Ch23 | TDVWD

Ch23 | TDVWD

من مكانه المختبئ في الغابة، استخدم تشي مو ياو سلاحًا 

مخفيًّا لصدّ هجوم ذئب السماء عن شي هواي

سواء كانت تقنيات طائفة هي هوان أو مدرسة يو تشونغ، 

لم تكن أيٌّ منها مناسبة للمواجهة المباشرة مع ذئب السماء ، خاصّةً مع أن تشي مو ياو لا يزال في المرحلة الأولى 

من بناء الأساس

لذا، لم يكن بإمكانه تبادل الضربات مع الوحش إلا أثناء اختبائه

من مخبئه وسط الأشجار، استطاع تشي مو ياو رؤية جثتين لذئبين من ذوي العيون الذهبية ممددتين على الأرض، 

وذئب ثالث يلفظ أنفاسه الأخيرة

الفجوة التي فتحوها في الحاجز تم إغلاقها بالفعل على يد رفاق شي هواي

ولم يتبقَى الآن سوى التخلّص من الذئب الألفا

لقد كان من الواضح مدى ضراوة المعركة ، 

فقد كان شي هواي بالكاد قادرًا على الثبات ، 

وحتى سونغ وييو وزونغ سيتشن، بالإضافة إلى يو يانشو 

الذي جاء لاحقًا، لم يعودوا قادرين على مواصلة القتال

كانوا يختبئون الآن مستخدمين أدوات روحية واقية

الوحيد القادر على متابعة القتال في هذه اللحظة كان تشي مو ياو

لم يجرؤ تشي مو ياو على التصرّف بتهور

كان واعي تمامًا بمدى ضعفه مقارنةً بالآخرين الأربعة، 

وكان عليه أن يتحرك بحذر شديد

أخرج من حقيبته الكونية الخاصة به سلاحًا خفيًّا تابعًا 

لطائفة هي هوان، وثبّته بين سبّابته وبنصره، مترقّبًا اللحظة المناسبة وسط الغابة

شعر الذئب الألفا أيضًا بوصول شخص جديد، مما جعله يشعر بالقلق لعدم قدرته على تقدير مدى قوة خصمه، خاصّةً وأنه مُصاب.

وقد قادته تجربته السابقة إلى الحذر الشديد؛ إذ أنه استهان بالمزارعين الذين في مرحلة بناء الأساس، فكانت النتيجة أن رفاقه قُتلوا، وكاد يُقتل هو أيضًا. ولهذا السبب، قرر الذئب الألفا ألا يستمر في القتال حتى النهاية. أجبر نفسه على الوقوف، ثم هرب باتجاهٍ آخر.

قفز فوق رأس تشي مو ياو، واندفعت قطرات الدم لتلطخ وجنته

دون أدنى تردّد، أطلق تشي مو ياو السلاح الخفيّ في اللحظة التي مرّ فيها الذئب الألفا فوقه مباشرةً

كان الذئب الألفا مصابًا بجروح بليغة، وأحشاؤه بارزة من جسده. وما إن مرّ فوق تشي مو ياو، حتى مزّق أحدهم بطنه تمزيقًا

كان مو ياى يعلم أن هذا الذئب لن يعيش طويلًا

لكن إن سمح له بالفرار، فمن يدري؟ 

فقد يتمكّن من التماثل للشفاء بفضل حيويته الشديدة

فضلًا عن ذلك، ماذا عن بقية المزارعين؟ 

هل سيتمكنون من النجاة إن بقي هذا الذئب حيًّا؟ 

فذئاب السماء ذوات العيون الذهبية معروفة بطبعها الانتقامي

ومع كون شي هواي ورفاقه هم من ألحقوا به هذه الجراح 

وقتلوا رفاق الذئب ، فمن المؤكد أنه سيعود طالبًا للثأر إن تعافى

وما دام الجميع الآن مصابين إصابات خطيرة، فلن يكون لديهم القدرة على القتال مجددًا

لم يكن أمامه خيار في هذه الظروف سوى القضاء عليه تمامًا، وجعل الشفاء مستحيلًا

تردّد للحظة، ثم ألقى حاجزًا ذا خصائص علاجية نحو شي هواي، ثم استخدم تقنية الانتقال الفوري لمطاردة الذئب الألفا

لم يكن بوسعه السماح بأن تذهب جهود الجميع سُدى

{ ذئب السماء ذو العينين الذهبيتين يجب أن يموت اليوم ! }

سرعة حركة ذئب السماء مذهلة، خاصةً في الليل،

ومع ذلك، استطاع تشي مو ياو تتبعه بسرعة، 

معتمدًا على الخبرة التي اكتسبها في مدرسة يو تشونغ

ظل يطارده من مسافة معينة، 

غير قادرٍ على اللحاق به إلا إذا توقف الذئب لأخذ فترة من الراحة

وحين تمكّن أخيرًا من اللحاق به، صدمه المشهد الذي رآه أمامه بشدّة

فقد سمع عواء غزال يونّي عديم اللون،

وسرعان ما انتابه شعور سيئ…

كان يوجد بالفعل غزال يونّي عديم اللون داخل هذا الحاجز العظيم،

وفي سعيه للبقاء، من المرجّح أن الذئب توجّه لمهاجمته

فحتى لو لم يكن الغزال مستعدًّا لمداواة الذئب،

فجسده نفسه يملك خصائص علاجية، ويمكن للذئب التهامه واستعادة قواه

كل جزءٍ من جسد غزال يونّي يُعدّ دواءً نادرًا،

وهذا أحد الأسباب التي جعلت أعداد هذا النوع قليلة للغاية

وحين وصل تشي مو ياو،

كان الذئب قد اخترق بالفعل الحاجز الواقي للغزال،

وغرس أنيابه بوحشية في عنقها

كان الجسد الفضيّ الأبيض للغزال مغمورًا بالدماء،

وكانت تحاول جاهدة أن تتحرر من بين أنياب الذئب دون جدوى

لم يجرؤ تشي مو ياو على الانتظار لحظة إضافية

أخرج أسلحته الخفية من حقيبته الكونية ،

وأطلقها جميعًا نحو النقاط الحيوية في جسد الذئب

أظهر الذئب بعض ردة الفعل تجاه الطعنات،

لكنه لم يكن مستعدًا للتخلّي عن فريسته بهذه السهولة،

فبقاؤه حيًّا كان مرهونًا بالتهام الغزال، فكيف له أن يتراجع؟

لكن طاقة تشي مو ياو الروحية كانت محدودة،

ولم تكن الأسلحة الخفية كافية وحدها

أخرج مروحة الطائفة الدائرية ،

ثم حوّلها إلى سيف، وقفز على ظهر الذئب

وكما هو متوقّع، بدأ الذئب يقاوم بجنون،

مما جعل الغزال يتلوّى بشكل أعنف

كان تشي مو ياو يدرك أن الوقت لا يحتمل التردد،

فغرز سيفه في عين الذئب بكل قوته

فاندفع الدم بغزارة وتلطّخ وجهه تمامًا،

لكنه لم يهتم، وأغمض عينيه،

ثم عضّ على شفتيه، ودفع السيف بجهده كله أعمق فأعمق

ذئب السماء ذو العينين الذهبيتين كان يستخدم عينيه لإطلاق تعاويذ عنصر المعدن،

فدمار إحدى عينيه يعني تقليص نصف قوته الهجومية،

كما أن الألم سيدفعه لإطلاق سراح الغزال مؤقتًا

وبالفعل، أفلته الذئب،

لكنه في المقابل قذف تشي مو ياو بعيدًا

و اصطدم جسده بجانب الجبل بعنف،

ثم ارتطم بالأرض، وشعر كما لو أن أضلاعه قد تحطّمت من شدة الضربة

ومع ذلك، وبينما يحاول النهوض بصعوبة،

شعر تشي مو ياو أن جراحه بدأت تلتئم،

وجسده أصبح أخف فجأة

رفع بصره إلى غزال يونّي عديم اللون،

وأدرك أنه، أثناء مداواة نفسه،

كانت الغزال تمدّه بالطاقة وتشفيه أيضًا

طالما أن غزال يونّي لا تزال على قيد الحياة،

فبوسعهت إنقاذ تشي مو ياو ما لم يُسحق جسدها تمامًا

ومع زوال الخوف، نهض تشي مو ياو من جديد،

وأمسك بسيفه ليستأنف القتال

صحيح أن ذئب السماء فقد إحدى عينيه،

لكنه لا يزال قادرًا على القتال،

ورغم أن قوته الهجومية انخفضت،

إلا أنها ما زالت كافية للتعامل مع مزارعٍ في أوائل مرحلة بناء الأساس

ولا يمتلك قوة هجومية حقيقية مثل تشي مو ياو

مجرد الاقتراب من الذئب كان كافيًا ليمزّق جسده،

أما محاولة إعداد تشكيل قتال أثناء هجومه

فكانت مهمة أشبه بالانتحار

حين حاول أن يبدأ بإعداد التشكيل بيد واحدة،

هُشمت ذراعه تمامًا بواسطة أشواك الذهب التي أطلقها الذئب

اندفع الدم بغزارة،

وكان الألم العميق الذي اخترق العظم لا يُطاق،

حتى أنه أصدر صوتًا خافتًا من شدته،

وانهمرت دموعه بغزارة لا إرادية

وحين نظر مجددًا، كانت ذراعه قد نبتت من جديد،

ولكن ألم فقدانها ما زال محفورًا في جسده وذاكرته

لم يكن بوسعه سوى مواصلة إعداد التشكيل،

والدموع تنهمر من عينيه

لم يعد هناك مجالٌ للتراجع،

فقد اتخذ قراره بالفعل

وأخيرًا، بعد إكمال الاستعدادات، صرخ:

“ تشكيلة الإله القاتل ذات الأربع والعشرين دائرة، انهضي !”

وفي لحظة ، انطلقت أشعة ذهبية من تحت قدميه،

وهبت رياحٌ عنيفة من داخل التشكيلة،

لتصفع أكمامه وكأنها رايات في مهبّ العاصفة

انساب شعره الطويل بجنون،

وتراقصت خصلاته على جبهته،

وكأنها تخفي النية القاتلة في عينيه

أنارت الأضواء المتوهجة أسفل قدميه ملامحه الرقيقة،

لكن آثار الدم على خديه أضفت على وجهه جمالًا قاتمًا مُرعب

عيناه حازمتين،

بل وحتى تحملان لمحة من العطش للقتل

ضحّى بقطرة دم من بين حاجبيه لإكمال التشكيل،

وانطلق نحو ذئب السماء بهجومٍ شرس

كان تشي مو ياو يمتلك جذورًا روحية غير نقية،

ولم تكن أيٌّ من الطوائف التي دخلها تُعرف بقوتها القتالية

ولهذا، كرّس أوقات فراغه لتعلّم التشكيلات،

ليتمكن من حماية نفسه بطريقة أخرى

وعندما لاحظت زعيمة طائفة هي هوان اهتمامه بالتشكيلات،

سعت بنفسها للحصول له على مخطوطة سرية من شيخ طائفة أخرى

وكانت تلك المخطوطة تُدعى [ تشكيلات القتل الأربع والعشرين ]

وأقواها وأخطرها على الإطلاق،

هي “تشكيلة الإله القاتل”،

والتي تتطلب طاقة هائلة للسيطرة عليها

أدنى خطأ في التحكم بها

قد يؤدي إلى التهام المستخدم نفسه

ومع انطلاق التشكيلة،

صرخ ذئب السماء صرخة مدوية،

ثم اندفع مجددًا ليهاجم تشي مو ياو

كل ما استطاع فعله هو أن يصمد…

تمكّنت غزال يونّي أخيرًا من التقاط أنفاسها ،

فاستقرّت على الأرض بإعياء على جانبٍ واحد،

ثم أقامت حاجزًا واقيًا حول تشي مو ياو

عندها فقط تنفّس تشي مو ياو الصعداء داخل الحاجز

وفي الوقت نفسه، بدأ يشعر بأن جسده يزداد خفة،

وكأن الغزال لم نكتفِ بمداواة جراحه،

بل تدعمه أيضًا بالطاقة الروحية

جميع الكائنات تمتلك وعيها الخاص—-

وقد أدركت غزال يونّي، منذ أول مرة التقت فيها بتشي مو ياو و يي تشيانشي ،

أن هذين التلميذين من طائفة يو تشونغ يكنّان لها احترامًا بالغًا

والآن، كان هذا المزارع الشاب يبذل قصارى جهده لإنقاذها ،

فبذلت الغزال أيضًا كل طاقتها لمساعدة تشي مو ياو بالمقابل

شعر الذئب السماوي بهذا التغيير ،

وحاول الهرب مجددًا

لكن تشي مو ياو لم يكن ليسمح له بذلك

استخدم التشكيلة لمحاولة حبسه

هذه أول مرة يحاول فيها استخدام التشكيلة

لحبس وحش بهذا الحجم، وبهذه المرتبة السماوية

شعر بأن طاقته الروحية تُستنزف بسرعة جنونية،

حتى بدا له وكأن أعصابه وعروقه تتمزق

حتى بمساعدة غزال يونّي،

كان الألم الذي يعانيه لا يُطاق

لم يكن بوسعه سوى أن يصرخ بصوت وحشي،

وقد تلاشت ملامحه اللطيفة تمامًا

تفجرت العروق الزرقاء في يده التي تتحكم بالتشكيلة،

وظهرت أيضًا على جبينه وعنقه،

ما أظهر مقدار الألم والمعاناة الذي يكابده

في هذه اللحظة، تلقى تشيوتشيو – الروح الأليفة – نداء صاحبه من كيس الأرواح

فاندفع خارجًا، وبسط جناحيه،

ليتحول إلى طائر ناري مشتعل،

وهاجم الذئب السماوي فورًا

كان هذا التوقيت المثالي للهجوم

أضاءت ألسنة اللهب الليل الداكن فجأة،

وأشعلت في أعماق الذئب خوفًا لا يوصف

كان الذئب السماوي بالفعل على وشك الموت،

وقد أُنهك بعد قتاله مع غزال يونّي،

فبدأت قواه تتلاشى تدريجيًا حتى انهار أرضًا،

وعوى عواء غاضب كأنه أنين العجز

ومع ذلك، لم يتجرأ تشي مو ياو على الاسترخاء بعد،

واستمر في الهجوم خشية أن يكون الذئب يتظاهر بالموت

فالأرواح الوحشية التي تبلغ المرتبة السماوية

غالبًا تكون ماكرة، ولا ينبغي الاستهانة بها أبدًا

لم يستطع أن يتنفس براحة

إلا عندما استشعر تلاشي طاقة الذئب الروحية تمامًا

وحين حاول التحرك، أدرك فجأة

كم من الوقت ظلّ مشدود الأعصاب،

إذ لم يكن يقف بثبات وكاد يتهاوى

كان جبينه وظهره غارقيْن بالعرق البارد،

وقد استُنزفت طاقته الروحية بالكامل تقريبًا بسبب التشكيلة

وللتأكد من موته النهائي،

ترنّح تشي مو ياو حتى وصل إلى الجثة،

ثم انتزع سيفه من عين الذئب،

وشقّ الجثة ليقتلع منها النواة الشيطانية،

ضامنًا بذلك أن هذا الوحش قد مات تمامًا

كانت هذه كلها أمورًا تعلمها تشي مو ياو بعد انضمامه إلى 

طائفة يو تشونغ، حيث أُتيحت له الفرصة للتدرّب طويلاً

لم يكن ليفوز في هذه المعركة لولا الخبرة التي اكتسبها من 

الطائفتين، بالإضافة إلى مساعدة غزال يونّي عديم اللون

فبدونهم، وبسبب قلة مستواه في الزراعة، لم يكن ليتمكن من تقديم أي عون

وبعد أن استعاد أنفاسه، ترنّح متجهًا نحو غزال يونّي، لكنه تجمّد في مكانه فجأة

فالغزال لم تُشفى جراحها بعد

و الجروح في عنقها لا تزال تنزف

لم يفهم تشي مو ياو ما الذي يحدث

اقترب ببطء ، ومدّ يده لا إراديًّا لإيقاف النزيف

قال بصوت يرتجف ، وقد بدأت الدموع تترقرق في عينيه:

" كيف آلت الأمور إلى هذا الحد ؟ "

بطبيعة الحال ، كان حزينًا لرؤية روح الوحش التي يعبدونها 

طائفة يو تشونغ مصابة بهذا الشكل

عاد تشيوتشيو إلى شكله كطائر صغير ، 

وحطّ على كتف تشي مو ياو ، يحدّق هو الآخر في الغزال المصابة 

حين لامست يد تشي مو ياو فراء الغزال ، شعر بمشاعرها

لقد تحطّمت النواة الذهبية الخاصة بها ، ولم يتبقَّى لها الكثير من الوقت

غزال يونّي عديم اللون يحتاجون إلى شروط خاصة جدًّا للبقاء

فور ملامسة نواتهم لأي شيء غير نقي ، تُفسد قدراتهم العلاجية ، ويغدون غزالًا عاديين

وقد تلوّثت نواة هذا الغزال بسبب ذئب العين الذهبية، 

وستتحوّل قرونها قريبًا إلى السواد

لذا، فالموت قبل تحوّلها كان خيارًا أرحم ، إذ سيبقى جسدها نقيًا وسليمًا

ومع ذلك… كان هناك أمر لم يستطع الغزال أن يتركه وراءها بعد

قال تشي مو ياو بعدما التقط إشارة من مشاعرها :

" ماذا ؟ هل تريدين أن أقوم بأمرٍ ما؟

أنا تلميذ من طائفة يو تشونغ، والاعتناء بك واجب علينا.

سأبذل قصارى جهدي ، حتمًا . "

نهضت الغزال بصعوبة ، ثم سارت في اتجاه معين

تبعَها تشي مو ياو بخطى ثقيلة

بدا وكأنهما دخلا إلى عالم منعزل ، 

إذ شعر تشي مو ياو أن هناك ' كهفًا سماويًّا ' في ذلك المكان

لم يكن ليصدّق أبدًا أن هناك عالمًا خفيًّا آخر داخل تشكيل ميتيان تونغيين، 

عالمًا مختلفًا كليًّا عن العالم الخارجي

ذلك العالم السري كان مغمورًا بأشجار البرقوق المتفتحة 

تحت نور القمر المنعكس على بركة لوتس،

و النسائم الرقيقة تعبق برائحة البخور والزهور،

مما أضفى على المكان قداسة وهدوءًا نادرين

تبع الغزال إلى داخل كهفٍ في هذا العالم السري،

ليجد فيه غزالًا صغيرًا من نوع يونّي يعدو نحو الغزال الأكبر ويحتك بها بحزن

لابدّ أنه شعر بإصابتها

وحينها… اتّضح كل شيء لتشي مو ياو

{ إذًا، فقد كان لهذا الغزال اليونّي صغير خاص بها }

عادةً يبقى صغير غزال اليونّي داخل جسد أمه لسنوات عديدة ،

لينتهي به الأمر إلى وراثة نصف قواها الروحية

مثل هذا الصغير يُعد من أعظم الكنوز في العالم البشري

{ لا عجب أن ذئب العين الذهبية اقتحم التشكيل ...

لا بدّ أنه كان يسعى خلف هذا الصغير }

فالغزلان الأكبر حجمًا يمكنها حماية نفسها ، 

ولحومها لا تحمل سوى خصائص علاجية

لكن الصغار مختلفون ،

إذا استطاع أحدهم التهام الصغير قبل نضوجه ، 

سيرتفع مستوى زراعته بمقدار مرحلة كاملة

ركع تشي مو ياو عند مدخل الكهف وانحنى حتى لامست جبهته الأرض

قال: " التلميذ تشي مو ياو سيتولى رعايته داخل التشكيل 

إلى أن يبلغ سن الرشد ، هذا وعدٌ قاطع " 

كان يعلم أنه لا يملك القدرة على حمايته خارج التشكيل

بل من المرجّح أنه سيتعرض للهجوم فور خروجه

لذا، لم يكن لديه خيار سوى البقاء داخل التشكيل إلى أن يكبر هذا الغزال الصغير

نظرت إليه الغزال من فوق ، ثم خفّضت رأسها في إيماءة تدعوه للنهوض

وحين نهض ، نطحته الغزال بقرنها بلطف

عندها شعر تشي مو ياو بمشاعر الغزال ، وما استشعره جعله مذهولًا

هزّ رأسه بسرعة وبذعر وهو يقول:

" مؤهلاتي ضعيفة للغاية ، 

وروحي تتكوّن من ثلاثة عناصر… لست جديرًا بـ …. "

لكن الغزال بدت متألِّمة

لاحظ أن قرونها بدأت تفقد نقاءها

كان الغزال تريد عقد تعويذة روح مع تشي مو ياو قبل أن تفارق الحياة،

حتى يتمكن تشي مو ياو من استخدام قوّتها لحماية صغيرها

وبذلك، تضمن احتفاظ الغزال بقوتها العلاجية النقية ، وتكافئه في الوقت نفسه على إنقاذها

نظر تشي مو ياو إلى الغزال الصغير،

وعرف أن وقت التردّد قد انتهى

قبض يده بقوة ثم أومأ قائلًا:

" أنا مستعد لعقد تعويذة الروح معك " 

بمجرد عقده للتعويذة ، سيرث تشي مو ياو قدرة الغزال على 

الشفاء ، بالإضافة إلى احتياطها الضخم من الطاقة الروحية

سيصبح له سند قوي، تمامًا كما هو الحال بين تنين الهوي وشي هواي

إلا أن تنين الهوي أُجبر على عقد التعويذة ، ولهذا السبب كان يعذّب شي هواي و والده شي لين دائمًا

أما غزال يونّي ، فقد فعلت ذلك بإرادتها ،

كل ما أرادته هو أن تأتمن صغيرها بين يدي تشي مو ياو

في هذا العالم ، تشي مو ياو هو أول من يعقد تعويذة روح مع غزال من هذا النوع

لذا ، كان يعلم أن مسؤولية عظيمة قد وُضعت على عاتقه

ونظرًا لخطورة الوضع ، تمت مراسم التعويذة دون أي طقوس رسمية

لكن احترامًا منه للغزال ، استخدم تشي مو ياو تقنية التنظيف البسيطة لتنظيف جسده بسرعة

ووضع يده على رأس الغزال ، فتدفقت الطاقة الروحية نحو جسده ،

مُحاط بهالة فضية متوهّجة

فصارت ملابسه البيضاء ذات طابع قدسي،

وتطهّرت بقع الدم التي كانت تكسوها من نية القتل،

وتحوّلت إلى علامات نصر

انساب شعره الناعم مع الرياح برفق ، 

وارتفعت أطراف ردائه كما لو تحرّكت وحدها

ثم تجمعت كل الهالة الفضية أعلى رأسه، لتُشكّل قرنين 

شفافين يشبهان قرون الغزلان

كانت شفّافة تقريبًا، تجري بداخلها أنهار فضية من الضوء،

نقية ونادرة الجمال

وحين فتح تشي مو ياو عينيه مجددًا، 

كان لا يزال بداخلها أثرخافت من الضوء الفضي، تلاشى بهدوء

جلس متربعًا في مكانه لتثبيت تعويذة الروح بالتأمل،

وفي تلك اللحظة، سمع بكاء الغزال الصغير الحزين، 

وكأنها مرثية حزينة تتردّد في الأرجاء

فـ غرق الآخر في حزنه ….

يتبع