Ch34 | TDVWD
عندما تحدّى تشي مو ياو الطبقة التالية من اختبار التشكيلات ،
شعر بوضوح بارتفاع حاد في مستوى الصعوبة
فقد أصبحت كل تشكيلة يواجهها الآن معقدة جدًا
وكان يظن أنه وصل إلى الطابق الرابع ،
لكنه في الواقع قفز مباشرة إلى الطابق السادس
تشكيلة الطبول ذات الإيقاع الواحد والثمانين التي حَلَّها سابقًا كانت واحدة من التشكيلات عالية الصعوبة
وقد تم تصميمها بحيث، إن تمكّن أحد من حلّها من
المحاولة الأولى، يُسمح له بتجاوز طابق كامل والانتقال
مباشرة إلى اختبار الطابق السادس
وعلى الرغم من أن هذا النظام كان موجودًا منذ زمن بعيد،
لم يسبق لأحد أن تمكّن من تحقيق هذا الإنجاز
فإما أن التلاميذ الذين واجهوا تلك التشكيلة لم يستطيعوا حلها من المحاولة الأولى،
أو أن أولئك القادرين على ذلك لم يصادفوها في طريقهم
ومع مرور الوقت ، نسي الجميع هذا القانون
أما تشي مو ياو —- فلم يكن يعلم أصلًا بوجود هذا النظام
ظنّ فقط أن صعوبة التشكيلات في الطابق الرابع قد ازدادت
فجأة ، واستمر في تركيزه على كسر التشكيلات
كان هدفه أن يصل إلى الطابق السابع ،
وربما يحلّ تشكيلتين في الطابق الثامن على الأكثر
لم يكن ينوي أبدًا الذهاب إلى الطابق التاسع
فذلك الطابق كان مفتوحًا للمراقبة ،
وهناك العديد من الشيوخ في مرحلة ولادة الروح يراقبونه
ولو ارتكب خطأ أو كُشف عن انتمائه لطائفة هي هوان ، فلن تكون العواقب حميدة
الحواس الإلهية لكبار الشيوخ لا تُفعّل إلا أحيانًا في الطوابق
الثمانية الأولى، وذلك فقط للتأكد من سلامة المشاركين
أما في الطابق التاسع، فالجميع يُركّز أنظاره جيدًا ——
ويا للأسف ، بينما كان يعتقد أنه دخل الطابق السابع ،
كان قد دخل فعلًا الطابق التاسع حيث يمكن للجميع رؤيته
وكان لا يزال يظن أنه في الطابق السابع ،
ويستعد لبذل قصارى جهده لحل التشكيلات
وبعد أن حلّ تشي مو ياو آخر تشكيلة في الطابق الثامن،
أبلغ الشيخ المشرف على البرج السيد السماوي غوان نان
فجاء كل من السيد السماوي غوان نان والسيدة السماوية تشي شان معًا ،
في انتظار وصول المتحدّين للطابق التاسع
وبعد وصولهما ، انتشر الخبر بسرعة ، فتبعهم بقية التلاميذ
وعند وصولهم إلى الطابق التاسع ،
وقفوا خارج الحاجز وهم ينظرون للأسفل إلى الساحة القاحلة المحاطة به
ومن أجل التسهيل على المشاهدين ،
كان هناك مكان تشكيل واحد فقط في الطابق التاسع
فإن وصل أحد المزارعين إلى الطابق التاسع بينما كان التشكيل مفعّلًا مسبقًا،
عليه أن ينتظر فشل أو نجاح من سبقه حتى يتمكّن من الدخول
وأحيانًا، قد تستغرق المجموعة السابقة وقتًا طويلًا ،
مما يؤدي إلى ساعات من الانتظار
ركضت يي تشيانشي إلى الطابق التاسع لتحجز مكانًا جيدًا
كانت متضايقة من أن الصفوف الأمامية كلها مشغولة،
لكنها رأت فواغ فسارعت إليه
ولم تكتشف السبب إلا بعد أن وصلت،
إذ كان الثلاثي من طائفة تشينغ زي هناك،
ولا يجرؤ باقي المزارعين من الطوائف المستقيمة على الاقتراب منهم
رمقتهم بنظرة ممتعضة وحاولت استدعاء تشيوتشيو
لكن ما لم يكن في الحسبان، هو أن تشيوتشيو طار من تلقاء
نفسه إلى كتف شي هواي، وجعله مقرًا ليراقب المشهد من الأعلى
في هذا الوقت ، وصل يو يانشو أيضًا ،
ووقف بجانبها وهو يحدّق للأسفل
و بدا عليه الذهول مما رآه ——
لم تكن يي تشيانشي قد نظرت إلى الأسفل بعد —-
قالت وهي تحيي يو يانشو: “ الناس هنا يتحركون بسرعة فعلاً.
كنت أظن أن أول من وصل إلى الطابق التاسع قد صعد للتو؟
من يدري كم سيستغرق شيدي ليصل…”
لكنها لم تُكمل حديثها
نظرت إلى الأسفل أثناء كلامها،
فانحبست الكلمات في حلقها من شدة الذهول
كان تشي مو ياو هناك ، مستلقيًا في أحد الأماكن الآمنة داخل التشكيل… نائمًا تحت لحاف صغير ~
يُسمح للمزارعين بدخول التشكيل،
لكنه لا يبدأ بالتفعيل إلا عندما يحاول الداخلون كسره
قبل ذلك، يستطيعون اختيار مراقبته أو أخذ قسط من الراحة في بقعة آمنة
وكان تشي مو ياو قد قضى في برج الزجاج المصقول ذي
التسعة والتسعين طابقًا قرابة ثلاثة أيام
وبعد أن دخل أول تشكيل في ما ظنه الطابق السابع،
قرر أن يأخذ فترة من الراحة،
فغطّى نفسه بلحاف ونام في زاوية لا تؤدي إلى تفعيل التشكيل
كيف له أن يعلم أنه دخل الطابق التاسع ، وأن الجميع كان يراه نائمًا بهذا الشكل؟ ~~~
بدأت يي تشيانشي تفرك وجهها مرارًا ،
وقد شعرت بالإحراج الشديد نيابةً عن الشيدي خاصتها
ثم ألقت نظرة سريعة تجاه المقاعد التي يجلس فيها الشيوخ للمراقبة
كان هناك حواجز تحيط بالمكان،
فتمكنت بالكاد من تمييز وجود نحو خمسة شيوخ جالسين
هناك. وكانت الأجواء هادئة، هادئة بشكل مريب
لكن تدريجيًا بدأت أصوات المناقشة تتعالى:
— “هل هو أول من يصل إلى الطابق التاسع؟”
— “من هذا؟” لم يكن الجميع قد سمع بعد بتشي مو ياو
— “إنه من طائفة يو تشونغ، وتقول الشائعات إنه أجمل رجل في العوالم الثلاثة .”
— “ من طائفة يو تشونغ ؟ حقًا ؟”
وما إن قيل ذلك حتى التفت أحدهم بنظره نحو يي تشيانشي
فتظاهرت بالهدوء واللامبالاة
أما يو يانشو، فقد بدا عليه الفضول أيضًا وسأل: “ أنتم تدرسون التشكيلات أيضًا ؟”
عندما أخبرهم تشي مو ياو سابقًا بأنه ينوي المشاركة في
اختبار التشكيلات، ظن يو يانشو أن ذلك فقط من أجل جمع
بعض النقاط الإضافية
لكنه الآن ذُهل حين رأى أن تشي مو ياو هو أول من يصل إلى الطابق التاسع
لم يتوقع أبدًا أن تكون مهاراته في التشكيلات بهذا المستوى
أجابته يي تشيانشي: “هذا مجرد هواية شخصية لشيدي.
أنا أفضل الأرواح الأليفة الفروية .”
فمثلها، معظم تلاميذ طائفة يو تشونغ كانوا مهتمين بأرواح
الحيوانات الأليفة، ولم يكن لديهم اهتمام لا بالتشكيلات ولا
بالزراعة المزدوجة
بل لم يظنوا أن تشي مو ياو وسيم إلى هذا الحد أصلاً
لكن يي تشيانشي لم تدرك مدى جماله الحقيقي إلا بعد أن
خرجت معه في الرحلة ورأت وجوه الناس المذهولة حوله
بدا لها آنذاك أنه جميل حتى مقارنةً بباقي الكائنات ثنائية القدم ~ ( وصفها للبشر 😭 )
كان الشيوخ قد وصلوا منذ زمن مضي قدره عود بخور ،
وتشي مو ياو نام المدة نفسها تقريبًا
ولم تكن هناك أي مؤشرات على استيقاظه قريبًا
عند هذه اللحظة ، كسر أحد الشيوخ أخيرًا صمته
لقد كانت السماوية الموقرة تشي شان هي أول من ضحك
بخفة على حال تشي مو ياو
ثم سألت السماوية الموقرة شيان يوي: “ ما الأمر مع هذا الفتى ؟”
فأجابها مزارع في مرحلة الجوهر الذهبي : “ لقد تجاوز أحد
الطوابق بعد أن حلّ تشكيل الطبول ذات الإيقاع الواحد والثمانين.
وعلى الأرجح أنه لا يعلم بذلك، ويظن نفسه لا يزال في
الطابق السابع، ولهذا السبب قرر أن يستريح الآن .”
عبست شيان يوي بحاجبيها وسألت: “ هل ينبغي أن نخبره ؟”
تحدثت السماوية تشي شان معارضةً اقتراحها :
“ تحطيم التشكيلات مهمة مرهقة للغاية .
ليس من الخطأ أن يأخذ لحظة للراحة بهذه الطريقة ،
بل هذا يُظهر ثقته بقدراته .
لو أيقظناه الآن، فلن يؤدي ذلك إلا إلى توتره .”
حينها ، تحوّلت أنظار الجميع نحو السماوي الموقر غوان
نان، وكأنهم يطلبون منه أن يُصدر القرار النهائي
كان غوان نان يضع ذقنه على كفه،
يحدّق إلى ساحة التشكيل بنظرة باردة وملامح تدل على
الملل. ثم سأل بصوت خافت:
“ هو تجاوز تشكيل الطبول ذات الإيقاع الواحد والثمانين من أول محاولة ؟”
أجابه المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي:
“ نعم .”
قال غوان نان:
“ اعرضوا كيف تمكّن من اجتيازه .”
“ مفهوم .”
وبهذا أصبح لدى الجميع ما يسلّيهم أثناء الانتظار :
مشاهدة كيفية كسر تشي مو ياو للتشكيل
استدعى مزارع الجوهر الذهبي حاجزًا ،
وبمجرد لمسة بإصبعه ،
بدأت صورة تشي مو ياو وهو يكسر التشكيل تُعرض أمام الجميع
كل ما حدث داخل برج الزجاج المصقول يُسجّل ،
ويمكن عرضه لاحقًا
و بإمكان جميع الحاضرين مشاهدة ما يُعرض داخل الحاجز
بوضوح تام، بغض النظر عن أماكن وقوفهم
ظهر في الحاجز صورة لليل خافت ،
وقفز تشي مو ياو ليضرب أحد الطبول ،
ثم استدار برشاقة نحو التالي
كانت حركاته سلسة وجميلة لدرجة أدهشت الجميع
كان شي هواي يحدّق في المشهد بعينين متّقدتين لا يرمش حتى
أما زونغ سيتشن، فكان يستند بيده إلى ذقنه، وتحدث مع
شي هواي عبر الإرسال الروحي:
“تحركاته…”
لم يُكمل، لكن كلمة فقط كانت كافية لفهم المغزى،
فهما حذرا من أن يسمعهما الشيوخ
كانت تحركات تشي مو ياو سريعة للغاية ،
واستخدم تقنية خفة الجسد ببراعة ،
دون أن يترك أي ثغرة ظاهرة
لكن إن ربط ذلك بحقيقة كونه من طائفة هي هوان،
فإن تلك الحركات الخفيفة والجميلة لن تعود مفاجئة
أما سونغ وييو — فشهق فجأة وقال:
“ تبًا… هذا الوسيم مبالغ فيه !”
ثم أدرك على الفور أنه قال ذلك بصوت مسموع،
وليس عبر إرسال روحي،
فشعر بالإحراج ونظر من حوله
لكنه سرعان ما اكتشف أن الجميع يوافقه الرأي في صمت
ليس كل من يحطم تشكيلًا يستطيع أن يجعله يبدو وكأنه رقصة فنية
كان جماله مبهر فعلًا
سأل يو يانشو يي تشيانشي من جديد :
“ هل تلاميذ طائفة يو تشونغ يتعلمون الرقص أيضًا ؟”
انفجرت يي تشيانشي من الداخل { لا نعرف تشكيلات
ولا الرقص !!!! }
فاضطرت أن تعض على لسانها وتقول:
“ هذا يُسمّى رقص؟
إنه يحطّم التشكيل بوضوح !
ألا ترى كيف يندفع نحو كل طبل؟
من ذا الذي يرقص وهو يحطم التشكيلات؟
يا لسخافة…”
وبعد وقت قصير ، بدأ المزارعون الآخرون بالتوافد إلى الطابق التاسع
كانوا أولئك الذين تم نقلهم خارج البرج بعد فشلهم في الاختبار
وصلت مينغ شاولو إلى الطابق السادس فقط،
أما تانغ مينغ فلم يتمكن من اجتياز الطابق الرابع —-
أما مو رين ، فقد تخطّى الطابق السادس ،
لكن أول تشكيل في الطابق السابع أوقفه ،
فلم يملك إلا أن يغادر
وما إن صعدوا حتى صُدموا بالمشهد أمامهم ،
لدرجة أن مينغ شاولو بالكاد حافظت على ابتسامة لائقة
اقتربوا من الجهة الأقل ازدحامًا ،
ليكتشفوا أن جماعة طائفة تشينغ زي كانت هناك
فتظاهرت مينغ شاولو بالغرور وكأنها لا تكترث لرؤية شي هواي
لكن ما لم تتوقعه هو أن شي هواي لم يلحظ وجودها أصلًا
كان تركيزه بالكامل منصبًّا على مشهد تشي مو ياو وهو يحطم التشكيل
وما إن انتهى العرض ، التفت إلى زونغ سيتشن وسأله:
“ هل يمكن تسجيل هذا المشهد ؟”
قال زونغ سيتشن وقد بدت عليه علامات الإحراج:
“ لم نحضر معنا أداة روحية تملك خاصية التسجيل ،
وهذه وظيفة من وظائف البرج أصلاً…
لا يمكننا أخذها معنا هكذا ببساطة…”
كان شي هواي غاضبًا جدًا عندما سمع ذلك،
فقبض على قبضتيه وكأن الجنون قد استبدّ به:
“ إذًا لم يعد أمامنا سوى غزو طائفة نوان يان وأخذها بالقوة !!!!! "
سارع زونغ سيتشن إلى محاولة تهدئته:
“ لا أظن أن الأمر يستحق ذلك يا سيدي الشاب …”
{ خمسة من الشيوخ السماويين في مرحلة ولادة الروح جالسون هناك الآن!
أما تخشى أن يسحقوك في الحال بعد سماعك تقول شيئًا كهذا ؟!
ربما بإمكاننا مقاتلة أحدهم ، لكن خمسة ؟
هذه مسألة أخرى تمامًا … }
وبالفعل، سمع الخمسة الموجودون كلامه
بعضهم التفت لينظر في اتجاههم
لكن السماوية تشي شان فقط هي من وجدت الأمر مضحكًا وضحكت مجددًا
أما تشي مو ياو —— فما زال يغط في نوم عميق حتى بعد
انتهاء العرض الذي يُظهر كيف حطم تشكيل الطبول ذات الإيقاع الواحد والثمانين
أصبح الشيوخ في وضع محرج ~,
لا يعلمون إن كان عليهم الاستمرار في الانتظار ،
أم المغادرة والعودة لاحقًا بعد استيقاظه ~,
ولحسن الحظ ، استيقظ تشي مو ياو بعد ساعة تقريبًا
جلس متربعًا ونظر حوله بنظرات شاردة ، وكأنه لا يزال في عالم الأحلام
لقد بدا وكأنه شخص مختلف تمامًا عن ذلك الجمال الذي حطم التشكيل بمهارة
هذا الجانب النعسان منه كان لطيفًا بطريقة غبية
عندها بدأ الشيوخ بالكلام ،
وأنصت المزارعون الآخرون بتركيز شديد ليستفيدوا من ملاحظاتهم
قالت السماوية تشي شان بعد أن راقبت الوضع لبعض الوقت:
“ تشكيل التقاط النجوم من الدب الأكبر…
يا له من حظ، سواءً أكان جيدًا أم سيئًا .”
وأضاف السماوي الموقر غوان نان:
“ أجل . هذا التشكيل وتشكيل الطبول يشتركان في نفس المبدأ ،
لكن صعوبته تفوقه بمئات المرات .
لنرَى كم مرة سيحتاج لاجتيازه…”
كاد زونغ سيتشن أن يقع أرضًا من الصدمة ،
وسارع إلى إرسال رسالة عبر الإحساس الإلهي إلى رفيقيه:
“ تقول الشائعات إن غوان نان وتشي شان ليست بينهما علاقة جيدة ،
وأن تشي شان هي من تسعى للحفاظ على العلاقة ، لكن
يبدو أن الأمر ليس كذلك .”
سأله سونغ وييو وهو ينظر نحوهم :
“ كيف عرفت ؟”
أجاب زونغ سيتشن:
“ غوان نان لا يتكلم إلا بعد أن تتكلم تشي شان .
لا يرد حتى عندما تتحدث تلك السماوية العجوزة شيان يوي.”
ردّ سونغ وييو:
“ معك حق…”
لكن رغم أن حديثهم كان عبر الإحساس الإلهي،
إلا أنهم شعروا فجأة بهالة ضاغطة تحيط بهم
كان من الواضح أن أولئك الشيوخ في مرحلة ولادة الروح قد
التقطوا رسائلهم، بل وفهموا مضمونها جيدًا ~~~,
و كانت السماوية شيان يوي تحديدًا غير راضية على الإطلاق
لكن الثلاثي لم يفوّتوا الفرصة لإغاظتها، وكانوا يستمتعون بذلك ~~,
أما شي هواي ، فتجاهلهم تمامًا ،
وأخرج كرسياً من جرس الكنوز الألفي خاصته ،
ثم جلس عليه بارتياح مترف منتظرًا تشي مو ياو ليبدأ كسر التشكيل
حتى الشيوخ السماويون أنفسهم لم يجلسوا إلا على كراسٍ
مصنوعة من خشب الصندل،
بينما شي هواي جالس على كرسي مصنوع من يشم تجميع
الروح—وهو نوع نادر وثمين من اليشم
المزارعون العاديون بالكاد يستخدمونه لصنع تعاويذ أو
قلائد صغيرة لا يجرؤون على إخراجها إلا عند التأمل لزيادة
فعالية تدريبهم،
أما شي هواي فها هو قد شكّله إلى كرسي،
وأخرجه دون أدنى تردد لمجرد مشاهدة أحدهم يحاول كسر تشكيل
الأمر الذي جعل الكثير من المزارعين يلتفتون إليه، مبهورين بـ… مدى البذخ
وعند التدقيق مرة أخرى،
وجدوا أن شي هواي لم يكن مسترخياً بالكامل،
بل كان يراقب التشكيل باهتمام بالغ،
تمامًا كما كان يفعل العصفور الـ أوريول الجالس على كتفه
في تلك اللحظة ، قال المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي وهو ينظر إلى الأسفل:
“ شي زيهي على وشك الوصول إلى الطابق التاسع .
لا أعلم إن كان سيتمكن من اللحاق به قبل تفعيل التشكيل .”
جعل ذكر اسم شي زيهي نظرة دفء نادرة تظهر في عيني
السماوي الموقر غوان نان، فقال:
“ لقد أبلَى بلاءً حسنًا .”
صحيح أن تشي مو ياو تجاوز أحد الطوابق عبر القفز ،
إلا أن شي زيهي تحدى كل طابق على حدة ،
بل واستغرق وقتًا أقل منه في المتوسط
لكن ليس الجميع يملك الصبر الكافي لانتظار وصول
الآخرين حتى يتعاونوا معهم في كسر التشكيل
وغوان نان السماوي الموقر لم يكن من أولئك الصبورين على أي حال
——————-
أما تشي مو ياو — فكان قد طوى لحافه الصغير بعناية ،
ثم سار إلى مركز التشكيل ليتفحص عين التشكيل
لم يكن يتوقع أن يكون تشكيل “الطابق السابع” بهذا التعقيد
فوقه بحر من النجوم اللامعة ،
كثير منها كان يخفت ويعود للظهور بشكل متكرر
أما أسفل قدميه ، فقد كانت هناك رموز مرسومة في مواقع
النجوم السبعة المعروفة : تيانشو، تيانشوان، تيانجي،
تيانكوان، يوهينغ، كاييانغ وياوقوانغ—كل رمز منها يحمل أسراره الخاصة ——
تأمل الرموز بدقة ، ثم أخذ نفسًا عميقًا وفعّل التشكيل
في الوقت نفسه ، كان شي زيهي على وشك الصعود للطابق التاسع،
لكنه لم يتمكن من اللحاق بتشي مو ياو في الوقت المناسب
ليتعاونا معًا في حل التشكيل
كان هذا التشكيل مشابهًا لتشكيل الطبول ذي الإيقاع
الواحد والثمانين، لكنه أعقد بكثير
في السابق ، كان المطلوب هو ضرب الطبول بالإيقاع الصحيح ،
وكان عددها محدودًا—واحد وثمانون طبلاً فقط
أما الآن ، فثمة عشرات الآلاف من النجوم ،
ولا حاجة للمسها فعليًّا ،
بل يجب توجيه الطاقة الروحية نحو النجم الصحيح وفقًا
للتغيّرات الحاصلة في الرموز الموجودة على الأرض
رفع تشي مو ياو يده ، وبدأ بعقد الأختام داخل كمه
وما هي إلا لحظات حتى ظهر بوصلة ضخمة متوهجة بلون
فضي أسفل قدميه ،
اتخذت من موقعه مركز التشكيل ،
واعتبرت التشكيل كله قرصها الخاص
هذا النوع من البوصلات كان يتكوّن من ثلاث طبقات وأربعة وعشرين اتجاه
له قرص داخلي ، وآخر خارجي ،
ومسارات تيانشين العشر —-
استخدم تشي مو ياو نفسه كإبرة تشير مباشرة نحو الجنوب،
باتجاه بركة السماء
شكل القرص معقد ، ومن لا يفهمه لن يستطيع مواكبة ما يحدث
فقد كانت التشكيلة تشمل ثلاثمئة وستين درجة ،
مقسّمة إلى مئتين وأربعين نقطة ،
مما جعل استخدام البوصلة لتحديد الاتجاهات أمرًا أكثر سهولة
ظهرت البوصلة وتوسعت حوله
كل إبرة عبارة عن حلقة تدور حوله كجهاز جايروسكوب،
حتى تستقر لتشير إلى موقع محدد
وقف في المركز ونظر إلى حيث يشير إصبعه ،
ثم بدأ بإجراء الحسابات اللازمة
كان يستخدم البوصلة لتحديد مواقع النجوم
ولكن بعد تفعيل التشكيل ، بدأت الرياح تعصف من الداخل
ولزيادة الصعوبة ، انطلقت تيارات من الضوء تمر عبر النجوم لتشوّش التركيز
لم يكن لدى تشي مو ياو سوى لحظات قليلة
وبما أنه كان منشغلًا بالحسابات،
فلم يكن لديه وقت للتركيز على أي شيء آخر
لذا، سحب دبوس شعره ورماه في اتجاه محدد،
مباشرة نحو مركز التشكيل الواقعة داخل أحد تيارات الضوء
كان تصويبه دقيقًا تمامًا
وانسدل شعره الطويل كشلال على كتفيه،
ينساب مع الرياح مع أكمامه الواسعة
دارت الهالة الفضية للبوصلة المحيطة به مرة أخرى،
ليبدأ الجولة التالية من الحسابات
فديو تقريبي :
في المدرجات ، كان الجميع مندهشين من البوصلة التي
ظهرت حول تشي مو ياو
لم يكن لديهم أدنى فكرة عمّا كانت
وكان بصر المزارعين حادًا للغاية ،
مما أتاح لهم رؤية الكلمات المكتوبة على البوصلة بوضوح
وقد أثار هذا الإنجاز العجيب الكثير من النقاش والفضول
كان زونغ سيتشن مهتمًا جدًا بهذه الطريقة في تقسيم
التشكيل باستخدام البوصلة، وبدأ يراقب بعناية:
“ طريقة تفعيل التشكيل هذه مثيرة للاهتمام .
هل اخترعها بنفسه ؟
هل هي أسهل من الطرق الأخرى ؟”
أما يو يانشو فتنهّد وقال:
“ ربما الأمر ببساطة أنه لا يملك بوصلة سحرية .”
صُدم سونغ وييو وقال:
“ هـ-هو لا يستطيع حتى شراء واحدة ؟”
أومأ يو يانشو برأسه :
“ أجل، فهو حتى الآن لا يمتلك قطعة طيران سحرية .”
نظر سونغ وييو وزونغ سيتشن في اللحظة نفسها إلى شي هواي
كلاهما كان يعلم أن “آ-جيو” أعطى شي هواي أحجارًا روحية
في المرتين اللتين اعتذر فيهما
وما بدا لهم كمبلغ ضئيل وقتها ، كان في الحقيقة كل ما يملكه آ-جيو
والآن ، بعد أن رأوا فقر تشي مو ياو بهذا الشكل ،
بدأوا يتساءلون إن كان آ-جيو نفسه قد عاش فقيرًا هكذا
طيلة العامين الماضية
أسرعت يي تشيانشي لتوضّح:
“ ليس لأن طائفتنا يو تشونغ بخيلة معه !
إنه محاسب الطائفة ، ويمكنه شراء واحدة لنفسه يااه !”
لكن يو يانشو ردّ عليها بصبر:
“ بل لأنه محاسب الطائفة تحديدًا لا يمكنه التلاعب بالحسابات .
طالما لم تطلبوا أنتم شيئ ، فلا يستطيع أن يستغل الموارد
لشراء شيء لنفسه دون تصريح .”
زمّت يي تشيانشي شفتيها
شعرت أن طائفتهم لم تكن كريمة بما فيه الكفاية مع تشي مو ياو
{ ربما حان الوقت ليحصل شيدي على أداة سحرية جديدة
حال عودتنا إلى الطائفة
فبعد كل شيء، كنا قد كسبنا مبلغ لا بأس به من الأحجار
الروحية بعد بيعنا لأجزاء الذئب السماوي }
عبس شي هواي وهو يتخيل تشي مو ياو مضطرًا للمشي في
كل مكان، ثم سأل: “ تشي مو ياو يعمل في قاعة الخدمات اللوجستية لديكم ؟”
أجابته يي تشيانشي بضيق : “ طائفتنا لا تملك قاعة خدمات لوجستية . هو يدير الطائفة بأكملها .”
سأل شي هواي مرة أخرى: “هل طائفة يو تشونغ تتدرّب على
استخدام الأسلحة الخفية أيضًا ؟”
رفعت يي تشيانشي عينيها إلى السماء وهي تنظر إليه :
“ نحن نستخدمها كثيرًا لضرب الطيور "
ثم رمقت تشيوتشيو بنظرة جعلت العصفور يرتجف في مكانه
أومأ شي هواي برأسه : “ هل يمكن أن تُريِنا عرضًا ؟”
كانت يي تشيانشي على وشك الانفجار : “ ولِمَ قد أقدّم لك عرضًا أصلاً ؟”
تدخّل يو يانشو : “ أي شخص يجيد فن التشكيلات لديه
أساليبه الخاصة في ضرب مركز التشكيل .
يبدو أنه بارع في ذلك .”
ولأن هذا التفسير بدا معقولًا ،
لم يهتم أحد بسرعة تشي مو ياو الكبيرة في فكّ التشكيلات
فبعد كل شيء، هو شخص استطاع بلوغ الطابق التاسع
كانت الأقراص الدوارة تُدوِّخ سونغ وييو، فاضطر إلى
السؤال: “ماذا يفعل؟ واقف هكذا منذ فترة طويلة .”
أجاب شي هواي بهدوء : “ إنه يجري حسابات .”
: “ حسابات؟ ماذا يحسب؟”
: “ هو معتاد على حساب جميع الاحتمالات قبل أن يتحرك.
بهذه الطريقة يتأكد من صحة خطوته .”
: “ لكن هناك أكثر من عشرة آلاف نجم ،
هل يستطيع أن يحصيها كلها ؟
وحتى إن فعل، هل يستطيع أن يتذكر كل شيء ؟”
: “ يستطيع .” أجاب شي هواي بثقة { أنا أعرف أن آ-جيو يستطيع ذلك }
وأضاف يو يانشو: “ هو لا يعدّ النجوم واحدة تلو الأخرى ،
بل يراقب تغيّرات النجوم في كل منطقة ويحفظها في ذهنه .”
ابتسم زونغ سيتشن : “ يجب أن نأخذه معنا إلى طائفة تشينغ زي.
أنا أكتب، وهو يحسب، ويمكنه إدارة الطائفة.
أليس هذا رائعًا؟”
ردّ عليه سونغ وييو ساخرًا : “ تبًّا، وهل كنا سنحتاجك أنت
لو أخذناه معنا ؟ من قال إنه لا يعرف الكتابة ؟”
صمت زونغ سيتشن: “…”
…..
في تلك اللحظة —— ، شاب جالس على درجات حجرية
يرسم بعض الحسابات على كفه —-
{ شخص ما دخل التشكيل الذي قمت بإعداده }
فارتفع شعره الذي يشبه قناديل البحر بفعل الرياح ،
و الجرس المربوط به يُصدر أصواتًا رنانة
وبعد مراقبته للحظة ،
تمتم بدهشة : “ هاه؟
هو من يفك التشكيل؟
… يا للخسارة "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق