Ch3 | Xia Fan Cai
لسببٍ ما، شعر تاو مينغتشو وكأنه عالق في حلقةٍ غريبة،،
فبعد أن تساءل عن سبب تحديق جينغ سي فيه في الكافيتريا،
قرر أن يتناول الغداء هناك لعلّه يجد إجابة —
لكنه في النهاية ،
لم يحصل على أي رد،
بل استمر في مشاركة الوجبات مع جينغ سي —-
لا وجود لوجبة مجانية في هذا العالم،
لكن تاو مينغتشو حصل على شيءٍ قريبٍ منها،
ويبدو أنه سيواصل الحصول على المزيد في المستقبل
فالسماء لا تمطر فطائر ، ومع ذلك ، تلقى تاو مينغتشو واحدة على رأسه
قال تاو مينغتشو مخاطبًا يانغ كنينغ :" لا أفهم ،
هل عليّ تجربة حظي في اليانصيب ؟"
كانت يانغ كنينغ شاردة الذهن بدورها
قالت وهي تهمس: "دعك من سبب دعوة السيد جينغ لك إلى العشاء كل يوم،
أريد فقط أن أوضح نقطة... عندما تأكلان معًا،
هل يحدّق فعلًا في وجهك؟
ما رأيك في ذلك؟"
تنهد تاو مينغتشو : " كل ما يفعله هو التحديق في وجهي.
ورغم أنه يحاول إخفاء ابتسامته، شعرت وكأنه..."
توقف مترددًا وهو يستعيد ما جرى، ثم قال: " كأنه مسرورٌ للغاية لسببٍ ما."
تفكرت يانغ كنينغ للحظة، ثم أطلقت "آآآهــــااااا" طويلة
قالت: "دعنا نفكر بجدية،
فالسيد جينغ عاش في الخارج لبعض الوقت،
ربما أصبح أكثر تحررًا.
وإن فكرنا بهذا الشكل، فتصرفاته غير المفهومة قد تصبح منطقية ."
رمش تاو مينغتشو بعينيه بانزعاج
شعر أن لديها بعض النقاط المعقولة أحيانًا،
فسأل: "ما الذي تقصدينه؟"
هزّت كتفيها وقالت: "لا أقصد شيئًا كبيرًا،
لكن هنالك احتمال، أليس كذلك؟
أنا فقط أقول إنها فرضية ممكنة.
ماذا لو أن دعوته لك إلى العشاء يوميًا ليست سوى غطاء..
وأن الهدف الحقيقي... هو أنت ؟"
——-
في الساعة الثامنة والنصف صباحًا،
دخل تاو مينغتشو متجر البقالة أسفل مبنى الشركة
عادةً تكون ثلاجات المتجر ممتلئة قبل الساعة التاسعة
وبينما يحمل شطيرة بيض في يده،
توجه إلى رفّ علب الطعام الجاهزة،
وتوقف أمام الطبقة العليا حيث توجد علبة أرز مغطاة
بشرائح لحم الخنزير وأخرى بالسمك
كان بخارٌ خفيف يغطي الغطاء الشفاف للعلبة،
فيما لُصق على الخارج ملصقٌ أصفر لافت للنظر كُتب عليه: [ نصف السعر اليوم ]
تردد تاو مينغتشو للحظة، ثم استدار متجهًا إلى المحاسبة
كافيتريا الشركة هو مكان الغداء المعتاد لتاو مينغتشو ثلاثة أيام في الأسبوع،
أما في اليومين الآخرين، فيشتري الفطور والغداء من المتجر القريب
وغالبًا يشتري علبتي طعام كبيرتين دفعةً واحدة،
خصوصًا حين تكون العروض على نصف السعر
كانت فتاة المحاسبة معتادة على رؤية تاو مينغتشو
وما إن رأت أن ما اشتراه اليوم قليل، حتى مازحته قائلة: "لماذا تأكل قليلًا اليوم؟
هل بدأت حمية غذائية؟"
أجابها: " زميلٌة في العمل سيعزمني على الغداء ."
قالت "آآه"
وبدأت تضع الأغراض في كيسٍ بلاستيكي بحماس وهي تروّج للمنتجات الجديدة : " بالمناسبة، هناك شطيرة جديدة بزبدة الفول السوداني والمربى،
مثالية للفطور. تريد تجربتها؟"
أخذ تاو مينغتشو الكيس ولوّح لها مبتسمًا :
" لا تصلح لي، لدي حساسية من المكسرات."
قرر تاو مينغتشو أن يترك الأمور تجري كما تشاء
لقد خلص إلى أنه حصل على ' بطاقة غداء مجانية '
رغم أنه لا يزال عاجزًا عن فهم نوايا جينغ سي،
خصوصًا وأن الأخير أوضح أنه لا يرغب بكشفها
أما تحليل يانغ كنينغ بالأمس،
فيمكن وصفه بأنه بلا أساس ومن العبث
رد عليها تاو مينغتشو بجديّة بالأمس قائلاً :
" أولًا، لم يسبق لي أن التقيت بالسيد جينغ من قبل.
ثانيًا، فرضيتك لا تستند إلى أي دليل واقعي
أو منطق عقلاني.
وأخيرًا، التحدث عن حياة الآخرين الشخصية وميولهم بهذه الطريقة أمر خاطئ تمامًا."
رفعت يانغ كنينغ حاجبيها بتعبير بريء وقالت:
" لا تتهمني جزافًا.
أنا لم أذكر الميول على الإطلاق.
من الذي بدأ بالتكهن؟"
كان تاو مينغتشو قلقًا ومضطربًا
في الواقع، لم يفهم حتى لماذا وافق على هذه المسألة السخيفة
ربما لأن تعبير جينغ سي وقتها كان جادًا جدًا،
أو لأنه قال: "أنا حقًا آمل أن توافق على طلبي"،
ولأن تاو مينغتشو لطيف بطبعه ولا يجيد الرفض
ومع ذلك، كانت فرضية يانغ كنينغ لا تزال مبالغة فيها
أخذ نفسًا عميقًا وأجبر نفسه على الهدوء،
ثم شرع في صقل تفاصيل الرسمة التي يعمل عليها
———
في الساعة 11:30،
دعاه عدد من زملائه للنزول لتناول الغداء معًا
ولأول مرة في حياته، رفض تاو مينغتشو دعوة للغداء بذريعة أنه مشغول بالعمل
عدّل ملمس شعر الشخصية في الرسمة ،
ثم جلس في مكانه لحظة ينتظر مرور الوقت،
وعندما شعر أن الوقت أصبح مناسبًا،
نهض وتوجه إلى الأعلى
وقبل أن يغادر، رمقته يانغ كنينغ بنظرةٍ ذات مغزى
كان شارد الذهن قليلًا
وبعد أن صعد إلى الأعلى،
أخرج هاتفه ليجد أن الساعة تشير إلى 11:40،
بينما الموعد الذي حدده مع جينغ سي بالأمس هو تمام الساعة 12
تبقّى عشر دقائق فقط، وهو وقت محرج قليلًا. فلو نزل الآن،
قد يضطر إلى الصعود مجددًا قبل أن يسخن المقعد حتى
كان باب مكتب جينغ سي مفتوح
وكان تاو مينغتشو على وشك أن يطرق الباب،
حينها سمع صوت حديث يدور في الداخل
فتوقفت يده في منتصف الطريق
بعد تفكيرٍ متأنٍ، قرر تاو مينغتشو في النهاية أن ينتظر قليلًا عند الباب
من خلال فتحة الباب ، استطاع أن يرى جينغ سي وسكرتيرته
لم يكن تاو مينغتشو ينوي التنصّت ،
لكن الممر كان هادئ للغاية ،
وباب المكتب لم يكن موصدًا بإحكام ،
لذا فإن الحوار بين الاثنين في الداخل وصل إلى أذنيه دون إرادة منه
في البداية ، كانت السكرتيرة تُقدّم تقريرها عن العمل،
وكان جينغ سي واقفًا بجانب النافذة،
يستمع بينما يسقي النباتات الموضوعة على الطاولة
كان تأمل الجسد البشري عادة مهنية متأصلة في تاو مينغتشو
رأى أن جينغ سي يرتدي اليوم قميص أزرق فاتح،
وقد أدخل حافته بعناية في بنطاله ،
مما أبرز انحناءة خصره الجميلة
ولربما لتفادي ابتلال ملابسه ،
طوى جينغ سي كم اليد التي يروي بها الزهور،
فكشف بذلك عن معصمه النحيل
لطالما اعتقد تاو مينغتشو أن جينغ سي نحيل أكثر من اللازم،
حتى وإن كانت هيئته متناسقة
وما إن استعاد وعيه من شروده،
حتى سمع جينغ سي يسأل:
" هل تمّ التوصيل ؟"
أجابت السكرتيرة: " لقد تمّ التوصيل بالفعل .
و قمت بتسخينه من جديد ، لذا حين تأكلان لاحقًا ،
ستكون درجة حرارته مثالية تمامًا ."
سمع تاو مينغتشو صوت جينغ سي يتمتم بالموافقة ،
ثم سألها من جديد:
" إنه يعاني من حساسية تجاه المكسرات .
هل دونتِ ذلك عند الطلب ؟"
تاو مينغتشو خلف الباب: "...؟"
السكرتيرة: " تذكرت كل ما قلته لي.
وضعت ملاحظة عند الطلب،
وتحققت من كل شيء مجددًا.
لا يوجد أي خطأ إطلاقًا ."
في البداية ، شعر تاو مينغتشو ببعض الارتباك،
لكن حين سمع عبارة "حساسية المكسرات"، أدرك أن
الـ"هو" المقصود في حديث جينغ سي… هو نفسه
فحتى عائلة تاو مينغتشو أحيانًا تنسى أمر الحساسية لديه،
ولم يحدث أن أخبر أحدًا من زملائه بها خلال وجباته
لطالما ظنّ أنه من الأفضل أن يتحمّل المسؤولية بنفسه أثناء تناول الطعام،
كي لا يسبب الإحراج للآخرين أثناء الطلب
{ لكن، لماذا يعرف جينغ سي ذلك ؟ }
وقبل أن يستوعب ما يحدث،
سمع صوت السكرتيرة تقول:
"لقد مر وقت طويل... وأخيرًا، انتظرت حتى اليوم."
رغم أن السكرتيرة لم تصرح بماهية الشيء المنتظر،
إلا أن صمت جينغ سي في تلك اللحظة جعل تاو مينغتشو يشعر بعدم ارتياح
في تلك اللحظة، أدرك فجأة أنهما يتحدثان عن أمرٍ خاص لا يمكن للآخرين تفسيره،
وأن بينهما تفاهمًا ضمنيًّا لا يحتاج إلى كلمات
قال جينغ سي: "لدي اثين من عيدان الطعام المزخرفة،
لقد أهداني إياها السيد لي من قبل،
وهي في الدرج.
دعينا نستخدمها أولًا.
فعيدان الطعام الخشبية التي تأتي مع الوجبات الجاهزة قد تحتوي على شوائب خشبية،
وقد لا تكون مريحة في الاستخدام."
ردّت السكرتيرة بـ: "حسنًا."
ثم توقف جينغ سي لبرهة، وبدت على وجهه لمحة خفيفة من الحيرة
سمع تاو مينغتشو صوته المتردد، وكأنه يشكو شيئًا:
"كم عدد الأطباق اليوم؟
لقد بدا عليه الانزعاج قليلًا بالأمس...
ربما طلبت عددًا كبيرًا من الأطباق، مما جعله يشعر بالضغط؟"
ابتسمت السكرتيرة :
"لا، لا، لا، خمسة أطباق وحساء واحد اليوم،
وهي كمية مناسبة تمامًا.
في الحقيقة، لا أظن أنك بحاجة لكل هذا الحرص...
دع الأمور تسير على طبيعتها فقط."
لكن تاو مينغتشو رأى جينغ سي يهزّ رأسه
صوته لم يكن مرتفع ، لكن كل كلمة قالها كانت واضحة تمامًا حين وصلت إلى أذني تاو مينغتشو
قال جينغ سي متنهّدًا بصوت خافت:
"أنتِ لا تفهمين... هو... مهم جدًا بالنسبة لي.
بدونه، قد لا يكون لحياتي الآن أي معنى."
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق