Ch15 | TDVWD
اتّبع يو يانشو تشي مو ياو إلى القاعة الرئيسية لطائفة يو
تشونغ ، حيث كان الزعيم هاو شيا في انتظاره
وأثناء الطريق ، أخذ يو يانشو يتفحّص ما حوله بنظرة متأنية،
ثم استقرّ نظره على الشاب الذي يتقدّمه بهدوء
لم يستطع أن يمنع نفسه من إطلاق تنهيدة إعجاب
{ — تشي مو ياو حقًا مميز }
نشأ يو يانشو في طائفة نوان يان،
لكنه انضم إلى الطائفة في وقت لاحق مقارنةً بإخوته من
التلاميذ الأكبر سنًا، وكان أصغرهم سنًا
لذا، حين جاء دوره لاستلام المهام، لم يتبقَى له سوى تولي رعاية طائفة يو تشونغ
كان عليه زيارة طائفة يو تشونغ بين الحين والآخر ليُعلِّم
تلاميذها ويسألهم إن كانوا بحاجة إلى مساعدة
في زياراته السابقة ، كانت طائفة يو تشونغ فوضوية بحق؛
لدرجة أنك قد ترى فضلات الوحوش الروحية في الساحة
أما في الصيف ، فكانت الأبخرة الناتجة عنها كفيلة بإبعاد أي زائر
لكن مؤخرًا ، انضم تلميذ جديد للطائفة —- رتّب جميع
الوحوش الروحية حسب فصيلتها،
وأنشأ حديقة حيوانات صغيرة،
بل وأقام عدة تشكيلات حول الجبل لتحسين دوران الهواء وتقليل الروائح
استطاع يو يانشو أن يشعر بوضوح بنقاء الهواء مقارنةً بآخر زيارة له
حتى أن ساحة الطائفة قد زُيّنت بساحة صغيرة من الأزهار الهادئة
وقد سمع أن كل هذه التغييرات كانت من تدبير تشي مو ياو وحده
اشتهرت منطقة بو هي بمناخها المعتدل وزهور اللوتس التي تحيط بها
والحقيقة أن بو هي لم تكن جبلًا بالمعنى الحرفي،
بل أقرب إلى جزيرة، إذ لا يمكن الوصول إليها إلا بالقوارب
البحيرة المحيطة بها هادئة صافية،
تغطيها زهور اللوتس وأوراقها العريضة،
باستثناء ممر مائي ضيق يسمح بمرور القوارب
و الأسماك في أعماقها كثيرة النشاط ، و تقفز أحيانًا لتتناثر
قطرات الماء الصافي في كل اتجاه
مكان مناسب لتربية الحيوانات ، وليس للزراعة ،
إذ إن الطاقة الروحية فيها ضعيفة إلى حد ما
بعد أن أوصل تشي مو ياو الضيف إلى زعيم الطائفة ،
خرج قليلًا ثم عاد وهو يحمل صينية من الفواكه والشاي
الساخن ، وحتى بعض الفطائر الصغيرة
نظر يو يانشو إلى الصينية، ثم رفض بلطف:
“ لا داعي .
لقد بلغتُ مرحلة انعدام الحاجة للطعام منذ زمن ،
وتوقفت عن الأكل منذ سنوات .”
اقتربت يي تشيانشي، التي كانت تجلس بهدوء على الجانب،
من تشي مو ياو وهمست له:
“ هل يعني هذا أنه لا يعرف كيف… يقضي حاجته ؟”
شعر تشي مو ياو بالإحراج الشديد من سؤالها، فسارع بالردّ هامسًا :
“ لا تقولي كلامًا هراء .”
لكن كما هو معروف ان للمزارعين سمع حاد جدًا… وبالطبع
سمع يو يانشو كل شيء // احمرّ وجهه بالكامل، وانخفضت
عيناه خجلًا وهو يرد بهدوء:
“ ما زلتُ أتناول الحبوب من حين لآخر .
وأقوم بإخراج بقاياها من خلال تدوير الطاقة في جسدي .”
يي تشيانشي لم تيأس ~ بل همست مجددًا بتعاطف حقيقي :
“ إذًا… حقًا لا يعرف كيف ؟”
و ازدادت نظرتها نحوه حزنًا وشفقة ~~
لم يعد زعيم الطائفة يحتمل أكثر ،
فتقدّم بخطوات غاضبة وأمسك بيي تشيانشي وسحبها للخارج ~~ ،
وما لبث صوت توبيخه القاسي أن تعالى في الساحة
تبعه المعلم هاو شيا على الفور وقال:
“ سأحاول تهدئته ~ .”
وبذلك ، تُرك تشي مو ياو ويو يانشو وحدهما في القاعة الرئيسية
ما زال يو يانشو يشعر بالإحراج ، لكنه بعد لحظة من التردد،
مدّ يده وأخذ قطعة من البطيخ الأحمر وتذوّقها… كانت حلوة فعلًا
فهمس له تشي مو ياو بتذكير لطيف:
“ البذور السوداء… من الأفضل أن تبصقها .”
تجمّد يو يانشو في مكانه وهو لا يزال ممسكًا بالبطيخة،
لا يعرف أين يمكنه بصق البذور دون أن يبدو وقحًا…
لاحظ تشي مو ياو حيرة يو يانشو، فناولَه صينية صغيرة وقال:
“ ابصقها هنا .”
ثم، خشية أن يشعر يو يانشو بالإحراج وهو يأكل بمفرده،
جلس تشي مو ياو أمامه ، وبدآ يأكلان البطيخ معًا بهدوء،
مركزَين على التهام اللب وبصق البذور في صمت
تلاشت أصوات التوبيخ شيئًا فشيئًا،
لكن لا الزعيم ولا يي تشيانشي ولا هاو شيا عادوا إلى القاعة
عبس تشي مو ياو حاجبيه قليلًا
كان هذا أشبه بإخباره بشكل غير مباشر بأن عليه الاعتناء بيو يانشو وحده
{ يا له من زعيم طائفة غير مسؤول !! }
ومع ذلك، لم يكن أمامه سوى أن يضع قشر البطيخ جانبًا،
ويغسل يديه مستخدمًا تقنية التنظيف البسيطة، ثم قال ليو يانشو بلطف:
“ ما رأيك أن أرافقك إلى غرفة الضيوف ؟”
أومأ يو يانشو:
“ حسنًا .”
هو الآخر لم يتوقّع أن لقاءه بالزعيم سينتهي بهذه السرعة ~~
فوضع قشر البطيخ بدوره ، وبعد أن غسل يديه ، تبع تشي مو ياو إلى غرفة الضيوف
كانت الغرفة التي سيقيم فيها يو يانشو قد تم تنظيفها مسبقًا ، بل ووضِع فيها مبخرة أنيقة
المبخرة بلون بني داكن خافت،
مزخرفة بخيوط معدنية منمقة على غطائها،
وكان الدخان المتصاعد من فتحاتها ينشر عبيرًا خفيفًا ومنعش
{ يبدو أنها جديدة ؛ ربما جهّزها تشي مو ياو خشيَة ألا يتقبّل
الضيف روائح طائفة يو تشونغ المعتادة }
سأل يو يانشو بأدب:
“ أيها المزارع تشي من أين أبدأ في مشاركة خبرتي مع التلاميذ ؟”
فأجابه تشي مو ياو وهو يشير إلى الجناح الصغير القريب:
“ نادني شيدي فقط.
وبالنسبة للمكان ، ما رأيك في ذاك الجناح هناك ؟”
: “ مناسب "
وبهذا ، جلس يو يانشو في الجناح الصغير لبضعة أيام،
ينتظر أن يأتي تلاميذ الطائفة ويسألوه أسئلة
في الواقع، ما يُسمى بـ”نقل المعارف” لم يكن أكثر من
تبادل خبراته في الزراعة — كان الهدف أن يشاركهم كيفية
بلوغه مرحلة الجوهر الذهبي
لقد زار يو يانشو طائفة أخرى من قبل لأداء هذه المهمة،
وهناك أحاط به التلاميذ من كل صوب، ينهالون عليه
بالأسئلة حتى بحّ صوته
والأسوأ من ذلك كان حماس بعض التلميذات، الذي جعله يشعر بعدم الارتياح
لكن تجربته في مدرسة الأرواح الروحية كانت مختلفة تمامًا… لم يأتِ أحدٌ ليسأله أي شيء ~
رأى يو يانشو تشي مو ياو يحمل دلواً وقضيب صيد ويتوجه إلى ضفة البحيرة، حيث جلس هناك وبدأ بالصيد
وُضع إلى جانبه طاولة صغيرة فوقها كوب شاي،
كان يحتسي منه بين الحين والآخر،
ثم يعود إلى التحديق في مياه البحيرة بشرود
اقتربت منه يي تشيانشي وقالت متذمرة:
“ كل هواياتك تشبه الشيوخ العجائز ، لماذا ؟”
تردد تشي مو ياو قليلًا ثم قال:
“ عندما كنت صغيرًا… كانت هوايتي حل الواجبات المنزلية .”
: “… الواجبات؟”
: “ بمعنى آخر، إنهاء التمارين التي لم أكملها في الصف.”
“…”
صمتت يي تشيانشي للحظة، ثم قالت:
“ الأفضل أن تواصل الصيد .”
بعد قليل ، عادت يي تشيانشي وهي تلاحق خنزيرًا بريًا صغيرًا وتصرخ عليه
كانت ثيابها مرفوعة ووجهها مغطى بالوحل
وبعد أن فشلت في الإمساك به، ووقعت في حفرة طينية،
لم تذهب لا إلى والدها ولا إلى معلمها… بل ركضت نحو تشي مو ياو باكية :
“ آآآي! شيدي ، شيدي !”
وفي النهاية كان تشي مو ياو هو من اصطحبها إلى غرفتها،
وانتظر بالخارج ليأخذ ثيابها المتسخة،
ثم عاد بعد قليل بمسحوق طبي لمعالجة كدماتها
أما الزعيم، فظنّ أن يو يانشو لا بد يشعر بالملل،
فذهب إليه بنفسه ليؤنسه ببعض الحديث
ابتسم بلطف وقال:
“ ياوياو طفل ثابت ورصين .
أنا أُعدّه ليكون الزعيم القادم للطائفة .”
أجاب يو يانشو بابتسامة خفيفة :
“ شيدي تشي هو فعلًا مزارع رصين وهادئ .”
لكن في داخله فكّر : { هل تعدّه فعلاً ؟ أم أنه هو من يدير
الطائفة بأكملها من خلف الكواليس حالياً أصلاً ؟~ }
ثم سأله الزعيم فجأة :
“ يا صغيري هل تزوجت ؟”
: “ لا.”
: “ ابنتي في نفس عمرك تقريبًا…”
: “ أنا مكرّس حياتي للزراعة فقط.”
: “ آآه، فهمت.”
سكت الزعيم عند هذا الحد،
وكان يأمل في الحصول على صهر ثري يُنقذه من همّ توفير
طعام الوحوش الروحية ,
لكن للأسف، يي تشيانشي لم تكن من النوع الذي يمكنه الزواج برجل غني
وبما أنه لم يتبقَى لديه ما يقوله،
ذهب الزعيم إلى تشي مو ياو ليتولّى هو أمر الضيافة،
فذلك الضيف كان تلميذًا مرموقًا من طائفة نوان يان،
وهو من يدعم طائفتهم ، ولا يمكن إهماله أبدًا
شعر تشي مو ياو ببعض الحرج، فتقدَّم وسأله:
“ هل ترغب في الصيد معي ؟”
أجاب يو يانشو بتردّد:
“ لكن من المفترض أن أُرشد التلاميذ .”
ابتسم تشي مو ياو بلطف وقال:
“ لا يوجد في طائفة يو تشونغ من يسألك شيئًا في الواقع.
فزعيم طائفتنا بالكاد بلغ مرحلة الجوهر الذهبي،
ونحن لسنا مزارعين جادين أصلًا.
ما رأيك أن تعتبر هذه الزيارة إجازة قصيرة؟”
نشأ يو يانشو في بيئة صارمة داخل طائفة نوان يان،
وكان دائمًا يؤدي واجباته بأمانة،
متّسمًا بالجدية واللباقة
لم يعهد التهرب من المسؤولية مطلقًا
ولهذا، لم يستطع ببساطة أن يجلس ويصطاد بينما يفترض به أداء مهمة
لاحظ تشي مو ياو تردّده، فتنهّد وقال :
“ حسنًا، دعني أطرح عليك بعض الأسئلة .”
أشرق وجه يو يانشو قليلًا وقال:
“ تفضّل .”
: “ هل كان من الصعب عليك بلوغ مرحلة الجوهر الذهبي؟”
: “ كان الأمر تحديًا، نعم. في البداية…”
و بدأ يو يانشو يشرح تجربته بالتفصيل ،
وقد أخذ الأمر بجدية تامة
أما تشي مو ياو فاستمع إليه باهتمام
وحين أنهى ، أومأ تشي مو ياو بإعجاب وقال:
“ رائع حقًا . يبدو أنك موهوب بحق .”
. “ همم. هل هناك سؤال آخر؟”
: “ هل… ترغب في أكل بطيخ آخر؟”
“…”
تأكدت شكوك يو يانشو — تشي مو ياو سأله فقط ليشعره بالراحة
تردّد يو يانشو قليلًا، ثم قال:
“ هناك أمر آخر كنت أنوي مناقشته مع زعيم الطائفة .”
: “ تحدث معي مباشرة.”
لم يكن ذلك تجاوزًا من تشي مو ياو ، إذ لم يكن خفيًا على
أحد أنه هو من يتولى إدارة شؤون الطائفة بالكامل
فأومأ يو يانشو ودخل في الموضوع مباشرة:
“ بعد شهرين سيُقام تدريب مشترك في عالم الزراعة .
يسمح فيه للمزارعين من مرحلة تأسيس الأساس بالدخول
إلى التشكيل وخوض التجربة ،
بل ومطاردة كائنات الـ’جي لينغ شو’. بناءً على عدد ما يتم اصطياده ،
يمكنهم تبادل النقاط مقابل موارد مختلفة ،
أقلها حبة دواء ذات جودة جيدة .”
كائنات “جي لينغ شو” — رغم اسمها المبشّر بـ ' الحظ الجيد ' — إلا أن مظهرها كان قبيح وطباعها شرسة
غالبًا يحتاج اصطيادها إلى تعاون عدة مزارعين من مرحلة تأسيس الأساس
لكن كل جزء من جسدها كان ذا قيمة
وحتى قشورها، بعد تكريرها، كانت تملك قدرة على إطالة
العمر، وهو ما يفسر وجود رمز “العُمر” في اسمها
تردّد تشي مو ياو قليلًا وسأل:
“ أي تشكيل سيكون ؟”
: “ تشكيل طائر الفينيق الداكن الواسع.”
: “ اوووه … ظروف هذا التشكيل قاسية بعض الشيء.
أخشى أنني وشيجي…”
كان تشي مو ياو يهمّ بالرفض ،،،
فقد علم مسبقًا بصعوبة البيئة داخل هذا التشكيل ،
ولم يرغب في تعريض نفسه لمعاناة لا طائل منها
لكن يو يانشو طمأنه:
“ لا تقلق ، أنا سأقود إحدى الفرق المشاركة داخل التشكيل،
وسأتولى حماية مزارعي مرحلة التأسيس ،
لذا يمكنني العناية بك وبشيجي يي داخل التشكيل .
كما أن موهبة شيجي يي ليست سيئة ، ربما تحصل على فرصة مواتية هناك .”
لم يكن مخطئ ... فـ يي تشيانشي تمتلك جذري طاقة روحية ، كما أن فهمها للزراعة جيد
و مع بعض التوجيه والرعاية ، ربما تصبح موهبة واعدة فعلًا
لكن إرسال يي تشيانشي وحدها جعل تشي مو ياو قلقًا،
ففكر قليلًا قبل أن يقول:
“ ربما معك حق. سأرافق شيجي إذن .”
: “ جيد. سأقدّم طلبات المشاركة بالنيابة عنكما .”
. “ شكرًا يا الأخ يو "
وفي فترة بعد الظهيرة ، كان تشي مو ياو لا يزال جالسًا يصطاد ، بينما يي تشيانشي تركض كعادتها في أرجاء الجبل
كان الزعيم و المعلم هاو شيا مشغولين بمساعدة إحدى
الوحوش الروحية على وضع صغارها — وهو أكثر الأوقات ازدحامًا في السنة
أما يو يانشو، فلم يكن لديه شيء يفعله، فجلس وحيدًا في
الجناح الصغير، يأكل البطيخ
وفي نهاية اليوم، كان قد أنهى بطيخة كاملة بمفرده
وحين خرج تشي مو ياو ويي تشيانشي من القاعة متجهين
لرؤية صغار الوحش الروحي، أوقفهما يو يانشو فجأة وقال:
“ ما رأيكما أن أعلّمكما بعضًا من فنون السيف ؟”
دَفَعَت يي تشيانشي تشي مو ياو للأمام وهي تقول على عجل :
“ شيدي أنت حقًا بحاجة إلى تحسين مهاراتك .
لقد أمضيت اليوم بأكمله متكاسلًا !”
ثم ركضت بسرعة هاربة لترى صغار الوحش الروحي
شعر تشي مو ياو بالعجز حيال الأمر ، لكنه ابتسم ليو يانشو وقال:
“ لا بأس ، سأجرب .”
: “ همم. أين سيفك؟”
: “ لا أملك واحد …”
: “ ليس لديك سيف خاص بك؟ إذن كيف تقاتل؟”
أشار تشي مو ياو بإصبعه إلى العندليب الأصفر النائم على رأسه وقال :
“ هذا وحشي الروحي المرتبط بروحي . اسمه تشيوتشيو "
: “ لم أره أثناء النهار.”
: “ إنه طائر ليلي، لا يستطيع البقاء مستيقظًا خلال النهار .”
يبدو أن حتى الوحوش الروحية المرتبطة بالروح لم تكن جديرة بالاعتماد عليها تمامًا
وبينما أنهى نومه ، انتصب تشيوتشيو فجأة فوق رأس تشي
مو ياو، وبسط جناحيه وكأنه يستعرض فخامته
تحرك بطنه المستدير قليلًا،
فلم يُظهر أي هيبة تُذكر، بل بدا لطيفًا أكثر من أي شيء آخر
أراد يو يانشو أن يُثني عليه ، لكن الكلمات الوحيدة التي خرجت منه في النهاية كانت:
“ يا له من طائر سمين…”
أبدى تشيوتشيو امتعاضه على الفور، فدار بجسده وأدار ظهره ليو يانشو
لم يستطع يو يانشو أن يفهم تقلبات مزاج الطائر، فتابع سؤاله:
“ هل هو من طيور العندليب الأصفر ؟”
: “ أجل، لكنه أُصيب سابقًا ، لذا لم يعد شكله مماثلًا تمامًا
للطيور العادية .”
: “ مم، ريشه مائل قليلًا إلى البرتقالي.”
لكنه عاد إلى موضوعه الأساسي وقال:
“ إذن كيف سأدرّبك؟”
: “ درّبني كما تفعل عادةً . سأراقب فقط .”
: “ حقًا ؟”
: “ حقًا .”
تقدَّم يو يانشو إلى الساحة الفارغة القريبة،
واستل سيفه، ثم استعرض سلسلة من الحركات بسلاسة ثم ثبت في مكانه
وقفته كانت مستقيمة تمامًا،
وزيه الطائفي المكوّن من درجات الفيروزي والأبيض مع
ملامحه الهادئة كالياقوت جعلته يبدو كمثال حي على نبيل حقيقي
حركاته رشيقة كتنين يسبح ،
وسيفه كأنه يؤدي رقصة بهية
جمال ملامحه وأناقة أسلوبه جعلته يبدو متفوقًا بمراحل على أقرانه
وخلال عرضه ، كان يُردد التعاويذ بصوت منخفض ،
حتى يفهم تشي مو ياو تفاصيل التقنية
وحين أعاد سيفه إلى غمده، سأل:
“ هل تذكرت كل شيء ؟”
لم يكن لدى تشي مو ياو سيف ،
فضم إصبعيه الوسطى والسبابة ومثّل الحركات بسلاسة
بيديه ، مرددًا التعويذات كلمةً بكلمة
أومأ يو يانشو برضا:
“ جيد جدًا .”
———————————
وفي مكان آخر تمامًا…
كان زعيم طائفة تشينغ زي ، شي لين ( والد شي هواي )
قد أطاح بكل ما على الطاولة وهو يصرخ غاضبًا:
“ أيها الوغد ! ما زلت ترفض الدخول في عزلة زراعية ؟!”
منذ أن هرب شي هواي من الكهف ،
وهو يتجول في عالم الزراعة بحثًا عن ' آ-جيو ' ورفضه
المستمر لدخول العزلة والانتقال إلى مرحلة الجوهر الذهبي
جعل مستوى زراعته يتوقف عند ذروة مرحلة التأسيس لمدة عامين كاملين
كسله وإهماله أغضب والده شي لين لدرجة أنه حبسه بالقوة
لكن حتى بعد نصف عام من الحبس، لم يرضخ شي هواي،
بل بدأ يُجري أبحاثًا حول تكرير الأدوات الروحية داخل كهفه
وزعم أنه أوشك على النجاح
في البداية، لم يغضب شي لين كثيرًا من هذا التحول،
فصناعة الأدوات أفضل من لا شيء
إلا أنه حين زاره اليوم ، اكتشف أن الأداة التي يعمل عليها
شي هواي ما هي إلا شريط أحمر
وعندما سأله عن فائدته، أجاب شي هواي:
“ سأستخدمه لربط آ-جيو وأعيده إلى طائفة تشينغ زي،
حتى لا يتمكن من الهرب مجددًا !
وسأجعله يبكي حتى يختنق !”
كان شي لين على وشك أن يحرق ابنه غضبًا ~~
: “ أنت… ابن زعيم طائفة شيطانية ، ومع ذلك انظر إلى ما
تفعله في السنوات الأخيرة ؟!”
شي هواي تجاهله وأصدر صوت “همف” باردة
ضرب شي لين الطاولة بكفه غاضبًا:
“ تتجول وتُنقذ الناس وتفعل الخير ؟! ماذا دهاك ؟!
كيف سأُقابل الآخرين بعد الآن ؟!”
ركع سونغ وييو بسرعة وقال متوسلًا:
“ سيدي الزعيم ، الشاب لم يكن يقصد إنقاذ أحد ،
فقط خشي أن يكون آ-جيو بينهم، لذا أنقذهم جميعًا !
أرجوك لا تلومه !”
لكن شي لين تجاهل كلماته واستمر في توبيخ شي هواي:
“ أنت تعرف جيدًا ما الذي يمكنك فعله وما لا يمكنك فعله !”
تدخل سونغ وييو مرة أخرى بحماس :
“ من الآن فصاعدًا ، سنحرق ، نقتل ، ونسلب كلما خرجنا .
لن نُخيب آمال الناس بنا !!!!”
رمقه شي هواي بنظرة جانبية وكاد أن يختنق من الاستهزاء ~
في الماضي ، كانت طائفة تشينغ زي ذات سمعة سيئة ،
وشي لين كان من أسوأ من فيها
لكن منذ أن بدأ شي هواي في إنقاذ الناس خلال تجواله،
بدأت سمعة الطائفة تتحسن تدريجيًا ~~
حتى أن صديقًا قديمًا لشي لين قال له منذ أيام:
“ يا التنين شي هل تنوي طائفتك الانضمام إلى الطوائف الصالحة ؟
لم يعد الشر يعجبك؟
لم تتعلم طريق الصلاح ، لكنك تتصرف وكأنك تلميذ فيه ~ "
شعر شي لين بالإحراج الشديد بعد هذا التعليق ،
فقام بحبس شي هواي من جديد ~~
أما شي هواي، فوضع الشريط الأحمر داخل جرس الكنوز العديدة وسأل سونغ وييو:
“ هل يوجد مكان ممتع هذه الأيام؟”
نظر سونغ وييو إلى شي لين بحذر وأجاب:
“ تشكيل طائر الفينيق الداكن الواسع .
جميع من يذهبون هناك هم من مرحلة تأسيس الأساس .”
: “ فلنذهب لنهب فرصهم !”
قالها شي هواي وهو يمسك بياقة سونغ وييو ويجرّه خارج الكهف
قال زونغ سيتشن للزعيم وهو يلحقهم :
“ سأراقب السيد الشاب وأتأكد أنه لا يُنقذ أحد هذه المرة !”
ثم لحق بهم هاربًا
أما شي لين، فقد وقف يشاهد مغادرتهم، ولم يوقفهم في النهاية
{ حسنًا… لقد عانى هذا الصغير بما فيه الكفاية من نيران تنين الهوي ….
سأتركه يفعل ما يشاء من الآن فصاعدًا }
يتبع
يو يانشو :
الشريط الاحمر الي يبغا يربط فيه مو ياو عشان مايهرب : 😭
تعليقات: (0) إضافة تعليق