Ch108 | TDVWD
تمكَّن شي هواي من اجتياز المرحلة بنجاح،
وارتقى إلى مرحلة التجلّي ،
وما إن ظهر تجلّيه الروحي ، حتى قتل على الفور عددًا من
مزارعي الجوهر الذهبي
قوة كهذه ، حتى يو يانشو لم يكن يتوقعها
كان يعلم أن اختراق شي هواي سيمنحه قوة استثنائية،
لكنه لم يتخيل قط أن ارتقاءه الفعلي سيمنحه قدرة خارقة بهذا المستوى
أن تقتل مزارعي الجوهر الذهبي كما لو أنهم مجرد مبتدئين
في مرحلة التأسيس؟
هذا ما يُدعى بـالهيبة الطاغية
و بهذا ، أصبح شي هواي حقًا أحد أولئك الذين تخشى
العوالم بأسرها ذكر أسمائهم
لكن يو يانشو، ورغم صدمته، لم ينسَ أن يؤدي واجبه،
فما إن استعاد رباطة جأشه، حتى تقدم نحو تشي مو ياو وألقى عليه التحية:
“ الأخ تشي سأعود إلى داخل الوهم لأبحث عن شيدي شي زيهي
إن كان قد استخدم أداته الخرز ، فلن يكون قادرًا على
استقبال أي رسائل صوتية .”
في هذه اللحظة ، السيد السماوي غوان نان قد وجد أخيرًا
حاوية خاصة لتثبيت تلك الخرزة ،
وبمجرد وضع الخرزة داخلها ، تتوقف قدرتها على التطهير مؤقتًا ،
وبهذا تم إخماد خطرها ولو لبعض الوقت
أما إذا أُخرجت مجددًا ، فستستعيد قوتها في تطهير المسارات الروحية
خاصة وأن شي زيهي قد أمضى السنوات الأخيرة في التمرّس على تقنيات الجسد ،
وبات الآن وجودًا مرعبًا بحق
كان تشي مو ياو منهكًا جدًا،
لكنه أومأ مجيبًا بصوت خافت:
“ حسنًا… فهمت .”
تابع بعينيه يو يانشو وهو يختفي عائدًا إلى الوهم ،
والقلق يتسلل إلى قلبه
فحتى الآن ، الثعلب الأزرق لم يظهر بعد
ولم يرتاح قلبه قليلًا إلا بعد أن عاد الجميع إلى الحدود الدفاعية لطائفة تشينغ زي
فقط هناك، استطاعوا أن يتنفسوا الصعداء
في الداخل ، يوجد مزارعو الشفاء ، وأفراد الطائفة بانتظارهم لتقديم الدعم،
لكن رغم ذلك، ظل تشي مو ياو يقاوم الإرهاق،
ويتنقّل بين الجرحى بنفسه، يتفقد إصاباتهم
حتى أولئك الحماة الذين ظلوا بجوار شي هواي في عزلته،
خرجوا فور علمهم بما حدث، وجاءوا على عجل إلى هنا
كانوا أقل بعدد اثنين
لكن لا أحد سأل
فالجميع… فهم الحقيقة بصمت
و أخيرًا استعادوا طائفة تشينغ زي استقرارهم
ومنذ تلك اللحظة ، لن يخشوا أعداءً بعد اليوم
لكن تشي مو ياو، الذي ما زال القلق ينهش قلبه،
طلب من شي لين أن يرافقه للعودة إلى داخل الوهم مجددًا
و في الطريق ، التقوا يو يانشو وشي زيهي،
وبعد تبادل كلمات وداع سريعة،
غادر الأخوان نحو بوابة النقل الفوري
وجهتهما لم تكن “طائفة نوان يان”،
بل كانا ذاهبَين إلى أحد التشكيلات الكبيرة،
كما لو أن كل ما جرى لم يكن له علاقة بهما،
وأنهما كانا يقضيان كل هذه المدة في التأمل داخل ذلك التشكيل
هذا ما خططا له منذ البداية
كان هناك من يثقون بهم في الظل،
ثلاثة أشخاص سيتولون أمر استقبالهما
أما تشي مو ياو،
فقد عاد إلى الوهم ، بحثًا عن الثعلب الأزرق
وفي أقصى أطراف الوهم ، وجده أخيرًا
لقد نفذت طاقته بالكامل ،
فلم يعد قادرًا على التحوّل إلى هيئة بشرية ،
بل إنه قد عاد إلى هيئة ثعلب صغير ،
منكمشًا على نفسه في زاوية نائية ، يختبئ بصمت
عندما وجده تشي مو ياو، كان لا يزال غائبًا عن الوعي
فتقدّم إليه ورفعه بين ذراعيه بحذر
{ لقد بذل هذا العجوز كل طاقته من أجل مساعدتنا ،
ولا أعلم كم من الوقت سيحتاج ليتعافى ويعود إلى هيئته الأصلية … }
و بينما يعالجه ، تأمل حالته،
وقدّر أن استعادته لهيئته البشرية
ستتطلب سنة أو سنتين إن كان حظه جيدًا ،
أما إن لم يكن… فقد تطول لثلاث أو خمس سنوات
{ يجب أن أردّ جميل الثعلب }
رغم أن الثعلب الأزرق لطالما بدا غير مبالٍ،
إلا أنه، في كل مرة كان يساعد فيها تشي مو ياو،
كان دائمًا من أكثر من يبذلون جهدًا بجدية
تمكّن تشي مو ياو من لقائه، وأنقذه في الماضي،
ويُعدّ ذلك أحد حظوظه السعيدة في هذا العمر
أما الآن، وقد بلغ هو نفسه حد الإنهاك،
فما إن عاد إلى داخل حاجز الحماية الخاص بطائفة تشينغ زي حاملاً الثعلب الأزرق،
حتى لم يسعفه الوقت إلا برفع عينيه للحظة نحو السماء،
ليرى السحب السوداء الكثيفة المتجمّعة فوق الطائفة،
ثم… سقط أرضًا ونام بعمق، وكأن كل شيء قد انتهى
أما إصابة سي روييو
فقد شُفي نصفها تقريبًا بفضل علاج تشي مو ياو،
لكن النصف الآخر، فعليها أن تُعالجه بنفسها عبر عزلة مطوّلة
بعد أن أكملت جلسة التأمل الخاصة بها،
فتحت عينيها لترى تشي مو ياو نائم على الأرض،
ورغم ذلك، لم ينسَى أن يسحب بطانية من جرس كنوزه ويضعها فوقها
ضحكت قائلة:
“ ألا يوجد أحد منكم لديه طاقة ؟
ساعدوه ليعود إلى الداخل .”
لكن لا أحد من طائفة تشينغ زي تحرك
ظنت سي روييو في البداية أن حفيدها لا يحظى بعلاقات جيدة هنا،
لكن سرعان ما سمعت سونغ وييو يقول في حرج:
“ من يجرؤ أن يلمسه…؟
لو علم السيد الشاب أن أحدهم اقترب منه، ألن يُصب علينا دلوًا من الغيرة ؟”
ضحكت سي روييو :
“ حتى لمسه ممنوع ؟”
ردّ زونغ سيتشن وهو يتنهّد براحة بعد أن استقرت حالة والده :
“ أكثر من ذلك… من يجرؤ حتى على النظر إليه؟
كلما أحدهم أطال النظر ،
يقوم السيد الشاب بالتحديق فيه وكأنه يريد أن يبتلعه حيًا "
ما كان بيد سي روييو حيلة ،
فطلبت من شي لين والبقية أن يستخدموا تقنية التحكّم في
الأشياء لينقلوا تشي مو ياو إلى كوخٍ صغير قريب،
ويمنحوه مكانًا بسيطًا ليستريح فيه مؤقتًا
كان تشي مو ياو يعيش دائمًا حياة حريصة على صحته،
فإذا أفرط في استخدام عقله، فضّل النوم ليعيد نشاطه
أما هذه المرة ، فقد صمد لثلاثة أشهر كاملة ،
مما تسبب له بصداع لا يُحتمل ،
وصوت طنين لا يفارقه في أذنه ،
حتى أنه لم يكن قادرًا على التفكير
وحين تأكد أن شي هواي تجاوز مرحلة الخطر بنجاح،
أخيرًا، سمح لنفسه بالنوم
لكنه لم يكن يعلم…
أنه هذه المرة ، نام لأربعة أيام كاملة
خلال تلك الفترة ،
عاد كل من يو يانشو وشي زيهي إلى طائفة نوان يان،
والطائفة قد دخلت في فوضى عارمة بسبب فقدان سبعة
عشر مزارع في مرحلة الجوهر الذهبي ،
بل إن البعض استغل الفرصة لخلق الفوضى أيضاً
لكن يو يانشو كان مستعدًا مسبقًا ،
فتمكّن من السيطرة على الوضع بسرعة ،
بل وبدأ البعض يرشّحونه ليكون القائم بأعمال الزعيم الحالي
لكن الأمر لا يزال بحاجة لبعض الوقت والتفاوض
أما سي روييو ، فقد عادت إلى طائفة هي هوان ،
ودخلت في عزلة لمعالجة إصاباتها
أما السيد السماوي غوان نان ،
فقد رفض مغادرة طائفة هي هوان ،
رغم أن الرموز الصوتية من طائفة نوان يان كانت تصله واحدًا تلو الآخر ،
إلا أنه لم يستجب لأيٍ منها ،
وبقي يرافق سي روييو في عزلة الشفاء
أما شي هواي،
فبعد نجاحه في دخول مرحلة تجسيد الروح،
بدأ يواجه صعوبة حقيقية في اجتياز اختبار البرق
لطالما كان حظه جيدًا ،
لكن هذه المرة ، واجه معاناة حقيقية
أُصيب ببعض الأضرار من البرق،
لكن لحسن الحظ، كانت “إصابات سطحية”
يمكنه تحمّلها
وبعد أن انتهى من معالجة شؤون الطائفة،
عاد إلى حيث كان تشي مو ياو نائمًا،
وحمله بنفسه إلى مسكنهما
مرّ اليوم تلو الآخر …
وتشي مو ياو لم يستيقظ
حتى أن شي هواي بدأ يشعر بالقلق ،
وصار يتحقق من تنفّسه مرارًا وتكرارًا ،
خائفًا أن يتوقف عن التنفس أثناء النوم
{ ما كان اسم تلك الحالة…؟
آه، صحيح… ' الموت المفاجئ ' }
طال انتظاره ، وحين اقترب شي هواي من تشي مو ياو ليتفقد حاله من جديد ،
استفاق الأخير أخيرًا من نومه ،
فتلاقى بصراهما ،
وتبادلا النظر طويلاً دون أن ينطق أحدهما بكلمة
بقيا على تلك الحال للحظات ،
حتى ضاقت عينا تشي مو ياو بابتسامة دافئة ،
وحينها فقط تنبّه شي هواي
نهض تشي مو ياو ،
أطلق تعويذة تنظيف خفيفة ،
ثم تمدد بتكاسل ،
وأعاد النظر إلى شي هواي ،
يتفحصه بعينيه جيئة وذهابًا
أما شي هواي، فكانت نظراته تنذر باستجواب وشيك،
يحمل وجهه تعبيرًا واضح :
' لن تنجو من المحاسبة هذه المرة ! ' ——-
لكن تشي مو ياو لم يُبدِ سوى ضحكٍ لا ينقطع ،
ضحكٌ حتى سالت دموع عينيه
قال وهو يشير إلى شعر هواي :
“ شعرك منفوش كأنك قد فككت ضفائر مغني راب!”
شي هواي: “……”
: “ ورقبتك… هل اسُوِّدت من أثر البرق؟”
: “……”
: “ حين خضتُ اختبار البرق في مرحلة التأسيس ، كنتُ على هذه الحال أيضًا.
لديّ مرهم يمكنه معالجة ذلك ،
و في غضون ثلاثة أشهر سيعود لون جلدك لطبيعته .”
“……”
{ ثلاثة أشهر؟
وما هذا الذي يُسمّى بـ”ضفائر مغني راب ”؟
أهو نوع جديد من فنون الزراعة ؟ }
ضحك تشي مو ياو أكثر :
“ لكن الشعر… ليس لدي أي حل له هههههههههههههه !”
كان مظهره مضحكًا بحق
شعره محترق ومنفوش،
ورقبته حتى كتفه مسوّدة،
ولو كان في عالمه الأصلي، لكان مظهر شي هواي الآن أقرب
إلى ' مغني غاضب في عرض راب قتالي '
ضحك تشي مو ياو على سريره ضحكًا متواصلًا،
حتى ارتجف جسده من شدة الضحك
كان شي هواي ينوي توبيخه،
لكن في ظل هذه الأجواء،
وهذا الشكل المضحك،
لم يكن التوبيخ خيارًا مناسبًا،
فأي كلمة يقولها ستغرق في ضحك الآخر من جديد
شي هواي اشتد غيظه،
وفي النهاية، لم يجد ما يفعله سوى أن ينقض عليه ويعضه قائلًا:
“ أليس فيك قلب ؟!”
أجابه تشي مو ياو وهو مستلقي ، مشيرًا إلى صدره:
“ قلبي… كله لك "
“……”
ازدادت أنفاس شي هواي اضطرابًا،
وحدّق إليه بنظرات نارية للحظة،
ثم قبّله قبلة عميقة على شفتيه
وكأن كل ما في قلبه من قلق ووجع ،
تجمّع في تلك القبلة التي لم تكن سوى عقوبةٍ عن حبٍّ جارح
وربما كانت تلك…
العقوبة الوحيدة التي يمكنه أن يُنزلها بحبيبه ——-
إنه لا يطيق أن يؤذيه ،
ولا يعرف سوى أن يحبه من أعماق روحه
لكنه يعجز دومًا عن احتمال حقيقة واحدة ——- :
{ هذا الشخص يحبني أكثر شيء …
و مستعدٌّ أن يفعل من أجلي أي شيء ،
و أن يلقي بنفسه في الخطر ،
ولو كان الثمن حياته —
من الصعب تخيّل أن هذا الفتى الرقيق ،
قد فعل كل تلك الأمور العظيمة المرعبة لأجلي
تشي مو ياو …
أنقذني مرارًا لا تُحصى ،
وفي كل مرة كان هو مَن يُصاب بالأذى الأقوى ...
ولولا قدرته على الشفاء ،
لربما فارق الحياة منذ زمن بعيد ….
هذا الشخص ،
بطِيبه ودفئه ،
أعاد الدفء إلى حياتي القادمة حتى ...
كما لو أن الربيع قد أطلّ على الأرض من جديد ،
لينشر في عالمي عبق الزهور ،
ونسمات السكينة ...
لطيف لأجلي ،
ويتغير لأجلي ،
وجنون لأجلي ،
أن أجد إنسان يحبني إلى هذا الحد …
فذلك وحده كفيلٌ بأن يجعل حياتي كلّها ،
جديرة بالعيش …. }
⸻
بعد أن نجح شي هواي في الارتقاء إلى مرحلة التجلّي
كان لا بدّ من إقامة وليمة احتفالية كبرى ،
وكانت بالفعل على قدر الحدث ،
بحجم لا يقل إلا قليلًا عن حفل زواجه بتشي مو ياو
وبما أن تشي مو ياو هو القائم على إدارة شؤون طائفة تشينغ زي،
فقد تولى ترتيبات الحفل بنفسه هذه المرة
أما شي هواي، فكان يجرّ قدميه كارها،
كزوج غاضبٍ ممتعض،
وعيناه تلاحقان تشي مو ياو بنظرات شكاية طويلة باهتة
من كان ليصدّق أن أول مزارع يبلغ مرحلة التحول في عالم
الزراعة لم يكن بمظهر مهيب ومتوعد،
بل كان يتبع شريكه في كل خطوة،
ويثرثر في أثره يطالب بزراعة مزدوجة ؟!
“ أي احتفال ؟!
لقد نجحتُ في الارتقاء !
لمَ لا ندخل فورًا في زراعة مزدوجة لعشرين عامًا ؟!”
لقد أصبح شي هواي الآن في ذروة قوته ،
وكان هذا يعني — في نظره — أنه أصبح أفضل فرن زراعة
مزدوجة يمكن أن يُهدى لتشي مو ياو ~
وها هو الفرن الجاهز يُهمل جانبًا ،
بينما يُقام احتفالٌ لا فائدة منه ،
ولا يرى تشي مو ياو طوال اليوم من فرط انشغاله
من يعلم بأنه ارتقى ؟
ومن لا يعلم… سيظنه قد هُجر ~
وتزداد الأمور سوءًا حين يلتفت تشي مو ياو ناحيته أخيرًا،
وما إن تقع عيناه عليه حتى يضحك ضحكة مكتومة،
ويعلّق:
“ ذيل الحصان المنتفخ هذا… يا لها من تسريحة شعر !”
كان شعر شي هواي قد احترق وتلف أثناء عبور اختبارات الرعد،
ولم يكن قد تعافى بعد،
فاكتفى بجمعه وربطه إلى الخلف بذيل حصان بسيط ليبدو أكثر ترتيبًا
وما ظنّه حلًا مؤقتًا… صار مادة للسخرية
عندها، استحضر شي هواي في ذهنه ذلك أجيو الذي قال له ذات يوم،
“ إن طلبت مني ، سأموت هنا في مكاني !” ( ch1 )
وقارنه بتشي مو ياو الذي يضحك عليه الآن،
فبدت له المفارقة قاسية
ازداد غيظه ، وعلّق بنبرة حادة :
“ إن تماديت ، سأقطع لسانك ”
لكن تشي مو ياو، دون أن يرفّ له جفن، أجابه:
“ إذا قطعت لساني ، فكيف ستتمكن من تقبيلي ؟”
“……”
{ منطقي }
في تلك الأثناء ، جاءت يي تشيانشي إلى طائفة تشينغ زي
ومع أن مجيئها في السابق كان خفيًا وحذرًا،
إلا أنها الآن لم تعد بحاجة إلى التخفي،
فكونها على صلة بشي هواي، أقوى شخص في عالم الزراعة حاليًا،
جعل من حضورها بمثابة درع حماية لا يُضاهى.
أضف إلى ذلك أن طائفة نوان يان تعرّضوا مؤخرًا لتغيير شامل،
وانكسر معهم احتكار الطائفة الصالحة للسلطة
ففي الماضي، كان لتلك الطائفة الأولوية في اختيار التلاميذ الجدد،
وما بقي من المرفوضين يُوزَّع على سائر الطوائف،
حتى بدا الأمر وكأن لا طائفة أخرى تستحق النهوض
أما الآن، فذلك النظام البائس قد أُلغي،
وبات المشهد أكثر عدلًا وتوازنًا
وفي خضم هذا الفوضى، لم يعد أحد يهتم من أي طائفة أتى الزائر،
أهو من طائفة شيطانية أم من طائفة صالحة؟
فكل شيء اختلط ببعضه
وحين وصلت يي تشيانشي،
حملت بين يديها الثعلب الأزرق ،
وأخذت تقلّبه يميناً ويساراً ،
تتفحّصه طويلاً ، ثم تسأل مجددًا بتشكك:
“هل هو فعلًا استنزف كامل طاقته ولم يعد قادرًا على التحول إلى هيئة بشرية ؟
أم أنه فقط… يخدعني ؟”
قال تشي مو ياو ممتعضًا:
“ شيجي ، لقد بذل كل ما لديه ليساعدني، وأنتِ ما زلتِ تشكين فيه؟
لو علم بما تقولينه الآن… كيف سيكون شعوره ؟!”
ترددت يي تشيانشي وقالت بتبرير مرتبك:
“ أنا لا أقصد الإساءة… فقط… هو له سوابق ،
لا تنسَى ذلك ”
اضطر تشي مو ياو إلى الشرح بصبر: “الثعلب الأزرق بذل
قصارى جهده طيلة الأشهر الثلاثة الماضية، حتى استُنزفت
طاقته الروحية بالكامل، ولهذا صار على هذه الحال .”
بدأت يي تشيانشي تنتقل تدريجيًا من الشك إلى الشفقة،
احتضنت الثعلب بحنان للحظات،
ثم وضعته على كرسي،
وأخرجت من الكيس الكوني خاصتها أدوات تعقيم وإخصاء الحيوانات الروحية
حين رآها شي هواي، انفجر ضاحكًا “هههههههههههه !”، ولم يُخفِي شماتته
سارع تشي مو ياو إلى اعتراضها :
“ شيجي ، أرجوكِ… ارحميه !”
لكن يي تشيانشي أصرّت بجدية:
“ بعض الأرواح الحيوانية ، من أجل مصلحتها، من الأفضل أن تُخصى.”
فأقترح تشي مو ياو :
“ ما رأيك أن تنتظري حتى يستعيد قدرته على الكلام ،
وتسأليه عن رأيه ؟”
فردّت بامتعاض:
“ حين كان ينام بجانبي… هل سألني عن رأيي ؟!”
صمت ، ثم بدا عليه الارتباك حين تلقّى رسالة من الثعلب عبر التخاطر الروحي، وقال مترددًا:
“ الثعلب أرسل لي رسالة… قال إنك أنتِ من بادرتِ بعناقه ، وليس هو ”
فاشتعل غضب يي تشيانشي فورًا:
“ يا لك من ثعلب وقح ! ترسل إليه ولا ترسل لي؟!”
ثم خيّم الصمت على المكان
بدا أنها تخوض شجارًا كاملًا مع الثعلب عبر التخاطر
الروحي، تتأرجح بين الغضب والحيرة
وأخيرًا، تخلّت عن فكرة الإخصاء ،
وحملت الثعلب الأزرق مجددًا ، وقالت وهي تغادر:
“ سأعود وقت الاحتفال ”
: “ حسنًا.” قالها تشي مو ياو، وهو يودّعها بنظراته،
مراقبًا كيف غادرت هي والثعلب معًا، كتوأم مشاحنات أزلي
ولئلّا يراه أحد من طائفة تشينغ زي وهو يتصرف كذيلٍ لتشي مو ياو —
ذلك المشهد المخزي الذي لا يليق بمكانته كأول مزارع بلغ مرحلة التحول —
قرّر تشي مو ياو أن يصحب دفتر الحسابات ويذهب إلى فناء مسكن شي هواي،
ليجلس على الطاولة الحجرية ويراجع السجلات بهدوء
————————-
في الفناء، الطائر الصغير تشيوشيو يطارد الغزالة الصغيرة وهو يغرّد بصوت عالٍ،
وتشيوشيو هذا يغرد بـ”تشيو تشيو” فعلًا، مما يضاعف طرافته
شي هواي يحتضن تشي مو ياو،
و يحدق نحو هذا المشهد ويسأل:
“ ما الذي يقوله الطائر ؟”
أدرك تشي مو ياو أن شي هواي معجب بـتشيوشيو لكنه لا
يفهم لغته، ولهذا يظل يسأله بإلحاح
ولا يزال يذكر بوضوح حين أخبره ذات مرة أن تشيوشيو يظنه والده…
حينها كان تعبير شي هواي لا يُقدّر بثمن
بل سأل بجديّة تامة:
“ يعني أنا… والد الطائر؟”
وكأنّ السؤال إهانة ، بينما كان نابعًا من خالص الفضول…
وما أضحك تشي مو ياو وقتها كثيرًا
فقال له الآن:
“ إنه يلاحق الغزال ليخبره كم كان قويًا في عالم الوهم،
وكيف كانت ضرباته فعّالة وقوية .”
سأله شي هواي: “ والغزال يفهم ؟”
: “ نعم، غزال اليونّي يعدّ من أكثر الأرواح الحيوانية قدرة على التواصل ،
يستطيع فهم جميع لغات الأرواح الأخرى .
لكنه الآن منزعج منه بشدة ، بل ربما نادم على قدرته تلك.”
صمت لحظة، ثم قال شي هواي متأملًا:
“ الثعلب الأزرق حين تحوّل إلى هيئة بشرية كان رجلًا فاتنًا،
برأيك… لو تحوّل تشيوشيو يومًا ما، فكيف سيبدو؟”
تشي مو ياو توقّف عن مراجعة الحسابات،
ثم توجهت نظراته إلى تشيوشيو و الغزال وأجاب متخيلًا:
“ أظن أنه سيكون فتى ذا حواجب كثيفة وعيون واسعة،
ممتلئ بالحيوية، له شعر أشقر فيه خصلات سوداء،
شخص بسيط قليل الفهم،
لكن حين تحين ساعة القتال،
يتحول إلى مقاتلٍ لا يُستهان به،
وأهم ما فيه… إخلاصه وولائه .”
: “ وماذا عن الغزال ؟”
فأجاب وهو يبتسم:
“ لا بدّ أن يكون على هيئة شاب ناعم الملامح ، حسن الخُلق ،
هادئ كالماء، ذو شعر فضي ، وحاجبين ورموش من نفس اللون ،
وعينين فاتحة بلون السماء .”
فقال شي هواي ساخرًا :
“ وإن كان شعره، مثل قرونه، شفاف … ماذا سيحدث؟”
هنا، ارتسم في ذهن تشي مو ياو فجأة مشهد غريب:
صبيّ سماوي الملامح، بشعر شفاف يتطاير مع الرياح،
ومن بعيد لا يُرى من رأسه سوى رأس ناعم…
كأنه أصلع .
فتنهد تنهيدة طويلة وقال :
“ لا… لا يجوز التفكير بهذا التفصيل .
لن يحدث، لن يحدث أبداً…”
يتبع
كيوت تشو تشو والغزال علاقتهم تجنن
ردحذف