القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch4 | TMCTM

Ch4 | TMCTM





كما هو متوقّع، في الحصص التالية، 

كان المعلمون يشرحون بسرعة وكأن كلبًا يطاردهم، 

وفي بعض المواضع، كانوا يكتفون بالقول:

“درستموها في العطلة الصيفية ، لن أشرحها مجددًا .”


امتلأ رأس تاو شي بعلامات استفهام: ”؟”


وفوق ذلك، اكتشف أن مدرسة وينهوا الأولى الثانوية لا يمكن فصلها عن الأجهزة الإلكترونية

و كثير من الطلاب كانوا يخرجون هواتفهم أو أجهزتهم 

اللوحية التابلت بكل طبيعية أثناء الدرس لالتقاط صور للسبورة، 

أو لتسجيل الملاحظات مباشرةً باستخدام الأجهزة


رغم أن تاو شي قد طوّر مهارة خارقة في تدوين الملاحظات 

خلال عام دراسته عبر البث المباشر، 

إلا أنه انهار تمامًا الآن، 

إذ لم يستطع مجاراة سرعة الدروس


{ هل بمقدوري فهم أو تذكّر أي شيء؟ }


ما أدهشه أكثر هو أن لين تشينهي كان يدون الملاحظات أيضًا ——

لكنه لم يستخدم لا هاتفًا ولا جهاز تابلت ، 

بل أمسك قلمًا وبدأ يكتب في دفتر أسود بهدوء ، 

دون استعجال ولا تهاون


لم يكن ينظر حتى إلى السبورة ، 

وكأن ما يفعله ليس سوى انتقاء عبارات على هواه


لكن تاو شي، مستعينًا بنظره الحاد

كان يختلس النظر مرارًا إلى الدفتر، وقد رأى محتواه بوضوح


ما كُتب فيه كان مطابقًا لما يُدرَّس في الصف، 

بل ومنظمًا كأنه كُتيّبٌ مساعد في التدريس، 

من النوع الذي لا يمكن شراؤه في أي مكان


ظنّ تاو شي أن لين تشينهي ينتمي لفصيلة غير بشرية من الطلبة، 

أولئك الذين ينالون الدرجة الكاملة حتى لو كانوا نائمين في الصف


{ لكن يبدو أن العباقرة أيضًا يبذلون جهدًا…}

فشعر تاو شي ببعض العزاء في داخله


في حصة الكيمياء، استمر تاو شي بالتحديق في دفتر لين تشينهي من زاوية عينه، 

كما لو كان جائعًا يتأمل مائدة طعام فاخرة، 

لكن كل ما حصل عليه كان القليل من قطرات الماء


وما إن دق الجرس معلنًا نهاية الحصة، 

حتى أغلق صاحب الدفتر قلمه ودفتره بنظام، 

ثم أخرج هاتفه وبدأ يلعب


كان الأمر مملًا في الحقيقة


سحب تاو شي نظره على مضض، وبعد صراع داخلي طويل لم يجرؤ على قول :

' هل يمكنني استعارة دفتر ملاحظاتك؟ '


كان شخصًا يحرص على كرامته ، 

ويعاني من رهاب الإحراج، 

وخشي أن يرد عليه لين تشينهي بـ ' لا ' أخرى

وهو غير قادر على تحمّل ذلك


لحسن الحظ ، كان بي تشنغفي مواطنًا متحمّسًا ~ ، 

فأعار تاو شي كل مواد العطلة الصيفية بكل لطف 


هكذا اجتاز تاو شي يومه الدراسي الأول، 

وبجانبه ما يشبه الثلاجة الطبيعية التي تنفث الهواء البارد مجانًا ~~~

وعندما خرج من مبنى المدرسة في الليل، 

شعر وكأنه عاد من العالم السفلي إلى الحياة ~~


معظم طلاب الصف كانوا طلاب نهاريين، 

لذا عاد تاو شي إلى السكن بمفرده


وحين فتح باب السكن، رأى فتى بدينًا صغيرًا يمسك بكيس من رقائق البطاطس ويملأ فمه بها

نهض من على كرسيه وقال له بتمتمة غير واضحة:

“ مرحبًا !”


ابتسم تاو شي بأدب، ووضع كومة من المواد على الطاولة، ثم قدّم نفسه باختصار


من الواضح أن الفتى البدين قد سبق واستعلم عن معلومات زميله الجديد، 

فلم يُبدِ فضولًا كبيرًا


ابتلع رقائق البطاطس بصعوبة، 

ثم ناول الكيس إلى تاو شي قائلاً بحماس :

“اسمي بان يان، يمكنك اعتباري زميلك الجديد في الغرفة. 

وجودي مع العجوز شو فقط كان مملًا للغاية !”


نظر تاو شي إلى أصابع بان يان الملطخة بالألوان، 

وتردد قليلًا، لكنه أخذ شريحة من البطاطس في النهاية.

ثم نظر إلى لوح الرسم غير البعيد وسأله:

“أأنت طالب فنون؟”



على لوح الرسم كانت هناك لوحة غير مكتملة بالألوان المائية، 

تُصوّر مجموعة من الفواكه والخضراوات — وهو موضوع شائع لتمارين طلاب الفنون


وعلى الطاولة بجانبه، بعض الدعائم والفواكه الذابلة


تنهد بان يان، ثم التقط لوحة الألوان والفرشاة وجلس أمام لوح الرسم، وبدأ بالتذمّر:

“يا صديقي الصغير، لا تعرف المعاناة، جدي فنان تشكيلي، 

وأجبرني على دخول قسم الفنون وطلب مني أن ألتحق بأكاديمية تشينغهوا للفنون الجميلة لكنني لا أجيد الرسم أصلًا!!”


كان حلمه الحقيقي هو افتتاح محل دجاج مقلي، 

لكنه بدلًا من ذلك كان يركض يوميًا بين العمل والرسم


اقترب تاو شي من بان يان، وبدأ يراقبه وهو يضبط الألوان لبعض الوقت، 

ثم، ولشعوره أن هذا الشخص ليس متواضعًا كما يدّعي، 

لم يستطع منع نفسه من التعليق:

“ لقد زدتَ كمية الأصفر الليموني .”


تجمّد بان يان لحظة، ونظر إليه بريبة:

“ أتعرف الرسم؟ 

هل تودّ أن تساعدني في ضبط هذا اللون ؟”


لم يتردد تاو شي، بل أخذ لوحة الألوان والفرشاة ، 

وبدأ يعدّل الألوان بمهارة واضحة


عندها لم يعد بان يان يجرؤ على الاستخفاف به، 

فسارع إلى التخلي عن مقعده بكل احترام، 

وبدأ على وجهه ابتسامة استرضاء قائلاً:

“زميلي، هل يمكنك تلوين هذه الفاكهة أيضًا بالمرة؟”


رفع تاو شي حاجبيه :

“ واحدة فقط، لدي واجبات .”


“ طبعًا طبعًا !”

قالها بان يان وهو يسحب صندوق كوكاكولا من تحت الطاولة، 

وأخرج منه زجاجة ووضعها أمام تاو شي بمجاملة مبالغ فيها


لكن تاو شي شعر بالصداع لمجرد النظر إلى تلك اللوحة، 

إذ لم يكن بان يان مناسبًا للرسم فعلًا


تركيبة اللوحة كانت فوضوية، ولون الخلفية كارثيّ، 

حتى أجمل لونٍ للفواكه لن يكون أكثر من طلقة تجميلية على لوح خشبيّ متآكل


مع ذلك، قاوم شعور الاشمئزاز، وبدأ بتلوين الفاكهة بدرجات مدروسة بعناية، 

لتنبض اللوحة بالحياة فجأة، بعد أن كانت ميتة


فتح بان يان فمه مدهوشًا، وكان على وشك أن ينهال بالمديح، 

لولا أن باب الغرفة فُتح فجأة، ودخل زميل آخر


“ العجوز شو! انظر ، هذا زميلنا الجديد ، اسمه تاو شي، 

وهو بارع في الرسم!”


أعاد تاو شي الفرشاة إلى يد بان يان، 

ونهض ينظر إلى القادم


كان رجلًا نحيفًا وطويل القامة، 

ببشرة سمراء، ويرتدي نظارة بإطار أسود

ألقى نظرة باردة عليه، ثم قال بصوت جاف :

“ اسمي شو تسيتشي.”


ابتسم تاو شي ابتسامه جانبية ، لكنه ضيّق عينيه، 

وأدرك على الفور أن هذا الشخص يكنّ له بعض العداء.


تنهد بان يان وهمس لتاو شي:

“ لو أنك أتيت قبل سنة ، لكان الأمر مختلف

في ذلك الوقت، كان العجوز شو في الصف الأول، 

كان يمكنكم أن تكونوا زملاء. 

أما أنا، فصف الفنون بعيد جدًا، وإذا أردت اللعب معهم 

عليك أن تركض حتى الموت .”


أظلمت ملامح شو تسيتشي فجأة، وقال:

“ سأذهب للاستحمام أولاً .”

ثم استدار واتجه نحو الحمّام


قال بان يان لتاو شي بتعاطف:

“ العجوز شو يبدو في مزاج سيئ، لا تأخذ الأمر على 

محمل شخصي، هو لا يتصرف هكذا عادةً .”


نظر تاو شي إلى الفتى البدين صاحب الفم الأحمر والأسنان 

البيضاء أمامه، وشدّ طرف شفتيه بابتسامة ساخرة

{ يا له من سكن… لا يبدو أنه سيكون مكانًا جيدًا }


لكن تاو شي لم ينزعج، 

ورفض بلطف طلب بان يان بمواصلة التلوين

استحمّ، ثم أخرج مواد الدراسة وبدأ المذاكرة


كان تاو شي يحاول تغطية مواد المذاكرة الذاتية التي فاتته 

في العطلة الصيفية ، خلال أسبوع واحد فقط


عند الساعة 10:59 مساءً ،  

قال بان يان وهو مستلقٍ على السرير:

“ بالمناسبة شياو شي-غا ، نسيت أخبرك، كل السكن 

تُطفأ أنوارها في تمام الساعة الحادية عشرة .”


وما إن انتهت الجملة ، حتى غرق كل شيء في ظلام دامس


لكن تاو شي لم ينزعج كثيرًا، فقد كان هذا يُعتبر أمرًا جيّدًا


”…”


{ لا بأس، لقد أحضرت مصباحًا يدوي خصيصًا لهذا السبب }



حين كان يدرس في مدرسة تشينغشوي الأولى الثانوية، 

كان يعيش في غرفة يسكنها عشرة طلاب


وفي الليل، كان يأخذ مصباحه وكُرسيًا ويخرج إلى الشرفة للدراسة


رغم لدغات البعوض والرياح الباردة، إلا أن ذلك لم يكن ليهمّه


أمسك المصباح، وما إن تحرّك قليلًا نحو الشرفة وهو يجرّ 

الكرسي، حتى سمع بان يان يقول:

“ السكن صارم جدًا ، توجد مراقبة من الداخل والخارج. 

إذا رأوا أي ضوء يتسرّب، سيخصمون نقاطًا من انضباط الغرفة . 

وإذا تراكمت الخصومات، سيجبرونك على تنظيف 

ممرات وشرفات السكن . 

لقد فعلتُ ذلك فصلًا دراسيًا كاملًا السنة الماضية !”


سكت تاو شي للحظة ، ثم سأل:

“ إذًا كيف تنهون واجباتكم ؟”


عندها، قال شو تسيتشي، الذي نادرًا ما يتحدث، فجأة:

“ الطلاب في الصف الأول ينهون واجباتهم قبل النوم .”

وكان صوته مليئًا بالتفاخر والغطرسة


رد بان يان بهدوء :

“ هذا لأنهم من الصف الأول . 

أما نحن، ألسنا نختبئ تحت اللحاف ونستخدم المصباح لإكمال الواجبات ؟”


فجأة، جلس شو تسيتشي من فراشه كأنه خرج من قبر:

“ متى فعلتُ ذلك؟!”


بان يان أجاب ببراءة:

“أوه، لم تفعل؟ لكنني استيقظت من كابوس منتصف الفصل الماضي، 

فرأيت ضوءًا داخل لحافك . 

هل كنت أحلم داخل حلم ؟ ~ ”


{ تسك } تاو شي فهم الصورة الآن …

{ شو تسيتشي كان قد خرج مؤخرًا من الصف الأول ، 

ولهذا لم يكن مرتاحًا لرؤية طالب جديد من نفس الصف ،

أما بان يان، فكان يتذمّر من شو لأنه هو الآخر يعاني بسببه


لكن… الاختباء تحت اللحاف مع المصباح فكرة جيدة }


تجاهل تاو شي زميليه المتخاصمين، 

وأخذ مصباحه ومواد الدراسة، 

ثم تسلل تحت اللحاف وبدأ بالمذاكرة 


ولحسن الحظ، كان المكيف يعمل جيدًا، 

وإلا لكان اختنق من الحرّ قبل أن يختنق من قلة الأكسجين


ذاكر قليلاً قبل أن ينام ، 

وفي السادسة صباحًا استيقظ دون الحاجة إلى منبّه ،


هذا النظام البيولوجي قد تدرب عليه جيدًا خلال سنة في مدرسة تشينغشوي


لكن كما يُقال ، ' العدو دائمًا يلاقيك في الممر الضيّق '


كان في طريقه إلى الحمّام، فصادف شو تسيتشي، 

بينما بان يان ما زال يغط في النوم على السرير، 

ويبدو أن “سيد الغرفة” لا يستيقظ إلا على صوت الجرس


وقف الاثنان على الشرفة في حالة مواجهة ، 

وكأن كلاهما يرفض أن يفسح الطريق للآخر


قال شو تسيتشي وهو يحدّق في تاو شي محاولًا التبرير:

“ استيقظتُ مبكرًا اليوم… بسبب احتباس البول "


{ هراء }  تاو شي:

“ و ؟ 

تريدني أن أتبول نيابةً عنك ؟”


“…”


اختنق شو تسيتشي بالكلمات، ونظر إلى تاو شي بانزعاج 

وإحراج، ثم استدار ودخل الحمّام


بعد أن أنهى غسيل وجهه، 

وقف تاو شي يقرأ القصائد القديمة على الشرفة مستعينًا بضوء الفجر المتسلل


أما شو تسيتشي، الذي تسلّق سريره ليتظاهر بالنوم، 

فكان في الحقيقة يستمع لملفات مادة اللغة الإنجليزية عبر السماعات


—————————



وعندما وصل تاو شي مبكرًا إلى الصف ليُراجع ، 

أدرك أنه ليس أول الحاضرين


يوجد فتاة تجلس وحدها بهدوء وتراجع اللغة الإنجليزية


لم يكن لديها زميل مقعد ، و بشرتها بيضاء كأنها صفحة ورق ، 

ولم ترفع رأسها حتى حين دخل تاو شي


كان يعرف اسم هذه الفتاة — هوانغ تشينغ ، مسؤولة لجنة الدراسة في صفهم 


بطبيعة الحال لم يبادر بإلقاء التحية، 

بل عاد إلى مقعده، 

وأكمل قراءة ملاحظاته بينما يتناول كعكة على البخار ويشرب الحليب


بدأ الطلاب يتوافدون إلى الصف واحدًا تلو الآخر، 

وكان بي تشنغفي الأكثر نشاطًا بينهم، 

يدور حول تاو شي مثل الفراشة — أو بالأحرى كالعثة حول النار — وقال:

“ صباح الخير! 

سمعت إن شو تسيتشي زميلك في السكن ؟”


{ يبدو أن الأخبار انتشرت بسرعة } أومأ تاو شي برأسه دون 

أن يرفع عينيه، وواصل قراءة ملاحظاته


انتظر بي تشنغفي قليلًا ، لكنه لم يسمع ما كان يريد 

سماعه، فلم يستطع كبح فضوله وسأل:

“ وما رأيك فيه؟”


كان صوته تمامًا كصوت فتى غبي من فصل الثرثرة وهو 

يثرثر مع فتاة شابة تحب النميمة


الفتاة الشابة — أي تاو شي — شرب رشفة من الحليب، 

ثم أنزله على الطاولة وقال ببرود أربع كلمات:

“ يتصنّع "


  بام! 

ضرب بي تشنغفي الطاولة بقوة، 

وكاد الحليب أن يُسكب و قال بسعادة غامرة:

“ أليييييسسسس كذلك!!!!!! 

هذا رأيي أيضاً !!!!!!”


بصفة بي تشنغفي شخص ذا حضور طاغٍ في الفصل،

كان شو تسيتشي يتصرف في السنة الأولى من الثانوية وكأنه متفوّق بلا سبب واضح ،

وقد ظلّ بي تشنغفي يشعر بالضيق حياله منذ ذلك الحين ،

والآن، بعدما انتقل شو تسيتشي إلى الصف الثاني،

كاد بي تشنغفي أن يشتري مفرقعات نارية احتفالًا بذلك


راقب تاو شي بي تشنغفي وهو يضرب الطاولة ويتهم شو تسيتشي بحماس، 

فحرّك علبة الحليب إلى الجانب بصمت، وغيّر الموضوع:

“ سمعت أنكم تنتهون من الواجبات قبل الساعة 11؟”


انفجر بي تشنغفي غاضبًا :

“ أي أحمق قال هذا ؟!”

ونسي أمر شو تسيتشي تمامًا ، ثم تابع صارخًا:

“ مستحيل ! 

أنا أكتب إلى الساعة واحدة أو اثنين كل يوم، 

با! إلا واحد منحرف ، 

لا يوجد غيره في صفنا ينام قبل الساعة 12!”


وما إن أنهى جملته ، حتى دخل المنحرف المزعوم من الباب الخلفي


و انطفأ لهب بي تشنغفي في لحظة، 

واستدار بابتسامة مصطنعة قائلاً:

“ لين تشيوشين لما أتيت مبكراً اليوم؟”


لم يرد لين تشينهي، ولم يجلس، 

بل عقد حاجبيه وحدّق من مسافة نصف متر إلى شيءٍ ما على طاولته


تبع تاو شي نظره، ورأى أنه تجاوز الحد على الطاولة عندما 

شرب نصف علبة الحليب 


{ تسك، دقيق جدًا } أعاد تاو شي بسرعة علبة الحليب إلى 

طاولته، ثم نظر إلى لين تشينهي وقال:

“ آسف ، أمسح الطاولة لك؟”


كانت نبرته توحي بالسخرية ، 

لكن حين رفع تاو شي عينيه وهو يقولها ، 

بدا عليه شيء من الارتباك والحيطة ، 

لدرجة تجعل الطرف الآخر يشعر وكأنه هو المخطئ


ألقى لين تشينهي عليه نظرة ، ثم قال ببرود:

“ لا داعي "

وسحب الكرسي وجلس


نظر بي تشنغفي بين الاثنين، وقال:

“ لا بأس ، أنتم زميلا مكتب ، طبيعي أن تتداخل الأغراض . 

أوراقي متكدسة عند زميلتي في الطاولة ولم تقل شيء.”


وما إن أنهى جملته، حتى قامت الفتاة الجالسة بجانبه، 

واسمها هوو تونغ، وضربت كومة أوراق على طاولته وقالت مهدّدة:

“ إذا وضعت شيء هنا آخر ، سأقطع يدك!”


أسرع بي تشنغفي ليُهدّئ زميلته


أما تاو شي، فقد استمتع بالمشهد بصمت، ولم يضحك، 

بل أسرع بشرب ما تبقى من الحليب، 

ثم رمى الكوب الفارغ بدقة في سلة المهملات في الزاوية


التفت إلى جانبه، فوجد أن لين تشينهي قد وضع السماعات في أذنيه مجددًا، 

ويقرأ في كتاب خاص بمسابقة الفيزياء، 

وعلى الطاولة أمامه، الدفتر الأسود الذي يثير حسد تاو شي موجود بهدوء


{ هل يعقل أن هذا الشخص يشارك في أكثر من مسابقة أكاديمية واحدة ؟ }


كان تاو شي قد عرف من قبل أن في نظام المسابقات 

الخمس للمواد الجامعية ، 

قلّما يجد أحد يشارك في أكثر من مسابقتين


وحتى إن وُجد ، فعادةً تكون مشاركته في مادتين ثانويتين، 

ويمكنه التقدّم على الأكثر في مقاطعتين فقط


ولهذا، كانت المدرسة تشجّع الطلاب على التركيز على 

المادة التي يتقنونها أكثر من غيرها


أما الرياضيات والفيزياء، فهما أصعب مادتين وأكثرهما تأثيرًا


{ بي تشنغفي كان محقًا… لين تشينهي منحرف حقًا — 

لكن من النوع الأكاديمي }


لكنّ ذلك “المنحرف” كان يدوّن ملاحظات أساسية بكل 

جدية في الصف، مما حيّر تاو شي قليلًا


وسرعان ما بدأت الحصص من جديد، 

ولم يكن لدى تاو شي الوقت ليفكّر في تمثال الجليد 

الغريب الجالس إلى جواره، 

بل اندفع بكل ما لديه إلى دروس اليوم


لكن الفجوة كانت واضحة ، 

فحتى لو كان عبقريًا ، لا يمكنه بناء نفسه في ليلة وضحاها


وبنهاية الحصة الثالثة ، كان تاو شي على وشك الانهيار


لا يمتلك هاتفًا ليصوّر ما يُكتب على السبورة والشاشة ، 

ولا يستطيع مجاراة سرعة المعلمين لتدوين الملاحظات


رأسه كان على وشك الانفجار من الضغط


نظر للمرة الألف إلى دفتر لين تشينهي الأسود، 

الذي قد أُغلق لتوّه ، فيما كان صاحبه منشغلًا بهاتفه


عند هذه اللحظة، شعر تاو شي أن عليه الموازنة بين أهمية 

التحصيل الدراسي والكرامة ~~~


أسند ذقنه الحاد على يديه المتشابكتين، 

ثم مال برأسه قليلًا ناظرًا إلى الفتى الجالس بجواره، 

ورفع رموشه الطويلة ، وسأل بنبرة هادئة جدًا :


“ الزميل لين… هل من الممكن أن أستعير دفتر ملاحظاتك وأنسخه ؟”


لم يكن بهذا اللطف حتى عندما طلب من ليو روي أن 

يقرضه مالًا لشراء مواد تعليمية حين كان زميل طاولة للشيطان الصغير 


في الصف الأمامي، مال بي تشنغفي إلى الخلف دون قصد، 

وفتحت أذناه الكبيرتان كأنهما راداران 


أما لين تشينهي، فقد كان يمرّر إبهامه على شاشة الهاتف ، 

لتظهر له عبارة [ مبروك ] وصندوق كنز ضخم ، 

بعد أن أنهى المرحلة الأخيرة من لعبة [ شياوشياو ]


{ جميل …

ربما إن كان في مزاج جيد بعد الفوز ، سيوافق ... } ابتسم 

تاو شي قليلًا بتفاؤل 


لكن لين تشينهي قال ببرود كلمتين فقط :

“ لا يمكن "


ولم يكلف نفسه حتى بالنظر إليه


”…”

تجمدت الابتسامة على وجه تاو شي


بي تشنغفي في الصف الأمامي لم يحتمل سماع الرد ، 

فمال إلى الأمام متظاهرًا بأنه لم يسمع شيئ


لكن تاو شي لم يجد في الأمر كارثة ، 

كان مجرد مشهد محرج صغير


بل أخذ يعد الكلمات الثلاث التي قالها لين تشينهي له حتى الآن:

“ لا يمكن ”، “ لا داعي ”، “ مستحيل "


{ لما لا يغيّر اسمه إلى “لين سانبو”؟ }

( يعني : لين ثلاثي الرفض )


بدأ تاو شي يشعر أن رهاب الإحراج لديه قد شُفي تمامًا ~~


فما حصل الآن لا يُقارن بالإحراج الذي شعر به حين رفض 

لين تشينهي الجلوس بجانبه في أول يوم أمام جميع الطلبة


كان تاو شي على وشك قول شيء ليخفف عن نفسه ويُنهي الموقف بلطف،

لكن فجأة، دوّى صوت صاخب من عند الباب


: “ ياكولت! أخيرًا جئت ! اشتقت لك جددددداً !”

صرخ أحد الفتيان في الصف الأول بفرح ——


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. بحب فكرة انو الابطال علاقتهم متوتره، متحمس للتقدم البكيء بعلاقتهم~

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي