القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch33 | Rainfall: 100%

 Ch33 | Rainfall: 100%



تشين كان يعلم أن الأمور ستؤول إلى هذا


فبعد كل ما حصل بينهما في اللقاءات الأخيرة، 

سواء أكان مطرُ هذه الليلة خفيفًا أم غزيرًا، 

من الواضح أن شي ييجين لم يكن ليكتفي بشيء بسيط مثل «تشابك الأذرع»


في تلك اللحظة ، لم يكن بوسع تشين كان العثور على هاتفه، 

لذا لم يكن يملك وسيلة للتحقق من حالة الطقس 

الحقيقية في الخارج


لكنه سرعان ما أدرك… أنه ربما لم يكن يرغب في معرفة ذلك أصلًا


و قال بصوت خافت مبحوح :

“ توقعات الطقس ليست دقيقة دائمًا… على أي حال ، 

بدأ المطر هذه المرة متأخرًا عن الموعد المتوقع، أليس كذلك ؟”


سمع همهمة خفيفة من شي ييجين، تبعها صوته المنخفض المتردد:

“ إذًا… هل يمكننا اعتبار هذا… مطرًا متوسطًا ؟”


: “… مطر متوسط؟”


في تلك العبارة معاني كثيرة، لم يكن لتشين كان أن يخطئ فهمها


ففي أجواء ليلة ممطرة ، لم يكن هذا سوى سؤال متعدد 

الأبعاد بطابع “شي ييجين” المميز

ومع بدء خيال تشين كان في رسم ما قد يتبع هذا السؤال، 

تسارع نبض قلبه بشكل لا يمكن السيطرة عليه


ومع ذلك، وبفضل التجربة التي خاضها سابقًا في دورة مياه القاعة، 

شعر تشين كان بأنه أكثر استعدادًا هذه المرة


سواء أكان ضغطًا على صدره، أو ملامسة لبطنه، 

أو أي شكل من أشكال التقرّب الجريء، 

فقد قرر ألا يدعه يفاجئه مجددًا


اعتدل في جلسته قليلًا ، ونفخ صدره وأخذ نفسًا عميقًا، 

ثم قال بثبات:

“ حسنًا، تفضل .”


لكن، ولدهشته، بقي الشخص بين ذراعيه صامتًا على نحو غير مألوف


لم يستطع تشين كان رؤية ما يحدث


ومع مرور الوقت دون أن يتحرك شي ييجين أو ينبس ببنت 

شفة ، بدأ قلبه يغرق في القلق

{ هل أصيب بحمّى شديدة لدرجة فقد فيها الوعي ؟ }

قال بصوت مرتجف :

“ سنباي؟ هل… هل ما زلت مستيقظًا ؟”


الرعود تدوي خارجًا ، والمطر اشتدّ أكثر ، 

لكن أنفاس شي ييجين لا تزال مسموعة بوضوح


ومع ذلك لم يمدّ يده ليلامس معدته ، 

ولم يسند وجهه إلى صدر تشين كان كما كان يتوقع


في اللحظة التالية ، شعر تشين كان بيد شي ييجين ترتفع 

لتلتف بهدوء حول عنقه


اتسعت عينا تشين كان


لم تكن هذه الحركة جريئة أو صريحة ، 

لكنها حميمية للغاية — تلك اللمسات التي تنتمي للعشاق ، 

حين يحتضن أحدهم الآخر بقرب


لا بد أن شي ييجين كان ضعيفًا ، لأن أنفاسه الحارة لامست 

بشرة تشين كان، 

مما جعل الأخير يدرك كم أن الآخر يعاني من الحمى


لم يكن بوسعه رؤية وجهه ، 

لكن بوسعه أن يتخيل عينيه الهادئتين الجميلة ، 

وقد غمرتها الدموع والحمرة


ربما كان يحدق في وجهه ، أو… يطيل النظر في صدره

لم يكن تشين كان يعرف ، 

لكن مجرد الفكرة جعلته يحمد الإله على انقطاع التيار الكهربائي


وبعد فترة صمت طويلة ، سمع أخيرًا صوت شي ييجين 

قرب أذنه ، ضعيف لكنه واضح النية :

“ ملابسك… تليق بك "


{ لقد أثنى على ملابسي سابقاً أمام المسرح ، 

فلماذا يعيد ذلك الآن ؟ 


إن كان شي ييجين يقصد أن شكل الملابس يليق بي …}

لقد شعر تشين كان ببعض الإحراج ، 

وتمتم بردّ خافت:

“ أعلم، سنباي… لقد قلت ذلك من قبل .”


لكن شي ييجين لم يرد


بل ساد الصمت في الظلام لبعض الوقت


بدأ التوتر يتسلل إلى تشين كان، فسأل بتردد:

“ ما الأ—”


قاطعه شي ييجين بصوت خافت : “ في ذلك اليوم ، حين 

كنت تذيب الثلج من الثلاجة…

أذكر أنك قلت إنك… شخص منفتح أليس كذلك ؟”


“…؟”


جاء هذا التعليق المفاجئ والخارج عن السياق كضربة أربكته


لكنه كان حقيقيًا—فقد خرجت تلك الكلمات من فمه بالفعل


حينها، وتحت ضغط شي ييجيين وهو يقترب منه خطوة بعد أخرى، 

كان تشين كان في غاية الارتباك، فقال أي شيء يخطر بباله 

فقط لينجو من الموقف


والآن لم يكن أمامه سوى الاعتراف، فردّ بتصلب:

“ نعم، قلت ذلك . لماذا ؟”


لم يرد شي ييجين مباشرة ،

بدا وكأنه يفكر ، يتأمل في الظلمة الخانقة


لم يكن تشين كان يسمع سوى صوت أنفاسه المجهدة بعض الشيء


وبعد فترة ، تكلم شي ييجين مجددًا، ببطء وتأنٍ:

“ وأيضًا… أثناء العرض ، أخذت على عاتقك بعض التفاعلات 

التي كان من المفترض أن تكون بيني وبين المؤدي الآخر .”


عند سماعه لذلك ، بدأ تشين كان يشعر أن هناك أمرًا مريب —

بعد أن قضى وقتًا معه ، 

ظن أنه كوَّن فهمًا لا بأس به لشخصية شي ييجين —-


شي ييجين ذكي إلى حدّ لافت ، 

لكنه فظ اجتماعيًا ومنفصل عاطفيًا ( باستثناء حبه للدمى 

المحشوة ) نادرًا يكترث لمشاعر الآخرين ، 

ودائمًا يعبّر عما يجول في نفسه — بغضّ النظر عن مدى حدّة وقسوة كلماته


لكن الآن ، شي ييجين يتلكأ في الكلام بطريقة غير معتادة، 

و يتفوه بتعابير متقطعة وغير منطقية ،

هذا الأسلوب غير المباشر والنادر لم يكن على طبيعته أبداً


وهذا يعني شيئ واحدًا فقط : —- شي ييجين يخطط لشيء فظيع تمامًا


شعر تشين كان بالريبة وقال: “ ما الذي تحاول قوله … "


همس شي ييجين بجوار أذنه ، 

حتى كادت كلماته لا تُسمع :

“ بما أنك تدخلت في بعض تفاعلاتي مع المؤدي قبل قليل، 

وأنت قلت أنك شخص منفتح جدًا ، 

ولا ننسى أيضًا أن ملابسك اليوم تبدو… متسامحة جدًا ،

هل تمانع لو مررت يدي تحت قميصك هذه المرة… 

لأشعر بما تحتَه ؟”


كان تشين يتوقع أن كل ما يمهد له شي ييجين يجب أن يقود إلى شيء كبير


ولكن حتى مع تحضيره الذهني ، عندما سمع “أشعر بما تحتَه” تخرج من شفتي شي ييجين ، 

اضطر للاعتراف أن دفاعاته النفسية لم تكن قوية بما فيه الكفاية


ردد بصوت مرتجف وهو يطلب توضيح : “ أشعر بما تحتَه؟ 

أنت… تقصد تمرير يدك للمس عـضـ ؟ "


أجاب شي ييجين : “ مم ، صدرك ... بدون القميص "


تعثر نفس تشين كان فجأة


واصل شي ييجين بهدوء ، رغم أن أنفاسه كانت أثقل قليلاً :

“ أدرك أن طلبي هذا ربما مبالغ فيه بعض الشيء . 

لكن اليوم، طريقة ملابسك… صدرك يبدو جذابًا للغاية للمس ….”

وأضاف بحيادية : “ ويبدو أيضًا… سهل الوصول إليه "


في هذه اللحظة ، شعر تشين كان كأنه نسي حتى كيف ينطق كلمة ' عضلات صدري'


رغم أن أنفاسه متسارعة قليلاً بسبب الحرّ ، 

ظلّ صوت شي ييجين هادئًا وطبيعيًا : “ بالطبع هذا ليس 

من ضمن الحدود التي اتفقنا عليها ، 

فإذا شعرت بعدم الراحة ، يمكنك الرفض .  

سأتفهم ذلك .”


تشين كان لم يجد كلمات يرد بها


و في الظلام ، لم يستطع شي ييجين رؤية تعبير وجه تشين


وبعد لحظة من الصمت ، تردد قليلاً ثم سأل: “ هل كان طلبي… مبالغًا فيه ؟”


{ مبالغ فيه ؟ لم يكن مجرد مبالغ فيه — بل كان وقحًا ،

بلا حدود ، 

فاضحًا تمامًا… }


ومع ذلك، بطريقة ما، كان هذا بالضبط النوع الجريء الذي 

من شأنه أن يخطر ببال شي ييجين


ولم يكن تشين كان يستطيع حتى الجدال في ذلك، 

لأنه قد أوقع نفسه حين قال عن كونه “شخصًا منفتحًا جدًا ولا يهتم ”


بصعوبة وطحن أسنانه ، تمكن تشين كان من إخراج كلمات، “ ليس… مبالغ فيه . فقط أحتاج للحظة لـ—”


لكنه لم يستطع إنهاء جملته


واكتشف شي ييجين التوتر في صوته، 

فتنهد تنهيدة خفيفة ملؤها الندم : “ لا بأس . 

لن أضغط عليك . 

لكل شخص حدوده — وأنا أحترم ذلك "


خارج النافذة ، ازداد المطر غزارة ، 

وكل نقطة تضرب النوافذ بإصرار


حمى شي ييجين تُشعره بالدوار ، وجسده يغرق أكثر في التعب

و ساقاه غير ثابتتين ، فتكأ ببطء على حافة المغسلة خلفه


تمتم بصوت خافت وهو يحاول تهدئة أنفاسه : 

" هل يمكنني إزعاجك لمساعدتي للعودة إلى مقعدي ؟ 

الجو مظلم جدًا هنا، ولا أستطيع الرؤية جيدًا . 

قد يستمر المطر لفترة… وأنا أشعر ببعض الضعف .”


لفترة طويلة ، ساد الصمت


ثم اخترق صوت تشين كان المتوتر الجو : “… حسنًا "


أمسك بيده بحرارة ، وقاده بحذر خطوة خطوة ، حتى جلس


لكن بدلًا من الكرسي المتوقع، 

وجد شي ييجين نفسه يغوص في شيء ناعم ومرن


كانت مرتبة


سرير تشين كان —-


رمش شي ييجين بدهشة للحظة : “ هذا—”


قاطعه تشين كان فجأة : “ عندي سؤال "


مال شي ييجين رأسه قليلاً : “ تفضل "


: “ هل حقًا… تريد لمسِّي بهذا القدر؟”

اهتز صوته بمزيج من الاستسلام والتحدي : “ أعني… الأمر 

مجرد لمس، عناق . 

أليس الأمر نفسه عمليًا مع وجود طبقة 

من الملابس بيننا ؟”


رد شي ييجين، الذي لطالما كان صريحًا، دون تردد: 

“ إنه مختلف تمامًا .”


تشين كان، “…”


أضاف شي ييجين بخفة: “ لكن لا بأس ، 

لقد قلت لك — لن أجبرك .”


همهم تشين كان همهمة جافة غير ملتزمة، 

مكافحًا للحفاظ على مبادئه

ضاق صدره وهو يجبر نفسه على القول: “ أنا… أستطيع أن 

أسمح لك بما فعلته في المرة السابقة في الحمام. 

كما تعلم، فقط… تمسك بي…”


كأن شي ييجين تذكر شيئًا ، ثم قال “ آووه” خافته وتمتم :

“ الآن بعد أن فكرت في الأمر ، 

كان المؤدي الذي قابلناه سابقًا كريمًا جدًا ”


ساد الصمت فورًا ، صمت مدوي


تشين كان، “… ماذا قلت للتو ؟”


تأمل شي ييجين بنبرة متفكرة ، 

كأنه يستحضر ذكرى بعيدة : “ هذه هي المرة الأولى في 

حياتي التي يرفع فيها شخص قميصه ويدعوني للمسّه. 

بالنظر إلى السابق ، ربما كان يجب أن أغتنم الفرصة .”


تشين كان : “…  عذرًا ؟”

و انكسر صوته بدهشة : “ ألم تقل إن عضلاته تبدو سيئة الملمس ؟ 

ألم تقل إنها كلها صلبة ومتصلبة ، لذا ليست من نوعك المفضل ؟”


رد شي ييجين بهدوء : “ هذا صحيح . أنا لا أحب ذلك الملمس ،،

لكن … ” — توقف للحظة — “ أدركت أنني لم ألمس 

عضلات عارية من قبل بدون أي قماش يحجبها . 

أنا… فضولي قليلًا ، أظن ”


: “ أنت—” تكلم تشين كان و كاد يتلعثم 


واصل شي ييجين وكأنه يطرح فكرة فلسفية : 

“ لكن لا بأس ،

سمعت أن فرقته تقع في لندن . 

ستكون هناك فرص في المستقبل ...”

تنهد، وكأنه يأسف قليلاً : “ آسف . أنا أفكر بعيدًا جدًا. 

دعنا لا نتحدث عن ذلك بعد الآن .”


ازدادت دقات المطر على النوافذ، 

بإيقاع متقطع من قطرات ثقيلة


رمش شي ييجين بتثاقل، و تعبه واضح : 

“ أعتقد أنه يمكننا الاستمرار في … ”


قبل أن يُنهي كلامه ، ضغطت قوة مفاجئة على كتفيه


تفاجأ شي ييجين واتسعت عيناه وهو يشعر بأنه يُدفَع إلى الوراء، 

وسقط جسده الضعيف من الحمى بلا حول ولا قوة على المرتبة


و بعد لحظة ، انخفضت المرتبة بجانبه ، 

واستقر وزن تشين كان على فخذيه 



ييجين : “ أ-أنت—”


: “ لاا . تقل . كلمة .” صوت تشين كان منخفض وحازمًا، 

مشوبًا بيأس لا يقبل النقاش


سمع شي ييجين تنهيدة حادة ، و تلاه صوت قماش يُزاح. 

و صوت الانزلاق الناعم للملابس وهو يُخلع وصل إلى أذنيه، 

و يتصاعد في صمت الغرفة


ثم، سقط شيء خفيف وناعم بجانب يده


أدرك شي ييجين الأمر كصدمة برق، واحتبست أنفاسه في حلقه


تحدث تشين كان أولًا، بنبرة متوترة ومرتجفة: 

“ سنباي، من فضلك… فقط لا تتحدث .”


على الرغم من أن الغرفة مغمورة في الظلام، 

إلا أن لحظة انكشاف صدره بالكامل على الهواء البارد، 

فانكسر صوت تشين كان بضعف واضح : 

“ أنت… أنت تعرف كم أصاب بالتوتر عندما تتحدث. 

وعندما أكون متوتر ، أنا… أنا لا أكون لطيفًا للمس ….


لذا، من أجلك   ،” وهو يصّر على أسنانه : “ ابقَ صامتًا . 

لا تقل شيئًا . 

ولا تتحرك .”


ولدهشته، امتثل شي ييجين فعلاً، 

مستلقيًا ساكنًا وصامتًا


و عاصفة المطر في الخارج تملأ الفراغ، 

إيقاعها الفوضوي هو الصوت الوحيد في الغرفة


لم يكن لدى شي ييجين وقت كافٍ لمعالجة ما يحدث 

ثم رُفعت يده ، وأصابعه الدافئة تتوجهه للأمام


تردد الشخص الجالس عليه للحظة


ثم، بعزم مفاجئ، ضغط تشين كان يد شي ييجين بقوة على صدره العاري


“…أليس هذا ما كنت تريده؟”


كان صوت الشاب متوتراً، مختلطًا بالسخرية من الذات والتحدي


بدا وكأنه يتحدث إلى شي ييجين، 

لكنه كان يتحدث أيضًا إلى نفسه


“ إنه مجرد لمس، صحيح ؟ 

أنا… لا أمانع أن أعطي هذا القدر ”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي