Ch14 | TDVWD
دخل تشي مو ياو دار الشاي المعتادة حاملاً قفص الطائر في يده
جاءه صاحب المتجر، الذي قد حفظ طلبه عن ظهر قلب،
مرحِّبًا به بابتسامة:
“ تفضل إلى الغرفة الخاصة .”
فرد تشي مو ياو:
“ الردهة تكفيني اليوم .”
لقد جاء بقصد الاستماع إلى بعض الأحاديث المتداولة،
ولهذا اختار البقاء في الردهة العامة
وكما توقّع، لم تمضِي فترة طويلة حتى بدأ من حوله يناقشون اختبار اختيار
التلاميذ الكبير الذي تقيمه الطوائف الصالحة الشهيرة
كان موضوع هذا الاختبار 'ظل الزهرة '
واللغز المطروح هو: ' الظل المتدفق في خلفية المشهد '
من الناحية الفنية ، فإن من يعرف قصيدة “تيان شيان تسي”
للشاعر تشانغ شيان بإمكانه تخمين الإجابة بسهولة،
لكن لم يكن من المعقول أن يكون أحد من المزارعين
الحاضرين قد قرأ هذه القصيدة
في هذا الاختبار القائم على التشكيلات ،
وُزِّع التلاميذ المشاركون على سيناريوهات مختلفة داخل
ساحة التجربة التي صُمّمت على هيئة زهرة ضخمة
و على كل مجموعة موجودة على إحدى بتلات الزهرة
أن تشق طريقها عبر البوابات إلى مركز الزهرة
من يتمكن من بلوغ المركز يُقبَل في طائفة نوان يوان الواقع
ضمن سلسلة جبال جين سي
وبالطبع، يُتاح للمتسابقين خيار الانضمام لطوائف أخرى إن أرادوا
لكن لا أحد يختار غير نوان يوان بعد أن يصمد حتى النهاية
هذا لا يعني أنّ أولئك الذين لم يبلغوا المركز قد خسروا كل الفرص
فإن قدّم أحدهم أداءً مميزًا في جانب من الجوانب،
فقد يلفت نظر أحد شيوخ الطوائف الأخرى الذين يحضرون
المراقبة ، ويُدعَى للانضمام إليهم
قال أحدهم:
“ إن السماوي الموقر غوان نان هو من اختار موضوع هذه التجربة .”
ردّ آخر بدهشة:
“السماوي غوان نان؟
أليس هو من يُقال أنه أجمل رجل في العوالم الثلاثة ؟”
فأجاب الأول مؤكدًا :
“ بلى، هو نفسه .
كما أنه أحد كبار الشيوخ الشباب في طائفة نوان يوان.
ويُقال أنه لم يظهر مزارع في الألف سنة الأخيرة يُضاهيه في الجمال .”
قاطعه آخر مشكّكًا:
“ لكن أليس هناك من يقول إن شي هواي من طائفة تشينغ زي أجمل منه؟
و لكن الطوائف الصالحة تأبى الاعتراف بذلك ، هذا كل ما في الأمر .”
في هذه الأثناء ، كان تشي مو ياو قد وضع فنجان شاي بجانب قفص الطائر ،
ليُخرج الطائر رأسه ويرتشف منه
بعض الرشفات الصغيرة
ريشات الطائر قد نمت كثيرًا،
بلونه الأصفر المائل للذهبي،
مع حواف سوداء تزيّن رأسه وأطراف جناحيه
وبناءً على هذا، بدا وكأنه من فصيلة العندليب الأصفر
إلا أن تشي مو ياو لطالما رأى أن الحلقة السوداء حول رأس
الطائر تُشبه إلى حد كبير حالة متقدّمة من الصلع الرجالي
المبكر. وكان ذلك يُضحكه كثيرًا
بدأ يستمع للأحاديث الدائرة من حوله بلا تعليق ، مكتفيًا بالمراقبة بهدوء
في رأيه، كان كل من السماوي غوان نان وشي هواي يتمتعان
بجمال من نوع مختلف تمامًا
وبما أن الجمال أمرٌ نسبي ، فلا حاجة للمقارنة بين الاثنين أصلاً
كان السماوي غوان نان شيخًا صالحًا ، ذا مكانة عالية ومحل
احترام وتقدير من الجميع—مزارع في طور تشكّل الروح،
بارد الطباع، سامٍ عن الرغبات الدنيوية، لا يمكن الاقتراب
منه، صارم مع نفسه ومع الآخرين
أما شي هواي، فكان النقيض التام
يفيض بالعدوانية والغرور، وكل تصرفاته تعكس طبيعته الجامحة المنفلتة
ذاك كان منزّهًا عن الشهوات، بينما هذا لم يتردد في عرض رغباته على الملأ
تابع الحاضرون حديثهم بفضول:
“في بداية تجربة اختيار التلاميذ هذه، ارتكب بعض المشاركين خطأً تسبب في كسر التشكيلة،
فتحولت فجأة إلى فخ مميت.
كان الجميع في خطر، إلا أن أحدهم نجا من الموت، ونجح في تحديد نقطة ضعف التشكيلة.
استخدم كل ما تعلمه وأنقذ الموقف.
سمعت أنه أنقذ عددًا من الآخرين أيضًا.
هو دون شك أبرز من تألق هذه المرة .”
عند هذا، ارتشف تشي مو ياو رشفة من الشاي بهدوء
كان يعلم تمامًا عن من يتحدثون { لا شك أنه شي زيهي ، بطل الرواية }
في الحقيقة، رغم أن هذه أول مرة يلتقي فيها البطلة،
فقد تعاونا بانسجام، مما مهد لبداية قصة حبهما المستقبلية
بعد انضمامه إلى طائفة نوان يوان،
تتلمذ كل من شي زيهي والبطلة الرئيسية على يد شيخ مختلف
وبفضل أدائه الاستثنائي، أصبح شي زيهي آخر تلميذ يقبله
السماوي غوان نان الذي اختار موضوع الاختبار و هذا بمثابة قفزة نحو السماء ،
ونقطة تحوّل كاملة في مصيره
وعلى الرغم من ذكاء شي زيهي ، إلا أنه كان يمتلك جذرًا روحيًّا ثلاثي العناصر ،
أحدها كان ضعيفًا لدرجة بالكاد يُحسب عنصر ،
مما يعني أن موهبته تُعد متوسطة
لذا عندما اختاره السماوي غوان نان كأخر تلميذ يقبله ؛ قوبل بانتقادات كثيرة
لكن يمكن القول إن هذه العقبات ساعدت على نضوج هذا البطل بشكل كبير
عندها سأل أحد الجالسين :
“ ومن كان هذا المزارع الذي انقذهم ؟”
فجاءه الرد:
“ المضحك في الأمر أن التلميذ هو الشاب شي هواي ، وريث طائفة تشينغ زي!”
بففف!
بصق تشي مو ياو ما في فمه من شاي،
وقضى وقتًا طويلًا يحاول تنظيف نفسه
{ شي هواي؟!
لم يكن من المفترض أن يظهر شي هواي في اختبار “ظل الزهرة”! ما الذي جاء به إلى هناك ؟!
آه صحيح… في الرواية الأصلية ،
كان لا يزال محبوس في الكهف مع صاحب جسد تشي مو ياو أثناء هذا الحدث
لكن بما أنه قد خرج ، فمن الطبيعي أن يثير بعض
المشاكل— فما فائدة أن تكون شريرًا محترمًا إن لم تفعل ؟! }
تابع أحدهم قائلًا:
“ بعد انتهاء التشكيلة وخروج الجميع ،
كان السماوي من طائفة نوان يوان غاضبًا للغاية عندما
تعرّف على هوية شي هواي،
لدرجة أن أنفه تقلص من الغضب!
وعندما سأله عن سبب تدخله وكسره للتشكيلة ،
كان رد شي هواي عبارة عن كلمتين فقط: (أردت اللعب).”
انفجرت الردهة بالضحك ،
فمعظم الحاضرين كانوا من الميول الشيطانية ،
لذا كانوا يميلون لصالح طائفة تشينغ زي
سأل أحدهم بفضول:
“ إذاً ، ماذا حلّ بالاختبار بعد كل هذه الفوضى التي تسبب بها وريث الطائفة ؟”
رفع تشي مو ياو رأسه وركز السمع ، فقد كان فضوليًّا حقاً
“ اختاروا أفضل مشارك تالي ليكون تلميذًا للسماوي غوان نان.
والغريب أنه كان مجرد مزارع بجذر روحي ثلاثي العناصر.
اسمه… هي… شيء ما…”
سارع تشي مو ياو بتذكيره :
“ شي زيهي ؟”
: “ نعم، نعم! شي زيهي .”
تنهد تشي مو ياو بارتياح { على ما يبدو، لم يتغير هذا الحدث المحوري في القصة }
فوجئ قليلًا بذهاب شي هواي إلى تجربة اختيار التلاميذ،
لكنه بعد قليل من التفكير أدرك أن ذلك ربما كان بدافع
البحث عنه، أو ربما ليلتقي بـ بطلة الرواية
فالبطلة كانت من المشاركين هذا العام،
وقد وقعت في حب شي زيهي من النظرة الأولى بعد بطولته الملفتة
لكنه لم يعرف بعد إن كانت انطباعاتها ستتغير الآن،
بعدما خطف شي هواي الأنظار
على أي حال، لم يُطل تشي مو ياو مكوثه
بعد أن سمع ما يكفي من الأحاديث،
ترك بعض العملات كمقابل وغادر ومعه قفص الطائر
عاد إلى النزل، حيث بدأ بهدوء في حزم أمتعته ثم أتم إجراءات المغادرة
وجهته التالية كانت إلى سلسلة جبال بو هي ،
حيث تقع مدرسة يو تشونغ
فهي الطائفة التي ينوي الانضمام إليها
مدرسة يو تشونغ، التابعة لسلسلة جبال بو هي ،
طائفة معزولة عن جميع الصراعات ،
صغيرة لدرجة أن معظم الناس لم يسمعوا بها من قبل
لم يكن أفراد هذه الطائفة مولعين بالزراعة الروحية ،
ولا مهووسين بالأدوات الروحية
اهتمامهم الوحيد هو تربية الوحوش الروحية
وعندما يُذكر اسم 'مدرسة يو تشونغ ' فإن أول كلمة تخطر
ببال الناس هي: الفقر ——-
جميع مدخرات الطائفة ، بما في ذلك الأحجار الروحية التي
كسبوها من بيع حيواناتهم الروحية ،
كانت تُستخدم لشراء طعام لتلك الوحوش
وكانت الحيوانات الروحية النادرة التي يربونها تتبع نظامًا
غذائي أكثر تعقيدًا من البشر أنفسهم
جميع من في هذه الطائفة إما تلاميذ محدودو الموهبة ،
أو عشاق مخلصون للحيوانات الصغيرة
حتى سيد الطائفة لم يتجاوز مرحلة الجوهر الذهبي،
بل في الواقع، لم يكن هناك سوى شخصين في كامل
الطائفة تجاوزا المرحلة الابتدائية من هذه المرحلة
لم يكن لدى أهل هذه الطائفة طموحات عظيمة
كانوا يزرعون إلى الحد الذي يمكنهم الوصول إليه،
ويعيشون ما قدرته لهم السماء من أعمار
ونظرًا لفقر الطائفة ،
لم تكن الجبال التي يقيمون فيها ذات طبيعة خلابة أو
تحتوي على طاقة 'فينغ شوي 'مثالية
ولهذا السبب، لم يكن أحد يعرف بوجود هذه الطائفة،
ناهيك عن أن يتكبد عناء إزعاجهم
وقد ذكرت الرواية أن إحدى الطوائف القليلة التي لم تتضرر
أبدًا من الحرب الكبرى بين قوى الخير والشر كانت مدرسة يو تشونغ
فقد حفر بعض وحوشهم الروحيين كهفًا تحت الأرض،
بينما امتلك البعض الآخر قدرات تخفي طبيعتهم بالكامل
وقاد سيد الطائفة تلاميذه ووحوشهم للاختباء في الكهف عدة سنوات، يخرجون أحيانًا فقط لجلب المؤن
وعندما هدأت العاصفة، خرجوا مجددًا وكأن شيئًا لم يكن
وبحلول ذلك الوقت، كان شي هواي، العدو الرئيسي في الرواية، قد هلك بالفعل
فعادت مدرسة يو تشونغ إلى حياتها المعتادة،
بتربية الوحوش والعيش على الكفاف
⸻
بدّل تشي مو ياو ملابسه التنكرية التي ارتداها بين البشر
العاديين ، إلى رداء روحي مريح يسمح له بالحركة بحرية
كما حرص على أن تكون ملامحه مختلفة تمامًا عن أي شيء يربطه بطائفة هي هوان
وكانت آثار محنة البرق على وجهه وشعره قد اختفت تمامًا
في هذه المرحلة —- فعاد إلى شكله الطبيعي
عندما وصل إلى مدخل مدرسة يو تشونغ وطرق الباب،
مر وقت طويل قبل أن يُفتح
أطلت فتاة صغيرة ، لا يتجاوز عمرها الخامسة عشرة أو
السادسة عشرة، وسألته:
“ هل تريد شيئًا؟”
قال مبتسمًا:
“ أود الانضمام إلى طائفتكم .”
ردت الفتاة باستغراب:
“ لكن تجربة اختيار التلاميذ انتهت بالفعل ، لماذا جئت الآن ؟”
ابتسم تشي مو ياو وقال:
“ سمعت أنكم لم تحصلوا على أي تلميذ جديد هذا العام، أليس كذلك ؟”
وبالطبع لم يحصلوا
فحتى أكثر المزارعين يأسًا لم يكونوا ليفكروا في الانضمام إلى مدرسة تربية الوحوش الروحية
زمّت الفتاة شفتيها ولم تُجب
حينها، أخرج تشي مو ياو الحقيبة الكونية وسحب منه كيسًا ضخم من حبوب النكهات المئة،
ولوّح به باتجاهها :
“ أحضرت معي هدية . هل هذا مقبول ؟”
لمعت عينا الفتاة فور رؤيتها للحبوب — وبدلاً من البقاء
خلف الباب ، خرجت بالكامل نحوه
كانت حبوب النكهات المئة من أفضل أنواع طعام الوحوش الروحية المستخدمة في المدرسة،
إذ كانت تناسب العديد من الأنواع
وكيس واحد بهذا الحجم يكفي لتوفير نفقات الطائفة لشهر كامل
لاحظ تشي مو ياو اهتمامها، فهز الحقيبة الكونية في يده قائلًا :
“ اشتريت حقيبة مليئة بها.”
الحقيبة الكونية يمكنهت تخزين ما يصل إلى ثلاثين شيئ ،
مما يعني أن بحوزته ثلاثين كيس من حبوب النكهات المئة— أي ما يكفي مدرسة يو تشونغ لعامين ونصف
قفزت الفتاة بحماسة صارخة :
“ أبي! معلمي ! تعالوا بسرعة وخذوا هذا التلميذ !
لقد جلب حبوب النكهات المئة ! ثلاثين كيس كاملة !!”
خرج بعدها شيخ في طور الجوهر الذهبي،
يبدو عليه الإهمال، وهو يمسك بنطاله بيديه:
“ ثلاثين كيسًا من حبوب النكهات ؟!”
لم يكن مهتمًا بقبول تلميذ على الإطلاق —ما يهمه فقط كان الطعام
ألقى نظرة على الكيس، ثم فحص الحقيبة الكونية وتأكد من أنه مليء حقًا
وبعد حديث هامس قصير مع الفتاة ، استدار الشيخ إلى تشي مو ياو مبتسمًا:
“أشعر بأن لديك موهبة رائعة في تربية الوحوش الروحية.
أقبلك اليوم تلميذًا في مدرسة يو تشونغ!
تعال، تعال، يمكنك أداء الطقوس في الداخل .”
ابتسم تشي مو ياو وتبعهم إلى الداخل
منذ أن أدرك أنه قد انتقل إلى داخل رواية ، بدأ يفكر بكيفية تأمين مستقبله
وفي رحلاته لشراء المستلزمات نيابة عن طائفة هي هوان،
كان يجلب معه دائمًا بعضًا من حبوب النكهات المئة
وبمرور الوقت، تراكمت هذه الكمية شيئًا فشيئًا
ولأن هذا النوع من الطعام لا يفسد عند تخزينه في الحقيبة الكونية ، فقد تمكن بعد كل تلك السنوات من جمع هذا القدر الكبير
لهذا السبب أيضًا لم يُعر تشي مو ياو اهتمامًا لاختبار القبول الكبير السابق،
فبإمكانه الانضمام إلى مدرسة يو تشونغ دون الحاجة للمشاركة فيها أساسًا
أما طقوس الانضمام إلى الطائفة فكانت عشوائية إلى أبعد الحدود
فبينما كان المزارع المهمل يقبل تشي مو ياو تلميذًا ،
كان زعيم الطائفة والفتاة الصغيرة ملتفين حول حبوب
النكهات المئة يحدقون فيها بعيون متلألئة
حتى تلك اللحظة ، لم يسأله أحد عن اسمه
أما الفتاة التي فتحت له الباب، فكان اسمها يي تشيانشي،
عمرها خمسة عشر عامًا، وستكون من الآن فصاعدًا الشيجي الكبرى لتشي مو ياو
وكان زعيم طائفة يو تشونغ يُدعى يي رانغ، والد يي تشيانشي
أما المعلم الذي قبِل تشي مو ياو بعد “الرشوة”،
فكان يُدعى هاو شيا، وهو نفسه معلم يي تشيانشي،
وهو المزارع الثاني في الطائفة الذي وصل إلى مرحلة الجوهر الذهبي
ادّعى تشي مو ياو أنه يبلغ ستة عشر عامًا،
وأنه تمكن من بناء قاعدته عن طريق الصدفة إثر لقاء محظوظ
ونسج حكاية عن كونه الابن المنبوذ لعائلة زراعة روحية انهارت، فجاء يسعى إلى بداية جديدة
لكن بالكاد أنهى هاو شيا طقوس القبول حتى قفز قائلًا:
“أعطني كيسًا بسرعة! أعطني! توتو المسكين لا يزال جائعًا !”
لكن زعيم الطائفة أوقفه على الفور :
“ علينا توزيع هذه المؤن بطريقة منظمة .”
صرخ هاو شيا:
“ مهلًا ! ألا أستحق كيسًا إضافيًا لأني قبلت تلميذًا ؟”
نهض تشي مو ياو وواجههم بابتسامة هادئة:
“ بإمكاني أن أتولى مهمة التوزيع .”
استدار الثلاثة إليه في وقت واحد يحدقون فيه بدهشة
مدّ تشي مو ياو يده اليمنى وقال:
“ أروني سجل الوحوش الروحية .”
عبس المعلم هاو شيا وسأل :
“ ما هو سجل الوحوش الروحية ؟”
رد تشي مو ياو بهدوء:
“ ألا تملكون سجلًا يحتوي على عدد الوحوش الروحية في
الطائفة ، ومتطلباتها الغذائية والتكاثرية ؟”
نظر الثلاثة إليه وكأنه يتحدث لغة غريبة
بدا واضحًا أنهم لا يملكون أدنى فكرة عمّا يتحدث عنه
حاول تشي مو ياو الحفاظ على ابتسامته وسأل مجددًا:
“هل تحتفظ الطائفة بأي سجلات على الإطلاق ؟
يمكنني أن أتولى عملية الإحصاء .”
أحس هاو شيا بشيء من الإحراج ،
فذهب يُفتّش داخل إحدى الغرف ،
ثم عاد أخيرًا وسلمه دفترًا واحدًا فقط وقال:
“ الصفحات الخلفية لا تزال فارغة .”
تلقى تشي مو ياو الدفتر، ثم ألقى نظرة سريعة على هذا
المكان الفوضوي المسمى “طائفة”، وأدرك أن أمامه الكثير من العمل
⸻
الأشهر الستة الأولى بعد انضمامه إلى طائفة يو تشونغ هي
الأكثر انشغالًا في حياة تشي مو ياو
فبفضل خبرته الطويلة في قاعة اللوجستيات والخدمات في
طائفة هي هوان، كان لديه الكثير من الخبرة الإدارية،
لكن رفاقه من التلاميذ كانوا أبعد ما يكون عن التعاون،
لذا كان عليه الاعتماد على نفسه بدرجة كبيرة،
مع الاستعانة بالآخرين فقط لإنجاز بعض المهام
وبعد ستة أشهر أخرى، نجح أخيرًا في تطبيق النظام الإداري الذي صممه
كان التلاميذ في الطائفة مشاكسين، والمعلم هاو شيا ربما
كان الأكثر شغبًا بينهم جميعًا
لكن تشي مو ياو لم يمانع، فقد كان مستعدًا لإقناع الجميع بالتدريج
وهكذا، بعد عام ونصف من انضمامه، صار الجميع في
طائفة يو تشونغ — بمن فيهم المعلم و زعيم الطائفة —
يتبعون تعليمات تشي مو ياو
لا أحد يعلم متى بدأ هذا التغيير ، لكن بمرور الوقت ، توقف
الناس عن التوجه لزعيم الطائفة عند حدوث أي طارئ ~~ بل صار أول من يُنادى هو:
“ شيدي الصغير !!!!”
بل حتى زعيم الطائفة نفسه صار يأتي إلى تشي مو ياو في المواقف الصعبة ~ قائلًا:
“ ياو ياو ( مو ياو ) سيأتي تلاميذ من طائفة نوان يان بعد
يومين كضيوف لإلقاء محاضرات .
ما الترتيبات التي يجب علينا اتخاذها ؟”
كانت مدرسة يو تشونغ واحدة من الطوائف الصغيرة
المدعومة من قبل طائفة نوان يان،
وكان من باب الرعاية أن يُرسل هذه طائفة من وقت لآخر
أحد تلاميذه كـ “محاضر ضيف” لنقل ما تعلمه
رغم أن كلمة “محاضرة” قد تكون مبالغة،
إذ كانوا يُرسلون تلميذًا فوق المتوسط لعدة أيام،
وعلى الطائفة الصغيرة أن تنتهز الفرصة لتسأله عن أي شيء يخص الزراعة
رفع تشي مو ياو رأسه من على الدفتر وسأل بأدب:
“ يازعيم هل لي أن أعرف من هو التلميذ الذي
سيأتي هذه المرة ؟”
أجابه زعيم الطائفة :
“ نفس الذي جاء العام الماضي ، يو يانشو ،،
لكنه وصل مؤخرًا إلى مرحلة الجوهر الذهبي، وصار سيدًا خالدًا .”
بدا زعيم الطائفة مضطربًا بلا سبب واضح ،
ربما لأنه كان يشعر بالتوتر من مقابلة عبقري بهذه المرتبة،
خصوصًا وقد بلغ مرحلة الجوهر الذهبي في العشرينات فقط
كان تشي مو ياو يعرف هذا الشخص أيضًا،
فأومأ برأسه:
“حسنًا. لا داعي لأن تقلق، يا زعيم سأعتني بالأمر.”
تنهد زعيم الطائفة بارتياح:
“ جيد، جيد، جيد. أنت كفء جدًا،
سأعتمد عليك.” ثم غادر المكان مسرعًا
نفخ تشي مو ياو على صفحة السجل التي انتهى للتو من
الكتابة فيها، ثم نهض ليباشر الترتيبات اللازمة للغد
كان يحمل انطباعًا جيدًا عن يو يانشو
ففي النهاية، هو البطال الثاني في الرواية
وكما هو معروف ، لا يكون الذكر الثاني شريرًا أبدًا
بل غالبًا يكون شابًا مستقيمًا، لطيف، وموهوب، يحمي
البطلة من الظلال دون أن تطاله الأضواء
امتلك يو يانشو جذرًا روحيًا مائي فقط ، و عائلته ذات مكانة عالية أيضًا
فوالده على وشك أن يصبح أول من يبلغ مرحلة ولادة الروح في جيله،
بينما جده سيد أحد فروع طائفة نوان يان
كما أن يو يانشو يتعلم على يد السماوي غوان نان مما جعله الشي دي الأصغر لـ شي زيهي
كان يتمتع بالمظهر ، والأخلاق ، والموهبة ،
والخلفية العائلية— كل شيء يجعله الزوج المثالي
{ يالها من خسارة أن البطلات دائمًا ما يقعن في حب البطل فقط
في النهاية ، انتهى المطاف بيو يانشو عازبًا وحيدًا ،
لكنه على الأقل أصبح زعيم طائفة نوان يان …. }
يتبع
عصفور مو ياو :
تعليقات: (0) إضافة تعليق