القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch47 | SJUTM

 Ch47 | SJUTM



( بعد عدة أيام ) 


سايمون : “ لقد أرسلتُ أشخاصًا للتحقيق عدة مرات ، علنًا وسرًا . 

الوحيد الذي كان يؤمن تمامًا بأنك لا تزال على قيد الحياة هو شي شياودونغ. 

لكن من خلال تصرفاته في السنوات الأخيرة، أظن أنه لا يضمر لك الخير. 

سلوكه المتشدد والمثالي أكثر من اللازم يوحي بأنه يعرف الحقيقة منذ البداية .”


شين آنتو : “ جيد . راقبه عن كثب .”


في دورة مياه فارغة داخل مطعم تاورانجو ——-

كان شين آنتو يتكئ على المغسلة ، 

يتحدث إلى سايمون من خلال هاتف مؤقت


انعكست ملامحه اللافتة في المرآة أمامه — وجه جميل 

صارم وبارد ، لا أثر فيه للضعف


لم يكن أحد يعلم أن الجثة التي عُثر عليها في ميناء يوانبين 

لم تكن سوى جزء من خطة محكمة دبرها شين آنتو بنفسه


خصومه كانوا سيحتفلون بموته في حادث الطائرة، 

لكن القاتل الحقيقي كان يعلم يقينًا أنه نجا، 

ولذلك تظاهر فقط بأنه يشك في الأمر حتى لا يثير الشبهات


سأل شين آنتو بسرعة : “ هل صدرت نتائج فحص الحمض النووي؟”


{ لقد مضت دقيقتان وثمان وعشرون ثانية منذ أن غادرت الطاولة ، 

وليس لديّ الكثير من الوقت … }


: “ نعم . وكما توقعت ، ' وو كانغيا ' هي بالفعل الابنة 

البيولوجية لشين كايفينغ "


أحد أكبر الألغاز التي أحاطت بحادث تحطم طائرة شين آنتو 

كان غياب أي صراع واضح بينه وبين ' شركة يون يي ' 

الخصم الظاهر في الحادث —- 


وإذا كان أحدهم قد حرّك يون يي للانتقام منه ، 

فلا بد أن هناك دافعًا خفيًا 


صحيح أن شين آنتو كان يملك نصيبه من الأعداء ، 

وكثير منهم كانوا مرتبطين بـ شركة يون يي بشكل أو بآخر ، 

لكن ما قاده للارتياب بـ وو كانغيا هو أنها كانت الرابط 

المباشر الوحيد بينه وبين يون يي ——-


ابتسم شين آنتو وهو يُرجع خصلة من شعره إلى الخلف، قائلاً:

“ الآن فقط بدأت الأمور تتضح . 

شين كايفينغ كان متحيزًا جدًا لأولاده ، حتى أنه تخلّى عن 

ابنته—لكنّه أبقى ابنة شقيقة زوجته بجانبه ودللها ؟

مجرد كون وو كانغيا لزمت الصمت طوال هذه السنوات لا 

يعني أنها لم تكن تحمل في قلبها الغضب والمرارة .

بل إنه لم يترك لها شيئًا حتى بعد وفاته ، لا أسهم ، ولا نفوذ .”


ذكرياته عنها كانت ضبابية —— فتاة باهتة ، كئيبة ، منطوية ،

لم يسبق له أن تحدث معها حتى —-


لكن في عائلة شين ، الدم نفسه كان الخطيئة الأولى — وكل 

شيء يعود إلى شين كايفينغ ——-


فبعد زواج شين كايفينغ لم يستطع أن يكبح رغباته ، 

فأنجب سرًا طفلة من أخت زوجته ——

ومن الطبيعي أنه لم يعترف بهما علنًا، ويمكن بسهولة 

تخيل مدى القسوة التي عاشتها تلك الأم وابنتها


أخفى شين كايفينغ علاقته غير الشرعية بإحكام ، 

فلم يترك أمام سايمون سوى القليل مما يمكن معرفته


كل ما توصّل إليه هو أن أخت زوجة شين كايفينغ لم تتزوج قط، 

ورفضت الإفصاح عن هوية والد الجنين حين حملت فجأة ، 

وتحملت وصمة العار حتى وفاتها المبكرة ، 

حتى بلغت الثلاثين من عمرها


لكن المسألة لم تقف عند هذا الحد ——-

فقد كان شين كايفينغ شديد التحيز لأبنائه الذكور


وربما بدافع تأنيب الضمير ، قام بتربية وو كانغيا، لكنه لم 

يعترف بها يومًا كابنته


لقد عاش حياته بأكملها دون أن يقرّ بوجود أي ابنة له


وفي المقابل ، أبناؤه ، حتى أولئك الذين لا يملكون كفاءة 

تُذكر مثل شين تشاو وشين تشي ، قادرين على فرض 

نفوذهم داخل الشركة ، ينعمون بالأرباح ، 

ويحيون حياة مترفة من دون أن يبذلوا أدنى جهد


في ظلّ بيئة كهذه ، لا بد أن وو كانغيا قد حملت في قلبها 

حقدًا دفينًا يفوق التصور ، 

وما كانت بحاجة سوى إلى شرارة صغيرة لتفقد صوابها


{ من الذي كشف عن هويتها ؟ وماذا وُعِدت به؟ 


هل وُعدت بمكانة داخل عائلة شين ؟ 


أم حصة من أسهم جينشنغ؟ 


أم كليهما ؟ }


شين آنتو :

“ تحقّق من صلاتها بالثلاثي شي، فان، ودياو. لا بدّ أن هناك 

أثرًا ما… انتظر ، وبالنظر إلى علاقة شركة يون يي بهم جميعًا ، قد لا تجد شيئًا مباشرًا 

بدلًا من ذلك، دع يو كيان تختبرها بعرض أفضل . 

أخبرها أن هذا العرض قد يضمن لها حتى مقعدًا في مجلس الإدارة …”


لكن قبل أن يُنهي جملته ، قاطعه صوتٌ نسائي ناعم من 

الطرف الآخر من الخط ، بنبرة دلال أقرب إلى العتاب:


: “ لقد كنتُ خادمتك طوال شهرين ، ولا تزال تُلقي عليّ الأوامر ؟ 

' لين لين ' متى ستعود ؟” ( تدليل لاسم ( شين لين ) 


كانت يو كيان —-


تنهد شين آنتو :

“ سنتحدث لاحقًا ، أعيدي الهاتف لسايمون "


لكنها ردت بنبرة مشاكسة:

“ شين لين ما هذا الأسلوب ؟ 

فقط لتعلم، طالما أنا الإمبراطورة، فجميع عشيقاتك لسن 

سوى عاهرات . هل فهمت؟”


شين آنتو يعلم أن الضغط لن يجدي نفعًا معها ، 

فكبح نفاذ صبره وقال بنبرة ملاطفة :

“ حسنًا، حسنًا، أنتِ الإمبراطورة، أنتِ الإمبراطورة. 

لم يتبقَى سوى أقل من عشرة أيام على اجتماع المساهمين، 

وأعتمد عليكِ في قياس نبض وو كانغيا. 

قد لا تثق بك، لكنها بالتأكيد تشعر بالقلق. 

منذ أن اختفيت، توقفت شركة يون يي عن العمل، لكن من 

يدعمها لا يزال يختبئ في الظلال .”



بعد ثلاث دقائق ، أنهى شين آنتو المكالمة ، 

نزع شريحة الاتصال من الهاتف ، 

ألقاها في المرحاض ، ضغط زر سحب الماء ، 

ثم غسل يديه عند المغسلة


أصلح تسريحة شعره أمام المرآة ، 

مزحزحًا خصلات الغرّة لتغطي عينيه ، 

مستعيدًا مظهره المعتاد : لطيف، بريء، لا يثير الريبة —-


وحين خرج من دورة المياه ، كانت عاملة نظافة تدفع عربة التنظيف تدخل المكان


مرّا بجانب بعضهما البعض، وفي لحظة، اختفى الهاتف الذي كان في يده


عندما عاد شين آنتو إلى الغرفة الخاصة —- ، 

كان شي دُوو مستلقيًا على كرسيه ، يدخّن سيجارة


وعاؤه فارغ ، بينما وعاء شين آنتو لا يزال ممتلئ بالطعام


آنتو : “ لما توقفت عن الأكل ؟”


نادراً شي دوو يدخّن في وجود شين آنتو


ومنذ تلك الليلة في منتجع الينابيع الحارة ، 

حين دخّن شين آنتو علبتين دفعة واحدة ، 

منعه شي دوو من التدخين تمامًا


لقد أفرغ البيت من السجائر ، بل وترك التدخين هو نفسه


ومع ذلك ، لسبب ما —— ، كان يدخّن اليوم مجددًا —— ، 

وفي منتصف العشاء —— ، و أمام شين آنتو —— ،


قال شي دوو بنظرة حادة اخترقت سحب الدخان واستقرت عليه :

“ ليس لديّ شهية . لا أستطيع الأكل "


نظراته كانت حادة كأنها تكشف كل ما يُخفى ، 

مما جعل شين آنتو يشعر بالذنب —-،


فقال شين آنتو بنعومة ، محاولًا تغيير الأجواء :

“ كل قليلاً ، السمك لذيذ . 

سأزيل لك العظام، فقط لقمتين ، ما رأيك ؟”


ولم ينتظر جواب دوو ، بل وضع قطعة من السمك في 

صحنه ، وبدأ ينزع العظام الصغيرة بعناية


إزالة عظام السمك كانت مهمة دقيقة ، 

لكن شين آنتو تعامل معها وكأنها عمل فنّي


تحركت عيدانه برشاقة، 

يفصل اللحم عن العظام، 

ويستخرج كل شوكة صغيرة


وخوفًا من أن يضيق شي دوو ذرعًا من طول الوقت ، 

حمل قطعة صغيرة إلى شفتيه، نظر إليه بعينين تلمعان ، 

نظرة يصعب ردّها


أخذ شي دوو نفسًا من سيجارته ، 

يتأمل شين آنتو وهو يزيل العظام ويقدم اللقمة بلطف 

وكأنه تصرّف نابع من حنان حقيقي


ثم فتح فمه، وقضم العيدان، منزلقًا بالسمكة إلى فمه بلسانه


“ لا داعي لأن تنزع العظام لي. كُلها أنت .”


وضع شين آنتو عيدانه جانبًا، ثم نظر نحو السيجارة في يد شي دوو وقال:

“ ما الأمر ؟ ألا يعجبك طعام مطعم تاورانجو؟”


همهم شي دوو : “ النكهة قوية أكثر من اللازم ”

ثم أخذ نفسًا آخر من سيجارته ، 

ونفث الدخان عمدًا في وجه شين آنتو ———


سعل شين آنتو مرتين من الدخان ، 

لكنه ضحك بخفة وكأن شيئًا لم يكن ، 

وارتسمت عيناه على شكل هلالين :

“ في هذه الحالة ، سأطبخ لك من الآن فصاعدًا . 

ما رأيك أن أحضّر لك غداءً منزليًا وأحضره إلى مكتبك غدًا ؟”


استسلم شي دوو —— أطفأ سيجارته ، ثم أمسك برأس 

شين آنتو وجذبه إليه ليقبّله قبلة عميقة


( قبل عدة أيام : ) منذ عودتهما من فندق الينابيع الحارة —- ، أصبح شين آنتو أكثر تعلقًا بـ دوو


والآن بعدما أصبح قادرًا على القيادة بمفرده ، 

صار غالبًا يقل شي دوو من العمل ، 

وأحيانًا يوصله في الصباح أيضًا


ومع اقتراب نهاية السنة ، ازدادت ضغوط العمل على شي دوو ، 

فلم يعد بمقدوره العودة إلى المنزل لتناول العشاء


ولم يرغب شين آنتو في إزعاجه ، فصار يترصّد فرص لقاءه 

خلال استراحات الوجبات القصيرة


لكن الليلة كانت استثناءً نادرًا ، إذ وجد شي دوو وقتًا فراغ

فاقترح شين آنتو موعد : عشاء على ضوء الشموع يليه فيلم سينمائي

وبالطبع، وافق شي دوو على كل شيء


….


شي دوو : “ متى يبدأ الفيلم؟”


آنتو : “ الثامنة والنصف . والساعة الآن فقط السابعة وأربعون .”


كان شين آنتو قريبًا جدًا لدرجة أن مجرد إمالة بسيطة لذقنه تكفي لتقبيله



آنتو : “ السينما بجانبنا مباشرةً . إن أسرعنا، نصل خلال خمس دقائق .”


: “ إذًا ماذا تريد أن تفعل في هذه الخمس وأربعين دقيقة ؟” أبعد دوو غرّة آنتو جانبًا ، ناظرًا في عينيه : 

“ تحتاج إلى قصّة شعر ”


أمسك شين آنتو بمعصمه ، وهز رأسه كالقط الذي ينفض فروه ، 

فانسدلت الغرّة على جبينه من جديد : 

“ لا، أحبها هكذا ” 

ثم اقترب أكثر وارتسمت على شفتيه ابتسامة ماكرة : 

“ وماذا يريد الرئيس شي أن يفعل ؟”


مرّر شي دوو أصابعه في خصلات شعره الناعمة ، 

شد على أطرافها ومال برأس شين آنتو إلى الخلف ، 

ناظرًا إليه بنظرة يصعب تفسيرها : 

“ أريد أن أضع طوقاً حول عنقك وأحبسك في المنزل ”


أنزل شين آنتو ياقة كنزته ذات الرقبة العالية ، 

كاشفًا عن رقبته المليئة بالكدمات الأرجوانية : 

“ تفضل . 

أريد واحدًا أسود من الجلد الناعم ، الخشن سيكون مزعج . 

ويجب أن يحتوي على جرس ، سيكون صوته جميل وقت الجنس …”


لم يكمل ، بل اكتفى بابتسامة لعوبة


دوو : “ طلباتك كثيرة ”


نظر شي دوو إلى شفتيه الحمراوين الرطبتين بنظرة مطوّلة، 

ثم انحنى مجددًا ليقبّله


ظلا يعبثان في الغرفة الخاصة حتى الساعة الثامنة وخمس وعشرين دقيقة


وعندما بدأ الفيلم، تسللا إلى قاعة العرض المظلمة، 

وأيديهما متشابكة، وجلسا في المقاعد المخصصة 

للثنائيات في الصف الأخير


الفيلم قصة رومانسية ساحرة ، تتحدث عن تقاطع الحلم مع الواقع—

لكن لا شي دوو ولا شين آنتو انتبها للأحداث 


في ركنهما المنعزل ، انغمسا في القبلات ، 

وجد كلٌّ منهما سكينته في حضن الآخر ، وسط الزحام ، 

وداخل الضجيج


بدأت الموسيقى التصويرية تعزف ، 

وصفّر البطل ثم تبع ذلك صوته العميق وهو يغني :


City of stars

Are you shining just for me

City of stars

There’s so much that I can’t see

Who knows is this the start of something wonderful

or one more dream that I cannot make true






بدأ شين آنتو يعدّ بصمت في داخله 

{ هذا هو اليوم التاسع والستون منذ أن بدأت علاقتي مع شي دوو …. 


كم ليلة كهذه ما تزال تنتظرنا ؟ 


لكن على الأقل ، في هذه الليلة… شي دوو لي وحدي … }


كان الفيلم طويلًا جدًا، بينما الليل أقصر من أن يُحتمل


لم يصلا حتى إلى نهاية الفيلم و تسلّلا خارج القاعة ، 

متشابكي الأيدي 


أولًا إلى الحمّام الضيق في صالة السينما ، 


ثم إلى المقعد الخلفي الضيّق للسيارة ، 


وأخيرًا عادا إلى المنزل — المدخل ، الأريكة ، طاولة الطعام ، الحمّام ، 

حافة النافذة… 

إلى أن انتهى بهما الأمر أخيرًا على السرير الناعم


كان شين آنتو منهكًا بالفعل


فمنذ حادثة تحطم الطائرة ، لم يشعر أبدًا بأنه استعاد كامل 

قواه—أو ربما، وجوده مع شي دوو جعله يشعر بأنه لم يعد 

بحاجة إلى تلك القوة


ورغم تعبه، لم يتوقف، بل ازداد شغفًا بمحاولة استدراج شي دوو إليه أكثر


لم يجد شعور الأمان إلا في التملّك العنيف لـ شي دوو


واصل شين آنتو التوسّل إليه : 

“ أعمق… أقوى…”


لكن شي دوو خفّف من وتيرته : 

“ لا… سيؤلمك …"


وبرغم ما شعر به من تورّم وألم ، مدّ شين آنتو يده للخلف 

وأحاطه بها بإصرار:

“ لن يؤلمني…”


قبّل شي دوو أطراف عينيه المحمرّتين، وهمس بتأنيب رقيق :

“ ارجوك اعتنِي بجسدك شين آنتو… إن تألمتَ ، سأتألم أنا أيضًا "


دفن شين آنتو وجهه في الوسادة ، كاتماً ضحكة خافتة ، 

بينما ابتلعت الوسادة العرق أو ما يشبهه ( الدموع ) ، 

دون أن تترك أي أثر ……


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي