Ch3 | TDVWD
ربما بدأ الهواء في الكهف يزداد اختناقًا،
أو لعل شي هواي أخيرًا بدأ يصدق أن تشي مو ياو لا يضمر له نوايا سيئة —
في كل الأحوال ، كان ذلك أول مرة يبادر فيها شي هواي بالكلام :
“ ما اسمك ؟”
لم يرغب تشي مو ياو في قول اسمه الحقيقي،
فهو بحاجة لترك مخرجٍ لنفسه إن تمكن من الهرب
فكلما قلت المعلومات التي يفضحها، زادت فرصه في النجاة
إن لم يعرف شي هواي اسمه، فلن يتمكن من تعقبه أو قتله لاحقًا
قال باختصار :
“ أنا التلميذ التاسع لمعلمتي ،
يمكنك مناداتي بـ شياو جيو "
ثم فكر في فارق العمر الكبير بينه وبين شي هواي،
فهو في عُمرٍ يجعله جدّه في عالم البشر تقريبًا
لذا شعر أن مناداته بـ ' شياو جيو ' تبدو خاطئة قليلًا،
فتمتم بتردد :
“ أو… يمكنك مناداتي بـ الجد جيو…
لا، لا، انسَى ذلك ، نادِني آ-جيو أفضل .”
( شياو = الشاب )
أما شي هواي، فلم يكن يكترث حقًا باسمه،
فلم يمانع استخدام لقب أو اسم مؤقت فحسب
سأله مجددًا:
“ أأنت أيضًا ترتدي زيّ طائفة هي هوان الوردي وتحمل
المروحة الدائرية ؟”
: “ أجل. أنا التلميذ الذكر الوحيد في طائفتي ،
ولا أتمتع بموهبة تذكر .
لا يقيم في الطائفة إلا عدد قليل طوال العام ،
ولا أحد يعتني بي.
أتلقى الطعام والملبس مثل باقي الأخوات الكبار والصغار في الطائفة .”
كان زيّ طائفة هي هوان عبارة عن رداء وردي وأبيض مطرّز بأزهار الخوخ،
وتُعلّق سلسلة مزينة بأزهار الخوخ وفراشات بيضاء على الكتف
وتحوي الخرزات المعلقة فيها سلاحًا خفيًا خاصًا بالطائفة
طائفة هي هوان فلطالما عشقوا أزهار الخوخ،
لأن الحظ الأفضل لديهم هو ' حظ أزهار الخوخ '
( 桃花运 – ويقصد به الحظ الرومانسي أو التوفيق في العلاقات ،
وهو أمر أساسي في طائفة تعتمد على الزراعة المزدوجة…)
و المروحة الدائرية هي الأداة الموحدة لجميع أعضاء الطائفة .
أما إن كانت قوتك الروحية عالية بما يكفي لإخفاء هويتك عند الخروج ،
فبإمكانك إخفاء المروحة على هيئة سيف .
لكن تشي مو ياو لا يزال بعيدًا جدًا عن ذلك المستوى.
فأداته المهارية لم تكن سوى… مروحة دائرية لا أكثر
من الواضح أن شي هواي لم يكن من محبي الملابس الوردية،
إذ سأل باستخفاف:
“ ألا يسخر منك أحد عندما تخرج وأنت رجل يرتدي رداء وردي ؟”
أجاب تشي مو ياو بنبرة مظلومة :
“ أنا لا أغادر الطائفة في العادة .”
سأله شي هواي مجددًا، وقد بدا عليه الاستغراب:
“ كيف دخلت طائفة هي هوان ؟
أليسوا طائفة يقبلون التلميذات الإناث فقط ؟”
رد تشي مو ياو بمراوغة :
“ هل ستصدقني إن قلت إن شكلي ليس سيئًا ؟”
قال شي هواي بيقين :
“ طبعًا ،
لا بد أن جمالك فوق المتوسط إن قبلوك في طائفة هي هوان بصراحة .”
أسند تشي مو ياو ذقنه إلى ركبتيه،
يتذكر ما جرى له بعد أن انتقل إلى هذا العالم، وقال:
“ كنت في الأصل لاجئ من العالم البشري .
وُلدت في مدينة مزّقتها الحروب،
أرضها متجمدة ،
وكان الناس يتضورون جوعًا في كل مكان.
لم يكن أمامي سوى اللحاق بالحشود نحو مدن أخرى.
كدتُ أن أموت جوعًا مرات عديدة أثناء الرحلة.
ثم ظهر الخالدون … لكنهم كانوا يأخذون الفتيات فقط.
كنتُ جائعًا جدًا، لذا اعتمدت على مظهري وتسللت بينهم .”
سكت شي هواي للحظة ، وكأنه بدأ يفهم ما الذي حدث،
لكنه ظل متسائلًا:
“ولم يكتشفوا أنك صبي؟”
أجاب تشي مو ياو بابتسامة باهتة:
“ اكتشفوا ذلك حين عدنا وبدأوا بترتيب الحمامات .
في البداية أرادوا طردي ، لأنهم لم يملكوا طرق زراعة مناسبة للذكور ،
لكنهم أشفقوا على حالي في النهاية ، وسمحوا لي بالبقاء
ومساعدتهم في شؤون الطائفة.
أنا مسؤول عن توزيع الإمدادات على الجميع .”
في الحقيقة ، لم تبقِي طائفة هي هوان على تشي مو ياو بدافع الشفقة
السبب الحقيقي كان أنه وسيم بشكل لا يُصدق.
حتى وهو طفل، كانت ملامحه تشير إلى أنه سيغدو في المستقبل جمالًا نادرًا لا يُضاهى
كان شكله مدهش لدرجة أن الطائفة كسرت قوانينها من أجله
من التلميذات إلى الشيوخ ، أصبح الجميع في الطائفة مهووسين بجماله
فمن ذا الذي لا يرغب في الاحتفاظ برجل جميل كهذا في
أرجاء الطائفة ليكون مظهرًا يُمتع العين بين الحين والآخر؟
لكن تشي مو ياو لم يذكر شيئ من ذلك.
جزئيًا لأنه لم يرغب أن يبدو مغرورًا،
وجزئيًا لأنه لم يشأ أن يترك لـ شي هواي أي خيط يقود إليه لاحقاً
كان من الأفضل أن يعطي انطباع بأنه لا يزيد عن “فوق المتوسط” بقليل
فذلك سيجعل من السهل عليه الاختباء لاحقًا،
بما أن هناك الكثيرين في عالم الزراعة بمظهر مشابه
فجميع المزارعين يتمتعون ببشرة صافية وأجساد صحية بعد قص الشعر وتنقية النخاع،
وأولئك الذين يصنفون ضمن “الوسامة فوق المتوسطة” لم يكونوا نادرين،
أما الجمال الحقيقي… فهم قلائل
بدت علامات الشك على شي هواي، ثم سأل:
“ ذلك العجوز اللعين قال إنك كبير في السن ،
وأنت اعترفت بأنك لا تملك الكثير من العمر .
فلماذا يبدو صوتك شابًا ؟”
: “ جزء من تقنيات طائفة هي هوان تهدف إلى الحفاظ على الشكل الخارجي .
معظم التلميذات يخترن تثبيت مظهرهن في سن
السابعة عشرة أو الثامنة عشرة ،
ما لم يكن هناك سبب يدعو للتغيير .”
ففي عالم الزراعة ، العمر المتوقع للفرد مرتبطًا بسرعة تقدّمه في الزراعة .
• مرحلة تنقية الطاقة (تكرير تشي) تمنحك عمرًا يقارب مئة عام.
• أما الانتقال إلى مرحلة بناء الأساس، فكان يعني ثلاثة قرون من الحياة .
إذا بلغ الشخص مرحلة بناء الأساس في سن المراهقة،
فإن مظهره سيبقى على تلك الهيئة لمدة تزيد عن مئتي عام
أما إن بلغها في السبعين أو الثمانين، فصحيح أن متوسط عمره سيرتفع،
لكن مظهره سيظل كما هو: هرِمًا، متجعد الوجه، ضعيف الجسد
خذ الشيخ طبيب الأعشاب كمثال—خدّاه الغائران وبقعه
العمرية لا تزال واضحة عليه حتى الآن
لذلك ، فإن المزارعين الشبان أصحاب المظهر النضر
والمرحلة العالية من الزراعة، كانوا يُعتبرون عباقرة في عالم الزراعة
و طائفة هي هوان الاستثناء الوحيد ،
فهي طائفة تعتمد على الجمال في طريقتها في الزراعة ،
ولذا من الطبيعي أن تولي اهتمامًا بالغًا للمظهر ،
بل وتطور تقنيات خاصة للحفاظ عليه ——-
شي هواي لم يكن يعرف الكثير عن هذه الطائفة من قبل،
بل إنه لم يرها يومًا تستحق اهتمامه
لكن الآن، وبعد لقائه بـ تشي مو ياو، تغيّر الأمر
لذا، سأله مرة أخرى بعد أن استمع لتفسيره:
“ وكم عمرك الحقيقي ؟”
رد تشي مو ياو بنبرة طبيعية:
“ سبعة وثمانون عامًا .”
تغيرت ملامح شي هواي أخيرًا بعد أن كانت دومًا لا مبالية:
“ أنت بهذا العمر ؟!”
“…”
وبهذا ، مات الحوار في ذلك اليوم ~~~
في عالم الزراعة ،
من المعتاد رؤية من تخطّوا عدة قرون من العمر،
فلم يكن عمر تشي مو ياو يُعدّ كبيرًا حقًا مقارنةً بالبقية —
لكنه كان كذلك مقارنةً بـ شي هواي، الذي لم يتجاوز الثامنة عشرة بعد
وخصوصًا أن تشي مو ياو لا يزال عالقًا في المرحلة الأولى
من تنقية الطاقة رغم تجاوزه السبعين
في عمره هذا، لم يعد لديه أمل في بناء الأساس أصلًا
كل ما جلبته له الزراعة هو موت بلا ألم، خالٍ من المرض والعجز لا أكثر
بعدها، بدا أن شي هواي قد تخلى عن فكرة كسر القيود عبر
مساعدة تشي مو ياو له على بناء الأساس
ظل صامتًا لفترة طويلة
أما تشي مو ياو، فشعر بأن الطرف الآخر قد خاب ظنه به،
فعاد بطاعة إلى ركنه المعتاد
ثم سأل شي هواي بنبرة خافتة:
“ هل تجيد استخدام تقنية التنظيف البسيطة ؟”
في عالم الزراعة ، لم يكن الخالدون يستحمّون
ولتوفير الوقت والتركيز على الزراعة ،
كانوا يستخدمون ما يُعرف بـ تقنية التنظيف البسيطة لتنظيف الجسد
كان شي هواي قد حُبس في هذا الكهف لفترة طويلة،
وبما أن طاقته الروحية كانت مقيدة، فلم يعد بإمكانه تنظيف نفسه
ولأن تشي مو ياو بدا صادقًا ، قرر شي هواي أن يطلب منه المساعدة
لكن تشي مو ياو، رغم رغبته في المساعدة، لم يستطع ذلك:
“ لا أستطيع ، ليس لدي جذر روحي من عنصر الماء .”
فعلّق شي هواي ساخرًا :
“ لا ماء ولا نار ؟
إذًا لا عجب أن زراعتك بهذا السوء ~ .”
عرض تشي مو ياو بلطف:
“ هل لديك أنت؟ يمكنني سحبها منك .”
شي هواي :
“ لدي جذر نقي من عنصر النار .”
سكت كلاهما مجددًا
كان تشي مو ياو بخير قبل لحظات ،
لكن بعدما ذُكرت مسألة النظافة ، بدأ يشعر بالحكّة والانزعاج أيضاً
هو أيضًا لم يستحم منذ فترة طويلة
وأثناء تردده ، تحدث شي هواي مجددًا :
“ لا بأس، سأعلمك تقنية من طائفة تشينغ زي .”
تشي مو ياو صُعق،
{ تعلم تقنية سرّية من طائفة أخرى !!! …
لو علمت طائفة تشينغ زي بذلك ، فستطاردني حتمًا حتى الموت }
هزّ رأسه بسرعة :
“ لا أجرؤ !!! .”
فأجابه شي هواي ببرود:
“ ممَا تخاف إن كنت أنا من يعلّمك ؟”
… وبعد لحظة تردد ، وافق تشي مو ياو
ثم بدأ يوجه طاقته الروحية داخل جسده كما أوصاه شي هواي
كان تشي مو ياو في الأصل شخصًا من العالم الحديث،
لكن بعد مرور أكثر من ثمانين عامًا على انتقاله إلى هذا العالم،
أصبح يمتلك فهمًا لا بأس به لعالم الزراعة،
وقد أتقن الأساسيات منذ زمن طويل
لذا ، تمكن بطبيعة الحال من تطبيق معرفته من تعالم شي هواي التي يلقنها إياه
كان شي هواي يظن في البداية أن تعليم مو ياو سيكون متعب ،
لكنه فوجئ بسرعة بديهة مو ياو وفهمه الفوري
فهو، بطبعه المستعجل، لم يردد التعويذة سوى مرة واحدة،
ومع ذلك، حفظها تشي مو ياو عن ظهر قلب من أول مرة
وهذا يُثبت أن زراعة تشي مو ياو الضعيفة لم تكن بسبب غباء أو بطء فهم ،
بل على العكس تمامًا—كان ذكيًا للغاية
لكن موهبته الطبيعية هي من كانت تكبّله وتمنعه من التقدّم
ولسوء الحظ، فإن الموهبة هي ما يحدّد مصير الإنسان في هذا العالم
بعد أن تمرّن قليلاً بمفرده، وقف تشي مو ياو وأتمّ الحركات اليدوية المطلوبة،
وتمكّن بالفعل من استدعاء خيط مائي طاف في الهواء،
استعمله ليغسل جسده، بل وتمكن من التحكم به بدرجة كافية حتى لا تتساقط قطرات الماء على ملابسه أو بشرته
تلاشت الكثير من مشاعر الانزعاج التي كانت تؤرقه
ثم مشى بحذر نحو مكان شي هواي، ووقف عند رأسه،
واستخدم تقنية التنظيف البسيط لتنظيفه
لكن في منتصف العملية ، تذكّر فجأة أنه يجب أن يتفادى الاصابة ،
وفي لحظة شرود ، فقد السيطرة على المياه الطافية
وفي غمضة عين، تجمّعت المياه وسقطت فجأة،
لتنهمر مباشرةً على وجه شي هواي
شعر الأخير وكأن دلو ماء بارد قد سُكب عليه
وجهه وشعره ابتلا بالكامل، حتى بشرته لسعتها برودة الماء المتجمّع
تشي مو ياو تجمّد في مكانه من الرعب،
وسارع لمحاولة استعادة السيطرة،
لكن ذعره جعل الأمر يستغرق وقتًا أطول من اللازم
سأله شي هواي بنبرة هادئة، لكنها تنذر بالخطر:
“ هل فعلت ذلك عمدًا !!!!؟”
: “ لـ-لا!” ارتعد صوت مو ياو من شدة الخوف :
“ كنت فقط أحاول تجنب إصابتك…”
: “ وتفقد تركيزك وأنت أصلًا فاشل في الزراعة ؟”
: “ أنا آسف…”
وبما أنه لم يعد يستطيع التحكم بالماء،
اضطر تشي مو ياو إلى استخدام كُمّه لتجفيف وجه شي هواي
لكن الأخير تذمّر بضيق بعد مسحتين أو ثلاث:
“ انقلع عني .”
كان تشي مو ياو يؤمن من أعماقه
أنه لو لم يكن شي هواي مقيّدًا الآن،
لكان قد تحوّل إلى رماد منذ لحظات ~~~
فامتثل فورًا للأمر ، وابتعد بأقصى سرعة ممكنة،
بل وشعر بنوعٍ من الراحة، وكأن التوقف عن الحديث مع شي هواي
أمرٌ جيدٌ له في الأساس
أما شي هواي، فبما أن طاقته الروحية ما زالت مختومة،
لم يكن بوسعه فعل شيء حيال شعره ووجهه المبتلّين
لحسن الحظ، جسده يمتلك طبيعة خاصة،
ودرجة حرارته أعلى من الطبيعي،
مما جعل الماء على جلده يتبخّر بسرعة أكبر
فاكتفى بالاستلقاء على سرير الحجر، ينتظر أن يجفّ جسده بنفسه
على الأقل، كانت تقنية التنظيف البسيط قد اكتملت إلى نصفها،
ولم يعد يشعر بعدم الراحة كما في السابق
بعد أن غادر تشي مو ياو، التزم الهدوء لبضع ساعات،
بدا وكأنه غفا مستندًا إلى جدار الحجر
وعندما استيقظ، انكمش في زاويته وبدأ يتدرّب على تقنية التنظيف البسيطة بمفرده
ثم ما لبث أن تحمّس لها، فبدأ يستخدمها شيئًا فشيئًا لتنظيف الكهف بأكمله ~~~
استغل الفرصة أيضًا ليتعرّف على تضاريس الكهف
الأرض مستوية إلى حد كبير، مع سرير حجري في المركز
وبدا أن هذا المكان كان يُستخدم سابقًا لسَجن الأشخاص،
حيث وُضعت تقنيات تقييد في الاتجاهات الأربعة،
وكانت هذه التقنيات السبب في الظلام الحالك الذي يخيم على المكان
ربما لأنه تأكّد أن تشي مو ياو قد أتقن التقنية بما فيه الكفاية،
أو لأنه لم يعد يحتمل بقاءه في هذه الحالة المتّسخة، نتيجة دلاله ونشأته،
طلب شي هواي مساعدته مجددًا
لكنه بدا محرجًا قليلًا وهو يسأل :
“ هل… هل يمكنك مساعدتي في الغسل مجددًا ؟”
كانت هذه من أكثر الجمل تهذيبًا التي قالها شي هواي في حياته
تحدث كما لو أنه يقشر حبّات البازلاء، بتردد كبير،
حيث خرجت الكلمات من فمه واحدة تلو الأخرى،
واستغرق إكمال جملة واحدة منه نصف يوم ~~
لم يكن شي هواي معتادًا على التحدث مع الآخرين بنبرة كهذه حتى
أما تشي مو ياو، فكان يعرف طباعه جيدًا،
ولم يرغب أن يثير غضبه ، فاستجاب فورًا دون تردد
ومنذ تلك اللحظة، بدأ جو العلاقة بينهما يلين تدريجيًا،
ولم يعد هناك حذر وتوجّس كما في البداية
شعر تشي مو ياو ببعض الملل من الجلوس لفترات طويلة،
فأخرج أنبوبًا من الخيزران على شكل كأس من السلسلة المعلّقة بعنقه
كان هذا الأنبوب يحتوي على شراب رحيق الخوخ،
وهو الشراب الخاص والمميز لدى طائفة هي هوان
كل تلميذ في الطائفة يمتلك أنبوبًا مماثلًا ،
يمنحه وصولًا غير محدود إلى هذا الشراب النقي
ربما سمع شي هواي صوتًا صادرًا عن حركة الشرب ،
فسأل: “ما الذي تشربه؟”
وكانت نبرة صوته تحمل إيحاءً ضمنيًا ' أعطني أنا أيضًا '
حرّك تشي مو ياو أنبوب الخيزران ليسمعه صوت السائل داخله وقال:
“ إنه شراب رحيق الخوخ لطائفة هي هوان . أتريد بعضًا منه ؟”
: “ هل هو خمر؟”
: “ أشبه بندى صافي بنكهة خفيفة من الكحول .
لا يجعلك تسكر ، لكنه لذيذ جدًا .”
: “ أعطني إذًا "
: “ لكن… لا أملك كوبًا آخر .
افتح فمك وسأصبّه مباشرة ، هل هذا مناسب ؟”
: “ لا بأس.”
تحسس تشي مو ياو طريقه في الظلام حتى وصل إلى رأس شي هواي،
وبعد أن حدّد تقريبًا مكان فمه، قال بلطف:
“ سأصبّ الآن، افتح فمك.”
انتظر للحظة، ثم صبّ القليل من شراب رحيق الخوخ في فم شي هواي،
بل ومسح فمه له بعد ذلك بلطف
كانت هذه أول مرة يلمس فيها تشي مو ياو وجه شي هواي بشكل مباشر
مرّ إبهامه على شفتيه وخدّيه بسرعة ثم تراجع بحذر
: “ هل تريد المزيد؟” سأل بنبرة خافتة
لكن شي هواي لم يُجب —— لقد غفا
أو… يمكن القول إنه سكر ~~~
على مدار الثمانين عامًا الماضية،
كان تشي مو ياو يشرب هذا الشراب كما لو أنه ماء ،
وكذلك أخواته من الطائفة
لذا كانت هذه المرة الأولى التي يدرك فيها أن أحدًا قد
يسكر من هذا الشراب فعلًا
{ أليس شي هواي من المفترض أن يكون الشيطان المجنون رقم واحد ،
و الذي سيهدم السماء والأرض في المستقبل ؟
كيف يمكن أن يكون ضعيفًا إلى هذه الدرجة أمام الكحول ؟! }
نظر تشي مو ياو إلى الأسفل ، لكنه لم يستطع رؤية وجه شي هواي،
كل ما استطاع سماعه هو صوت تنفّسه المنتظم
وبعد فترة ، لم يستطع منع نفسه من الضحك المكتوم
يتبع
⸻
الاسم؟
تشي مو ياو
العمر؟
أمم… ثما، ثمانية وثمانون عامًا.
وإذا حسبت الستة عشر عامًا التي عشتها قبل أن أُبعث في هذا العالم… فأنا عجوز في المئة تقريبًا
الوظيفة؟
أنا التلميذ الذكر الوحيد في طائفة هي هوان
الهوايات؟
أحب الصيد أكثر شيء !!!
لديك بركة سمك؟
لا، لا، لا. لا أقصد الصيد الحقيقي .
أنا فقط أحب الجلوس هناك طوال اليوم ممسكًا بعصا الصيد والطُعم، متأمّلًا.
آه، ويجب أن أحضر دلوًا أيضًا، فيه بعض الماء…
⸻
الاسم؟
شي هواي
العمر؟
ثمانية عشر عامًا
الوظيفة؟
فرن تنقية الطاقة الخاص بـ تشي مو ياو ~
الهوايات؟
الزراعة المزدوجة مع تشي مو ياو ~
تعليقات: (0) إضافة تعليق