Ch24 | Rainfall: 100%
قالت إيمي بنبرة مازحة تحمل شيئًا من التلميح :
" أقسم أن الحصول على لحظة للحديث معك على انفراد
أصعب من عزل مزرعة نقية ،،
كل مرة أراك في المختبر مؤخرًا ، إما أنك تجري تجربة
أو غارق في تحليل البيانات ."
تردد تشين كان ، غير متأكد من كيفية الرد
وفي النهاية ، اختار قول الحقيقة ،
وإن كان ذلك بطريقة متعثرة :
" نعم… إنه المشروع الجديد .
لا وقت لدي هذه الأيام "
قالت إيمي بنبرة حملت شيئًا من التفهم ، لكن ابتسامتها
كانت تخفي نية أعمق :
" أفهم .
لكن المكان هنا صاخب بعض الشيء . ما رأيك أن نخرج ؟
هناك زاوية هادئة قرب الشرفة - يمكننا الحديث هناك ."
توقف تشين كان لحظة ، وكان حدسه يحذّره ،
لكنه استسلم في النهاية قائلاً بهدوء :
" حسنًا "
في عالم العلاقات ، لم يكن وصف تجربة تشين كان بأنها '
شبه خالية ' مبالغة
وقد حيّر هذا الأمر كثيرين ممن يعرفونه ،،
فبملامحه الجذابة ذات الأصول المختلطة ،
وبنيته المتناسقة ، وشخصيته الدافئة والعفوية ،
كيف يعقل أن يكون لا يزال أعزب ؟
و من المؤكد أن شخصًا مثله لا يفتقر للإعجاب
لكن الحقيقة أن تشين كان كان يؤمن بإيمان ساذج ، يكاد
يكون خرافي ، بالحب من النظرة الأولى
بالنسبة له، لا يمكن أن تُثمر علاقة حقيقية إلا مع شخص
يدهشه ويأسره في تلك اللحظة الأولى الخاطفة
وقد جرّب المواعدة من قبل ،
محاولًا أن يعطي فرصة لأشخاص لم يهزّوه من النظرة الأولى ،
لكن في كل مرة ، كان ينتهي به المطاف إلى الشعور بأنه
يضيع وقته - ووقتهم أيضًا
ومع ذلك ، فإن محدودية تجاربه لم تكن تعني أنه غافل ،،
فقد أثارت تصرفات إيمي في جميع اللقاءات الجماعية
الأخيرة إنذارات خافتة في ذهنه
ولذا، بذل جهدًا للحفاظ على مسافة مهذبة ولكن مقصودة بينها وبينه
لكن الآن، وهما يبتعدان عن الزحام، أدرك أنه لا مفر من هذه المحادثة
و حين اقتربا من مجموعة درجات صغيرة تؤدي إلى الشرفة،
كانت الإضاءة الخافتة تلقي بظلال طويلة
تشين كان قد بدأ في النزول حينها سمع صوت خافت ومتفاجئ بجانبه :
" آه!"
و استدار غريزيًا ، ليجد إيمي تتعثر إلى الأمام ،
فمد ذراعه بسرعة ليمنعها من السقوط
قالت بابتسامة مشرقة ، وهي لا تزال تمسك بذراعه بإحكامٍ مبالغ فيه قليلًا :
" شكرًا لك "
تجمّد تشين كان
كانت المسافة بينهما ضيقة ،
وعطرها يعبق في هواء المساء البارد
أي شاب آخر ربما كان ليشعر بخفقان قلبه في هذا الموقف
لكن عوضًا عن ذلك، تسلل إلى ذهن تشين كان فكرة غير
متوقعة تمامًا: شي ييجين ———
رمش بعينيه بدهشة ، وقد فاجأه طيف ذلك الرجل الفوضوي والعفوي
شي ييجين كان قد قام بأشياء أكثر جرأة بكثير - التقرّب منه بلا حياء ،
و التعلّق به في لحظات مبالغ فيها من القرب الجسدي….
ومع ذلك، باستثناء تلك الليلة الممطرة التي فوجئ فيها،
أدرك تشين كان أنه لم يشعر قط بهذا القدر من الانزعاج معه
كانت الفكرة مربكة له إلى درجة أنه بالكاد انتبه إلى أن إيمي
قد أفلتت ذراعه أخيرًا ، وإن بدا ذلك بتردد خفيف
قالت بصوت ناعم ، ونظراتها لا تزال معلقة بوجهه:
" أنت دائمًا مهذب للغاية "
ثم أضافت بنبرة حنين:
" هل تذكر يوم التقينا لأول مرة؟
كنت فوضوية تمامًا و سكبت وسط غذائي على الطاولة .
لم تكتفِ بالمساعدة في التنظيف - بل شاركتني أطباقك
الجديدة أيضًا ."
أصبح تعبير تشين كان معقدًا :
" في الواقع، أنا…"
ثم توقف
الحقيقة أن لدى تشين كان عيبًا صغيرًا : أنه كان ميّالًا
للمساعدة أكثر من اللازم
ولم تكن المساعدة أمرًا سيئًا بحد ذاتها، لكن حرصه الزائد
على تقديمها كثيرًا ما أدى إلى تداخل في الحدود
كل مرة تجد فيها إيمي سببًا جديدًا لطلب مساعدته في
المختبر، كان يشعر بشيء غير مريح
ومع ذلك، لم يكن قادرًا على الرفض،
مبررًا لنفسه أن أي تأخير في التجارب قد تكون له تبعات جسيمة
وهذا الميل ذاته إلى المساعدة هو ما قاده إلى الورطة
الحالية : [ خطة البحث التعاوني ليوم ممطر ] السرية مع
شخص ربما لا ينبغي له أن يساعده أصلاً
لكن… تلك قصة أخرى
قاطعته إيمي من أفكاره :
" أعرف ما ستقوله - أنك فقط طيب بطبيعتك وتتعامل
بلطف مع الجميع .
وأنه لا شيء شخصي …."
ثم نظرت إليه مباشرةً ،
وقالت بنبرة ثابتة لكنها صادقة:
" لكن هذا لا يغيّر حقيقة أنني منجذبة إليك .
وبما أنني سأتخرج العام القادم ، لا أريد أن أستمر في الانتظار .
و قررت أن أغتنم فرصتي الليلة ..."
كلماتها جاءت كاعتراف هادئ - جريء ، ولكن مهذبة ،
" تشين كان أنا حقًا معجبة بك "
ثم توقفت لحظة ، وأضافت :
" لن أطلب شيئًا كبيرًا كأن نحدد شكل العلاقة منذ الآن.
لكن هل يمكن أن نخرج معًا لبعض الوقت…
لنرى إلى أين قد يصل بنا ذلك ؟"
كان وضوح إيمي نابع من تربيتها البريطانية - لبقة ،
لكنها لا تخشى قول الحقيقة
فبالنسبة لها، المواعدة وسيلة لاكتشاف الإمكانات دون
حمل عبء الالتزام
لكن تشين كان هز رأسه على الفور تقريبًا :
“ أنا آسف إيمي ... لا أستطيع "
ارتجفت ابتسامتها للحظة ، لكنها لم تختفِي تمامًا :
“ هل… هل يمكنني أن أسأل لماذا ؟
أفضل أن أعرف بدل أن أظل أتساءل "
صوتها ثابت ، لكن عينيها فضحت ضعف داخلي :
“ مايك قال إنك قد تكون تواعد شخصًا بالفعل ؟”
اتسعت عينا تشين كان بدهشة
: “ مايك ؟”
كاد أن يضحك من غرابة الفكرة :
“ انتظري لحظة ، ماذا قال لك تحديدًا ؟”
عاد ذهنه بسرعة إلى الحصة التدريبية في الصالة الرياضية مع مايك
كان قد أمضى وقتًا أطول من اللازم يتأمل انعكاسه في المرآة
بين مجموعات التمرين ،
وانشغل بالرد على رسالة من شي ييجين عن الطقس
مايك كان قد مازحه وقتها بأنه يملك ' إعجاب سري ' لكن
تشين كان لم يُعِر الأمر كثيرًا من الاهتمام
و تمتم بصوت خافت ، بنبرة نصف يائسة :
“ ذلك الثرثار…”
ثم أسرع يشرح:
“ليس الأمر كما تعتقدين .
مايك فهم خطأ — أنا فقط…”
لكنه تعثر في منتصف الجملة ، إذ أدرك أنه لا يستطيع
التحدث عن وضع شي ييجين،
ولا عن ' اتفاقهما الغريب '
ذلك التردد جعل تعبير وجه إيمي يتغير ،
وظهر العبوس على جبينها :
“ إذًا… هي فتاة من المختبر ؟”
تشين كان:
“أنا…”
لكنه عجز عن إتمام الجملة ،
وبقي فمه مفتوح دون كلمات
خطت إيمي خطوة للخلف ،
وجهها يحمل مزيج من الألم وضبط النفس :
“ آسفة . ربما تماديت في الأسئلة ...”
ثم ابتسمت ابتسامة مشدودة:
“ أحتاج للذهاب إلى دورة المياه للحظة . هل هذا ممكن ؟”
: “… بالتأكيد ...”
تنهد تشين كان، وهو يراقبها تبتعد
لأول مرة ، شعر أنه تورط في فوضى لا يستطيع ترتيبها
لكن بطريقة ما، لم تكن إيمي مخطئة تمامًا
فعلى المستوى الفني ، كان هو وشي ييجين بالفعل في
علاقة “تعاونية وقريبة” —
وبالقدر العجيب من المصادفة، شي ييجين كان بالفعل من المختبر
ولهذا بالتحديد ، عجز تشين كان عن قول أي شيء
فأي تفسير قد يقوله الآن لن يبدو سوى عذر متعثر وغير مقنع
وبعد فترة ، خرجت إيمي من دورة المياه
و عيناها محمرتين قليلًا ، لكنها بدت وكأنها استعادت توازنها
قالت بابتسامة فيها شيء من الحرج:
“ أنا آسفة ، أنا من النوع العاطفي .
لا بد أنك تظن أنني سخيفة .”
هز تشين كان رأسه بلطف :
" أبدًا "
كانت إيمي طيبة القلب ، وذلك لم يزِد تشين كان إلا إصرارًا ،
لم يكن ليسمح للحظة كهذه أن تمر دون أن يكون صادقًا معها
فقرر أن يبدأ الشرك وهو ينظر في عينيها بجدية : “ إيمي ،،
يوجد أمر أود توضيحه .
لا أستطيع قبول مشاعرك — ليس لأنك لستِ مميزة ،
ولا لأنني قارنتك بأحد واتخذت قرار ….”
ثم توقف، وتابع بصوت ثابت:
“ المشكلة فقط أنني لا أشعر بذلك الرابط الخاص بيننا .
حتى لو بدأنا المواعدة ، فلن يقودنا ذلك سوى إلى إهدار
وقت كلينا .
الدخول في علاقة دون مشاعر حقيقية لن يكون منصفًا لأيٍّ منا ….”
وأضاف بصوت فيه بعض الأسى:
“ أنا آسف إن كانت كلماتي قد آلمتك ،
لكنني أؤمن أن الصدق هو أقل ما أستطيع تقديمه لك "
نظرت إيمي إلى وجهه للحظة ، ثم أومأت برأسها :
“ أفهم ،،،
شكرًا لأنك أخبرتني بهذا .
هذا يعني لي الكثير .
إن لم يكن لشيء آخر ، فعلى الأقل أنا مطمئنة لأنني لم أكن مخطئة بشأنك .
و أن الشخص الذي أُعجبت به هو فعلًا شخص ناضج ومسؤول ….”
ثم ابتسمت ابتسامة بسيطة :
“ حسنًا ، يكفي كلامًا جديًا .
الليلة تُعتبر ‘نقطة تغيير’ بالنسبة لي أيضًا سأشرب حتى أكتفي .”
تنهد تشين كان براحة ، ورد على ابتسامتها بابتسامة مماثلة :
“ افعلي ما يحلو لك "
كانت الليلة حافلة بالأحداث أكثر مما توقّع تشين كان و
شعر بأن ذهنه مثقل ،
فغسل وجهه بالماء في دورة المياه ثم عاد إلى الطاولة
وحين عاد ، كان المشهد قد تغيّر
لا تزال جوانا وبعض من صديقات إيمي يلعبن البولينغ في الجهة الأخرى،
لكن معظم المجموعة كانوا قد ارتموا على الأرائك، يحتسون مشروباتهم بإرهاق
وما إن ظهر تشين كان، حتى لمعت عينا هاو تشييوي،
وأمسكت بذراعه بحماس :
“ هاه ؟ ماذا حصل ؟
إيمي سحبتك جانبًا — هل اعترفت لك؟
هل وافقت تشين-غا ؟”
تجاهل تشين كان السؤال تمامًا ، رافضًا أن يفشي خصوصية إيمي
فإن أرادت هي أن تخبر أحدًا بما حصل، فذلك قرارها وحدها
لكنه لن يسمح بأن تتحول لحظتهما الخاصة إلى مادة
للثرثرة — لا منه على الأقل
تناول قطعة فاكهة من الطبق ورد باختصار :
“ اهدئي .
حتى ننهي مشروعنا، علاقتي الوحيدة هي مع الأحياء "
عبست هاو تشييوي بإحباط :
“ آه، هيا ! هل اعترفت أم لا؟
فقط تفصيل صغير واحد !
نحن سنموت من الفضول—”
لكن قبل أن تكمل ، سحبها هاو ووتشو من ذراعها وأعادها إلى مقعدها
“ كفى.
كل ما تحتاجين معرفته هو أن تشين-غا لا يزال أعزب "
“…..…” تنهد تشين كان
ثم ألقى نظرة حوله، وعبس قليلًا
كان هناك شيء غريب
تشين كان : “ لحظة… أين شي ييجين؟
ألم تكونوا تلعبون البولينغ معًا قبل قليل؟”
انفجرت هاو تشييوي ضاحكة :
“ أوه، هو؟
لعب معنا بعض الجولات الإضافية قبل قليل .
لم يتكلم كثيرًا ، لكن كراته التي خرجت عن المسار كانت
مذهلة لدرجة أنها رفعت من معنوياتنا جميعًا .
لديه… موهبة خاصة في ذلك !”
وأضافت لوو جياجيا بنبرة حالمة :
“ ولا تنسَى خصره… مذهل فعلًا .
رأيت اثنين من النُدُل يتوقفان عن السير فقط ليتأملاه فقط "
ضحكت هاو تشييوي:
“ صحيح ! هذه أول مرة ألاحظ فيها الأمر—خصره فعلًا—”
قاطعهم تشين كان قبل أن يخرج الحديث عن مساره أكثر :
“ كفى ...
أين هو الآن ؟”
فكرت هاو تشييوي للحظة :
“ إن لم تخني ذاكرتي ، فقد ذهب إلى البار ليعيد تعبئة مشروبه .”
……
وبالفعل ، وجد تشين كان شي ييجين في البار
لم يكن من الصعب تمييز شي ييجين
وسط صخب المكان وحركته ، كان هو الوحيد الساكن تمامًا ،
هدوء حضوره مغناطيسي وغريب التناسق مع الفوضى المحيطة
معظم من يشربون وحدهم في البار يختارون شيئ قوي —
ويسكي ، ربما تكيلا
لكن بينما اقترب تشين كان ، لاحظ أمرًا غريبًا
أمام شي ييجين لم يكن كأسٌ واحد، ولا اثنان، بل خمسة
كوكتيلات ' أرانب البطيخ '
و النادل قد وضع للتو الكأس الخامس بتردد واضح ،
بينما الكؤوس الأربعة الأخرى فارغة بالفعل
كان المشهد غريبًا إلى حد أنه بدا مضحك
كتم تشين كان ضحكته وهو يجلس إلى المقعد المجاور له :
“ تستمتع بوقتك ؟”
رفع شي ييجين عينيه نحوه للحظة ، ثم أومأ برأسه:
“ همم.”
لم تكن هذه المشروبات ضعيفة التأثير ،،، شرب أربعة منها،
والخامس في الطريق ،
يعني أنه تناول قدرًا لا بأس به من الكحول
قال تشين كان بحذر :
“ ربما عليك أن تكتفي بهذا القدر الليلة .
لقد شربت ما فيه الكفاية …. "
قاطع شي ييجين حديثه بنبرة واقعية:
“ كنت أظن أن الأرانب مصنوعة بقوالب لكن الآن أعتقد أن
النادل نحتها يدويًا ! "
: “… ماذا ؟”
كان التعليق مفاجئ إلى درجة أن تشين كان رمش بعينيه بلا رد
ظل شي ييجين جادًا تمامًا ، مشيرًا إلى الكوكتيلات أمامه :
“ انظر إلى الأذنين . هذه أطول . وتلك أقصر ”
سأله تشين كان بتردد:
“ والبقية ؟”
أجاب شي ييجين بنبرة محايدة:
“ الاثنتان الأخريان متشابهتان .
أما الخامسة… فقد أكلتها بالفعل .”
للحظة ، بقي تشين عاجزًا عن الكلام ،
وبدأ يحدق في الأرانب محاولًا تمييز الفروقات التي أشار
إليها شي ييجين
و قال أخيرًا، بنبرة ضعيفة :
“ ربما هي منحوتة يدويًا ؟
و رؤوسها تبدو مختلفة الحجم فعلًا "
أومأ شي ييجين بتفكير :
“ أعتقد ذلك أيضًا "
تشين كان { لكن شيئ في الموقف كله لم يكن طبيعي … }
: “ سنباي، لقد تأخر الوقت . ربما يجب أن …"
لكنه لم يُكمل ، إذ إن لفظه لكلمة “سنباي” بدا وكأنه فعّل
شيئًا في شي ييجين —-
واتجهت نظراته من الكوكتيلات إلى تشين كان ،
وبقي يحدق فيه للحظة
قال ييجين بصوت خافت :
“ تشين كان "
لم يعتاد تشين من أن يناديه شي ييجين باسمه
و كان صوته كـ نهر صافي ، والنبرة التي نطق بها المقطع
' كان ' حملت رنين حاد واضح ،
وكأنه اخترق صدر تشين كان مباشرةً
ردّ تشين كان تلقائيًا :
“ أنا هنا "
أومأ شي ييجين بخفة ، ثم عاد لينظر إلى مشروباته
و قال، بنبرة هادئة كالعادة :
“ أنا أعلم أنني لست في موقع يسمح لي بالتدخل في
شؤونك الشخصية ،
لكن وبما أننا أبرمنا اتفاقًا فيما بيننا ،
أشعر أن من واجبي أن أطرح عليك سؤالًا ….”
تابع بنبرة عميقة، متأملة:
“ أنا لا أحب التخمين ،
ولا أجيد تجميع أجزاء من حقائق مشوهة مما يقوله الآخرون .
أنت لست دودة خيطية ، ولا فأر تجارب ،
ولا مجموعة بيانات .
لا يمكنني إجراء تجربة عليك للحصول على نتائج ،
ولا أملك وسيلة أخرى لتحليل تصرفاتك ….”
توقف للحظة ، وظهر على جبينه عبوس خفيف :
“ لذا ، قررت أن الحل الأفضل هو التحقق منك مباشرةً .
لأن هذا الأمر سيحدد ما إذا كان بإمكان تعاوننا المتبادل أن يستمر…
أو ينبغي له أن ينتهي ”
رمش تشين كان بعينيه، مذهولًا تمامًا من ذلك التصريح الغامض
وقبل أن يتمكن من فهم مدى جدية—أو سخافة—كلمات
شي ييجين، توقف يجيين عن الكلام فجأة
وبعد لحظة، ارتعش كتفاه، واهتز صدره ارتجاج خفيف
تشين { هل كان ذلك… تجشؤ صامت بسبب الكحول ؟ }
اعتدل شي ييجين في جلسته،
ثم واصل حديثه بوتيرة بطيئة إلى حد الألم،
كما لو أنه يزن كل مقطع من كلماته :
“… وبعد انتهاء هذا الاتفاق ، ينبغي أيضًا أن نفكر في كيفية
التعامل بإنصاف مع التقدم الذي أحرزناه في مشروعنا الحالي ”
: “ ينتهي ؟!”
شعر عقل تشين كان وكأنه أصيب بعطل كهربائي،
يطن مثل مذياع غير مضبوط ،
حدّق في شي ييجين بذهول :
“ عما تتحدث ؟ ما الذي سينتهي ؟
لماذا نتحدث عن ' النهاية ' فجأة ؟!”
لكن شي ييجين، غير متأثر بانفعاله،
أبقى نظره مثبتًا على كوكتيلات ' أرانب البطيخ ' الخمسة
المصطفّة أمامه بدقة ،
وكأنها تحتوي على أسرار الكون
ازداد اضطراب تشين كان، فمد يده وأدار شي ييجين بقوة
من كتفيه ليواجهه مباشرةً
: “ سنباي …. جديًا—ما الذي تقوله؟
هل يمكنك أن تشرح بوضوح …."
ثم تجمّد تشين كان في مكانه ——-
الإضاءة الخافتة قرب البار مختلفة تمامًا عن الأجواء
المشرقة الساطعة المفعمة بالحيوية في ممرات البولينغ
ومع ميل شي ييجين لتجنب التواصل البصري ، لم يلاحظ تشين ذلك إلا الآن
كان وجه شي ييجين محمّر
ليس فقط وجنتاه —بل جفناه ، وطرف أنفه ،
وحتى انحناءة أذنيه الرقيقة كانت تكسوها حمرة واضحة
أول ما خطر في بال تشين كان هو القلق
هذا الاحمرار يشبه أعراض رآها سابقًا في شي ييجين في
ذلك اليوم الماطر—ذلك اليوم الذي طُبع في ذاكرته بوضوح مؤلم
لكن شيئًا ما كان مختلف هذه المرة
تنفس شي ييجين منتظم ،
وعيناه الداكنتان ثابتتين ومركّزتين
لم يكن يحمل تلك النظرة الزجاجية المعذبة التي تحمل في طياتها ألمًا صامت
ثم أدرك السبب — تلك الرائحة الحلوة الخفيفة التي تملأ الجو
و عبير خافت ، لكنه مسكر ، مصدره الكحول الذي شربه شي ييجين
{ أوه، لا }
و كل شيء انكشف في لحظة واحدة
{ شي ييجين لم يكن يمر برد فعل جسدي غامض ،،
إنه مخمور }
وقبل أن يستوعب تشين كان الأمر بالكامل،
أمال شي ييجين رأسه قليلًا،
ووجّه إليه نظرة تحمل قدرًا مقلقًا من الوضوح مقارنةً
بحمرة وجهه الواضحة
قال شي ييجين بنبرة مباشرة كأشعة ليزر أصابت صدر تشين كان :
“ تشين كان هل أنت معجب بـ إيمي؟”
يتبع
تعليق الكاتبة :
تشين كان ! قُل شيئًا !
تعليقات: (0) إضافة تعليق