Ch25 | TDVWD
عبس شي هواي عندما استيقظ أول مرة
حاول أن يفتح عينيه، لكنه لم يرَى شيئ و كل ما قابله كان ظلام لا نهاية له
ثم اكتشف أنه لا يستطيع السمع، ولا الشم،
ولا حتى استخدام حسه الإلهي لفحص محيطه
حتى يداه بدتا مقيدتين
فقدان كل هذه الحواس من شأنه أن يجعل أي شخص يشعر بعدم الارتياح
خاصة وأن حالته الراهنة كانت... غريبة بعض الشيء
كان مألوفًا جدًا لهذه الحالة
نيران تنين هوي التي كانت تجتاحه و استمرت في التجمع عند نقطة واحدة،
حيث أن شخص ما يسحبها بعيدًا
كان يعرف ما هذا
{ إنني أُمارس الزراعة المزدوجة }
بدا أن حاسة اللمس فقط هي التي بقيت لديه
لو كان قد عاد إلى تلك السنوات الثلاث،
لما كان هناك شيء غير عادي فيما يمر به
سأل على الفور: " آ-جيو؟"
ربما لم يتلق ردًا — أو ربما لم يتمكن من سماعه فحسب،
لكن شي هواي كان لا يزال يشعر بمدى ارتباك الشخص الذي 'يزرع' معه
بدا أنه يحاول النهوض والمغادرة
مد يده غريزيًا وأمسك طرف رداء ذلك الشخص بقوة وعجلة ، مجبرًا إياه على الجلوس مرة أخرى
ارتجف جسد ذلك الشخص عند هذا
ثم تيبس لفترة طويلة
: " آ-جيو... إنه أنت، أليس كذلك؟
لقد كنت أبحث عنك دائمًا، طوال هذا الوقت …." حافظ
شي هواي على قبضته على الرداء بينما يتمتم لنفسه تقريبًا
لم يستطع سماع أي رد ، فقال لنفسه: " آ-جيو … اشتقت
إليك كثيرًا...
لا تختبئ مني بعد الآن حسنًا ؟
عد معي إلى طائفة تشينغ زي وسأخبر الجميع أنك شريك زراعتي ، حسنًا؟"
ومع ذلك، لم يتلق أي رد
في الواقع، شعر أن ذلك الشخص كان يحاول الهرب
فسحبه بسرعة و عكس وضعه وثبته تحته
الشيء الذي كان يخشاه أكثر في هذين العامين من البحث هو هروب آ-جيو
الآن وقد تقاطعت دروبهما أخيرًا ، كيف يمكنه أن يسمح لـ آ-جيو بالمغادرة؟
{ يجب أن أجعله يبقى …
لا تذهب !
لا تفعل ذلك ! }
كان ذعره والبحث المجنون الذي خاضه طوال العامين الماضية سببًا في أن يكون تعامله قاسياً بعض الشيء
لم يستطع السيطرة على أفكاره
فثلاث سنوات من الكبت ،
وأكثر من عامين من الشوق ،
لا بد أن تتحول إلى هوس مجنون
والهوس بدوره يجعل الناس يصابون بجنون الارتياب
كوحش رأى دمًا ، كلاجئ لمح طعامًا ،
كشيطان بعينين قرمزيتين…
بعد أن ثبت الآخر تحت جسده ،
رفع شي هواي يديه المقيّدتين وناضل ليلمّس خدّي الآخر ،
محاولًا أن يتحسس ملامح عظام وجهه
لكن يده دُفعت بعيدًا
في تلك اللحظة ، غمره الذعر
كان يخشى بشدة أن يهرب أ-جيو مجددًا،
إلى درجة أنه غفل عن التفكير بما هو القيّد معصميه به أصلًا
فمن ذا الذي قد يكون غبيًا بما يكفي ليستعمل أداة روحية
صقلها هو بنفسه لتقييده بها؟
كانت الفكرة سخيفة إلى حد أن شي هواي لم يفكر ولو
لحظة في أنه قد يستطيع فك قيده
لم يكن أمامه سوى أن يعانق رأس الآخر بين ذراعيه المقيّدتين وينحني ليقبّله
حتى لا يجد آ-جيو مهربًا
كان يريد أن يعرف ملامحه ،
لكنه لم يستطع فعل شيء آخر الآن
لم يكن بإمكانه إلا أن يرسم خريطةً لوجهه بهذه الطريقة
حاجباه، عيناه، أنفه… بالقبلات ——
وشفاهه النحيلة بعض الشيء
{ ماذا يجب أن أفعل ؟
ماذا عليّ أن أقول لأُفهّم هذا الشخص صدق مشاعري ؟
لقد أحبّبت آ-جيو من أعماق قلبي ،،، بصدق …. }
كان قد تخيل هذا الموقف عشرات الآلاف من المرات،
لكنه عندما وقع أخيرًا، تغلّب عليه جوعٌ لا يُشبَع
لم يستطع التوقف عن إغراق ذلك الشخص بالقبلات
وفي الوقت نفسه ، تولّى هو زمام المبادرة في جولة الزراعة هذه ——
تلامست به دموع كثيرة
{ هذا الشخص بكّاءً كما هو تمامًا في ذكرياتي ،،، }
وهذا الإدراك جعله يشعر بسعادة لا توصف …
{ آ-جيو … إنه آ-جيو خاصتي !! }
——————
توجهت مشاعر تشي مو ياو إلى الفوضى —-
لم يكن يرغب في ممارسة الزراعة المزدوجة مرة أخرى إطلاقًا
كان الألم الناتج عن الزراعة مع شي هواي يفوق تصوّره
شعر كما لو أن جسده سيمزق إربًا بفعل تدفّق الطاقة الروحية العارم داخله
أراد أن يتوقف لكن شي هواي لم يسمح له
حاول دفعه بعيدًا عنه ومغادرة المكان،
إلا أن شي هواي لم يزد إلا عنادًا وهيمنة
كان تشي مو ياو يندم الآن على أنه ختم حاسة السمع لدى شي هواي ، إذ أنه لم يسمع توسلاته
بكى حتى انقطع نفسه ، وأغرز أصابعه في ظهر شي هواي
وجذبه من شعره
كان يريد منه أن يتوقف، أن يتركه وشأنه…
لكن شي هواي بدا كمن فقد عقله
كان يهمس بـ”آ-جيو” مرارًا وتكرارًا وسط قبلاته المحمومة
تدفقت نيران تنين الهوي من جسده، وكأنها تحرقه
شعر أن الأمور كانت أفضل عندما كانت يدا شي هواي وقدماه مقيّدة بالسلاسل
على الأقل حينها كان بإمكانه أن يلتقط أنفاسه
ربما كانت أزهار البرقوق خارج مسكن الكهف قد تلطّخت بالدم،
فذلك يفسر العلامات الشبيهة بأزهار البرقوق الحمراء التي امتلأ بها جسده
والهواء، الذي كان مشبعًا في البداية بعطر أزهار البرقوق المنعش،
اختلط الآن أيضًا برائحة زهور الفوتينيا تنبعث من جسد تشي مو ياو
…..
وأخيرًا ، فُرِّغت نيران تنين الهوي التي كانت تدفع شي هواي نحو الجنون من جسده ،
مما حرّره من ألمه وجنونه ، ومن عذاب الشوق كذلك
حين تكون شاباً ، لا تعرف كيف تثمّن الحب
لا تدرك مدى ندرته حتى تقضي عمرًا تبحث عنه
أما الآن ، وقد تمكنا من احتضان بعضهما البعض في أكثر اللحظات احتياجًا،
فقد كان هذا اللقاء أخيرًا… لائقًا وطال انتظاره
كان تشي مو ياو مرهقًا من البكاء
وضع كفه على جبين شي هواي، فغمره وهج فضيّ خافت،
جعله يفقد وعيه وينام إلى جانب تشي مو ياو
استراح تشي مو ياو للحظة على السرير الحجري،
ثم استخدم تقنية التنظيف البسيطة لتنظيف نفسيهما،
وأعاد ترتيب أردية شي هواي
وحين وقف ، كاد أن يترنّح من التعب
فاستعمل تقنيته العلاجية لمعالجة العلامات الحمراء على عنقه وصدره،
وكذلك حنجرته المجهدة وعينيه المنتفختين
لو لم يكن يملك هذه التقنية ، لكان ما مر به اليوم قد تركه نصف ميّت
بعد أن رتّب رداءه ، حمل شي هواي على ظهره وعاد به إلى
مكان قريب حيث كان سونغ وييو وزونغ سيتشن يقيمان
شعر شي هواي بشيء ما، وتمسّك بأردية تشي مو ياو ورفض أن يفلتها،
فما كان من تشي مو ياو إلا أن فكك أصابعه واحدة تلو الأخرى
كاد أن يركله غيظًا عندما أبعده، لكنه في النهاية كبح نفسه
عندما أنقذ شي هواي في البداية،
كانت نظرته إليه مليئة بالودّ،
وكان قلبه يخفق بشيء من الحب الحقيقي
هذه المرة الأولى التي يشعر فيها بذلك طوال حياته
لكن بعد الزراعة المزدوجة؟
شعر أن لقاءه بشي هواي مرة أخرى في هذه الحياة سيكون
مبكرًا جدًا… بل كثيرًا عليه ~
عينا تشي مو ياو أصبحتا باهتتين خالية من الحياة ، وكان بالكاد حاضر الذهن
ببساطة… كان قد ' خُبط حتى فقد عقله ' ~~~
جولة واحدة من الزراعة المزدوجة مع شي هواي كانت
كافية لتجعله في حالة توهان لثلاثة أيام متواصلة
{ لا بأس، لا بأس… نحن ببساطة غير مناسبين لبعضنا البعض }
فهم فجأة بوضوح أنه وشـي هواي ليسا متكافئين
وربما لا يمكن أن يكونا معًا أصلًا
و قبل أن يُفكر بأي شيء آخر ،
فإن ذراعيه وساقيه العجوزتين ببساطة لا تستطيعان تحمّل
جنون الدفع الذي ينتهجه شي هواي
لقد ناقش معه سابقًا أثناء الثلاث سنوات التي قضياها في
الكهف فكرة التعايش السلمي،
لكن للأسف كل ما قاله دخل من أذن شي هواي وخرج من الأخرى
والآن، بعدما لم تعد يدا شي هواي وقدماه مقيّدتين،
أدرك تشي مو ياو بعمق ولأول مرة أن ترك زمام الزراعة
المزدوجة لشي هواي يشبه التوقيع على حكم بالإعدام~~
في كل مرة يزرعان فيها معًا،
يشعر وكأنه ذاهب في رحلة إلى نهر ستايكس ( نهر الموت ) والعودة منه
{ الناس الآخرون يحبون حتى الموت
أما حب شي هواي لي… فسيكون سبب موتي !! }
وبينما يغلي غضبًا في داخله،
خبأ تشي مو ياو ورقة في حضن شي هواي ثم أسرع بالرحيل ليختبئ
لم يخرج من مخبئه إلا بعد أن تأكد أن سونغ وييو وزونغ سيتشن قد عثروا على شي هواي
ثم ذهب للبحث عن يي تشيانشي،
التي تبعته عائدة إلى المجال المنعزل
و نظرت إليه بغرابة وسألته :
: “ رأيت شي هواي وهو يفقد السيطرة . ثم ماذا ؟ أنقذته؟”
: “ ساعدته في علاج بعض إصاباته.”
: “ وهل تعتقد أن شي هواي هو الشخص المناسب لتساعده في هذا الوقت تحديدًا ؟
ماذا لو شعر بأن هناك أمرًا مريبًا واستخدمك كرهينة لأجل
الحصول على صغير الغزال؟”
: “ لن يفعل. لقد أخفيت أثري جيدًا .
ثم إن شي هواي ليس من ذلك النوع من الأشخاص .”
: “ تتحدث وكأنك تعرفه .”
تشي مو ياو صمت ، ولم يجرؤ على الرد
جلس وحده بجانب بركة اللوتس ، وقد شرد ذهنه بالكامل،
ولا يزال منهكًا من آثار ما جرى
لم يكن قد تعافى بعد من الخبط الذي أفقده عقله
فهذا النوع من التحفيز كان كثيرًا جدًا على شخص مثله،
لم يعتاد أصلًا على التمارين المجهدة
رأسه مشوش، وردّات فعله بطيئة حتى الآن
يي تشيانشي فكرت قليلًا، ثم اقتربت منه مجددًا وقالت:
“ أنا لا أقول إنك لا يجب أن تساعد الآخرين،
لكن على الأقل انتظر حتى يكبر صغير الغزال.
غير ذلك، فالوضع سيصبح في غاية الخطورة إذا انكشف أمره، أليس كذلك؟”
من المحتمل أنها ظنت أنها وبّخت تشي مو ياو حتى أصبح في هذه الحالة الغبية
أومأ تشي مو ياو برأسه : “ صحيح ، أعلم أنني كنت مخطئ .
سأكون أكثر حذرًا من الآن فصاعدًا .”
اتكأت يي تشيانشي إلى الخلف وتمددت بتكاسل:
“ لنكتفِ بهذا لليلة ، ونواصل الصيد غدًا .”
: “ حسنًا .”
ـــــ——————
في كهف آخر…
جلس ثلاثة أشخاص متقابلين في وضعية التأمل
شي هواي مطأطئ الرأس ، وعلامات الضيق العميق ترتسم على جبينه
بدا غاضبًا، وفي الوقت نفسه عاجزًا
كان يمسك بورقة صغيرة بين يديه ،
قبضته مشدودة عليها بشدة
عليها كلمات غير متزنة مكتوبة بخط مائل [ لا تبحث عني مجددًا ]
من الواضح أنها كُتبت باليد اليسرى ، في محاولة يائسة لإخفاء هوية الكاتب
كان سونغ وييو يتردد في الكلام مرة تلو الأخرى
أما زونغ سيتشن فكان يرمق الخدوش خلف عنق شي هواي بنظرات جانبية ،
وكأنه يتخيل أن ما خفي تحت أرديته أعظم ~~
كان شي هواي قد غادر في حالة جنون،
لكنه الآن عاد إلى وعيه،
كما بدا قد تعافى بنسبة كبيرة
وحتى شعلة التنين الهائجة في جسده، والتي كانت خارج
السيطرة، بدا أنها قد تم تهدئتها
والشيء الوحيد المفقود من جرس الكنوز العديدة خاصته هو القليل من المرهم
قال سونغ وييو مترددًا:
“ هل الشيخ العجوز… نام معك مجدداً ؟”
فدفعه زونغ سيتشن بمرفقه على الفور ، ثم سعل بخفة وسأل بدلًا عنه:
“ هل وجدت أي دليل هذه المرة ؟
مثلًا، هل عرفت كيف يبدو شكله ؟”
حاول شي هواي أن يتذكّر
حواسه كانت محجوبة جزئيًا ،
كما أن يديه كانتا مقيدة
لم يكن لديه سوى لمسة يده ليتذكّر بها
أجاب استنادًا إلى انطباعه الغامض:
“ وجهه صغير جدًا ،
وأنفه بارز قليلًا لكن ليس في مقدمته .
وشفاهه نحيلة نوعًا ما.”
ظل الاثنان الآخران ينصتان ، لكن هذا كل ما استطاع قوله
قال سونغ وييو وقد بدت عليه الحيرة:
“ إذاً ما الذي يحاول العجىز… أقصد، آ-جيو قوله؟
ماذا يفكر ؟”
توقّع شي هواي:
“ ربما لا يزال لا يريدني أن أجده ”
فصرخ سونغ وييو وقد بدا عليه الانفعال، وارتفع صوته:
“ لكن إن لم يكن يريدك أن تجده ، فلماذا يستمر في الظهور أمامك؟
حتى أنه قام بالزراعة المزدوجة معك هذه المرة !
من أجل ماذا ؟
هل ينوي فقط استخدامك للزراعة ثم لا يتحمّل أي مسؤولية ؟!”
هزّ شي هواي رأسه ، رافضًا الفكرة بوضوح:
“ لا أظن ذلك .
كان يحاول مساعدتي في امتصاص وهج شعلة التنين الهائج .
وبناءً على شدة بكائه أثناء الزراعة ، لا يبدو أنه كان متحمسًا كثيرًا .”
فقال زونغ سيتشن وقد ارتفع حاجباه بدهشة:
“ كيف عرفت أنه كان يبكي بشدة ؟
ألم تكن حاسة السمع لديك محجوبة ؟”
فأجاب شي هواي بهدوء :
“ قبلت دموعه "
لم يتمالك زونغ سيتشن نفسه وانفجر ضاحكًا عندما سمع ذلك، ثم تمتم قائلًا:
“ إذًا أنت من النوع الذي يبادر عندما يهتم بشخص ما "
أما سونغ وييو فبدا مذهولًا وعاجزًا عن الكلام،
وكان يحدق في شفتي شي هواي المتورمتين،
غير قادر على تخيّل مدى العنف الذي كان يُقبّل به
عبس شي هواي جبينه ونظر إليهما ببرود قائلاً:
“ وكأن لكما وجهًا للكلام .
واحد منكما ينصبون عليه في المال ويمضي يومه في
ممارسة الجنس ثم البكاء ،
والآخر ما يزال عذريًا لا يعرف سوى القتال طوال الوقت .”
اختفت الابتسامات من وجهيهما على الفور
لقد طعنهما في أعمق مواضع الضعف لديهما
تابع شي هواي قائلًا:
“ ولماذا تستمرّون في مناداته بالعجوز ؟
هو في مرحلة بناء الأساس الآن ،
ومتوسط العمر في هذه المرحلة يصل إلى ثلاثمئة عام ،
ما يعني أنه في أوج شبابه .
ذلك الذي يُدعى غوان نان عمره يقارب الأربعمئة،
ولا أرى أحدًا منكما يناديه بالعجوز !
وحتى لو كان عجوزًا فعلًا ، فالرجال الأكبر سنًا… يشعرون أفضل !”
بمعنى آخر ، الأمر كله يعتمد على الشكل الخارجي ~~
و كيف تجرؤان على قول كل هذا دون حتى أن تريا كيف يبدو شكله ؟
لوّح شي هواي بمذكرة الورق الصغيرة بتفاخر
“ ترون هذه ؟
آ-جيو كتبها خصيصًا لي.
لقد جاء فور فقداني للسيطرة ، وساعدني على امتصاص
وهج شعلة التنين الهائج وشفاني .
هذا يعني أنه يراقبني طوال الوقت .
فقط، أنا من قلت كلمات خاطئة في الكهف جعلته يظن
أنني أبحث عنه فقط كوسيلة لتفريغ طاقتي .
ولهذا السبب يتجنّبني .”
تمتم سونغ وييو :
“ يبدو لي أنك خاطرت بحياتك لقتال الذئاب السماوية ، لذا
أنقذك كرد جميل حتى لا يدين أيّ منكما للآخر بشيء…”
: “ اصمت!”
فأطاعه سونغ وييو والتزم الصمت
لم يعلّق شي هواي بعد ذلك بشيء
في الحقيقة هو من أجبر تشي مو ياو على الزراعة المزدوجة هذه المرة ،
والدليل هو مدى مقاومة تشي مو ياو له طوال الوقت
وأخيرًا فهم سبب الجرح في لسانه — لقد عضّه
ومع ذلك ، كان راضيًا مثل دبٍّ وجد خلية نحل واغتنمها
لكن حتى القُبَلات هذه المرة لم تكن كافية
كان يريد أن يبقى آ-جيو بجانبه إلى الأبد ،
ليواصلا الزراعة المزدوجة معًا
لم يستطع تخيّل شيء أكثر متعة من الزراعة مع آ-جيو
و تساءل في نفسه كيف تسير أعمال بناء السرير الجديد في مقرّه
في النهاية ، لم يصل الاثنان الآخران إلى أي استنتاج —-
النتيجة الوحيدة: شي هواي فقد السيطرة ، فآ-جيو أخذه ،
نام معه ، ثم رماه في مكان ما ~
{ يا لقساوته هذا الـ آ-جيو
لكن بما أنه ساعد شي هواي، فلم يكن بوسعنا قول الكثير }
———-
عندما صادف فريق شي هواي تشي مو ياو في المرة التالية، كان الأخير يصطاد الجيلينغشو برفقة يي تشيانشي
وقد واجه الاثنان مأزقًا حقيقيًا ؛ إذ كان هناك ثلاثة
جيلينغشو في هذا العش ،
بينما لم يكونا سوى شخصين فقط
حتى خوض معركة استنزاف سيكون أمرًا بالغ الصعوبة
اضطر تشي مو ياو إلى استخدام التشكيلات،
فحاصر اثنين منها بلفّة من يده،
تاركًا الثالث للشيجي يي تشيانشي وثعلبها الأحمر
لكن ظهور فريق شي هواي المفاجئ شتّت انتباه تشي مو ياو،
مما أتاح لأحد الجيلينغشو المحتجزين في التشكيل أن يفلت وينقضّ عليه
لكن شي هواي وصل إلى جانبه بسرعة وركل الجيلينغشو بعيدًا
راقب تشي مو ياو الجيلينغشو وهو يرسم قوسًا مثاليًا في السماء ،
ثم اصطدم بالجبل ثم سقط أرضًا ، ليموت على الفور
في تلك اللحظة ، شعر تشي مو ياو فجأة بأن شي هواي كان
يُراعيه في المرة السابقة
فعلى الرغم من أنه لم يكن قد قيّد ساقي شي هواي وقتها ،
إلا أن الأخير اقتصر على الاصطدام به فقط،
ولم يركله في الهواء كما فعل بالوحش
تظاهر تشي مو ياو بالهدوء وتابع استخدام التشكيلات لحبس الجيلينغشو الآخر
أما شي هواي، فلم يكن مهتمًا كثيرًا بالصيد
مدّ يده وربّت على جبهة تشي مو ياو ، محاولًا أن يتحسس
ما إذا كانت هناك أي آثار لشعلات تنين الهوي داخل جسده
عبس جبينه عندما لم يجد شيئ
ظل يحدّق به لفترة ، ثم بدأ يحاول فكّ ياقة قميصه ليتفقد
إن كانت هناك علامات حمراء على جسده
لاحظت يي تشيانشي ما يفعله، فخلعت أحد حذائها ورمته باتجاهه وهي تصيح :
“ ما الذي تفعله أيها المنحرف ؟!”
لكن الحذاء طار بعيدًا قبل حتى أن يلمس شي هواي
لم يردّ شي هواي على هجومها، بل سأل بدلًا من ذلك:
“ لماذا لا تتحرك مع فريق طائفة نوان يان؟”
لم يكن بمقدور تشي مو ياو التحرك أثناء تثبيت التشكيلة، فأجاب :
“ لم يكن مناسبًا في ذلك الوقت .”
: “ ممم …” حدّق شي هواي في الشريط الأحمر حول عنقه،
ثم جذب كمّ قميصه وقال:
“ هذه الملابس المسحورة لا تليق بك.”
فأجابه :
“ أعتقد أنها مناسبة…”
رفع شي هواي جرس الكنوز العديدة خاصته فجأة وقال:
“ اختر واحدًا مما في الداخل .”
: “ ك-كيف يمكنني أن أرى ما بداخله؟
إنها أداة تخزين روحية !”
: “ آه؟ لا يمكنك فتحها هاه؟” تظاهر شي هواي بالدهشة، ثم أكمل :
“ إذن، أدخل طاقتك الروحية ليعترف بك كمالك ثاني ،
بعدها ستتمكن من فتحه بنفسك .”
فقال تشي مو ياو بسرعة :
“ لا شكرًا .”
: “ قلت لك افعل ، إذن افعل .”
كان شي هواي سيكتشف أن تشي مو ياو قادر على فتح جرس الكنوز العديدة إن أدخل طاقته الروحية فيه
وعندها، ستتضح هويته بوصفه “آ-جيو” دون شك
لكن شي هواي لم يخرج خالي الوفاض من هذا اللقاء،
فقد بات على يقين الآن أن آ-جيو يستطيع التحكم في أدواته السحرية،
وهذه ليست قدرة يكتسبها الشركاء في الزراعة المزدوجة عادةً،
بل هي من خصائص طائفة هي هوان،
التي بإمكانهم امتصاص طاقة الطرف الآخر وتنقيتها،
ولهذا كان هذا الأثر موجود
قال تشي مو ياو، مشيرًا إلى وحش الجيلينغشو بعنقه :
“ إذًا، ساعدني في القضاء عليهما .”
فقتلهما شي هواي بسرعة مذهلة بمجرد أن رفع يده،
وكأنهما لم يكونا سوى ورقتين هشّتين
مدّ تشي مو ياو يده وأرسل طاقة الغزال إلى جرس الكنوز العديدة، إلا أن الجرس لم يُبدِي أي استجابة
ألقى شي هواي نظرة حائرة على الجرس، ثم استدار وغادر ببساطة
تَبِعَه سونغ وييو، لكنه أرسل صوتًا موجهًا فقط إلى زونغ سيتشن وهو يقول:
“ كنت أعلم أنه لا يمكن أن يكون هذا الفتى الجميل هو المقصود .
السيد الشاب فقط يتمنى أن يكون آ-جيو جميلًا ، ولهذا بدأ بأوسم شخص أولًا .”
سأله زونغ سيتشن:
“ ولِمَ كنت واثقًا من أنه ليس هو ؟”
فأجابه :
“ من نظرة عينيه طبعًا .
عيون كبار السن تعكس تقلبات الحياة .
أنظر إلى عيني هذا الفتى ، هل تبدوان كعيون شخص في التسعين ؟”
ألقى زونغ سيتشن نظرة إلى الوراء وقال:
“ بل تبدوان غبيّتين قليلًا .”
فردّ عليه سونغ وييو:
“ إذن هو ساذج ، لا أكثر .”
وما لم يكونا يعلمان به، هو أن نظرات تشي مو ياو بدت غبيّة فقط لأن السيد الشاب شي هواي قد ' أفقده صوابه ' تمامًا
إلى حد أنه لا يزال يتعافى حتى الآن ~
⸻
ركن الكاتبة :
شي هواي: أنظروا إلى هذا الفتى الجميل…
هذه زوجتي التي خاطرت بحياتي من أجلها .
وبعد لحظة : هل ترون ذاك الظل الهارب بسرعة ؟
إنها زوجتي التي أرعبتها بقوتي !
ما رأيك يا شي هواي في الزراعة المزدوجة ؟
إدمان !
تعليقات: (0) إضافة تعليق