Ch38 | TDVWD
بعد بضعة أيام ،
عاد شي هواي ورفيقاه إلى طائفة يو تشونغ،
لكنهم لم يجدوا لتشي مو ياو أثرًا
بات تلاميذ طائفة يو تشونغ الصغار معتادين على زيارات
هؤلاء التلاميذ من الطائفة الشيطانية ،
وقلّ خوفهم منهم تدريجيًّا بعدما أدركوا أنهم لا يؤذون أحد
أحد التلاميذ الصغار أخذ وقتًا ليعطيهم الاتجاهات قائلًا: “ تشي شيدي وشي جي يزرعان في الحقول .”
عقد شي هواي حاجبيه مجددًا : “ حتى الزراعة أيضًا ؟”
رد التلميذ الصغير : “ نعم.
تشي شيدي يحب زراعة جميع أنواع الأزهار والنباتات .”
مدّ زونغ سيتشن يده وأمسك بذراع شي هواي
أما سونغ وييو، فوقف أمام شي هواي مباشرةً
كلاهما لم يكن يرغب في رؤية المشهد العجيب لسيّد شاب يفلح الأرض
كان مشهدًا يصيب النفس بضرر لا يُمحى إن أُخذ بجرعة زائدة
لكن ، في النهاية ، جرّهم شي هواي معه إلى الحقول
الزراعة في عالم الزراعة مختلفة تمامًا عن عالم البشر ——
فكان تشي مو ياو والتلاميذ الآخرون يستخدمون تقنية
التحكم بالأشياء لزراعة شتلات الأرز بعناية ،
ثم تغطيتها بالتربة
وكان هناك ثعلب أحمر يركض في الوحل بين الحقول ،
يقفز بين حين وآخر ليلطم طائرًا أصفر ،
وقد تحوّل إلى ثعلب موحل يمكن استخدامه لقلب التربة
تقنية التحكم بالأشياء تطلبت طاقة روحية ،
وهو ما لم يكن متوفرًا بكثرة لدى تلاميذ طائفة يو تشونغ
كانت يي تشيانشي الاستثناء الوحيد
حتى تشي مو ياو كان يضطر إلى أخذ استراحات أثناء العمل
جاء شي هواي ومرافقاه ووقفوا إلى جانب تشي مو ياو
مال شي هواي قليلًا نحوه
كان تشي مو ياو جالسًا القرفصاء على صخرة،
يشرب الشاي بكل راحة
وعندما لاحظ اقتراب أحدهم، التفت،
وكان أول ما وقعت عليه عيناه هو قرن التنين الأحمر الداكن ، مما أفزعه للحظة
لكنه تنفّس الصعداء حين أدرك أنه شي هواي
فسأله: “ إلى متى ستظلون مختبئين في بو هي؟”
: “ سنغادر نهاية الشهر .”
: “ يعني ستبقون عشرة أيام أخرى .”
: “ نعم.”
: “ هل ستعود إلى طائفة تشينغ زي ؟”
: “ سأعود لتشكيل نواتي ، ثم أعود لإيجادك .”
صمت تشي مو ياو فجأة
رغم أن حصوله على نواة الذئب السماوي منحه فرصة
للارتقاء إلى مرحلة الجوهر الذهبي،
فإنه لا يزال يواجه صعوبة في تحقيق تقدم كبير
وحتى الآن، لم يكن يملك حبة دواء تساعده
أما شي هواي، فبدا له أن تشكيل النواة أمر سهل للغاية
وكأنه يستطيع ببساطة العودة،
ويدخل عزلة تأملية لبضعة أيام،
يتخطى المحنة، يغيّر أرديته ، ثم يعود للبحث عنه
{ كم هو محظوظ }
كانت يي تشيانشي قد أنهكها التعب كذلك
مدت ذراعيها وهي تتثاءب،
ثم قالت لتشي مو ياو: “ شيدي، تعبت. جاء دورك .”
: “ حسنًا.” وضع تشي مو ياو كوب الشاي،
وأخرج آخر جديد ليصب فيه الشاي لـ يي تشيانشي،
ثم توجّه نحو الحقول وبدأ يرسم العلامات اليدوية اللازمة لزراعة الأرز
تبع شي هواي خطاه ،
وأشار إلى سلة من الخيزران موضوعة جانبًا :
“ كل ما عليك هو زراعة هذه الشتلات، صحيح؟”
: “ نعم.”
رفع شي هواي إصبعه مشيرًا إلى سلة الخيزران ،
فانطلقت منها الشتلات في الهواء
ثم غرست الشتلات نفسها في الأرض كأنها خناجر ،
بسرعة ودقة مذهلتين
بدت وكأنها مجموعة من الأسلحة الخفية تُرمى في
المعركة ، وليس شتلات تُزرع في حقل
تشي مو ياو: “…”
وضع تشي مو ياو يديه على خصره ،
ينظر بين شي هواي والشتلات المزروعة بنظرة فيها شيء من الغضب
كان شي هواي في غاية الحيرة
{ لماذا بدا غاضبًا بدلًا من أن يمدحني ؟ }
قال تشي مو ياو بعصبية: “ هل تنوي قتل الشتلات ؟!
ثم إن تصويبك كان سيئًا للغاية !”
: “ تصويبي سيئ ؟”
: “ نعم !”
: “ وأين الخطأ ؟”
: “ أنظر بنفسك ! كلها مزروعة بشكل معوّج !
ما من واحدة مزروعة بشكل صحيح ،
كلها ستموت خلال يومين !”
مال شي هواي ليُلقي نظرة ، ولا يزال منزعجًا :
“ لكنها جميعًا زُرعت أليس كذلك ؟”
لم يكن أمام تشي مو ياو سوى استخدام تقنية التحكم
بالأشياء لتعديل وضعها،
لكنه وجد أن تحكمه لا يكفي
فخلع حذاءه ، ونزل إلى الوحل ليعدلها بيديه
عندها ، التفت شي هواي إلى رفيقيه المقربين
فبادر الاثنان سريعًا إلى مساعدة يي تشيانشي على الوقوف،
ولوّحا لبقية التلاميذ كي يغادروا معهم
وكان الثعلب الموحل ذكيًا كفاية ليلحق بسيدته فورًا
وبذلك ، لم يبقَى في الحقل سوى الاثنين وطائر الأوريول الأصفر
لم يُبدِ تشي مو ياو أي حرج وهو يدخل إلى الوحل حافي القدمين
وبينما ينحني ليعيد الشتلات إلى وضعها الصحيح،
شرح لشي هواي: “ انظر ،
ينبغي زرعها بهذا الشكل حتى تدخل الجذور التربة .”
وقف شي هواي جانبًا يراقب ، و عيناه تتنقلان على ساقَي تشي مو ياو
كان قد ثنى أطراف بنطاله لأعلى ،
وكشف عن بشرته الفاتحة التي بدت وكأنها لا تنتمي إلى هذا العالم
الوحل الملتصق بعظمة ساقه شكّل تباينًا واضحًا مع بياض بشرته
وعندما كان يسير ، كانت قدماه النحيلتان والدقيقتان
تظهران بوضوح ، تبدوان وكأنهما صُنعتا لتمسكا باليد
عاد تشي مو ياو إلى وعيه فجأة بعد أن عدّل بعض الشتلات،
وتمتم: “ما الذي أعلّمك إياه أصلًا…”
{ فشي هواي لم يكن يعرف كيف يساعد على أي حال
فما الفائدة من تعليم سيّد شاب من طائفة تشينغ زي طريقة زراعة الأرز؟
أكنت آمل أن يقود لاحقًا تلاميذ الطائفة الشيطانية ليثروا عبر الزراعة ؟ }
لكن ما لم يتوقّعه هو أن شي هواي خلع حذاءه أيضًا،
ودخل إلى الحقل
ثم انحنى وعدّل شتلة بيده
: “ هكذا ؟”
أمال تشي مو ياو رأسه وقال: “ نعم ، هكذا بالضبط .”
كان بإمكان شي هواي استخدام تقنية التحكم بالأشياء،
ولم يكن بحاجة أبدًا إلى النزول إلى الحقول بنفسه
لكنه بدا مهتمًا حقًا، وظل يرافق تشي مو ياو في زراعة الحقل حتى الظهيرة
أما تشيوتشيو، فبدا أنه يستمتع بجو الهدوء هذا
و ظل يتنقّل بين رأس تشي مو ياو وكتف شي هواي،
ويصرخ ' تشيو تشيو ' وهو يدور في الهواء
وبعد أن أتما زراعة فدادين الحقل،
لم يستخدم تشي مو ياو تقنية التنظيف السريعة لتنظيف نفسه ،
بل استخدم تقنية التحكم بالأشياء ليلتقط حذاءه،
ثم ركض في اتجاه معين وهو ينادي : “ تعال معي !”
لحقه شي هواي وهو يستخدم تقنية التحكم بالأشياء للإمساك بحذائه هو الآخر
بو هي مكان ذا جبال جميلة وبحيرات صافية ،
ومياهها نقية على نحو نادر
الجزيرة ليست محاطة بالماء فحسب ، بل توجد جداول صغيرة تنبع من داخلها ،
و تتسلل بهدوء بين الأشجار وتنساب في مسارات طبيعية خلابة
الأوراق على الأغصان الممتدة في الماء ممتلئة،
وقد اندمجت الأغصان بشكل عجيب مع النباتات المائية،
محافظةً على انسجام المشهد وجماله
جلس تشي مو ياو على ضفة الجدول الصغير،
وغطس قدميه في الماء ليغسلهما
كان كلما جلس، يميل بجسده إلى الأمام ليراقب تموّجات
الماء وهي تنساب بين قدميه
جلس شي هواي بجانبه وغطس قدميه في الجدول هو الآخر،
ثم استخدم تقنية التحكم بالماء ليجلب إليه خيطًا مائيًا غسل به يديه
لكن قبل أن يتفرق الماء ، مد تشي مو ياو يديه وغسلهما أيضًا
تألّق الماء الصافي تحت أشعة الشمس،
غمر تلك اليدين الرقيقتين كأنه يلفّه بخيوط قطنية ناعمة
حتى وهو يغسل يديه ، بدا ذلك جميلًا بصورة استثنائية
وبعد أن انتهى من غسل يديه ،
ظل تشي مو ياو يحدق في الماء لفترة ثم أشار إلى مكان معين وقال: “ أترى هناك؟
تلك سمكة البيكيونغ وهي تأخذ صغارها للبحث عن طعام .
هذا النوع من الأسماك ممتع جدًا .
لاحظ كيف أن لها اثنين من الزعانف الخلفية؟
في الحقيقة ، الأنثى تختبئ تحت جسم الذكر .
بعد أن تضع الأنثى بيضها ، يعتني الذكر بالصغار… وبزوجته أيضًا . كم هو حب جميل .”
: “ اووه …” لم يكن شي هواي مهتمًا بالأسماك
قال تشي مو ياو بعد لحظة: “ الماء بارد قليلًا ...” بدا كأنه
يوشك على سحب قدميه ، ثم خطرت له فكرة ،
فمدّ قدميه ولمس قدمي شي هواي : “ أليست قدماك باردتين ؟”
تدفقت التيارات من الماء بين قدمي الاثنين ،
وتركت لمسة ناعمة وباردة بعد تلامسهما
وكما كان متوقعًا ، كانت قدما شي هواي دافئتين جدًا
لم يغيّر الماء البارد شيئًا من حرارته
ولمسه لفترة وجيزة فقط ثم سحب قدمه
ولو أن تشي مو ياو لم يلمس شي هواي،
لكان الأخير اكتفى بالتحديق إليه من وقت لآخر
لكن تلك اللمسة كانت كشرارة ، أشعلت نارًا في السهل الجاف
ولم يستطع شي هواي المقاومة ، فمدّ يده وأمسك بقدم تشي مو ياو
جفلت ملامح تشي مو ياو من الصدمة ،
وسارع بسحب قدمه وهو يصرخ : “ د-دع قدمي !”
وكما هو متوقع من شي هواي ،
استطاع تبرير تصرفه غير اللائق بكل وقاحة : “سأدفئها لك.”
: “ لا داعي!”
لكنه لم يُفلِت قدمه
وبدأ يتفحّصها بعناية وكأنها لعبة ظريفة
احمرّ وجه تشي مو ياو
وسارع بالتلفت حوله ليتأكد إن كانا وحدهما
وبعد أن تيقّن أنه لا أحد هناك،
جمع كل قواه وركل شي هواي،
لكن للأسف، انتهى به الأمر في أحضان الأخير،
الذي لم يفلِت قدمه حتى حينها
لقد تحمّل شي هواي ثلاث سنوات في الكهف
وفي تلك السنوات ، لطالما أراد أن يلمس آ جيو
أي مكان كان كافيًا ، لا يهم أين ، المهم أن يلمسه
كان فضوليًا تجاه دفء جسده ، ملمس بشرته ، كل شيء يخصّه
كان يريد التحرر من كل القيود ،
أن يفعل معه كل ما يشتهي… بحرية، دون قيد
والآن، مع جلوس تشي مو ياو إلى جانبه ،
أراد أن يلمس حتى قدميه
لكن بسبب مقاومة تشي مو ياو الشديدة ، خشي أن يؤذيه،
فاضطر أخيرًا إلى الإفلات
نهض تشي مو ياو سريعًا ، وارتدى جواربه وحذاءه ،
ثم هرب مبتعدًا
أما شي هواي، فلم يبدُ عليه الانزعاج أبدًا
نهض، ارتدى حذاءه، وتبع تشي مو ياو بخطى هادئة
كان تشي مو ياو يمشي بعصبية في المقدمة ،
و شعره الطويل وأطراف ردائه تنساب معه بفعل الرياح
أما شي هواي ، فكان يسير خلفه بخطوتين ،
شفتيه مرفوعتين قليلاً وهو يحدّق في ظهره
فوقهما السماء صافية بلون أزرق فاقع،
مع غيوم رقيقة متناثرة هنا وهناك
أشرقت الشمس بدفء ووداعة،
تحمل معها نسيمًا لطيفًا مشبعًا بعطر الطبيعة،
تفتحت بعض الأزهار في الجبال ناشرة رائحة منعشة
المشاعر الشبابية، تلك التي يصعب وصفها، تلف قلبه بلطف
الغضب يذوب ليصبح حيرة ،
والفرح يتحول إلى شعور بالراحة
وحتى النظرات العابرة التي كان تشي مو ياو يوجهها خلفه،
كما لو كان يخشى أن يفقده شي هواي، كانت تملأ قلبه بشعورٍ حلوٍ دافئ
الحب يعني أن أي وقت تمضيه معك يصبح أجمل ،
وأن مجرد النظر إليك قادر على أن يزهر كالورود في القلب
⸻
أخذ تشي مو ياو عدة أكياس كونية وربطها حول خصره
وضع دفتر حساباته الشخصية بداخلها ثم بدأ يتفقد
الطائفة يسأل إذا كان أحد بحاجة لشيء
كان عليه أيضًا أن يذهب للتسوق في مدينة فانغ لاحقًا،
ليبيع بعض الأشياء التي أنتجوها للتو
شي هواي عبس عندما رأى صف الأكياس مربوطًا حول
خصر تشي مو ياو. قال: “ ألا تشعر بالثقل وأنت تحمل كل هذه الأكياس ؟”
نظر تشي مو ياو إلى أسفل ثم شرح: “ الكيس الكوني الواحد
يكلف أربعين حجر روح وله ثلاثون مكان .
الكيس الكوني المئة من الأغراض يكلّف مئتي حجر روح . أيهما تعتقد أكثر جدوى ؟”
قال شي هواي بلا مبالاة : “ كلاهما تقريبًا نفس الشيء .”
قرر تشي مو ياو أن يوضح له الأمر بطريقة أخرى :
“ هل تعلم كم من حجر روح أوفر في السنة ؟”
شي هواي: “ إذا كان 70 حجرًا في عامين…
يعني 30 حجرًا في السنة ؟”
فبعد كل شيء ، كان قد تسلم للتو كل ثروة تشي مو ياو منذ وقت قليل
رد تشي مو ياو بفخر : “ أكثر من خمسين حجرًا !”
شي هواي : “ أوه . يبدو أنك لم تعطيني كل شيء .”
رد تشي مو ياو : “ لا أفهم ما تقول .”
أخرج إبرة كسر التشكيلات وتحرك متجهًا إلى مدينة فانغ
هذه أول مرة يطير فيها وحيدًا على هذه الأداة الروحية منذ
استلامها ، فكان متحمسًا قليلاً
جلست يي تشيانشي على الجانب تأكل فاكهة وقالت: “ شيدي هل فكرت باسم للأداة ؟”
رد تشي مو ياو بسرعة : “ ما رأيك في ‘دينغدينغ’؟”
تنهدت يي تشيانشي وهزت رأسها: “ لماذا كنت أتوقع منك
شيئًا أفضل في التسمية ؟”
{ حيوان روح اسمه تشيوتشيو وأداة طيران اسمها دينغدينغ. !
هذا هو أسلوب تشي مو ياو حقاً !
لحسن حظه ، أنه لم يختار اسمه بنفسه ،
وإلا لكان اسمه ربما ‘تشيتشي’ أو شيء من هذا القبيل }
رد تشي مو ياو : “ أنا أحب هذا الاسم !”
ثم انطلق نحو مدينة فانغ حاملاً دينغدينغ
في الطريق، سمع فجأة تنهيدة
التفت فرأى شي هواي يلحق به على ظهر شوكوانغ
قال: “ أستطيع اللحاق بك حتى لو كان لديك أفضلية بمدة
خمس عشرة دقيقة .”
تشي مو ياو: “ الأداتان ليستا من نفس الدرجة ،
لكنني أحب أداتي .”
شي هواي: “ تعال هنا .”
وفجأة مد يده وأمسك بتشي مو ياو
تشي مو ياو: “ماذا تفعل؟ آه… هيه!”
جرّه ، وقفز معه شي هواي من الأداة وسقطا سويًا في سقوط حر
تمسك تشي مو ياو بدينغدينغ،
ورفع نظره ليرى شوكوانغ يتبع هبوط شي هواي،
حتى وإن كان في سقوط حر
{ هل هذا يعني أن الادوات تملك وعيًا ذاتيًا يتعرف على سيدها ؟ }
لم يتوقفا عن السقوط إلا قبل أن يصطدما بالأرض مباشرة،
حين رمى شي هواي أداة طيران ليلتقطهما
هذه الأداة عبارة عن لفافة من الخيزران ،
يمكن أن تستوعب اثنين عند فردها بالكامل
عندما سقط تشي مو ياو على اللفافة ،
اتكأ إلى الخلف تلقائيًا وسقط في أحضان شي هواي مستندًا على صدره
ثبت شي هواي تشي مو ياو ثم أمر الأداة أن تحلق في السماء مجددًا
و ارتفع بسرعة خلال السحب في طرفة عين ،
ثم انحدر إلى الأسفل كسمكة تقفز من الماء
كان تشي مو ياو يشعر بعدم ارتياح وهو يركب هذه الملاهي السحابية ،
فقبضت يده على ساق شي هواي بشكل لا إرادي
توقف شي هواي عن الممازحة ،
وعانق تشي مو ياو من الخلف ،
مستندًا بذقنه على كتفه ، كأنه كلب عملاق
تشي مو ياو: “دعني…”، فلم يحب الأمر كثيرًا
أجابه شي هواي بابتسامة: “ لفائف الخيزران صغيرة جدًا،
وأنا طويل فالمساحة ضيقة بعض الشيء .”
ثم تنفس بنعومة ودفء على عنق تشي مو ياو حتى تلاشى النسيم عند أذنيه
تشي مو ياو: “ أنا أستطيع الطيران على أداتي .”
رد شي هواي: “ تلك الأداة بطيئة جدًا .”
ثم لمح أذني تشي مو ياو المحمرتين تمامًا،
وسأله: “هل ثُقبت أذناك ؟”
أجاب : “ نعم ، حتى أتمكن من ارتداء الآدوات الدفاعية .
ماذا عنك ؟”
شي هواي: “نعم…” ثم توقف عن الكلام وركز على احتضانه
بدلاً من الاستمرار في الممازحة،
حتى يتمكن من البقاء مع تشي مو ياو لفترة أطول
كان تشي مو ياو يعرف طبيعة شي هواي المشاكسة
لو احتجّ على شيء ما ، لكان سيواصل شي هواي مضايقته أكثر
وكان هذا سبب عدم إعجاب البطلة الثانية به في الرواية الأصلية
لذا استسلم تشي مو ياو ولم يحاول المقاومة حتى لا يجد شي هواي سببًا آخر للعبث به
وصل الثنائي إلى مدينة فانغ،
وجذب وجودهما على هذه الأداة الطائرة الغريبة الكثير من الانتباه ،
خاصة أن غالبية السكان من البشر العاديين والمزارعين
وأصحاب الموهبة المحدودة في الزراعة الروحية،
ونادرًا يرون ممارسي الزراعة الروحية الخالدة فكانوا فضوليين جدًا
تمالك تشي مو ياو أعصابه وهو يتجه إلى محل مألوف ليبيع بعض الأغراض
صاحب المحل معروف بتقليل الأسعار عمدًا
وبما أن تشي مو ياو يبدو صغيرًا وغير متمرس،
كان يحاول استغلاله
رغم ذلك، ظلت مدرسة يو تشونغ تتعامل مع هذا المحل سنين طويلة ،
أساسًا لأنهم بخيلون ، فيستطيعون توفير ما لا يستطيع
الآخرون دفعه من حجارة الروح
لكن تشي مو ياو لم يكن راغبًا في قبول صفقة سيئة ،
فاحتدمت المساومة بينهما لفترة طويلة
اليوم، ومع ذلك، تغير موقف صاحب المحل
نظر إلى عظام الوحش التي جلبها تشي مو ياو ثم نظر خلسة إلى شي هواي الذي يقف خلفه
قال له: “هذا… هل تناسبك ثلاثون حجر روح؟”
كان صاحب المحل مهذبًا بشكل نادر،
ربما لأنه شعر أن تلميذ مدرسة يو تشونغ وجد من يحميه ،،
قوي وطويل القامة ، وربما يكسر المحل لو أعطاه ثمنًا غير مناسب
فكر تشي مو ياو للحظة ثم أومأ برأسه : “ السعر مناسب هذه المرة .”
تنفس صاحب المحل الصعداء بعد إتمام الصفقة ،
وبعد أن ابتعد قليلاً عن شي هواي ،
همس لتشي مو ياو : “ هذا المزارع هو…”
لم يجرؤ تشي مو ياو على قول أن شي هواي من التابعين
للطائفة الشيطانية خشية أن يخيف الناس هنا،
فهم ليسوا مثل سكان مدينة فانغ التي تقع بالقرب من
الطائفة الشيطانية، فأجاب: “ أوه، هو… تلميذ جديد في مدرسة يو تشونغ .”
صاحب المحل: “وجهه ليس ودودًا، أليس كذلك؟”
وكان هذا أقل مما يجب قوله ،
فهذه هي ملامح الشرير الأول،
{ حتى نظرة عابرة منه تحمل نية قتل كافية لتدمير
عائلتي كلها !! }
لم يجد تشي مو ياو سوى أن يومئ برأسه : “ نعم .
وجه هذا الطفل ليس الأفضل .”
ألقى صاحب المحل نظرة أخرى خلسة على شي هواي قبل
أن يهمس: “ ما هذه الأشياء على جبينه ؟”
بنبرة فضول:
“ قرون وحوش الروح تزيد من قوة الهجوم .”
رد تشي مو ياو بشكل غامض : “ تثبت على الجبهة لسهولة الاستخدام .”
سأل صاحب المحل : “هل تبيعون منها ؟”
تشي مو ياو: “ لا "
بعد إتمام الصفقة ، خرج تشي مو ياو مع شي هواي من المتجر،
وشعر فجأة بمدى فائدة وجود شي هواي إلى جانبه
حتى صاحب المتجر الذي اعتاد مضايقته لم يجرؤ على رفع صوته
بينما يمشي بجانبه ، انحنى شي هواي قليلاً وسأله :
“ لماذا دعوتني طفلًا ؟ أليس أنت أصغر مني ؟”
كان واضحًا أن شي هواي قد سمع حديث تشي مو ياو مع صاحب المتجر
قال تشي مو ياو: “ قلت أنك تلميذ صغير ، فقلتها ببساطة .”
أجاب شي هواي بابتسامة: “ اهاااا …”
رأى شي هواي شيئًا وبدأ يتجه نحوه ،
ثم التقط عود من حلوى التانغولو 🍡
( الكرز المغطى بالسكر)
وأعطاه لتشي مو ياو، قائلاً : “ لهذا الطفل .”
ثم أخرج قطعة من الذهب وأعطاها لبائع التانغولو ،
فتدخل تشي مو ياو بسرعة ودفع بعض النقود الورقية
الصغيرة واعترض الذهب من يده
أراد شي هواي دفع ثمن الحلوى له،
لكن تشي مو ياو دفع ثمنها بنفسه ،
وهذا أغضب شي هواي قليلاً ،
فحاول الإصرار على الدفع مرة أخرى لكنه قُبض على كمّه وسحب بعيدًا
أخذ تشي مو ياو شي هواي جانبًا وأعطاه عشرات من الفئات
النقدية الخفيفة وخمسة تايل من الفضة وقال له:
“ بهذا المال أنت نجم السوق هنا.”
رد شي هواي مترددًا: “لكن…”
أخذ تشي مو ياو بصراحة قطعة الذهب من يده وقال:
“ هل تستطيع أن تعطيني هذه ؟ إذا كان لابد ، أدفع أنت
أولاً وسأعوضك لاحقاً .”
اختفى استياء شي هواي وتحول إلى ابتسامة : “ حسنًا.”
كان تشي مو ياو يتذوق التانغولو وهو يتجول في السوق،
وسأل شي هواي:
“ هل تريد شيئًا ؟ سأشتريه لك "
رد شي هواي: “ يبدو أنك غني جدًا "
تشي مو ياو: “ صحيح ، لدي بعض العملات العادية ،
يمكنني حتى شراء منزل هنا لأعيش .”
قال شي هواي مستغربًا: “ فلماذا لا تملك حجارة روح ؟”
تشي مو ياو: “ أنفقتها كلها على شراء حبوب النكهات المئة .”
مرّا بجانب بيت دعارة ، وتوقف شي هواي فجأة ينظر إلى
النساء يدعون الزبائن في الطابق العلوي
كان تشي مو ياو يتناول التانغولو وهو مرتاح البال،
يشعر بسعادة داخلية لأن الصغير قليل الشهوة أظهر بعض
الاهتمام الطبيعي أخيرًا
ومن ثم، لم يتوقع أحد أن يذهب شي هواي إلى باب البيت
ويدفع لعامل الباب خمسة تايل من الفضة قائلاً :
“ أريد المروحة المستديرة التي في يدها .”
تفاجأ العامل للحظة ،
ثم نادى السيدة في الطابق الثاني ، التي رمت المروحة بسرعة — و التقطها شي هواي بسهولة
ترك هذا الحدث المعجز تشي مو ياو في حالة ذهول
أعطى شي هواي المروحة لتشي مو ياو ،
الذي أخذها بشكل لا شعوري وهو يشعر بشعور غريب
ابتسم شي هواي فرحًا : “ هكذا تمسك بالمروحة إذاً ”
أراد تشي مو ياو أن يرمي المروحة في المكان ~
تجاهل شي هواي ردة فعل تشي مو ياو وسحبه نحو محل خياطة
عندما وصلا إلى المدخل، سأل شي هواي: “هل لديكم
ملابس رجالية باللون الوردي ؟”
نظر صاحب المحل مستغربًا ، فاللون الوردي ليس شائعًا
بين الرجال في العالم البشري، فلم يكن لديه شيء من هذا اللون
سحب تشي مو ياو شي هواي خارج المتجر وقال له: “ كف عن العبث !”
سأله شي هواي: “كيف عرفت أنني سأشتريها لك؟”
تشي مو ياو: “ أنت أعطيتني مروحة مستديرة !”
رد شي هواي: “ كنت أريد شراءها لزونغ سيتشن.
ستبدو جيدة عليه ~ .”
تشي مو ياو متفاجئًا: “ هاه …”
شي هواي: “ هل يمكنك أن ترشح لي متجرًا آخر ؟”
تشي مو ياو: “ أنا لا أشتري ملابس وردية .”
شي هواي: “ يا للأسف ~ .”
تابع تشي مو ياو تجوله في شوارع فانغ متظاهراً بالهدوء وهو يلتهم التانغولو
توقف شي هواي فجأة وسأل: “ هل طعمها لذيذ؟”
رد تشي مو ياو: “ نعم ، جدًا .”
شي هواي وهو ينحني: “ أطعمني قطعة .”
تشي مو ياو: “ ألا تمارس الامتناع عن الأكل ؟”
شي هواي: “ أريد فقط التذوق .”
رفَـع تشي مو ياو العود ليُعطي شي هواي قطعة ،
فناولها وبدأ يلتهمها ، لكن عينيه لم تفارقا تشي مو ياو طوال الوقت
شعر تشي مو ياو بالارتباك للحظة،
وعاتب شي هواي سرًا في نفسه { يا له من ابتلاء !
حتى وهو يأكل التانغولو ، كان ذلك بطريقة مثيرة وكأنه يستعرض ! }
يتبع
معنى الأسامي :
1. Dingding (دينغ دينغ )
يشير إلى صوت أجراس صغيرة ، زي “تين تن” أو “رن رن”
2. Chichi (تشي تشي )
إنه لو تشي مو ياو سمّى نفسه ، يمكن يسمي نفسه بشيء غبي مثل ' تشيتشي '
يعني ' أكل أكل '
⸻
3. Qiuqiu ( تشيو تشيو )
سمّاه بذا الاسم بسبب صوت العصفور لما يغرد /
لما ضربته الصاعقة في محنة تجاوز المرحلة السماوية اتأثر الأوريول شوي
تعليقات: (0) إضافة تعليق