القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra3 | تملك محدود

 Extra3 | تملك محدود


الفصل الرابع عشر


تقلب شيه تشي ياو وربّت على جانب السرير قائلاً: “سيد قو، أود التحدث معك، هل هذا ممكن؟”


انقبض حلق قو تشاو تشينغ ولم يستطع سوى إلقاء نظرة على الشخص المستلقي على السرير، وهو يشعر بالتوتر. جلس بتوتر وحرج، خائفًا من أن يضغط على ساق شيه تشي ياو، فغيّر موضعه عدة مرات قبل أن يستقر أخيرًا في جلسته. كان قد نسي تمامًا أن هذه غرفته وأن هذا سريره.


قال شيه تشي ياو: “سيد قو، لم أكن أتوقع أن ألتقي بك هنا، هل أنت في رحلة عمل؟ متى ستعود؟”


أجاب قو تشاو تشينغ: “سأعود بعد أن أنهي عملي.”


اقترب شيه تشي ياو قليلاً. وعلى الرغم من أنهما كانا وحدهما في الغرفة، إلا أنه خفض صوته وقال بتوتر: “هل كان بينك وبين ذلك الرجل عمل؟ بعدما أحرجته بهذه الطريقة، هل سينتقم منك؟”


قال قو تشاو تشينغ بثقة: “لا، لن يجرؤ.”


انفرجت شفتا شيه تشي ياو عن ابتسامة خفيفة عند سماع ذلك: “رائع.”


ارتجف جسد قو تشاو تشينغ قليلاً من جديد.


ثم سأله شيه تشي ياو، وصوته يخفت شيئًا فشيئًا مع تلاشي ثقته: “سمعت من وو كي أنك لا تحب الأوميغا وتكره رائحتهم، هل هذا صحيح؟”


عقد قو تشاو تشينغ حاجبيه وسأله بلهجة متشككة: “أنا لم أقل ذلك قط، من هو وو كي؟”


قال شيه تشي ياو: “إنه البيتا الذي أخذته معك ذلك اليوم، إنه زميلي في السكن. ألم تتناول الطعام معه؟ وحتى أنك أخبرته بالكثير عن ماضيك…” تمتم قائلاً، “ما الذي يجعلك تتظاهر بعدم المعرفة.”


قال قو تشاو تشينغ: “لا أعرف اسمه، فقط تناولت الطعام معه، ولم أتحدث إليه.”


اتسعت عينا شيه تشي ياو وسأله بدهشة: “كيف لم تتحدث إليه؟ لقد غادرتما بعد الساعة الرابعة، وعاد إلى السكن عند الثامنة والنصف، أيعقل أنكما لم تتحدثا طوال تلك الساعات الأربع؟”


استغرق قو تشاو تشينغ لحظة ليتذكر، ثم أومأ برأسه بثقة:

“نعم.”


اختنق شيه تشي ياو بالكلمات. فمع قو تشاو تشينغ، لم يكن هذا النوع من المواقف مستحيلاً.


قال أخيرًا: “آه، أنا فقط طلبت منه أن يجلب لك الدفتر. لم أقل له شيئًا آخر.”


ابتسم شيه تشي ياو وقال: “رأيت التوقيع، شكرًا لك.”


رد عليه قو تشاو تشينغ: “لا بأس، في الحقيقة، أنا لم أكن من…”


رن جرس الباب قبل أن يتمكن قو تشاو تشينغ من إكمال حديثه؛ على الأرجح أن الطعام قد وصل. نهض ليفتح الباب، وشعر بشيء من الارتياح وهو يخرج من الغرفة. تسللت نسمات الهواء من الممر إلى الداخل مع انفتاح الباب، وتسللت إلى ياقة قميصه، ولم يدرك إلا حينها أن عرقًا قد بلّل مؤخرة عنقه.


دفع النادل عربة الطعام إلى الداخل ثم غادر. سأل قو تشاو تشينغ شيه تشي ياو إن كان يفضّل الأكل في غرفة الطعام أو على السرير.


كان شيه تشي ياو على وشك أن يقول إنه يستطيع الذهاب إلى غرفة الطعام، لكنه عطس بشدة قبل أن ينطق بشيء.


لذا، أحضر قو تشاو تشينغ الأطباق إلى الطاولة المحمولة التي جهزها مسبقًا، ووضعها أمام شيه تشي ياو.


سأله شيه تشي ياو متعجبًا: “سيد قو، لماذا تعتني بالناس بهذا الشكل؟” كان غريبًا عليه أن يرى قو تشاو تشينغ، بشخصيته وهويته، يتصرف كمن يخدم الآخرين.


أجاب قو تشاو تشينغ: “اعتنيتُ بأخي الصغير لعدة سنوات، فصار الأمر عادة.”


أصيب شيه تشي ياو بالذهول. خطر بباله الشاب الثاني من آل قو الذي تحدّث عنه الناس في حفل الزفاف. رغم مظهره الفاتن، بدا أن هناك مشكلة في ساقه اليمنى، وكان يسير متكئًا على عكاز.


لم يجرؤ شيه تشي ياو على طرح المزيد من الأسئلة في هذا الشأن، فصمت، وتناول عيدان الطعام التي ناولها له قو تشاو تشينغ، وبدأ بالأكل بهدوء. وعندما ارتشف القليل من الحساء، لاحظ أن قو تشاو تشينغ ما يزال واقفًا إلى جانبه دون حراك، فمدّ يده وجذب كمّه ليقوده نحو حافة السرير:

“كُل معي، كيف لي أن أنهي كل هذا وحدي؟”


كادت كلمات الرفض أن تخرج من فم قو تشاو تشينغ، لكنّه وجد نفسه ممسكًا بوعاءٍ قد وُضع في يده.


قال شيه تشي ياو ممازحًا: “لا شهية لي، أرني فقط بثّك الحيّ لتناول الطعام.”


شعر قو تشاو تشينغ أن في الأمر نوعًا من الإهانة. كان على وشك أن يغضب، لكنه لمح شيه تشي ياو ممسكًا بوعاء العصيدة، يقطب حاجبيه ويبتلع الطعام ببطء، فتبدّد غضبه فجأة.


قال وهو يتناول الوعاء ويبدأ في الأكل بتفانٍ: “أنت تأكل القليل جدًا، كيف لا تمرض؟” كان قد سئم طعام الفنادق منذ مدة، لكنه لم يعرف ما إذا كان الطباخ قد تغيّر، إذ إن طعام اليوم كان أفضل بشكل غير متوقع.


ابتسم شيه تشي ياو وهو يحمل وعاءه، ثم انحنى سريعًا ليواصل الأكل قبل أن يلتفت إليه قو تشاو تشينغ.


_


الفصل الخامس عشر


قال شيه تشي ياو وهو يربّت على بطنه المستدير: “أنا ممتلئ جدًا… وأتعرق من شدة الحرارة.”


دفع قو تشاو تشينغ صينية الطعام جانبًا، ثم خلع سترته، وبقي بقميص أسود بلا ربطة عنق. كان القميص يتدلّى بانسيابية، وكان قماشه فخم الملمس. وعندما انحنى، لاحظ شيه تشي ياو خطوط عضلاته البارزة تحت القماش وجسده القوي. كان من المؤسف أن تعابير وجه قو تشاو تشينغ لم تكن مميزة، لكن ذلك لم يهمّ، فبحسب فلتر الفوتوشوب الداخلي الذي يستخدمه شيه تشي ياو 'ثمانمائة مرة' تحوّلت كل نقاط ضعف قو تشاو تشينغ إلى جاذبية خارقة.


بلع ريقه بصعوبة، لكن دوامة أفكاره لم تتوقف.


حدّق فيه فجأة، وتفوه قائلًا: “أعضاء فريقي كلهم خرجوا للعشاء، وقد يتأخرون في العودة.”


توقف قو تشاو تشينغ لحظة ولم يستوعب مغزى الكلام.


فأضاف شيه تشي ياو: “غالبًا سأنام مبكرًا الليلة، أخشى أن يوقظوني عندما يعودون.”


صمت قو تشاو تشينغ لثوانٍ، ثم حوّل نظره وقال بصوت بالكاد ظل ثابتًا: “إذًا… يمكنك النوم هنا.”


نجحت حيلة شيه تشي ياو، لكنه احمرّ خجلًا حتى شعر بأنه لن يحتمل نفسه.


'هل كنتُ جريئًا أكثر من اللازم؟ لقد أخفتُ نفسي!' قال في نفسه هامسًا: “تماسك، تماسك قليلاً يا شيه تشي ياو.”


ثم سأله: “وأين ستنام أنت إذًا؟”


أجاب قو تشاو تشينغ بهدوء: “سآخذ غرفة أخرى.”


أومأ شيه تشي ياو رغم أن الرد لم يكن ما توقعه، لم يُفاجأ كثيرًا. لو كان قو تشاو تشينغ استغل مرضه وظروفه، لانزعج بدلًا من أن يفرح. لحسن الحظ، لم يُخطئ في الحكم عليه.


وارتفعت نقاط إعجابه به عشر درجات إضافية.


تذكّر فجأة وقال: “أوه، أحتاج أن أعود لأخذ ملابس نظيفة.”


قال قو تشاو تشينغ: “حسنًا، سأرافقك.”


ارتدى شيه تشي ياو معطفه، وأخرج بطاقة الغرفة من جيبه ورفعها أمام قو تشاو تشينغ: “لقد قرأت الرقم بشكل خاطئ من قبل، إنها 1308، لكنني ظننتها 1808.”


قال قو تشاو تشينغ بنبرة جادة وهو يضغط على زر المصعد:

“لا تخطئ مرة أخرى.”


هز شيه تشي ياو رأسه بقوة، ورفع ثلاث أصابع وقال مقسمًا:

“لن أخطئ، أعدك!”


وصلا إلى غرفة شيه تشي ياو. لم يكن أحد من أعضاء الفريق قد عاد بعد، لكن شيه تشي ياو شعر وكأنه لص يتسلل. سحب بسرعة مجموعة من الملابس وأدوات الاستحمام، وخرج مسرعًا من الغرفة حتى كاد يصطدم بقو تشاو تشينغ.


أمسكه الأخير، وأخذ شيئًا من بين ذراعيه. فرفع شيه تشي ياو رأسه فجأة وابتسم: “نبدو وكأننا نتسلل هكذا—”


شعر فورًا أنه قال شيئًا غير لائق، فتوقف عن الكلام، وانخفض رأسه بينما احمرّ وجهه من رقبته حتى شحمة أذنه. لم يفهم قو تشاو تشينغ ما قاله، لكنه لاحظ حرارة وجهه تزداد، فظن أن الحمى لم تهدأ بعد. أعاده سريعًا إلى الغرفة، وحضّر له وعاء من دواء خافض للحرارة.


كان شيه تشي ياو يكره تناول الدواء. وعندما لم يكن قو تشاو تشينغ منتبهًا، تسلل إلى الحمام ليأخذ حمامًا.


وقف قو تشاو تشينغ أمام الباب، يطرق عليه وهو يحمل وعاء الدواء، ويناديه ليخرج. كان شيه قد بدأ في خلع ملابسه، فاضطر إلى ارتدائها مجددًا. فتح الباب ببطء وعلى وجهه تعبير مرير، وحدّق فيه بعينين ممتلئتين بالاستياء.


وفي هذه اللحظة، قرر قو تشاو تشينغ أن يتصرّف بأسلوب المدير التنفيذي، ورفع الوعاء مباشرة إلى فم شيه تشي ياو. لم تنجح مقاومة الأخير، واضطر إلى شرب الدواء بأكمله من يده.


ثم أغلق له باب الحمام وهو يشعر بالرضا.


بعد أن انتهى شيه تشي ياو من الاستحمام، كان قو تشاو تشينغ يجلس على المكتب يقرأ الوثائق على حاسوبه المحمول. لم يجرؤ شيه تشي ياو على مقاطعته، فأخذ هاتفه وزحف إلى السرير ليلعب به.


بعد نصف ساعة، أنهى قو تشاو تشينغ عمله وأغلق حاسوبه. وعند مروره بجانب الحمّام، شمّ رائحة خفيفة تشبه العسل والخوخ. فجأة، تسارعت دقات قلبه، شعور لم يختبره من قبل. لقد اعتاد الوحدة، فالصمت كان رفيق سنواته السبع والعشرين، لكنه الآن بدأ يشكّ في ذلك. ربما كان بحاجة إلى شيء من الحياة.


كان شيه تشي ياو يتصفح ويبو على سريره بملل، لكنّ تركيزه الحقيقي كان منصبًا على قو تشاو تشينغ. سمع خطواته تقترب من غرفة النوم.


فرفع الغطاء فوقه، ولم يجرؤ حتى على التنفس.


اقترب قو تشاو تشينغ وسأله: “هل تشعر بتحسّن؟” ثم أخذ مقياس الحرارة الإلكتروني من على رأس السرير وقياس حرارته: “ست وثلاثون ونصف درجة. لقد انخفضت الحرارة .”




كان شيه تشي ياو، الذي غسل شعره وجففه، يبدو مثل حيوان صغير مغطى بالفرو. وضع يديه على صدره، وبدا لطيفًا جدًا. حوّل قو تشاو تشينغ نظره وقال بصوت منخفض: “نم مبكرًا. سأكون في الغرفة المجاورة، نادِني إذا احتجت شيئًا.”


قال شيه تشي ياو بامتعاض طفولي: “لكني لا أملك رقمك بعد!”


أخرج قو تشاو تشينغ هاتفه، وفتح دفتر العناوين، وناوله إياه. أدخل شيه تشي ياو رقمه بسرعة، وبعد بضع ثوانٍ، رن هاتفه بنغمة رقيقة. فابتسم شيه تشي ياو أخيرًا.


شعر قو تشاو تشينغ أنه لا يستطيع البقاء أكثر. لكنه حين همّ بالمغادرة، ناداه شيه تشي ياو: "سيد قو…”


“هم؟”


“لدي طلب، أعلم أنه كثير. يمكنك الرفض إذا أردت.”


“قل ما لديك.”


قال وهو يضع تعبيرًا حزينًا: “هل يمكنك البقاء حتى أنام؟ غرفتك كبيرة جدًا، وأنا أخاف أن أكون وحدي… أنا أنام بسرعة، فقط عشر دقائق، موافق؟”


شعر قو تشاو تشينغ بالتوتر عندما سمع كلمة 'موافق؟' التي قالها شيه تشي ياو.


فردّ دون تفكير: “موافق.”


أضاء وجه شيه تشي ياو بالسعادة، وبدأ يتقلب في السرير.


فأمسكه قو تشاو تشينغ بلطف وقال: "نم.”


ارتسمت ابتسامة عريضة على شفتي شيه تشي ياو، ثم أغلق عينيه وهو يقول: “سأنام، سأنام.”


كان يظن في البداية أن الحماسة لن تدعه ينام، لكن ربما بسبب مرضه، أو بسبب رائحة قو تشاو تشينغ، أو ربما لراحة البال التي منحها له وجوده، توقّف عقله عن التفكير خلال دقائق، وسرعان ما غرق في نومٍ عميق.


قضى ليلته كلها تقريبًا بلا أحلام.


_


الفصل السادس عشر


سرعان ما غطّ شيه تشي ياو في النوم، لكن قو تشاو تشينغ لم يغادر فورًا. جلس عند رأس السرير، وظل يراقبه وهو نائم بهدوء لوقت طويل. لم يكن نوم شيه تشي ياو هادئًا، إذ تمدد على ظهره وساقاه متباعدتان.


وفقًا لطبيعته، كان من المفترض أن يقطّب قو تشاو تشينغ حاجبيه عند رؤيته ينام بهذا الشكل، لكنه لم يفعل. ورد فعله الأول كان التفكير: 'في المستقبل، لو نمنا في السرير نفسه، هل سأُزاح من مكاني بسبب وضعية نومه هذه؟'


لكنّه سرعان ما استعاد وعيه، وسخر من نفسه داخليًا، وسحب هذه الفكرة السخيفة. ليس فقط لأنه لا يعرف ما إن كان شيه تشي ياو يراه بهذه الطريقة، بل حتى لو كان كذلك، فلا يجوز له أن يسمح لنفسه بالتفكير فيه من هذا المنظور دون إذنه.


كانت نظرات شيه تشي ياو إليه دائمًا مليئة بالحب والفرح. لم يسبق لقو تشاو تشينغ أن خاض الحب، ولم يجرؤ على اتخاذ قرار نهائي.


لم يكن الأمر أن الأوميغا لم يعجبوا به من قبل، لكن أولئك الأشخاص إما كانوا يطمعون في أموال عائلته، أو يفتتنون بمظهره ثم يفقدون اهتمامهم بعد التقرّب منه. أما شيه تشي ياو، فكان الوحيد الذي ظلّ يفيض بالحماس، بل إن مشاعره بدت وكأنها تزداد مع الوقت.


عدّل له الغطاء بلطف، ثم خرج من الغرفة بهدوء، وأطفأ الضوء قبل أن يغادر.


نام شيه تشي ياو بعمق تلك الليلة، أما قو تشاو تشينغ، فلم يغمض له جفن. كانت النسمات العطرة برائحة العسل والخوخ تملأ أنفه، وتجعله في حالة من التوتر والأرق لم يستطع الفكاك منها طوال الليل.


كانت تلك أعمق وأحلى نومة نامها شيه تشي ياو طوال هذا الشهر. عندما استيقظ، كان مشوش الذهن ولم يعرف أين هو، لكنه سرعان ما تذكّر أنه في غرفة قو تشاو تشينغ. لقد نام هذا الأخير في هذا المكان لليلتين، احمرّ وجه شيه تشي ياو، ولفّ الغطاء حول جسده بشدة حتى رنّ هاتفه.


كان المتصل هو لانغ قال له: “تشي ياو، أين أنت؟”


ارتبك شيه تشي ياو، وسرعان ما استعاد وعيه وردّ: “أ-أنا أركض في الخارج.”


فقال لانغ: “حسنًا، عد بسرعة وتناول الفطور. التسجيل الصباحي يبدأ الساعة الثامنة والنصف.”


أرسل شيه تشي ياو رسالة نصية لقو تشاو تشينغ، ثم حزم ملابسه وغادر الغرفة.


كان يشارك الغرفة مع لانغ، وعندما عاد إلى 1308، كان لانغ غي ينتعل حذاءه. نظر إلى السرير المرتّب كأنه لم يُستخدم، وسأله: “ألم تنم هنا الليلة الماضية، صحيح؟”


لم يتمكن شيه تشي ياو من إخفاء الأمر، فاعترف قائلاً: “هممم.”


“وأين نمت إذًا؟”


تردد شيه تشي ياو قليلًا ثم قال: “عند أحد أصدقائي."




أراد لانغ أن يسأل أكثر، لكن شيه تشي ياو لزم الصمت ولم يجب. ورغم شكوكه، لم يلحّ لانغ بالسؤال، فالجميع بالغون ولا يحق له التدخل كثيرًا.


أثناء الفطور في الطابق السفلي، جلس وو كي مقابل شيه تشي ياو. كان شيه تشي ياو واثقًا بنفسه هذه المرة بفضل كلمات قو تشاو تشينغ، فرفع رأسه واستقام في جلسته، وقد اختفت منه تمامًا مظاهر التوتر التي لازمته الأيام الماضية. نظر إليه وو كي بنظرة غريبة.


وفي نهاية الوجبة، اقترب رجل غريب من طاولتهم، فنهض المدير ليستقبله: “سيد تشو، ما الذي جاء بك؟”


عرف شيه تشي ياو لاحقًا أن السيد تشو هو مدير فرع مدينة لان من مجموعة هوا شينغ.


ألقى السيد تشو التحية على المدير، ثم سأل مباشرة: "من هو شيه تشي ياو؟”


رفع شيه تشي ياو يده دون أن يفهم الموقف.


اقترب السيد تشو منه وسلّمه كيسًا صغيرًا كان يحمله وقال: “سيد شيه الرئيس قو طلب مني أن أُذكّرك بأن تتناول الدواء في موعده.”


تحولت أنظار الجميع نحوه على الفور، وخصوصًا وو كي، الذي كان أول من تفاعل مع ذكر اسم 'الرئيس قو'، إذ تذكّر جيدًا أن الجملة الوحيدة التي قالها له قو تشاو تشينغ كانت: 'رجاءً، ساعدني في إيصال هذا إلى شيه تشي ياو، شكرًا.'


نهض شيه تشي ياو وأخذ الكيس منه وشكره.


بعد مغادرة السيد تشو، التفّ حوله الجميع، ينهالون عليه بالأسئلة، وخصوصًا لانغ، الذي أمسك بكتفه وسأله عن مكان نومه الليلة الماضية. لم يجب شيه تشي ياو على أي من الأسئلة، بل ظل ممسكًا بالكيس الصغير في يده، يبتسم بغباء.


وقبل بدء البرنامج، أمسك وو كي بذراعه وحدّق فيه بعينين قاتمتين وقال: “ألم تكن تكره الاختلاط بأبناء الأغنياء الفاسدين؟ هل يعجبك أن تُغريهم للانضمام إلى صفّك؟”


شعر شيه تشي ياو وكأنه سمع نكتة كبرى، فردّ: “ما شأنك أنت؟ هل تظن أنك تحلم؟”


اتسعت عينا وو كي، وكأن سهمًا حادًا اخترق صدره.


قال له شيه تشي ياو بحزم: “هو لا يشبه أولئك الأغنياء الذين في هاتفك. ثم إنّه يخصّني، لذا لا تُفكر فيه.”


_


الفصل السابع عشر


منذ أن حصل شيه تشي ياو على وسيلة تواصل مع قو تشاو تشينغ، أصبح سعيدًا كما لو كان جنّيًا في عيده. أضافه على الفور على وي تشات، ثم بدأ بمضايقته من حين إلى آخر برسائل لا تتوقف:


[سيد قو، ماذا تفعل الآن؟]


[سيد قو، انتهيت للتو من التدريب على الرقص، أشعر بالألم في كامل جسدي.]


[سيد قو، أمي كانت تنظف اليوم، ووجدت فجأة صورة لي عندما كنت طفلًا، سأريك إياها! أليس شكلي لطيفًا؟ عندما كنت في الروضة، كنت أعتمد على وجهي لأحصل على الورود الحمراء الصغيرة.]


[سيد قو، أريد أن أشرب شاي الحليب، لكن مديرنا لا يسمح لي.]


[سيد قو، لا أريد أن أناديك بـ‘السيد قو’.]


ردّ قو تشاو تشينغ بسرعة على هذه الأخيرة: [إذًا، بماذا تريد مناداتي؟]


أمسك شيه تشي ياو بهاتفه وأجاب: [وأنت، بماذا تريدني أن أناديك؟]


ارتجفت يدا قو تشاو تشينغ ولم يجرؤ على الردّ.


[غاغا؟ قو دا-غا؟ لا، هذا قديم ومبتذل جدًا.] رفض شيه تشي ياو هذه الألقاب بسرعة، وسأل: [هل نحن أصدقاء الآن؟]


أجاب قو تشاو تشينغ بتوتر عبر الشاشة: [نعم.]


قال شيه تشي ياو: [أريد أن أناديك بـ‘قو تشاو تشاو’.]


نظر قو تشاو تشينغ إلى الحروف المتداخلة في هذا الاسم، ولم يستوعب الأمر للحظة.


[هل هذا مقبول؟ إنه أكثر حميمية بهذه الطريقة.]


لم يقل قو تشاو تشينغ 'نعم'، لأن ذهنه كان قد امتلأ بصورة شيه تشي ياو وهو يمسك بذراعه ويناديه بلين: 'قو تشاو تشاو…' كان شيه تشي ياو دائمًا ما يمدّ آخر كلمة بغنج، وهو أمر لم يكن سهلًا على قو تشاو تشينغ تحمّله.


فسأله: [هل تنادي الآخرين بهذا الشكل أيضًا؟]


أرسل له شيه تشي ياو صورة تعبيرية لشخص صغير يرفع يده ويقسم، وكتب بكلمات صادقة: [عدا أمي وأبي، لا أنادي أحدًا هكذا غيرك.]


شعر قو تشاو تشينغ بقلبه يمتلئ بحلاوة تفوح منها رائحة العسل والخوخ.


[إذا لم ترد، سأعتبر أنك وافقت! تصبح على خير، قو تشاو تشاو.]


شعر قو تشاو تشينغ، في كل مرة يتحدث فيها مع شيه تشي ياو، وكأنه يعود بضع سنوات إلى الوراء دون سبب.

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي