القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch32 | Rainfall: 100%

 Ch32 | Rainfall: 100%



صر تشين كان على أسنانه ، ثم أخذ نفسًا عميقًا، 

وقرّر أن يتحدث بصراحة:

“ إذًا كل هذا العناء لحضور العرض لم يكن إلا… لتجعلني 

أرافقك تحت مطر لا يدخل حتى ضمن الوقت الذي اتفقنا عليه ؟”


أومأ شي ييجين برأسه : “ نعم "


رفع تشين كان حاجبًا ، ولا يزال الشك بادٍ على وجهه:

“ لكن… الأمر لا علاقة له بعضلات البطن فعلًا ؟”


هزّ شي ييجين كتفيه :

“ لو كنتُ قد أتيت من أجل أجسادهم ، 

لماذا كنتُ سأختار الحضور معكم جميعًا اليوم ، بدلًا من 

الحضور بمفردي للاستمتاع بالعرض ؟”


فكّر تشين كان في الأمر للحظة ، ووجد أن كلامه منطقي


تابع شي ييجين قائلاً :

“ هذه إجازتك ووقتك الشخصي . 

شعرت أن سؤالي لك مباشرة عبر ويتشات في وقت متأخر 

من الليل عمّا إذا كنتَ متفرغًا سيكون تصرّفًا جريئًا بعض الشيء ….”

ثم أضاف بابتسامة خفيفة:

“ لكن إن صادفنا المطر بعد العرض ، فسيبدو الأمر طبيعيًّا أكثر . 

ونسبة رفضك لي ستكون أقل بكثير ”


لم يعرف تشين كان ما يقول للحظة


حدّق في وجه شي ييجين ، ثم أدرك فجأة أمرًا مهمّ


تردّد تشين كان : “ لحظة ، إذا أمطرت لاحقًا … 

هل فكّرتَ في المكان الذي سنلجأ إليه من المطر؟ 

أو كيف يُفترض بي أن أساعدك؟”


سكت شي ييجين


عبس تشين كان حاجبيه ، ثم سأله بحذر:

“ أأنت لا تخطّط لأن—”


وبعد صمت قصير ، قال شي ييجين :

“ كنتُ أركّز فقط على كيفية إقناعك بمساعدتي قبل أن 

يهطل المطر اليوم . 

لم أكن أتوقّع أن تسير الأمور بهذه السلاسة ، 

لذا لم أفكّر جيدًا فيما سيحدث بعد موافقتك .”


حدّق تشين كان فيه بصدمه 


————



بعد عشر دقائق ، وصل شي ييجين إلى باب شقة تشين كان


شقة تشين كان قريبة جدًّا من المسرح، 

وقد ذهب إليها مشيًا، 

لكنه كاد يتأخر لأنّه استغرق وقتًا أطول مما توقّع في اختيار ملابسه ~


وعلى عكس الشقة الفسيحة والفاخرة التي يعيش فيها شي ييجين ، 

كانت شقة تشين عبارة عن استوديو صغير تقليدي في لندن، 

تضم مطبخ صغير ، وسرير ومكتب ، وأريكة صغيرة ، 

وحمام


رغم صِغرها، إلا أنها مجهزة بشكل جيّد، 

وتنضح بجوّ دافئ يعكس حياة ساكنها


على الجدران عُلّقت ملصقات لنجوم كرة السلة، 

و مشغّل أسطوانات على طاولة القهوة، 

وأثقال موضوعة في أحد الزوايا، 

وتفاحة غير مكتملة الأكل على الطاولة، 

وأوراق مبعثرة على سطح المكتب


كلها دلائل واضحة على حياة تشين كان


وبالقرب من المدخل ، 

يوجد إطار لصورة عائلية 


تُظهر والدي تشين كان: والدته، وهي امرأة صينية طويلة 

القامة وذات ابتسامة مشرقة، 

ووالده، رجل بريطاني لطيف الملامح ذو عينين عسلية ، 

تشبهان عيني تشين كان


وفي وسط الصورة يقف تشين كان وهو أصغر سنًا، ممسكًا 

بكرة سلة، مبتسمًا ابتسامة عريضة مفعمة بالحب الذي تلقّاه


تأمّل شي ييجين الصورة للحظة…..


في تلك الأثناء ، كان تشين كان قد انتهى للتو من تغيير حذائه، 

فوضع قطع التشوروس التي لم يُكمل أكلها على الطاولة، 

ثم استدار


و لاحظ حينها أن نظرات شي ييجين قد اتجهت إلى رفّ الكتب


فوق الرف يوجد دمية بطريق متوسطة الحجم، 

هي التي أخذاها من مدينة الألعاب


موضوعة في المنتصف تمامًا، 

لكن بدلًا من أن تكون مواجهَة للأمام، 

كانت مائلة قليلًا إلى الجانب، 

بتعبير يجمع بين الخجل والجاذبية


علّق شي ييجين قائلًا:

“ لم أرَ من قبل دمية محشوة تُعرض بهذه الطريقة بين الكتب. 

أعتقد أنني سأجرّب هذا الأسلوب بنفسي.”


شعر تشين كان بارتباك غريب، وتلعثم في كلامه:

“ أنا… أنا وضعتُها هناك عشوائيًّا فقط. 

كم الساعة الآن؟”


نظر شي ييجين إلى الساعة ، وقال:

“ الساعة 11:57.”


سأله تشين كان:

“ متى يُفترض أن يبدأ المطر ؟”


ردّ شي ييجين :

“ حوالي منتصف الليل .”


تنفّس تشين كان الصعداء :

“ آه، لا داعي للعجلة إذًا. 

يمكنني… يمكنني أن أنهي التشوروس أولاً .”


أومأ شي ييجين برأسه، وهو ينظر إلى قطع التشوروس خاصّته:

“ ربما علينا تسخينها من جديد ، 

خاصّتي أصبحت باردة بعض الشيء .”


وافقه تشين كان


كان الجو غريب ، مشحون بصمت غريب


يجلسان وكأنّهما يقتلان الوقت، 

وكأنهما ينتظران هطول المطر، 

بل وكأنهما يأملان في أن يهطل فعلًا 


بعد ثلاث دقائق ، أصدر المايكرويف صوت صفير مشيرًا إلى 

أن التشوروس قد أصبحت جاهزة

وقد حلّ منتصف الليل


نظر شي ييجين إلى هاتفه مجددًا وقال:

“ ربما هي زخة مطر محلية . لم تصل إلى هنا بعد، 

أو ربما لن تمطر هذه الليلة على الإطلاق .”


فتح تشين كان فمه وكأنه يريد قول شيء ، لكنه تردّد


كان يعلم، من وجهة نظره، أن المطر من المفترض ألا يعني له شيئ


بل كان من المفترض أن يأمل ألّا يهطل


لكن الغريب أنه وجد نفسه يحدّق من النافذة، 

ويقول في داخله:

{ طالما أننا هنا… فليأتِ المطر إذًا }


قال أخيرًا:

“ ما رأيك أن ننتظر عشر دقائق إضافية ؟ 

لو خرجتَ الآن وهطل المطر وأنت في الطريق ، فسيكون الأمر مزعجًا .”


نظر إليه شي ييجين وقال:

“ حسنًا "


تناولا التشوروس بصمت


لقد كانا يأكلان التشوروس طوال الوقت، 

ومع ذلك لم ينهياه بعد. 

ربما كانت الحصة كبيرة، أو ربما كانا يأكلان ببطء


بعد خمس دقائق، لم يتبقّى لدى تشين كان سوى قطعة واحدة، 

بينما لدى شي يجيين ثلاث قطع


أخذ واحدة من صحنه ، ووضعها في كيس تشين كان


وبعد عشر دقائق ، وضع شي يجيين بعض صلصة 

الشوكولاتة على تشوروس تشين كان، وبدآ بأكل القطعة الأخيرة


وبعد خمس عشرة دقيقة أخرى، أنهيا التشوروس بهدوء


لقد مضى نحو نصف ساعة منذ الموعد الذي توقّع فيه 

تطبيق الطقس أن يبدأ هطول المطر


نظر شي ييجين إلى هاتفه مجددًا


{ مطر لندن لا يمكن التنبؤ به …. 

أحيانًا يهطل فجأة ، وأحيانًا يكون متوقع لكنه لا يأتي أبدًا }


أدرك شي ييجين أنه قد أزعج تشين كان بما فيه الكفاية 

و لقد تأخر الوقت، 

وتشين كان بحاجة للراحة

و لم يكن من المناسب أن يبقى أكثر من ذلك


نهض شي ييجين واقفًا وقال :

“ يبدو أنه لن تمطر الليلة . 

عليّ العودة الآن . شكرًا لأنك انتظرت معي .”


كان تشين كان لا يزال يمضغ آخر قضمة من التشوروس، 

فرفع رأسه بنظرة مشوشة:

“ أنت ..ستغـ "


لكن شي ييجين قطع عليه الكلام مباشرة وهو يقف:

“ هل لديك مكان لأغسل يدي فيه؟ يداي لزجتان. 

أحتاج لغسلهما قبل أن أرحل.”


شعر تشين كان بجفاف في حلقه وهو يحاول ابتلاع ما تبقى في فمه، وقال:

“ في المطبخ… يوجد مغسلة .”


أومأ شي ييجين :

“ حسنًا "


المطبخ بجوار المدخل مباشرةً ، 

و أضواء الرواق مطفأة ، 

مما جعله خافت الإضاءة قليلًا


فتح شي ييجين صنبور المياه ، 

وما إن بدأ الماء بالجريان ، 

حتى دوّى صوت طفيف أشبه بـ ' فرقعة خفيفة في الأرجاء

وفجأة ، غرق المكان في الظلام ——-


في لمح البصر ، انطفأت الأنوار ، وساد صمت غريب ، 

طغى عليه سكون مريب


الصوت الوحيد الذي بقي مسموع هو صوت المياه المتدفقة من الصنبور ، 

و بدا وجوده في هذا الصمت وكأنه خارج عن السياق


تجمّد شي ييجين في مكانه للحظة


استدار نحو الظلام ، 

وقال بصوت هادئ يعتريه بعض الحيرة :

“ لم ألمس شيئ … 

كل ما فعلته أني فتحت الصنبور فقط .”


أجابه تشين كان، وقد بدا عليه نفس القدر من الحيرة:

“ الأرجح أن الأمر لا علاقة له بك. 

ربما القاطع الكهربائي تعطل… 

أو انقطعت الكهرباء فجأة ؟”


تلمّس شي ييجين طريقه في الظلام، 

وتمكّن أخيرًا من إغلاق الصنبور ، ثم سأل:

“ هل حدث لك شيء كهذا من قبل ؟”


: “ نعم، المبنى قديم . 

الموقع ممتاز والسعر جيد ، لكن الخدمات دائمًا تكون 

متقطعة بعض الشيء . 

عادةً تعود الكهرباء من تلقاء نفسها بعد قليل .”


تنهد تشين كان وقد طغى على صوته نوع من الألفة مع الموقف :

“ انتبه ، يوجد عتبة صغيرة في المطبخ يسهل التعثر بها. 

سأحضر هاتفي لأشعل الضوء .”


بعد خمس دقائق …


تمتم تشين كان بصوت منخفض:

“… لماذا الظلام دامس إلى هذه الدرجة ؟”


كان يظن أنه ترك هاتفه على الطاولة عند دخوله، 

لكن الآن، في غياب الضوء، لم يستطع العثور عليه


و يداه تتحسسان الأشياء واحد تلو الآخر —علبة مناديل ، 

سلك سماعة متشابك ، 

وحتى تفاحته غير المكتملة — لكن لم يعثر على الهاتف


تابع بحثه بإحباط ، إلى أن دوّى صوت بعيد من الخارج


في البداية ، لم يدرك ما هو


لكن مع الرعد الثاني الذي تبعه حفيف الرياح بين الأشجار، 

اجتاحه الإدراك فجأة


كان صوت رعد


سادت الغرفة لحظة من الصمت المشحون، 

وخرق تشين كان السكون بنداء خافت :

“ شي ييجين ؟”


مضت لحظة ، ثم جاءه صوت شي ييجين ، هادئ وثابت :

“ همم.”


تزايد شعور القلق في صدر تشين كان، 

و إحساس ثقيل بالخطر المجهول بدأ يستقر بداخله 


ثم، عبر صوت الرياح ، سمع بوضوح صوت المطر


المطر الذي تأخر نصف ساعة… وصل أخيرًا—في أكثر 

لحظة غير مناسبة ممكنة


توقف قلب تشين كان لوهلة، 

وكان رد فعله الفوري أن ينادي مجددًا:

“ شي ييجين؟ هل أنت بخـ—”


قاطعه صوت شي ييجين ، خافتًا لكنه ثابت :

“… هل يمكنك أن تأتي إلى هنا ؟”


جاء رد تشين كان فورًا وعقله يعمل بأقصى سرعته


لم يكن الوصول إلى الهاتف ممكنًا حاليًا، 

لذا بدأ يشق طريقه نحو شي ييجين بحذر، 

مستندًا على الحائط في الظلام


لم يتمكنا من رؤية بعضهما، 

لكن صوتيهما كانا دليلهما


تشين كان يعرف تخطيط شقته جيدًا ،

وبعد بضع خطوات مترددة ، 

بدأ يميز معالم شكل بشري أمامه


مدّ يده ، ولامست أصابعه بشرة دافئة —معصم شي ييجين


ما إن لامسه، حتى أمسك تشين يد شي ييجيين غريزيًا 

و تنهد كلاهما براحة ، 

وقد أدركا أنهما وجدا بعضهما وسط الظلام


لكن، بينما واصل تشين كان التمسك به، 

بدأ شعور جديد يتصاعد في صدره، 


إحساس غريب شدّ قلبه ——


يشعر بحرارة بشرة شي ييجين ، ولم يكن الأمر مجرد 

ملامسة—كان جسده دافئ أكثر من المعتاد… 

بدأ يصاب بالحمى قليلًا


همس تشين كان بصوت خافت :

“ كيف تشعر…؟”


لم يستطع رؤية وجهه ، لكن النفس المتقطع الذي خرج مع 

صوته كان كافي ليدرك حالة ييجين


تمتم شي ييجين :

“يبدو أن المطر بدأ حقًا.”


انقبض صدر تشين كان عند ارتعاش صوته


فقال تلقائيًا ، بنبرة محاولة للطمأنة :

“ لا بأس… أنا هنا معك "


وما إن خرجت الكلمات من فمه، حتى تجمّد في مكانه

ثم أضاف بسرعة، بنبرة مترددة بعض الشيء:

“ أقصد… هل هناك شيء يمكنني مساعدتك به؟ 

هل أُجلسك أولًا ، 

أو … "


لكن شي ييجين لم يُبدِي أي ملاحظة على ارتباكه

قال بصوت خافت، تملؤه الحيرة:

“ لا أستطيع الرؤية ، وأشعر بسخونة … 

هل يمكنك… أن تمسك بذراعي ؟”


ابتلع تشين كان لعابه ، وقد جفّ حلقه فجأة


أجاب بسرعة : “ طبعًا”،، وصوته لا يخفي توتره : 

“ سأ… أمسك—”


لكن قبل أن يُكمل جملته، 

كان ذراع شي ييجين قد التفّ حول ذراعه، 

وفي اللحظة التالية، شعر بوجه شي ييجين يستقر على كتفه




في الخارج ، 

بدأ المطر يقرع على النافذة بإيقاع ثابت


تسللت رائحة الأرض المبتلة مع نسمات المساء الباردة من 

خلال الشق الرفيع المفتوح في النافذة


لكن بين ذراعي تشين كان ، كان كل شيء دافئ


صوت المطر، والرياح ، وأنفاس شي ييجين — كلها بدت 

واضحة أكثر من المعتاد في غياب الضوء


كل حواسه توترت ، و تركزت كلها في هذه اللحظة وحدها


وبعد لحظات ، تمتم شي ييجين :

“ لا أظن… أن هذا مجرد مطر خفيف "


انحبس نفس تشين كان، وتسارع نبضه فجأة


ثم، ولدهشته، شعر بأصابع شي ييجين تلامس ياقة قميصه


حركة خفيفة ، لكنها أطلقت موجة من الحرارة في جسده


كان شي ييجين يحاول أن يجد شيئًا يستند إليه، 

لكن تلك اللمسة—مع الطريقة التي لامست بها أصابعه 

القماش—لم تكن عادية، 

بل بدت مدفوعة بغريزة ، أكثر من مجرد فعل عفوي


شي ييجين بصوت خافت يكاد يكون همسًا:

“ هل… تفهم ما أقصده ؟”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي