Ch35 | TDVWD
بعد خمس عشرة دقيقة ، أنهى تشي مو ياو حساباته وبدّد البوصلة الدائرية
ثم أخذ نفسًا عميقًا، وضبط حالته الذهنية،
ورفع بصره نحو النجوم مجددًا
لم يتمالك تانغ مينغ نفسه، الذي كان يراقب المشهد طيلة هذا الوقت، فتمتم:
“ كل هذا الضجيج من أجل لا شيء…”
لكن مو رين لم يلتفت إليه حتى، وقال ببساطة:
“ فلماذا لا تجرب أنت فتح تشكيل باستخدام البوصلة؟”
تانغ مينغ: “…”
{ ما الذي حلّ بمو رين؟
لماذا يدافع باستمرار عن ذلك الشخص من طائفة يو تشونغ مؤخرًا ؟ }
في تلك اللحظة، تحرّك تشي مو ياو أخيرًا
أخرج بعض أحجار الروح من حقيبته الخاصة به،
وامتص طاقتها الروحية بسرعة
ثم رمى البودرة المتبقية جانبًا ،
فهبت خلفه فجأة عاصفة من الرياح ،
وانبثقت راية كأنها عَلَم خلف ظهره ، ثم تبددت سريعًا
ثم قفز إلى داخل حقل النجوم
لطالما راود البشر القدماء كثير من الخيالات حول النجوم،
أما المزارعون، فلطالما تاقوا إلى ' القدرة على سحق النجوم '
غير أنهم لم يكونوا يعلمون أن كل نجم منها ضخم على نحو لا يمكن تصوّره
— فحتى كوكب المشتري ، ناهيك عن نبتون ، أكبر بكثير من العالم الذي يعيشون فيه
لذا ، لم تكن هذه النجوم واقعية تمامًا
بدا أنها مجرد أحجار مضيئة
بإمكان تشي مو ياو الوقوف عليها مباشرةً ، والسير وسطها
كان يشبه قنديل البحر وهو يسبح في بحر من النجوم ،
ومع كل قفزة ،
أكمامه وشَعره الطويل يرتفعان وينخفضان كأنها أطراف قنديل ترفرف في الماء
امتدّ الأفق النجمي الواسع من حوله ، ليحيطه من الجهات الأربع بلون أزرق عميق
وكأن صندوق مجوهرات انقلب ، فتبعثرت اللآلئ ذات
الأحجام والتوهجات المختلفة وسط السماء الزرقاء
في تشكيل التقاط نجوم الدب الأكبر ،
يكون على المزارع مراقبة شكل الدب الأكبر بعد تنشيط التشكيل ،
ثم إما أن يلتقط نجومًا من السماء،
أو يوجّه طاقته الروحية لمحاصرة النجم المحدد
بعد إنهاء حساباته ، نقش تشي مو ياو تغيّرات النجوم كلها في قلبه،
ثم، وأثناء مراقبته لتحولات الشكل على الأرض،
بدأ يسير على النجوم خطوة بعد أخرى،
يلتقط النجم المناسب ويلقي به نحو شكل الدب
كان النجم الأول تابعًا لموضع تيانشو
وقبل أن يظهر التشكيل الثاني حتى،
كان تشي مو ياو قد تحرّك بالفعل
بعد أن وصل إلى المنطقة التي استخلصها من حساباته،
ألقى نظرة للأسفل، وحدّد النجم الصحيح خلال نفسٍ واحد، ثم التقطه
وكان النجم الثاني تابعًا لموضع تيانشوان
تحرّك بدقة، دون تردد
يمكن القول إنه كان يسبق التشكيل بخطوة دائمًا
كان تشي مو ياو دائمًا يؤدي بشكل أفضل عندما لا يكون هناك أحد يشتته أو يتدخل في طريقه
كما أن غياب الآخرين ساعده على الاسترخاء،
فلم يضطر لإضاعة الوقت عمدًا كما فعل في الطوابق الأولى
في الحقيقة، الزمن الذي يستغرقه التشكيل ليتغير كل مرة،
هو الوقت الممنوح للمزارعين كي يجروا حساباتهم
لكن ذلك الوقت كان طويلًا أكثر من اللازم بالنسبة لتشي مو ياو
كان قد وصل بالفعل إلى الموقع التالي وبدأ في التحكم
ببحر النجوم حتى قبل أن يظهر التشكيل
قبض على كفه في منطقة معيّنة ، ثم فتحه فجأة
عندها، ظهر نجم فوق كف يده
كل من امتلك نظرة فاحصة أدرك أن هذا النجم كان مخفيًا في الأصل،
وأن أفعال تشي مو ياو السابقة تعني أنه حسب أن نجمًا سيظهر في هذا المكان
بدا وكأنه هو من استحدث النجم بنفسه
ورغم أن حركاته كانت متواضعة ،
إلا أنها أثارت ضجة كبيرة بين الحاضرين
إذ سمع من بينهم من يلهث من الذهول:
“ ما مدى قوة ذاكرته ؟”
“ هل يمكنه فعلًا حساب كل هذا ؟”
“ إنه يفك تشكيل الطابق التاسع وكأنه لعبة .”
“ لماذا انضم إذًا لطائفة يو تشونغ؟
لو شارك في الاختيار الكبير معتمدًا على مهارته في التشكيلات ، لكان هو من اختير تلميذًا للسيد السماوي
غوان نان بدلًا من شي زيهي.”
انطلقت موجة من النقاشات بين الجمهور،
ولكن لم يُسمع أيّ من كلمات التحقير التي طالت طائفة يو تشونغ من قبل
وكأن أولئك الذين كانوا يستهزئون سابقًا لم يكونوا هم
فجأة، تغيّرت لهجتهم إلى: “كنت أعلم منذ البداية أن فيه شيئًا مميزًا”، و”يا له من جميل، آه…”
فالبشر، في نهاية المطاف، كائنات متقلبة بطبعها
وكان النجم الأخير تابعًا لموقع ياوقوانغ
وبذلك، تمّ فك التشكيل
ذلك التشكيل الذي اشتهر بتعقيده وقدرته على تعكير مزاج
المزارعين، بدا وكأنه تلاشى ببساطة
فلم يبذل تشي مو ياو مجهودًا كبيرًا بعد حساباته الأولية
لقد فكه بسهولة
لم يتمالك السيد السماوي غوان نان نفسه من رفع حاجب،
ثم ألقى نظرة نحو السيدة السماوية تشي شان
لكنها لم تلاحظ نظراته
بل ارتسمت على شفتيها ابتسامة خافتة وهي تتابع تشي مو ياو وهو يحل التشكيل
فواصل غوان نان الاتكاء على كفّه، واحتفظ بنظرته اللامبالية دون أن يقول شيئ
{ من يدري ؟ لعل تشي مو ياو يتمكن من اجتياز ثلاثة تشكيلات في الطابق التاسع }
كانت يي تشيانشي سعيدة لدرجة أنها أرادت أن تضرب أحدهم احتفالًا ،
لكنها توقفت سريعًا بعد أن نظرت إلى يو يانشو بجوارها
من الواضح أنه ليس الشخص المناسب لذلك !
ثم التفتت إلى الجانب الآخر حيث مجموعة شي هواي،
فانكمشت مثل بالون فُرّغ من الهواء،
وقررت الاستغناء عن فكرة الاحتفال
لكنها لا تزال قادرة على تذوق هذا النصر لوقت طويل
{ شيدي الخاص بي مذهل إلى هذه الدرجة ! }
في الجانب الآخر ، مينغ شاولو تراقب التشكيل محاولةً أن
ترى إن كان بمقدورها حله
وكعادتها، بدأت بمراقبة التشكيلات المتغيرة أولًا قبل النظر إلى النجوم
لكنها، حتى قبل أن تتمكن من تحديد نطاق تقريبي،
كان التشكيل قد تغيّر بالفعل
لم تستطع أن تحسب بسرعة تشي مو ياو أبدًا
وفي النهاية، لم تجد أمامها إلا أن تتنهد
كانت الأصوات المحيطة بها، التي تمطر تشي مو ياو بالمديح، مزعجةً كخدش الأظافر على سطح لوح
رغم أنها لم تنجح في الفوز بمحبة شي زيهي في حياتها السابقة،
إلا أنها كانت على الأقل تُعرف بأنها أجمل نساء العوالم الثلاث
{ فهل ستُسلب مني هذه المكانة الآن حتى ؟ }
وبجانبها، مو رين لا يزال يصرّح بإعجاب: “وااااه ، لقد أدّى أداءً ممتازًا .”
تصرف وكأن ما فعله تشي مو ياو كان بفضله وتوجيهاته ،
مع أنه لم يكن ينسجم معه سابقًا
لكنه الآن خضع تمامًا وأصبح أحد المعجبين به
في العادة كان تانغ مينغ سيلقي بتعليقٍ ساخر في مثل هذه اللحظات،
إلا أنه ظل صامتًا على غير عادته،
بل لم يجرؤ حتى على النظر إلى مينغ شاولو
ورغم أن الجميع كانوا منشغلين بالنظر إلى تشي مو ياو ولم يقارِنوه بها،
إلا أنها شعرت وكأن الأعين تتفحّصها وتُجردها من مكانتها
لم تعد هي محور الاهتمام كما اعتادت أن تكون
ولكن، سرعان ما لاحظ الجميع أمرًا غير طبيعي :
لم يخرج تشي مو ياو من التشكيل —- لقد علق بداخله
——-
وفي الداخل ،
بدا تشي مو ياو هو الآخر مذهولًا
رفع رأسه ونظر إلى السماء،
ثم إلى تشكيل الدب الأكبر ، وتفحص كل شيء مرارًا ليتأكد
من أنه قد فَك التشكيل بشكل صحيح
وإلا، فلماذا لم يُنقل إلى الخارج؟
في تلك اللحظة ، تغيّرت مواقع بعض النجوم في السماء
أصبحت مساراتها مختلفة عن تلك التي حسبها سابقًا
لاحظ الأمر على الفور ، وحاول أن يتحكم بالتشكيل من
الداخل مستخدمًا طاقته الروحية
ولكن ما إن حاول أن يسيطر على النجوم المتغيرة،
حتى تلقّى صدمة ارتدادية من طاقة التشكيل،
فطُرح أرضًا بقوة ، وارتطم جسده بالأرض وارتدّ لمرة حتى توقف
بالكاد استطاع أن يستدير على جانبه،
ثم سعل بشدة، وسعل دمًا
كان واضحًا أنه أصيب بجراح خطيرة
{ لقد حدث خطب ما في التشكيل!
هذا التشكيل تم العبث به، وتحول الآن إلى تشكيل قاتل }
فجأة، وقف السيد السماوي غوان نان من مكانه وهتف: “ تشكيل العقاب السماوي !”
وسرعان ما علا الذهول وجوه الآخرين أيضًا
نهضت السيدة السماوية تشي شان بسرعة،
وبدت عازمة على الدخول لإنقاذه،
لكن غوان نان أوقفها: “ أنت لا تجيدين التشكيلات .
دخولك الآن لن يساعد ، بل سيتعين على الشاب أن يُشتّت تركيزه ليحميك .”
كما نهضت السماوية شيان يوي، وقد تعرفت هي الأخرى
على التشكيل. قالت بقلق: “ هذا التشكيل يتوسع للخارج !
إذا دخل أحدهم الآن، سينهار الحاجز ،
مما سيسرّع من انتشاره.
وإن غطت النجوم في التشكيل السماء فوق طائفة نوان يان،
فإن هذا التشكيل القاتل سيلتهم الطائفة بأكملها !”
وكان كلامها صحيحًا
فقد كان تشكيل القتل هذا شرسًا للغاية
فقد وُلد نجم شيطاني داخله، أزاح النجم المبارك وبدّل قوانين السماء
تغيّرٌ دائم لا يخضع لدورة ، يحوّل الحياة إلى موت
لم يعد التشكيل الشيطاني راغبًا بالبقاء محصورًا داخل غرفة صغيرة
بل بدأ يندفع بعنف نحو الخارج
و كامل برج الزجاج المصقول يهتز بعنف،
والأرض ترتجف،
وتشققات بدأت تظهر على الحاجز المحيط
لقد كانت السيدة السماوية تشي شان دائمًا هادئة في أقوالها وأفعالها،
لكن الآن، تخلّت عن وقارها
و بصوت مرتجف، صاحت: “ أتريدون مني أن أقف مكتوفة
الأيدي وأراه يموت داخل التشكيل ؟!”
أما المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي الذي كان يراقب الوضع داخل البرج،
فقد أصابه الهلع، لا من أجل نفسه،
بل من رؤية النجوم تتدفق وتصطدم بالحاجز
وقد أصابه الذعر إلى حد أنه صاح:
– “ اختموا التشكيل !
لا يمكن السماح له بالانتشار إلى الخارج !
إ-إن استطعنا السيطرة عليه الآن ، سيكون الضحية الوحيدة
هو هذا الشاب… أما إن خرج ، فلن نعرف كم من الأرواح ستموت !”
فقط أولئك الذين يفهمون التشكيلات حقًّا، يُدركون مدى رعب هذا التشكيل
لا يمكن السماح له بالخروج بأي حال من الأحوال
وإلا فإن هذا المكان سيتحوّل إلى مقبرة جماعية
ومن شراسة التشكيل ،
بات واضحًا أن من عبث به كان أعلى من مرحلة ولادة الروح،
ومهارته في التشكيلات كانت عالية للغاية،
وإلا لما استطاع إجراء تغييرات خفية لم يلاحظها لا تشي مو ياو ولا حتى السيد السماوي غوان نان في البداية
وما إن نطق المشرف المزارع في مرحلة الجوهر الذهبي بهذه الكلمات،
حتى اشتعلت فيه نار غريبة لا تُطفأ بالتعاويذ ——
من أشعلها فيه —- أراد بوضوح أن يسلبه حياته ——
اشتعلت النيران بجنون ، فالتهمت جسده بالكامل في لحظة
وفي النهاية —— أطفئت النار بواسطة السيد السماوي غوان نان بحركة من يده ،
لكن الضرر قد وقع ، فقد غطّت الحروق جسد المزارع بالكامل
أسرع أحدهم لمساعدته وعلاجه
وكان في البداية ينظر إلى شي هواي بغضب،
لكنه خفّض بصره وانكمش ما إن رأى حالته
أما شي هواي، فصرخ وهو يرمقهم بنظرة مشتعلة:
“ إن أصابه مكروه ، سأرسل طائفة نوان يان بأكملها إلى العالم السفلي معي !”
قال هذا وهو ينظر إلى الحاجز ، وقد رفع سلاحه الروحي شوكوانغ بيده ،
مستعدًا لكسره والدخول لإنقاذ تشي مو ياو
ربما كان الآخرون يخشون قوة هذا التشكيل، لكن هو لا
كان السيد السماوي غوان نان يعلم أن هذه المسألة لا يمكن التغاضي عنها
فلا يزال هناك بعض التلاميذ داخل برج الزجاج المصقول،
وكلهم من النخبة بعد أن صمدوا حتى الآن
لكن لا بد من منع التشكيل من التوسع
لذلك أعلن:
“ سأدخل بنفسي لمساعدته .
وبعد دخولي، قوموا بختم الحاجز بالتعاويذ .”
لكن، وقبل أن يُكمل السيد السماوي غوان نان حديثه،
وقبل أن يتمكن شي هواي من الدخول،
اكتشفوا أن التشكيل قد أُغلق من الداخل
لم يعودوا قادرين حتى على رؤية ما يحدث داخله
أراد شي هواي أن يشق الحاجز بسيفه،
لكن السماوية تشي شان أطلقت حاجزًا خاصًّا تمنع هجومه. قالت له:
“ تشي مو ياو هو من أغلق التشكيل من الداخل مستخدمًا
كل طاقته الروحية .
إن هاجمته بالقوة الآن ، ستكون أنت من يؤذيه .”
صرخ شي هواي بعصبية:
“ لماذا فعل ذلك ؟!”
أجابت:
“ لأنه هو أيضًا لاحظ أن التشكيل يحاول التمدد إلى الخارج.
لم يرغب أن تُزهق المزيد من الأرواح فقرر أن يختم التشكيل ويكسره بنفسه .”
شي هواي : “ هل سمعكم تتحدثون؟
ألم ترين كيف تسبّب مجرد محاولته لتغيير التشكيل في بصقه للدم ؟!”
: “ لا، لا يمكنه رؤية العالم الخارجي ،
وإلا لما كان نام أمام الجميع بهذا الشكل .
نحن فقط من يمكنه رؤيته .
هو… من ختم التشكيل بمحض إرادته .”
أجابت السيدة السماوية تشي شان،
وصوتها يختنق من الألم
و عيناها احمرّت والمرارة تخنق قلبها
كان ذلك الفتى، في مرحلة بناء الأساس فقط،
لكنه أظهر من النضج والتضحية ما لم يُظهِره الشيوخ مثلهم
بعض الناس يفكرون في التضحية بالآخرين، وآخرون يختارون التضحية بأنفسهم
ولم تبقَى السماوية تشي شان مكتوفة اليدين بعد أن ردّت
بل بدأت بضخ طاقتها الروحية في التشكيل،
محاولة تثبيته وتخفيف قوته،
حتى تمنح تشي مو ياو مجالًا للتحرك
واتبعها السيدان السماويان الآخران في الحال
أما شي هواي، فكان يشعر كما لو أن قلبه يُعصر
كان اختناق شديد يجثو على صدره
{ هل سأفقده… قبل أن أجتمع به حقًا ؟
الشخص الذي بحثت عنه طويلًا …. أمامي الآن ،
لكن كل ما استطيع فعله هو المشاهدة ،،،،
عاجزًا عن الوقوف إلى جانبه …
ذلك الشخص هو… تشي مو ياو …
لكنه ليس هو … }
رؤيته يتألم ، يتقيأ الدم ،
جعل شي هواي يرغب في تدمير كل شيء حوله
لكن الباقي من عقله أخبره بأنه لا يستطيع فعل ذلك
وما استطاع فعله بعد أن هدأ قليلًا ، هو أن يساعد في تثبيت التشكيل
كان السيد السماوي غوان نان قد نزل بالفعل من مدرجات
الطابق التاسع، قاصدًا الدخول من الداخل
أما شي هواي والبقية فلم يكونوا يعرفون طريقهم داخل البرج جيدًا،
وكان من شأنهم فقط إضاعة الوقت لو دخلوا
لهذا قرروا البقاء مع السماوية تشي شان والسيدين
السماويين الآخرين، لمساعدتهم في قمع التشكيل بالطاقات الروحية
قالت السماوية شيان يوي إلى مينغ شاولو والبقية:
“ اذهبوا واطلبوا من جميع التلاميذ أن يختبئوا .
سأستخدم رموز نقل الصوت لإبلاغ باقي القصور بوجود غزو .
لا بد أن للمتسلل نوايا أخرى ، وهذا ليس إلا تمويهًا .”
: “ حسنًا!” أفاقت مينغ شاولو والبقية أخيرًا وغادروا بسرعة
فالأوقات كهذه ليست للأنانية أو التذمر
لاحظت يي تشيانشي أن هناك خطبًا ما في تشيوتشيو
وما إن مدّت يدها للإمساك به، حتى فرد جناحيه، وصرخ فجأة، واختفى في لحظة
فهو، على عكس الآخرين، وحش روحي مرتبط بروح تشي مو ياو
يمكنه الانتقال الفوري إلى جانب سيده،
وها هو قد دخل التشكيل بالفعل، يبحث عنه بين النجوم
كان يعلم أن أي خطأ طائش قد يعني الموت ،
لكنه اختار رغم ذلك أن يظل إلى جوار سيده
أرادت يي تشيانشي أن تساعد في تثبيت التشكيل،
لكنها طُردت من قبل الشيوخ في مرحلة الجوهر الذهبي،
الذين كانوا مسؤولين عن الإخلاء
ولأول مرة في حياتها ، أدركت أهمية القوة
إن لم تكن قويًّا بما فيه الكفاية ،
فلن تتمكن من إنقاذ من تهتم لأمرهم ———
———
داخل التشكيل ، تشي مو ياو على يقينٍ تام في هذه اللحظة بأن التشكيل قد عُبث به
بل إنه علم أيضًا من الذي فعله ———
سو يو، حارس التابوت ——-
يمكن القول إن سو يو هو أول شيطان في هذا العالم
ورغم أنه الأكبر سنًّا بين جميع من لا يزالون نشطين في عالم الزراعة،
كان يتصنّع الشباب، ويحرص دومًا على ربط جرس في شعره ——-
لكن ذلك الجرس لم يكن عاديًّا على الإطلاق
بل كان تابوت مكررًا بتقنية فريدة
الزخارف المنقوشة عليه كانت نقوش كابحة للجثث،
والجرس نفسه يحتوي على جثة ——-
حاول سو يو الوصول إلى مرحلة نصف الإله مراتٍ عديدة،
وفشل كل مرة
لم يكن سبب فشله قلة في قوته أو زراعته ،
بل كان شيطانه الداخلي الذي يعذبه
وقد أصبح مجنونًا تحت وطأة ذلك الشيطان الداخلي،
فانحرف فكره عن الصواب،
وارتكب كل أنواع الفظائع، ليس لشيء إلا لإرضاء نفسه ،
وإرضاء الشخص الميت في تابوته —-
كان هذا الشخص قد تعاون مع شي هواي في المراحل
الأولى من الرواية الأصلية ،
لكن خلافات لاحقة أنهت تلك العلاقة
فانتهز شي هواي لحظة ضعف في نوبة من نوبات شيطانه الداخلي ، وقام بقتل سو يو
لولا ذلك ، لما وُجد في عالم الزراعة من يستطيع مجابهة سو يو
فقد كانت زراعته عالية إلى حد مرعب
وبعد موت زعيم طائفة نوان يان وشي لين ، أصبح هو الأقوى في عالم الزراعة ——-
أما الآن ، فلم ينظر تشي مو ياو إلى التغيير الذي طرأ على
التشكيل بعين الخوف ، بل بعين الحسرة
{ لقد رأيت سو يو خارج التشكيل ،
وكان ينبغي عليّ أن أُدرك أنه جاء لغاية خبيثة ….
كان يجب أن أُبلّغ طائفة نوان يان …. لكنني لم أفعل }
بطبيعة الحال، لم يكن يعلم كيف يشرح نفسه
ماذا كان سيقول ؟
إنه يعرف أن سو يو شرير لأنه قرأ الرواية الأصلية ؟
{ ومع ذلك ، ربما من الجيد أنني أنا من صادف هذا التشكيل —- لعلّ هذا يُكفّر عن تقصيري السابق
عليّ كسر هذا التشكيل القاتل، ومنع انتشاره مهما كلفني الأمر
يكفي نفسي كضحية واحدة
فليكن … وإن من هنا ، فلن أندم ….
فأنا لم أكن يومًا من هذا العالم ،
ولا ينبغي لي أن أبقى فيه أصلًا …. }
ما لم يكن يعلمه…
أن قراره هذا ، كلف شي هواي نصف حياته ——
على الأقل ، كان بإمكان شي هواي أن يعزي نفسه بالأمل
حين لم يكن قد عثر بعد على تشي مو ياو
أما إن اختفى تشي مو ياو… فسيغدو جنون شي هواي حتميًّا
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق