القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch50 | TDVWD

 Ch50 | TDVWD




عانق تشي مو ياو ركبتيه وهو يجلس ، 

متفحصًا درجة الحرارة داخل التشكيلة التي زُرع فيها عشب ييشيان


ولأن الأوضاع كانت قد هدأت مؤخرًا ، لم يستطع إلا أن يفكر في شي هواي


لقد مرّ نحو شهر منذ أن غادر طائفة تشينغ زي.


كان قد أخبر شي هواي حينها أن زراعة عشب ييشيان ستستغرق نحو ثلاثة أشهر، 

وحقًا، لم يأتِ شي هواي لإزعاجه خلال هذه المدة


{ لكن إن لم أذهب إلى طائفة تشينغ زي للدخول في العزلة 

بعد شهرين ، فهل سيأتي شي هواي للبحث عني ؟


من المرجّح أنه سيتوجه مباشرة إلى مدرسة يو تشونغ، 

خاصةً بعد أن تأكد من هويتي كـ تشي مو ياو 


كيف ينبغي لي التعامل مع شي هواي من الآن فصاعدًا ؟


وإن تصرّفت على أنني مجرد تلميذ من مدرسة يو تشونغ، 

فماذا سأفعل لو باغته شي هواي بقبلة فجأة ؟ }

 

لمجرد التفكير في ذلك، 

احمرّ وجهه وهو يتذكر الطريقة المتغطرسة التي كان شي هواي يقبّله بها


فسارع إلى التلويح بيده أمام وجهه في محاولة لتبريد خديه


{ لا ينبغي لي أن أفكر في شي هواي وأنا في حالة حرارة غير 

طبيعية ، إذ تصبح أحكامي مشوشة حينها }


في هذه اللحظة ، اقتربت يي تشيانشي بسرعة حتى وقفت 

خارج التشكيلة : 

“ شيدي يوجد زوار في الطائفة .”


نهض تشي مو ياو فورًا وخرج قائلًا : “ هل هو الأخ يو يانشو ؟”


باستثناء التجّار الذين يأتون لجمع جثث الوحوش الروحية، 

لم يكن أحد يأتي سوى يو يانشو لزيارات منتظمة


لكن تعبير يي تشيانشي لم يكن مبشرًا : 

 “ الأخ يو … ومعه شخص مزعج .”


شعر تشي مو ياو بشعور داخلي بأن الزائر هو أحد أولئك 

الذين تركوا انطباعًا سيئًا لديهم داخل مصفوفة ميتيان تونغيين


عاد مع يي تشيانشي بسرعة إلى القاعة الرئيسية في الطائفة، 

ليجد عدة أشخاص جالسين بالداخل


يو يانشو، شي زيهي، مو رين، وتانغ مينغ —-


{ يا لها من مجموعة غريبة… }


مو رين كان أكثرهم حماساً عند رؤية تشي مو ياو، 

فكان أول من نهض لتحيته : “ تشي-شيدي هل تعافيت 

تمامًا من إصاباتك؟ 

لقد أقلقني ما رأيته في مصفوفة القتل آخر مرة . 

إن احتجت إلى شيء، فلا تتردد في إخباري. 

لدي بعض الحبوب المغذية هنا .”


أربكته حماس مو رين قليلًا، فابتسم تشي مو ياو ابتسامة 

محرجة : “ لقد تعافيت منذ فترة . 

ما سبب قدومكم جميعًا إلى هنا ؟”


كان يو يانشو على وشك أن يشرح لتشي مو ياو

لكن مو رين سبقه في الكلام: “ الأمر كالتالي — أحد 

الطوائف الصغيرة الذين يتبعون رعاية طائفة نوان يان طلبوا مساعدتنا. 

المعلم أرسلنا للتعامل مع هذه المشكلة ، 

وقد سمعنا أنها صعبة وتتعلق باضطراب سبّبته وحوش روحية ، لذا جئنا إلى هنا نطلب مساعدتك .”


كان هذا طلبًا لا يحتاج إلى تفكير


تبادل تشي مو ياو و يي تشيانشي النظرات، 

ولم تستطع يي تشيانشي سوى أن ترفع كتفيها بلا حول


يي رانغ هو زعيم الطائفة — هل سمع أحد من قبل عن 

زعيم طائفة يخرج مع تلاميذ طوائف أخرى لحل مشكلة ؟ 

سيكون هذا مشينًا له


أما المعلم هاو شيا ، فكان بإمكانه الذهاب ، 

لكنّه كان مضطرًا للبقاء مع توتو لإخفاء غزال يونّي ، 

لذا لم يكن بوسعه مغادرة مدرسة يو تشونغ



هذا يعني أن من تبقّى للمساعدة هذه المرة هم التلاميذ فقط


كانت يي تشيانشي وتشي مو ياو يُعدّان من ذوي الزراعة المرتفعة نسبيًّا في مدرسة يو تشونغ، 

كما أن ترسانتهما السحرية كانت جيدة أيضًا


و بدا أنهما الخياران الوحيدان المناسبان


تردد تشي مو ياو قليلًا


{ لا يزال عليّ زراعة عشب ييشيان، وسأذهب إلى العزلة بعد شهرين ….. }


لم يكن يرغب في التورط في هذه المهمة


ومع ذلك، لم يكن مرتاحًا لفكرة إرسال يي تشيانشي وحدها


فهي فتاة متهوّرة، رقيقة النفس وسريعة في سبّ الآخرين


لم يكن بوسعه تركها تتصرف من تلقاء نفسها


كان مو رين يحدق في تشي مو ياو طوال الوقت

و لاحظ أن زراعته قد تحسنت، 

فهنّأه قائلًا: “ زراعة تشي-شيدي تقدمت كثيرًا . 

لا بد أنك تمل بعض الأساليب الخاصة ، 

بما أنك جيد في المصفوفات، أليس كذلك ؟”


كان تشي مو ياو يملك جذورًا روحية من ثلاث عناصر، 

وبمثل هذه الموهبة، فإن الوصول إلى مرحلة بناء الأساس قبل سن المئة يُعد إنجازًا بحد ذاته


لقد أعلن أنه يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، 

ومع ذلك فقد وصل بالفعل إلى منتصف مرحلة بناء 

الأساس، وهو مستوى مرتفع جدًا بالنسبة لموهبته


أجاب تشي مو ياو بلهجة غامضة: “ لا شيء مميز . 

كلها محض صدف مواتية .”


كان مو رين شخصًا متطرفًا للغاية ،،،

سواءً حين كان لا يحب تشي مو ياو أو بعد أن أصبح يُبدي إعجابه به، 

فإن تشي مو ياو كان يجد تصرفاته مزعجة


في كلتا الحالتين، كان يشعر بعدم الارتياح نحوه


عندها فقط سنحت الفرصة ليو يانشو للتدخل فقال: 

“ في الحقيقة طائفة نوان يان سبق وأن أرسل دفعة من التلاميذ . 

أرسلوا عشرين تلميذ ، لكن ما عاد إلينا سوى تعويذة إرسال 

صوت تطلب المساعدة . 

لولا أن الأمر طارئ فعلًا ، لما جئنا نطلب مساعدتك .”


أضاف شي زيهي بتوتر: “ نعم، هان-شيمي ، هي…”

لكنه لم يكمل جملته

( يقصد البطلة الرئيسية حبيبته هان تشينغيوان )



و أضاف تانغ مينغ: “ وشاولو كانت ضمن ذلك الفريق أيضًا . 

أنا قلق جدًا ، لذا لم يكن أمامي خيار سوى المجيء لطلب مساعدتك . 

إن كانت لديك أي شروط ، فقلها وسأفعل كل ما بوسعي .”


يبدو أن تلاميذ القصر الثالث قد أُرسلوا مسبقًا ، 

ومن ضمنهم البطلة هان تشينغيوان والبطلة الثانية مينغ شاولو


هاتان الفتاتان هما السبب الذي جعل شي زيهي وتانغ مينغ 

يوافقان على المجيء إلى مدرسة يو تشونغ


كان تشي مو ياو يتمتع بذاكرة جيدة، 

لكنه لم يتذكر وجود مثل هذا الجزء في الرواية الأصلية


{ يبدو أن مجريات القصة بدأت تنحرف عن الأصل }


فأجاب تشي مو ياو: “ إن كانت البيئة خطيرة جدًا فيكفيني أن أذهب وحدي—”


قاطعته يي تشيانشي فورًا : “ هذا مستحيل! سأذهب أنا أيضًا !”


أراد تشي مو ياو أن يجادلها ، لكنه امتنع بعد أن رآها ترمقه بنظرة تحذيرية


و إن قال كلمة إضافية ، فستبدأ بالشجار معه


فكما كان قلقًا عليها ، كانت هي أيضًا قلقة عليه


فهي نشأت في مدرسة يو تشونغ وتعرف عن الوحوش 

الروحية أكثر منه، لذا من الطبيعي أن تذهب معه


مع ذلك ، بقي القلق بادياً عليه : “ مينغ-شيجي تُعد من 

النخبة ، وزراعتها في ذروة مرحلة بناء الأساس . 

إن كانت محاصَرة ، فهذا يعني أن الوضع خطير للغاية . 

هل سيلتحق بنا أي من الشيوخ هذه المرة ؟”


أجاب يو يانشو: “ نعم ، إضافةً إليّ ، سيرافقنا عشرة تلاميذ 

في مرحلة الجوهر الذهبي .”


من الواضح أن طائفة نوان يان قد استهانوا بخطورة الأمر في البداية ، 

لذا أرسلوا تلاميذ في مرحلة بناء الأساس. 

أما الآن، وقد أدركوا الخطر الحقيقي، 

فقد أرسلوا تلاميذ في مرحلة الجوهر الذهبي


أما الشيوخ في مرحلة ولادة الروح، 

فعادةً يكون لديهم كبرياؤهم، 

ولا يتدخلون ما لم تكن الحالة في غاية الخطورة


كان من السهل فهم هذا


{ لو أن كل المشاكل في الرواية حُلَّت بواسطة الشيوخ السماويين في مرحلة ولادة الروح ، 

فمتى سيحصل البطل على فرصة ليُظهر نفسه ؟ }


نظر تشي مو ياو إلى شي زيهي


كان يعلم أن هذا سيكون أحد المشاهد الكلاسيكية حيث يُنقذ البطل البطلة الجميلة 


وفي النهاية ، لم يكن أمامه سوى الموافقة : “ حسنًا ، 

سأذهب مع شيجي. 

لكن، هل يمكنكم منحي بعض الوقت؟ 

عليّ أن أُعلِّم المعلم طريقة زراعة بعض النباتات حتى لا تحدث خسائر كبيرة .”


لطالما حظيت مدرسة يو تشونغ بعناية طائفة نوان يان


يمكن القول إن ذلك كان أشبه بـ”دعم مستهدف للفقراء”


و لم تكن هناك الكثير من المرات التي طلب فيها طائفة نوان يان مساعدتهم، 

لذا حينما طُلبت المساعدة، 

لم يكن أمامهم خيار سوى الاستجابة

وإلا، فمن دون دعم طائفة نوان يان، لما كانت أيامهم بهذه السهولة


وبما أنه أصبح تلميذًا في مدرسة يو تشونغ، 

وقضى فيها ما يقارب العامين، كان عليه أن يؤدي واجبه


كان يو يانشو مترددًا بعض الشيء : “ الوضع طارئ. 

سنغادر صباح الغد.”


: “ حسنًا، فهمت. سأُرتب شؤون الطائفة اليوم .”


بعد أن استُقرت الأمور ، غادر الأربعة مدرسة يو تشونغ


————


لم يستطع تانغ مينغ منع نفسه من التساؤل: “ لماذا نناقش 

الأمر مع شيدي صغير من طائفتهم ؟ 

زعيم الطائفة لم يُكلّف نفسه حتى بالظهور .”


أجاب يو يانشو: “ لطالما كان تشي-شيدي هو من يتولى 

شؤون مدرسة يو تشونغ . 

وبفضله فقط بدأت المدرسة تزدهر .”


قال مو رين وهو ينظر للخلف إلى المدرسة : “ تشي-شيدي شخص مذهل حقًا .”


بدأ يو يانشو يشعر أن هناك شيئًا غريبًا

نظر إلى مو رين، 

ثم تبعه ببصره إلى حيث كان يحدّق — مدرسة يو تشونغ


كان تشي مو ياو لا يزال واقفًا عند المدخل يودّعهم


يرتدي زيًّا أصفر كالوزِّ أنيق ومنعش ، 

وشعره الطويل منسدل على كتفيه


من ينظر إلى تعابير وجهه الهادئة ، يجد صعوبة في إبعاد نظره بعيدًا


{ ذلك الفتى الذي بدا شابًا للغاية ، 

أشبه بأشعة الشمس التي تسقط على العالم البشري


لا يتنافس مع أحد ، لكنه يملك من النور ما يكفي ليغمر كل ما حوله … }



للسفر مع تلاميذ طائفة نوان يان، كانوا بحاجة إلى أدوات طيران


لم يكن لدى تشي مو ياو ولا يي تشيانشي أدوات مناسبة


ولم يتمكنا من مجاراة الآخرين الذين كانوا على عجلة، 

لذا لم يكن أمامهما سوى طلب الركوب مع أحدهم


تشي مو ياو يملك بالفعل الأداة الطائرة التي منحها له شي هواي، لكن إخراجها الآن سيثير الريبة


لا يمكنه ببساطة أن يقول إنها هدية من مُعجب من طوائف الشياطين


ولو فعل، فسيعود مو رين إلى حالته السابقة من الاشمئزاز 

التام منه، بعد أن بدأ بالكاد يُظهر بعض الإعجاب


لذا لم يكن أمام الاثنين سوى الركوب مع أحدهم


يي تشيانشي انتهى بها الأمر إلى الركوب مع شيجي صغيرة، 

وكانت أداتها الطائرة عبارة عن سيف


أما مو رين، فقد عرض بحماس كبير على تشي مو ياو: “ تشي-شيدي، لدي أداة طيران يمكن لشخصين مشاركتها. 

إنها قرعة من اليشم .”


أراد تشي مو ياو أن يرفض تلقائيًّا


{ لو ذهبت مع مو رين، ألن أضطر إلى الحديث معه طوال الطريق ؟ }


مجرد التفكير بذلك جعل رأسه يؤلمه


رأى يو يانشو أنه في موقف محرج، فتدخل قائلًا:

“ تشي-شيدي، لدي مقعد زهرة اللوتس وهو واسع إلى حدٍّ ما. 

لن نكون قريبين جدًّا .”


: “ مممم ، حسنًا!” وافق تشي مو ياو على الفور


كان السفر برفقة يو يانشو أكثر راحة، 

كما أن يو يانشو لم يكن كثير الكلام، 

مما يعني أن الرحلة ستكون هادئة أيضًا


شعر مو رين ببعض خيبة الأمل، 

لكن تشي مو ياو كان بالفعل أكثر ألفة مع يو يانشو


وإضافة إلى توتر علاقتهما في البداية، 

كان من الطبيعي أن يتخذ مثل هذا القرار


أثناء توجههم نحو سلسلة جبال لينغ تشويه ، وقف يو يانشو 

مستقيمًا على أداته الطائرة ، مشكّلًا الأختام بيد واحدة لقيادتها


أمامهما حاجز يصد الرياح، لذا استطاع أن يقف بثبات


كان يرتدي زيًّا أزرق فاتح ، وشعره مربوط بإحكام دون خصلة واحدة شاردة


ملامحه الوسيمة ومظهره الهادئ اتسقا مع طباعه المهذبة وسلوكه النبيل


بعد بضع نظرات، فهم تشي مو ياو نوع الرجل الذي ذكر في قصيدة ' ديور' :

ذاك هو أميرنا الأنيق المتكامل ، 

بسدادات أذنه من الحصى الجميل، 

وقبعته اللامعة كأن نجمًا وُشِّي بين خيوطها ! 

ذاك هو أميرنا الأنيق المتكامل ، نقي كالذهب أو الماء .


جلس تشي مو ياو في نهاية الأداة الطائرة ، 

مستفيدًا منها بلا جهد ، 

إذ لم يكن عليه فعل شيء سوى الجلوس بهدوء


وبينما يشعر بالملل الشديد، أخرج كتابًا وبدأ يقرأ


لم تمر خمس دقائق حتى نظر إلى الأرض تحته


الضفاف المرتفعة ، والوديان العميقة ، والبحيرات والجبال، 

تشكل مشهدًا طبيعيًا خلابًا


لم يعرف إن كانت هذه الرحلة ستكون آمنة، 

أو كم من الوقت سيستغرق للعودة


{ إن لم أتمكن من الإيفاء بوعدي لشي هواي بالعودة خلال ثلاثة أشهر ، هل سيغضب ؟ }


وعندما وصلوا إلى سلسلة جبال لينغ تشويه، 

كان الليل قد حلّ بالفعل

وقد صُدم الجميع من الوضع هناك


سحب ضبابية مظلمة — لم تستطع حتى عتمة الليل

 إخفاءها — غطّت كامل الجبال


وبحسب تعاليم الفينغ شوي، فإن مثل هذه السلاسل 

الجبلية تُعد مواقع شرسة، 

مائلة لتجميع طاقة الين


وهي مكان مناسب لفصيل الشياطين لتكرير الجثث 

و” الغو”


وبدلًا من الدخول مباشرة إلى سلسلة الجبال، 

تجمعوا في مكان قريب لمناقشة خطتهم


مدّ تشي مو ياو جسده بعد أن هبط من الأداة الطائرة، 

ثم وقف سريعًا بجانب يي تشيانشي ورفع بصره إلى سلسلة الجبال


بدأ عشرة من تلاميذ طائفة نوان يان من المرحلة الذهبية 

باستخدام حواسهم الروحية في الوقت نفسه لاستكشاف ما يجري داخل الجبال


همست يي تشيانشي إلى تشي مو ياو: “ لماذا تبدو هذه 

الغابة مرعبة إلى هذا الحد ؟”


أجابها: “ من الناحية التقنية ، لا ينبغي لسلسلة جبال لينغ 

تشويه أن تمتلك هذا النمط من الفينغ شوي. 

يبدو أنها تغيرت بفعل قوى خارجية. 

كما يمكن تحويل التشكيلات العادية إلى تشكيلات قتل، 

تحول هذا إلى مكان شرس للغاية . 

السُموم تنتشر وتفيض ، 

وأخشى أن الوضع يحتاج إلى قمع فوري .”


كانت تفهم المنطق ، لكنها لا تزال مشوشة : 

“ لكن… طائفتنا، يو تشونغ، لا علاقة لها بالفينغ شوي!”


: “ بما أنهم ذكروا الوحوش الروحية ، فلا بد أن الأمر مرتبط بها بطريقة ما "


: “ حتى لو تبرز مئات من الوحوش الروحية من الدرجة 

السماوية فوق هذه الجبال ، فلن يلوّثوها بهذا الشكل !” 


: “ ههشش —” عبس تشي مو ياو ونظر إليها : “ فتاة مثلك، 

ما الذي يجعلك تتكلمين بهذه الألفاظ السوقية ؟”


ردت بتحدٍّ : “ أنا سوقية هكذا بطبعي—”


رمقها تشي مو ياو بنظرة استياء


فتراجعت على الفور : “ أنا آسفة .”


جوهر الفينغ شوي يتمحور حول الطاقة


اختيار موقع غني بالفينغ شوي يعني إيجاد مكان مليء بالحيوية، 

حيث تتوازن قوى الين واليانغ، والسماء والإنسان، والجسد والعقل


المكان المفعم بالحيوية ينبغي أن يكون معرضًا للشمس، 

محميًّا من الرياح، 

غنيًّا بالمياه النقية والجبال الخضراء، مليئًا بالنباتات والحيوانات


لكن هنا، لم تكن الرياح تدخل، والمياه راكدة، والأشجار صامتة 


أوراقها لم تتحرك منذ مدة طويلة


وهذا يدل على غياب الرياح ، ما يعني أن الطاقة لا تتدفق


وهذا نذير شؤم



في هذه الأثناء ، 

يو يانشو قد أقام تشكيل “فو شي ذي الثماني ثلاثيات” 

لاستكشاف الوضع في الداخل


سحب تشي مو ياو يي تشيانشي لتجلس ، 

وأخرج أداة مضيئة، 

ثم أمسك كمية من التراب ليُريها إياها : “ انظري، التربة 

أصبحت سوداء، وهذا نذير سيء .”


: “ مخيف… كيف حدث هذا ؟” 


عادةً ، عند اختيار موقع لطائفة ، 

يتولى الخبراء من الجيل الأقدم فحص الفينغ شوي بدقة ، 

ولا يمكن أن يقع اختيارهم على بيئة بهذا السوء


{ علاوة على ذلك ، فقد كانت طائفة شيانغ هوانغ مزدهرة في السنوات السابقة


لو كانوا دائمًا واقعين في مكان غني بطاقة الين إلى هذا 

الحد ، لانهاروا منذ زمن طويل


ولو قارننا البيئة هنا بما يحيطهم ، 

سنجد خللًا فادح في تناغم الفينغ شوي }


تنهد تشي مو ياو : “ إذا لم يُقمَع هذا السُمّ باكرًا ، 

فسيستمر في الانتشار ويضر المزيد من الناس " 


شعرت يي تشيانشي بإحساس سيء فجأة : 

“ هل من الممكن أن طائفة شيانغ هوانغ ارتكبوا شيئًا 

يناقض مع إرادة السماء في هذه الجبال ؟”


رد عليها بهدوء: “ في كل الأحوال، الوضع لا يبدو جيدًا. 

علينا توخي الحذر.”


: “ مم .”




بينما تلاميذ طائفة نوان يان العشرة في مرحلة الجوهر الذهبي

 يستخدمون تقنياتهم لاستكشاف المكان، 

اندفع شخص من الغابة فجأة وهاجمهم بشكل عشوائي


لكن أولئك التلاميذ لم يكونوا ضعفاء ، 

بل كل واحدٍ منهم من نخبة الطائفة ، 

فردّوا الهجوم على الفور


إلا أنه ، وبعد تبادلٍ سريعٍ للضربات، 

خفّت حدّة هجماتهم حين أدركوا أن المهاجمة لم تكن سوى مينغ شاولو


وبطبيعة الحال، لم يكن بوسعهم إيذاء زميلة من نفس الطائفة، 

فانتقلوا إلى وضعية دفاعية

وسأل أحدهم: “ مينغ-شيمي لماذا تهاجميننا ؟”


لكن مينغ شاولو لم تُجب، 

وعينيها تلمعان بشراسة قاتلة، تقاتل بجنون، 

وكل ضربة منها تحمل نية قتلٍ حقيقية


وما إن فحصت بعينيها الحشد ، حتى اندفعت نحو آخر من 

يقف في الصف — تشي مو ياو


جاءت ضربة السيف سريعةً وعنيفة


كان تشي مو ياو قد استعد دفاعيًا منذ أن رأى مينغ شاولو تندفع فجأة ، 

وما إن رآها تستهدفه مباشرة ، 

حتى أخرج أداة الدينغدينغ لصد الضربة


ومع ذلك، تراجع عدّة خطوات بفعل الطاقة الهائلة المنبعثة من جسدها


فهو ليس معتادًا على القتال المباشر، 

لا سيما ضد تلميذة نخبة كُفء في هذا النوع من المعارك


لحسن الحظ، لم يحتج إلى صد أكثر من ضربتين ثم وقف 

يو يانشو أمامه ليساعده في صد هجمات مينغ شاولو


قال يو يانشو وهو يصد الضربات: “ حالة مينغ-شيمي غير طبيعية . 

أخشى أنها واقعة تحت تأثير قوة خارجية . 

يجب علينا استخدام تعويذات لاستعادة وعيها .”


حاول بعض المزارعين استخدام تقنية قيد الأرواح ، 

لكنهم قُطعوا قبل أن يكملوا التعويذة


اندفع المزيد من المزارعين من الغابة ، 

وهم العشرون تلميذ الذين أُرسلوا في البداية بالإضافة إلى 

تلاميذ طائفة شيانغ هوانغ ، 

وسرعان ما تورط الجميع في قتال لا يمكن الفكاك منه


وما جعل المعركة صعبة هو أنهم لم يستطيعوا القتال 

بكامل قوتهم خوفًا من قتل أحدٍ من رفاقهم


كما اضطر تلاميذ مرحلة الجوهر الذهبي إلى إنشاء تشكيل 

لتقييد الأرواح أثناء دفاعهم


لكن الطرف الآخر كان يهاجمون بشراسة يصعب صدهم


رأى شي زيهي أن هان تشينغيوان كانت من بين المهاجمين، 

فصرخ : “هان-شيمي! شيمي ، ماذا جرى لكِ؟ 

إنه أنا، شي زيهي، آه!”


ترددت تعابير هان تشينغيوان للحظة عند سماع صوت صوته، لكنها واصلت الهجوم


لم يستطع شي زيهي إيذاءها، 

فاكتفى بالدفاع أثناء محاولته إلقاء تعاويذ لإعادة وعيها


لكن تعابير وجهها أصبحت أكثر شراسة، وفي النهاية ، 

التفتت وعادت إلى داخل الغابة و تبعها شي زيهي دون تردد


صاح تشي مو ياو بسرعة: “ الأخ شي زيهي ! 

يوجد شيء غريب في الغابة ! لا تدخل بتسرع !”


لكن لم يكن بوسعه إيقافه


لم يكن أمامه هو ويي تشيانشي سوى الدخول أيضًا


وحين ساعد يو يانشو أحد زملائه، 

تمكنت مينغ شاولو من الهرب وواصلت استهداف تشي مو ياو


كانت نوايا مينغ شاولو واضحة—كل ضربة منها تهدف إلى دفعهم داخل الغابة عمدًا


وبمجرد أن دخل تشي مو ياو ، صفق بيديه أمام وجه يي تشيانشي

 وقال: “ الضباب السام في هذه الجبال قد يربك الذهن . 

يمكنني استخدام قوة غزال اليونّي لمساعدتك على الحفاظ 

على وعيك لفترة ، 

لكن علينا المغادرة فور فقدان أثر مينغ شاولو

حتى أنا لا يمكنني الصمود طويلًا .”


: “ أوووه، حسنًا !” وافقت يي تشيانشي وهي تجري مع تشي مو ياو


سرعان ما ظهرت فائدتهما من اصطياد الوحوش الروحية يومًا بعد يوم في الطائفة


يتفاديان الأشجار بخفة ومهارة، 

ومهما لوّحت مينغ شاولو بسيفها وضربت، 

لم تستطع أن تصيب أحدهما


وأخيرًا، تمكنا من التخلص منها


اختبآ في زاوية دون أن يجرؤا حتى على التنفس


لحسن الحظ كانت مينغ شاولو فاقدةً لصوابها لدرجة أنها 

لم تكن ذكية بما يكفي لاستخدام تعاويذ البحث أو حسها 

الإلهي، مما أتاح لهما الاختباء مؤقتًا


تنهدا الصعداء عندما ابتعدت تدريجيًا عن المكان


لكن عندما همّا بإيجاد طريق للخروج من هذه الغابة 

الغريبة ، سمعا صوتًا مفاجئًا ، 

فاختبآ بسرعة في شجيرة صغيرة


وبعد فترة، ألقيا نظرة من مخبئهما


فرأيا شي زيهي وهان تشينغيوان


كان شي زيهي قد انتزع سيف هان تشينغيوان منها ويحاول إعادتها إلى وعيها


تنفس تشي مو ياو الصعداء، 

وما إن همّ بالخروج حتى تجمد فجأة، 

ومد يده ليغطي عيني يي تشيانشي


بعد أن حدّقت في شي زيهي للحظة، تقدمت هان تشينغيوان نحوه


لم يفهم شي زيهي ما الذي يحدث، 

فبدأ يتراجع خطوة تلو الأخرى حتى التصق ظهره بجذع شجرة


عندها، رفعت هان تشينغيوان يدها وأمسكت بوجهه 

ثم وقفت على أطراف أصابعها وقبّلته بعنف


انفتح فم تشي مو ياو بدهشة ، واتسعت عيناه على آخرهما


لطالما كانت هان تشينغيوان، في ذاكرته، فتاة لطيفة 

ووديعة، رقيقة الطباع وحنونة، فكيف تفعل شيئًا بهذه الجرأة؟


أما شي زيهي، فقد بدا وكأنه أصيب بالذهول من القبلة


لم يعرف ما يفعل بيديه، فلم يجرؤ على دفعها، واكتفى 

بالتشبث بجذع الشجرة خلفه


لم يكن تشي مو ياو يقضي وقتًا كثيرًا مع هذين الاثنين، 

لذا لم يعرف مدى تطور علاقتهما، 

ولا يعلم ما إذا كانت هذه أول قبلة لهما


لكن ما كان يعرفه يقينًا هو أنه شهد مشهدًا رائعًا


لو كان هذا في رواية ، لكان مشهد البطلة وهي تبادر بتقبيل 

البطل قد أغرق قسم التعليقات بصراخ المعجبين 



فشي زيهي شاب مستقيم المظهر ، ذو حاجبين واثقين 

وروح نبيلة ، ولولا ذلك، لما كان قد جذب انتباه البطلة والثانية معًا


أما هان تشينغيوان، فهي أيضًا فتاة جميلة ونقية القلب، 

ذات حاجبين نحيلة وخصلات شعر دقيقة كشعر الزيز


مشهد هذين الاثنين وهما يتبادلان قبلة في غابة مظلمة كان 

كأنه لوحة جميلة تستحق أن تُعلّق على جدار من حرير


أرسلت يي تشيانشي لتشي مو ياو رسالة صوتية بضيق : 

" ولِمَ لا تغطي عينيك أنت؟"


فردّ عليها بثقة : " يجب أن أبقى أراقب لأتأكد من أن الأخ شي بخير "


: " وماذا إذاً ! ستنقذه إن وقع في خطر؟ أم أنك ستأخذ قبلة هان-شيمي بدلاً عنه؟"


: " لا تفرّقي بين الثنائي الرسمي وإلا ضربك البرق ."


: " وما هو "الثنائي الرسمي"؟"


: " يعني شخصين يحبان بعضهما."


جلس تشي مو ياو في الغابة وهو يشاهد المشهد باهتمام، 

وسرعان ما شعر بالسعادة في داخله


{ هل كان من اللائق أن أُشاهد البطل والبطلة وهما يتبادلان 

القُبَل مجانًا هكذا ؟ }


سألت يي تشيانشي بنفاذ صبر عبر الإرسال الحسي : 

" ما زالا يتبادلان القُبَل ؟"


فأجابها تشي مو ياو : " يبدو أن الأخت هان استعادت وعيها. 

لقد ابتعدا الآن، وهي تعتذر، بينما الأخ شي لا يعرف كيف يتصرف . 

سيحرجان لو ذهبنا إليهما الآن ."


دفعت يي تشيانشي يد تشي مو ياو جانبًا، 

وتنهدت بعد أن ألقت نظرة: " تسسك تسسك ، كم هما خجولان... أشعر بالتوتر وأنا أراقب !"


: " كم هما بريئان !"


في الواقع شعر تشي مو ياو بشيء من الغيرة


{ لو كان شي هواي نقيًا ولو بنصف ما هما عليه ، 

لما كنت أخاف منه إلى هذا الحد !


فشي هواي شخص يجعلني غير قادر حتى على ضمّ ساقي 

بعد اللقاء... يا للرعب ! }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي