القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch15 | Xia Fan Cai

 Ch15 | Xia Fan Cai


تلك الليلة، استمروا في تناول الوجبة الخفيفة حتى ساعة متأخرة


تاو مينغتشو، كما هي عادته الحازمة، 

أنهى ثلاث أوعية كبيرة من العصيدة دون توقف


وعندما عاد إلى المنزل، 

استلقى في سريره، ممسكاً ببطنه، 

لا يزال في حالة من الدهشة بينما ذهنه يعيد تذكر الدقائق 

التي أمضاها مع جينغ سي في تلك الزاوية الصغيرة ——


كان كف يد جينغ سي باردة ، 

و يده تمسك وجه تاو مينغتشو بلطف بينما يميل رأسه قليلاً، 

{ تقريباً كما لو… كما لو … أنه سيقبلني …. }


رفع تاو مينغتشو يده ليلمس خده


{ هل كان ذلك مقصوداً ؟ } فكر تاو مينغتشو بضياع


{ هل يعرف كم هو وسيم ؟ 


هل كان هذا السبب في تحركه بهذه الطريقة ، 

بالاقتراب مني، فقط لرؤيتي في حالة من الارتباك ؟ }


لم يستطع تاو مينغتشو إلا أن يشعر بعدم الحظ


كان الوحيد الذي أكل طعام الشارع الحار جداً، 

وانتهى به الأمر ليُخدع وهو يتظاهر بالتدخين، 

والآن، في نادي ليلي، تم لمس وجهه


——- شعر بالإرهاق الذهني


خطته المدروسة لجعل جينغ سي يتوقف عن الوقوع في حبه كانت تبدو وكأنها تعكس نفسها في كل مرة، 

لذا قرر أن يتراجع لفترة من الوقت


فكر تاو مينغتشو أن السبب كان أن ليانغ جينغجينغ قد أعطته معلومات خاطئة، 

لذا قرر أن يراقب أكثر عن كثب ويكتشف استراتيجية أكثر فاعلية للتعامل مع جينغ سي


ما لم يتوقعه هو أن الأمور قد تصبح أسوأ


وهذه المرة، لم يكن مجرد حظ سيء—كان مطراً حرفياً —




في مساء يوم الاثنين —- ، 

اقترح تاو مينغتشو أن يجربا شارع الطعام الجديد الذي تم افتتاحه في المدينة


بما أنه كان قريباً جداً ، مع وجود حشد كبير وازدحام مروري شديد ، 

اقترح أن يمشيا بدلاً من القيادة


وكان السبب الرئيسي هو أنه لم يكن يتحمل فكرة أن سائق جينغ سي يفتح له باب السيارة باحترام في مكان مزدحم كهذا


كان يفضل أن يمشي بضع آلاف خطوة إضافية


لم يعترض جينغ سي، بل أجاب ببساطة بهدوء، “حسناً.”


لكن بعد خمس دقائق من مغادرتهما مبنى المكتب، 

أظلمت السماء فجأة ، وهطلت الأمطار بغزارة ، 

مما جعلهم يبتلون تماماً


وفي النهاية اضطروا للاختباء في محطة حافلات قريبة ، 

انتظاراً لتخفيف الأمطار


تمتم تاو مينغتشو بغضب : “ أقسم أنني راقبت الطقس قبل المغادرة . 

لم يكن من المفترض أن تكون هناك أمطار هذا الأسبوع…”


كان جينغ سي مبللاً أكثر من تاو مينغتشو، لكنه لم يشتكي . 

بدلاً من ذلك، طمأنه بهدوء : “ لا بأس، التوقعات الجوية 

ليست دقيقة دائماً 100%.”

قال مبتسماً : “ انتظر قليلاً ، يجب أن تتوقف قريباً,” 

ثم أضاف عابراً : “ الهواء رائحته رائعة عندما تمطر . 

لم أتنفس هواءً طازجاً كهذا منذ فترة طويلة .”


كان لجينغ سي قدرة غريبة على قراءة الأجواء


ربما شعر بعدم ارتياح تاو مينغتشو، 

فقام بقوله هذه الكلمات بسهولة، 

لكنها بطريقة ما خففت من وزن الذنب الذي كان يتراكم في صدر تاو مينغتشو


لكن الأمطار استمرت في الهطول، 

دون أن تظهر أي علامات على التوقف


كان تاو مينغتشو على وشك قول شيء عندها رأى جينغ سي يدير رأسه فجأة ، 

مغلقاً أنفه وفمه بيده وهو يعطس


لاحظ تاو مينغتشو التجاعيد الصغيرة بين حاجبي جينغ سي 

وهو يأخذ لحظة ليتنفس ، 

ثم تحدث بصوت مبحوح قليلاً : “ آسف.”


كان أنف جينغ سي محمراً ، ورموشه ترتجف قليلاً


رآه تاو مينغتشو يرفع يده الأخرى ليمسح عينيه


رمش تاو مينغتشو، مذهولاً ، وتمتم : “ لا بأس.”


فقط في تلك اللحظة أدرك تاو مينغتشو أنه، على عكسه، 

كان جينغ سي مبللاً تماماً


لقد بدأ الربيع للتو ، ومع ارتفاع درجات الحرارة ، 

كانا في طريقهما إلى شارع الطعام — لذا كان جينغ سي قد 

غادر المكتب وهو يرتدي قميصاً خفيف فقط دون سترة بدلة


في المقابل ، كان تاو مينغتشو قد ارتدى سترة قبل الخروج، 

لذا على الرغم من أن شعره كان مبللاً ، 

إلا أنه على الأقل لا يزال يشعر بالدفء بشكل عام


{ هل… هل هو يشعر بالبرد ؟ } تردد تاو مينغتشو 

و الفكرة هذه أزعجته


لم يستطع مقاومة إلقاء نظرة خاطفة على جينغ سي مرة أخرى


لقد لمح جينغ سي وهو يُنزل عينيه ويقبض يده برفق في كم قميصه


وأثناء تأمل مينغتشو سترته الخاصة غرق في لحظة من التأمل الصامت


{ لماذا دائماً أنا من يواجه مثل هذه المعضلات ؟ }


ما كان يريده تاو مينغتشو حقاً كان بسيط : 

أن يعيد لجينغ سي ما دفعه في الوجبة ويحافظ على مسافة 

اجتماعية لا تكون غامضة أو حميمة


وطبعاً، إذا استطاع أن يجعل جينغ سي يكرهه قليلاً أكثر في 

هذه العملية ، فذلك سيكون أفضل


لكن الآن، إذا أعطى تاو مينغتشو سترته لجينغ سي، 

فإن علاقتهما ستصبح لا محالة أكثر غموضاً


في اللحظة التي يفعل فيها ذلك ، 

سيكون كأنه يقدم نوعاً من الأمل غير المعلن — مثل أولئك 

الأشخاص الذين يعلقون مشاعر الآخرين ، 

يعطونهم فقط ما يكفي للإبقاء عليهم معلقين


{ لكن ماذا لو… ماذا لو كان حقاً يشعر بالبرد ؟ }


لم يستطع تاو مينغتشو مقاومة إلقاء نظرة على الشخص بجانبه مرة أخرى، 

وأفكاره متشابكة في فوضى من التردد


{ ماذا لو … لم أعطي جينغ سي سترتي ، وأُصيب جينغ سي بنزلة برد ومرض؟ }


كانت الفكرة تعصر قلب تاو مينغتشو، 

وشعر أنه إذا حدث ذلك، وكشخص كان يمكنه منعه، 

فلن يهدأ ضميره طوال حياته


وفي هذه الأثناء، كان جينغ سي يراقب بهدوء البرك الصغيرة التي تشكلت على الطريق مع استمرار هطول الأمطار، منتظراً أن يتوقف


على الرغم من أن الأمطار جاءت فجأة، 

إلا أن معنويات جينغ سي بقيت مرتفعة، 

لأنه كان يتطلع إلى الخروج في هذه الليلة— فبعد كل شيء، 

كان قد مر وقت طويل منذ أن حصل على فرصة للاستمتاع 

بالطعام المحلي في الشوارع


و بينما يراقب التموجات التي تنتشر عبر البرك، 

كان جينغ سي يفكر فيما إذا كانت الأمطار ستؤثر على عمل 

المحلات في شارع الطعام عندها فجأة، 

قطع صوت تاو مينغتشو أفكاره 


: “ هل… هل تشعر بالبرد ؟”


استفاق جينغ سي فجأة إلى الواقع


كانت درجة الحرارة محتملة ، 

رغم أن النسيم الذي مر في وقت سابق ، 

وأزال الرطوبة من بشرته ، قد جعله يشعر ببعض البرودة ، وهذا هو السبب في أنه عطس


: “ لا بأس,” أجاب جينغ سي


في تلك اللحظة ، كان تاو مينغتشو جالساً بعيداً، 

وفكر جينغ سي لحظة أنه ربما كان تاو مينغتشو يشعر بالبرد ، وهذا هو السبب في سؤاله


بدون تردد ، نهض جينغ سي واقترح برفق : “يبدو أن الرياح أقوى هناك . ماذا عن أن نبدل أماكننا ؟”


اتسعت حدقتا عيني تاو مينغتشو من الصدمة


إذا كان جينغ سي قد قال ' أنا أشعر بالبرد ' 

أو ' أنا بارد جداً ' لكان تاو مينغتشو قد اشتبه في أن برودته لم تكن حقيقية


لكن الواقع كان أن جينغ سي، الذي كان قد شعر بالبرد بالفعل، 

قد حول اهتمامه إلى تاو مينغتشو على الفور، 

مما ترك تاو مينغتشو في حالة من عدم التصديق


{ لماذا هو لطيف معي إلى هذا الحد؟ }

تساءل تاو مينغتشو، وأفكاره تدور في دوامة من التفكير

{ هل يمكن أن… يكون حقاً معجب فيني ؟ }


شعر جينغ سي ببعض الحيرة، 

لاحظ أنه بعد اقتراح تغيير المكان، 

ظل تاو مينغتشو صامتاً لفترة طويلة


بعد لحظة، نهض تاو مينغتشو ببطء


ابتعد جينغ سي، مستعداً لإعطائه المساحة ليمر، 

لكنه سمع بعد ذلك تاو مينغتشو يقول بشكل محرج: “ انتظر… لحظة "


توقف جينغ سي


شاهد تاو مينغتشو وهو يخفض رأسه، 

ويعبث بسحّاب سترته ثم خلعها بالكامل


أمسك تاو مينغتشو بالسترة في ذراعيه ، 

ملاقياً نظرة جينغ سي المتفاجئة


ثم همس تاو مينغتشو بلطف: “ أنا… في الواقع أشعر ببعض الدفء ،، 

المطر يشعرني بالاختناق . 

و كنت دائماً هكذا — كلما أمطرت ، لا أستطيع … أن ألتقط أنفاسي .. ” قال ذلك بسرعة ، وكأنه خائف من ألا يصدقه جينغ سي


أضاف بسرعة: “ لذا، هل يمكنك… فقط أن تمسكها لفترة؟”


قال ' امسكها لفترة ' لكنه في الواقع لم يعطِي السترة لجينغ سي


وزم تاو مينغتشو شفتيه معاً، 

ورفع يده برفق، وإن كان بشكل محرج، 

ليلقي السترة على أكتاف جينغ سي


كان القماش داخل السترة لا يزال يحمل بعض الدفء، وتوقف جينغ سي للحظة


عندما لاحظ أن تاو مينغتشو كان يرتدي تيشيرت قصير الأكمام تحت السترة ، 

أدرك ذلك على الفور ، وبشكل غريزي ، 

مد يده ليخلع السترة ويعيدها، لكن تاو مينغتشو ضغط بسرعة على يده لأسفل


جينغ سي: “أنت—”


كان قبضة تاو مينغتشو قوية


و قبل أن يتمكن جينغ سي من سحب يده، 

أغلق تاو مينغتشو سحاب السترة بسرعة، 

بشكل غير مهذب وقوي بعض الشيء، ملفاً جينغ سي فيها


احمرّ وجه الشاب الطويل قليلاً


تمتم تاو مينغتشو بشكل محرج : “ أنا… ببساطة لم أشعر برغبة في حملها بنفسي "


بمجرد أن تم إغلاق السحاب، 

رأى جينغ سي أن تاو مينغتشو أفرج عن قبضته،

وكان يبدو محرجاً قليلاً وهو يلتفت ويعود نحو المطر خلفهما


صوت الشاب مكتوم ، يندمج مع صوت المطر الخفيف ، كلماته تتجه نحو أذن جينغ سي، خافتة ومراوغة : 


“ يبدو أن المطر قد خف قليلاً ،،

لنذهب . 

أنا جائع .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي