القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch35 | Xia Fan Cai

Ch35 | Xia Fan Cai



منذ صغره ، لم يستمع تاو مينغتشو إلى الكثير من الدروس بشكل جيد


كانت أوقات الدراسة بالنسبة له هي أوقات الرسم


بينما الآخرون يكتبون ملاحظات على مكاتبهم، 

كان تاو مينغتشو يرسم على مكتبه بكل شغف وجه المعلم 

الذي أصبح مشوهاً بسبب الغضب


طاولته هي لوح الرسم، وقلمه الرصاص، والممحاة، 

ووقت الحصة الكافي لإنجاز رسم سريع ذو جودة عالية


لم يكن لديه موهبة في الدراسة، وبالمقارنة مع تدوين أو 

نسخ المعرفة التقليدية، 

كان تاو مينغتشو يفضل الابتكار بناءً على إحساسه الشخصي، 

واستكشاف المجهول بحرية وبدون قيود


وكان هذا أحد أسباب حبه للرسم


أما بالنسبة للتقبيل، فكان الأمر بالنسبة له مشابهًا


كان تاو مينغتشو غبيًا جدًا في هذا الموضوع، 

لا يستطيع الفهم، 

لكنه كان دائمًا يحاول التصرف بحرية


في البداية، كان يحاول تقليد الطريقة التي قبله بها جينغ سي، 

وكان يضع شفتيه بحذر ولطف، 

وكانت هذه الخطوة يمكن اعتبارها مقبولة


ولكن حالما بدأ الأمر يصبح أعمق، 

تحول ما كان من المفترض أن يكون قبلة ناعمة ورقيقة إلى 

عض محرج للغاية ، بلا مهارة ، وكل ما فيه من مشاعر


كان جينغ سي يعلم أن تاو مينغتشو شخص خجول ،  

لذا حتى عندما شعر في البداية أن قبله كانت شديدة بعض الشيء ، 

لم يواجهه مباشرةً ، بل عبس محاولاً تحمل ذلك ، 

ورد عليه بأكبر قدر من الاستجابة


لكن مع مرور الوقت، بدأ جينغ سي يعجز عن تحمل ذلك، 

لأن كمية العض كانت أكبر بكثير من القبلة نفسها، 

مما جعله يبتعد قليلاً بسبب الألم


لاحظ تاو مينغتشو حركة جينغ سي، ففزع تمامًا


لم يجرؤ على التقبيل مرة أخرى، 

فمد يده بسرعة ليمسك كتف جينغ سي، 

ثم لاحظ جينغ سي يرفع يده ويلمس شفته


عندها لاحظ تاو مينغتشو أن شفتي جينغ سي قد احمرت نتيجة لعضه


تردد قليلاً وسأل: “هل أنت بخير؟ 

هل… هل كنت قويًا جدًا؟”


غطى جينغ سي فمه، ورفع عينيه، 

ونظر بهدوء إلى وجه تاو


بعد لحظة، أدار وجهه، وهز كتفه قليلاً، 

ولم يستطع أن يمنع نفسه من الضحك بصوت خافت


حينها فقط أدرك تاو أنه قد أوقع نفسه في موقف محرج


شعر بالحرج لدرجة أن يديه وقدميه كانت تكادان لا تجد مكانًا لوضعهما، 

وبشكل غريزي تراجع خطوة للوراء، 

بل حتى خطرت له فكرة الهروب فورًا


فهم جينغ سي تقريبًا ما كان يفكر فيه تاو مينغتشو، 

فحاول كبح ضحكته، وسارع إلى إمساك يد تاو 


: “ لا داعي للقلق ...” قال بصوت هادئ، مُطمئنًا : 

“ دعنا نتعامل مع الأمر بروية .”


شعر تاو مينغتشو بالحرج لدرجة أنه لم يتمكن من نطق أي كلمة


لقد أحمر وجهه ، ورفع رأسه قليلًا ثم خفضه ثانية ليحضّر 

نفسه لفترة طويلة ثم قال : “ هل يمكن أن تمنحني فرصة أخرى؟ 

لأحاول مجدداً ؟”


تفاجأ جينغ سي من هذا الطلب


نظر إلى عيون الشاب المتلهفة والمليئة بالأمل، 

ومع أنه شعر أن شفتيه قد تتعرضان لألم آخر، 

إلا أنه في النهاية ابتسم وأومأ برأسه



أخذ تاو مينغتشو نفسًا عميقًا، فرك يديه قليلاً، 

وفي ذهنه ردد ثلاث مرات ' هذه المرة يجب أن تكون لطيفًا أكثر ' 

ثم اقترب مرة أخرى من جينغ سي


هذه المرة ، خفف تنفسه إلى أقصى حد، 

وبلطف وضع يده على وجه جينغ سي، 

ثم انحنى ليقبل، لكنه فجأة سمع رنين هاتفه في جيبه


توقف الاثنان عن الحركة للحظة، 

ثم قرر جينغ سي أن يبتعد عن تاو قليلاً وقال: “أجب على الهاتف أولًا، 

ربما يكون هناك أمر مهم.”


تردد تاو مينغتشو لحظة، 

لكنه شعر أن هناك وقتًا كافيًا لممارسة الأمر، فأومأ برأسه


أخرج هاتفه وأجاب على المكالمة


جينغ سي سمع صوت امرأة من الجهة الأخرى على الهاتف، 

وكان تاو مينغتشو يرد عليها بـ”نعم نعم” 

أو “حسنًا حسنًا”، 

وأحيانًا كان يقول: “ لا تلعني، لا تلعني "


بعد فترة ، قامت المرأة بإنهاء المكالمة، 

ورأى جينغ سي أن تاو مينغتشو وضع الهاتف في جيبه، 

ثم تنهد وكأنه يشعر بالإحباط


تاو مينغتشو : “ إنها أختي ،، 

قالت إنها تريد لقائي اليوم .

لم ألتقِ بها منذ فترة طويلة ، 

بعد العمل اليوم يجب عليّ أن أراها ...” نظر إلى وجه جينغ 

سي، وتردد : “ لذا الليلة…”



لقد كان تاو مينغتشو قد شاهد مؤخرًا العديد من مقاطع 

الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض أطعمة 

لذيذة تم تحضيرها باستخدام المقلاة الهوائية، 

وكان يشعر برغبة شديدة في تجربتها


رغم علمه أن ذلك ربما يكون فخًا تسويقيًا، 

إلا أنه كان يعتقد أن إنفاق المال على الطعام لا يعد خسارة، 

لذا قرر شراء مقلاة هوائية كبيرة


و كان تاو قد خطط أن الليلة للاستمتاع بعشاء مكون من 

أسياخ مقليّة مع جينغ سي


و قاما باستعدادات الطعام في وقت مبكر ، 

بل حتى اشتريا أعواد البامبو الخاصة بالأسياخ


عرف جينغ سي ما الذي يفكر فيه تاو مينغتشو، 

فهز رأسه مبتسمًا وقال: “ لا بأس، الطعام لن يفسد بسرعة ، 

يمكننا تحضيره غدًا ، اذهب الآن لزيارة أختك .”


أجاب تاو مينغتشو بنبرة خفيفة: “ حسناً ، إذا ذهبت 

لزيارتها بعد عملي، سأعود قبل موعد العشاء .”


ثم أضاف: “ لكن لا يمكنني أن أعدك بذلك ، 

أختي ثرثرة كثيرًا ….” فكّر للحظة، ثم أضاف: “ حسنًا، عندما 

تعود إلى المنزل، يمكنك أن تبدأ بإعداد الطعام لنفسك .”


أجاب جينغ سي: “لا داعي للقلق، سأنتظرك.”


تاو مينغتشو: “لا لا، إذا شعرت بالجوع، يجب أن تأكل أولًا. 

لا تنتظرني، 

لا تجعل نفسك تجوع بسبب انتظاري "


أجاب جينغ سي مبتسمًا: “ لن أجوع "


تفاجأ تاو مينغتشو للحظة وقال: “… ماذا ؟”


لاحظ أن جينغ سي بدا وكأنه توقف للحظة دون أن يظهر ذلك بوضوح


بعد لحظة ، رفع جينغ سي عينيه ، 

وابتسم ابتسامة دافئة : “ قصدي أن طعام الغداء لم يصل بعد ، لذا سآكل متأخرًا اليوم ، 

لذا لن أشعر بالجوع سريعًا في الليل .

لكن إذا شعرت بالجوع في المساء ، سأبدأ بالأكل أولًا .”


أجاب جينغ سي بهذه الطريقة المتقنة ، 

فلم يعطِي تاو مينغتشو الأمر كثير تفكير ، 

فقط أومأ برأسه وقال: “ حسنًا .”


————-


تاو مينغتشو أنهى عمله في الوقت المحدد


الرابطة الدموية بين الأخوة غريبة جدًا ، 

حيث كان تاو مينغتشو وتاو شيوي يتشابهان في شخصياتهما ، 


مثلًا ، كلاهما يفضلان التظاهر بالعناد ، 

لذا يمكن فهم كل ما يقوله الآخر عكس ما هو عليه —-


على الرغم من أن تاو شيوي قد كررت في الهاتف 

“ لا تشتري لي أي شيء”، 

وأضافت تهديدًا قائلًة “ لا تجعلني أضربك لاحقاً ”، 


إلا أن تاو مينغتشو لم يأخذ كلامها على محمل الجد


و بعد انتهاء عمله ، ذهب إلى متجر الحلويات

 واشترى بعض قطع الكعك الملوّن التي تحبها تاو شيوي


و كما كان متوقع ، 

عندما فتحت تاو شيوي الباب ورأت أكياس الحلويات في يد 

تاو مينغتشو، رفعت يدها وكأنها ستضربه على رأسه


لكن تاو مينغتشو سارع إلى وضع الكعك أمامه كي يحمي نفسه ، 

وأشار إلى بطن تاو شيوي المنتفخ قائلاً : “ عذرًا ، ولكن لا تتخيلي أنه لك ، 

لا يهمني إذا أحببتي الحلويات أم لا، 

هذه الأشياء لابن أخي ، فهمتي ؟”


ضحكت تاو شيوي من تصرفه


قالت وهي تأخذ الكعك : “ كف عن المزاح .

سأضعه في الثلاجة أولًا ، 

انظر إلى رأسك المبلل بالعرق ، اجلس لتريح نفسك .”


أجاب تاو مينغتشو وهو يجلس على الأريكة، 

ثم نظر إلى الساعة على الحائط




عندما ذهب تاو مينغتشو إلى متجر الكعك، 

كانت المدرسة المجاورة قد أنهوا للتو حصصهم ، 

وكان المتجر مكتظًا بالناس

و عندما جاء وقت الدفع ، انتظر حوالي نصف ساعة


لم يتوقع تاو مينغتشو أن الساعة أصبحت السابعة والنصف


و بعد حساب سريع، شعر أنه سيصل إلى المنزل في وقت متأخر، ربما بين الثامنة والتاسعة


تذكر محادثته مع جينغ سي في الظهيرة، 

وما زال يشعر بالقلق من أن جينغ سي قد ينتظر عودته ليأكل معه، لذا قرر إرسال رسالة له


كتب تاو مينغتشو 

[ سأصل إلى المنزل متأخرًا الليلة ، 

لذا لا تنتظرني لتناول العشاء ]

ثم أضاف: 【 ايموجي ضفدع يُضرب 】


بعد فترة قصيرة ، رد جينغ سي بإيموجي

 【 ضفدع يومأ رأسه 】


شعر تاو مينغتشو بالارتياح، ووضع هاتفه جانبًا


وعندما رفع رأسه، رآى تاو شيوي جالسة على الأريكة، 

واضعة يدها على خصرها، وتحدق به بنظرة غريبة


أصدرت تاو شيوي صوت “ تسسسك ،، هل أنتما معًا؟”


رد تاو مينغتشو بابتسامة خفيفة: “ هيهي.”


كان تفكير تاو مينغتشو دائمًا واضحًا على وجهه


رأت تاو شيوي كيف كان يبتسم بغباء وهو ينظر إلى هاتفه، 

وكأنها ترى شابًا وقع في الحب ولم يستطع التخلص من مشاعره 


دحرجت تاو شيوي عينيها ، ثم ابتسمت أيضًا : “… ذيلك يكاد يصل إلى السماء .”


سعل تاو مينغتشو وهو يحاول أن يخفف من ابتسامته: “ ماذا ؟ هل أصبح الضحك محظورًا ؟”


قالت تاو شيوي، وهي تجلس بجانبه : “منذ يوم 520 

لم تتصل بي مرة أخرى أو تزعجني ، 

كنت أعرف أنكما قد أصبحتما معًا .”


لم يستطع تاو مينغتشو التوقف عن الابتسام : “ هيهي.”


رأت تاو شيوي السعادة على وجهه ، 

وابتسمت معه أيضاً : “ هل ستخبر والدينا ؟  

أم ستستمر في علاقتهما لفترة أطول ؟”


أومأ تاو مينغتشو برأسه: “ سأخبرهم ، 

وكلما كان ذلك مبكرًا كان أفضل .”


أجابت تاو شيوي بفهم : “ أعرف ذلك .”


تعرفه تاو شيوي جيدًا ، و تعلم أنه بمجرد أن يحب أخوها 

شخصًا ما، لا يستطيع إخفاء مشاعره


قالت تاو شيوي: “ كنت أعرف ذلك لكنك سريع في اتخاذ القرارات ، 

واعتقد أنه إذا بدأت الأمور ، قد تفكر قليلًا قبل أن تجلبه إلى منزلنا، 

والدينا قد تقدما في السن، ومن الصعب عليهم تحمل المفاجآت .

و بالنسبة لموضوع جنس شريكك المستقبلي … 

أنا قد لمحت لهم عن ذلك منذ يومين .”


أصبح تاو مينغتشو في حالة من الدهشة التامة


اتسعت عيناه قليلاً ، نظر إلى تاو شيوي، 

وبعد لحظة من الصدمة قال بنبرة لا تصدق: “ ماذا ؟  

كيف أخبرتِهم مباشرةً … ماذا كانت ردود أفعالهم حينها ؟”


ثم شعر بشيء غريب : “ ولكن هذا غير معقول ، 

لماذا لم يتحدثوا معي عن هذا الموضوع في الأيام الماضية ؟”


أجابت تاو شيوي: “ لأنني بعد أن أخبرتهم عن هذا الموضوع ، 

تطرقت مباشرةً إلى موضوع آخر وشتت انتباههم قليلاً .


لذا في الوقت الحالي ، لا أعتقد أنهم مهتمون بمناقشة هذا معك ….” قالت ذلك وأوضحت له: “ لا داعي للقلق .”


ظل تاو مينغتشو مشوشًا، وما زال يشعر أن هناك شيئًا غير صحيح


رفع عينيه نحو وجه تاو شيوي، 

ليجدها قد وجهت نظرها إلى التلفاز الذي لم يكن مشغلًا، 

بينما وضعت يدها على بطنها


وجهها يبدو هادئًا جدًا


كلما كانت تعبيراتها أكثر هدوءًا، 

زادت مشاعر القلق لدى تاو مينغتشو


سألها بتردد: “…ما هو الموضوع؟”


صمتت تاو شيوي للحظة، ثم قالت: “ ليس شيئًا كبيرًا، 

لكنه قد يكون محرجًا قليلاً في هذه الفترة ، 

لذا قد أحتاج إلى مساعدتك في بعض الأمور .”

ثم قالت باستخفاف: “ زوجي خانني ،،

وأنا قررت الطلاق منه .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي