Ch24 | TDVWD
لم يكن تشي مو ياو يعلم كم من الوقت استغرق بالضبط لتثبيت تعويذة الروح،
ولكن حين فتح عينيه مجددًا كان الفجر قد بزغ،
رغم أن الأمر بدا له وكأنه غمضة عين فقط
رأى الغزال الصغير مستلقيًا على بعد خطوات منه ،
متكورًا على نفسه
لم يكن نائمًا، بل بدا عليه الحزن الشديد
تقدّم نحوه بنيّة مواساته ،
ولدهشته، اكتشف أن هذا الصغير أقوى مما ظن،
كما أنه أبدى ودًّا شديدًا تجاهه
ربما كان ذلك بسبب الرائحة المألوفة التي صارت تفوح من
جسده بعد تعاقده مع أمه
ربّت على جسد الغزال الصغير بمودة وقال له:
" ابقَى في هذا العالم المنعزل أولًا.
سأخرج لأطمئن على أصدقائي، ثم أعود لأبقى معك، حسنًا ؟ "
أطلق الغزال الصغير صوتًا خافتًا عبّر فيه عن موافقته
وقف تشي مو ياو وغادر الكهف،
وبمجرّد خروجه رأى تشيوتشيو يحلّق حول بركة اللوتس،
يبدو أنه كان يراقب السمك في المياه
لوّح له بيده،
فجاء تشيوتشيو بسرعة وهبط على كتفه
وحين اقترب من حدود العالم المنعزل،
مدّ يده ولمس قرني الغزال الظاهرين على جبينه
كان يشعر أنهما ملفتان للنظر للغاية، وسيصعب عليه التستر على أمر الغزال الصغير إن سأله أحد
لذا بدأ بتدوير طاقته الروحية محاولًا إخفاءهما،
وفعلًا نجح بذلك
كان واضحًا أن التعويذات الروحية الطوعية أسهل في التحكم من تلك القسرية
أول ما فعله بعد خروجه من العالم المنعزل،
هو الاندفاع إلى مكان المعركة السابقة التي خاضها شي هواي مع الآخرين
لكن عندما وصل، لم يجد أحد
حتى عندما أطلق إحساسه الإلهي للبحث عنهم،
لم يعثر على أثر لأي شخص
وعندما نظر إلى جثتي ذئبَي العين الذهبية الممدّدتين هناك،
لاحظ أن أحدهم قد سبق وجرّدها تمامًا من كل ما هو ثمين
حتى الفراء لم يُترك
كانت هذه وحوشًا روحية من الدرجة السماوية،
والأشياء المستخرجة منها نادرة وتُستخدم في كثير من الصناعات أو التعاويذ
وبما أن الجثث تُركت في العراء،
فمن المؤكد أن التلاميذ الذين لم يشاركوا في القتال – والذين بقوا سالمين –
قد تدافعوا لنهب الغنائم
فكّر للحظة…
{ حتى أولئك التلاميذ المدللون من طائفة نوان يان،
هل من الممكن أن يندفعوا بأنفسهم لمعالجة جثة وحش روحي من الدرجة السماوية ؟
الأرجح، نعم
فالأمر يعتمد على ندرة الوحش المعني }
يوجد الكثير من الكنوز التي يمكن العثور عليها في جسد وحش روحي من الدرجة السماوية،
وأثمنها جميعًا كان نواة الشيطان (الجوهر الشيطاني)
تشي مو ياو لم يكن لديه الوقت الكافي بعد قتل الذئب الألفا ،
لذا حصل فقط على نواة ذلك الذئب فقط
أما الجثتان الأخريان، فمن المرجح أنه تم تقطيعهما واقتسامهما منذ فترة طويلة
لكنه لم يبالِ بذلك،
ما كان يشغل باله أكثر هو ما إذا كان شي هواي بخير أم لا
ركض تشي مو ياو عبر الغابة حتى عثر على الكهف الذي احتمت فيه يي تشيانشي والبقية
وعندما أطلق إشارة التعرف،
خرجت يي تشيانشي بسرعة من الحفرة وتمسكت بأكمام ردائه باكية:
" شيدي! أين كنت طوال الأيام الخمسة الماضية بحق السماء ؟!"
قال باندهاش: " خمسة أيام ؟"
أومأت بقوة: " نعم، خمسة أيام كاملة !"
قال معتذرًا: " لم أكن أعلم، آسف.
سأشرح لكِ كل شيء لاحقًا.
هل يمكنكِ أن تخبريني أولًا، هل الجميع بخير؟"
أشارت يي تشيانشي بيدها بشكل واسع: " انظر، الجميع بخير وسالمين ."
تنفّس الصعداء ثم سأل بتردد:
" وهل... هل تعلمين إن كان شي هواي ومن معه بخير ؟"
هزّت رأسها: " لا أعلم ، الأمور كانت فوضوية في الأيام الماضية ."
: " ماذا تعنين؟"
تنهدت وقالت:
" عندما لم تعد تلك الليلة، شعرت بالقلق الشديد.
فقررت الخروج من الكهف للبحث عنك.
وتفضّل شي زيهي وهان تشينغيوان بمرافقتي،
فتركنا التلميذين الآخرين هنا وخرجنا معًا .
تتبعتُ طاقتك الروحية حتى وصلت إلى بركة دم ضخمة،
فكاد قلبي أن يتوقف من الرعب .
لكني عندما اقتربت وجدت جثة ذئب من ذوي العين الذهبية، وكان ألفا القطيع !
وتوقفت آثارك هناك .
خفت كثيرًا، وظننت أن الذئب قد أكلك،
لذا فتحت بطنه لأتأكد إن كانت هناك أي أطراف تخصك.
وشعرت بالارتياح عندما لم أجد شيئ .
لكن، وبعد أن فشلت في تتبع أثرك مجددًا،
ولأن جثة الذئب الألفا كانت أمامي مباشرة،
لم أتمالك نفسي وقمت بتجهيزها على الفور .
حتى ثلاث أنابيب خيزران ضخمة كهذه لم تكن كافية لحمل كل شيء، تخيل!
لم نستطع حتى أخذ أي من جواهر الجيلينغشو بعد ذلك.
فراء ذئب العين الذهبية ممتاز فعلًا .
سنتمكن من صناعة أشياء رائعة به بعد عودتنا ."
لم يستطع تشي مو ياو كبح ضحكته بعد سماع ذلك
{ اتضح أن من استحوذ على جثة الذئب الألفا لم يكن سوى الشيجي الخاصة بي
يبدو أننا قد خرجنا من هذه المعركة بغنيمة أيضًا
فإن كانت الشيجي هي من عالجت الجثة،
فلن تدع شبرًا منها يضيع سدى }
لكن يي تشيانشي عبست ووبّخته:
" والآن تضحك؟! لقد كنت على وشك الموت من القلق!
ما الذي حدث لك بالضبط؟!"
: “ هل ستصدقينني لو قلت إنني أنا من قتل الذئب الألفا ؟”
: “ أجل، سأصدقك.” أومأت يي تشيانشي :
“ رأيت التشكيلة. والضرر الذي لحق بعينه على الأرجح من عملك أيضًا "
" مم … ثم اختبأت في مكان منعزل لأ… أتعافى بطريقة ما؟”
أمعنت يي تشيانشي النظر في تشي مو ياو مرة أخرى،
لتتأكد من أنه لم يُصب بجروح خطيرة، ثم تابعت:
“ ذلك التلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي من طائفة نوان يان فعلاً وقح.
يتظاهر طول الوقت بالسمو والرقي،
لكنه يختفي تمامًا عندما يحين وقت القتال الحقيقي.
وبعد أن تأكد من أن المنطقة آمنة، لم يخرج من عزلته إلا بعد ثلاثة أيام، وقال إنه ذاهب لإنقاذ يو يانشو.
ما الفائدة منه حينها؟
لو كان هناك قتلى، لكانت جثثهم بردت منذ زمن .
وفي النهاية، وصل فقط ليجد تلاميذ الطوائف الأخرى يتقاتلون على تجهيز جثث الوحوش الروحية.
فأوقفهم كلهم وقال إن الوحش الروحي قتله شيدي الخاص به،
لذا يجب تسليم الجثث لطائفة نوان يان للتصرف بها.
حتى إنه استرجع بعض الأجزاء التي كانوا قد جهزوها بالفعل.
يا له من وقح . لم يظهر له أثر عندما كنا نقاتل ذئاب العين الذهبية، لكنه الآن يتصرف وكأنه الزعيم،
وسمح لتلاميذ طائفته أن يتقاسموا الغنائم…
من يدري إن كانوا سيعطون للأخ يو يانشو شيئًا أصلًا.
مع أن من قتل الذئاب فعلًا هم أولئك الثلاثة من طائفة تشينغ زي، أليس كذلك؟
يو يانشو فقط ذهب ليساعد .”
أومأ تشي مو ياو بكلماتها
وبعد لحظة صمت، انتقل إلى موضوع آخر :
“ شيجي ، ما رأيك أن تحتفظي فقط بالأجزاء التي تريدينها
بشدة من الذئب الألفا وتعطي الباقي ؟
أفرغي أنابيب الخيزران تلك .”
رفعت يي تشيانشي الأنابيب بسرعة وهرت رأسها بالنفي بجنون :
“ لماذا أفعل ذلك ! لا أريد !
هذا وحش روحي من الدرجة السماوية !
فقط تخيل كيف سيكون أبي والمعلم متحمسين عندما نعيده معنا !”
: “ أعطيه مقابل بعض أنابيب الخيزران الفارغة.”
: “ لكن لماذا، آه؟”
: “ نحن بحاجة إلى اصطياد جيلينغشو والتصنيف في المراتب الأولى .”
: “ هاه؟”
: “ فقط ثقي بي، حسنًا؟
من غير المناسب شرح كل شيء الآن.”
تمسكت يي تشيانشي بأنابيب الخيزران بقوة، وقد بدا عليها التردد الشديد
حدقت في تشي مو ياو طويلًا، وعندما أدركت أنه لا يمزح،
احمرّ طرفا عينيها بالضيق
عدم رغبتها في التخلي عن تلك الأجزاء كان حقيقي
لم تكن لتتنازل عنها حتى تحت التعذيب
{ كيف يمكن لجيلينغشو أن يُقارن بذئب العين الذهبية؟
مستحيل ! }
ومع ذلك، ذهبت يي تشيانشي إلى داخل الكهف وأجرت صفقات مع الآخرين
كانت قد ساعدتهم من قبل، والتبادل مقابل أنابيب خيزران فارغة للحصول على أجزاء قابلة للاستخدام من ذئب العين
الذهبية لم يكن صفقة سيئة بالنسبة لهم. فوافقوا على الفور
في النهاية، استطاعت يي تشيانشي أن تحصل على ثلاث أنابيب خيزران فارغة مقابل تفريغ واحدة من أنابيبها
وبقيت لديها أنبوبتان مملوءتان بأجزاء من ذئب العين الذهبية
لم يقل تشي مو ياو شيئ .. . اصطحبها للعثور على تلاميذ طائفة نوان يان
كانت يي تشيانشي ما تزال تتذمر طوال الطريق :
“ ما الفائدة من العثور عليهم أصلاً بعد أن اتفقنا على الافتراق؟”
: “ نفعل هذا من باب ردّ المعروف، على الأقل.
إذا تصرفنا بلطف، فلن يجدوا ما يقولونه لاحقاً .”
فلم يكن أمام يي تشيانشي سوى أن تتبعه على مضض
وأخيرًا، عثر الستة على الفريق الذي يقوده التلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي
لم يكن الفريق قد اجتمع بعد، وبعض الأشخاص ما زالوا مفقودين
كان الأمر مضحكًا نوعًا ما
يبدو أن بعض التلاميذ الذين اختبؤوا كانوا يظنون أن مجموعة شي هواي قد هلكت، فاختبؤوا بإتقان حتى أنهم
لم يدركوا أن الوضع في الخارج قد هدأ
في الواقع، اختفوا بإتقان لدرجة أن رفاقهم لم يتمكنوا من إيجادهم حتى
اجتمع كل من شي زيهي وهان تشينغيوان مع الفريق
اقترب تشي مو ياو من التلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي ليودعه، مصطحبًا يي تشيانشي
: “ كح… مم .” بدا التلميذ في مرحلة الجوهر الذهبي محرجًا بعض الشيء. فقد كان يدرك مدى وقاحتهم في ذلك
الوقت حين حاولوا النجاة بأنفسهم فقط
كان من الطبيعي ألا يرغب تلميذا طائفة يو تشونغ في السفر معهم بعد الآن
وربما كان الافتراق بالفعل أفضل من الاستمرار في غلي الحرج بصمت
انحنى تشي مو ياو، وانحنت معه يي تشيانشي :
“ إذن نودعكم.”، ثم ذهبا للعثور على يو يانشو
كان يو يانشو مصابًا بجروح خطيرة وما يزال فاقدًا للوعي
كان تلميذ طائفة نوان يان قد وضعه في كهف صغير،
وقد أعطي بالفعل حبة داعمة للحياة، ويوجد من يدور طاقته لتسريع تعافيه
كان تشي مو ياو يثق بأن الموجودين هناك سيبذلون
جهدهم لإنقاذ يو يانشو، لأنهم سيكونون موضع لوم إن
مات، وخاصةً نظرًا لمكانته الرفيعة —- سيحمّلون جميعًا المسؤولية بلا شك
اقترب تشي مو ياو من يو يانشو وأمسك بمعصمه،
وبدأ يصب طاقته من جوهر اليونّي داخله لمداواة إصاباته الداخلية
ثم نهض وغادر بعد أن تبقت فقط إصابات طفيفة
لم يترك وراءه أي أثر ، حتى يتمكن من مساعدته دون أن يلاحظ أحد شيئ
ثم غادر تشي مو ياو برفقة يي تشيانشي
كانت لا تزال غير راضية. سارت ببطء متعمد،
وركلت الحجارة في طريقها، دون أن تلقي عليه نظرة واحدة
لم يلمها تشي مو ياو، بل فهم مشاعرها تمامًا. وبعد أن دار في المكان قليلًا، قادها أخيرًا إلى داخل العالم المنعزل
فوجئت بالتغير المفاجئ في المشهد
نظرت إلى بحر أزهار البرقوق الممتد حول بركة اللوتس في الداخل، ثم عادت لتنظر خارج العالم المنعزل، ثم استدارت نحو تشي مو ياو بنظرات متسائلة
تنفس تشي مو ياو بارتياح وقال: “أعتقد أنه بات من الآمن أن أشرح الآن.
لم أستطع قول شيء في الخارج خشية أن يسمعنا أحد.”
وأثناء حديثه، استدعى قرني الغزال ليظهرا على جبينه
حدقت يي تشيانشي فيه مذهولة، ثم أخذت تنظر حولها،
وعيناها تلمعان فجأة : “ ما الذي حدث بحق السماء؟”
الشكوك قد بدأت تدور في قلبها منذ لحظات…
روى تشي مو ياو لها كل ما حدث وصولًا إلى عقد الروح مع غزال اليُوني عديم اللون
وبعدما استمعت يي تشيانشي لكل شيء،
لم تتمالك نفسها وبكت بحرقة، ثم ذهبت لتُلقي نظرة على الغزال الصغير
بالنسبة لتلاميذ طائفة يو تشونغ مثلهم،
فإن فقدان غزال اليُوني يُعد من أكثر الأخبار فداحة
كان الحزن يغمر أرواحهم بكل معنى الكلمة
ركع تشي مو ياو بجانب يي تشيانشي وربت على شعرها قائلاً:
“شيجي ، نحتاج إلى صيد جيلينغشو لأنني أذكر أن يشم اليونفي من الكنوز التي يمكننا استبدال النقاط بها.
الغزال الأم لم تطلب مني البقاء داخل التشكيلة ،
بل اختارت عقد روح معي كي أحمي صغيرها .
علينا أن نوفر للغزال الصغير بيئة مناسبة للعيش من خلال
إخراجه من هنا.
ولهذا، نحتاج إلى الحصول على يشم اليونفي .”
يشم اليونفي يحتوي على تيار لا ينضب من الطاقة الروحية، ويُعد من كنوز العالم
وغالبًا يُستخدم لصنع منصة لوتس يتأمل عليها المزارعون،
ليساعدهم على امتصاص كميات أكثر كثافة من الطاقة الروحية
إلا أنهم لم يكونوا يسعون إليه لهذا الغرض، بل كانوا يريدونه ليصنعوا به عُشًا للغزال الصغير
تابع قائلًا:
“ شيجي ، صيد الوحوش الروحية هو نقطتنا القوية .
السبب الوحيد لعدم تنافسنا على الغنائم سابقًا هو تجنّب
إغضاب طائفة نوان يان، فقد كانت دائمًا تُحسن إلينا .
لكن الوضع مختلف الآن. نحن بحاجة إلى يشم اليونفي .
وكل الاضطرابات التي وقعت في هذه الرحلة تصبّ في
مصلحتنا، لأنها تجعل من السهل علينا تغيير مجرى الأمور.
فنحن قادرون على قلب الطاولة إن لعبنا على نقاط قوتنا .
فقط انظري إلى الطريقة التي عاملونا بها سابقًا.
إن استمررنا في التصرّف بتواضع، فلن ينظر لنا أحد بجدية.
أعلم أن لديكِ كبرياءكِ أيضًا. فلنعمل بجدّ معًا.
هذه المرّة، سنُريهم أن السبب في عدم تنافسنا سابقًا لم
يكن بسبب ضعفنا، بل لأننا اخترنا ذلك .”
أومأت يي تشيانشي برأسها وقبضت يديها بقوة:
“ حسناً. سأبذل قصارى جهدي .”
قالت ذلك، ثم أسرعت بمسح دموعها وركعت أمام الغزال الصغير لتصلي
بعدها، خرجت من العالم المنعزل وهي تقول:
“ شيدي ، هيا بنا .”
: “ حسنًا!”
أخفى تشي مو ياو قرنيه على الفور وتبعها
كانت الشيجي يي هذه قد تكون غير موثوقة أحيانًا،
لكن عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الوحوش الروحية، كان يثق بها تمامًا
بل في الحقيقة ، كان يظن أن يي تشيانشي كانت الأجدر بعقد الروح مع الغزال
كانت مؤهلاتها أفضل، ولديها حبّ حقيقي للحيوانات
على عكسه، الذي ظل طوال الوقت في وضع غير مستقر بين
طائفة هي هوان وطائفة يو تشونغ
لكن الوقت لم يكن في صالحهم آنذاك، وكان هو الوحيد المتاح
وهذا يُجسّد أحد الأمثال المتداولة في عالم الزراعة
[ المكان المناسب، والزمان المناسب ]
وبعد أن انفصلا عن فريق طائفة نوان يان،
أصبح بإمكان تشي مو ياو ويي تشيانشي أن يتصرّفا كما يشاءان
ولأن تشي مو ياو لم يكن يستخدم تشيوتشيو في المعارك نظرًا لقدراته الخاصة ، فقد كان ثعلب يي تشيانشي الأحمر كافي
حتى وإن كانا من طائفة يو تشونغ، فإن التعامل مع وحوش الجيلينغشو لم يكن يخلو من الإصابات
لحسن الحظ، امتلك تشي مو ياو قدرة شفاء فورية كانت
تعمل بمجرد وقوع الإصابة
وهكذا، واصلا الكفاح والمثابرة
كل عملية صيد بمثابة حرب استنزاف ،
إلا أنهما كانا قادرَين على كسبها، لحسن الحظ
وبعد خمسة أيام، بدأت جهودهما تُؤتي ثمارها
وأثناء تنقلهما ، التقيا مجددًا بـ شي زيهي و هان تشينغيوان،
وتبادلا معهما بعض الكلمات المختصرة
علم تشي مو ياو من خلالها أن يو يانشو قد استعاد وعيه بالفعل، لكن لا يزال يعاني من بعض الإصابات التي تُقيّده في الكهف ريثما يتعافى
و لحسن الحظ، لم تكن هناك مشاكل خطيرة
تنفّس تشي مو ياو الصعداء عند سماعه هذا الخبر
وفي تلك الليلة، وبينما تشي مو ياو ويي تشيانشي يبحثان عن الجيلينغشو، سمعا أصوات معركة
في البداية، أراد تشي مو ياو اصطحاب الشيجي والابتعاد،
لكن هجومًا ناري عنيف كشف له على الفور أن الأمر يتعلق بمجموعة شي هواي
فقال بعد لحظة من الذهول:
“ شيجي اختبئي مع توتو أولًا .”
: “ هاه؟ ولماذا أختبئ لمجرد أن هناك من يتبادلون
التعويذات ؟”
كان تبادل التعويذات مشهدًا شائعًا في عالم الزراعة
ولم يكن هناك ما يدعو للخوف ما دام كل من في التشكيلة
حاليًا من مزارعين في نفس المرحلة
ولا تكون الحاجة للاختباء إلا عند تدخل مزارعين من مرحلة الجوهر الذهبي أو أعلى
هزّ رأسه قائلاً:
“ بل عليكِ الاختباء .
أشك أن شي هواي قد خرج عن السيطرة .”
رغم شكوك يي تشيانشي، إلا أنها أمرت توتو بحفر حفرة اختبأت فيها
فهي دومًا ما تستمع إلى تشي مو ياو
وبعد أن تأكد من أن يي تشيانشي بأمان،
اندفع تشي مو ياو نحو مصدر القتال،
وكما توقّع، رأى شي هواي وقد فقد السيطرة تمامًا
كان شي هواي قد أُصيب إصابات خطيرة،
ونتيجة لضعف وعيه الذاتي،
أصبح عرضة لتأثير تنين الهوي فانزلق إلى حالة من الجنون
من المفترض أن يكون سونغ وييو و زونغ سيتشن قد أنقذاه مسبقًا ،
لكن بما أن إصاباته لم تكن قد شُفيت بالكامل ،
فقد بدأ بفقدان السيطرة مرة أخرى
وعندما وصل تشي مو ياو، كان سونغ وييو وزونغ سيتشن يحاولان بشق الأنفس السيطرة عليه
بدا أنهما يريدان إيقاف هيجانه دون إيذائه
لكن للأسف، لم يكن لأي من أدواتهما الروحية أو هجماتهما أي تأثير،
بل إن شي هواي كان قد جعلهما على وشك الركوع من شدة الضغط
لم يعد شي هواي يميز بين عدو وصديق بعد أن فقد السيطرة
كل ما كان يدركه هو أن سونغ وييو وزونغ سيتشن يعترضانه،
لذا كان يهاجمهما دون تمييز
أما الآخران، فقد كانا مصابين بالفعل وغير قادرين على
التحرك برشاقة كما في العادة،
فكيف لهما إذن أن يروّضا شي هواي وهو في حالة هيجان؟
كانت زاوية فم سونغ وييو تنزف دمًا،
تنهد وهو يشاهد شي هواي يُدمّر الأداة الروحية من نوع القيد:
“ كيف لا يزال يقاتل مع كل تلك الإصابات ؟”
أما زونغ سيتشن، فقد كان ملقى على الأرض، غير آبه باتّساخ أرديته ،، بل إنه لم يعُد يملك حتى الطاقة الكافية للكلام
استند سونغ وييو إلى جدار حجري، ممسكًا بصدره وهو يسأل:
“ هل مُتّ ؟”
: “… لا ...” أجاب زونغ سيتشن أخيرًا :
حتى هذا الرد المختصر بدا وكأنه استنزف ما تبقّى لديه من طاقة : “ لكنني سأموت قريبًا.”
اتّكأ سونغ وييو بيأس على الصخور وقال:
“ أن يفقد السيطرة في الأوقات العادية شيء،
لكن أن يفعلها وهو بهذه الحالة؟
إن ذهب إلى تلك الطوائف المعروفة بالصلاح وهو على هذا
النحو، سيذبحونه فورًا…
تبا، ربما من الأفضل أن نقتله نحن أولًا .”
“…”
سأله مجددًا :
“ زونغ سيتشن هل متَّ الآن ؟”
أجابه زونغ سيتشن:
“ سيد الطائفة الشاب أحرق فرشاتي بالكامل… لمَ لا تقتلني أولًا أنت ؟”
: “ تف تف أبعد الفأل السيء … ليس الوقت مناسبًا للثرثرة .”
في هذه اللحظة ، كان شي هواي يقترب منهما
أمسك سونغ وييو بمطرقته، لكنه لم يستطع أن يقسو عليه في النهاية
{ ليكن ، ، في أسوأ الأحوال سأموت هنا …
لقد بذلنا ما في وسعنا على أية حال }
ثم رأى شي هواي الذي يقترب منه يختفي فجأة،
ويحلّ مكانه زهر خوخ وفراشات بيضاء وأضواء متألقة
اتسعت عيناه وهو يحدّق في محيطه باحثًا عن أي أثر لشي هواي، لكنه لم يجد شيئ
{ تَعويذة أوهام طائفة هي هوان… أيعقل أن آ-جيو هو من خطفه ؟ }
الأغرب من ذلك، أن ضوءَين فضيَّين دارا حولهما بعد زوال التعويذة ،
وخفّ الألم الذي كانا يشعران به، رغم أنه لم يختفِ تمامًا
لكنه على الأقل لم يعُد يهدد حياتهما
وأغرب ما في الأمر ، أن فرشاة زونغ سيتشن التي أُحرقت
قبل قليل قد عادت كما كانت تمامًا ، وكأن شيئًا لم يكن،
مما أعاد له الرغبة في الحياة من جديد
قال سونغ وييو بصوت خافت:
“ هل تمتلك طائفة هي هوان تعاويذ شفاء كهذه ؟”
ردّ زونغ سيتشن:
“ ربما هي أداة روحية من نوع الشفاء .”
: “ ليست سيئة… سنتأكد لاحقًا ونسأله من أين اشتراها،
بعد أن يُمسكه سيد الطائفة الشاب .”
————-
تشي مو ياو قد حمل شي هواي على ظهره إلى وادٍ جبلي ناءٍ
بما أن الجيلينغشو، وهو الهدف الأساسي من هذه الرحلة ،
يعيش في الغابات، لم يكن هناك من يتجول في أعالي الجبال
ولأجل الحيطة ، نشر تشي مو ياو تشكيل وهم طائفة هي
هوان عند دخوله ، ليمنع أي أحد من الاقتراب
ولحسن الحظ، وجد كهفًا مناسب
يبدو أن مزارع كان قد سكن هذا الكهف في وقتٍ ما،
فقد احتوى على سرير حجري وبعض الأغراض القديمة
ربما لجأ إليه أثناء عاصفة من نوعٍ ما
رتّب تشي مو ياو المكان ووضع غطاءً على السرير الحجري ثم وضع شي هواي عليه
{ اههخ ثقيل جدًا… }
حتى مزارعًا خالِدًا مثله شعر بأن شي هواي طويل وضخم بشكل مبالغ فيه
كان حمله يُرهقه حقًا
وأصعب ما في الأمر ، كان طول ساقيه
حتى بعد أن رفعهما معًا، بقيتا تجرّان على الأرض،
فاضطر لإعادة ضبط وضعه من جديد
رغم امتلاكه تقنية الركض السريعة لطائفة هي هوان،
إلا أنها لم تكن مصممة لحمل شخص آخر أثناء استخدامها
أكثر ما لفت انتباهه أثناء حمل شي هواي كان درجة حرارة جسده
فرغم وجود الرداء المسحور ، كان لا يزال يشعر بحرارة صدره المرتفعة بشكل غريب
بينما قد يكون محبوبًا في الشتاء ، إلا أن شي هواي كان حارًا جدًا ليُحتمل في الصيف
استلقى شي هواي فاقدًا للوعي على السرير الحجري،
و عيناه مغمضتان ووجهه الوسيم لا يزال يحمل آثار الجروح
لم يبقَى من غروره الجامح المعتاد أي أثر ،
بل حلّ مكانه سكون هادئ
استمر تشي مو ياو في نقل جوهر اليونّي الحقيقي إلى جسد شي هواي ، ولم يتنفس الصعداء إلا بعد أن تأكد من أن حالته بدأت تستقر
بعد أن انتهى من علاجه ، ساعده في تنظيف آثار الدم المتبقية عليه،
لكن شي هواي لم يُبدِ أي علامة على استيقاظه
اقترب تشي مو ياو ليلقي نظرة أقرب
هذه أول مرة يراه فيها في محيط جيد الإضاءة
نظرة واحدة فقط كانت كفيلة بجعل قلبه يرتجف، فأبعد نظراته بسرعة بعيدًا
ظل قلبه يخفق بعنف ،
فرفع يديه إلى وجنتيه وفركهما مرارًا في محاولة لتهدئة نفسه
ثم وضع يده على رأس شي هواي ليتأكد من أن الجرح هناك قد التأم تمامًا
بعدها ، فتح ياقة رداء شي هواي ليتفقد الجروح على جسده
فبحسب ما رآه في ساحة المعركة، بدا أن ذراعه أُصيبت،
ولهذا شدّ ردائه قليلًا ليتفحصه عن قرب
وبعد أن تأكد من أن الإصابة قد عُولجت ،
ألقى نظرة أخيرة عليه، لكن وجهه احمرّ فجأة
{ لقد… لقد سحبت ردائه … }
ابتلع تشي مو ياو ريقه بصعوبة وهو يحدق في صدر شي هواي المشدود والعضلات المرسومة بدقة
لم يستطع إلا أن يُطيل النظر
{ جميل… }
لكن في النهاية، سارع بإعادة الرداء إلى ما كان عليه،
وسعل قليلاً ليغطي على ارتباكه،
محاولًا دفن تلك الأفكار في أعماق عقله من جديد
ثم لمس بإصبعه جرس الكنوز المتعددة المعلق على شي هواي
وبعد أن أمعن النظر داخله لفترة، أخرج زجاجة ياقوتية،
شمّ محتواها، ثم نظر إلى الزجاجة نفسها
تذكّر أن شي هواي أخبره ذات مرة أن لديه مرهمًا يعالج أي
إصابة بسرعة كبيرة
{ لا بد أن هذه هي الزجاجة المقصودة }
أخذ كمية لا بأس بها من المرهم ووضعها في صندوق الأدوية الخاص به،
ليصنع لاحقًا ذريعة بأن إصابات شي هواي شُفيت بفضل هذا الدواء وليس بسببه
سونغ وييو وزونغ سيتشن لم يتمكنا من فتح جرس الكنوز
المتعددة الخاص بشي هواي،
لذا لم يكن أمامهما إلا استخدام ما بحوزتهما من حبوب ومراهم لمعالجته
لكن ما امتلكاه لا يُقارن بما يحويه جرس كنوز سيّد طائفة شاب من كنوز عالية الجودة
————-
لم يستيقظ شي هواي بعد مرور بعض الوقت،
فتملك تشي مو ياو بعض الحيرة
أمسك بيد شي هواي ليتفحصها،
فاكتشف شيئًا غير طبيعي —-
نيران تنين الهوي داخل جسده تتأجج بعنف
وبالنظر إلى عبوس شي هواي، كان من المحتمل أنه يتعذب في هذه اللحظة
تملك تشي مو ياو بعض الذعر
أراد أن يخفف عن شي هواي، لكن قدرته العلاجية لم
تستطع فعل شيء تجاه نيران تنين هوي
بعد لحظة من التردد، صعد على السرير الحجري
: " سوف أُساعد شي هواي... على سحب القليل فقط..."
شعر تشي مو ياو ببعض الإحراج ، لذا نقر منتصف جبين شي هواي
أغلق حواس السمع والشم والرؤية والطاقة الروحية لدى شي هواي
سابقاً لم يكن قادرًا على فعل مثل هذا الشيء ،
ولكن بفضل العقد الروحي ، أصبح بإمكانه الآن فعل العديد
من الأشياء ، حتى السيطرة المؤقتة على شي هواي
بعد لحظة تفكير، فك تشي مو ياو الشريط الأحمر حول عنقه واستخدمه على معصمي شي هواي لتقييده
شعر بالاطمئنان أكثر الآن
هذا يجب أن يجنبه الإحراج الشديد من الاستمرار لاحقًا
أرسل تشي مو ياو طاقته الروحية بإصبعين لجعل شي هواي ينتصب
وبدون الظلام ، رأى كل التفاصيل المحرجة بوضوح تام
حدّق بصمت في انتصاب شي هواي وابتلع بصعوبة وقلق
شعر فجأة بالفخر لأنه تمكن من تحمل هذا لمدة ثلاث سنوات
لم يكن سابقاً حقًا طفلاً بكّاءً
لم يدرك مدى صعوبة ظروف زراعته المزدوجة معه
بتكبده معاناة ، تدرب حتى وصل إلى مرحلة بناء الأساس
أجبر تشي مو ياو نفسه على الاستمرار بغض النظر،
وتحرك للاسفل بوصة بوصة على هذا القضيب الضخم
الآن وهو يحاول هذا مجدداً بعد فترة طويلة،
اكتشف أنه كان صعبًا بنفس صعوبة المرة الأولى التي حاول فيها
ولكن قبل أن يتأقلم، رأى عيني شي هواي تنفتحان فجأة —-
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق