Ch40 | TDVWD
ارتجف تشي مو ياو وهو محتجز في هذا العناق …
كان المشهد الآن كما لو أن أرنبًا صغيرًا قد علق بين أنياب نمر
الأرنب كان مرتبكًا، مذعورًا، يكاد قلبه يقفز من صدره ليُظهر للنمر مدى توتره
جسده متيبسًا، وذراعاه مرفوعتان جزئيًا،
وأصابعه معلقة في الهواء ترتجف قليلاً
كل نفس يتنفسه شي هواي كان ينساب على عنقه ،
يحيطه بحرارة ناعمة، تحاصره تمامًا
في تلك اللحظة، كان تشي مو ياو بالكامل تحت سيطرة شي هواي
الأرض ما زالت تهتز ، لكنها لم تعد بتلك الشدة كما في البداية
من وقتٍ لآخر ، الحجارة الصغيرة تتساقط على الحاجز الذي
أقامه التشكيل ، ثم تتدحرج بعيدًا
وبسبب وجودهما في كهف ، كان صوت التصدعات
والتشققات في الأرض مسموع بوضوح ، إضافةً إلى هدير الزلزال العنيف
ومع ذلك ، لم يتحرك أي منهما
كانا يحتضنان بعضهما بصمت رغم كل ما يجري حولهما
ولا بد من القول—عناق شي هواي كان واسعًا ومريحًا جدًا
يتمتع بكتفين عريضين، وخصر نحيف، وقامة طويلة
يمكنه بسهولة أن يلفّ جسد تشي مو ياو النحيل بين ذراعيه
كأن حتى لو انهار الكهف، لن يكون هناك ما يُخيف،
فشي هواي قادر على حمايته جيدًا
وبرغم أن شي هواي هو الخطر بعينه ، شعر تشي مو ياو ،
ولسببٍ غريب ، بشيء من الأمان بقربه
وبعد وقتٍ طويل ، نادى تشي مو ياو اسمه:
“ شي هواي "
: “ همم ”
: “ دعنا… دعنا نخرج .
عليّ أن أتحقق من أماكن أخرى ”
: “ ألن تردّ عليّ ؟”
: “ لا أعرف عن ماذا تتحدث ”
عندها فقط ، أطلق شي هواي سراحه
تركه يذهب بعد أن حدّق به للحظة
تشي مو ياو نهض بسرعة عن السرير الحجري
و بعد أن رتّب ملابسه ، ألقى نظرة أخرى على البيوض والتشكيل
أما شي هواي فوقف جانبًا ينتظر بصمت، تنهد تنهيدة طويلة
كان قلبه لا يزال ينبض بإيقاع غير منتظم ….
كان يظن أن قلقه نابع من عجزه عن العثور على آ-جيو —
{ لكن تبيّن …. أن إنكار آ-جيو لكل شيء حتى بعد أن وجدته ، هو ما يؤلمني أكثر … }
هذا ما جعله مترددًا أكثر
كان يشعر دومًا أن آ-جيو أمامه تمامًا ،
لكن لا يمكنه الوصول إليه —
كما لو أنه انعكاس القمر في حلم
قلبه تائه… متأرجح ، مثل نبتة صغيرة تسبح في التيار
{ كان من الواضح أنه هو… لكنه لم يكن هو }
⸻
بعد مغادرتهما الكهف ،
توجّه تشي مو ياو إلى عدة أماكن ،
وظل شي هواي يرافقه طوال الوقت
وعندما حاول تشي مو ياو نقل عش طائر عند حافة منحدر ،
زلّت قدمه وكاد أن يسقط
أسرع شي هواي باستخدام سلاحه شو كوانغ لتثبيت تشي مو ياو ،
وفي الوقت نفسه أمسك بالعش بيده الأخرى بثبات
سحب شي هواي سلاحه بعد أن رأى تشي مو ياو يستعيد
توازنه ، ثم سلّمه العش
نظر تشي مو ياو إلى شي هواي وهو يتلقى العش منه ، وقال:
“ شكرًا .”
“ مم .” أجابه شي هواي باختصار
لاحظ تشي مو ياو أن شي هواي بدأ يحافظ على مسافة بينهما مجددًا
{ يبدو أنه أدرك رفضي ،،،، فاختار ألا يقترب مني كثيرًا بعد الآن …
وهذا… كان جيدًا أيضًا …..
إذا كان شي هواي سيتراجع بهدوء بهذه الطريقة ،
فإنني سأشعر براحة كبيرة .. }
⸻
عندما عادا إلى طائفة يو تشونغ ،
كانت لا تزال تعجّ بالنشاط
التلاميذ يعيدون الوحوش الروحية التي فقدت مساكنها،
بعضهم أصيب، وآخرون تعرضوا للذعر
باختصار، الجميع كانوا منشغلين
المعلم هاو شيا والزعيم يي لم يكونا متفرغيّن لملاحظتهما
أما تشي مو ياو ، فلم يأخذ فترة من الراحة أيضًا ،
بل انضم إلى التلاميذ وساعد في ما استطاع
وبعد أن راقبهم شي هواي لفترة ، أشار إلى زونغ سيتشن وسونغ وييو كي يقتربا
اعتقد كلاهما أن شي هواي قد ملّ من الوقوف والمشاهدة،
وأنه يستعد للعودة إلى جزيرة شينغلينغ ،
لذا تفاجآ عندما أخرج شي هواي قطعة طيران كبيرة وقال :
“ سنعود إلى طائفة تشينغ زي "
اندهش زونغ سيتشن قليلًا : “ بهذه البساطة ؟”
وسأله سونغ وييو أيضًا : “ ألن تقول له شيئ قبل الرحيل ؟”
: “ لا حاجة . على أي حال ، هو لن يفتقدني "
ثم استدار وقاد الطريق ——
لم يجرؤ الاثنان على سؤاله أكثر من ذلك
فمن نبرة شي هواي وحدها ،
كان من الواضح أن الحديث الذي دار بينه وبين تشي مو ياو
لم يسر على ما يرام
و من يسأل كثيرًا ، يبحث عن علقة ساخنة
في تلك اللحظة ، صادف أن رفع تشي مو ياو رأسه نحو
السماء أثناء مساعدته في علاج الوحوش الروحية ،
فرأى الأداة الطائرة التي تشبه الطائرة الورقية تبتعد شيئًا فشيئًا ، إلى أن اختفت في ظلمة الليل ،
ولم يبقَى في السماء سوى بحر لا متناهٍ من النجوم
شعر بشيء من الفقد لبرهة ، فقط لبرهة ، ثم عاد ليواصل عمله
⸻
في وقتٍ لاحق ،
كان تشي مو ياو جالس في غرفته يقرأ كتابًا عن التشكيلات
عندها هبطت زهرة خوخ داخل الغرفة
سقطت الزهرة برقة على مكتبه ، خفيفة كأن لا وزن لها
وضع الكتاب جانبًا وكأنه يستعد للنوم
لكنه بعد أن أطفأ الفانوس بحركة من يده ، غادر الغرفة بهدوء ——-
كانت حركته خفيفة إلى حد يصعب معه ملاحظة أن أحدًا قد غادر الغرفة أصلًا
وبعد أن ابتعد عن منطقة طائفة يو تشونغ ،
تسلل مسرعًا إلى داخل الغابة ——
—————
قفز شخص من على الشجرة بعد أن تأكد من هوية القادم
هبطت هذه الفتاة على الأرض برشاقة ودون صوت —
انسدلت خصلات شعرها الطويل على كتفيها ،
وما لبثت أن حملتها الرياح إلى الخلف
ترتدي زيًا رماديًا داكن يسهل الحركة فيه،
وسيفًا طويلاً من خشب الأبنوس معلّقًا على خصرها،
وزُيِّن حزامها بـ جرس المئة غرض
لم يكن في مظهرها ما يُثير الاستغراب ،
لكن ملابسها المتواضعة أضفت عليها طابعًا خاصًا لا يُخفى
تفاجأ تشي مو ياو حين رآها وهتف : “شيجي!”
ضحكت شو رانتشو بخفة عندما رأته وقالت:
“ لم أرك منذ مدة ، وإذا بك تصبح أجمل رجل في العوالم الثلاثة هاه .”
: “ رجاءً، لا تسخري مني .”
: “ هل عثر عليك سيد طائفة تشينغ زي الشاب ؟” سألت باهتمام وهي تقترب منه
كانت هي من ذهب إليها زونغ سيتشن في السابق ليسألها،
وهي أيضًا من علّق على أن لتشي مو ياو “عينَي ثعلب”
وأنه يحب فتح ياقة ردائه إلى السرّة ( ch12 )
أجاب تشي مو ياو: “ أظن أنه بدأ يشك في أمري ،
لكنه لم يصعّب الأمور عليّ ،
وأنا كذلك لم أعترف بشيء .”
ضحكت شو رانتشو بصوت عالٍ بعد سماع ذلك،
وقالت: “ من كان يظن أن سيد طائفة تشينغ زي الشاب
رومانسي إلى هذا الحد ؟
الأشخاص العنيدون مثله هم الأصعب في التعامل .
ذلك الزونغ سيتشن الذي يرافقه وحده يوجع رأسي ،
فكيف به هو؟”
فوجئ تشي مو ياو وسألها: “ أأنتِ و… زونغ سيتشن، حدث بينكما شيء؟”
شو رانتشو : “ اوووووه "
مو ياو : “ كيف يمكنكِ التورط مع شخص صغير السن هكذا ؟!”
شو رانتشو : “ الصغار هم من يملكون الحماس .”
“… “ أدار تشي مو ياو رأسه جانبًا
{ لم أسمع شيئ ، لم أسمع شيئ }
توقفت شو رانتشو عن المزاح ودخلت في صلب الموضوع:
“ ألم تسألني عن يشم هوانوو قبل فترة ؟
وصلني خبر أنه في نفس المكان الذي توجد فيه بذور عشبة الخلود .”
غمره السرور على الفور : “ وجدتِه؟
هل تكفي أربعة آلاف وما يزيد من حجارة الروح لشرائه ؟”
كانت حجارة الروح تلك من شي هواي
كان تشي مو ياو يودّ إرجاعها في البداية ،
لكن مع مزاج شي هواي السيئ ، فقد يستخدمها لرمي
الحجارة في البحيرة كما هدد من قبل ، لذا احتفظ بها في النهاية
يشم هوانوو كنز في نظر تلاميذ طائفة هي هوان ،
و مطمع للعديد من الآخرين أيضًا
فبواسطة قطعة من هذا اليشم ، يمكنك إخفاء مظهرك
أمام أي شخص لا يتجاوز مستوى ولادة الروح
أما تلاميذ طائفة هي هوان ، وهم بالفعل بارعون في فنون
الإخفاء والوهم ، فيمكنهم طمس آثارهم أكثر باستخدام يشم هوانوو
لم يكن تشي مو ياو يريده في البداية ،
حتى للهرب من شي هواي ، لكنه غيّر رأيه مؤخرًا
إن حصل على هذه القطعة من اليشم ،
فبوسعه تغيير مظهر غزال اليونّي وجعله يبدو كغزال عادي،
وبهذا لن يضطر الغزال الصغير للبقاء في الكهف طوال الوقت
طالما لم يأتِ مزارع في مرحلة ولادة الروح إلى طائفة يو تشونغ ، فلن يكتشف أحد الأمر
وفوق ذلك، بعد تغيير شكل الغزال الصغير واستخدام تعاويذ الوهم الخاصة بطائفة هي هوان،
فلن تتمكن حتى الوحوش السماوية المتوحشة من تمييز
غزال اليونّي
فذكاء الوحوش في النهاية ، أدنى من ذكاء البشر
وبهذا، سيكون الغزال الصغير في أمان
ومنذ أن منح الغزال الكبير تشي مو ياو قدرته ،
دون أن يشترط عليه البقاء داخل التشكيل ،
لم يكن بوسعه أن يدع الغزال الصغير يعاني
أما عشبة ' ييشان ' فقد أرادها أيضًا من أجل الغزال ، فهو ما يزال ينمو ويحتاج إلى طعام جيّد
وزراعة العشبة بنفسه ستكون أكثر تحفظًا من شرائها
ولم يكن هناك ما يدعو للقلق إن رآهم أحد يزرعون عشبة ييشيان،
فالقليل فقط يزورون طائفتهم،
وأولئك لا يملكون فضول أهل مدينة فانغ
وأيضاً طائفة يو تشونغ حققت مؤخرًا ثروة بفضل الذئاب السماوية ، لذا إنغماسهم في هذا الأمر مرةً واحدة لن يبدو غريب
والأرجح أن من يراها لن يعرف أنها عشبة ييشيان أساسًا
ولكن بذور عشبة ييشيان كانت نادرة ، وقد ظل يسأل ويبحث عنها لفترة طويلة
أومأت شو رانتشو برأسها ،
لكن بدا عليها بعض الحرج : “ لديّ دليل ، لكن حتى أنا لا
أعلم كم ستكلّف ، فالأمر مزاد علني .
هل سمعت عن مؤتمر الطوائف الألف ؟ ستظهر هناك .”
دخل تشي مو ياو في حالة من التفكير بعد سماعه ذلك :
“ فهمت .”
مؤتمر الطوائف الألف أكبر تجمع لطوائف الزراعة الشيطانية
أما الطوائف الصالحة النزيهة ، فعادةً تُسمّى بـ”مدرسة كذا ”
أو “ جناح كذا ”
بينما الطوائف الزراعة الشيطانية تسمّي نفسها بـ” طائفة كذا ”
( أنا وحدّت الألقاب — كلهم خليتهم طوائف
لأنه الجناح عندنا ينفهم كـ مكان خاص للجلوس وليس طائفة )
والجدير بالذكر أن أماكن الترفيه ، والشوارع المليئة بالزهور ،
والحانات في طوائف الزراعة الشيطانية ،
كانت تُسمّى “ أجنحة ” على سبيل السخرية
مثل جناح تشنغ يو — على سبيل المثال
و كما يوحي الاسم ، فإن مؤتمر الطوائف الألف هو تجمع يضم آلاف الطوائف
وعلى عكس الطوائف الصالحة التي تعتبر طائفة نوان يان
مرجعًا لها ومُنظّمة لكل التجمعات،
فإن طوائف الزراعة الشيطانية كانت أكثر تفرقًا وتنوعًا بكثرة طوائفها
و الطوائف الصغيرة تُعتبر مستقلة حتى لو لم يكن فيها
سوى بضع عشرات من الأفراد،
وكانوا يفضلون أسلوب الحياة الحر ، يسيطرون على أراضيهم كأمراء مستقلين
كان مؤتمر الطوائف الألف حدثًا نادرًا يجمع هذه الطوائف
تُقام فيه استعراضات ضخمة في الشوارع،
ويغتنم كثيرون الفرصة لبيع الكنوز
كما يمكن المشاركة في نزالات لاختبار المهارات ،
وقد يربح المرء قدرًا كبيرًا من حجارة الروح إن فاز
وأحيانًا ، إذا كان هناك أمر كبير يستدعي النقاش بين طوائف الزراعة الشيطانية،
فإنهم يستغلون هذه المناسبة لذلك
لكن حتى في أفضل الأحوال، تنتهي الاجتماعات بخلافات واستياء
وفي أسوأ الحالات، تندلع معارك شرسة ——-
وقد بدأت الأمور تتحسن قليلًا بعد أن أصبح شي هواي مزارعًا سماويًّا شيطانيًّا
لكن حتى الآن، ما تزال طوائف الزراعة الشيطانية مجموعة
من الطوائف الصغيرة المبعثرة
لاحظت شو رانتشو تعبيره الجاد، فسألته: “هل ستذهب؟
وإن لم تذهب، يمكنني محاولة الحصول عليها بدلًا منك .”
تردد تشي مو ياو لبعض الوقت ، ثم قال: “ سأذهب .
من السهل تزوير بذور عشبة ييشيان، وناس طوائف الشيطانية جميعهم محتالون .
من المرجّح أن تكون البذور مزيّفة ، وستصعب عليكِ تمييزها .”
رانتشو : “ ألست قلق من ذلك السيّد الشاب للطائفة ؟”
مو ياو : “ لقد دخل مؤخرًا في عزلة مغلقة لتشكيل نواته الذهبية،
لذا سيستغرق الأمر وقتًا .
وفوق ذلك، سأرتدي وجه زهرة الخوخ ، فلن يتمكن أحد من التعرف عليّ .”
رانتشو : “ حسنًا إذًا ، سأُجري الترتيبات .
هل يمكنك إيصال خبر إلى طائفة نوان يان؟
اسأل إن كانت لو تشيونغتشي تريد الذهاب .
تلك الفتاة تعشق المشاركة في مثل هذه الفوضى .
طائفة نوان يان مؤمّنة جدًا هذه الأيام ولم أتمكن من الدخول .”
مو ياو : “ حسنًا، سأجد طريقة للتسلل إلى الداخل.”
ناولته شو رانتشو مجموعة من رموز نقل الصوت ، قائلة:
“ تواصل معي إن حصل شيء .”
: “ حسنًا ، شكرًا لكِ شيجي.”
—————-
رتّب تشي مو ياو أغراضه ثم أخبر أهل طائفة يو تشونغ أنه
يريد الخروج واستئجار كهف سكني للتفرغ لبعض الزراعة المُغلقة لفترة
فطاقة الروح في سلسلة جبال بو هي ليست كثيفة ،
لذا كان على التلاميذ الذين يريدون التقدم في الزراعة أن
يخرجوا ويستأجروا كهوفًا مناسبة
لم يشك الزعيم يي رانغ في الأمر ،
إذ كان يعلم أن تشي مو ياو حصل مؤخرًا على نواة روح
شيطانيّة من الذئب السماوي فظنّ أنه يريد تثبيت مستواه في الزراعة
—————-
غادر تشي مو ياو طائفة يو تشونغ وتوجه إلى مدينة فانغ،
حيث التقى بشو رانتشو، التي كانت ترتدي ملابس بسيطة،
في إحدى بيوت الشاي
المكان يعجّ بالحركة ، فقد اجتمع فيه الكثير من المزارعين
من الطوائف الصغيرة ، يتبادلون الأحاديث بطلاقة
تبادل الاثنان أطراف الحديث على مهل ،
حتى وصلت لو تشيونغتشي بعد ساعة تقريبًا ،
وهي تقفز بحماس شديد
لوو تشيونغتشي ترتدي أيضًا ملابس بسيطة وأنيقة
ورغم أن شعرها كان مرفوع وثيابها متواضعة،
إلا أن حيويتها الغريبة وروحها المرحة لم تُخفَ على أحد
جلست وشربت ثلاث كؤوس من الشاي دفعة واحدة ،
ثم تذمّرت قائلة:
“ لم أعد أتحمّل البقاء في الطائفة ، فهربت فورًا .
لحسن الحظ، أن المعلم كلّفني بمهمّة .”
( وبما أن الحديث عن طائفة نوان يان لم يكن مناسبًا في
مكان عام، اكتفت بالإشارة إليهم بـ “الطائفة”).
لم يُطل الثلاثة الجلوس في بيت الشاي،
وسرعان ما انطلقوا في طريقهم
نظر تشي مو ياو إلى لوو تشيونغتشي بابتسامة خفيفة وسألها:
“ هل لا تزال طائفة نوان يان في فوضى ؟”
أجابت لوو تشيونغتشي :
“ كلمة فوضى لا تكفي لوصف الحال .
الجميع يتقاتل باستخدام مختلف الحيل ،
حتى أن بعضهم يتعمد إيقاع المرشحين في أخطاء أخلاقية.
ثم يُخرج الطرف المتهم أدلة تُبرّئه ،
بل ويقلب الموقف لصالحه !
وفي بعض الحالات ، يتبين لاحقًا أن الطرف المتهم تعمد
إظهار نقطة ضعفه ليستدرج خصومه إلى الفخ !!
كل من في الطائفة أعمارهم بالمئات ، لذا هم أذكياء جدًا
ويفهمون بعضهم جيدًا.
ومسألة منصب الزعيم تؤثر على مصالح جميع عشائر الطائفة الكبرى ، لذا من الطبيعي أن يكون التنافس فيها شرس "
و أضافت بتنهد :
“ حتى علاقة حب بين سيد سماوي وتلميذ خالد كُشفت
ضمن هذه الفوضى !
آههخ كم أحسدهم .
لا أريد سيدًا سماويًّا في مرحلة ولادة الروح ، حتى لو جاءني
مجرد مزارع في مرحلة النواة الذهبية ليتحدث معي عن
المشاعر في منتصف الليل ، سأكون سعيدة !”
تنهد تشي مو ياو عاجزًا ، بينما ضحكت شو رانتشو بصوت عالٍ، وسألتها:
“ كم سنة مضت منذ انضممتِ إلى الطائفة ؟
هل جنيتِ أي ثمرة ؟”
ردّت لوو تشيونغتشي وهمسها منخفض:
“ كان لديّ شيدي خجول كوجبة خفيفة .
كان شديد الخجل لدرجة أنني أنا من اضطررت لنزع ثيابه.
لكنه لم يكن مجتهدًا ، ومستواي الآن أعلى منه ،
لذا لم يعد النوم معه ذا فائدة . تجاوزت الأمر .”
اتسعت عينا شو رانتشو بفضول:
“ وهل هو تجاوزكِ أيضًا ؟”
: “ يبدو أنه لم يتجاوز الأمر . جاء يبحث عني وهو يبكي .
يا للضجر .
إن كان لديه وقت للبكاء ، فليستخدمه في الزراعة !!!
الأفضل أن ننفصل ويذهب كل في طريقه .”
بعد أن وصلوا إلى منطقة مقفرة،
فحصت شو رانتشو المكان بإحساسها الإلهي بصفتها
صاحبة أعلى مستوى زراعة بينهم، ثم قالت: “ اركضوا ! "
وما إن أنهت كلامها حتى اختفى الثلاثة في الوقت نفسه ——
ولو حاولت البحث عنهم ، لاكتشفت أنهم باتوا على بُعد مئات الأميال
في اللحظة التالية —- غيّر الثلاثة زيّهم إلى زي طائفة هي هوان
يمكن تنشيط زي الطوائف الكبرى بالطاقة الروحية ليتحول فورًا
كانوا جميعًا يرتدون ملابس وردية وبيضاء ،
مع سلاسل زينة حول أعناقهم على شكل أزهار الخوخ
وفراشات بيضاء ،
بالإضافة إلى أقنعة على هيئة زهور الخوخ على وجوههم
وأثناء الركض ، خلفوا وراءهم صورًا وهمية لأزهار الخوخ
وأضواء فلورية بيضاء
أكمامهم الوردية العريضة تتفتح كالفراشات الطائرة ،
ثم تختفي في هدوء
يأتون ويذهبون كأنهم ضباب
بلغ عدد تلاميذ طائفة هي هوان المشاركين في مؤتمر
الطوائف الألف اثني عشر تلميذ
تلاميذ هذه الطائفة عادةً يكونون متفرقين في كل مكان،
بل حتى زعيمة الطائفة نفسها كانت تقيم في طائفة نوان
يان بصفتها شريكة أحد السادة السماويين
لذا كان جمع اثني عشر شخص من الطائفة في مكان واحد مهمة صعبة حتى
تجمّعوا جميعًا وبدأوا يتحدثون عن مغامراتهم الأخيرة
احمرّ وجه تشي مو ياو خجلًا من الأحاديث التي سمعها،
فأطبق شفتيه وتظاهر بأنه تمثال
اقتربت لوو تشيونغتشي وهي تحمل كعكتي بخار ،
فناولته إياهما
أخذهما بلا وعي وقال : “ لست جائع .”
فردت: “ من قال إنهما لك لتأكلهما؟”
ثم فتحت ياقة صدره فجأة ،
فذُعر ورفع يده سريعًا إلى صدره وابتعد عنها بنظرة مرعوبة
رفعت ذقنها وأشارت إليه : “ ضعهما على صدرك لتتظاهر بأنك فتاة .”
رفع ذقنه ليريها وقال : “ لكن لدي تفاحة آدم .”
: “ لكنها مغطاة بقناع زهرة الخوخ.
لن يلاحظها أحد بنظرة عابرة.
بسرعة، قبل أن يكتشف الناس أن هناك تلميذ ذكر من
طائفة هي هوان . سمعة طائفتنا على المحك .”
{ وهل لطائفة هي هوان سمعة أصلًا ؟ ~ }
لم يكن تشي مو ياو راغبًا أبدًا ، لكن ما إن رفض ، حتى
انقضّت عليه مجموعة من الشيجي والشيمي وجذبن قميصه
فلم يجد مفرًا سوى أن يفعل ذلك بنفسه ليتوقفن عن الإزعاج
بعدها التفّت أخواته التلميذات حوله وتفحّصنه، وهنّ يبتسمن ويقلن :
“ انظرن إلى خصر شيدي الصغير ، كم هو نحيل .”
“ بهذه الطريقة ، يبدو أن قوام آ-جيو أفضل من قوامنا "
“ لا عجب أن شبحه يطارد أحلام الشاب سيد طائفة تشينغ زي
لو كنت مكانه، لأردت مداعبته بضعة أيام أيضًا ~ .”
“ شيدي الصغير لا يرحم فعلًا .
لم نعثر على أفران بهذه الجودة من قبل .”
صرخ تشي مو ياو ووجهه متورد بالكامل : “ لا يوجد أي شيء بيننا بعد الآن !”
ثم قالت لوو تشيونغتشي فجأة: “ شيجي شو رانتشو أليس زونغ سيتشن لا بأس به؟
أما زلتِ…”
هزّت شو رانتشو رأسها وقالت : “ لقد شكّلت نواتي بالفعل،
بينما لا يزال في ذروة مرحلة تأسيس الأساس .”
لم يستطع تشي مو ياو كتم نفسه فسأل : “ وماذا لو تجاوز
مستواه مستواكِ في الزراعة ؟”
فكرت شو رانتشو للحظة ثم أجابت : “ سأفكر في الأمر حينها .”
كان لا يُسمح لفرنات طائفة هي هوان إلا بأن يكونوا مزارعين أعلى مستوى منهم ،
ولهذا كانت لديهم دائمًا حيَل وأساليب لإقناع الطرف الآخر
بالزراعة المزدوجة معهم
وصلت مجموعتهم إلى الشارع الذي سيُقام فيه مؤتمر الطوائف الألف
الشارع بأكمله مزينًا بطريقة متقنة للغاية ،
مغطى بالفوانيس والشرائط الحمراء
يمكن للمرء أن يتخيل مدى روعة المشهد ليلًا عندما تُضاء جميع الفوانيس
أما المحلات التجارية على جانبي الشارع ،
فكانت تختلف كثيرًا عن تلك في عالم البشر
تصاميمها مبالغ فيها ومهيبة
على سبيل المثال ، أمامهم مبنى عليه مئات الوحوش
الشرسة المحفورة بإتقان على الجدران، تبدو وكأنها حية
لم يستطع تشي مو ياو إلا أن ينظر حوله بانبهار
لطالما شعر أن في عالم الزراعة أشياء كثيرة يمكنها أن تأسر انتباهه طويلًا
وعندما كانوا على وشك دخول القاعة الرئيسية،
سمعوا أحدهم يذكر طائفة هي هوان:
“ هؤلاء الراقصات لا يُعتمد عليهن .
يتمايلن يمينًا ويسارًا بلا روح…
حتى مظهرهن بالكاد مقبول .”
“ إذن اذهب واستدعِ تلميذات طائفة هي هوان،
آهههخ لا يقبلون إلا أجمل الفتيات ،
ويُدرّبن ليصبحن بارعات في كل الفنون ،
بما في ذلك الرقص .
ربما يقمن حتى بخلع ثيابهن أثناء العرض…”
“ عارٌ عليهم ! مجرد ذكر هؤلاء النسوة يُثير اشمئزازي.
من يدري من كان آخر من اعتلاهن؟
لمجرد التفكير في ذلك أفقد شهيتي مهما كان جمالهن .”
“ أليس كذلك ؟”
تقدمت شو رانتشو مباشرةً ، وقادت باقي التلميذات إلى الداخل ،
دخلت بخفة في القاعة وسارت نحو بعض المقاعد الشاغرة وهي تقول:
“ أنتم تفرطون في التفكير .
طائفتنا دقيقة جدًا في اختيارها .
من يملكون جذورًا روحية مختلطة لا يُقبلون أصلًا ،
فممارسة الزراعة معهم لا تجلب سوى الشوائب والنفايات .
لسنا بحاجة لأن نُسيء إلى أنفسنا بهذا الشكل .”
دخلوا التلميذات الاثنتا عشرة من طائفة هي هوان القاعة بصف واحد ، مرتديات ملابس وردية ،
أشبه بجنيات فاتنات بأجساد رشيقة وهيئة أنيقة
حتى وهنّ يرتدين أقنعة زهرة الخوخ ،
كان مشهد تجمع اثنتي عشرة جميلة معًا منظرًا يسعد العين
عالم الزراعة بأكمله يؤمن بأن الجمال الحقيقي يوجد في
الطائفة الصالحة الشهيرة ، حيث كل زهرة تتسم بالرقي والبهاء
لكن لم يستطع أحد إنكار أن تلميذات طائفة هي هوان لهنّ
جاذبية خاصة بهن
جمال مشرق ومغري تكسوه النيران
الشخص الذي تم السخرية منه كان غاضبًا للغاية لدرجة أنه
وقف وصرخ :
" مجموعة من العاهرات اللواتي لا يصلن حتى إلى مستوى
نظافة هؤلاء الراقصات يتصرفن الآن بتكبر ونقاء ؟"
سخرت شو رانتشو : " مابك ؟
هل أنت غاضب هكذا لأننا نعتقد أنك أقل شأناً منا ولا
تستحق أن تكون فرنًا للزراعة ؟"
ردّ شخص آخر قائلاً: “ ألم يكن ضحايا طائفة هي هوان كافين بعد؟
فقط فكّروا في كل الفضائح المشينة التي تسببتم بها.”
فردّت شو رانتشو وهي تلوّح بأكمامها وتجلس بهدوء وأناقة:
“ أنتم أدرى من غيركم بجودة شركائكم في الزراعة المزدوجة .
لن نُضيّع أنفسنا عليكم،
فلا داعي لكل هذا التفكير الزائد.
وإن كان لا يزال لديكم اهتمام ، فلِمَ لا تتابعون العرض وتستمتعون به؟”
جلس تشي مو ياو بدوره ،
ونظر إلى أولئك الذين إما غاضبين أو يشمتون،
ولم يسعه إلا أن يفكر أن اجتماعات الطوائف الصالحة
كانت أفضل بكثير
فعلى الرغم من أن صراعاتهم كانت تدور في الخفاء
بشراسة، إلا أن السطح ظل هادئًا
وهذا أفضل بكثير ، فالمعارك السرية لا تؤثر على أمثاله من طائفة يو تشونغ
كان من الطبيعي أن يبدأ الناس بالشجار فور دخولهم
تجمعات طوائف الشياطين ، ولم يكن أحد يتفاجأ بذلك
وبينما شو رانتشو مشغولة بالجدال مع الجميع،
خطر في بال لوو تشيونغتشي أن تطلب طبق من بذور عباد
الشمس الحلوة نيابةً عن تشي مو ياو
وقالت بلطف : “شيمي الصغيرة … هذه بعض بذور عباد الشمس الحلوة .”
أخذها تشي مو ياو مطيعًا، وهمس : “ شكرًا لك.”
ثم التفتت شو رانتشو، وأطعمت تشي مو ياو حبّة دواء
وقالت: “ للاحتياط فقط ”
: “ اووه …” وما إن نطق مجددًا ، حتى عاد صوته إلى نبرته
السابقة في طائفة هي هوان ،
ذلك الصوت الذي اعتاد عليه شي هواي منذ تواجدهما في الكهف
كان الآخرون يفتعلون الشجار مع شو رانتشو من حين لآخر،
بينما اكتفى كل من تشي مو ياو ولوو تشيونغتشي بالجلوس
خلفها وهم يواصلون تناول بذور عباد الشمس بصمت
ولم يتوقف هذا المشهد حتى أثار شخصان من طائفة أخرى جلبة كبيرة ،
إذ قلبا الطاولة فجذب ذلك انتباه الجميع،
فتوقفت شو رانتشو عن الجدال وجلست تتابع ما يجري
كأنها تشاهد عرضًا مسليًا
بدأ المزيد من الناس يتوافدون إلى القاعة ،
ومع اقتراب موعد بدء المؤتمر ، انفتح سقف القاعة ليكشف عن السماء
أما المزارعون الذين تأخروا ، فقد دخلوا محلّقين على سيوفهم الطائرة
و آخر من دخلوا هم الأكثر أهمية ،
إذ دقّت الطبول احتفاءً بوصولهم ،
في إشارة إلى الاحترام المخصص لطائفة تشينغ زي
مالت لوو تشيونغتشي للأمام وهمست لشو رانتشو: “ أتظنين أن زونغ سيتشن سيأتي؟
وهل سيأتي ليبحث عنك ؟”
: “ وماذا سيفعل إن وجدني ؟ يبكي؟”
: “ قد يفعل—”
: “ آه، لا تذكريه مجددًا حسنًا؟ منغّص مزاج .”
في تلك اللحظة ، توقف تشي مو ياو عن قضم بذور عباد
الشمس، فقد رأى أول من وصل محلّقًا على سيفه كان شي هواي
حين كان شي هواي مع وفد طائفة تشينغ زي خارج القاعة،
حتى أولئك في مرحلة ولادة الروح من المزارعين السماويين
لم يكن لهم سوى أن يقفوا إلى جانبه ويصغوا لأوامره
هكذا كان مقامه باعتباره الوريث الشاب لطائفة تشينغ زي
وما إن هبط شي هواي ،
حتى انساب طرف ردائه بهدوء على الجانب ،
وتقدّم بخطوات واثقة ، طويل القامة ، نحو المقعد المركزي
وجلس المزارعون السماويون من مرحلة ولادة الروح على
جانبيه كما لو كانوا حرّاسًا له
وفي هذا الوقت ، دوّت أصوات المزارعين الآخرين:
“كما هو متوقَّع من وريث طائفة تشينغ زي الشاب،
نجح في تشكيل نواته خلال ثلاثة أيام فقط .
بل إنه اندفع مباشرة إلى منتصف مرحلة الجوهر الذهبي بمساعدة عدد من السماويين الموقرين .
ربما يصل قريبًا إلى ذروتها .”
“ أتراه سيكون أصغر مزارع يبلغ مرحلة ولادة الروح في عالم الزراعة ؟”
“ ربما . فموهبته فذّة لا تُرى إلا مرة كل ألف عام .”
سقطت حبّة بذور عباد الشمس التي كان تشي مو ياو
يمسكها بين أصابعه على الأرض
ما كان يتوقع أن يشكّل أحدهم نواته في غضون ثلاثة أيام
لقد كان يظن في البداية أن شي هواي سيحتاج إلى ثلاثة إلى
خمسة أشهر على الأقل للخروج من العزلة
{ هذا… هذا… }
حتى هو — وحتى كعكات البخار على صدره ، دخلا في حالة من القلق الشديد ~~
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق