفس.”
ضحك وو كي ووضع يده على فمه بتصنع: “آه، لا أعرف شيئًا عن هذا.”
انفجر الجميع من حوله ضاحكين بتهكم.
لكن شيه تشي ياو كان الوحيد الذي لم يضحك.
كان واقفًا عند زاوية المصعد، خافضًا رأسه وحدقته مثبّتة على أطراف أصابعه بصمت.
إذن، هذا هو قو تشاو تشينغ الحقيقي…
كونه باردًا وغير مبالٍ كان مجرد قناع.
هو فقط لم يرغب بإظهار أي إهتمام نحوه…
عند عودته إلى الغرفة، كان وو كي قد انتهى من الاستحمام، بينما كان شيه تشي ياو قد اختبأ بالفعل تحت بطانيته.
لكن فجأة، تذكر وو كي شيئًا، فخرج إلى غرفة المعيشة، ثم عاد وألقى شيئًا بعيدًا على سرير شيه تشي ياو.
“الرئيس قو طلب مني أن أعطيك هذا.”
جلس شيه تشي ياو مرتبكًا، وعندما التقطه، أدرك أنه دفتر ملاحظاته.
كان قد أسقطه في كواليس حفل الزفاف…
وقد التقطه قو تشاو تشينغ واحتفظ به طوال هذا الوقت، حتى أرسله إليه عبر شخص آخر.
رفع وو كي حاجبيه وسأل: “هل تعرفه؟”
تردد شيه تشي ياو قليلًا قبل أن يجيب: “الشخص الذي أنقذني في ذلك اليوم كان الرئيس قو.”
تفاجأ وو كي، وبدا عليه التفكير للحظة، قبل أن يعلّق ببرود: “أوه.”
شعر شيه تشي ياو بالتوتر، فسحب البطانية إليه وسأله بحذر: “هل قال الرئيس قو شيئًا عني؟”
هزّ وو كه رأسه ببرود: “لا، لم يقل شيئًا، فقط طلب مني إعطاءك الدفتر.”
أومأ شيه تشي ياو بخيبة أمل واضحة.
بينما كان وو كي على وشك إطفاء الأنوار، قال فجأة: “يبدو أن الرئيس قو لا يحب الأوميغا. هو ينزعج من رائحتهم، لكنه أيضًا ليس مثليًا.”
لم يكن هذا شيئًا سمعه وو كي مباشرة من قو تشاو تشينغ، بل مجرد معلومة حصل عليها من حديث عابر مع سائق قو تشاو تشينغ.
'السيد شخص غريب جدًا.' كان هذا تعليق السائق عن قو تشاو تشينغ.
لكن طالما أن الشخص غريب ثري فالأمر ليس مشكلة، هذا ما أقنع وو كي نفسه به، قبل أن يفتح هاتفه ويبدأ بالتصفح وهو يدندن بلحن مبتهج.
لكنه لم يلاحظ شيه تشي ياو على الجانب الآخر من الغرفة…
كان وجهه مليئًا بالوحدة الشديدة، عيناه محمرتان، ممسكًا بدفتره الصغير بيدٍ مرتجفة، وعيناه مثبتتان على السقف بصمت مطبق.
فكّر بحزن شديد: 'لم أذق طعم الحب من قبل… لكنني اختبرت مرارته أولًا، كان يجب ألا أترك نفسي أتأثر بهذه السهولة.'
_
الفصل الثامن
“تشي ياو، لماذا الهالات السوداء تحت عينيك سيئة جدًا؟”
عندما رأى لانغ أكبر عضو في الفرقة، شيه تشي ياو وهو في حالة خمول شديدة، ألقى ما كان يفعله جانبًا وسار نحوه بقلق.
فرك شيه تشي ياو عينيه وسأل بتردد: “لانغ-غا، أخبرني، كيف يشعر الشخص عندما يكون مهتمًا بأحدهم؟”
تجمّد لانغ لثانية، ثم ابتسم بدهشة: “أوووه! صغيرنا بدأ يكبر وأخيرًا اكتشف مشاعره! هيا، أخبر غاغا من هو؟”
“أنا—”
قبل أن يتمكن من الرد، خرج أحد أعضاء الفرقة من الغرفة الأخرى. وما إن سمع كلمات لانغ حتى هرع إليهما بملامح فضولية: “ماذا؟ ماذا؟ هل خرج أصغرنا من حياة العزوبية؟!”
“أنا لم—”
لكن، قبل أن يتمكن شيه تشي ياو من إنهاء جملته، بدأ الاثنان بالحديث بصوت عالي حتى رفع يديه مستسلمًا تمامًا: “لم أترك العزوبية، ولا أملك شريكًا. أنا فقط معجب بأحدهم سرًا لكنه لا يحب الأوميغا.”
توقف لانغ للحظة، ولكن سرعان ما استعاد هدوءه، وربّت على كتف شيه تشي ياو قائلًا بلطف: “لا بأس، تشي ياو، لا تحزن، العالم مليئ بالألفا ستجد غيره بالتأكيد."
“نعم! العيب ليس فيك، أنت لطيف جدًا، هو الخاسر لأنه لم يعجب بك.”
في هذه اللحظة، خرج وو كي من الغرفة، وهو يتثاءب بلا مبالاة، قبل أن يتوجه مباشرة إلى المطبخ.
رمقه لانغ بازدراء قبل أن يتمتم *بصوت منخفض، لكنه كافٍ ليُسمع: “لا تهتموا به، ذيله ارتفع إلى السماء لمجرد أنه تناول وجبة واحدة مع قو تشاو تشينغ، يعتقد فعلًا أنه سيتزوج من عائلة ثرية!”
همس العضو الآخر بفضول واضح: “لكن هذا غريب حقًا… سمعت أن قو تشاو تشينغ لا يتفاعل مع المشاهير على الإطلاق. ناهيك عن تناول العشاء، هو حتى لا يلتقط صورًا معهم. كيف يمكن لشخص مثله أن يكون مهتمًا بوو كي؟"
“انسى الأمر.”
ربّت لانغ على ظهر شيه تشي ياو مجددًا، ثم قال له: “تشي ياو، لا تتأثر به. سواء كان قو تشاو تشينغ أو لي تشاو تشينغ، الأمر لا يعنينا.”
لكن زوايا فم شيه تشي ياو تدلّت مرة أخرى.
كان يريد حقًا الاستماع إلى نصيحة لانغ ويريد التخلي عن هذا الإعجاب المفاجئ، لكن، قدماه لم تستمعا إليه، في الساعة العاشرة ليلًا، وجد نفسه يركض إلى شارع يو فينغ.
'ماذا لو… التقيته؟'
لم يكن يريد التحدث، لم يكن يريد حتى تحيته، أراد أن يراه فحسب، كان ذلك سيكون كافيًا.
عندما كان في المرحلة الثانوية، سمع شيه تشي ياو كثيرًا من أصدقائه أن الشخص الذي يعشق أحدهم سرًا، لا بد أن يمر أمام باب صفه حتى لو اضطر للسير عبر ثلاثة مبانٍ دراسية إضافية بعد الحصص.
لم يكن يفهم ذلك حينها، وكان يظنه تصرفًا سخيفًا بلا معنى، لكنه الآن… فهم تمامًا.
لم يكن يعلم متى بدأ انجذابه إلى قو تشاو تشينغ، ربما كان ذلك خلال الثواني القليلة المخيفة في شارع يو فينغ، كان ذلك أشبه بتأثير الجسر المعلق، حيث يجعل الخطر القلب ينبض بشدة. (تأثير الجسر المعلق ظاهرة نفسية سلوكية تقول: عندما نكون في حالة من الإثارة الجسدية 'مثل الخوف، التوتر، الأدرينالين' يمكن لعقولنا أن تُفسر هذه الإثارة على أنها انجذاب أو حب، إذا صادف وجود شخص جذاب أمامنا)
هكذا أقنع نفسه.
لكن، عندما وصل إلى التقاطع… رأى قو تشاو تشينغ، كان جالسًا هناك، تحت الضوء الأصفر الخافت، ينظر بتركيز إلى الأمام، كأنه على وشك عبور الطريق.
يرتدي بدلة رسمية مرتبة كما لو كان على وشك حضور اجتماع مهم، لكن ملامحه كانت هادئة جدًا.
في لحظة، تسارعت نبضات قلب شيه تشي ياو بشدة، نسي تأثير الجسر المعلق، نسي أن هناك الكثير من البشر وأن هناك بديل حتمًا.، نسي كل شي، وقام بالركض نحوه.
ربما كانت خطواته ثقيلة جدًا، أو ربما كان متحمسًا أكثر من اللازم…
لأن قو تشاو تشينغ توقف فجأة، واستدار لينظر خلفه، عندما كان شيه تشي ياو على بعد أمتار قليلة منه فقط.
لكن شيه تشي ياو لم يتمكن من التوقف في الوقت المناسب، اصطدم مباشرة بصدر قو تشاو تشينغ، بينما كانت عيناه لا تزالان تحدقان أمامه بذهول.
_
الفصل التاسع
تلقى قو تشاو تشينغ ضربة غير متوقعة في ذقنه بسبب هذا الأوميغا الصغير الذي ظهر من العدم.
بغضب، رفع قو تشاو تشينغ ياقة قميص شيه تشي ياو من الخلف، مستعدًا لتلقينه درسًا، لكن قبل أن يتمكن من قول شيء، رآه يضع يده على جبهته، وعيناه تمتلئان بالدموع وهو يرفع رأسه قائلاً بصوت مرتجف: “آه… مؤلم.”
”…”
نسي قو تشاو تشينغ تمامًا ما كان على وشك فعله، أطلق سراحه على الفور، وأمسك بذراعه لإبعادها عن جبهته وهو يتفحص الإصابة: “هل أنت بخير؟”
“بالتأكيد هناك تورم!” بدأ شيه تشي ياو في البكاء، “أنا سأصبح مشوهًا!”
“لا يوجد أي تورم.”
“سيظهر لاحقًا!”
تجمد قو تشاو تشينغ في مكانه، ولم يجرؤ على الحركة، لسبب ما، شعر وكأنه مذنب في هذه اللحظة، تمتم بقلق: “ماذا أفعل؟ هل أذهب لشراء دواء لك؟”
بعد بضع دقائق، هدأ شيه تشي ياو أخيرًا، وأدرك أن تصرفه الطفولي قبل قليل كان محرجًا جدًا، مسح دموعه بظهر يده وهو يدير ظهره، ثم استدار مجددًا وقال معتذرًا: "آسف سيد قو، لم أقصد أن أصطدم بك.”
لم يتمكن قو تشاو تشينغ من مجاراة تغيراته العاطفية السريعة، فسأله ببطء: “أما زلت تتألم؟”
هزّ شيه تشي ياو رأسه: “لا.”
مدّ قو تشاو تشينغ يده ولمس العلامة الحمراء على جبين شيه تشي ياو بظهر كفه، كانت يده باردة قليلًا، وقف شيه تشي ياو في مكانه دون حراك، لم يجرؤ على التحرك، لكن فجأة، تذكر ما قاله له وو كي عن أن الرئيس قو لا يحب الأوميغا، بل يكره رائحتهم، في لحظة، تراجع خطوة إلى الوراء، مبعدًا نفسه.
ظلّت يد قو تشاو تشينغ معلقة في الهواء، نظر إلى شيه تشي ياو بحيرة.
تمتم شيه تشي ياو بصوت خافت: “سيد قو أنا آسف”
تعبيره الخاضع جعل قو تشاو تشينغ في حيرة تامة، لم تكن لديه خبرة في التعامل مع الأوميغا، بل لطالما تجنبهم قدر الإمكان، لكن الآن بعد أن واجه أحدهم عن قرب، شعر وكأنه لا يعرف ماذا يفعل.
لكن شيه تشي ياو كان مختلفًا عن البقية، لم يكن مزعجًا مثل تو يان، لم يكن وقحًا مثل أولئك الذين يحاولون التسلل إلى فراشه.
'اصمت'
قطع قو تشاو تشينغ سلسلة أفكاره بسرعة، وكأنها شيء لا ينبغي التفكير فيه، ألقى نظرة سريعة على شيه تشي ياو وقال ببرود: “طالما أنك بخير، فهذا جيد.”
ثم استدار وغادر على الفور.
لكن قبل أن يتمكن من الابتعاد، أمسك شيه تشي ياو بكمّه مجددًا، "سيد قو، هل يمكنني دعوتك لتناول العشاء كاعتذار؟”
“لا داعي.”
أطلق شيه تشي ياو سراحه بهدوء: “أوه.”
وقف في مكانه، يراقب قو تشاو تشينغ وهو يبتعد بخطواته القوية المعتادة، لكنه شعر أن خطواته هذه المرة… أسرع قليلًا من المعتاد.
في السكن، أمضى شيه تشي ياو ليلته كاملة بكمادة ثلج على جبهته، وعندما استيقظ صباح اليوم التالي، كان أول شيء فعله هو الجري إلى المرآة ليتأكد مما إذا كان هناك تورم أم لا، “حمدًا للرب لم أصبح مشوهًا!”
ركض شيه تشي ياو عائدًا إلى سريره، وزفر براحة طويلة: "لو حدث ذلك، لكنت انتهيت تمامًا قبل الأداء بعد الظهيرة.”
ركل البطانية بحماس طفولي، لكنه فجأة سمع صوتًا مرتفعًا من غرفة المعيشة، “مستحيل! دعوة من برنامج المسرح الغنائي الترفيهي؟!”
“يريدون منا أن نذهب الشهر المقبل للترويج لألبومنا الجديد؟!”
تجمّد شيه تشي ياو مكانه.
برنامج المسرح الغنائي الترفيهي هو أكبر برنامج موسيقي حاليًا، ومن الناحية الواقعية، فرقتهم ليست مشهورة بما يكفي للحصول على فرصة كهذه.
“غاغا هل استخدمت علاقاتك للحصول على هذه الفرصة؟”
سمع صوت مدير أعمالهم يجيب: “لا، كيف لي أن أكون بهذه القوة؟ حتى أنني لست متأكدًا من كيفية حدوث ذلك. لكن أعتقد أنه بسبب وو كي، فقد تناول العشاء مع قو تشاو تشينغ من قبل، وربما أعجب به قو تشاو تشينغ وساعده في تحريك بعض الخيوط.”
انفجر الجميع ضاحكين بحماس، واختفت سخريتهم المعتادة تمامًا وسط الفرحة بالحصول على فرصة الظهور في البرنامج الموسيقي.
لكن شيه تشي ياو لم يشعر بالسعادة معهم، شعر أن هذا ليس في صالحه إطلاقًا، كان أنانيًا جدًا، كان مليئًا بالاستياء، وكان تفكيره عاطفيًا تمامًا، لكنه لم يستطع أن يكون سعيدًا.
عندما خلت الغرفة من الجميع، حمل وعاء طعام القطط ووعاء طعام الكلاب، ثم نزل بهما إلى الطابق السفلي وحده.
بمجرد أن وصلت رائحته إلى المكان، اقتربت القطتان منه مباشرة، وفركتا جسديهما بساقيه، سكب لهما الطعام، ثم التفت إلى الكلب ليفعل الشيء نفسه، عندما مدّ يده ليُربّت على رأسه، تراجع الكلب بسرعة وتجنب لمسته بمهارة، ثم اندفع مباشرة نحو الوعاء وانشغل في التهام الطعام بشراهة.
تجمّد شيه تشي ياو للحظة، استيقظت ذكرياته في تلك اللحظة، وزاد حزنه أكثر، نظر إلى الكلب بغضب طفولي، وحدّق فيه قائلًا: “أيها الكلب اللعين، أنت تمامًا مثل ذلك الكلب الغبي الكبير!”
صعد الدرج بخطوات غاضبة، واندفع إلى غرفته، والتقط دفتر ملاحظاته، أراد أن يكتب بخط عريض وواضح: 'لا أريد أن أستمر بالإعجاب بقو تشاو تشينغ بعد الآن.'
بدأ في الكتابة بحماس وحزم، لكنه عندما نظر إلى كلماته، وجدها قبيحة جدًا، لذا قرر أن يفتح صفحة جديدة ويعيد كتابتها بشكل أفضل.
لكنه عندما بدأ يقلب الصفحات، شعر أن هناك شيئًا غريبًا، بطّأ حركته… وبدأ يقلب صفحة تلو الأخرى، ثم توقّف فجأة.
على إحدى الصفحات الفارغة، كان هناك توقيع تو يان واضحًا تمامًا.
حبس أنفاسه، لقد رأى توقيع تو يان من قبل، وكان هذا التوقيع… حقيقيًا.
عَلِق قلمه في الهواء للحظات، لم يستطع كتابة الكلمات الثلاث الأخيرة: 'قو تشاو تشينغ.'
_
الفصل العاشر
أنهى قو تشين باي عمله أخيرًا وكان مستعدًا للعودة إلى المنزل، لكن عندما دخل المصعد، تذكّر شيئًا فجأة، فبدلًا من النزول، ضغط على زر الطابق السفلي، متجهًا إلى مكتب قو تشاو تشينغ.
وكما توقع، كان قو تشاو تشينغ لا يزال يعمل لساعات إضافية، طرق الباب، فجاءه صوت منخفض من الداخل: “تفضل.”
دخل قو تشين باي وسأل: “هل تناولت العشاء؟”
رفع قو تشاو تشينغ رأسه، وخفّت برودة ملامحه قليلًا عند رؤية أخيه: “نعم، هل ستعود الآن؟”
“امم، تو باو لم يتناول العشاء بعد.”
عقد قو تشاو تشينغ حاجبيه بانزعاج: “هل يده مكسورة؟ لماذا لا يستطيع الاعتناء بنفسه على الإطلاق؟! أنا لا أفهم، هل تزوجت زوجة أم أنك تربي طفلًا؟”
رفع قو تشين باي حاجبًا بابتسامة خفيفة: “الأمران لا يتعارضان، بل إن الإعتناء بتو يان يضاعف سعادتي."
تبدّل تعبير قو تشاو تشينغ على الفور إلى الاشمئزاز، ولوّح بيده ليطرده بسرعة: “حسنًا، حسنًا، يمكنك الذهاب!”
لكن عندما استدار ليغادر، تقدم قو تشين باي نحوه وسأله بابتسامة ماكرة: “غاغا هل أعدت دفتر الملاحظات؟”
“امم.”
“وما كان رد فعله؟”
رفع قو تشاو تشينغ عينيه ببطء، وسأل ببرود: “من؟”
أطلق قو تشين باي زفرة طويلة وكأنه فقد الأمل فيه؛ “صاحب دفتر الملاحظات!”
“أوه، لا أعرف، طلبت من زميله في السكن أن يعيده إليه.”
قالها قو تشاو تشينغ بملامح جامدة، دون أن يظهر أي تعبير على وجهه، وكأنه لا يفهم لماذا يهم هذا الموضوع.
لكن قو تشين باي ضحك بذهول، ثم قال بسخرية: “لقد خاطرتُ بطردي من المنزل من قبل تو باو فقط لأحصل لك على توقيع منه… ومع ذلك، لم تكلف نفسك حتى عناء مقابلته؟!”
“أنا لم أقل أبدًا أنني أردت مقابلته.” صمت قو تشاو تشينغ ثم خفض نظره، وتركز بصره على شاشة الكمبيوتر.
'ومن كان الذي ركض إلى الكواليس بعد الزفاف، يسأل كل من يصادفه عمّا إذا غادر راقصو الفرقة؟ ومن الذي وقف تحت المطر، ممسكًا بدفتر الملاحظات، يحدق بحافلة استوديو تشي هي وهي تبتعد، وكأنه قد فقد صوابه؟'
لقد حاول قو تشين باي مساعدته بدافع اللطف… لكنه الآن أُتهم بأنه تصرّف من تلقاء نفسه.
أدرك أنه من المستحيل إنقاذ قو تشاو تشينغ من عناده، فرفع يديه باستسلام قائلاً: “كانت ستكون فرصة جيدة…" لكنه توقف في منتصف الجملة، ثم هز رأسه وقال: “انسَ الأمر، افعل ما يحلو لك.”
تجمد قو تشاو تشينغ لبضع ثوانٍ، لكن عندما رأى قو تشين باي على وشك المغادرة، ناداه فجأة: “تشين باي… الأوميغا ليسوا جميعهم مثل تو يان، أليس كذلك؟”
توقف قو تشين باي للحظة، ثم انفجر ضاحكًا بصوت عالٍ: “ماذا فعل تو يان بك بالضبط؟ لماذا أنت خائف منه هكذا؟!”
”لا أطيقه، إنه مزعج، يثير المشاكل، ويؤذي الناس بكلماته.”
“إذًا، عليك أن تجد شخصًا جيدًا، لطيفًا، ويعرف كيف يتحدث.”
توقف قو تشاو تشينغ عن الكلام، ولم يُجب مباشرة.
قال قو تشين باي بجدية: “غاغا إذا قابلت شخصًا كهذا، عليك أن تجد طريقة للتقرب منه، إذا أضعت الفرصة، ستندم عليها لبقية حياتك.”
ثم أغلق قو تشين باي الباب خلفه وخرج.
_
الفصل الحادي عشر
كان مزاج شيه تشي ياو معقدًا جدًا، لم يكن يفهم لماذا قام قو تشاو تشينغ بمساعدته في الحصول على توقيع تو يان، هذا التصرف كان غامضًا بالنسبة له، وكأنه سر صغير لا يعرفه أحد في العالم سواهما.
لم يجرؤ حتى على النظر إلى دفتر الملاحظات مجددًا، في كل مرة يقع نظره عليه، يخفق قلبه بشدة.
'إيقاع قلبي غير منتظم هذه الأيام بشكل خطير، إذا استمر هذا، فسأكون في ورطة حقيقية.'
الحب الأول مؤلم جدًا، اتضح أن الوقوع في الحب ليس بالأمر السهل على الإطلاق.
كان يخطط للذهاب إلى شارع يو فينغ الليلة، لكنه لم يتمكن من ذلك، مدير أعماله منعه تمامًا، قائلاً إنه كان يتكاسل في تدريبات الرقص مؤخرًا، وأن مستواه تراجع مؤخرًا، لذلك، أجبره على التدريب بمفرده في قاعة الرقص.
إلتهم شيه تشي ياو الأرز بحنق، مصممًا على أن يأكل بقدر ما يستطيع.
في ذلك الوقت، عاد وو كي من الخارج.
كان المدير على وشك توبيخه، لكنه عندما تذكر علاقته المحتملة مع قو تشاو تشينغ، لم يجرؤ على إثارة غضبه، بل سأله باهتمام شديد: “وو كي هل تواصل معك الرئيس قو مؤخرًا؟”
تجمد وو كي للحظة، ثم دحرج عينيه قائلاً بلا مبالاة: “ليس كثيرًا، قال إنه مشغول بالعمل هذه الفترة.”
بدت خيبة الأمل واضحة على المدير، لكنه ابتسم رغم ذلك وقال بلطف: "ربما عليك أن تبادر أكثر."
هز وو كي رأسه بلا اهتمام، وغيّر حذاءه ثم دخل إلى غرفته.
كان شيه تشي ياو يستمع بصمت.
لكن فجأة، شعر أن الطعام أصبح صعب البلع، 'ماذا كنت أقول عن الغموض؟ أنت واهم مجددًا يا شيه تشي ياو! 'أنت لا تملك حتى رقم هاتف هذا الكلب الغبي، ومع ذلك لا تزال تفكر في مواعدته؟!'
لكنه كان متفائلًا بطبيعته، لذا حسم أمره بشجاعة، وألقى نصف وعاء الأرز في معدته دفعة واحدة، ثم قال لنفسه: 'سأتعامل مع الصعوبات عندما أواجهها. إذا لم يكن لدي رقمه… فسأذهب لأسأله عنه مباشرة!'
ركض إلى قاعة الرقص، ومارس التمارين عشرات المرات، ثم التقط فيديو وأرسله إلى فريق التخطيط وفقًا لطلب المدير، حتى يتم نشره على ويبو، بعد ذلك، اندفع إلى شارع يو فينغ قبل الساعة العاشرة مساءً، ووقف في مقدمة الطريق، يمد عنقه وينظر في كلا الاتجاهين.
لكنه انتظر لأكثر من ساعتين… ولم يرَ قو تشاو تشينغ مطلقًا.
كيف له أن يعرف أن قو تشاو تشينغ قد سافر هذا الصباح إلى مدينة لان في رحلة عمل؟
مع هبوب الرياح الباردة في ساعات الفجر الأولى، عطس شيه تشي ياو ثلاث مرات متتالية، ثم ركض عائدًا إلى السكن وهو يرتجف، وانكمش تحت البطانية فورًا دون أن يكلف نفسه عناء الاستحمام.
عندما استيقظ في اليوم التالي… كان المنبه يرن منذ فترة، لكنه لم يسمعه.
لم يستطع فتح عينيه من الإرهاق، في النهاية، جاء لانغ ليوقظه، ولكن عندما مدّ يده ليتحسس جبينه، وجد أن حرارته مرتفعة جدًا.
بوعي مشوش ابتلع شيه تشي ياو الدواء الذي أعطاه له لانغ.
ثم سمع صوت طرقات على الباب، وصوت المدير يخبرهم: “اليوم سنسافر إلى مدينة لان، لدينا تصوير لبرنامج منوعات هناك.”
_
الفصل الثاني عشر
كان شيه تشي ياو يتمتع بصحة جيدة طوال حياته، ونادرًا ما كان يمرض، لم يُصب بنزلة برد سوى مرة واحدة في السنة، لكنه لم يسبق له أن مرض بهذه الطريقة العنيفة، وكأن جبلًا انهار فوقه فجأة.
بعد أن تناول الدواء، جلس يفكر بصمت: 'هذا الحمى الشديدة التي هاجمتني بهذا العنف… ربما ليست مجرد حمى. ربما هي بسبب الإحباط.'
صمد طوال يوم كامل من التصوير لكنه شعر أنه سينهار تمامًا، كاد أن يفقد وعيه في غرفة التجميل، عندها، أعطاه لانغ بطاقة الغرفة، وأمره بالعودة فورًا للراحة، وأخبره بعدم الذهاب إلى العشاء المسائي.
لم يكن شيه تشي مهتمًا أصلاً بحضور العشاء، لذلك وافق بسرعة وأخذ البطاقة وغادر.
ألقى نظرة على رقم الغرفة قبل أن يدخل المصعد، ثم تبع الأسهم الموجودة على الحائط بحثًا عنها، كان رقم الغرفة '1808'
عندما وصل إلى الغرفة، رفع بطاقة الغرفة ومررها مرتين فوق القارئ، لكنه سمع صوت تحذير من النظام، معلنًا أن البطاقة غير صالحة.
"هاه؟!"
شعر شيه تشي ياو أن الأمر غريب، قلب البطاقة، ثم مررها مرة أخرى عدة مرات، لكن الباب لم يُفتح.
كان على وشك المحاولة مجددًا، لكن قبل أن يتمكن من لمس القارئ، فُتح الباب.
وقف أمامه رجل غريب، كان طويل القامة، مظهره يوحي بأنه ألفا، يرتدي رداء نوم فاخر، لكن التجاعيد بين حاجبيه وعيناه الحادة سببت لشيه تشي ياو إحساسًا سيئًا على الفور.
“من أنت؟”
ارتجف شيه تشي ياو في مكانه، وأدرك أنه أخطأ الغرفة، انحنى بسرعة، واعتذر بارتباك، ثم استدار ليغادر.
لكن قبل أن يتمكن من التحرك، أمسك الرجل بمعصمه بقوة.
تورد وجه شيه تشي ياو بالكامل، وكان جسده ضعيفًا ومترنحًا بسبب الحمى.
ظن الرجل أنه في فترة الحرارة، وأنه بحاجة إلى حلّ عاجل.
نظر حوله ورأى أن لا أحد في الممر، فسحب شيه تشي ياو إلى داخل الغرفة بقوة، قائلًا بسخرية: “أوميغا صغير يُقدَّم إلى بابي، وحتى أنه يبدو جذابًا.”
“لا—!”
لكن الرجل كان قويًا جدًا، وكان شيه تشي ياو منهكًا تمامًا، غير قادر على المقاومة، كانت قبضته محكمة على معصمه، حتى أن الألم بدأ يتغلغل في عظامه، حاول شيه تشي ياو التملص، لكن جسده كان يؤلمه ولم يتمكن من الإفلات.
شعر بالرعب، صرخ طلبًا للمساعدة، لكن ما إن بدأ بالصراخ حتى غطى الرجل فمه بيده.
وفجأة أمسك شخص ما بكتف الرجل وسحبه بقوة إلى الخلف!
ارتطم شيه تشي ياو على الفور بصدر قوي وصلب.
أحس شيه تشي ياو بقلبه ينبض بشدة حتى شعر به في حلقه.
الفصل الثالث عشر
“الرئيس يانغ، هل أنت ثمل؟” رنّ صوت قو تشاو تشينغ في أذن شيه تشي ياو، وكأنه ملاك سماوي نزل لإنقاذه.
في لحظة، تجمّد شيه تشي ياو في مكانه، لكنه شعر فجأة أن الخوف تلاشى تمامًا من قلبه.
تصلّب الرجل في مكانه، ثم رفع رأسه لينظر إلى قو تشاو تشينغ، وسرعان ما أطلق سراح شيه تشي ياو، “الرئيس قو؟!”
سحب قو تشاو تشينغ شيه تشي ياو خلفه، ثم نظر إلى يانغ ببرود وقال بلهجة حادة: “سيد يانغ بما أنك ثمل، فمن الأفضل أن تنام مبكرًا.”
نظر السيد يانغ إلى شيه تشي ياو، ثم أعاد نظره إلى قو تشاو تشينغ، أصبحت عيناه صافية تمامًا، قبل أن يبتسم ابتسامة ساخرة ويقول: “نعم، نعم، يبدو أنني أخطأت في التعرف عليه بسبب السكر. اعتقدت أنه صديقي.”
انحنى باعتذار زائف تجاه شيه تشي ياو، لكن شيه تشي ياو تراجع أكثر خلف قو تشاو تشينغ، ولم يقل أي كلمة، ولم يستجب له.
عندما أخذ قو تشاو تشينغ شيه تشي ياو بعيدًا، كان يانغ لا يزال يبتسم لكن زوايا شفتيه انخفضت بشكل واضح.
“سيد قو، ماذا سنفعل؟” تمتم شيه تشي ياو بصوت منخفض، وهو لا يزال يشعر بالخوف بعد ما حدث، تبع قو تشاو تشينغ وهو يسأله بقلق: “هل سينتقم منك؟”
لم يقل قو تشاو تشينغ كلمة واحدة، فقط أخذه إلى غرفته مباشرة، فتح الباب، وأشار له بالدخول، قبل أن يشرح بصوت هادئ: “ابقَ هنا سأعود لاحقًا.”
كان شيه تشي ياو لا يزال يشعر وكأنه يطفو على سطح الماء بعد النجاة من الكارثة، لذلك، مهما قال قو تشاو تشينغ، كان سينفّذه بدون تردد.
بعد أن خرج قو تشاو تشينغ، جلس شيه تشي ياو على الأريكة بانتظار عودته بقلق شديد.
بعد عشر دقائق، عاد قو تشاو تشينغ، وما إن فتح الباب، حتى التقت عيناه بعيني شيه تشي ياو القلقة والمترقبة.
“لا تخف.” قالها قو تشاو تشينغ بلا تفكير، وكأنها رد فعل غريزي.
في تلك اللحظة، تجمعت الدموع في عيني شيه تشي ياو.
تردد قو تشاو تشينغ، لكنه مدّ يده في النهاية وربّت برفق على رأس شيه تشي ياو، وكأنه لا يعرف كيف يواسيه بشكل صحيح.
“لا تقلق، لقد تم حل الأمر. طلبت من الفندق مراقبته، لن يجرؤ على البحث عنك للانتقام.”
شهق شيه تشي ياو، مما جعل قو تشاو تشينغ يعتقد أنه لا يزال خائفًا، بدأ يفكر بسرعة في كلمات مناسبة ليواسيه، لكنه في تلك اللحظة سمع صوت شيه تشي ياو المكتوم، وهو يبكي بصوت خفيف: “إذن… هل انتقمت لي؟”
”…”
فكر قو تشاو تشينغ لثانية، 'لقد أنهى عقد الشركة مع يانغ اليوم عبر القسم القانوني هل هذا يُعتبر انتقامًا؟'
“هل تريدني أن أضربه؟”
كاد شيه تشي ياو أن يومئ برأسه بحماس لكنه أوقف نفسه لأنه شعر أن طلبه هذا قد يكون مبالغًا فيه.
من هو؟!
هو الرئيس التنفيذي لمجموعة هوا شينغ، وحتى أنه قد لا يتذكر اسمه!
بالإضافة إلى ذلك، يانغ كان شريكًا تجاريًا لـ قو تشاو تشينغ، لذلك لا ينبغي أن يكون من الحكمة إغضابه.
شد شيه تشي ياو قبضة يديه بقوة للحظة، ثم استرخى وأخفض رأسه، “انسَ الأمر.”
استدار قو تشاو تشينغ متجهًا إلى الباب ليغلقه، لكن شيه تشي ياو ظن أنه سيذهب لضرب يانغ، فأصيب بالذعر.
“لا، لا، لا تضربه! لا أريدك أن تتأذى…” أمسك شيه تشي ياو بذراعه بسرعة، يتوسل إليه.
لكن قو تشاو تشينغ تجمد في مكانه، ليس بسبب توسله… بل بسبب شيء آخر.
“لماذا جسدك ساخن جدًا؟! هل أنت في فترة الحرارة؟!”
“أنا—”
“ولماذا تتجول في الأرجاء وأنت في الحرارة؟!” رفع قو تشاو تشينغ شيه تشي ياو وأبعده عنه فورًا، قبل أن ينظر إليه بغضب واضح.
“لم أسألك حتى بعد؛ لماذا كان أوميغا في الحرارة يتجول في غرفة ألفا غريب؟! هل تدرك ما الذي كان سيحدث لو لم أكن هناك اليوم؟!” كان صوت قو تشاو تشينغ حادًا جدًا، ووبّخه بشدة لدرجة أنه لم يتمكن حتى من الرد.
كان شيه تشي ياو يشعر بالفعل بعدم الارتياح بسبب المرض، لكنه شعر بالظلم أكثر الآن.
لو لم يكن أحمقًا ولم يذهب إلى شارع يو فينغ، ويبقى هناك طوال الليل، لما أصيب بالحمى، ولما حدث كل هذا اليوم!
“فترة حرارتي كانت قبل نصف شهر… ألم تكن تعرف ذلك بالفعل؟” سقط صوته في الغرفة… وغرق المكان في الصمت التام.
تجمّد الاثنان في مكانيهما.
مسح شيه تشي ياو دموعه، واستدار لمغادرة الغرفة.
لم يجرؤ قو تشاو تشينغ على جذبه مجددًا، لكنه تبعه على الفور، يسأل بصوت منخفض: “ما الأمر إذًا؟"
“لدي حمى! أليس هذا ممكنًا؟!"
أخرج شيه تشي ياو علبة الدواء المضاد للإنفلونزا من جيبه، ثم رفعها أمام قو تشاو تشينغ بملامح غاضبة.
توقّف عقل قو تشاو تشينغ عن العمل لثانية.
ثم، انتزع الدواء من يده بسرعة، وقال بتلعثم محرج: “أنا… س-سأخلطه لك.”
الفصل الثالث عشر
وهكذا، وجد شيه تشي ياو نفسه فجأة مستلقيًا على سرير قو تشاو تشينغ دون أن يفهم كيف وصل إلى هذه المرحلة.
ثم شاهد قو تشاو تشينغ وهو يُحضر له صينية طعام، ومعها كوب الدواء الممزوج بعناية، حركاته كانت طبيعية تمامًا… كما لو كانا ثنائي كانا معًا لفترة طويلة.
سأل قو تشاو تشينغ وهو ينظر إليه. “هل أكلت شيئًا؟”
أمسك شيه تشي ياو بالوعاء وهزّ رأسه: “لا.”
“ماذا تريد أن تأكل؟ سأطلب لك شيئًا.”
شعر شيه تشي ياو أن البخار المتصاعد من الدواء جعل جسده يزداد سخونة، دفن وجهه في الوعاء قليلًا، ثم أجاب بخجل: “لست صعب الإرضاء في الطعام.”
“إذًا، هل أطلب لك شيئًا؟”
أومأ شيه تشي ياو بسرعة، “حسنًا.”
تركه قو تشاو تشينغ وذهب إلى غرفة المعيشة، وأخرج هاتفه للاتصال بسكرتيره، حيث أخبره بعدد من الأطباق، وطلب منه إبلاغ مطبخ الفندق بإعدادها بأسرع وقت ممكن.
عندما عاد إلى غرفة النوم، كان شيه تشي ياو قد أنهى شرب الدواء، لكنه كان يمسك بالوعاء وينظر إليه من أسفل الغطاء خلسة.
وما إن دخل الغرفة، حتى أدار شيه تشي ياو نظره بعيدًا بسرعة.
عندما رآه قو تشاو تشينغ جالسًا على سريره بهدوء، شعر بإحساس غريب لا يمكن تجاهله.
“سيد قو…” خفض شيه تشي ياو رأسه فجأة، ثم تغيرت نبرته لتصبح أكثر هدوءًا: “ألا تزال تتذكر اسمي؟”
“نعم، إسمك شيه تشي ياو.”
كانت هذه المرة الأولى التي ينطق فيها قو تشاو تشينغ باسمه كاملًا.
تورد وجه شيه تشي ياو بالكامل في لحظة، وسحب الغطاء ليخفي نصف وجهه.
“إذًا… إذًا، أنت تعرف اسمي فقط. بعد كل شيء، لقد التقينا بضع مرات فقط. في الواقع، نحن غرباء تقريبًا.”
شعر قو تشاو تشينغ ببرودة مفاجئة داخل صدره، وكأن دلواً من الماء البارد قد انسكب فوق مشاعره التي كانت بدأت تنمو. “هذا صحيح.”
كان قو تشاو تشينغ بالنسبة إلى شيه تشي ياو مجرد شخص غريب، بل وغريب مزعج أيضًا، ففي كل مرة التقيا فيها، كان شيهتشي ياو إما يبكي، أو يشعر بالغضب بسببه.
عندما لاحظ شيه تشي ياو صمته الطويل، شعر أنه قد يكون تجاوز حدوده.
وضع وعاء الدواء على الطاولة بجانبه، ثم سأله بحذر: "سيد قو… هل أزعجتك؟”
استفاق قو تشاو تشينغ من أفكاره، ومدّ يده ليأخذ الوعاء منه: “لا.”
“إذًا…” رفع شيه تشي ياو رأسه ونظر إليه مباشرة دون تردد، ثم سأله بوضوح: “سيد قو، هل أنت أعزب؟”
”…”
اتسعت عينا قو تشاو تشينغ للحظة بدهشة خفيفة، لم يجرؤ على النظر إلى شيه تشي ياو مباشرة، فركز على الوعاء في يده، ثم أجاب بصوت ثابت: “نعم.”
على الفور، أضاءت عينا شيه تشي ياو بسعادة، ثم ابتسم ابتسامة واسعة، وكأنه طفل حصل على شيء تمناه منذ فترة طويلة.
استلقى بجانب الوسادة، مال قليلًا نحو الجانب، لكن عيناه ظلّتا مثبتتين على قو تشاو تشينغ، وهو يبتسم بلطافة: "سيد قو، ما هو نوع الدواء الذي أعطيتني إياه؟ كيف يمكن أن يكون فعّالًا جدًا؟ بمجرد أن شربته، لم يعد رأسي يؤلمني!”
تجمد وجه قو تشاو تشينغ للحظة. ثم، وبخطوات سريعة، توجه إلى المطبخ، وأخذ علبة الدواء الممزقة، وبدأ في التحقق من اسم الدواء، بعد أن تأكد من أنه صحيح، عاد إلى السرير وقال له ببرود: “إنه دواء الإنفلونزا الذي أعطيتني إياه بنفسك. لم أخطئ في الدواء، هل هناك مشكلة؟”
”…”
تجمدت ابتسامة شيه تشي ياو في مكانها، ثم استدار وسحب الغطاء فوق رأسه، ورد بصوت خافت، متصلب: “لا."
وقف قو تشاو تشينغ بجانب السرير، وهو غير قادر على فهم ما الشيء الخاطئ الذي فعله هذه المرة.
ظلّ مترددًا لعدة دقائق، ثم قرر أن يستمر فيما كان يقوله سابقًا، فقال بصوت ثابت: “أنا لا أعرف اسمك فقط. أعلم أيضًا أنك تبلغ من العمر واحدًا وعشرين عامًا، وأنك فنان تابع لاستوديو تشي هي، وأن فرقتك تدعى AGT.”
أدار شيه تشي ياو شفتيه بابتسامة جانبية ساخرة، ثم فكر في نفسه: “أي نوع من المعرفة هذه؟! أنا من أخبرتك بهذه المعلومات من قبل!”
“أنا بنفسي بحثت عنك على الإنترنت قبل وقت طويل، حتى أصبحت أعرف عنك كل شيء عن ظهر قلب!”
تمتم ببرود: “أوه، هذا يعني أننا نصف غرباء إذًا.”
صمت قو تشاو تشينغ مجددًا.
في تلك اللحظة، فكر في الاتصال بـ قو تشين باي، ويطلب منه أن يعلمه كيف يجري محادثة طبيعية مع الأوميغا.
لكن، بعد صمت طويل، جاءه صوت ناعم من تحت الغطاء: “سيد قو، في الواقع، إذا لم تكن تعرف ماذا تقول، فلا داعي لأن تتكلم. أنا فقط أريد أن أتحدث معك، وليس أن أحقق معك.”
..
تعليقات: (0) إضافة تعليق