Ch22 | TDVWD
كان لدى تشي مو ياو جذر روحي من عنصر الماء أيضًا،
لذا كان بإمكانه استخدام تقنيات الماء، وإن لم يكن ببراعة يو يانشو
تحرك محاولًا تبخير الماء العالق بجسده،
فغلفه ضباب كثيف مشبع بالرطوبة
تعمد الابتعاد عن الجميع حتى لا يلفت الأنظار،
ونتيجة لذلك، تمكن شي هواي من رؤية ظهره بوضوح
التصق الرداء المبلل ببشرته،
كاشفًا عن ظهر وكتفين وخصر مشدودين،
وتناسق جسده جعل ساقيه تبدوان أطول مما هما عليه
راوده شعور مفاجئ برغبة في إخراج رداءٍ مسحور من جرس
الكنوز اللامتناهية خاصته ليهديه إلى تشي مو ياو،
لكن يو يانشو سبقه ——-
تبعه بعد تبادل بضع كلمات قصيرة ، وسلّمه رداءً مسحورًا من حجر كنوزه المئة
أخذه تشي مو ياو بكلتا يديه، ثم توجّه نحو مكان أقل ازدحامًا ، على الأرجح ليبدّل ثيابه
اغتاظ شي هواي بشدة —— كان يرغب في الذهاب وإجباره
على ارتداء شيء من ملابسه هو بدلًا من ذلك
لكن بمجرد أن تحرك قليلاً ، استعد جميع تلاميذ طائفة
نوان يان لاستلال أسلحتهم فورًا
نظر إليهم باحتقار ، ثم قال ببرود:
“ لا وقت لدي لقتلكم جميعًا .”
ولدهشة الجميع ، كان هذا الرد المختصر والمغلف
بالازدراء أكثر إقناعًا من أي تفسير مطوّل
سأل التلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي مجددًا:
“ ولمَ جئت إلى هنا إذًا ؟”
لكن شي هواي لم يُجِب، فتولى سونغ وييو الرد بدلًا منه:
“ ولمَ تهتم؟
هل زعمت أنك تملك هذا الجبل أو أنك زرعت هذه الأشجار ؟”
كتم تلميذ الجوهر الذهبي غيظه، وردّ:
“ هذه المتاهة واسعة بما فيه الكفاية .
لا حاجة للبقاء قرب فريقنا طوال الوقت، أليس كذلك؟”
أمال سونغ وييو رأسه وأصرّ على وقاحته:
“ سنفعل ما نريد . ولمَ تهتم لما نفعله أو لا نفعله ؟”
لم يستطع بعض التلاميذ الآخرين في الفريق كبح غضبهم فقالوا:
“ التلاميذ هؤلاء لا عقل لهم .
لا يفعلون شيئًا سوى الشر والجنون !”
“ أراهن أنهم يتصرفون هكذا لأن أحد أفراد فريقنا نال إعجابهم !
يا لهم من أوغاد وقحين، هل تظنون أنكم أهل لملاحقة تلاميذ الطوائف الخالدة ؟”
وكلما زاد السبّ ، زاد استمتاع سونغ وييو، فقال بسخرية:
“ ارفعوا أصواتكم أكثر !
لا تتصرفوا وكأنكم لم تأكلوا اليوم !
جدكم هنا، فاشتموا كما يحلو لكم !”
——————-
على الجانب، تمكنت يي تشيانشي أخيرًا من القضاء على وحش الجيلينغشو بمفردها
كانت تلهث من شدة التعب ، بعدما استخدمت تقنيات طائفة يو تشونغ حتى أقصى حدودها
عاد تشي مو ياو أخيرًا بعد أن بدّل ثيابه إلى رداءٍ مسحور.
كان الآن يرتدي الأبيض،
مزينًا بنقوش خيزران أنيقة تحيط بالأكمام والحافة السفلية
للرداء، مما أضفى عليه هالةً من الجمال السامي الخالد
ولأنه كان يرتدي الأبيض، بدت بشرته البيضاء في الأصل أكثر إشراقًا ،
أشبه بأجود أنواع اليشم اللامع
كما بدت شفتاه الناعمتان وكأنهما نقطة قرمزية متوهجة بين صدفتين بيضاوين
رفعت يي تشيانشي رأسها من مكانها إلى جانبه ،
حيث كانت تجثو بجانب الجيلينغشو، وقالت:
“ يبدو رائعًا عليك، لكن هل يمكنك تجهيز جثة وحشٍ روحي وأنت ترتدي هذا ؟”
فأجابها وهو يتفقد الرداء :
“ يُفترض أنه مقاوم للماء والأوساخ بما أنه رداء مسحور .”
أشارت يي تشيانشي بذقنها نحو الجمع القريب :
“ هل من الآمن فعل هذا بينما هم في مواجهة مشتعلة ؟”
قال بهدوء :
“ ستطول مواجهتهم . لا تقلقي ، من المستبعد أن يشتبكوا .”
سألته بريبة:
“ وكيف عرفت ذلك ؟”
لم يجرؤ تشي مو ياو على التصريح بذلك بصوتٍ عالٍ،
لذا نقل صوته إليها عبر حاسة الإدراك الإلهي قائلًا:
“ طائفة نوان يان يحبون أن يظهرون بمظهر العاقلين ،
وغالبًا يكون آخر من ينخرط في أي صراع .”
غير أن صوته المنقول بهذه الطريقة جعل أحدهم يضحك،
ثم تبعه صوت ضحك سونغ وييو ——
رفع تشي مو ياو نظره بقلق ، ليجد أن أول من ضحك هو زونغ سيتشن
انساب القلق في قلبه على الفور ——
صحيح أن زونغ سيتشن ليس الأفضل في القتال ،
لكنه موهوب جدًا في مجالات أخرى،
كأن يؤدي ' الأعمال الكتابية ' على سبيل المثال ،
أو يقوم بدور الدعم والمساندة لشي هواي وسونغ وييو
ومن أشهر مهاراته… قدرته على التنصت على محادثات الإدراك الإلهي للآخرين ——-
لحسن الحظ لم يكن تشي مو ياو من النوع الذي يبوح
بالأسرار عبر الإدراك الإلهي،
كما أن زونغ سيتشن لا يستطيع الاستماع إلى الأفكار
الداخلية بشكل مباشر ، وإلا لانكشف سره منذ زمن طويل
يبدو أن زونغ سيتشن قد التقط ما قاله تشي مو ياو ونقله عبر الإدراك الإلهي إلى كل من شي هواي وسونغ وييو
استبد الغيظ بشي هواي حين رأى الملابس الجديدة التي ارتداها تشي مو ياو،
فقفز ساخطًا إلى إحدى الأشجار واستند بظهره إلى جذعها متأففًا
ورغم أنه لم يتأكد بعد من أن تشي مو ياو هو آ-جيو حقًا،
إلا أن مجرد رؤيته يرتدي ثياب شخص آخر أشعل في نفسه
رغبة جامحة في إحراقها، ليدفعه إلى ارتداء شيء من ممتلكاته هو
إلا أن خوفه من أن يُفزع تشي مو ياو حال دون ذلك
السحب البيضاء تنساب ببطء في السماء،
تلاها الشفق البرتقالي الذي طلى الأفق بلون الغروب الدافئ
وقد كان الطقس داخل المصفوفة متقلبًا،
لا يصلح للطيران على الأدوات الطائرة ولا للقيام بأي تحرك ليلي
ومع أن تلاميذ طائفة نوان يان لم يكونوا راضين عن وجود شي هواي ،
إلا أنهم ثبتوا معسكرهم في مكانهم دون نية للمغادرة
وبينما الجميع منشغلين بترتيب حاجياتهم،
لم يعد شي هواي قادرًا على كتمان ما في نفسه،
فقفز من الشجرة وتقدّم نحو تشي مو ياو
وقف عدد من تلاميذ طائفة نوان يان على الفور ،
يراقبونه عن كثب، ليُفاجأوا به يخرج شريطًا أحمر من جرس كنوزه ،
ثم يلفّه حول عنق تشي مو ياو عدّة لفّات ،
ثم ربطه بعقدة دائمة
تشي مو ياو حدّق فيه مذهولًا ، عاجزًا حتى عن النظر إلى الشريط ، وسأله
وقد ارتسمت الحيرة على ملامحه:
“ لمَ ربطت هذا حول عنقي ؟”
أجابه شي هواي ببرود :
“ كان بإمكاني قتلك بدلًا من ذلك .”
: “… آه، شكرًا إذًا .” قالها تشي مو ياو وهو يحاول سحب الشريط،
لكنه توقف حين لاحظ عبوس شي هواي
: “ ألا ترغب به عليك ؟”
: “ ليس كذلك… لكنه يخنقني قليلًا "
أشار شي هواي بإصبعه نحو العقدة ، فانفكّت لتُخفّف الضغط
لقد ضاق صدره حين رأى تشي مو ياو يرتدي الرداء المسحور الذي أهداه إيّاه يو يانشو
وفي ذهنه ، كان لا بدّ من استعادة التوازن بوضع شيء من
متعلقاته الخاصة على جسد تشي مو ياو
لحسن الحظ، لم يرفض تشي مو ياو رغم شعوره بالحيرة، ثم غادر شي هواي
وأخيرًا شعر ببعض التحسن
كان التلاميذ المناوبون في حالة من الذهول
فبنظرة واحدة، استطاعوا التقاط ما يشعر به خصمهم من مشاعر معقدة
{ هل يُعقل أن يكون هذا السيّد الشاب من الطائفة الشيطانية واقِعًا في حب هذا التلميذ الشاب من مدرسة يو تشونغ فعلًا ؟ }
تقدّم يو يانشو بعد مغادرة شي هواي وحدّق في السلاح الروحي الملفوف حول عنق تشي مو ياو. قال بقلق:
“ هذا سلاح روحي يُستخدم لتقييد الناس .
أخشى أن بإمكانه خنقك حتى الموت بمجرد خاطرة منه .”
: “ هاه؟!” شهق تشي مو ياو من الصدمة
قال يو يانشو وهو يضع يده على سيفه ويهمّ بالمغادرة :
“ سأذهب لأحادثه .”
: “ لا، لا، لا. لا بأس. هو دائمًا يتصرّف بغرابة نوعًا ما.”
تفقد يو يانشو الشريط مرة أخرى،
وتأكد من أنه لا يحتوي على أي شيء آخر،
كما أنه لم يتمكن من فكه
ثم غادر ليلتقي بالشيدي في طائفته ويتناقش معه حول بعض أمور الرحلة
عاد تشي مو ياو وجلس بجوار يي تشيانشي،
فسمع صوتها عبر الإرسال الروحي:
“ ما حكاية هذا القوي من طائفة الشياطين ؟
هل هو معجب بك فعلًا؟
هل هو… مثلي؟”
سحب تشي مو ياو يد يي تشيانشي وكتب في كفّها :
'هُم يستطيعون التنصت على الإرسال الروحي '
ثم أشار نحو زونغ سيتشن
يي تشيانشي لم تصدقه تمامًا ، فأرسلت عبر الإدراك الإلهي إلى تشي مو ياو:
“ طرف رداء ذلك الشيطاني الأبيض متّسخ .”
وما إن أنهت عبارتها حتى رأت زونغ سيتشن يُنزل رأسه ليتفقد طرف ردائه
صُدمت يي تشيانشي تمامًا ، ثم التفتت نحو تشي مو ياو ببطء
أومأ تشي مو ياو رأسه مؤكدًا ، شفتيه مزمومة
فجلس الاثنان ساكنَين بعدها ، برأسَين للأسفل دون أي إرسال روحي أو حركة
وفي وقت متأخر من الليل ،
مدّ تشي مو ياو يده خلسة ولمس الشريط الملفوف حول عنقه
ثم ألقى نظرة خاطفة نحو شي هواي، ليصطدم بنظراته مباشرةً
كان الاثنان جالسَين وبينهما النار التي أشعلها تلاميذ طائفة نوان يان
و تطاير الشرر نحو السماء ، وكأنّه زاد من حرارة النظرات المتبادلة بينهما
سرعان ما أبعد تشي مو ياو نظراته —- لقد تعلّم درسه
كان يشك في أن شي هواي قد جاء لأجله
ويشعر أيضًا أن شي هواي بدأ يشكّ في هويته
لكنه لم يكن يرغب بأن يتعرف عليه شي هواي
فلو حدث ذلك، فستنتهي حياته الهادئة إلى الأبد
وقبل أن يغفو مجددًا ، طرأ تغيّر مفاجئ على هدوء الليل
شعر جميع التلاميذ باضطراب شديد في طاقة المصفوفة،
كرد فعل دفاعي منها
ففي الشمال الغربي، انهار جزء من المصفوفة فجأة ——
وهاجت الرياح العاتية ،
تتبعها صواعق عنيفة ضربت ذلك المكان بلا رحمة
نظر الجميع إلى ذلك الاتجاه ،
حيث الرياح العاتية تمزق ملابسهم وتُصدر صوتًا مخيف
مدّ تشي مو ياو يده لا شعوريًا ليحمي يي تشيانشي،
وأوقفها حين اندفعت تلقائيًا نحو الأشجار بحثًا عن مأوى
فالأشجار عُرضة للضربات الصاعقة،
ومنحدر الجبل معرّض لانهيار الصخور،
ولم يكن هناك مكان آمن في تلك اللحظة
أخرج يو يانشو أداة دفاعية من جوهرة الكنوز المئة خاصته،
وثبّت موضعها
ظهر حاجز ناعم من عنصر الماء، احتوى تشي مو ياو ويي
تشيانشي وبقية التلاميذ معهم
وفقط بعد ذلك، نظر يو يانشو مجددًا في اتجاه العاصفة
اقتربوا شي هواي ورفيقيه ووقفوا بجانب يو يانشو
لم يعلم أحد إن كانوا جاؤوا ليحتموا بالحاجز المائي أم أنهم جاؤوا حقًا للاتحاد ضد خطر مشترك
سأل المزارع الآخر في مرحلة الجوهر الذهبي:
“ هل من الممكن أن أحدًا يحاول اقتحام المصفوفة ؟”
أجاب تشي مو ياو بعد أن ركّز إدراكه للحظات :
“ لا، إنها وحوش روحية ! من الدرجة السماوية !
وعددها كثير .”
عبس مو رين بحاجبيه وحدّق فيه بسخرية :
“ أأنت واثق ؟
هل ذهبت إلى حافة المصفوفة لتتأكد بنفسك أم ماذا ؟”
لكن تشي مو ياو لم يكن في مزاج للمشاحنات. قال بجدية:
“ البركة السابقة التي نلتها من غزال اليُونّي عديم اللون
زادت من قدرتي على الإحساس بالوحوش الروحية.
الكائنات التي تحاول اقتحام المصفوفة الآن هي مجموعة
من الوحوش الروحية من الدرجة السماوية،
مع وجود بعض وحوش الدرجة الأرضية.
لكن وحوش الدرجة الأرضية لن تصمد حتى ينكسر الحاجز .”
لم يشكك يو يانشو في حكم تشي مو ياو، فسأله متابعةً:
“ ولماذا تحاول اقتحام المصفوفة ؟”
: “ إما أن هناك شيئًا في الداخل ترغب في الحصول عليه بشدّة ،
أو أن هناك خطرًا في الخارج يطاردها ويهدد بإبادتها .
فالتقدّم في الزراعة بالنسبة للوحوش الروحية ليس أمرًا سهلًا ،
ولن تخاطر الوحوش السماوية بمهاجمة مصفوفة عبثًا .”
: “ يعني ذلك أن هناك احتمالًا لوجود كارثة خارج المصفوفة ؟”
: “ نعم، لكن لا يمكنني الجزم .
لا يجب أن نستبق الظن دون دليل .”
ضحك مو رين ضحكة ساخرة وقال :
“ هاه، هراء.
مجموعة من وحوش الدرجة السماوية؟
تظن أنها تتكاثر كالأرانب؟
من وجهة نظري، يبدو أن المصفوفة قد بدأت بالاختلال.
علينا أن نبحث عن ملجأ وننتظر حتى تنتهي هذه النوبة من التقلب .”
وما إن أنهى كلماته، حتى شعر بنفسه يُرفع عن الأرض
حاول أن يقاوم لكنه لم يستطع أن يحرك جسده قيد أنملة أمام القوة التي رفعته
ثم دوّى صوت شي هواي وهو يقول باستهزاء:
“ لماذا لا تذهب وتتحقق بنفسك إن كان ما قاله صحيحًا ؟”
عندها أخرج شي هواي أداة روحية مميزة ظهرت معها فجوة مكانية أمامه
ثم أمسك بمو رين ورماه داخلها بكل بساطة
أثار فعله ذلك ردّ فعل فوري من تلاميذ طائفة نوان يان،
الذين استلّوا سيوفهم على الفور وهم يصيحون:
“ ما الذي تفعله؟!”
لكن شي هواي لم يُبدِ أي انزعاج ، وردّ ببساطة:
“ أرسلتُه ليلقي نظرة فقط، لا أكثر .”
ثم حرّك يده كما لو أنه يجذب شيئًا من الهواء،
فظهر مو رين مجددًا متدحرجًا على الأرض كجثة هامدة
اختفت الفجوة فورًا عندما أعاد شي هواي الأداة الروحية إلى داخل جرَسه
هذه الأداة من النوادر حتى في عالم الزراعة،
قطعة أثرية تنتمي لنوع النقل المكاني الفوري
غالية الثمن وتُستخدم لعدد محدود من المرات ثم تُستهلك بالكامل
عادةً تُستخدم للهروب في أوقات الخطر،
أما شي هواي فقد استخدمها فقط للتحقق من صدق كلام تشي مو ياو ——
رمقه تشي مو ياو بنظرة خاطفة ،
شاعِرًا في قرارة نفسه أن شي هواي يتصرف ببذخٍ شديد
أما مو رين ، فقد أُرسل إلى موقع قريب من اضطراب الطاقة الروحية
وعند عودته ، جلس على الأرض مشدوهًا غير قادر على
استيعاب ما رآه، وظلّ على حاله فترةً دون أن ينطق بكلمة
أسرعت مينغ شاولو إليه وسألته بقلق:
“ مو رين شيشيونغ هل أنت بخير؟”
اضطُرّ أحدهم لهزّه حتى استعاد وعيه أخيرًا
تمتم وكأنه يكلم نفسه:
“ ا-اهربوا… اهربوا بسرعة ، وإلا سنموت جميعًا !”
فقدت مينغ شاولو أعصابها وقالت بنفاذ صبر:
“ ما الذي يحدث هناك ؟ ماذا رأيت ؟”
رمق مو رين تشي مو ياو بنظرة سريعة قبل أن يُجيب
بدا عليه الندم، وابتلع ريقه بصعوبة وقال :
“ وحوش روحية من الدرجة السماوية… هناك .”
حينها، بدأ بعض تلاميذ طائفة نوان يان ينظرون خفية إلى تشي مو ياو مرة أخرى
يبدو أن هذا “العبء الثقيل” القادم من طائفة يو تشونغ
لديه ما يستحق الانتباه بالفعل
فقد تحققت تنبؤاته مرتين حتى الآن
صُدِم شي زيهي بشدة:
“ حقًا توجد وحوش من الدرجة السماوية؟
وبعدد كبير أيضًا ؟”
أومأ مو رين رأسه وقال:
“ نعم، رأيت مخالب ضخمة جدًا… كلّها تحاول اقتحام المصفوفة ، وأحدها نجح بالفعل .”
سأله يو يانشو بقلق متزايد :
“ أي نوع من الوحوش الروحية ؟!”
لكن مو رين كان شديد الرعب ، حتى أن لسانه تعثّر بالكلمات، وتمتم بصعوبة:
“ إنهم… ذئاب السماء ذات العيون الذهبية .”
وعند سماع ذلك، خيّم الصمت التام على الجميع ——
الذئب السماوي ذو العيون الذهبية، سميّ بهذا الاسم بسبب قزحيّته الذهبية ،
مثال حيّ على الوحوش المتوحشة التي لا تتردد في التهام المزارعين
فطاقة الروح المتدفقة من جثث المزارعين بعد موتهم تُعد
مصدرًا مهمًا لتقوية هذه الذئاب وتعزيز زراعتها
و هذه الوحوش الروحية التي تتحرك ضمن مجموعات تُعد
من أخطر ما يمكن مواجهته في عالم الزراعة،
لذا صدرت تعاليم صارمة تقضي بوجوب إبادتها فور ظهورها
صيد هذا النوع من الوحوش عادةً ما يتطلّب وجود مزارع
في مرحلة ولادة الروح، يرافقه عدة مزارعين من مرحلة
الجوهر الذهبي
أما مزارعو مرحلة بناء الأساس، فليسوا إلا لُقمة سائغة أمام
ذئاب السماء ذات العيون الذهبية، لا يملكون أي فرصة للنجاة
ولو تمكّنت هذه المجموعة من الذئاب من اقتحام المصفوفة قبل أن يتمكّن من فيها من الخروج،
فإن مزارعي مرحلة بناء الأساس المتواجدين الآن سيكون مصيرهم الهلاك على الأرجح
قد ينجو البعض إلى أن يُعاد فتح المصفوفة، ولكن من يضمن أن هذه الذئاب لن تظل مرابطة عند نقطة الخروج، بانتظار فرائسها أن تخرج تلقائيًّا ؟
في تلك الحالة، سيكون أملهم الوحيد هو أن يغامر كبار المزارعين في مرحلة ولادة الروح ويدخلوا المصفوفة لإنقاذهم
لكن… كم منهم سيبقى حيًّا حتى يحين ذلك الوقت؟
مدّ تشي مو ياو يده ليمسك بذراع يي تشيانشي، مواسيًا إيّاها بصوت منخفض:
“ لا تخافي .”
ورغم القلق الظاهر على ملامحها، أومأت يي تشيانشي برأسها بانضباط
عندما دخلوا المصفوفة، أعطاهم المعلم هاو شيا قلادة على هيئة قرع ،
بداخلها كنزه الأعزّ : الوحش الروحي ' تو تو '
土土 ( أي تراب تراب )
' تو تو ' وحشًا روحيّ بارع في حفر الجحور وإخفاء آثار المزارعين بالكامل
والاختباء في أحد جحوره قد يمنحهم بعض الوقت الثمين للبقاء على قيد الحياة
لكن قدرات تو تو محدودة ،
ربما يستطيع إخفاء أقل من عشرين شخص فقط
أما من لا يمكن إخفاء طاقتهم الروحية ، فقد يُعرضون البقية للخطر بدلًا من حمايتهم
كان عدد الحاضرين خمسة وثلاثين شخصًا
مما يعني أن عليهم اختيار من سيُخفى ومن سيُترك
قرارات كهذه قد تترك آثارًا بعيدة المدى
نظر تشي مو ياو خلسة إلى شي هواي، مترددًا في ما إذا كان
عليه أن يأخذه معه إلى جحر تو تو أيضًا
لكن مينغ شاولو قاطعته قائلة:
“ عائلتي أعطتني أداة روحية للنجاة يمكنها إخفاؤنا لبعض الوقت . لكنها لا تتسع إلا لخمسة أشخاص .”
ثم نظرت نحو شي زيهي بنية واضحة
إلا أن كل ما كان يشغل شي زيهي في تلك اللحظة هو هان تشينغيوان
استوعب تشي مو ياو المعلومة الجديدة بهدوء
{ إذا كانت مينغ شاولو قادرة على إخفاء خمسة أشخاص،
فذلك سيسهّل مهمتي قليلًا
ربما… يمتلك البعض الآخر وسائلهم الخاصة للاختباء أيضًا ؟ }
ففي نهاية المطاف، جميع من هنا هم نخبة تلاميذ طائفة نوان يان
ومن الطبيعي أن يكون بحوزتهم عدد لا بأس به من الأدوات الروحية
في تلك اللحظة، استدار شي هواي نحو زونغ سيتشن وسونغ وييو وقال:
“ أنتما ، إبقيا هنا .”
احتجّ سونغ وييو على الفور:
“ يا سيد الطائفة الشاب ، لا تقل لي أنك تنوي الذهاب لصد
ذئاب السماء ذات العيون الذهبية ؟!
إنها وحوش من الدرجة السماوية !
حتى والدي يحتاج لبذل جهد كبير لمواجهتها .
ورغم أنك تملك تنين الهوي إلا أن احتياطيك من الطاقة
الروحية محدودة ،
وهذا يُقيّد القوة التي يمكنك استحضارها .
أنت تتجه نحو الموت بقدميك يااه !”
كان شي هواي قد أخرج الأداة الروحية الخاصة بالنقل الفوري بالفعل، ثم قال لسونغ وييو:
“ إن لم نوقفهم الآن ، سيدخل المزيد منهم .”
ردّ سونغ وييو غاضبًا :
“ لدينا الكثير من الأدوات الروحية !
ما المشكلة في استخدام بعضها والاختباء حتى تُفتح المصفوفة مجددًا ؟!”
رد عليه شي هواي بحزم:
“ آ-جيو داخل المصفوفة ، ماذا لو لم يستطع الاختباء ؟”
ثم ألقى بالأداة الروحية ودخل في الصدع الذي تشكّل
كان شي هواي يخشى أن يكون قد أخطأ الشخص
ماذا لو لم يكن تشي مو ياو هو آ-جيو الحقيقي ؟
ماذا لو لم يتمكّن من حماية الشخص الصحيح ؟
في تلك الحالة ، لن يكون الألم الذي يشعر به الآن شيئًا يُذكر
مقارنة بما سيشعر به لاحقاً
كلماته جعلت قلب تشي مو ياو يتأرجح
بدأ يحدق في الصدع الذي أغلق بعد أن لحقه كلٌّ من سونغ وييو وزونغ سيتشن رغمًا عنهم
شعر تشي مو ياو ، بشكل لا إرادي ، بحرقة في عينيه
{ ها أنا ذا …. أقضي وقتي بالتفكير في كيفية حماية نفسي ،
بل حتى تردّدن في ما إذا كان عليّ حماية شي هواي أو لا
بينما شي هواي ،،،،، ذهب مباشرة نحو الخطر ، كل ذلك من أجلي }
في تلك اللحظة، شعر تشي مو ياو بأنه عديم الرحمة ولا يستحق حتى ذرة من مشاعر شي هواي
أما تلاميذ طائفة نوان يان، فقد نظر بعضهم إلى بعض بذهول، وهم يتمتمون بتردّد:
“ هل هو حقًا ذاهب لإيقاف ذئاب السماء ذات العيون الذهبية؟”
“ هل تمزحون؟ مهما بلغت قوّته ، هو لا يزال في مرحلة بناء الأساس.
حتى المزارع في مرحلة ولادة الروح يحتاج إلى التعاون مع
آخرين في نفس المرحلة للقضاء على واحدة منها، أليس كذلك؟”
نعم، ذئاب السماء ذات العيون الذهبية كانت سيئة السمعة في عالم الزراعة لصعوبة التعامل معها
فهي ذكية للغاية، وتتقن القتال الجماعي ببراعة،
ناهيك عن تعاويذها الهجومية القوية من عنصر المعدن
وإذا ما سُمح لها بالدخول، فستعتبر من في الداخل فريسة دسمة، وتتسلّى بافتراسهم على مهل
وكل من دخلوا هذه المصفوفة من أجل التدريب لا تتجاوز زراعتهم مرحلة بناء الأساس
لا يملكون ما يكفي من القوة الهجومية لإلحاق الأذى بتلك الذئاب،
ولكن لديهم من الطاقة الروحية ما يكفي لجعلهم وجبة مغرية ومغذية لتلك الوحوش
قبل أن يتمكن الجميع من استيعاب ما حدث، رأوا تنين الهوي يشق طريقه إلى السماء من موقع الاضطراب
انطلق التنين الزاحف هائجًا، وتواجهت ألسنة لهب تنين
الهوي مع هجوم المطر الذهبي الجوي الذي شنّته ذئاب السماء ذات العيون الذهبية
أشعل ظهور تنبن الهوي ندبة حمراء قاتمة في الأفق
وأطلقت المصفوفة ضربات برقها الدفاعية، مخترقة بحر النار
تألقت السماء بعشرة آلاف نجم ، والقمر البارد يسطع على العالم البشري أدناه
اندفعت النيران نحو السماء ، تلتهم النجوم والغابة والجبل في آنٍ معًا
القتال العنيف داخل المصفوفة جعل الأرض نفسها ترتجف
أضاء وهج النيران وجوه المتفرجين، وانعكست ألسنتها في أعينهم المترقبة
جميعهم يعرفون أن شي هواي ليس نِدًّا لذئاب السماء ذات العيون الذهبية
ومع ذلك، ذهب دون تردّد
التلاميذ التابعون للطائفة الشيطانيّة الذين كانوا محلّ ريبة طوال هذا الوقت،
هم الآن من يقاتل بمفردهم في الخارج، بينما الجميع هنا ينعمون بالحماية
لم يخطر في بال أحد أنهم سيُنقذون ذات يوم على يد تلاميذ من الطائفة الشيطانيّة …
تقدّم تشي مو ياو متعثرًا بضع خطوات ثم توقف
هو يعلم أنه لن يُضيف شيئًا سوى إرباك الوضع لو لحق بهم
والأجدر به أن يبقى هنا
ومع ذلك… كان قلقًا على شي هواي
كيف له ألّا يُظهر ولو القليل من الاهتمام تجاه شخص بذل كل هذا لأجله؟
نهض يو يانشو، قابضًا على سيفه، وقال للتلميذ الآخر في مرحلة الجوهر الذهبي:
“ سأذهب لأساعدهم ، اهتم بالباقين .”
ثم انطلق مستخدمًا تقنية تخفيف الوزن باتجاه المعركة
نظرت يي تشيانشي إلى ذلك الاتجاه، ثم عادت بنظرها إلى تشي مو ياو
كان الأخير يُمسك الشريط الأحمر حول عنقه ويشدّه كما لو كان يُضايقه
لم تلحظ من قبل أنه كثيرًا ما يعبث به، لكن ما لم تكن تعرفه هو أنه كان قادرًا على فكّه وإعادة ربطه بسهولة
وهذا هو السبب في أن تشي مو ياو لم يكن خائفًا من ترك الشريط حول عنقه
لقد مارس الزراعة المزدوجة مع شي هواي لثلاث سنوات
كاملة، وامتصّ طاقة روحية كافية منه
بحلول هذه المرحلة ، صار بإمكانه التحكم بأدوات شي
هواي الروحية، بل وفتح جرس الكنوز الألفي الخاص به بسهولة. وإن…
إن استمرّا في الزراعة المزدوجة لبضع سنوات أخرى، فربما حتى التنين الهوي …
قالت يي تشيانشي مطمئنة:
“ لا تقلق. لدينا توتو .”
أومأ تشي مو ياو برأسه: “ ممم .”
أما بقية التلاميذ، فما زالوا يظنون أن يو يانشو وتلاميذ الطائفة الشيطانيّة الثلاثة لن يستطيعوا تغيير شيء
فبدؤوا يناقشون وسائل حماية أنفسهم
مينغ شاولو كانت تملك أداة روحية دفاعية تستطيع إيواء أربعة أشخاص إضافيين معها
اختارت شي زيهي لكنها لم تختر هان تشينغيوان
هان تشينغيوان لم تهتم بنفسها، بل كانت ترغب فقط في حماية شي زيهي
لكن شي زيهي أصرّ على البقاء خارج الأداة إلى جانبها،
مما أثار غضب مينغ شاولو التي انفجرت تعنّفه لغبائه وعدم إدراكه للوضع
كان لدى بعض التلاميذ الآخرين وسائلهم الخاصة،
لكن عدد من يمكنهم إنقاذه كان محدودًا كذلك
وفي النهاية، لم يتجاوز عدد الأماكن المتاحة العشرة
قال التلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي:
“ بوسعي وضع تشكيل حدودي للحماية ، لكن لا يتسع سوى
لعدد محدد من الأشخاص. أخشى أن—”
فقاطعه أحدهم فورًا قائلاً:
“ يمكننا نسيان الاثنين من مدرسة يو تشونغ، أليس كذلك؟
كانا مجرد عبء على الفريق من البداية، فلماذا يستحقان البقاء الآن؟
وما الفائدة من نجاتهما على أي حال؟
إنهما لا يمتلكان حتى جذورًا روحية نقية.”
كان تشي مو ياو ويي تشيانشي يفكران في كيفية حماية
الجميع، ليُقابل ذلك بهذا الكم من الجحود في وجههما
أما البقية، فقد بدا أنهم يوافقون ضمنًا على ما قيل،
وبدأوا بالتفرق للبحث عن أماكن لوضع أدواتهم الروحية أو تشكيلاتهم الوقائية
لم يلتفت أحد لتشي مو ياو أو يي تشيانشي مجدداً
وحين تصبح المسألة مسألة حياة أو موت،
تتجلى الوجوه الحقيقية لهؤلاء التلاميذ من طوائف “الحق والفضيلة الصالحين ” المزعومين ——
فهم لا يهتمون سوى بأنفسهم —-
وفي النهاية، لم يتبقَى سوى شي زيهي وهان تشينغيوان، وتلميذين آخرين
انهار أحد التلاميذ باكيًا
فهو لم يُختر ، ويواجه الآن اليأس الحقيقي من الموت الوشيك
أما شي زيهي فقد بقي بإرادته بعد أن أغضب مينغ شاولو
ومع ذلك، كان لا يزال يُواسي هان تشينغيوان
لقد ظل حب البطل للبطلة مؤثرًا حتى في أحلك لحظات الحياة والموت
قال تشي مو ياو لهؤلاء الذين تُركوا خلفًا:
“ لا بأس، لدي وحش روحي يمكنه إخفاء وجودنا وحمايتنا أيضًا .”
أذهلت هان تشينغيوان، التي كانت تبكي بهدوء لشعورها
بالذنب لأنها تسببت بخطر على شي زيهي وقالت:
“ حقًا؟ إذن لِمَ لم تخبرنا من قبل؟”
أجاب تشي مو ياو:
“ كنت مترددًا في البداية ، فطاقة هذا الوحش محدودة ، ولا
يستطيع حماية الجميع.
لكن عندما بدا أن عددًا كافيًا قد تم استيعابه ،
عادوا مجددًا للسخرية من شيجي وأنا .
ولهذا لم أعد أرغب بقول أي شيء بعد ذلك .”
وعندما تذكّرت هان تشينغيوان تصرفات الآخرين،
استطاعت أن تتفهم ما فعله تشي مو ياو
ناول تشي مو ياو القرع ليي تشيانشي وقال:
“ شيجي، خذيهم واختبئوا أولًا ، سألحق بكم لاحقاً .”
أخذت يي تشيانشي القرع وسألت:
“ هل ستنتظر يو يانشو؟”
لم يُجب تشي مو ياو مباشرة، بل اكتفى بالإيماء: “ممم .
حتى أُخبرهم بمكان الاختباء حين يعودون .”
وبعد أن تأكد من دخول الجميع إلى الحفرة ،
وقف تشي مو ياو بمفرده على حافة البحيرة المفتوحة،
يراقب جهة المعركة المستعرة
المكان الذي كان هادئًا وجميلاً في وضح النهار،
صار صامتًا وكئيبًا بعد مضي بضع ساعات فقط
أرسل تشي مو ياو ومضة من طاقته الروحية نحو ساحة المعركة، ثم بسط كفيه أمامه
و ظهرت صور مشوشة أمامه تُظهر ما يجري هناك
استطاع رؤية شي هواي والآخرين وهم يقاتلون،
وإن كان ذلك لعدة أنفاس فقط
كانت هذه إحدى تعاويذ الاستطلاع التي تعلمها من طائفة
هي هوان، لكن بسبب ضعف قدراته في الإلقاء، لم يستطع
الحفاظ على الصورة إلا لبرهة قصيرة
غير أن تلك اللحظات كانت كافية لرؤية هيئة شي هواي الغارق بالدماء
وإصابة واضحة في جبهته ، ينزف منه الدم بغزارة ويغطي وجهه ،
حتى أنه لم يعد قادرًا على فتح سوى عين واحدة
و ذراعه تتدلّى بجانبه بشكل غريب، كأن العظم بداخله قد تحطم تمامًا
سالت الدماء على امتداد ذراعه، تقطر من أطراف أصابعه قطرة بعد قطرة
كان جليًّا لتشي مو ياو أن شي هواي أصيب إصابات بالغة
فحتى بالنسبة له، كان القتال فوق مرحلته الحالية ضربًا من المجازفة
بدأت الصورة تتلاشى تدريجيًا، فحاول تشي مو ياو استعادتها مرارًا دون جدوى
أخذ يتنقل في مكانه بقلق، محاولًا أن يواسي نفسه بأن شي هواي هو ' الشرير ' في هذه الرواية ،
ولن يموت بهذه السهولة ،
فلا بدّ أن يعيش حتى الفصل الأخير
“ شي هواي من الصعب قتله ، سيكون بخير… سيكون بخير…”
وبينما يغالب قلقه ، خفتت ضربات البرق ، وبدأت ألسنة
اللهب بالانطفاء تدريجيًا
يبدو أن المعركة توشك على نهايتها
لم يعد بوسعه الاحتمال، فاندفع باستخدام تقنية التنقّل اللحظي لطائفة هي هوان، متجهًا إلى موقع المعركة بأقصى سرعة
كان شي هواي في تلك اللحظة قد أنهك تمامًا
لم يعد بوسعه حتى استدعاء التنين هوي
قبل لحظات، كان قد تبادل الضربات الأخيرة مع الذئب الألفا ( القائد ) ، والآن سقط أرضًا كما لو قُطعت خيوطه
أحسّ أن سونغ وييو وزونغ سيتشن قد احتميا بالأداة الروحية، فهما بخير الآن
ويو يانشو أيضًا كان لديه وسيلة لحماية نفسه
تنهد شي هواي بعمق، لكنه لاحظ أن تنفسه بات عاليًا بشكل
مزعج، كأن صوته يتردد داخل أذنيه
نبضت أذناه، وشيئًا فشيئًا بدأ يفقد السمع من حوله
كان يعرف أن الذئب الألفا قد سقط ، لكنه لم يكن متأكدًا إن كان قد مات فعلًا
وفجأة، رأى شوكة ذهبية تتكوّن فوق رأسه، ولم يكن لديه القوة ليتفاداها
{ لم يمت الذئب بعد… }
راودته رغبة في الضحك
{ لقد بذل كل ما بوسعي
وإن كانت هذه نهايتي ، فليكن
ربما سينتهي هذا العذاب المتواصل بموت كهذا
وكل ما أندم عليه هو أنني لم أعرف قط إن كان آ-جيو يهتم ببقائي حيًّا أم لا }
ابتسم ابتسامة هادئة وهو يستعد للموت
ولكن فجأة ، انطلقت أداة مخفية واعترضت الشوكة الذهبية في اللحظة الأخيرة،
وتشكل درع على هيئة زهرة خوخ فوق جسده، يحميه
وفي تلك اللحظة، غمرته نشوة غامرة
{ كل شيء… كان يستحق العناء ...
لقد أتى آ-جيو … آ-جيو خاصتي … }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق