القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch4 | Xia Fan Cai

 Ch4 | Xia Fan Cai


—— في عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة من شهر فبراير ، 

وجد جينغ سي نفسه عاجزًا عن تناول الطعام ——



في ذلك الوقت، 

كان قد عاد لتوه إلى الصين، 

و هناك الكثير من مهام التسليم والمناوبة


ترك له لي يوبو رسالة مفادها: [ حظًا سعيدًا ، 

أنا ذاهب أولًا ] 

ثم صعد إلى الطائرة وهو سعيد متوجهًا في إجازة


في ذلك اليوم ، حين أنهى جينغ سي جميع التزاماته ، 

كان الليل قد أرخى سدوله


فكر للحظات ، ثم قرر أن يكافئ نفسه ببرغر السمك المقلي


لعل السبب في أن الجميع يظنون أن جينغ سي شخص 

منضبط جدًا هو لأنه يُظهر دومًا جانبًا هادئًا ومتمكنًا عند 

التعامل مع العمل، 

لكن جينغ سي كان يرى أن هذا مجرّد تحيّز


فالفعالية في أداء العمل هي مسؤوليته، 

لكنه في الحقيقة لم يكن منضبطًا كما يظنه الآخرون — بل 

إنه كان يُحب الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية كثيرًا


كان يؤمن بأن لذّة الطعام غالبًا تكون عكس قيمته الصحية


بعض الضغوطات لا تُحل إلا بالزيت والسكر العالي


وكان برغر السمك المقلي من سلسلة مطاعم "M" يحتل 

مكانة خاصة في قلبه



أولًا ، لأن مزيج السمك المقلي مع صلصة الخيار المخلل كان متناغمًا . 

وثانيًا، بخلاف البرغر الآخر المعروض في السوق، 

فإن هذا البرغر تحديدًا يُقدَّم باستخدام خبز دائري ناعم 

الملمس، ويبدو لطيفًا عند النظر إليه


( كأني شكيت إنه المطعم ماكدونالدز ~ )


بالإضافة إلى ذلك ، نظرًا لحجمه الصغير وسعراته القليلة، 

فإنه يُعتبر طعامًا رائعًا، 

متكامل اللون والرائحة والمذاق


ومع ذلك، في ذلك اليوم، 

بعد أن فتح علبة التوصيل منتظرًا أن تفوح منه رائحة 

السمك المألوفة في المكتب، 

عقد جينغ سي حاجبيه في حيرة — لم يكن لديه أي شهيّة


رغم أنه كان في مواجهة طعامه المفضل، 

ولم يكن قد أكل شيئًا في المساء، 

لم يشعر جينغ سي بأي رغبة في الأكل


ثم تذكّر فجأة أنه خلال الأيام الماضية، 

ما إن يصل إلى منزله حتى يخلد للنوم، 

ثم يستيقظ مسرعًا للذهاب إلى الشركة. وفي هذه الحال


من ضغط العمل الشديد، بدا وكأنه... لم يشعر بالجوع أبدًا


كان يتناول الطعام يوميًا، 

لكنه لم يكن يأكل لأنه جائع، بل لأن السكرتيرة كانت تضع 

الطعام على مكتبه، 

وكان يتناول منه بضع لقيمات بشكل لا واعي ، 

ظنًا منه أن عليه ذلك كي يستمر في العمل


في البداية، ظن جينغ سي أن السبب ببساطة هو الإرهاق


لكن بعد أن استراح في المنزل لمدة يومين، 

اضطر إلى مواجهة الحقيقة : تطوّر الأمور قد تجاوز توقعاته


اكتشف أنه لم يعد يشعر بالجوع ، 

ولم تعد لديه أي رغبة في تناول الطعام


وكأن فقدان الشعور بالألم، فإن غياب إشارات الجوع عن الجسد أمرٌ خطير


جرّب أن يصوم ليومٍ كامل


شعر ببعض الدوار، لكن معدته لم تُرسل له أي إشارات بالجوع


وعندما حاول أن يأكل شيئًا، 

بدا له وكأنه يمضغ الشمع


رغم أنه لا يزال قادرًا على تذوق الحامض والحلو والمر والحار ، 

إلا أن هناك شيئًا ما — وكأن العصب الذي يصل بين لسانه 

ودماغه قد انقطع — فلم يعد بمقدوره تلقي السعادة 

الكيميائية التي يُفترض أن يمنحها الطعام


ذهب إلى الطبيب وخضع للعديد من الفحوصات


كان الطبيب نادرًا يصادف حالات مثل حالته، 

فسأله:
"هل تشعر بالغثيان عندما ترى الطعام؟ 

هل تتقيأ بعد الأكل؟"


جينغ سي: "لا."


تابع الطبيب: "هل تجد صعوبة في البلع؟"


ردّ جينغ سي: "لا."


تأمّل الطبيب أوراق التحاليل لفترة، ثم قال بتردد:
" لا يوجد أي خلل في مؤشرات الجهاز العصبي . 

هل سبق لك أن اتبعت حمية صارمة لإنقاص الوزن؟ 

أو تعمدت التقيؤ بعد الأكل؟"


في تلك اللحظة، شعر جينغ سي بوهن مفاجئ


وبعد أن استُبعدت كافة الاحتمالات العضوية، 

لم يتمكّن الطبيب من تقديم تفسير منطقي، 

فاكتفى بوصف بعض الأدوية التي تنظّم الجهاز الهضمي

ثم قال:
" هل تفكر في زيارة عيادة نفسية ؟"


لم يكن جينغ سي يعتقد أنه يعاني من أي مشاكل نفسية ، 

لكن في قرارة نفسه، 

كان يشعر أنه إن استمر على هذا النحو، 

فقد يُصاب بشيء قريب من ذلك قريبًا


فالأكل كان يفترض أن يكون فعلًا يجلب السعادة، 

لكنه بات الآن مجرد عملية ميكانيكية للإبقاء على الجسد حيًّا


وسرعان ما لاحظت السكرتيرة ليانغ جينغجينغ ذلك


: " ألا تنوي أن تأكل شيئًا؟" سألت بحيرة وهي تنظر إلى وجبته : 

" لم تلمس عيدان الطعام تقريبًا... 

وهذا حالك طوال الأسبوع، 

لم تأكل وجبة واحدة كما ينبغي ."


لم يستطع جينغ سي أن يفسّر لها السبب، 

فاكتفى بإغلاق علبة الطعام، وابتسم قائلًا:
" لا بأس، فقط... لا أشعر بالجوع ."


وحين أنهى العمل المتراكم، خرج من المكتب، 

فرأى ليانغ جينغجينغ تحدّق بشاشة الحاسوب في شرود


وما إن رأت جينغ سي واقفًا عند الباب، 

حتى سارعت برفع يدها ومسحت عينيها على عجل


تجمّد جينغ سي في مكانه للحظة، ثم سألها:
" ما الأمر؟"


ترددت ليانغ جينغجينغ قليلًا، 

ثم نطقت أخيرًا بتردد واضح:
" أستاذ جينغ هل ارتكبت خطأً ما؟ 

هل هناك شيء في عملي لا يرضيك ؟"


قبل قدوم جينغ سي، كانت ليانغ جينغجينغ تعمل تحت 

إشراف لي يوبو


كانت تعمل بجد وبإتقان شديدين، 

وتحضير الغداء كان أحد مهامها الثابتة


لكن رغم أن الرئيس الجديد بدا لطيفًا ومهذبًا، 

إلا أنه كان يرفض دومًا تناول الطعام الذي تحضّره


لم تستطع ليانغ جينغجينغ منع نفسها من الإفراط في التفكير، 

وظنّت بخوف أنها ارتكبت خطأ ما، 

لكن الطرف الآخر لا يريد مواجهتها به صراحة


في البداية ، لم يكن جينغ سي ينوي إخبار أحد عن مرضه


لكنه لم يتوقع أن يتسبب ذلك بشكل غير مباشر في كل هذا القلق للطرف الآخر


لم يعرف إن كان عليه أن يضحك أم يبكي


كان يدرك أنه إن اختلق عذرًا آخر ، 

فلن تصدقه ليانغ جينغجينغ، لذا تردد قليلًا، ثم سرد لها الحكاية كاملة


وبعد أن عرفت الحقيقة ، شعرت ليانغ جينغجينغ بمشاعر متداخلة


ارتاحت لأن المشكلة لم تكن فيها، 

لكنها في الوقت ذاته لم تستطع إخفاء قلقها عليه:
" لكن… لماذا ؟ هل ذهبت إلى الطبيب ؟"


أومأ جينغ سي رأسه بيأس:
" ذهبت إلى الطبيب ، وتناولت الكثير من الأدوية ، 

لكن لا فائدة ."


همهمت ليانغ جينغجينغ همهمة خفيفة، 

ثم قالت، وعقلها يسير في مسار مختلف تمامًا عن الأطباء:
" هل جرّبت وصفات شعبية ؟ 

مثل… مشاهدة مقاطع لأشخاص وهم يأكلون ؟"


حدّق فيها جينغ سي للحظة بدهشة:
" مشاهدة؟"


ليانغ جينغجينغ:
" نعم! 

أنا عندما أتناول الطعام وحدي، دائمًا أشاهد شيئًا ما يُفتح شهيتي. 

هل ترغب في تجربة ذلك؟"


وهكذا، وبناءً على اقتراحها، 

شاهد جينغ سي عدة مقاطع من بثوث أطعمة ذات أساليب مختلفة


وبعد انتهاء أحد المقاطع، سألته ليانغ جينغجينغ بتردد:
" هؤلاء أشهر صانعي محتوى الطعام حاليًا . ما رأيك ؟"



تردد جينغ سي قليلًا، ثم قال بتعليق مختصر:
"... يبدو الأمر مؤلمًا جدًا ."


فمن أجل جذب المشاهدات وتحقيق الشهرة، 

كان أولئك المؤثرون يتناولون حلويات مليئة بالأصباغ الصناعية ، 

أو أطعمة حارة جدًا بشكل مبالغ فيه


كان واضح أنهم يتألمون فعلًا، 

ومع ذلك يصرّون على رسم تعابير مزيفة توحي بالاستمتاع


لم يستطع جينغ سي سوى أن يشعر بالأسى تجاههم حتى عبر الشاشة


بدت خيبة الأمل على وجه ليانغ جينغجينغ


أدرك جينغ سي أنها كانت تحاول مساعدته بنيّة طيبة، 

فابتسم لها بلطف وقال:
" لا بأس، سنأخذ الأمر ببساطة. 

فلنأخذ استراحة الآن."


توجّه جينغ سي إلى الكافتيريا، 

وأخذ وعاءً من الحساء ليزوّد جسده بالعناصر الأساسية


اكتشف أن الأطعمة السائلة ، مثل العصيدة والحساء ، أسهل في البلع نسبيًا


لكن في قلبه ، كان يشعر بعدم يقينٍ عميق تجاه مستقبله


فقد جعل هذا المرض الغريب نوعية حياته سيئة جدًا ، 

واستنزف قواه النفسية إلى حد بعيد


لم تنجح الأدوية ، ولم يكن يعلم إن كان قادرًا على الشفاء يومًا ما


الكافتيريا من الأماكن القليلة التي رأى فيها الموظفين سعداء بحق


اختار ركنًا هادئًا ، وجلس هناك يراقب تدفّق الناس ، 

ويرتشف الحساء ببطء من وعائه


وأثناء شربه ، لاحظ شخصًا ما


ولم يكن ذلك بسبب شيء محدد ، 

بل لأنه مرّ بجانبه عدّة مرات وهو يحمل وعاءه في يده


كان شابًا ذا حاجبين كثيفين، وملامح وسيمة، 

وجسد طويل القامة، 

بدا بصحة ممتازة ونشاط ملحوظ


وإن لم تخنه ذاكرته ، فقد جدد طلبه للنودلز ثلاث مرات على الأقل


في تلك اللحظة ، كان الشاب يقف في مقدمة الصف ، 

يشير إلى وعائه، ويقول شيئًا ما بلطف للطاهية


ثم رأى جينغ سي الطاهية تضيف له مغرفة كبيرة من لحم الخنزير المطهوّ


عاد الشاب إلى مقعده، 

يحمل كومة ضخمة من النودلز، 

فشاهده جينغ سي وهو يرفع كُمّيه بجدية، 

ثم يلتقط عيدان الطعام، 

وينحني فوق الطبق، ويبدأ في تناول النودلز بنهمٍ واضح


في الواقع، نادرًا رأى جينغ سي شخص يأكل... بهذا الحماس


ربما كان مستعجلًا ، لذا كان يأكل بسرعة كبيرة، 

وأسلوبه في الأكل لم يكن راقي


لكن الغريب أن جينغ سي لم يستطع أن يُبعد بنظره عنه


لأن الشاب ، على عكس أولئك الذين في المقاطع التي 

أظهرتها له ليانغ جينغجينغ، 

كان يتناول الطعام بسعادة حقيقية، 

نابعة من القلب، لا من التظاهر


جلس جينغ سي هناك يراقبه حتى ابتلع آخر قطعة من النودلز في الوعاء


رآه يضع الوعاء في الرف، 

ثم يدير ظهره ويغادر مع زملائه وهو يضحك ويتحدث


وحين عاد جينغ سي إلى المكتب، 

ركضت ليانغ جينغجينغ نحوه بحماس :
" أستاذ جينغ! 

وجدت بعض الوصفات على الإنترنت وطبعتها لك. 

سمعت أن هذه الأطباق شهية جدًا ! 

يمكنك أن تجرب إعدادها بنفسك !"


كان جينغ سي يعلم في قرارة نفسه أن هذه المحاولات لن تُجدي نفعًا ، 

لكنه لم يشأ أن يخيّب حماسها ، فابتسم لها وقال:
" شكرًا، سأجرّبها عندما أعود إلى البيت ."


وفي اللحظة التي أخذ فيها أوراق الوصفات، سمع صوتًا غريب


في البداية ، لم يتفاعل جينغ سي مع الصوت ، 

لكنه – ولسبب ما – تذكّر فجأة ذلك الشاب في الكافتيريا قبل قليل ، وتلك الوجبة من النودلز التي تناولها


{ ما الذي كان في النودلز ؟ 

ربما بعض قطع اللحم الصغيرة ، وبعض الخيار المبشور، 

وربما جزر مقطع ؟


مجرد نودلز مقلية عادية } – هذا ما فكّر فيه جينغ سي


بل إن شكلها بدا متكتلًا بعض الشيء ، ومع ذلك ، 

كان الشاب يتناولها بسعادة واضحة


ثم، فجأة، سمع جينغ سي صوت ليانغ جينغجينغ المتحمس والمفاجأ:
" أ-أأنت... جائع ؟"


رفع جينغ سي رأسه، 

فرأى على وجه ليانغ جينغجينغ تعبيرًا مفعمًا بالدهشة والفرح


شعر بالارتباك، 

لم يفهم ما الذي كانت سعيدة لأجله، 

ولا لماذا طرحت عليه هذا السؤال تحديدًا


ثم، سمع ذلك الصوت الغريب مجدداً 


توقف، أنزل رأسه ببطء، ومدّ يده ليغطي بطنه

وعندها فقط، أدرك أن الصوت كان... قادمًا من معدته

رفع جينغ سي رأسه مجددًا بعد لحظة

ثم قال بتردد، كأنما ما يزال غير مصدق:
" يبدو أنني... استعدت شهيتي ! "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي