Ch45 | SJUTM
منذ أن انتقل شي ونشوان من الفيلا في أول أيام رأس السنة،
لم يرَى شي دوو أو شين آنتو لمدة يومين كاملين
كانت فكرة بقائه وحيدًا وهو يشاهد “الحبيبين” ينعمان
بأجواء العشق في غرفتهما،
بينما لا نصيب له سوى رؤية معشوقه على شاشة التلفاز،
كافية لتقويض توازنه العقلي
ومع انعدام الخيارات، لم يجد أمامه سوى التخلّص من
مشاعره بالكآبة عبر نوبة إنفاق محمومة،
مستفيدًا من كل خدمة متاحة في منتجع الينابيع الساخنة
— وطبعًا ، على حساب شي دوو
وعندما رأى شي ونشوان الاثنين مجددًا،
كانت الساعة قد بلغت الظهيرة في اليوم الثالث
اقتربت عطلة رأس السنة من نهايتها،
وكان شي دوو يتهيّأ للعودة إلى “القصر” برفقة “الزوجة
الساحرة”، وكما يُكافأ الخدم الأوفياء، دعوه للغداء معهم في مطعم الفندق
كان شي ونشوان يتلقى جلسة سبا حين وصلته الدعوة
وعندما دخل قاعة الطعام الخاصة،
كان شي دوو وشين آنتو قد وصلا قبله بوقت
ورغم أن الطاولة المستديرة تتسع لما يقارب عشرة أشخاص،
كان الاثنان جالسين جنبًا إلى جنب، متقاربين بشكل يثير الغيرة
قال شي دوو شيئًا ما جعل شين آنتو يضحك، ثم مال عليه بدلال
رفع شين آنتو نظره إليه بنظرة تفيض حنانًا ،
كما لو أن خيطًا خفيًا يربط قلبيهما ،
يستحيل معه أن يشيح المرء ببصره
: “ احححم ! هل أصبحت الموضة هذه الأيام أن تدعو عازبًا
ليتلقى وابلًا من المشاعر العلنية ؟”
جلس شي ونشوان مقابلًا لهما، متعمدًا ترك مسافة كبيرة وتابع :
“ النهار في أوجه ، ألا يمكن لكما تهدئة هذا العرض قليلًا ؟”
لكن شين آنتو تصرّف وكأنه لم يلاحظ وصوله أصلًا ،
وظل يميل برأسه نحو شي دوو كما لو أن العالم بأسره لا يحتوي سواه ~
ابتسم وقال :
“ في هذه الحالة ، لن ندعوه إذاً .
إن كان لا يحتمل حتى تبادل النظرات ، فماذا سيحدث له
حين نُقبّل بعضنا في الزفاف ؟
ألن يسقط ميتًا في الحال ؟”
تجهم وجه شي ونشوان لوهلة ثم قفز واقفًا فجأة :
“ مهلًا—زفاف ؟!”
كان شي دوو قد لاحظه بالطبع ، لكنه تجاهله ،
وبدلًا من ذلك مسح أثر صغير على طرف شفتي شين آنتو بإبهامه :
“ حسنًا ، كما تشاء .”
قال شين آنتو، وقد لعق الأثر الذي مسحه شي دوو ،
تاركًا لمعانًا على شفتيه :
“ لكن هدية الزفاف يجب أن تكون على مستوى الحدث .
كم راتبه السنوي؟
أعطني الأرقام مسبقًا ، حتى أضمن ترك ما يكفي له ليشتري وجباته .”
صرخ شي ونشوان بغضب:
“ هيييه ! لا يمكنكما معاملتي هكذا !
فكّرا بكل ما فعلته من أجل هذه العائلة !
من الذي بقي ساهرًا حتى الفجر ليرافقك ساوزي؟
من تواصل معك فورًا يا ابن عمي؟
من ضحّى بالطعام والشراب ليصلح ما بينكما ؟
إنه أنا !
شي ونشوان ، خيّاط الحب !”
حينها فقط تكرّم شين آنتو بإلقاء نظرة جانبية عليه ، وقال:
“ حسنًا ، سنسمح لك بالحضور .
يمكنك أن تكون حامل الزهور .
صحيح أنك متقدّم قليلًا في العمر ، لكن لا بأس—ما دمت لا
تزال أعذر .”
رفع شي ونشوان يديه إلى رأسه ينوح ،
متسائلًا في نفسه لماذا وافق أساسًا على حضور هذا الغداء
لكن شين آنتو غيّر نبرته فجأة ، قائلًا بجدية :
“ حسنًا ، كفى مزاحًا . حقًا عليّ أن أشكرك يا شياو شوان.
جرّرتك معي منتصف الليل ،
وأجعلك تشهد شجاري مع شي دوو ،
لا بد أن ذلك أفسد عليك العطلة .”
أما شي ونشوان، الذي استمتع في الواقع بعطلته، فقد شعر ببعض الحرج :
“ هذا ما تفعله العائلة .
إذًا… قرّرتما الزواج فعلًا ؟”
أجاب شين آنتو بابتسامة مشرقة:
“ نعم، اتخذنا القرار للتو ، ولم نبدأ الترتيبات بعد .
حالما نحدّد الوقت والمكان ، سنخبرك .”
ابتسم شي ونشوان للثنائي المقابل له، لكن عقله كان يعج بالأفكار
{ الزواج ….
شي دوو وشين آنتو …..
أمير شركة روي شيان ورئيسة جينشنغ
الجميع في مدينة Z يعلم أنهما خصمان لدودان …..
يوم يسرقان الأراضي من بعضهما ،
واليوم التالي يقطعان الأعمال التجارية بينهما
إن لم يكونا في شجار ، فهما على وشك البدء بواحد …
ومع ذلك … ها هما يستعدّان للزواج حقاً ؟
دَع عنك كل شيء آخر ، هذه العلاقة التي بدأت بالكذب لا يمكن أن ترى النور …..
إنه مجرد سراب ، لحظة مؤقتة في غفلة من الزمن ….
حتى لو فقد شين آنتو ذاكرته ، فهل يعقل أن شي دوو لم يدرك ذلك بعد ؟ }
بدأ شي ونشوان يعدّ على أصابعه
{ لكي يعيش شي دوو وشين آنتو زواجًا سعيدًا
يجب أن تتحقّق الشروط التالية :
١. على شين آنتو أن يكون واقعًا في حب شي دوو بحق ، ومن الأفضل ألا يستعيد ذاكرته أبدًا …..
٢. على شي دوو أن يُبقي وجود شين آنتو طي الكتمان—على
الأقل عن عائلة شين !
٣. لا بد أن يحظى بدعم والديه ، أو على الأقل ألا يتدخلا ….
٤. عليهما أن يتحمّلا ضغطًا عائلي وعام هائل …
٥. على شي دوو أن يمنع شين آنتو من التفلّت أو الخروج
عن السيطرة ، خاصةً بالنظر إلى سجله السابق… }
كل شرط من هذه الشروط كان كافيًا لخنق شي ونشوان،
ومع ذلك، بدا أن الشخصين الجالسين أمامه غير مباليين إطلاقًا،
منشغلين بالتخطيط لزفافهما
وقعت عيناه على شين آنتو في اللحظة التي وضع فيها ضلع
من لحم الخنزير في طبق شي دوو
وعندما قال له شي دوو أن يأكله بنفسه، ابتسم شين آنتو وقال:
“ أنا لا آكل إلا ما تقدمه لي "
{ في ماذا يفكّر هذا الـ شين لين ؟
ما الذي يسعى إليه ؟
إن كان قد استعاد ذاكرته حقًا فلماذا لا يزال بجانب شي دوو ؟
ألا يهمّه الاضطراب الذي أصاب جينشنغ على الإطلاق ؟
ما الذي يخطط له بالضبط ؟ }
شي ونشوان لم يكن قادرًا على فهم شيء
وفي هذه اللحظة ، خطرت بباله الشائعات التي قيلت عن
شين لين—أن خلف ابتسامته المشرقة نوايا خبيثة…
{ هل من الممكن أن تكون كل كلمة قالها شين آنتو لشي
دوو جزءًا من مسرحية متقنة فحسب ؟ }
توالت الأطباق إلى المائدة ، وكان شين آنتو قد طلبها بعناية
لتناسب ذوق شي ونشوان،
لكنه كان منشغلًا بقلقه فلم يتناول سوى بضع لقيمات
وحين لاحظ شين آنتو ذلك، سأله عن السبب، لكن رغم
النظرة التحذيرية التي أرسلها له شي دوو، أطلق شي ونشوان عرضًا دراميًا وقال:
“ المشكلة أن طبخ ساوزي أصبح لذيذًا جدًا لدرجة أنني
صرت مدمنًا عليه، وكل شيء آخر صار ينقصه شيء ~”
كان أسلوب شي ونشوان في التملّق متقنًا إلى حد مذهل،
ومع أن شين آنتو أدرك أنه يختلق الكلام،
لم يستطع إلا أن يشعر بالرضا
بعد الانتهاء من الوجبة ، عاد الثلاثة إلى غرفهم لتحضير الحقائب ،
فالسائق سيصل قريبًا لاصطحابهم
ولأن شين آنتو وشي دوو لم يكن لديهما الكثير ليحزماه،
فحتى ملابسهما قد تم شراؤها وإرسالها مباشرةً إلى الفندق
وبما أنها فرصة نادرة للإقامة في منتجع ينابيع ساخنة ،
قرر شين آنتو أن يأخذ غطسة أخيرة قبل المغادرة
دوو : “ اذهب ، سأراقبك من غرفة المعيشة وأجري بعض الاتصالات .”
تبادل شي دوو وشين آنتو قبلة سريعة،
ثم راقب شين آنتو وهو يسرع إلى الأعلى ليبدّل ملابسه،
و هرول إلى الينبوع
شي دوو :
“ تمهّل…”
ثم شغّل التلفاز
غرفة المعيشة بعيدة نسبيًا عن الينبوع الساخن الخارجي،
ومع صوت التلفاز المتداخل مع صوت الماء،
كان من السهل أن تضيع أي محادثة
استلقى شي دوو على الأريكة ونظر إلى الخارج مراقبًا شين
آنتو وهو يغمر جسده في الماء ويستلقي على درجات الحجر
ثم أخرج هاتفه واتصل بـ تشو مينغ هوي
بما أنه قضى اليوم السابق بأكمله مع شين آنتو — ،
لم تُتح له الفرصة لمتابعة الوضع —— ،
والآن، وجد أخيرًا لحظة للرد على المكالمة
تشو مينغ هوي : “ لاو شي حدسك كان في محلّه "
أولى كلمات تشو مينغ هوي كفيلة بجعل قلب شي دوو يهبط إلى قاع معدته
: “ رجالي تتبعوا النادل الذي أوصل الإفطار إلى غرفة شين آنتو بالأمس ،
واتضح أنه كان في إجازة اليوم الذي قبله ولم يحضر إلى
العمل إطلاقًا .
أرسلت لك صورته على الإيميل .
صحيح أن ملامحه تشبه النادل الظاهر في تسجيلات المراقبة ، لكن إن دقّقت أكثر ، ستلاحظ بسهولة أنه ليس هو…”
بدأ صوت تشو مينغ هوي يتلاشى في الخلفية ،
بينما شدّ انتباه شي دوو خبر عُرض على شاشة التلفاز أمامه
مذيع : “ في وقت مبكر من صباح اليوم ،
عثر صياد على جثة رجل متحللة بشدة أثناء الصيد في ميناء يوانبين.
وتُقدّر الشرطة، وفقًا للتحقيقات الأولية، أن الوفاة وقعت قبل حوالي شهرين .
يُذكر أن ميناء يوانبين يقع في المياه الساحلية القريبة من
جبل أومانشي، وتُجري السلطات حاليًا تحقيقات لمعرفة ما
إذا كانت للجثة علاقة بشين لين ، رئيس مجلس الإدارة
والمدير التنفيذي لمجموعة جينشنغ، الذي فُقد إثر تحطم
طائرة خاصة بالقرب من جبل أومانشي…”
: “ ألو؟ ألو؟ لاو شي هل ما زلت معي؟”
أعاد صوت تشو مينغ هوي شي دوو إلى الواقع
التفت نحو الينبوع، ليجد شين آنتو ينظر إليه مباشرةً
لوّح له شين آنتو مبتسمًا بمرح، رافعًا يده في تحيةٍ عفوية
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق