Ch21 | TDVWD

Ch21 | TDVWD

لم يجرؤ أي من التلاميذ الحاضرين على اتخاذ خطوة بعد ظهور تنين الهوي

وبدلًا من ذلك، تبادلوا النظرات فيما بينهم

فالجميع كان يعلم أن لا أحد منهم قادر على مجاراة ذلك التنين

لكن ماذا عساهم أن يقولوا؟ ' أعد الهوي لمكانه وواجهنا واحدًا لواحد”؟ 

سيكون هذا بمثابة قمة الوقاحة ، وكأنك في مبارزة ولاحظت 

أن سلاح خصمك أقوى من سلاحك، فطلبت منه أن يتركه جانبًا لتتقاتلا بالأيدي

طالما أن شي هواي تحمّل ألم توقيع عقد الروح مع 

“الهوي”، فقد أصبح من حقه أن يستخدمه في القتال

فليس كل شيء في هذا العالم قائم على المساواة

فحتى الجذور الروحية تفرّق بين الناس وفقًا لقدراتهم الفطرية

فهل من المعقول أن يُجبر صاحب الجذر الروحي الأقوى 

على كبح قوته لمجاراة خصم أضعف؟ بالطبع لا

شدّ ذلك التلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي قبضته على مقبض سيفه، وحدّق بنظرات ضيقة وقال:

“ أتساءل كيف سيكون ردّ والدك عندما يسمع بما افتعلته من مشاكل ؟”

أجاب شي هواي بلا مبالاة:

“ سيكون مسرورًا بطبيعة الحال .”

كان هذا الرد كافيًا لإشعال غضب الحاضرين جميعًا، 

خاصةً أخ التلميذ المصاب ، الذي كاد أن ينقضّ على شي هواي للانتقام منه

أما شي هواي، فبقي متكاسلاً كعادته، وقال لتلميذ مرحلة الجوهر الذهبي بوقاحة:

“ هل ستأخذ بثأره إذًا ؟ تعال . 

أنا هنا فلا تثرثر كثيرًا . 

لا أحب الحديث مع أمثالك .”

كان هذا التلميذ هو الأعلى مرتبة من حيث الزراعة بين من في المكان ، ثم يليه يو يانشو

لكن المصاب كان من طائفة تشنغ يو — فلماذا يُخاطر هذا التلميذ بحياته ليقاتل شي هواي من أجل شخص من طائفة أخرى؟

بل ولماذا يجرّ رفاقه من طائفة نوان يان إلى الصراع أصلًا؟

أله حقًا أن يتدخّل في هذا ؟

لقد فهم جيدًا أن لا رجعة عن هذا القرار الآن

فقال:

“ طائفة تشنغ يو ستطلب تفسيرًا من طائفتكم الموقّرة 

بشأن ما جرى لهذا الرفيق المزارع. 

ولكننا، نحن كذلك، نريد إجابة . 

هل أتيتم إلى هنا بنوايا سيئة ؟ 

وهل تنوون الاستمرار في نصب كمائن للتلاميذ من بيننا ؟”

كلماته تركت تلاميذ طائفة تشنغ يو، الذين كانوا ينوون التكتل ضد شي هواي، في ذهول

فإصابة التلميذ أصبحت شأنًا خاصًا بطائفتهم وحدهم

أما طائفة نوان يان، فقد أوضحت صراحةً أنها لا تنوي الدخول في عداء مباشر مع شي هواي داخل نطاق التشكيلة

وإذا كانت طائفة تشنغ يو تطالب بتفسير، فلتذهب وتطلبه بنفسها

: " كمين؟ "  عبس شي هواي بضيق من هذه الكلمة، وقال:

" لو أردت القتل ، لأفنيتكم جميعًا حيث تقفون ، 

فلماذا أضيّع وقتي في نصب كمين ؟ "

جعلت كلماته الجميع يصمتون في حرج

انتظر شي هواي قليلًا، لكن تلميذ الجوهر الذهبي لم يهاجمه

ثم ألقى نظرة على تلاميذ جناح تشنغ يو، فانتفضوا على الفور بخوف، وتبادلوا النظرات فيما بينهم، لكن لم يجرؤ أحد على التقدم

من الواضح أنهم كانوا يغليهم الغيظ من الداخل

كان من المفترض أن يدخل أحد الشيوخ في مرحلة ولادة الروح من طائفتهم ليثبّت الموقف عند وصول شي هواي

لكن للأسف، كان أولئك الشيوخ يولون أهمية كبيرة للهيبة، 

ولا يرضون بأن “ينزلوا لمستوى” شاب من الطوائف الشيطانية 

إذ سيكون ذلك بمثابة اعتراف بأنهم يضطهدون الجيل الجديد من الطائفة الأخرى

والآن، لا أحد يستطيع الدخول أو الخروج من التشكيلة

وإن قرر شي هواي فعلًا أن يقتلهم جميعًا، فلن يتمكن أحد من الفرار

ضحك شي هواي بسخرية

ثم، وقد ضاق صبره، فحص المكان بنظراته الحادة، 

واستدعى تنين الهوي وأطلق أداته الطائرة، مستعدًا للرحيل

فقد كان يريد الاستمرار في البحث عن “آ-جيو”، 

لكن لم يكن ليسمح لأحد بمعرفة ما يبحث عنه

في تلك اللحظة، كان تشي مو ياو واقفًا وسط الحشد، 

تملأه الحيرة والارتباك بعد تلك النظرة الخاطفة من شي هواي

لم يكن متأكدًا إن كانت أعينهما قد التقت حقًا، أم لا

ما لم يفهمه هو لماذا أخذ شي هواي اللوم على عاتقه بهذه 

البساطة… وبهذا الأسلوب العنيف

لقد كان الأمر بالنسبة لتشي مو ياو يبدو كأزمة مستعصية، 

بينما تعامل معها شي هواي ببساطة ووحشية مدهشة

وهكذا، انتهى الحال بالتلاميذ الذين كانوا قبل قليل يهددون شي هواي ويتوعدونه، 

إلى الاكتفاء بمشاهدته ورفاقه وهم يغادرون سالمين تمامًا

يمكنك تخيل مقدار الإحراج الذي خيّم على الأجواء

تلاميذ طائفة نوان يان أرادوا حماية أنفسهم ولم يرغبوا في التورط

وتلاميذ طائفة تشنغ يو لم يكونوا ندًا لشي هواي ورفاقه

أما تلاميذ الطوائف الأخرى، فلم يروا مبررًا لتوريط أنفسهم في الأمر، 

خصوصًا بعد أن أعلنت طائفة نوان يان أنها لن تتدخل

اقترب تلميذ الجوهر الذهبي من يو يانشو، وقال له بعض الكلمات بصوت منخفض، 

ثم مضى ليواسي تلاميذ طائفة تشنغ يو

لم يسمع تشي مو ياو ما قيل، 

لكنه خمن أن فحوى الحديث كان شيئًا مثل : " لا تدعوا 

الحقد يعمي بصيرتكم . 

الشيوخ سيصدرون حكمهم حين نخرج من التشكيلة "

ومن المحتمل أيضًا أنه ترك بعض رموز إرسال الصوت خلفه للاتصال لاحقًا إذا استدعى الأمر

بعد ذلك، اندمج الفريقان المنفصلان معًا من جديد

أما شي هواي ورفيقاه، فلم يبتعدوا كثيرًا

بل اجتمعوا في مكان أكثر هدوءًا

كان زونغ سيتشن يتفحص قائمة الأسماء بدقة، 

مدوِّنًا ملاحظاته حول كل شخص يُشتبه بأمره

وكان شي هواي يراجع الأسماء مرة بعد أخرى، 

وبدا أنه يضيع تركيزه أحيانًا، لكنه في النهاية كان يعود لينظر 

إلى اسم تشي مو ياو دون وعي منه

وفجأة، وصلت امرأة، ووقفت على بعد خطوات من سفح 

الجرف، وقد شبكت ذراعيها ونظرت لأعلى قائلة بصوت عالٍ:

" شي هواي، إن واصلت إيذاء الأبرياء بهذه الطريقة ، فلن أزداد إلا احتقارًا لك "

تفاجأ شي هواي من صوت المرأة، وألقى نظرة إلى أسفل، 

لكنه لم يعرفها، فاستدار نحو رفيقيه وسأل بارتباك:

" من هذه ؟ "

فتذكّرها زونغ سيتشن، وأجاب:

" مينغ شاولو، من طائفة نوان يان "

: “ لماذا تتحدث إليّ بهذه الطريقة؟” قال شي هواي بحيرة شديدة

كان سونغ وييو جالسًا بجانبه، 

يسند ذقنه بيده، ويبدو عليه الضجر التام وهو ينظر إلى 

مينغ شاولو في الأسفل ويقول:

“ لقد ذهبت وسألتها عن اسمها ذات مرة يااه !”

فكر شي هواي للحظة، ثم سأل:

“ لماذا سألت عن اسمها ؟”

: “ ربما لأنك ظننت أنها جميلة ؟”

: “ أي جزء فيها يُعد جميلاً ؟”

: “ أنا لا أراها جميلة أيضًا…” رد سونغ وييو بجدية تامة

لم يتذكر شي هواي حتى أنه سُجن في الكهف على يد الشيخ 

ياو وينغ كعقاب له لإنقاذه لها ~~ 

ففي عقله لم يكن هناك مكان لشيء سوى آ-جيو

أما زونغ سيتشن، فكان ينظر إلى صديقيه بإحساس مفاجئ بالعجز التام

لطالما عرف أن سونغ وييو لا يبالي بالنساء، لكن شي هواي؟ 

كان يظنه شخصًا عاديًا، على الأقل في الماضي ذهب 

لمغازلة مينغ شاولو

زونغ سيتشن نفسه كان يراها جميلة ، لذا ظنّ أن ذوق شي هواي في النساء لا بأس به

{ لكن يبدو أن تلك السنوات الثلاث من الأسر في الكهف قد 

أفسدت عقل شي هواي وبصره

فصار لا يفكر ليلًا ولا نهارًا إلا في رجل يبلغ من العمر تسعين عامًا ! }

أما مينغ شاولو، فقد اشتعل غضبها بعد أن سمعت حديثهم

صرخت بانفعال: “شي هواي، ما الذي تحاول فعله هنا؟”

: “ لا شيء ...” أجاب شي هواي بلا مبالاة : “ لا تفتحي معي 

حديثًا في المستقبل. وجودك مزعج .”

: “ أأنا… مزعجة ؟” انصدمت مينغ شاولو كليًا

لقد كانت تعرف مشاعر شي هواي تجاهها في حياتها السابقة

كان مستعدًا لأن يخوض غمار الجحيم من أجلها دون شكوى

كان يقطع آلاف الأميال ليجلب لها الفاكهة التي تحبها

كان يحرق من قوته الروحية ليصنع لها الحبوب العلاجية

وحتى لو غُمر بدمائه ، فسيظل يقف حائلًا أمامها ليدافع عنها

لكنها لم تكن تحبه

لم تكن تطيق طباعه السيئة ولا غروره

كانت تفضل شي زيهي، ذلك الرجل الطيب، الذكي، والمجتهد

وقد أثبتت الأيام أنها كانت محقة، فقد كان شي زيهي هو الأفضل فعلًا

{ يالها من خسارة أن يقع اختياره في النهاية على هان تشينغيوان }

ولهذا، كانت مينغ شاولو تعتقد أن شي هواي لا يزال كما هو في هذه الحياة

ومع ذلك، لم تكن ترغب في تقبل مشاعره

ففي هذه الحياة، كانت عازمة على التدخل بين شي زيهي وهان تشينغيوان 

لتصبح هي المرأة التي يحبها شي زيهي أكثر من الجميع

السبب الوحيد لقدومها اليوم كان لتحذير شي هواي، 

فهي لم تكن تحتمل رؤيته يهاجم الأبرياء

في الماضي، كان شي هواي يصغي لكل كلمة تنطق بها

أما الآن، فقد سارت الأمور بشكل مختلف تمامًا عمّا كانت تتوقعه

شعر شي هواي فجأة بملل شديد

وبنقرة من سبابته اليمنى، انطلقت هجمة نارية حادة كالسهم باتجاه مينغ شاولو

تلتها موجات أخرى مشابهة، كلها مُصمَّمة لسلب حياتها

لم يخطر ببال مينغ شاولو يومًا أن شي هواي قد يهاجمها. بقيت مشدوهة من الصدمة، 

ثم بدأت تتراجع بجنون محاولةً تفادي الهجمات

ورغم محاولاتها، أصاب أحد الأسهم طرف ردائها

لهيب تنين الهوي لا يمكن إطفاؤه بالتعاويذ العادية، 

لذا لم تجد حلًا سوى أن تقطع كمّها بسيفها لتنقذ ثوبها السحري

لكنها بدت في هيئة مزرية للغاية

نظرت مجددًا إلى شي هواي، شعرها مبعثر بسبب فرارها المتعجل ، وخصلات من شعرها

 كانت ملتصقة بوجهها الجميل المشوَّه بالذهول

كان تعبير وجه شي هواي جامدًا كعادته، 

لكنه الآن امتزج باشمئزاز واضح. قال ببرود:

“ اختفي من أمامي .”

: “ أنت… ستندم على هذا!” قالتها بغضب كاد يجعل الدموع تفيض من عينيها

سونغ وييو أخرج مطرقته وقال وهو ينهض :

“ لماذا تُصر هذه المرأة على إحراج نفسها ؟ مزعجة للغاية. 

ماذا لو قتلتها فحسب ؟”

أجابه شي هواي وهو يعود لتفحص القائمة:

“ لا مانع .”

هربت مينغ شاولو بخوف حالما نهض سونغ وييو مطرقًا مطرقته ، الأمر الذي أضحك الأخير

كان الثلاثة قد ركزوا أنظارهم على مينغ شاولو وهي تهرب، 

لكن فجأة لفت انتباههم تفتح زهرة خوخ بهدوء أمامهم

كانت هذه تعويذة من طائفة هي هوان ——

وبسبب تعويذة الوهم المرفقة ، لم يستطع من يشاهد المشهد أن يعرف من أين جاءت زهرة الخوخ ، 

رغم أنها أتت لتسليم شيء ما

حبس شي هواي أنفاسه

هذه أول مرة يتواصل فيها آ-جيو مباشرةً معه 

—- منذ أكثر من عامين { بل إن آ-جيو أرسل لي شيئًا أيضًا ! }

عندما أخرج الأغراض من قلب الزهرة ، تلاشت الزهرة تدريجيًا

بداخلها ثلاث وسبعون حجر روحي ، وثلاثة جرات صغيرة وردية

أشار سونغ وييو إلى الأحجار الروحية وقال:

“ هل يعيد إليك ثروته كاملة مرة أخرى للاعتذار ؟”

انضم زونغ سيتشن إليه ليرى ثم أومأ برأسه:

“ يبدو كذلك .”

أمسك سونغ وييو بأحد الجرات الوردية الصغيرة وبدأ يعبث به

وبعد أن ضخ فيه بعض الطاقة الروحية ، 

أطلقت الجرة فجأة أضواءً وردية متلألئة ، 

وبتلات خوخ بلورية ، وبعض الفراشات البيضاء

قال زونغ سيتشن بعد انتهاء العرض:

“ مفرقعة صغيرة من طائفة هي هوان تُستخدم في الاحتفالات . 

تبدو أجمل بكثير عندما تُستخدم ليلًا .”

لم تكن المفرقعة مذهلة كما يجب في هذه المرة ، لأن ثلاثة 

رجال ضخام أشعلوها وهم يعبثون بها

قفز سونغ وييو على قدميه على الفور:

“ قطعة تُستَخدم مرة واحدة مجددًا ، آاه؟! 

سيد الطائفة الشاب ظل يعاتبني لأكثر من عام بسبب أنني 

دمّرت تعويذة نقل الصوت تلك في المرة الماضية ! 

كـ-كيف لي أن أعرف أنها تُستخدم مرة واحدة فقط؟! 

لم تكن مرفقة بكتيّب تعليمات، آاه!”

في المقابل، كان زونغ سيتشن يتفحص الأحجار الروحية

تنهد وقال:

“يمكنك أن تستشف من ذلك مدى فقر حياته . 

حتى هذه الأشياء استخدمها كهدية للاعتذار .”

صر شي هواي على أسنانه من الغيظ :

“ ألا يمكنه المجيء والتحدث إليّ بنفسه ؟!”

————

استمرت الفرق في التدريب داخل تشكيل ميتيان تونغيين

وواصل الفريق الصغير المكوّن من اثنين وثلاثين شخصًا الترحال معًا

ومع ذلك، لم يكن يُفترض أن يكون هذا الفريق هو الأخير في الترتيب

فبسبب تدخلات شي هواي، بدأت الكثير من الفرق تتجمّع معًا طلبًا للأمان، 

مما يعني أن معظم الفرق ستحصل على 

درجات منخفضة في هذه الرحلة على الأرجح

في أحد الأيام، صادفوا وحشي جيلينغشو

وبعد محاصرتهما وقتلهما بنجاح، توقف الفريق للراحة في نفس الموقع

كان المكان الذي استقروا فيه بجوار بحيرة

تقف على ضفتها شجرة عتيقة تصل إلى السماء، 

تتمايل أغصانها دون وجود نسيم

سطح البحيرة يتلألأ بانعكاسات أشعة الشمس المتناثرة، 

تموجاته المتلألئة تنتشر كأنها حراشف ذهبية، تنبض بجمالٍ هادئ وساكن

رأى تشي مو ياو شي زيهي جالسًا بمفرده مع هان تشينغيوان على ضفة البحيرة، يتبادلان أطراف الحديث بسعادة

كان من المدهش مدى سرعة تطور العلاقة بين البطل والبطلة ما إن زالت العقبات من طريقهما

ذهب تشي مو ياو للجلوس إلى جانب يو يانشو، وهمس بنبرة ذات مغزى:

“ الأخ يو يجب أن تولي انتباهًا أكبر…”

{ البطل والبطلة على وشك الوقوع في الحب وتكوين شراكة 

زراعية، وأنت لا تزال هنا تتأمل ؟ 

ومينغ شاولو تتصرف وكأن روحها فارقتها هذه الأيام، 

و لا تقوم بدورها كـ ' الخصمة الثانية ' التي تضطهد البطلة ، 

ىما جعل الخط الدرامي الرومانسي للبطلين يتجه بسرعة نحو النهاية الكبرى ! }

شعر يو يانشو هو الآخر أن شيئًا ما ليس على ما يرام …

نظر إلى تشي مو ياو وسأله :

“ أنت أيضًا لاحظت أن هناك أمرًا مريبًا ؟”

: “ هاه ؟” { ما المريب؟ }

: “ ذلك التلميذ المصاب كان يحمل حروقًا فيها أثر واضح 

لنيران تنين الهوي، لكن بقية الإصابات لم تكن من فعل شي هواي . 

لقد شاهدت شي هواي يقاتل من قبل . 

طريقته عنيفة إلى أبعد حد ومباشرة جدًا . 

لا يمكن أن تترك مثل تلك الإصابات الغريبة ، 

ولا أن تُبقي أي أحد على قيد الحياة . 

أظن أن من هاجمه استخدم تشكيلًا قاتلًا ، 

ونيران تنين الهوي كانت فقط وسيلة تمويه لإلصاق التهمة بشي هواي .”

: “ اوه اوه …” تمتم تشي مو ياو وهو يُبعد بنظره بعيدًا

تابع يو يانشو تحليله الجاد:

“ ما لا أفهمه هو ،،،، لماذا شي هواي أخذ اللوم على نفسه؟ 

هل لديه مخطط خاص؟”

: “ آه…”

شعر تشي مو ياو في قرارة نفسه أن من غير اللائق أبدًا أن يُحلّل يو يانشو الجريمة 

بهذا الجِدّ وهو يجلس أمام الجاني الحقيقي ~

كان خائفًا بالفعل من أن يُصاب بالذعر ويعترف بما فعله عن غير قصد

كان هذا اختبارًا حقيقيًا لمدى قدرته على تحمّل الضغط… 

واختبارًا كانت عواقبه ثقيلة جدًا

كان يو يانشو لا يزال شاردًا في تحليلاته ، فقال متأملًا:

“ أظن أن هناك من لا يعجبه تقارب مزارعي الطائفتين – 

الطائفة الصالحة والطوائف الشيطانية – فتعمد إثارة 

الفوضى وتلفيق التهمة لشي هواي، ليزيد التوتر بين العالمين. 

شي هواي هو السيد الشاب والوريث لطائفة تشينغ زي، 

أي أنه يُمثّل الطوائف الشيطانية بشكل واضح ، 

واستهدافه منطقي تمامًا . 

كما أنه يعارض المصالحة بين الفصيلين من الأصل ، 

ولهذا اعترف بما حدث ، كي يشعل فتيل الحرب…”

كلما تعمق يو يانشو في تحليله ، بدا الأمر أكثر فأكثر كمؤامرة ضخمة

أما تشي مو ياو، فكان يشعر بالعجز الشديد

{ أنا لم أُفكر في كل هذا أصلًا ، آه… }

ردّ تشي مو ياو بصوت خافت:

“ لقد سمعت في الأيام الماضية أن المزارع المصاب كان سيء السمعة أصلًا . 

يُقال إنه مغرور ومتكبّر للغاية . 

ربما ما حصل له كان بسبب ضغينة شخصية، وليس له 

علاقة بشيء معقّد مثل توازن القوى بين العالمين .”

فبعد إصابته البالغة ، أصبح ذلك التلميذ حديث الجميع بلا منازع

ومن خلال ما سمعه تشي مو ياو عرضًا، علم أن ذلك 

الشخص كان فظّ الطباع، يُسيء معاملة الآخرين دون تمييز

بل إن بعض الفتيات اللواتي استغلهن لليالي معدودة لقّبهن 

الآخرون بـ”عرائس الثلاث ليالٍ”، لأنهن كنّ يموتون بعد ثلاثة أيام فقط

كان تصرفه أكثر دناءة من تلاميذ الطوائف الشيطانية أنفسهم

حتى بعض تلاميذ طائفة نوان يان رأوا أنه يستحق الموت

قال يو يانشو بتأنٍّ:

“ ذلك ممكن . لكن هوية شي هواي ستجعل بعض كبار 

المزارعين يبالغون في الأمر بعد خروجنا من التشكيل . 

طائفة تشنغ يو تحب إثارة الضجيج، 

وغالبًا سيأتون إلى طائفة نوان يان ليطلبوا من شيوخنا 

التدخّل لإثارة المشاكل ضد طائفة تشينغ زي.”

سأل تشي مو ياو بتوتر :

“ و-وماذا سيحدث وقتها ؟”

: “ لو أبدت طائفة تشينغ زي استعدادًا لتوبيخ شي هواي ولو ظاهريًا ، 

فربما يُنظر إلى المسألة على أنها نزاع بين التلاميذ فقط. 

لكن إن رفضت طائفة تشينغ زي الاعتذار أو التراجع—”

قاطع تشي مو ياو بقوله:

“ طائفة تشينغ زي تحمي أبناءهم بشراسة . 

سيَرفضون الاعتذار قطعًا .”

كان يعرف هذا جيدًا ، إذ أن هذا هو السبب الذي أدى لاحقًا 

إلى إبادة طائفة تشينغ زي بالكامل في الرواية 

أجاب يو يانشو ببساطة :

“ حينها لا أعلم ما سيحدث .”

وبدأ رأس تشي مو ياو يؤلمه فعلًا في تلك اللحظة

بات كـ”مينغ شاولو” هذه الأيام… فاقدًا لروحه أيضاً مثلها ~~

لكن تشي مو ياو لم يستمر في هذا الحال سوى أقل من ساعة ، 

إذ أن شي هواي ظهر فجأة قرب مكان فريقهم

وبدا أنه لا ينوي الرحيل

وفور ظهوره ، توتر الجميع ، وعمّ الترقب والحذر 

فالعلاقة بين فريق شي هواي وبقية الفرق كانت مشحونة للغاية

لكن شي هواي لم يُبالِ مطلقًا

جاء فقط ليُراقب تشي مو ياو

وما إن وقع بصر تشي مو ياو عليه، حتى اجتاحه شعور بالذنب

حاول جاهدًا أن يتجنبه، فاقدًا كل هدوئه المعتاد

تزامن ظهور مجموعة من وحوش جيلينغشو من الغابة مع لحظة التوتر تلك

وبمجرد أن تم رصدهم ، فرّوا في جميع الاتجاهات

نظر تلاميذ طائفة نوان يان إلى شي هواي دون أن يتحركوا، 

محافظين على وضعية التأهب وأيديهم لا تزال على مقابض أسلحتهم

أما شي هواي ورفيقاه ، فلم يكونوا مهتمين أصلاً بمطاردة 

وحوش الجيلينغشو، لذا ظلوا في أماكنهم

نظر تشي مو ياو ويي تشيانشي إلى الوحوش التي كانت على وشك الهرب ، ثم تبادلا نظرة سريعة…

 ونهضا في اللحظة 

نفسها لمطاردتها

{ بما أن لا أحد يريد هذه الغنيمة ، فسنأخذها نحن }

فدرجاتهم في هذه الرحلة داخل التشكيل كانت بالفعل 

متدنية، وكانا بحاجة لأي فرصة لرفعها

وفوق ذلك، لو اندلع قتال فعلي مع مجموعة شي هواي، 

فإن اثنين من تلاميذ مدرسة يو تشونغ لن يكون لهما أي تأثير يُذكر

وهكذا، طارد تشي مو ياو ويي تشيانشي الوحوش في أنحاء المنطقة، ينسلان بين الحشود بينما لا تزال الأجواء مشحونة بالتوتر بين الجانبين

خلال مطاردته لأحد وحوش الجيلينغشو إلى ضفة البحيرة، 

تلقى تشي مو ياو ضربة قوية أرسلته يتهاوى إلى الخلف حتى سقط في الماء

كان يو يانشو قريبًا جدًا، فمد يده ليمسك به

لكن شي هواي، ما إن رأى يد يو يانشو تقترب من تشي مو ياو، حتى أطلق دفعة من طاقته الروحية، دافعًا بها يد يو يانشو بعيدًا بلطف قاسٍ

والنتيجة؟ سقط تشي مو ياو مباشرةً في البحيرة

لحسن الحظ، كان الجزء الذي سقط فيه ضحلاً نسبيًا

وحين جلس، لم يكن الماء يصل إلا إلى صدره

مسح الماء عن وجهه ونهض بتثاقل

ضحك أحد التلاميذ القريبين ساخرًا من مظهره المبلل:

“ زيه الرسمي تبلل .”

كانت ملابس تلاميذ الطوائف الكبرى جميعها ملابس طقسية مُعززة بالتعاويذ ، 

مقاومة للنار والماء على حد سواء

أما ملابس تلاميذ مدرسة يو تشونغ، فلم تكن سوى زيّ رمزي شكلي لا أكثر ، 

مصنوعة من خامات عادية جدًا

و كان رداء تشي مو ياو المبلل خير دليل على تواضع طائفته

صار الرداء ثقيلًا بفعل البلل ، فبدأ تشي مو ياو يجره بصعوبة عائدًا إلى الشاطئ

لاحظ كيف رفع يو يانشو يده فجأة ، وأطلق تعويذة بخار جففت ملابسه بلحظة واحدة

لكن في نفس اللحظة ، انطلقت موجة من اللهب نحوه ، 

محسوبة بعناية لتجفف الماء فقط دون أن تحرقه

غير أن الماء قد تبخّر بالفعل، فلم يبقَ سوى قماش جاف… 

فاحترق الرداء على الفور

فزع تشي مو ياو، وعلى الفور حاول العودة إلى الماء ليُطفئ اللهب، إلا أن يو يانشو أطلق تعويذة “قنبلة ماء” نحوه، في محاولة لإخماد النيران

للأسف، لم يكن من الممكن إطفاء لهب شي هواي بالماء العادي

وحين رأى ذلك، سحب شي هواي لهبه بنفسه، 

لكن تعويذة “قنبلة الماء” التي أطلقها يو يانشو كانت قد انطلقت بالفعل، وأصابت تشي مو ياو مباشرةً

وهكذا، وبعد سلسلة من الأحداث المتتابعة خلال لحظات، أصبحت ملابس تشي مو ياو…

نصفها محروق، والنصف الآخر مبتلًّا من جديد

نظر إلى ملابسه بدهشة، ثم رفع رأسه ونظر إلى يو يانشو وشي هواي، ثم رفع يديه سريعًا في إشارة استسلام :

“ لا حاجة، سأنتظرها حتى تجف من تلقاء نفسها .”

يتبع…

😭😭😭😭 ياروووحيييه يتضاربون على مساعدته بس جابوا فيه العيد أكثر