القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch3 | TMCTM

 Ch3 | TMCTM




لم يكن تشو تشيانغ يتوقّع أن يرفض لين تشينهي بهذا الشكل المباشر، 

فشعر بالحرج الشديد للحظة


وعندما التفت، رأى تاو شي وقد أنزل رأسه بعدما رُفض أمام 

الجميع، وبدا عليه الذهول واليأس


لم يحتمل أن يرى هذا الفتى الطيب مكسور الخاطر، 

فاهتزّ قلبه، 

وقال بامتعاض وهو يوجه حديثه إلى لين تشينهي :

“ ما الأمر؟ الفصل واسع بما فيه الكفاية !”


في الواقع كان يوجد مقعد شاغر بالفعل في الفصل ، 

يخص طالبًا تغيّب بسبب إجازة مرضية


في داخله ، لعن تاو شي: { اللعنة …

لو أن هذا حصل في مدرسة تشينغشوي الأولى ،

لكنت غادرت دون أن أهتم برأي أحد

من يهمني ؟ 

إن لم يُسمح له بالجلوس ، فليذهب الجميع إلى الجحيم 


لكن الطرف الآخر لم يكن أي شخص… 

بل كان لين تشينهي ،،،،، }


ولهذا كان الأمر مختلف


أنزل رأسه قليلاً ، 

لكنه رفع عينيه ونظر إلى لين تشينهي ، 

شفتاه مزمومتين ، ورموشه ترتجف بلا قصد


~ هذا هو ما يُجيده جيدًا ~   

تلك التعابير التي يستخدمها عندما يتوسّل العفو من 

معلميه بعد ارتكاب خطأ كبير


و يستعملها أحيانًا أيضًا عندما يحكي بتلك الأكاذيب 

للمصوّرين ليحصل على بقشيش أكبر


إلى جانبه ، بدأ تشو تشيانغ يتحدث من جديد بلطف مُقنع:

“ جرّبا الأمر لأسبوع واحد فقط ، 

على كل حال، سنقوم بتبديل المقاعد لاحقًا. 

وإن لم تتفقا، نُغيّر، ما رأيك ؟”

ثم غمز لتشينهي وهو يقول ذلك


عبس لين تشينهي حاجبيه ونقل بصره سريعًا بعيدًا عن 

عيني تشو تشيانغ اللتين كانتا تلمعان بنظرة حارقة


ثم نظر إلى تاو شي بجانبه ، وبعد لحظة صمت ، 

استدار وسار نحو آخر الصف


تنهد تشو تشيانغ بارتياح، 

شعر بأن هذه إشارة للموافقة، 

فسارع بدفع تاو شي بلطف وهمس له:

“ هيا، استعد للحصة "


نظر تاو شي إلى ظهر لين تشينهي ، 

وعلى طرف شفتيه ابتسامة خافتة ، 

ثم مشى نحو المقعد الفارغ إلى جواره تحت أنظار زملائه 

المتنوعة — منهم من راقب بصمت، ومنهم من همس للآخرين


كان لين تشينهي قد أخرج سماعات الأذن اللاسلكية، ووضعها في أذنيه


أخرج كتابًا من الدرج وبدأ في الدراسة، 

يبدو أنه كان يحل مسائل رياضيات


من البداية إلى النهاية، لم يُعر أي شيء حوله أي اهتمام. 

و زجاجة الماء المعدنية وُضعت على سطح الطاولة بإهمال، 

وقد تكوّنت على أحد جوانبها قطرات من بخار الماء البارد، 

ثم بدأت تتساقط على سطح المكتب


أدخل تاو شي حقيبته في الدرج وجلس


وما إن غادر تشو تشيانغ الصف، 

حتى عاد الهمس والضجيج إلى القاعة


بدا أن حصة الاستماع للإنجليزية قبل قليل ، لم تكن إلا مشهدًا تمثيلي


إذ بدأ الكثيرون يلتفتون بهدوء إلى الصف الأخير ، 

بعضهم يراقب، وآخرون يتهامسون


استدار فتى يجلس أمام تاو شي وكأنه دوّامة تدور ،  

وابتسم كاشفًا عن صفَّين من الأسنان البيضاء، وقال:

“ الزميل تاو … اسمي بي تشنغفي، وأنا المسؤول الرياضي 

في الصف الأول . يمكنك مناداتي بـ دا في غا "


ابتسمت الفتاة الجالسة بجانبه وشتَمته بلا خجل ، 

لكنه لم يُبدِ أيّ إحراج ، 

بل واصل النظر إلى الزميل الجديد بابتسامة لطيفة ، 

وعينين مليئتين بالفضول


أصيب تاو شي بالدهشة للحظة ، ثم انحنى قليلاً مبتسمًا وقال:

“ أنا أعرفك "


تجمّد بي تشنغفي في مكانه ، 

ثم أدرك أن هذا الزميل الجديد يبدو أجمل حين يبتسم ،

عبث برأسه بشيء من الحرج وقال:

“ هل أنا مشهور إلى هذا الحد في مدرسة تشينغشوي الأولى؟ 

إذًا لماذا لا أحد يرسل لي رسائل ؟”

ثم التفت نحو لين تشينهي الجالس إلى جانبه وهمس:

“ لين شيوشين استلم الكثير من رسائل الاعتراف من فتيات مدرستكم .”


نظرًا لوجود بث مباشر لحصص مدرسة وينهوا الأولى إلى مدارس نائية ، 

فقد ذاع صيت بعض الطلاب الذين يتمتعون بمظهر جذّاب 

وتحصيل دراسي مرتفع، 

وكان من بينهم طلاب مشهورون حتى في مدرسة تشينغشوي الأولى


وكانت العديد من الفتيات هناك يكتبن رسائل سرية إلى من 

يُعجبن به، وكان لين تشينهي هو الهدف الأبرز


في تلك اللحظة ، بدا الارتباك واضحًا على ملامح تاو شي


فهو كان من بين أولئك الـ”فتيات” اللواتي كتبن رسائل إلى 

لين تشينهي — بل كتب العديد منها ~~~


لكنّه لم يكن يكتب بدافع الاعتراف بالحب ، 

بل كان يبعث له برسائل مليئة بتفاصيل حياته ، 

كأنه يرسلها إلى صديق مقرّب بعيد ، دون أن يتوقّع رد 


كان لين تشينهي بالنسبة له كصندوق بريد حميمي ، بعيد المنال


ولكي يُخفي خطّه الذكوري منذ البداية ، 

كان يشتري أوراق رسائل وردية اللون وأقلامًا فضية الجِل ، 

و يملأها برسوم تشبه الأزهار ، 

ويكتب بنبرة فتاة صغيرة كيف أنه يُعجب به حين يقرأ 

الإنجليزية في الحصة


ثم يروي له كيف تحسّن مستوى الطلاب ، 

ويعبّر له عن رغبته في أن يبذل جهدًا كافيًا ليدخلا الجامعة معًا، 

وأنه يتساءل عمّا إذا كان لين تشينهي سيتقدّم إلى جامعة 

تشينغهوا أم جامعة بكين …


وفي النهاية ، كان يوقّع الرسالة باسم '~ خوخة ~ 'ويرسم 

زهرة خوخ صغيرة بجانب الاسم


لكن فتيات مدرسة تشينغشوي الأولى، 

ومن بينهن هو، لم يتلقين ردًّا قط


ومع الوقت، توقف الجميع عن الكتابة… باستثناء تاو شي


فبعد اختبارات منتصف الفصل، 

علم أن المتفوق الأول على مستوى المحافظة سيُتاح له 

الدراسة لعام كامل في مدرسة وينهوا الأولى


عندها، توقّف عن إرسال الرسائل وبدأ يستعد بجدّ لتلك الفرصة


ألقى تاو شي نظرة خاطفة نحو لين تشينهي —كان لا يزال 

يقرأ، 

وربما بسبب ارتدائه لسماعات الأذن، لم يسمع أي شيء من حديثهم


تنهد تاو شي براحة ، ثم ابتسم وقال لبي تشنغفي:

“ أعرفك لأنك كثيرًا ما تُطلب للإجابة على السبورة.”


فجأة انطلقت ضحكات مكتومة من الطلاب الذين كانوا 

يتنصتون سرًا إلى ما يُقال في الصف الأخير


فالجميع كان يعرف أن بي تشنغفي يُعاقب كثيرًا بالصعود 

إلى المنصة للإجابة على الأسئلة لأنه يتحدث في الحصص


بل إن بعض المعلمين كانوا يصرخون باسمه فجأة أثناء الشرح، 

لذا كان اسم ' بي تشنغفي ' مألوفًا لكل طلاب صف النخبة في تشينغشوي


ضحك بي تشنغفي أيضًا ، دون أن يبدو عليه أي خجل


وربما كانت الأجواء الدافئة ، أو لأن الزميل الجديد بدا بشخصية لطيفة ، 

لكن بعض الطلاب “الاجتماعيين والنشيطين” لم يستطيعوا 

كبح أنفسهم ، 

فتقرّبوا من تاو شي وأخذوا يتسابقون في سؤاله إن كان يعرفهم


والمفاجأة أن تاو شي كان يعرف معظمهم بالفعل —- :


رئيس الصف لي شياويوان، 

ممثل مادة اللغة الصينية تشانغ مونغتونغ، 

ممثلة مادة اللغة الإنجليزية جين جينغ، 

ومسؤولة اللجنة الأدبية والفنية جيانغ شينيون…


بي تشنغفي : “ الآن فقط شعرت حقًا بأن مدرسة تشينغشوي الأولى معنا في الصف. 

لو كنت أعلم، لكنت اهتممت أكثر بمظهري.”

وبعد تنهيدة ، أخرج هاتفه من جيبه، 

وفتح الشاشة بسرعة، وغير اسمه بحنان:

“ زميلنا شياو شي دعنا نضيفك على ويتشات وكيو كيو. 

كقائد الصف و قروب الأولاد ، أدعوك بصدق للانضمام إلينا 

كعضو متميز في القروب .”


ثم أخرج بقية الطلاب هواتفهم المحمولة أيضًا


شعر تاو شي بقشعريرة عند سماع “شياو شي”، فهز رأسه وقال:

“ عذرًا ، ليس لدي هاتف محمول .”


عمّ الصمت لبضع ثوانٍ بين من حوله، 

وبي تشنغفي صمت هو الآخر


لم يكن يتوقع أن يجد أحدًا بدون هاتف في هذا العصر، 

لكنه سرعان ما فهم أن تاو شي من الريف، 

فشعر أنه قد قال شيئًا خاطئًا


نظر إلى تعبير وجهه بحذر، ليجد أنه هادئ جدًا، 

لا يظهر عليه أي إحراج، 

وكان يدير قلمه ببراعة في يده كما لو أنه يقول فقط إنه لم يتناول الإفطار


تنفّس بي تشنغفي الصعداء بسرعة وقال :

“ لا بأس ، سأخبرك إذا كان هناك أي جديد !”


وقف تاو شي عن تدوير القلم ، وابتسم وقال شكرًا


أراد بي تشنغفي أن يقول شيئًا آخر ، 

لكنه عندما نظر إلى لين تشينهي الذي بدا عليه الاستياء 

وعبس حاجبيه ، أغلق فمه مرة أخرى


ثم فجأة بدأ هاتف لين تشينهي يهتز على الطاولة


نظر إلى شاشة الهاتف، عبس قليلاً قبل أن يلتقط الهاتف 

ويقف، ثم خرج من الباب الخلفي وكأنه لا يريد البقاء لحظة واحدة هنا


تلقى بي تشنغفي العذر ، وهو مستلقٍ على طاولة تاو شي، غطى فمه وهمس:

“ شياو شي … لا تهتم لأمر لين شيوشين الذي رفض أن تجلس بجانبه . 

السبب هو أن صديقه المقرّب دخل قائمة أفضل خمسين 

طالب في نهاية الفصل الدراسي الماضي ، وتمكن أخيرًا من 

الانتقال إلى صفنا. 

لقد ظل يتحدث عن الدراسة والجلوس بجانب شيوشين طوال عام .”


أخبره المعلم تشو تشيانغ أن مدرسة وينهوا الأولى تجري 

اختبارات كل شهرين، 

ويتم إعادة ترتيب المقاعد حسب ترتيب الطلاب في 

الاختبارات النصفية والنهائية، 

لكن معظم طلاب الصف الأول مستقرون نسبيًا، 

ولا يجرى تغيير سوى لعدد قليل منهم هذه المرة


لي شياويوان، رئيس الصف الذي يجوب الصف للحفاظ على 

النظام ولكنه يتحدث بصوت منخفض، دفع نظارته السوداء 

ذات الإطار الدائري وهمس:

“ صحيح ' ياكولت ' له علاقة جيدة جدًا مع زميلنا لين . 

استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى انتقل من الصف الثاني ، 

لكنه لم يحضر الصف اليوم لأنه مريض .”


وكلمة ' ياكولت ' تبدو كاسم مستعار لشخص ، وكان معروفًا جيدًا


تاو شي { آوووه .. يبدو أن الأخوين المفصولين قد اجتمعا أخيرًا …


لم يكن عجيبًا مقاومة لين تشينهي الشديدة إذاً … }

قال تاو شي بنبرة مذنبة :

“ لو كنت أعلم ذلك، لأخبرت المعلم تشو أنني لن أجلس هنا "


لكن شعر بالحزن — لقد بذل أقصى جهده ليأتي من مدرسة 

تشينغشوي الأولى، 

مضحيًا بأكثر من ثلاثمئة صباح ومساء ،


كيف له أن يتخلى بسهولة عن فرصة الجلوس بجانب لين تشينهي؟


عندما رأى بي تشنغفي هذا الحزن ، بدأ يواسيه قائلاً:

“ لا بأس ، الجميع في نفس الصف . 

لين شيوشين كان يجلس وحيدًا دائمًا على أي حال. 

حتى لو كنا نحن من انتقلنا للجلوس بجانبه، فلن يكون سعيدًا .”


وهذا يعني أن لين تشينهي لم يكن يستهدف تاو شي شخصيًا


أومأ تاو شي دون أن يتكلم، 

لأن لين تشينهي عاد من الباب الخلفي حاملاً هاتفه


وبمجرد أن دق جرس الحصة، اندفع الطلاب في الصف إلى 

مقاعدهم كالحيوانات البرية، 

وأخرج كل منهم كتب اللغة الصينية من أدراجهم


الحصة الأولى لغة صينية


نظر تاو شي جانبًا ورأى أن لين تشينهي قد أخرج أيضًا كتاب 

اللغة الصينية، لكنه لم يفتحه، 

بل وضعه جانبًا لمجرد الشكل، 

وبدلاً من ذلك بدأ يدرس كتابًا لمسابقة رياضيات


{ يا له من متعجرف ! }


بالطبع، لم يكن لدى تاو شي الجرأة ليكون متعجرفًا أيضًا، 

فسرعان ما أخرج كتاب اللغة الصينية


تقدم تعلمه كان متوافقًا مع الصف الأول، وإن لم تكن نتائجه كذلك


كانت معلمة اللغة الصينية هي ' هيي ونجياو ' 

معلمة شابة في أوائل الثلاثينيات، 

ذات قامة صغيرة ووجه مستدير لطيف، 

تبدو كما لو أنها في العشرين من عمرها فقط


و كان الطلاب ينادونها في السر “ الأخت جياو” ( جياو جي ) 


اقتربت هي ونجياو من المنصة بصوت ناعم قائلة:

“ هل اشتقتم إلى المعلمة بعد عطلة الصيف؟”


رد الطلاب بأصوات ممدودة :

“ معلّمة…”


قالت هي ونجياو بابتسامة عميقة في وجنتيها:

“ اوووه ؟؟ بعد ثلاثة أيام، أصبح الجميع بارعين أكثر فأكثر في الكذب .”


ألقت نظرة على الصف الأخير 

“ أولًا، أريد أن أرحب بالزميل الجديد الذي انضم إلى صفنا، 

تاو شي، مرحبًا بك.”


نهض تاو شي بسرعة من مقعده ورحب بسعادة قائلًا: “ مرحبًا معلمة .”


أومأت هي ونجياو له وطلبت منه أن يجلس، 

ثم فجأة أطلقت قنبلة صاعقة على الصف:

“ يجب أن يتذكر الجميع أنه بعد الامتحان النهائي للسنة 

الأولى من الثانوية، أرسلت لكم موضوعًا حصل على الدرجة 

الكاملة من مدرسة تشينغشوي الأولى. 

ألم يكن هناك الكثير ممن بكى حينها ؟ 

كان عنوانه [ الشاب الذي يطارد القمر ] كتبه الزميل تاو شي ”


بعد كل امتحان كبير في مدرسة وينهوا الأولى، 

كانت لجنة اللغة الصينية تختار بعض المواضيع الممتازة 

وتوزعها على الطلاب جميعًا


وكان الامتحان النهائي لمدرسة تشينغشوي الأولى يستخدم 

أوراق امتحانات مدرسة وينهوا الأولى


وقد شاركت هيي ونجياو في تصحيح أوراق تشينغشوي الأولى، 

وتأثرت كثيرًا بموضوع تاو شي، فنسخته ووزعته


شعر تاو شي بنظرات كثيفة وقاسية، 

نظرات مزيجة من الصدمة، التعاطف، عدم التصديق، 

والشفقة… ولم يكن هناك أي رد فعل من لين تشينهي


أدار بي تشنغفي رأسه إليه ومد يده ليربت على كتفه ، 

و عيناه مليئتين بالألم


{ اللعنة ! } شعر تاو شي بالحرج الشديد فورا  ، 

وكادت أصابع قدميه أن تحفر الأرض 


لأن تلك القصة التي رواها بضمير المتكلم كانت كلها مختلقة بالكامل ——


البطل “أنا” فقد أمه في سن الخامسة ووالده في سن العاشرة، 

وكان فقيرًا لكنه قوي، يحاول مطاردة حلمه…


كان تاو شي يريد أن يصيح ' هي كذبة تافهة !!! '


وكأن المعلمة سمعت صدى صوته الداخلي، 

واصلت هيي ونجياو: " لكنني ذهبت خصيصًا إلى معلم 

مدرسة تشينغشوي الأولى لأتحقق، وعرفت أن هذه القصة مختلقة ."


تنفس تاو شي الصعداء


وتنفس الطلاب الصعداء أيضًا، 

وسحبوا أنظارهم الحائرة


لو كان هذا صحيحًا، فلن يعرفوا حقًا كيف يواجهون هذا 

الطفل الضعيف ذو القدر التعيس في المستقبل ~~


قالت هيي ونجياو ببطء : " الكثير من طلاب صفكم لا 

يستطيعون كتابة موضوعات سردية، بل يكتبون فقط موضوعات جدلية. 

ومتى كتبوا سردًا، يخلو من المشاعر، 

لا يستطيعون تحريك القارئ، فقصصهم متفرقة ومتناقضة أحيانًا ."


ربما كان بعض الطلاب تحتها يفكرون في مواضيعهم، 

أو يحكّون رؤوسهم، 

أو يديرون أقلامهم، وهم يشعرون بعدم الارتياح


وأضافت: " بعضهم يكتب موضوعات جدلية رائعة جدًا، 

يستشهد بآخرين، ويتمتع بمنطق صارم، 

ولكن إذا كتب موضوعًا سرديًا غنائيًا، يتحول إلى قطعة 

خشب بلا مشاعر ورغبات، 

مثل لين تشينهي الذي يقرأ كتاب مسابقات الرياضيات في الصف الأخير ~ "


ألقى العديد من الطلاب نظرات صامتة إلى الـ"خشب" في 

الصف الأخير، لكن لم يجرؤ أحد على الضحك


نظر تاو شي إلى جانبه ، فرأى يد لين تشينهي تهم بقلب الصفحة، 

عَبَسَ بتكشيرة طفيفة، ثم أدخل كتاب المسابقة في الدرج


لم يستطع تاو شي إلا أن يضحك، 

لكنه يقسم أن صوته أقل من همسة البعوضة


ولكن لين تشينهي سمعه بوضوح



فقد أدار وجهه قليلاً ونظر إليه بنظرة فارغة، ولأنه أطول، 

كان له رموش طويلة تسقط جزئيًا فوق عينيه المظلمتين 

الباردتين، وكأنهما زجاجة ماء مثلج على الطاولة


لو كان شخص آخر نظر إليه بتلك البرودة، 

لكان على تاو شي أن يرد النظرة وربما يلعنه قليلًا إذا غضب


لكن تاو شي نظر إليه بعفوية، وعيناه مليئتان بـ ' لم أضحك عليك '


ابعد لين تشينهي نظراته وأدار صفحة من كتاب اللغة بشكل عشوائي


لم تكن هيي ونجياو تنوي ترك الأمر بسهولة، فتابعت 

بابتسامة: " موضوع زميلنا تاو شي أفضل بسبب مشاعره 

الصادقة ولغته البسيطة والرقيقة . 

يا لين تشينهي صادف أن تاو شي يجلس بجانبك . 

يمكنك أن تتعلم منه كيف تكتب السرد الغنائي في المستقبل ~ ."


عندما سمع الطلاب هذه الكلمات، أصيبوا بالصدمة، 

ولم يستطيعوا كبح ضحكاتهم المكتومة


هذا هو لين تشينهي أداءه كان دائمًا الأول على مستوى السنة، 

يتفوق بفارق من عشرين إلى عشرين نقطة على صاحب المركز الثاني


كانت علاماته في الرياضيات والإنجليزية والعلوم قريبة من الكمال، 

كما أنه حاصل على درجات عالية جدًا في اللغة الصينية أيضًا


بالرغم من ذلك، معظم موضوعات التعبير لا تقتصر على نوع واحد، 

والمواضيع الجدلية المكتوبة جيدًا كانت تحصل على درجات عالية


كان تاو شي مجرد "طالب منقول" من محافظة فقيرة


حتى لو كان الأول على تشينغشوي، فهم يعرفون الفرق بينه وبينهم الآن


لم يكن تاو شي يتوقع أن تعطيه هيي ونجياو هذه الثقة 

الكبيرة والمرتبة العالية فور مجيئه ، 

وخاصةً أمام لين تشينهي


كانوا جميعًا شبابًا وعفويين، 

وبالطبع شعر تاو شي بقليل من الفخر


الكتابة والرسم كانتا موهبته الفطرية، 

ولم يغب عنه موضوع التعبير يومًا خلال امتحانات اللغة الصينية


لكن عندما تذكر أن مجموع درجات لين تشينهي كان خارقًا للطبيعي ، 

اختفى ذيله الذي كاد أن يهتز فرحًا



كانت هيي ونجياو ببساطة تزرع العداوة في قلبه


لعن تاو شي في سره.


أما لين تشينهي الجالس بجانبه فلم ينبس ببنت شفة، 

وكأن كلمات هيي ونجياو لم تصل إلى سمعه أصلاً


شعر تاو شي أن الضحك لم يعد مناسبًا، 

خاصةً عندما بدأت هيي ونجياو تتحدث عن مادة الشعر الكلاسيكي الاختيارية


اتضح أن مجموعة من الطلاب كان مطلوبًا منهم حفظ عدد 

كبير من القصائد خلال عطلة الصيف بمفردهم


بينما هو لم يفتح كتابًا طوال العطلة


أحس تاو شي بضيق شديد، وكأنه يجلس على مسامير


وفجأة، جاءه بي تشنغفي بأخبار "سارة":

" لقد أنهينا دراسة ذاتية لعدة مواد في الرياضيات والعلوم 

عبر الدروس الإلكترونية خلال الصيف . 

أما الإنجليزية فكانت جاهزة بفضل مساعدة لاو بي ، 

ومادة اللغة قاربت على الانتهاء ."


"؟؟؟"

شعر تاو شي وكأن أحدًا خنقه، 

{ كيف من المفترض أن أتابع الدروس الإلكترونية بدون إنترنت ؟! }


توقف بي تشنغفي للحظة، ثم ألقى عليه ضربة أخرى:

" سيكون لدينا امتحانات المدرسة بعد عطلة نهاية هذا الأسبوع ، 

وسيشمل المنهج كل ما درسناه ذاتيًا خلال الصيف ."


"..."


نظر بي تشنغفي إلى تاو شي الشاحب بعينين دامعتين وقال: " لا تقلق ، 

حتى لو رسبت في الامتحان ، سيشفق 

عليك المعلمون والزملاء !"


همس تاو شي: " هل فات الأوان لتغيير رأسي الآن؟"


ألقى نظرة خاطفة على لين تشينهي المنحني على هاتفه، 

وتمنى لو يمتلك عقله الذكي


ظن بي تشنغفي أن تاو شي يبحث عن مساعدة لين تشينهي في الدراسة


ورأى أن تاو شي ضعيف لكنه شجاع، فبادر قائلاً:

" أستطيع مساعدتك ! 

طالما أنك لا تمانع مستواي المتواضع ."


لم يرغب أن يرى رفض تشنهي لـ تاو شي مجدداً ، 

فذلك سيكون إحراجًا مضاعفًا


كان تاو شي شجاعًا حقًا، لكن ليس إلى درجة مواجهة لين تشينهي


فصك أسنانه، وابتسم ابتسامة مصطنعة وقال: " لا بأس، سأساعدك أيضاً ."


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي