Ch46 | SJUTM

 Ch46 | SJUTM

——- في غرفة الاجتماعات في الطابق العلوي من مقر مجموعة جينشنغ، 

اجتمع سبعة أشخاص حول طاولة دائرية

لم تكن هذه جلسة مجلس إدارة رسمية ، 

بل اجتماع داخلي لعائلة شين ——-

حدق سايمون وجوه الحاضرين ، وقسّمهم في ذهنه إلى ثلاث فئات

هو ويو كيان ( الخطيبة ) كانا يقفان بوضوح في صف شين لين —-

أما المجموعة الثانية فضمّت أنصار شين تشاو ( الأخ الأكبر ) وشركاء الأب شين كايفينغ السابقين — فان هونغ ، 

شي شياودونغ، ودياو يونغتشو— وقد كانوا يدفعون علنًا 

لتولي شين تشاو زمام السلطة ——-

أما الأخير فكان لين مياو ، الشقيق الأصغر لزوجة شين كايفينغ الأولى ——

وبسعيٍ منه للتكفير عن إهماله لها في الماضي ، 

كان شين كايفينغ قد نقل جميع أسهمها لعائلتها ، 

وانتهى المطاف بمعظمها بين يدي لين مياو ——

لكن رغم موقعه في مجلس الإدارة ، لم يُبدِ لين مياو أي 

اهتمام بجينشنغ، ولم يعبّر عن رأيه قط

ببساطة ، كان الصراع الرئيسي يدور بين شين لين وشين تشاو ———

في البداية ، تنافس الابنان الرابع والخامس—شين تشي 

وشين مينغفي—على السلطة بعد اختفاء شين لين ، 

لكنهما أُجبرا على الانسحاب لاحقًا على يد شين تشاو ——

أما شين تشاو وفان هونغ وشي شياودونغ ودياو يونغتشو، 

فلكل منهم علاقات مباشرة أو غير مباشرة بشركة يون يي، 

ومن المرجح أن يكون أحدهم أو أكثر متورطًا في حادث 

تحطم طائرة شين لين ——-

( شركة ' يون يي ' المسؤولة عن الفحص الفني قبل الإقلاع 

Ch22 )

أنزل سايمون نظره ، متظاهرًا بتدوين ملاحظات الاجتماع، 

لكنه كان في الحقيقة يرسم خطوط سوداء عريضة على 

أسماء كل واحد منهم

وعند الظهيرة ، انتشر خبر العثور على جثة رجل ميت منذ 

شهرين في ميناء يوانبين، 

فتم عقد هذا الاجتماع على الفور ——-

ومنذ ذلك الحين، لم يهدأ باب مكتب سايمون من الطرق، 

مع توافد مستمر من المتسائلين ——

هل هي جثة شين لين؟

هل مات شين لين بالفعل؟

قال سايمون بنبرة رسمية:

“ أكرر للجميع : رغم أن نتائج فحص الحمض النووي لم 

تصدر بعد ، إلا أنني أؤكد لكم أن تلك الجثة لا يمكن أن 

تكون جثة الرئيس شين .”

: “ لا يمكن إطلاقًا ؟ ولما لا؟ 

الصور المنشورة في الأخبار واضحة تمامًا . 

الجثة كانت ترتدي نفس البدلة السوداء الفاخرة التي اعتاد 

شين لين ارتداءها. 

من غيره قد يكون؟ 

هل هناك كل هذا الكم من الصدف في العالم؟

ميت منذ شهرين، وُجد في نفس المنطقة الساحلية القريبة 

من جبل أومانشي، ويرتدي بدلة باهظة الثمن ؟”

كان المتحدث هو دياو يونغتشو ——-

رغم عدم اعتماديّته في العمل ، 

إلا أنه لا يعرف الصمت ، 

وكان أول من هرع إلى سايمون ليُخبره بأن اجتماعًا خاصًا 

للمساهمين قد تم اقتراح عقده بعد خمسة عشر يومًا، 

لاختيار مجلس إدارة ورئيس جديد، مما أدى إلى عقد هذا الاجتماع العاجل

: “ بالضبط ! العم دياو معه حق.  

جينشنغ شركة ضخمة—ما نوع الشركة التي تواصل عملها دون رئيس؟ 

فقط انظروا إلى حالة شركاتنا الآن. 

علينا انتخاب رئيس جديد لنعيد الأمور إلى نصابها. 

وحتى لو لم تكن تلك الجثة هي شين لين، فقد اختفى منذ شهرين. 

لا بد أنه مات. 

وإلا، فكيف يمكن لشخص أن يتبخر من على وجه الأرض كل هذه المدة ؟”

صاحب هذا التعليق كان شين تشاو —- وجهه مربع، وقصة 

شعره قصيرة للغاية

طويل القامة ومفتول العضلات حتى بدت بدلته وكأنها على 

وشك التمزق من ضيقه عليها

بدا في ظاهره كربّ أسرة جاد من الطراز الرفيع ، 

لكن ما إن فتح فمه حتى ظهر استخفافه الواضح ——

ضحكت يو كيان قائلة :

“ يا السادة ، لو تسألونني، فالأجدر بكم أن تأملوا بقاءه حيًّا يُرزق . 

لأنه في وجوده، كانت جينشنغ قادرة على منافسة روي تشيان

أما الآن؟ لم يختفِ سوى منذ شهرين، وإذا بأحد إخوته 

مدمن مخدرات، ومشروع الآخر على وشك الانهيار.

كأننا أمام طالب متفوق ظنّ أنه سيتصدر الصف ، ليتضح أن 

الامتحان في الرياضيات وليس في اللغة الإنجليزية التي راجعها . 

كيف لشركة ضخمة أن تنزلق إلى هذه الفوضى؟

ألا يوجد بين أعضاء المجلس من يفقه شيئًا ؟”

ما إن أنهت كلامها ، حتى انقلب وجه شين تشاو —- 

“ وما شأنك أنت؟ أنتِ دخيلة . 

شين لين لم يتزوجكِ بعد، فلا شأن لكِ في أمورنا !”

رفعت يو كيان حاجبها قائلة بسخرية :

“ هل أصيب الشاب شين بفقدان الذاكرة ؟ 

أنا لست هنا اليوم بصفتي خطيبة شين لين ، بل لأنني أملك 20% من أسهم جينشنغ.

وبصراحة؟ يجدر بي أن أكون ممتنّة لأن شقيقك لم يتزوجني . 

لو فعل، لكنت الآن أرملة ! لقد كانت نجاة بأعجوبة .”

نظر سايمون نحو يو كيان ، المرأة الوحيدة بين أعضاء المجلس

لم تكن يو كيان جميلة بالمعايير التقليدية ، لكن حضورها 

كان طاغي ، 

يشد الانتباه من اللحظة الأولى

ثقتها بنفسها وذكاؤها عكسا نشأتها في عائلة عريقة بحق

قبل ثلاث سنوات ، وبسبب قرارات خاطئة اتخذها شين كايفينغ، 

غرقت جينشنغ في ديون ضخمة، واضطروا للبحث عن تمويل خارجي

آنذاك ، تمكن شين لين من تأمين استثمار من عائلة يو

مما مهّد لتوليه منصب الرئيس التنفيذي للشركة

ورغم أن كبار المسؤولين داخل الشركة كانوا ينظرون إلى يو كيان 

باعتبارها “عنصرًا دخيلًا”، بل وكانوا يُقصونها ضمنيًا في 

الاجتماعات الداخلية، فإن حيازتها لـ20% من أسهم 

الشركة لم تكن قابلة للنقاش

بالطبع، لم يجرؤ أحد على الاستخفاف بها—والفضل في 

ذلك يعود لعائلة يو التي تقف خلفها

فمجموعة فينمكا التي تملكها عائلتها تُسيطر على ما يقرب 

من نصف العصب الاقتصادي لأوروبا، 

ويو كيان هي الحفيدة المباشرة لرئيس العائلة ، السيد يو

أما عن علاقتها بشين لين ، فقد انتشرت حولها شائعات 

كثيرة— تدور أغلبها حول نفس القصة

قيل إنهما التقيا خلال الدراسة الجامعية، 

وحتى قبل أن يُمسك شين لين بزمام جينشنغ، 

كان قد فاز بالفعل بقلـب يو كيان ، 

بل وأقنعها بالعودة من الخارج لمساعدته في الاستيلاء على السلطة

وقد غذّى ذلك التكهنات بأن شين لين صعد إلى القمة من خلال استغلال النساء

سايمون لم يكن يعرف كل تفاصيل العلاقة بين شين لين ويو كيان 

فعندما تم تعيينه سكرتير لشين لين في دولة “A”، كانت يو 

كيان موجودة بالفعل إلى جانبه

لكنه، على مدار السنوات الماضية، توصّل إلى أمر واحد 

مؤكد—رابطهما كان قويًّا، لكنّه لم يكن من النوع الذي 

يؤدي إلى غرفة النوم ——

سخر شين تشاو قائلاً :

“ في النهاية أنتِ تطمعين في منصب الرئيس التنفيذي 

لنفسك، أليس كذلك؟”

أخذت يو كيان تلوّي خصلة من شعرها المجعّد بين 

أصابعها التي تزينها أظافر مصقولة بدقة، 

وضحكت قائلة:

“ اسمع ما تقول . 

جينشنغ غنيمة ثمينة للغاية . باستثناء سايمون، السكرتير 

الشاب ذو القلب الكبير والسلطة المحدودة ، 

من هنا لا يطمع بها ؟ أليس كذلك يا مدير فان؟ ويا مدير شي؟”

ابتسم فان هونغ، الذي استهدفته بكلامها، ابتسامة عريضة:

“ آنسة يو لا داعي لأن تكوني مباشرة إلى هذا الحد . 

نحن جميعًا مساهمون في جينشنغ، أي أننا عائلة واحدة. 

إذا سقطت جينشنغ، فسوف نتضرر جميعًا. 

وجودنا اليوم هنا نابع من القلق على وضع السيد شين 

الثالث ، ومن حرصنا على مستقبل الشركة . 

مسألة اختيار رئيس تنفيذي جديدة تمامًا—أيًّا كان من 

يُنتخب، فسوف يحظى بدعمنا الكامل، كما عهدنا دائمًا .”

رسم سايمون دائرة حول اسم فان هونغ —-

لو لم يكن قد عمل معه لسنوات، لما خمّن أبدًا أن هذا 

الرجل متوسط العمر، بابتسامته البوذية الساذجة، يخفي 

مكرًا لا يُستهان به.

لحظة يتحدث فيها بمرح عن أمور عائلية تافهة، 

ولحظة يطعن فيها أقرب الناس إليه

حين كان شين لين في منصبه، كان أكثر حذرًا من فان هونغ 

حتى أكثر من حذره من شي شياودونغ ودياو يونغتشو

أما شي شياودونغ، فكان أكثر أفراد الحلقة صمتًا من بين 

المقرّبين السابقين لشين كايبينغ، لكنه في الوقت نفسه كان 

الأكثر غموضًا

شعره الرمادي وهيبته الطبيعية جعلاه محط احترام الجميع

نادراً يُبدي رأي ، لكن حين يفعل ، يكون رأيه هو الحاسم عادةً

شين كايفينغ وثق به أكثر من غيره ، 

لا سيما وأنه كان قد أنقذه ذات مرة من محاولة طعن حين كانا شابين

وحين تم توزيع الأسهم ، نال شي شياودونغ الحصة الأكبر من بين الثلاثة

قال شي شياودونغ بصوت هادئ لكنه يحمل ثقلًا في كلماته:

“ علينا الاستمرار في التحقيق بقضية رئيس مجلس الإدارة السيد شين . 

نحن جميعًا نأمل أن يكون بخير ، لكن هذا لا يمنع من 

مواصلة البحث ومعرفة من تلاعب بالطائرة .

لكن وبالنظر إلى حالة الشركات الآن ، فنحن بحاجة إلى 

قيادة جديدة — على الأقل لنعرض للجمهور صورة مستقرة.

ما رأيكم أن نُعيّن رئيسًا مؤقتًا لمجلس الإدارة ، ونُعيد النظر 

في القرار حين يعود الرئيس شين ؟ 

ما رأي الجميع ؟”

“ لا أعترض "

“ أوافق "

{ رئيس مؤقت؟ } سخر سايمون داخلياً ، وأنزل رأسه ليرسم 

دائرة حول اسم شي شياودونغ أيضًا —-

يتبع