Ch23 | Rainfall: 100%
كان الحفل مُقرراً مساء السبت ——
وعندما يتعلّق الأمر بأنشطة تعزيز روح الفريق،
فإن الخيارات عادةً تكون مكرّرة
وفي النهاية اختارت إيمي صالة بولينغ بالقرب من جامعة U كموقع للاحتفال
ورغم أن الطابع العام للحفل كان يتمحور حول رياضة البولينغ،
فإن ثقافة ' الشرب ' متجذّرة بعمق في الهوية البريطانية ،
لذا الصالة والبار مدمجين بسلاسة ،
و عداد المشروبات يقع بجوار ممرات اللعب مباشرةً
الإضاءة دافئة والجو مريح ، مما خلق أجواء مثالية
فغالبية الزوّار لم يكونوا هنا لممارسة الرياضة بقدر ما
جاؤوا للبحث عن أعذار مبتكرة لإقامة الحفلات
ما إن دخل تشين كان مع الشقيقين هاو ووتشو وهاو تشييوي إلى الصالة ،
حتى اندفع مايك وإيمي نحوهما على الفور ،
وسحبوهما إلى كشك للجلوس
وبما أن تشين كان كان يتمتع بشهرة دائمة ،
فقد دُفع به إلى المقعد المركزي
وعندها فقط شعر أن هناك شيئاً غير طبيعي
قال على الفور: “ لا، لا، لا. اليوم يوم جوانا ، هي نجمة الحفل .
مستحيل نحتل نحن المقاعد الأمامية ”
وبينما يتحدث ، جذب هاو تشييوي وهاو ووتشو معه
محاولًا الجلوس عند الحافة بدلاً من المنتصف،
لكن قبل أن يتمكنوا من الاستقرار ،
قاطعتهم جوانا بصوت واضح
جوانا : “ بما أنه يومي الكبير ، فأنت ستجلس هنا حيث
يمكنني رؤيتك بوضوح . هذا أمر ”
حين انضمّ تشين كان إلى المختبر لأول مرة كمتدرّب جامعي ،
كان مشاعب تماماً ، و لا يختلف كثيراً عن الشقيقين هاو
الآن— مجرد كتكوت صغير في عالم الأبحاث الشاسع
لكن وقتها ، لم يكن محظوظ مثلهم
لم يكن هناك من يرعاه خطوة بخطوة في التجارب،
وكان أغلب ما تعلّمه نتيجة المحاولة والخطأ
وكانت جوانا، مديرة المختبر وقتها، هي التي مدّت له يد
العون وفتحت له باب عالم الأبحاث
وأمام إصرارها ، لم يجد تشين كان سوى أن يستسلم:
“ اووه … حسنًا ، طالما أنك تأمرين .”
لكن بالكاد جلس على مقعده ، حتى ردد الشقيقان هاو بصوتٍ واحد :
“ أوه، جوانا، لا تقلقي علينا . تشين-غا يجلس في المنتصف،
ونحن نجلس على الجوانب—أسهل للدخول والخروج .”
تشين كان: “…؟”
{ أي نوع من المسرحيات هذا ؟ }
وقبل أن يتمكن من تدفئة مقعده حتى ، ظهر ظل إلى جانبه
رفع رأسه ليرى إيمي وهي تجلس بجواره بكل أريحية
قالت مبتسمة ، ونظراتها تلتقي بنظراته :
“ طلبت المشروبات للجميع مسبقاً .
ومن أجلك ، طلبت النوع اللي تحبّه عادةً .
يناسبك صحيح ؟”
ردّ تشين كان بنبرة مهذبة لكنها متحفّظة : “ آوه شكرًا "
نظر حوله ليرى أن جوانا كانت تلمع عيناها بمكر ،
ومايك بتعبير لا يمكن وصفه سوى بـ ' غامض مريب ' ،
وزملاء إيمي في المختبر يتجمّعون ويتهامسون بحماس
وكلما فكّر بالأمر ، ازداد شعوره بالغرابة
ولأن الحضور لم يكتمل بعد ، انشغلوا بالدردشة العابرة في انتظار الآخرين
ضحكت جوانا وهي تربت على كتف تشين كان وقالت:
“ الزمن يمضي بسرعة أليس كذلك؟
كنتَ تلاحقني كل يوم بأسئلتك ، والآن ، أصبح لديك طالبين
خاصين بك.”
تنهد تشين كان: “ وأخيراً استطعت أن أضع قدمي داخل
باب العلم ، وبمجرد أن أصبحت مستعداً لأريك بعض
النتائج ، قررتِ التقاعد والعيش بهدوء .”
تظاهرت جوانا بالاستياء :
“ كم مرة يجب أن أكرر ؟! أنا لن أتقاعد ! فقط عائدة إلى
مزرعتي لأركّز على حياة الزراعة .
من يدري ؟ ربما أجني أرباحًا من بيع البيض أكثر مما كنت
أجني من إدارة المختبر ….”
ثم أضافت بنبرة يعلوها بعض الحنين:
“ لكن الشيء الوحيد الذي أندم عليه هو أنّي قد لا أتمكن
من العودة في الوقت المناسب لحضور مناقشة الدكتوراه الخاصة بك "
سارعت إيمي بالقول:
“ لا تقلقي جوانا ... ما دمنا لم نُسحق بعد تحت وطأة
أطروحاتنا، فسننجح في تجميع ثمن تذاكر الطيران لإعادتك
لحضور المناقشة .”
ضحكت جوانا وعيناها تلمعان بمرح:
“ لست قلقة على أبحاثكم .
ما يقلقني حقاً هو إن كانت حياتكم العاطفية ستظل بيضاء
خالية حتى ذلك الحين ~ ”
تشين كان، “…؟”
{ لحظة ، من أين جاء هذا الحديث ؟
التغيير في الموضوع مفاجئ جداً ! }
قالت إيمي وهي ترفع كأسها مازحة :
“ حسناً جوانا ، كفى مزاحاً .
الليلة، لا أحد سيغادر وهو واعي !”
وكان تشين كان، المحشور بينهما، يشعر بقلق متزايد
كان ثمة شيء في هذا الجو لا يبعث على الارتياح،
ولم يستطع التخلص من ذلك الإحساس المريب
نظر إلى هاو تشييوي عبر الطاولة، وحرّك شفتيه دون صوت ' ساعديني '
لكن هاو تشييوي نظرت سريعاً إلى إيمي الجالسة بجواره،
ثم هزّت رأسها بعنف،
وأشارت بحركة درامية على رقبتها، وكأنها تقول
' أنت وحدك في هذه يا تشين-غا '
ردّ تشين كان، وهو يحرّك شفتيه ' خائنة '
فتظاهرت هاو تشييوي بعدم رؤيته ،
وبدأت في حشو فمها بقطعة أخرى من البطيخ من طبق الفواكه
وبينما تشين كان جالس ، شعر أن بقاءه في هذا المقعد لن
يجلب له سوى المتاعب
قال وهو يستعد للنهوض :
“ أعتقد أنني سأـ…”
لكن قبل أن يُكمل جملته ، وقعت عيناه على مدخل الصالة
هناك ، على العتبة ،
وقف شي ييجين ولوو جياجيا وقد دخلا للتو
كانت لوو جياجيا ترتدي فستان أحمر يلمع تحت الأضواء،
زاهي ومتألّقاً
وإلى جانبها، شي ييجين يرتدي تيشيرت بلون البيج —بسيط وهادئ
ألوان شي ييجين الباهتة تبدو وكأنها اختيرت بعناية كي
يندمج في الخلفية ويتجنب لفت الأنظار
لكن، وبشكلٍ متناقض، فإن حضوره الهادئ جعله أكثر لفتاً للأنظار
فقد انعكست أضواء النيون على بشرته الفاتحة جداً ،
وأبرزت هالته النقيّة المتواضعة
ولوهلة ، بدا وكأن الزمن قد تباطأ
حتى الحشد الصاخب لم يستطع أن يمنع نفسه من التحديق نحوه مرةً أخرى
أما شي ييجين، فلم يُعر تلك النظرات أيّ اهتمام،
بل توجهت عيناه مباشرة نحو معدات البولينغ،
وقد ارتسمت على وجهه لمحة تفكيرٍ خافتة
أول من استعاد تركيزه كانت إيمي، فنهضت على الفور
لتحيي القادمين بحرارة :
“ من هنا ! هذه قائمة المشروبات — ألقيا نظرة وأخبِراني
إن كنتما ترغبان في إضافة شيء ”
تصفّحت لوو جياجيا القائمة واختارت ما يناسبها
أما شي ييجين، فرفض بلطف، ملوّحًا برأسه:
“ عذرًا ، لست من محبّي المشروبات الكحولية "
ساد صمتٌ لحظي ، وشعر تشين كان أن هذه فرصته للانسحاب
أمسك بقائمة المشروبات ونهض من مقعده ،
متوجهاً إلى جانب شي ييجين بشكلٍ عفوي
قال له:
“ما رأيك بعصير؟
أو ربما كوكتيل خفيف من النوع منخفض الكحول؟
ألقِي نظرة "
تلاقت عيناه بعيني شي ييجين لثانية ،
ثم اتجهت نظرات ييجين إلى المقعد الذي كان تشين
يجلس عليه قبل قليل ، بجوار إيمي —-
وبعد لحظة صمت ، أخذ القائمة من يده ووافق على عرضه
أنزل شي ييجين رأسه وبدأ يتصفح صفحات القائمة بتركيز فائق
وبعد لحظة ، أشار إلى مشروب معين
“ سآخذ هذا "
مال تشين كان لينظر — وكاد أن يُسقط القائمة من بين
يديه من شدّة الصدمة
المشروب الذي اختاره شي ييجين كوكتيل أنثوي للغاية ~
شراب وردي مزيّن بشريحة صغيرة من البطيخ مقطوعة
على شكل أرنب ، موضوعة على حافة الكوب
طعمه حلو وفاكهي ، ومن الواضح أنه صُمّم خصيصًا
للفتيات الشابات
لم يكن أحد يتوقع من شي ييجين أن يختار شيئًا كهذا
لكن ملامح شي ييجين لم تحمل أدنى تردّد
و كانت نظرته تصرخ وكأنه يقول : ' أريد هذا ، ولا شيء سواه '
تردّد تشين كان للحظة : “ اءءء … الكحول المستخدم هنا هو الجين . جيد بالنسبة لك ؟”
أومأ شي ييجين رأسه بإيجاز : “ جيد ”
{ … إذًا، المسألة لم تكن كراهية للكحول — بل أنه فقط
مغرم بالشكل الجميل }
كتم تشين كان ضحكة وهو يقول : “ حسنًا، سأطلبه لك "
——
في الجوار ،
لوو جياجيا ما تزال تتردد في اختيارها ،
لكن بمجرد أن رأت ما اختاره شي ييجين، هتفت باهتمام: “ واااه ، شكل الأرنب لطيف فعلًا .
سأطلب واحد أيضًا !”
ولأن هاو تشييوي لا تقبل أن يفوتها شيء ،
مالت برقبتها لتنظر ، وعيناها تتلألآن : “ واو ، واو!
كيوت جدًا !
تشين-غا ، اطلب لي واحد أيضاً !”
ومن الجهة الأخرى ، قال هاو ووتشو: “ سآخذ—”
لكن تشين كان رفع يده ، وقد امتلأ صوته بالضيق :
“… هل هذا سيتوقف يومًا ما؟”
…..
وبعد عودته ، كان يحمل على صينية أربع كوكتيلات وردية
بأرانب صغيرة ،
وجذب المشهد أنظار كل من مر بهم
المشهد كان مذهلًا بكل المقاييس
شرب شي ييجين رشفة ، وعلى الفور عقد حاجبيه بانزعاج خفيف
رغم الأجواء المرِحة من حوله ، ظل يجلس باستقامة كاملة،
وكأنه ليس في حفلة بل في اجتماع طارئ لمجلس الإدارة
مال تشين كان برأسه قليلًا وسأله : “ كيف الطعم ؟”
أنزل شي ييجين عينيه ، وعض أذن الأرنب المصنوع من
البطيخ ، ثم تمتم بإيجاز: “ همم "
كان البطيخ طازج وعصيري ، ومضغه شي ييجين ببطء،
وشفاهه لمعت تحت الأضواء بسيب العصير ،
بدت ناعمة ، يكاد الناظر يظنها جزءًا من لوحة طبيعية
تجمد تشين كان لثانية ،
ثم صرف نظره بسرعة ،
وقد شعر بارتباك غريب لا يعرف سببه
وبعد أن ابتلع ييجين قطعة البطيخ ، توقف ليفكر قليلًا :
“ الطعم… مثل عصير بطيخ مع نكهة مريرة خفيفة في النهاية .
أظن أنه سيكون أفضل من دون الكحول .”
{ … يعني تفضل عصير بطيخ عادي إذًا … } شعر تشين كان
بمزيج غريب من الضحك والعجز
وأضاف شي ييجين بهدوء: “ وبإمكانك الآن العودة إلى مقعدك الأصلي "
رمش تشين كان بدهشة ، وقبل أن يتمكن من الرد ،
تابع شي ييجين بنبرة هادئة ومتزنة :
“ ليس عليك البقاء هنا معي . أصدقاؤك أولى .”
كانت عبارة “أصدقاؤك” تحمل ثقلًا غريبًا،
على الرغم من أن تشين كان لم يتمكن من تحديد السبب بدقة ،
إلا أن وقعها بدا غير مريح
في تلك اللحظة ، تقدمت إيمي نحوهم
و أعلنت : “ الممرات أصبحت جاهزة ،
لكن عددنا كبير ، لذا سننقسم إلى مجموعتين .
دعونا نُجري سحب عشوائي لتحديد الفرق .
وربما نحولها إلى منافسة صغيرة .”
عندما حان دور شي ييجين، هزّ رأسه مجددًا وقال:
“ لا أجيد البولينغ. سأكتفي بالمشاهدة "
رمشت إيمي بدهشة : “ لماذا لا تجرب ؟
نحن نلعب لمجرد التسلية .”
تدخلت هاو تشييوي بحماس: “ صحيح، لا ضغوط يا شي-غا !
أنا وجياجيا-جي لعبنا مرات لا تُحصى ، ومع ذلك لا زلنا
محترفات في تحطيم الأرض بدلًا من قطع البولينغ 🎳 !”
حينها ، التفت شي ييجين إلى تشين كان
عينيه الداكنتين لم تنطقا بكلمة — ومع ذلك ، قالت كل شيء
تنهد تشين كان باستسلام ،
وانحنى قليلاً نحو شي ييجين وهمس :
“ أنا أعرف كيف ألعب . يمكنني تعليمك "
وللحظة وجيزة ، اقتربا أكثر من اللازم — قريبين بما يكفي
للشعور بأنفاس بعضهما البعض
وبعد صمت طويل، تحدّث شي ييجين :
“ أنت تعلم بعد حادثة الرماية أنني لا أمتلك موهبة رياضية.
أشك أنني …"
لكن تشين كان قاطعه بابتسامة : “ لكنّك تحسّنت أليس كذلك ؟
من أن تُخطئ الهدف تمامًا إلى أن تحرز ست نقاط .
هذا يُعتبر تقدم أليس كذلك ؟”
وسط ضجيج الأصوات من حولهم ،
بدا حوارهما وكأنه سر لا يعرفه سواهما
ظل شي ييجين صامتًا فترة ،
ثم مدّ يده وسحب ورقة من السحب العشوائي
وبمحض الصدفة ، حصل تشين كان على رقم فردي ،
بينما حصل شي ييجين على رقم زوجي ،
فانتهى بهما الأمر في فريقين مختلفين
حين صعد تشين كان إلى الممر ليكون أول لاعب في فريقه،
تغيّر جو المكان
بالنسبة لمعظم الموجودين ، البولينغ مجرد تسلية ،
لكن حين يبدأ تشين كان باللعب ،
يجتمع تركيزه مع لياقته الجسدية فيخلقان هالة جاذبة من حوله
يرتدي قميص رياضي ضيق يُبرز بنيته القوية والنحيلة ،
وكل حركة منه كانت تكشف عن خطوط عضلاته المشدودة ،
وحين أمسك بالكرة ،
انقبض ذراعه بشكل خفيف جذب الأنظار نحوه
انحنى، ثم خطا للأمام ، وأطلق الكرة بحركة سلسة ودقيقة
ضربة كاملة ——
و انفجرت الهتافات والتصفيق ، وحتى خصمه مايك ، ربّت
على كتفه وهو يهز رأسه قائلاً : “ يا رجل، لا أستطيع
مجاراتك . لديك القوة والمهارة .”
لوّح له تشين كان بإهمال : “ البولينغ يعتمد على الحظ في الغالب ، صدقني .”
وحين استدار عائدًا ، لمح شي ييجين يراقبه بنظرة متأملة
سأل تشين كان وهو يقترب منه : “ ماذا ؟”
أجاب شي ييجين بهدوء : “ أعجبني اللباس الذي ترتديه اليوم .
في المرة القادمة التي تمطر فيها ، ارتديه عندما تأتي لزيارتي .”
رمش تشين كان بدهشة { إذًا… كل ذلك الجهد الذي بذلته
في تقنيتي لم يُلاحظ أصلًا ؟ }
تنهد تشين كان : “ أولًا ، هذا زي رياضي .
لن أذهب إلى المختبر مرتديًا هذا .
وثانيًا — انتبه ، دورك اقترب .
هل لاحظت ما فعلته قبل قليل ؟
كيف أمسكت بالكرة ؟ وكيف كانت خطواتي ؟ … "
: “ نوعًا ما.”
: “ هل أنت متأكد "
: “ لدي سؤال "
: “ آوه ؟ نعم؟”
: “ إذا كان الهدف هو إسقاط كل القطع هل يمكنني فقط
رمي الكرة بكلتا يدي ؟
ربما هو أمر غير تقليدي ، لكن النتيجة يجب أن تكون نفسها ، أليس كذلك ؟”
: “… ما رأيك أنت ؟”
رغم تردده ، أخذ شي ييجين مكانه في الممر في النهاية ،
وكان ذلك واضحًا عليه من خلال استسلامه الظاهر
اختار كرة بولينغ أخف قليلاً ، وجربها بحذر بين يديه ،
تعبير وجهه جاد تقريبًا ،
كأنه لا يمسك كرة بولينغ عادية ، بل قنبلة موقوتة على
وشك الانفجار في أي لحظة
وبعد تردد قصير ، انحنى قليلًا إلى الأمام وحاول تأدية حركة تدريبية
كانت حركاته متأنية لكنها متصلبة ، و خبرته المفقودة واضحة بشدة
مع كل حركة مبالغ فيها لذراعه ، بدأ طرف قميصه يرتفع
من حزام بنطاله ، كاشفًا لمحه من خصره
المشاهدة لوو جياجيا: “ يا إلهي "
المشاهدة هاو تشييوي: “ يا للهول !”
المشاهد تشين كان : “…”
على عكس البنية الرياضية النموذجية الممتلئة بالقوة ،
كان جسم شي ييجين أقرب إلى النحافة والأناقة ،
و هذه البنية تمنحه هالة من النبل البارد ،
وجدية متزنة تميّزه عن الآخرين
لكن تلك اللمحة الصغيرة من البشرة الواضح كان يروي قصة مختلفة
خصره نحيفًا وبارز بشكل ملفت ، بلا أثر لدهون زائدة
بدا وكأنه يتسع بسهولة داخل كف اليد ،
في تناقض آسر بين الهشاشة والجمال
شحوب بشرته ، وتحديدًا امتداد العمود الفقري الخفيف،
أضفى عليه جمالية شبه سماوية
لم يكن جمال شي ييجين من النوع الذي يخطف الأنظار من
النظرة الأولى ، بل هو جمال يتسلل إلى الذهن خفية ،
ويطالب بالمزيد من التدقيق والتمعن حتى بعد اللقاء الأول
تذكر تشين كان، رغم نفسه، تلك الليلة في القاعة، حين
احتضن شي ييجين بين ذراعيه
كانت يداه تستقران تلقائيًا على خصره وقتها ،
و تحت أصابعه ، كان جسد شي ييجين نحيل ،
لكنه يحمل مرونة وقوة بقيتا عالقتين في ذاكرته —
رمش تشين كان بقوة ، وعاد إلى الحاضر
تحرك حلقه بصمت، وكأن تفاحة آدم تتحرك تلقائيًا كدلالة على أفكاره
ومع ذلك لا يمكن إنكار أن القدرة الرياضية لدى شي ييجين
كانت… فريدة من نوعها
من النظرة الأولى ، بدا وضعه أثناء التحضير للرمي جيدًا ،
وربما مقبولًا ،
لكن بمجرد أن أطلق الكرة من يديه ،
انحرفت في مسار درامي كما لو أنها ملعونة ،
و تدور بلا حول ولا قوة نحو المزلق
النتيجة ؟ كرة تنساب في المسار الجانبي مدمر بشكل مذهل
لوو جياجيا وهاو تشييوي كانتا تحاولان جاهدة السيطرة على أنفسهما
و تحركت شفاههما في ابتسامة كادت تنفجر بالضحك ، وصفقتا بحماس ،
و أصواتهما تتردد مشجعين بحماس
“ كان ذلك رائعًا ! حقًا ، وضعيتك كانت ممتازة !
في المرة القادمة بالتأكيد !”
قام شيه ييجين بالاعتدال في وقفته ،
وهزّ معصمه براحةٍ تامة ،
و تلك الحركة أعادت طرف قميصه الفضفاض إلى مكانه ،
مخفياً ذلك الجزء الصغير من خصره الذي كان مكشوفًا سابقًا
ألقى نظرة على الرقم صفر المتوهج على شاشة النتائج،
و تعابيره صعبة القراءة ،
وإن كان نظره قد توقف للحظة أطول من المعتاد ،
بدا وكأنه قد تقبّل مثل هذه النتيجة مسبقًا
ثم، دون أن ينبس ببنت شفة، أدار رأسه نحو تشين كان،
و حيث التقت عيناه الداكنتان بعينيه بشدةٍ يصعب تجاهلها
التقت نظراتهما عبر الحشد الصاخب ، وتبادلا نظرةً صامتة
تنهد تشين كان تنهيدةً خفيفة ،
و ارتسمت على زوايا شفتيه ابتسامةٌ لا إرادية بينما نهض من مكانه
و قد عقد العزم على التوجه إليه لتقديم بعض الإرشادات
العملية التي يحتاجها،
عندها اعترض طريقه شخصٌ ما فجأة ——
: " تشين كان "
الصوت الذي ناداه مألوف
إنها إيمي
وقفت أمامه مباشرةً ، حاجبةً طريقه تمامًا
في الأضواء الخافتة الملونة داخل صالة البولينغ ،
بدت وجنتاها محمرتين قليلًا ،
و ربما كان ذلك بسبب الكحول ، أو ربما ببساطة بسبب الأجواء
مرّ نظر تشين كان عليها
{ - لقد ارتدت ملابس أنيقةً بوضوح الليلة
و شفتاها تلمعان بلمعة لامعة،
وشعرها مجعدٌ بتجعّدات ناعمة،
بينما طفا عبير عطرها الحلو بينهما كلما اقتربت أكثر
إيمي التي عادةً تكون مباشرةً ومرحة،
بدت الآن غير معتادة في تحفظها
أم أنه مجرد وهم ؟
على أي حال، يوجد توترٌ لا يمكن إنكاره في الجو }
ابتسمت إيمي، و صوتها هادئ لكنه واضح :
" هل لديك لحظة ؟
كنت أتمنى أن نتحدث ….
نحن الاثنان فقط ."
يتبع
ملاحظة الكاتبة :
تشين كان : اللعنة … اللعنة …
تعليقات: (0) إضافة تعليق