القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch1 | Xia Fan Cai

 Ch1 | Xia Fan Cai




يانغ كنينغ:

“ تاو مينغتشو قد لا تكون لاحظت ، 

لكن نائب الرئيس جينغ سي كان يراقبك بتركيز منذ لحظة .”


لم يرد تاو مينغتشو على الفور ، 

فقد كان تركيزه منصبًا على الروبيان الذي في يده


تقوم كافتيريا الشركة بطهي ' توم يام ' كل أسبوعين 


طعمه لاذع ، مليء بالنكهات ، ولحمه طري


( توم يام طبق ذو أصل تايلندي . 

غالبًا يُستخدم فيه الروبيان كبروتين رئيسي  )





كان لدى تاو مينغتشو هدف واضح


نسي أمر الأرز تمامًا ، وبدأ يتناول الحساء مباشرةً ، 

مكوِّمًا صحنًا مليئ بالروبيان المقشور


بعد أن استوعب تاو مينغتشو ما أشارَت إليه يانغ كنينغ، 

توقفت يداه عن الحركة للحظة


ثم ضحك وقال: “ هراء. ما الذي تحاولين قوله أصلًا؟”


قالت بجدية : “ أنا لا أمزح . 

أعلم أنك تركّز كثيرًا على الأكل كل يوم ، 

حتى أنك تصبح غافلًا تمامًا عمّا يدور حولك . 

لكن صدقني، لقد لاحظت أن عيني نائب الرئيس ظلّتا 

معلقتين بك منذ—”


قاطعها تاو مينغتشو: “ ربما لا يعني الأمر شيئ 

لا تشغلي بالك . 

ركّزي على طعامك .”


يانغ كنينغ: “لكن—”


تدخل شو يي، الذي كان يجلس بجانبهما، 

قائلًا فجأة: “شياو نينغ، انسكب بعض الحساء على كمّي. 

هل يمكنك أن تُناوليني منديل ؟”


صاحت يانغ كنينغ: “ أوه لا!” 

وأسرعت في إعطائه منديل طاولة : “ أين؟ دعني أرى "


مسح شو يي كمّه بالمنديل بلا اهتمام للحظة، 

ثم تنهد قائلًا : “ آه، يبدو أنه إنذار كاذب .”


يانغ كنينغ: “ أتمزح معي؟”


كان شو يي شاب صريح وصادق ، نادرًا يبادر بالكلام ، 

غالبًا يفضل المراقبة من على الجانب ، 

ويجد متعة في الاستماع إلى نقاشاتهم


وبما أنه رأى أن تاو لم يُبدِي أي رغبة في الرد على سيل أسئلة يانغ كنينغ، 

فالأرجح أن تدخله الآن كان لمساعدة تاو مينغتشو ،

وهذا على الأرجح ما دفعه لهذا التصرف الغريب


ابتسم تاو مينغتشو وأومأ برأسه ، ثم أسرع في تناول طعامه


لكن مع مرور الوقت ، كلما مضغ أكثر ، فقد الطعام مذاقه


وجال بنظره في المكان حتى استقر على شخص بارز بالقرب من النافذة


رأى صحنًا من الروبيان المقشور أمام النائب جينغ سي


كان يتنقّل ببطء من قطعة إلى أخرى، 

يتعامل معها كما لو كانت تحفًا فنية ثمينة، 

وليس مجرد روبيان مغمور بالصلصة


رفع جينغ سي عينيه ، وكأنه شعر بنظرة مركزة عليه


شدّ تاو مينغتشو فكّه ، وأدار رأسه قليلًا إلى الجانب


في الحقيقة ، لا أحد يعلم أكثر من مينغتشو أن ما قالته يانغ كنينغ صحيح


ومع ذلك ، هناك فرق بين الوصف الذي استخدمته وبين 

الواقع : جينغ سي لم يكن ' يتسلل ' للنظر إليه


بل كان يحدّق فيه علنًا ———


استمرّ ذلك التحديق الجريء لما يقارب الشهر، 

حتى بلغ حدًّا لم يعد بإمكان تاو مينغتشو تجاهله


تاو مينغتشو أحد الرسّامين الأساسيين ومصممي 

الشخصيات في شركة الألعاب


وقد حققت إحدى الألعاب التي شارك في رسمها نجاحًا ملحوظ ، 

وكانت مساهمته فيها ذات أثر بالغ

 

علاوةً على ذلك ، كانت أجواء الفريق تتسم بالاسترخاء ، 

مما جعله يصف تجربته في العمل ضمن الفريق بأنها ممتازة للغاية


( من مهام الرسام الأساسي في الرسوم المتحركة الثنائية الأبعاد إنتاج الإطارات الرئيسية للمشهد، 

بالاعتماد على القصة المصورة وملاحظات مخرج الرسوم. 

ويكون مسؤول عن رسم الوضعيات الأساسية التي تنقل القصة ، مع الانتباه لتفاصيل الشخصية، وتحريكها، وتعبيراتها )


كان تعيين نائب الرئيس الجديد في الشركة مؤخرًا حدثًا غير متوقّع ، 

لكن بخلاف ذلك، بقيت تجربة العمل إيجابية


ومع ذلك، تسبّب هذا التغيير بنوع من الارتباك لتاو مينغتشو


فبعد أن أعلن المدير العام للشركة ، مازحًا ، عن نيّته أخذ 

إجازة غير محددة قبل شهرين ، 

تم نقل كافة صلاحياته فورًا إلى نائب الرئيس الجديد —-


كانت هناك شائعات تقول إن جينغ سي على صلة بالرئيس التنفيذي ،

يتمتع بمهارات استثنائية ، 

وقد تخرّج من جامعة مرموقة في الخارج


كما عزّز من سمعته كرجل صاحب قرارات حكيمة بعد أن تولّى منصبه رسميًا


وباختصار ، فإن المدراء التنفيذيين مثل جينغ سي لا يتفاعلون في العادة مع رسامي قسم البحث والتطوير مثل تاو مينغتشو


بل إنه من المنطقي أن يكون التواصل المباشر بين جينغ 

سي ورئيس فريق التصميم الفني في حال أراد يومًا الإشراف على القسم الفني


لذا، في البداية ، ظنّ تاو مينغتشو أن الأمر مجرد مصادفة ، 

وأن نظرات رئيسه نحوه لا تحمل أي معنى


لكن حتى اليوم ، لا يزال تاو مينغتشو يتذكر بدقة تلك 

اللحظة التي التقى فيها بنظرات جينغ سي الحادة


كان ذلك وقت الغداء ، 

بينما كان يأكل وعاء من نودلز اللحم البقري


مقارنةً بالناس العاديين ، 

كانت عاداته الغذائية غريبة بعض الشيء


هو طويل القامة ، ومنذ صغره وهو يملك شهية شرهة 


وعندما يأكل، يكون في حالة تركيز كامل، ينغمس في الأكل بشكل تام


في تلك اللحظة ، كان على وشك التهام النودلز دفعة واحدة ، 

لكن مذاق مالح فاجأه وجعله يشعر بالغثيان

و بسرعة ، أمسك بزجاجة ماء وشربها ، 

ثم بعد أن وضع الزجاجة ، لاحظ تلك النظرة الثابتة من شخص معين ——


اختنق تاو مينغتشو ——


كان جينغ سي جالس قرب النافذة ، 

وعيناه مركّزتان على تاو مينغتشو


أشعة الشمس المتدفقة من النافذة تسطع بسطوع مدهش ، 

وبدت على جينغ سي كأنها هالة من الضوء تغمره بدفء مريح


عندها ، بدأ تاو مينغتشو يشكّ في أنه ربما يتوهّم


ولكي لا يفرط في التفكير ، أخذ يتناول نودلز اللحم بهدوء


وحين رفع رأسه بعد مدة ، 

كانت الشمس قد غابت خلف الغيوم المتراكمة


وبما أن ضوء الشمس لم يعد يعوق بصره ، 

تمكّن تاو مينغتشو من الرؤية بوضوح أكثر


وتوقف قلبه للحظة ——


لا يزال جينغ سي يحدّق فيه ———


تسلّلت مشاعر القلق إلى تاو مينغتشو ببطء


فحتى الشخص الأكثر لا مبالاة ممن لا يلاحظون محيطهم عادةً ، 

لن يتمكّن من مواصلة الأكل إن ظلّ رئيسه يحدّق فيه بهذه الطريقة


وخصوصًا بتلك النظرات الحادّة


ظنّ تاو مينغتشو أن السبب ربما في السويتر الأحمر الصارخ الذي يرتديه اليوم


وفي اليوم التالي ، ارتدى قميص أبيض بسيط ، 

محاولًا أن يصبح غير مرئي في كافتيريا الشركة


لكن لم يتغيّر شيء


لا تزال نظرات جينغ سي موجهة نحوه ——


واستمرّ هذا الأمر لأسبوعين متتاليين


في كلّ وقت غداء ، 

يبقى جينغ سي جالسًا في نفس المكان ، 

يحدّق في وجه تاو مينغتشو دون تعبير واضح ——


لم يكن يتحرّك نحوه ، ولم يبادر بأي خطوة


فقط يجلس هناك ، يراقبه بصمت ——-


وبينما لم يعرف تاو مينغتشو ما الذي كان يجذب نظرات جينغ سي إليه، 

بدأت مشاعر القلق تتضاعف في داخله


كان يشعر وكأن جينغ سي يراه بوضوح تام، 

حتى ما تحت ملابسه الداخلية


وذلك الإحساس هو ما كان يزعجه حقًا


وبين كل هذه الأفكار التي تلاحقه ، 

بدأ يجد صعوبة حتى في تناول الطعام


فهو لا يستطيع ببساطة أن يتوجه إليه ليسأله:

' هل يمكنك التوقف عن التحديق بي؟ 

لم أعد أستطيع الأكل '


فرغم أن شركات الألعاب عادةً تعتمد هيكلًا تنظيميًا مسطّح ، 

إلا أن جينغ سي لا يزال رئيسه ، 

ولم يكن تاو مينغتشو يرغب في أن يجد نفسه مفصولًا في اليوم التالي


( الهيكل التنظيمي المسطّح : شركة لا تحتوي على طبقات 

إدارية كثيرة أو على تسلسل هرمي واضح ، 

حيث يتمتع الموظفون بصلاحيات متساوية تقريبًا )


شعر تاو مينغتشو أن الحل الوحيد الممكن هو تبديل مقعده مع يانغ كنينغ


فعل ذلك بالفعل ، 

حتى لا تلتقي عيناه بعيني جينغ سي كلما رفع نظره


وللمفاجأة ، كانت يانغ كنينغ فطنة بما يكفي لتكشف خطته


قالت يانغ كنينغ بعد لحظة صمت وهي تمتم : “حقًا !  

السيد جينغ يحدّق بك مجددًا . 

صدقني !!

إن لم تصدق ، فجرّب أن تنظر بنفسك .”


شعر تاو مينغتشو بصداع ينبض في رأسه


ثم صرخت يانغ كنينغ: “ آآه انتظر ، 

لا لا لا… لقد نهض واقفًا !”


قال تاو مينغتشو بيأس : “ هل يمكنك التوقف عن التحديق والتخمين؟ 

ربما أنهى طعامه ويريد المغادرة ؟”


ارتفع صوت يانغ كنينغ فجأة: “ إنه يسير باتجاهك !”


فجأة ، لم يعُد بإمكان تاو مينغتشو أن يتظاهر باللامبالاة


بتوتر وفضول ، استدار فرأى جينغ سي يقترب منه 

و يحمل صحن بيده


وللأمانة ، كان تاو مينغتشو في الأيام الأخيرة على وشك فقدان صوابه من كثرة التفكير


لذا، عندما رأى أخيرًا مَن كان يسبب له كل هذا التفكير، 

شعر بشيء من الارتياح الذي لا يوصف


لم يكن متأكد إلى أين عليه أن يوجه نظره، 

فادّعى الهدوء وركز بنظره على الصحن في يد جينغ سي


كان الجمبري في شوربة التوم يام يبدو لذيذًا فعلًا


لاحظ تاو مينغتشو أن جينغ سي لم يأكل سوى الجمبري، 

ولم يلمس بقية الأطباق


ثم سمعه يقول —-


: “ تاو مينغتشو صحيح؟”


استعاد تاو مينغتشو وعيه بسرعة وأومأ بالإيجاب


جينغ سي بابتسامة : “ كنت أريد التحدث إليك على انفراد منذ مدة ، 

لكنك كنت تبدو منشغلًا حين مررت بمكتبك مرتين ، 

لذا لم أرغب إزعاجك .”


تدلت فكوك يانغ كنينغ من الدهشة ، وأظهر شو يي أيضًا تعبير حائر


{ صوته يبدو لطيف جدًا وأسلوبه مراعي جداً  … لكنه المدير !! }


بعد تردد بسيط ، أوضح تاو مينغتشو: “ الجميع مشغولون 

بتصميم الأزياء الصيفية ، 

وتم تسريع عملية التطوير قليلًا ، لهذا السبب…”


همهم جينغ سي همهمة خفيفة

: “ هل يمكنني الجلوس؟” 

وأشار إلى المقعد الفارغ بجانب تاو مينغتشو


وقبل أن ينهي سؤاله حتى ، تحركت يانغ كنينغ بسرعة البرق 

لتنظيف الطاولة من الأكل


لم يرَى تاو مينغتشو يدها تتحرك بهذه السرعة إلا أثناء لعبها لألعاب الإيقاع


شكرها جينغ سي وجلس


قال بصوت هادئ: “ السيد تاو لدي طلب أود أن تنظر فيه.”


وفي ثواني ، مرت كل إنجازات تاو مينغتشو العملية أمام عينيه مثل شريط سريع ~


لقد كان دائمًا محترفًا في عمله ، 

وحقق نجاحًا في التصاميم السابقة التي عمل عليها


لم يكن هناك ما يدعوه للقلق أو الشعور بالذنب


فاستجمع نفسه وقال: “ تفضل "


تبادل جينغ سي النظر معه بعينين ثابتتين


ثم قال: “ هل لي أن أطلب منك تناول الغداء معي غدًا ، 

حوالي الساعة 12:30 ظهرًا ؟”


تاو مينغتشو بدهشة: “هاه؟”


كان رد فعله بطيئ قليلًا ، 

فقد فاجأه هذا الطلب المباغت


: “ حـ-حسناً ، لا بأس .”


تنهد جينغ سي تنهيدة خفيفة 


لكن بدا أنه لم يُنهِي ما جاء من أجله

رأى تاو مينغتشو شفتيه تتحرك من جديد


جينغ سي : “ في الواقع ، لدي طلب خاص آخر ، 

بخلاف تناول الغداء . 

لكني أرغب أولًا في معرفة رأيك ، 

لأنني أخشى أن يُسبب لك الأمر بعض الإزعاج .”


نادراً ما التقى تاو مينغتشو بأشخاص يتحدثون بمثل هذا اللطف والتأنّي ، 

مما جعله يشعر بارتياح خفيف بفعل صوت جينغ سي المريح


تردد للحظة ثم قال : “ تفضل .”


لكن جينغ سي لم يكشف عن الطلب فورًا


بل حدّق في وجه تاو مينغتشو، ثم أبعد بنظره


هذه أول مرة يجلس فيها تاو مينغتشو بهذه القرب من رئيسه الجديد


فتيات قسم البحث والتطوير ، بمن فيهن يانغ كنينغ، 

لم يتوقفن عن الحديث عن مدى وسامة جينغ سي منذ لحظة وصوله إلى الشركة


أخذ جينغ سي وقته ، ناظرًا إلى وجهه ، ثم محولًا نظره بعيدًا


من حين لآخر ، كان تاو مينغتشو وشو يي يسمعان بعض أحاديث الفتيات ، 

والتي تبدأ بوصف جينغ سي بـ' الوجه الوسيم ' و ' الخصر الرشيق ' 

ثم تتصاعد إلى أوصاف مثل ' ملاك سماوي ' 

و ' تطير منه بذور كوتشا ' … ( ايموجي )




في لحظة ما، شعر تاو مينغتشو وكأن أذنيه ستنفجران


والآن بعد أن جلسا وجهًا لوجه، لم يسعه، 

كمصمم شخصيات، 

إلا أن يعترف بأن جينغ سي بدا وكأنه شخصية ثنائية الأبعاد


كونه جذابًا كان نقطة إضافية ، 

لكن امتلاكه لذلك الحضور المتوازن ، النقي ، 

والهادئ كان أمرًا نادرًا بحق


العالم من حول الفنانين هو الدافع الذي يحفزهم على الإبداع ،،،

والتقاط ما يعتبرونه جميلًا هو غريزة فطرية لديهم ، 

فكيف إذا كان الجمال أمامهم واقعي ونادر في هيئة رجل ثلاثي الأبعاد أنيق ؟


حتى شفتا جينغ سي كانتا جميلتين ، 

وإن كانتا شاحبتين قليلًا


لاحظ تاو مينغتشو أن بشرته بدت مرهقة بعض الشيء، 

كأن صحته ليست في أفضل حال


وبينما تاو مينغتشو غارقًا في تأملاته ، 

كان جينغ سي قد رفع نظره بالفعل وبدأ يتأمل عينيه


ثم ارتسمت ابتسامة محرجة على شفتيه ، 

وارتفعت أطراف عينيه بخفة


جينغ سي:

“ هل تمانع إن حدّقت في وجهك أثناء تناولي الطعام ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي