Ch37 | TDVWD
عندما وصل شي هواي إلى جزيرة شينغلينغ،
لاحظ أنها خالية تمامًا
لم يكن هنا أحد يعيش هنا
حتى الكوخ الخشبي البسيط ذو الطابقين بدا كأنه بناء فاخر في هذه الجزيرة
وبغض النظر عن زاوية النظر ، فقد بدا هذا المشهد البائس كأنه يسخر منهم
لذا، لم يكن غريبًا أن يشعر شي هواي ورفاقه بالانزعاج حين
حاول تشي مو ياو العودة إلى مدرسة يو تشونغ برفقة يي تشيانشي
وضعت يي تشيانشي جرس الكنوز المئة داخل ملابسها ،
ثم وضعت يديها على خصرها وأجابت بثقة:
“ ألم تأتوا كضيوف؟
كل ضيوف مدرسة يو تشونغ يُستقبلون هنا.
ثم إن هذا المكان كافٍ تمامًا للاختباء من طائفة تشنغ يو "
صفع زونغ سيتشن جبهته من شدة الغيظ
{ من كان يظن أن هذا المكان المتخلف مثل بو هي يحتوي
على هذا العدد من الجزر ؟
لقد ارتكبنا خطأ }
قال بسرعة :
“ أردنا الذهاب معكم لرؤية بعض الحيوانات الروحية .”
أشارت يي تشيانشي إلى عمق جزيرة شينغلينغ:
“ يوجد الكثير منها هناك !”
فسأل زونغ سيتشن:
“ وهل سيزورنا شيـدي تشي مو ياو من حين لآخر ؟”
: “ إذا كنتم بحاجة لإرسال شيء ما، فقد يفعل .
فقط أرسلوا لنا رمز إرسال صوتي .”
وبعدها صعدا القارب وغادرا
شي هواي واقف عند الشاطئ ، يراقب مغادرة تشي مو ياو ويي تشيانشي بالقارب بنظرة كئيبة
وفي القارب ، نظر تشي مو ياو خلفه ،
فالتقت عيناه بعيني شي هواي مباشرةً
وسرعان ما أدار وجهه وجلس مستقيمًا ، وكأن نظرة شي هواي الحارقة قد لسعته
حتى نظرة عابرة جعلته يشعر بالذنب الشديد
وعندما ابتعدوا تمامًا عن جزيرة شينغلينغ، قال تشي مو ياو ليي تشيانشي:
“ إن لم أكن موجودًا على تلك الجزيرة ، فبالتأكيد
سيتسللون إلى مدرسة يو تشونغ .”
يي تشيانشي : “ ولو أنني رفضت صراحة ، كانوا سيأتون رغمًا عنا .
ما دمنا لا نستطيع السيطرة على هؤلاء الثلاثة ،
فلا بأس أن نقبل الطعام على الأقل .”
ثم أرسلت رسالة صوتية إلى تشي مو ياو قائلة :
“ علينا أن نخفي الغزال الصغير جيدًا إذًا.”
: “ ممم !”
—————
تفاجأ المعلم هاو شيا بعض الشيء حين رأى تشي مو ياو
ويي تشيانشي يعودان إلى الطائفة —-
: “ لماذا عدتما مبكرًا ؟
لا تقولا لي… حصلتما على درجات سيئة وطردوكم ؟”
كانت مدرسة يو تشونغ معزولة عن العالم ،
ولم يكونوا على علم بما حدث في طائفة نوان يان
وعندما شرحت يي تشيانشي ما حدث،
أصيب هاو شيا و الزعيم يي رانغ بالذهول،
ثم بدآ في تفقد حالة تشي مو ياو الجسدية مرارًا
أما يي تشيانشي، فقد رمت جرس الكنوز المئة على الطاولة،
وجلست على الكرسي بتفاخر،
وأخذت تقشر بذور عباد الشمس وهي تسأل:
“ كيف تسير أعمال الحفر إذًا ؟”
اجتمع الشيخان لتفقد جرس الكنوز المئة .
أجاب المعلم هاو شيا بعد لحظة :
“ الأمر شبه منتهي . وقد نُقش حجر اليونفي كذلك .”
الوحش الروحي المرتبط بروح المعلم هاو شيا يُدعى توتو
لم يكن شيخًا سيئًا بالنظر إلى أنه أعارهما توتو في السابق
خوفًا من أن يتعرضا للخطر،
لكن مشكلته كانت في عدم الاعتماد عليه دائمًا
والآن بعد أن وُجد الغزال الصغير عديم اللون في مدرسة يو
تشونغ، لم يكن بوسعهم أن يطمئنوا تمامًا
لذا، جعل المعلم هاو شيا الوحش توتو يحفر حفرة ،
ويبقى داخلها لإخفاء وجود الغزال
بهذه الطريقة ، لن يتمكن الغرباء من اكتشاف وجود الغزال
حتى إن زاروا مدرسة يو تشونغ
وبسبب الخشية من أن يشعر الغزال بعدم الراحة من بقائه تحت الأرض طيلة الوقت،
قضى الشيخان الفترة التي كان فيها تشي مو ياو ويي تشيانشي
في الامتحان في تزيين الكهف وجعله أكثر ملاءمة له
تنهدت يي تشيانشي بارتياح ، ثم أشارت إلى تشي مو ياو وقالت :
“ أُعجب السيد الشاب للطائفة الشيطانية بشيدي خاصتنا .”
شعر هاو شيا ويي رانغ بتأثر بالغ وهما ينظران إلى جرس الكنوز
{ إن كانوا يقدمون هدايا ثمينة بهذا الشكل ،
فحتى مسألة الانتماء قد تصبح قابلة للتغاضي ! … }
سألها المعلم هاو شيا متذمرًا :
“ ألا يمكنك أن تبذلي جهدًا أكبر لتجعليه يقع في حبك ؟!”
انزعجت يي تشيانشي من كلامه :
“ هل هذا شيء يمكن تغييره بالاجتهاد؟!
إن أردت أن تلوم أحد ، فَلُمْ والدي لأنه لم يجعلني ولدًا !
ذلك السيد الشاب مثلي الجنس !”
نظر المعلم هاو شيا بسرعة إلى تشي مو ياو
ولما رأى أنه يبدو غير راغب ، لم يسعه إلا أن يتنهد :
“ إذًا… إذًا… فلنترك الأمر وشأنه .”
أومأت يي تشيانشي موافقة :
“ هذا ما أفكر به أيضًا .
الحصول على شيء كهذا مرة واحدة يُعد إنجازًا بحد ذاته .”
بدأ الزعيم يي رانغ يُقلّب في عشب الروح المقدسة داخل
الحقيبة ، يتمتم :
“ يجب أن يُترك هذا كله للغزال الإلهي !
يمكننا أخيرًا تدليله كما يستحق ، وووووووووو …”
ثم انفجر باكيًا
بدا في تلك اللحظة بعيدًا كل البعد عن هيبة زعيم طائفة
كان تشي مو ياو يراقبهم بعينين مليئتين بالريبة،
خائفًا من أن يُزوّجوه لطائفة تشينغ زي مقابل طعام الوحوش الروحية ~~
{ ولو حصل ذلك فعلًا !! فسأضطر للهرب مجددًا !!! }
لحسن الحظ، بدا أن هؤلاء الناس ما زال لديهم بعض الضمير
فقال أخيرًا:
“ دعوني أرى السجلات خلال فترة غيابي .”
رد المعلم هاو شيا فورًا :
“ كنت أحفر الحفرة ”
سعل الزعيم يي رانغ بخفة وقال :
“ وأنا كنت أُشرف على حفر الحفرة ! ”
فما كان من تشي مو ياو إلا أن يقوم بالأمر بنفسه،
فتفقّد الأوضاع ودوّن الملاحظات
كما انتهز الفرصة لزيارة الغزال
فقدرته على النجاة هذه المرة كانت بفضل قدرة والدته ،
لكنه لم يتمكن من البقاء بجانبه بسبب ظروف عديدة ،
شعر بالذنب الشديد ، لذا قرر أن يزوره ويقضي بعض الوقت برفقته
وبينما تشي مو ياو مشغولًا ، لوّحت يي تشيانشي إلى يي رانغ
وهاو شيا لتقترب بهما، وقالت:
“ شيدي حتى الآن لا يملك أداة طيران ، أليس هذا مزعجًا ؟
دعونا نشتري له واحدة .”
دهش يي رانغ وقال:
“ ما زال لا يملك واحدة ؟ ألم يُعطه معلمه شيئًا ؟”
أحس هاو شيا ببعض الحرج :
“ لا أملك شيئًا من هذا النوع .”
تابعت يي تشيانشي:
“ عيد ميلاد شيدي الثامن عشر اقترب .
لنقدّمها له هدية حينها .
سأذهب إلى السوق خلال أيام وأطلب واحدة مخصصة .
ما الذي سيكون مناسبًا ؟”
رد هاو شيا بسرعة :
“ سيف طبعًا .”
لكن يي رانغ هز رأسه:
“ مدرستنا يو تشونغ لا تُعلّم فنون السيف .
شيشي أنتِ من قضى أطول وقت مع ياوياو ما الذي يحبه ؟”
( شيشي من تشيان شي / ' تكرار الاسم من أساليب التدليل / ياوياو من تشي مو ياو )
“ مهتم بالفنون التشكيلية ، لكن لا أظنه بحاجة إلى بوصلة .
لنطلب له إبرة تشكيل تساعده أثناء تفكيك التشكيلات أو
شيء من هذا القبيل.”
إبرة التشكيل هي أداة سحرية تُستخدم لاختراق مركز التشكيل بسرعة .
يكون رأسها على شكل رأس رمح ،
وتُربط عند طرفها بعض الشرّابات المعلّقة بأحجار كريمة لزيادة قوة التأثير .
تذكّرت يي تشيانشي كيف استخدم شيديها دبوس شعره
لكسر التشكيل هذه المرة ، وشعرت أنه مظلوم حقًا
سرعان ما اتفق الثلاثة على هذا الاقتراح —-
وسيبدؤون به فورًا
——————
وكما هو متوقع ، ظهر فريق شي هواي في مدرسة يو تشونغ في اليوم التالي ——-
دخلوا مباشرة دون حتى أن يطرقوا البوابة حتى
والحقيقة أن عدم طيرانهم مباشرةً إلى البوابة الرئيسية كان
في حد ذاته “احترامًا” لمدرسة يو تشونغ
أصيب التلاميذ الصغار في الساحة بالذعر لرؤيتهم ،
وهرعوا إلى الداخل ليُبلغوا الشيوخ
أطلّ المعلم هاو شيا برأسه من الكوخ ليرى من القادم ،
ثم صاح :
“ إنهم يُمسكون بالخنازير خلف الجبل !”
( يقصد تشي مو ياو إنه مو موجود هنا )
ذهل شي هواي عندما سمع ذلك —-
فاكتشف أن هاو شيا كان يردم حفرة في أرضية الكوخ ،
ومن الواضح أن الخنازير حفرت تلك الحفرة وهربت بعد أن
كسرت التشكيل ، فذهب تشي مو ياو والبقية للإمساك بها
زُونغ سيتشن لم يرغب في الذهاب بعد أن سمع هذا :
“ هذا يهين صورتي كعالم نبيل .”
لكن في النهاية سحبه شي هواي من ياقة رداءه إلى الجبل الخلفي
وبعد قليل من البحث ، سرعان ما عثروا على تشي مو ياو
لكن تشي مو ياو لم يكن لديه الوقت للانشغال بهم حاليًا ،
كان مشغولًا برفع طرف ردائه وهو يطارد خنزيرًا بريًّا صغيرًا
في الغابة برفقة يي تشيانشي
ذلك الخنزير البري كان وحشًا روحيًا من عالم الزراعة ،
أكثر ذكاءً وسرعة من نظيره العادي
وقد خاض معارك عديدة ، حتى أصبح يعرف كيف يتفادى أدوات الإمساك
أراد شي هواي التحدث إلى تشي مو ياو —- لكن ما إن
اقترب حتى اندفع الخنزير الصغير نحوه
تفاداه شي هواي سريعًا
ركض تشي مو ياو نحوه وقال بنفاذ صبر:
“ لماذا تفاديتَه ؟”
أجاب شي هواي بدهشة :
“ وماذا كنت تريدني أن أفعل ؟”
: “ أن تمسك به طبعًا !”
: “ أنا ؟” أشار شي هواي إلى نفسه : “ أمسك خنزيرًا؟”
: “ إذًا تنحَّى جانبًا ولا تعق طريقنا .”
: “ أنا أعيق طريقكم؟!”
: “ نعم، أنت لا تجيد الإمساك بالخنازير .”
: “ أنا لا أُجيد؟!”
لم يصدق شي هواي ما سمعه
{ هل قال أحدهم للتو إنني عديم النفع ؟! }
من دون أن يرد قفز تشي مو ياو ليكمل مطاردة الخنزير
صحيح أن تشي مو ياو ويي تشيانشي لا يُجيدان القتال،
لكنهما كانا خبيرين في التعامل مع الوحوش الروحية
يتحركان بخفة عبر الغابة ويُطلقان أدوات الإمساك بدقة نحو الوحش
وكانت رمياتهما في غاية الدقة والمهارة
تنهد سونغ وييو وهو يراقب المشهد:
“ كنت أظن أن سرعة تشي مو ياو تعود لطائفة هي هوان ،
لكن يبدو أنه سريع هكذا لأنه يتدرب على ملاحقة الخنازير يوميًا ~ .”
—— لا يزال يشك في أن تشي مو ياو هو آ-جيو
فمن وجهة نظره، تشي مو ياو يبدو أكثر سذاجة حتى منه
شعر شي هواي بوخز في قلبه وهو يرى تشي مو ياو يركض في الغابة ، فأمر:
“ أنتم الاثنان ، اذهبوا وساعدوه .”
لكن زونغ سيتشن هز رأسه مرارًا :
“ شخص راقٍ مثلي لا يليق به عمل همجي كهذا .”
وسونغ وييو أيضًا قال:
“ قد أنزلق وأصفع الخنزير الصغير حتى الموت عن طريق الخطأ .”
أصيب شي هواي بالحيرة ، وبدأت تعابيره تزداد وحشية
وفي النهاية انطلق بنفسه ليساعد تشي مو ياو في الإمساك بالخنزير
انبهر زونغ سيتشن وقال:
“ يجب ألا يعلم زعيم الطائفة بما حدث ،
وإلا فحياتنا جميعًا في خطر .”
تنهد سونغ وييو طويلاً :
“ لقد جُنّ… جُنّ تمامًا .”
{ واحد من عجائب الدنيا : السيد الشاب يطارد خنزيرًا }
استعد شي هواي للمساعدة وأخرج أداة من جرس كنوزه اللامحدود
لكن تشي مو ياو رآها وسارع إلى إيقافه :
“ لا تستخدم أدوات من هذا النوع !
لو استهلكتها لن نستطيع تعويضك حتى لو أعطيناك الجزيرة كلها .
إن لم تستطع الإمساك به، فاختبئ على الأشجار وابقَى خارج الطريق !”
على العكس ، ازداد شي هواي عنادًا :
“ أنا أستطيع أن أمسكه !”
أجابه تشي مو ياو ببرود وهو يمر بجانبه :
“ أوه… هذا لطيف ”
وغادر على الفور
تلقّى شي هواي ضربة قاسية لكرامته
فهو الشاب الوريث لطائفة تشينغ زي،
لا يخاف من السماء ولا من الأرض
لم يكن هناك أي شيء عجز عن فعله من قبل،
فكيف لا يستطيع حتى الإمساك بخنزير؟!
{ لا يوجد شيء لا يمكنني فعله ! لا شيء ! }
دخل شي هواي الغابة وقطع طريق الخنزير
لكن ما إن اقترب الخنزير منه حتى تردّد
: “ هل من المفترض أن أمسكه بيدي؟”
حتى تشي مو ياو بدا عاجزًا:
“ وماذا ستستخدم غير يديك؟ أجنحة مخفية ؟”
: “ أي أجنحة؟” لم يفهم شي هواي
فسكت تشي مو ياو على الفور
لم يكن يعرف إن كان شي هواي جاء ليساعدهم فعلًا في
الإمساك بالخنزير أم ليُحدث الفوضى
وفي النهاية، كانت يي تشيانشي هي من أمسك به
حملت الخنزير بين ذراعيها ، ثم نظرت إلى شي هواي باحتقار
نظراتها كانت تقول : ' شيدي ! هذا الفتى لا يستطيع حتى
الإمساك بخنزير ... لا أوافق عليه كزوج أخي '
شعر تشي مو ياو بالحرج بدوره
أشار إلى أسفل الجبل وقال:
“ فلنعد .”
: “ أوه…” بدا شي هواي محبطًا ——
تبع تشي مو ياو نزولًا من الجبل بوجه عابس
في أسفل الجبل ،
استضاف تشي مو ياو الثلاثة في القاعة الرئيسية وصب لهم الشاي
لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة
فما إن صبّ الكوب الأول حتى دخل المعلم هاو شيا وسأل:
“ ياوياو أين أوتاد التشكيل التي كانت في الكوخ ؟”
: “ معلّقة على جدار غرفة الحسابات ، الكيس الثالث من اليمين .”
غادر المعلم هاو شيا
ثم في الكوب الثالث ، دخلت يي تشيانشي وهي تحمل
الخنزير بين يديها لتريه إياه :
“شيدي، ألقِ نظرة. هل حافرُه مُصاب ؟
أين مسحوق العلاج ؟”
: “ في المخزن، داخل الكيس الأخضر الزمردي .”
فخرجت يي تشيانشي مرة أخرى وهي تحمل الخنزير
نظر شي هواي إلى تشي مو ياو وسأله:
“ هل تفعل هذا كل يوم ؟”
وضع تشي مو ياو إبريق الشاي وقال وهو يهز رأسه:
“ الخنازير لا تهرب كل يوم .”
: “ وماذا تفعل عادة إذًا ؟”
: “ آكل، وأنام، وأصطاد، وأدقق في الحسابات…
آه، هذا كل شيء على ما يبدو .”
“…”
{ ألا تمارس الزراعة ؟ }
في تلك اللحظة ، دخل العصفور تشيوتشيو من الباب
وطاف في الهواء ثم هبط على الطاولة بحماس حين رأى شي هواي
مدّ تشي مو ياو يده ليمسك به ويُبعِده ، لكن تشيوتشيو أفلت وطار مبتعدًا
وبعد وقت قصير ، عاد وهو يحمل عدّة حشرات في منقاره
وأسقطها أمام شي هواي
نظر شي هواي إلى الحشرات ، ثم إلى تشيوتشيو، وسأل:
“ هل يُحاول استفزازي ؟”
أسرع تشي مو ياو بالتفسير:
“ إنه يحاول الترحيب بك بتقديم طعامه المفضل .”
: “ وهل يجب عليّ شُكره ؟”
: “ لا داعي .”
شعر شي هواي بالاشمئزاز وهو ينظر إلى الحشرات
أراد أن يُبيدها بتعويذة ، لكنه لم يستطع في النهاية
ثم نظر إلى تشيوتشيو، الذي كان يحدّق فيه بإصرار طوال الوقت
وأشار إليه وسأل:
“ لماذا يُحدّق بي بهذا الشكل ؟”
أجاب تشي مو ياو وهو يشعر ببعض الإحراج:
“ هو… يريد أن يراك تأكلها …”
غطّى زونغ سيتشن فمه بيده، محاولًا كتم ضحكته
أما سونغ وييو، فتمكّن بصعوبة من كبح ابتسامته وهو يقول:
“ هذه أول مرة أدرك فيها أن كون طائر ما معجبًا بك له عيوب…”
رأى تشي مو ياو تعبير شي هواي يزداد سوادًا لحظة بعد أخرى،
فسارع لشرح الموقف بهدوء للعصفور :
“ تشيوتشيو هو لا يأكل الحشرات .
هو يتّبع أسلوب الزراعة بدون طعام ،
لا يحتاج إلى الأكل أصلًا .”
: “ تشيوووو !”
: “ آيا، لماذا لا تفهم؟
الطيور هي التي تأكل الحشرات ، وليس البشر .”
فردّ تشيوتشيو جناحيه وقال بإصرار: “ تشيوووو !”
ردّ عليه تشي مو ياو بنفاذ صبر:
“ هو ليس حيوانًا لمجرد أن على جبهته قرنين !”
: “ تشيووو !!”
كان تشيوتشيو يواصل التودّد له ،
مقتنعًا أن شي هواي مثله ،
لأن كليهما يملك لهب تنّين الهوي ،
ولم يكن من السهل إقناعه بعكس ذلك
انفجر سونغ وييو ضاحكًا :
“ يا وريث الطائفة ، هذه… لطافة لا تراها كل يوم.
لمَ لا تتجاوب معه وتأكل بعضها ؟”
أجاب شي هواي بحدّة : “ انقلع!”
وفي النهاية ، لم يجد شي هواي حلًّا إلا أن يخرج صندوقًا
مثمّن الأضلاع من جرس الكنوز الذي يحمله ،
وكان منحوت بعناية ومرصّعًا بالجواهر ،
عادةً يُستخدم لحفظ الأشياء الثمينة
كان الصندوق يحفظ جودة الحبوب داخله،
ويمكن حتى للكائنات الحيّة البقاء حيّة فيه
استخدم شي هواي تقنية التحكم بالأشياء ليضع الحشرات داخله
“ سأحتفظ بها ، حسنًا ؟”
وهكذا، استُخدم صندوق عالي الجودة لحفظ… الحشرات
التفت تشيوتشيو إلى الخلف وقال: “ تشيووو !”
فسارع تشي مو ياو للترجمة :
“ هو سعيد جدًا !”
بالطبع لم يقضِ تشي مو ياو كل وقته في ضيافتهم ،،
فبما أنه عاد لتوه إلى طائفة يو تشونغ،
كان هناك كمّ كبير من العمل بانتظاره
تبع شي هواي تشي مو ياو خارج القاعة الرئيسية
رآه جالسًا في الجناح مع يي تشيانشي،
يصنعان طعامًا خاصًا للحيوانات الروحية باستخدام أداة زراعية
بعض الحيوانات الروحية تحتاج لنوع معين من النباتات،
منهم ما يأكل البتلات، ومنهم ما يكتفي بالأوراق،
ومنهم من يقتات فقط على البذور والجذور المعالجة،
وكان تحضير هذه الأخيرة من مسؤولياتهم
جلس شي هواي في الجناح يراقب تشي مو ياو وقد انبعثت فيه طاقة جديدة
أكمامه مرفوعة، تكشف عن ذراعين رفيعين
سارع شي هواي باستخدام تقنية التحكم بالأشياء لإنزال أكمام تشي مو ياو، ليُخفي ذراعيه
تفاجأ تشي مو ياو ونظر إليه
فقال شي هواي بازدراء:
“ خشيت أن تشعر بالبرد .”
: “… الآن صيف أيها السيد!”
——————————
مرّت أربعة أيام ، وجاء عيد ميلاد تشي مو ياو ——
نظّمت طائفة يو تشونغ مأدبة صغيرة بهذه المناسبة،
لكنها كانت فاخرة على طريقتهم
فمزارعو هذه الطائفة لا يتّبعون مبدأ الزراعة دون طعام ،
لذا كانوا يطهون ويأكلون من وقت لآخر
أعدّ التلاميذ الصغار في الطائفة أكثر من عشرة أطباق ،
من بينها كعك التمر الذي لطالما أحبّه تشي مو ياو
أما عن الزينة ، فلم يكن لديهم الكثير ،
لكنهم علقوا فوانيس احتفالًا بالمناسبة
أُعجب تشي مو ياو كثيرًا بهذه المفاجأة
لكنه كان لِيكون أسعد لو أن شي هواي ورفاقه لم يكونوا موجودين أيضًا
فهم يمارسون الزراعة بالامتناع عن الطعام منذ سنوات،
لذا جلسوا إلى المائدة من دون أن يلمسوا عيدان الطعام حتى
وقد أضفى هذا حضورًا ضاغطًا على كلّ من حولهم
غالبًا تكون الأحاديث بين تشي مو ياو وشي هواي تنتهي
بنهايات محرجة ومسدودة
فعلى سبيل المثال ، نظر شي هواي في عينيه مباشرة وقال بصدق:
“ لقد فاتني حضور عيد ميلاد صديق قديم حين بلغ التسعين ، وظللت نادمًا على ذلك طويلًا .
كونني تمكنت من حضور عيد ميلادك الثامن عشر ليس سيئًا .
إنه حدث سيبقى في الذاكرة .”
حاول تشي مو ياو جاهدًا أن يبتسم ابتسامة مجاملة :
“ نعم ، يا له من شرف !”
فأضاف شي هواي بثقة :
“ يجب أن تشعر بالشرف فعلًا .
نادرًا حضرتُ أعياد ميلاد أي أحد وأنا صغير .
كم كان عددها بالضبط…؟
آه، لا أذكر .
ذاكرتي لم تعد كما كانت كلما كبرت .
فأنا الآن في العشرينات ، ولستَ مثلي ، أنت لا تزال في الثامنة عشرة .”
ضحك تشي مو ياو بمرارة: “هءهءهءهءءهءه …”
{ إن لم تكن تجيد الكلام ، فالرجاء أن تصمت }
لم تفهم يي تشيانشي ما الذي كان يحاول شي هواي قوله،
فاكتفت بإخراج الأداة التي أعدوها خصيصًا لهدية عيد
ميلاده: إبرة كسر التشكيلات
: “ طلبنا صنعها خصيصًا ،
ونقشنا عليها الزخارف الزهرية التي تحبها !”
كانت الإبرة مخروطية الشكل ، فضية ناصعة ،
ونُقشت عليها بدقة زهور وطيور ،
وهي الزخارف التي يحبها تشي مو ياو
أما الطرف الآخر، فكان مزيّنًا بخصلة حريرية فضية اللون
مربوطة بحجر كريم أزرق بلون الياقوت
انبهر تشي مو ياو بالمفاجأة
ظل يتأمل الإبرة طويلًا بعد استلامها ،
ومن الواضح أنه أحبها كثيرًا
: “ شكرًا لكم جميعًا.”
حين نظر شي هواي إليها ،
أخرج قلادة من جرس كنوزه المتعدد ،
ثم انتزع إبرة كسر التشكيلات من يد تشي مو ياو
نزع منها الخصلة الحريرية ، وربط مكانها قلادته الخاصة
كانت القلادة على شكل قفص دائري صغير محفور بدقة ،
داخله حجر كريم أزرق على شكل هلال ،
يطفو في الهواء داخل القفص
بدت فاخرة ومتقنة ، و تنسجم تمامًا مع تصميم الإبرة
أعاد تثبيت الخصلة ، ثم أعاد الإبرة إلى تشي مو ياو
أخذ تشي مو ياو الإبرة مجددًا :
“ شكرًا لك…”
وقد شعر عندها بتدفّق طاقة روحية كثيفة من القلادة ،
مما جعله يشعر بالذنب لقبوله شيئًا ثمينًا بهذا الشكل
ومع ذلك ، لم يتمكن شي هواي من قول عبارة لطيفة واحدة ، إذ قال:
“ لا داعي للشكر .
سأهديك واحدة أفضل في عيد ميلادك المئوي .”
{ …رجاءً، اصمت ... وإلا فلن أستطيع الشعور بالسعادة ! }
يتبع
السلاح الروحي غير عن أدوات الطيران ولكن يُمكن استخدام الأسلحة الروحي للطيران عليها
أدوات الطيران تكون اوسع وأسرع بكثير
وتم إهداء مو ياو سلاح روحي يفيده وقت التشكيل وكمان وقت القتال ( على شكل رمح )
تعليقات: (0) إضافة تعليق