Ch57 | TDVWD
دفع تشي مو ياو نفسه للجلوس، وما إن فعل، حتى مرَّ بجانبه قط من نوع راغدول
انبهر تشي مو ياو بسعادة غامرة،
أمسكه بين ذراعيه وابتسم بفرح:
“ يا صغيري كم أنت جميل !”
ثم نظر حوله ، ليجد نفسه محاطًا بالقطط من كل الأنواع—
قطط إنجليزية قصيرة الشعر ، وقطط فارسية…
كل الأصناف تقريبًا كانت موجودة
أما شي هواي، فقد عجز عن استيعاب المشهد لفترة
{ أعظم رغبة دفينة في قلب تشي مو ياو هي… الحيوانات الروحية ؟
أيعني ذلك أنني لا أساوي حتى هذه المخلوقات الروحية في قلبه ؟
ما نوع هذه الحيوانات ؟
لم أرى مثلها من قبل أبداً }
امتلأ قلبه بمشاعر مختلطة، فيها الكثير من الحسد
لقد غار من تلك الحيوانات
لكنه تنفَّس الصعداء أيضًا
{ صحيح أن تشي مو ياو لا يحبني ، لكنه أيضاً لا يحب أحدًا آخر ،
ولا يلهث خلف الشهرة أو المال ، بل فقط يعشق الحيوانات الروحية }
وربما حتى تشي مو ياو نفسه لم يكن يتوقع هذا
أن تكون أعمق رغباته أن يعانق القطط—فقد مضى عليه
عقود دون أن يفعل، وكان يشتاق لذلك بشدة
في الجهة الأخرى ، لم يكن حال يي تشيانشي أفضل
إذ أحاط بها عدد من الثعالب، أجملها على الإطلاق ثعلب
أبيض لم تكن مستعدة للتخلي عنه بأي شكل من الأشكال
وقف مو رين عند حدود الأرض النقية ، ثم انفجر ضاحكًا:
“ كما هو متوقَّع من مزارعي مدرسة يو تشونغ… ميولهم واضحة جدًا "
حتى يو يانشو لم يتوقع هذا ، وابتسم بدوره وهو يراقب المشهد اللطيف
وبعد أن تابع قليلًا ، سأل مو رين :
“ ما رأيكم ، ألن يكون الاثنان بخير داخل الغابة ؟
ما دام لا أحد يسيطر عليهما ، فبإمكانهما السير بهدوء
واحتضان أرواحهما الحيوانية .”
في هذه الأثناء ، بدا الثعلب الأزرق في الغابة مندهشًا من
رؤية الثعالب حول يي تشيانشي، فتقدَّم نحوها من تلقاء نفسه
وبينما يي تشيانشي لا تزال مذهولة ،
عانقنه بسرور وبدأت تمسح على فرائه بلطف ،
وهي تهمس:
“ كم أن فراءك ناعم…”
رفع الثعلب الأزرق رأسه لينظر إليها،
ثم نظر إلى الثعالب الأخرى حولها
وفجأة، قفز من بين ذراعيها وركض نحو الأرض النقية
سارعت يي تشيانشي للحاق به، وعادت إلى الداخل، مستعيدة وعيها
حدقت في الثعلب الأزرق الموجود داخل الأرض النقية بدهشة ، تشكُّ في أنه تعمّد جرَّها إلى الداخل
ثم نظرت إلى تشي مو ياو بقلق، الذي لا يزال في الغابة، وصاحت:
“ شيدي عد بسرعة أرجوك !”
لكنها لاحظت القطط من حوله ،
فغيرت أسلوبها على الفور لتجذب انتباهه، قائلة:
“ شيدي ما نوع هذه الحيوانات الروحية ؟
إنها لطيفة الملمس للغاية .”
بدا أن تشي مو ياو سمعها ،
فسار نحوها وهو يحتضن قطة في ذراعيه
لكنه بدلًا من أن يذهب إليها ،
وقف بجوار شي هواي وقال بحماس :
“ انظر إلى هذه القطة الصغيرة ! أليست ظريفة جدًا ؟!”
توهَّم شي هواي للحظات وهو غارق في ابتسامة تشي مو ياو المشرقة
ثم أومأ برأسه وقال:
“ بلى، إنها ظريفة جدًا .”
: “ جرب أن تلمسها .”
مدّ شي هواي يده دون تفكير
لكن يي تشيانشي أسرعت لتنبهه، فصرخت:
“ لا تمد يدك ! دعه هو يُدخلها !”
لكن الأوان كان قد فات
شي هواي لم يكن معتادًا بعد على ما يجري في هذه الأرض النقية،
فامتثل ببساطة لطلب تشي مو ياو ومد يده
ولأنه لم يكن يستخدم أي أداة واقية،
تأثر على الفور بهالة الميازما وفقد توازنه وخرج من الأرض النقية
في غابة الميازما — لم يصمد وعيه سوى لحظات و فقد نفسه تمامًا
و رغبته الأعمق …
نظر شي هواي إلى تشي مو ياو
الذي لا يزال يعانق القطة بين ذراعيه
في عينيه، بدا تشي مو ياو أكثر كائن إشراقًا وجاذبية في العالم
فتقدم نحوه وانحنى
رفع تشي مو ياو رأسه لينظر إليه
لم يرفض القبلة ، ولم يُبدِ أي رد فعل خاص
ظل ممسكًا بالقطة ، بينما شي هواي يقبَّله
كانت يي تشيانشي أكثر هلعًا من تشي مو ياو نفسه
بدأت تقفز وتلوّح بيديها، طالبةً من الآخرين ألا ينظروا
لكن كيف لها أن تمنعهم من رؤية ما يحدث أمامهم؟
تراجع يو يانشو قليلًا بلا وعي، وقد ظهرت على وجهه المتزن دومًا علامات الغضب لأول مرة، حتى صوته بدا أكثر حدّة وهو يقول لمن بجانبه:
“ هان تشينغيوان اسحبي تشي مو ياو للداخل .”
هان تشينغيوان، التي لا تزال في ذهول،
استفاقت فور سماع اسمها
و أخرجت سوطها على الفور ،
وحاولت لفه حول خصر تشي مو ياو لتجذبه إلى الداخل
لكن ردة فعل شي هواي كان سريع للغاية
قطع القبلة فورًا ، وأمسك بالسوط وجذبه بقوة ،
حتى كاد يسحب هان تشينغيوان معه
لولا أن شي زيهي أمسك بها في اللحظة الأخيرة
مو رين التقط حجرًا من الأرض ورمته على شي هواي
لكن هذا الأخير تفاداه بسهولة
خارج الأرض النقية ، لا يزال شي هواي مزارعًا في مرحلة الجوهر الذهبي ، لذا لم يكن بمقدور حجر أن يسبب له شيئ
أما مينغ شاولو ——- فقد تجمّدت في مكانها تمامًا
صحيح أنها لاحظت أن شي هواي يُكن مشاعر لتشي مو ياو،
لكنها لم تتخيل أن تلك المشاعر عميقة لهذه الدرجة
حتى بعد أن فقد وعيه ، ظل تشي مو ياو هو الشخص الذي يرغب به أكثر من أي شيء
{ فهل بقي لي أي أمل ؟
منذ أن وصل إلى هنا، لم ينظر إليّ حتى مرة واحدة
وكأنه لم يلاحظ وجودي أصلًا
كل عينيه كانت فقط على تشي مو ياو ! }
أما يي تشيانشي، فقد كانت في قمة الهلع،
ولم تجد سبيلًا سوى بإطلاق سلاحها الأخير :
“ شيدي يحبني ! تعال قاتلني إن كنت تجرؤ !”
وبالفعل ، أثارت كلماتها غضب شي هواي،
فأطلق عليها عدة ضربات نارية
لحسن الحظ تلاشت قبل أن تخترق الأرض النقية
واصلت يي تشيانشي استفزازه،
وأضافت بصوت مرتفع:
“ أنا أقضي اليوم كله مع شيدي ،
أنا الشخص الذي يعتمد عليه أكثر من أي أحد !
لا يمكنك مقارنتي به!”
أخيرًا تحرّك شي هواي
ترك تشي مو ياو وسار باتجاه يي تشيانشي بنظرة نارية مشتعلة
لكنه ما إن تخطى حدود الأرض النقية ، حتى عاد إلى وعيه
نظر حوله بدهشة ، ثم التفت إلى تشي مو ياو الذي لا يزال يحتضن قطة،
نادرًا ما شعر شي هواي بالإحراج، لكن الآن كان أحد تلك المرات
{ يا له من تأثير قوي لهذا العفن !!!
رغم أنني نشأت وأنا أعاني من لهب التنين الهائج
وظننت أنني محصن ضد كل السموم ، إلا أنني فقدت سيطرتي هنا
و لكن مع ذلك ،،،
لم يظهر أي وهم آخر بعد الخروج سوى أنني قبَّلت تشي مو ياو
ولو أن السرير الحجري من الكهف ظهر أيضًا …
فمن الأفضل ألّا أفكر في ذلك الآن !!! }
تنفست يي تشيانشي الصعداء ما إن عاد شي هواي إلى الأرض النقية
بدون وجوده إلى جانب تشي مو ياو لحمايته ، أصبح شيدي أسهل في التعامل
ثم استدارت إلى هان تشينغيوان وقالت:
“ الأخت هان أرجوكِ اسحبي
شيدي الخاص بي إلى الداخل "
أومأت هان تشينغيوان، وقد احمرّ وجهها قليلًا وهي تسحب تشي مو ياو للداخل
ما إن عاد تشي مو ياو إلى الأرض النقية حتى تجمّد في مكانه مثل التمثال
عيناه تحدّقان إلى الأرض، وقد بدأ وجهه بالاحمرار بشكل ملحوظ
كأنه فقد روحه بمجرد دخوله
رأى المزارعون الآخرون من قبل مواقف محرجة كثيرة في الخارج
من أكثرها طرافةً كان مزارعًا فقد السيطرة على نفسه وذهب لمضايقة مزارعة،
لكنها كانت مدمنة زراعة فضربته بجنون
وتقاتلا حتى اضطر الجميع لإرجاعهما بالقوة
بعد عودته إلى الأرض النقية ، اختفى ذلك المزارع خجلًا،
حتى طعامه صار يُسلَّم له عبر صديق ~~
ما جرى اليوم لم يكن بشيء أمام ما رأوه سابقًا ،
لكن… كانت هذه أول مرة يشهدون فيها قبلة بين رجلين
والأدهى، أن تشي مو ياو لم يرفضه
رأوا العديد من المواقف الصاخبة،
والصراعات على الحياة والموت،
لكن نادرًا ما رأوا ثنائيًا منسجمًا مثل هذين الاثنين
هان تشينغيوان كانت تحمرّ خجلًا حتى صارت حمراء كالتفاحة،
وظلّت تسرق النظر إليهما من وقت لآخر وهي تغادر
في الواقع، ظنّت أن مشهد تشي مو ياو وشي هواي وهما
يتبادلان القبلة كان جميلًا للغاية
رغم الميازما والغابة المظلمة ، بدا لها كلوحة فنية
أما بقية المزارعين ، فقد تفرّقوا بهدوء ، دون أن يناقشوا هذا ' الموضوع المحرّم '
مو رين غادر وهو يضرب الأرض بقدمه غيظًا
حتى هو نفسه لم يعرف سبب غضبه
{ ربما السبب …. فقط أنني محبط لأن شخص أراه أهلًا
للثقة عاد ليرتبط بمزارت من طوائف الشياطين ؟ }
مينغ شاولو أيضًا انسحبت بهدوء ، دون أن تنطق بكلمة
لكنها كانت تفكّر بعمق حين جاءت ، وخرجت بحزنٍ بالغ
أما يي تشيانشي، فشعرت بالإحراج،
وبدأت تتظاهر بأنها تؤنّب الثعلب الأزرق بشدة:
“ انظر ماذا حدث لأننا كنا نحاول إنقاذك ؟!
آمل أنك نادم حقًا !”
لكن الثعلب الأزرق جلس ببساطة على الأرض بلا أي ردة فعل
بل ظل يحدّق إليها بفضول
في تلك اللحظة ، اقترب يو يانشو من تشي مو ياو وسأله بهدوء :
“ هل أنت بخير ؟”
أومأ تشي مو ياو رأسه فورًا ، ولا يزال خجِلاً لدرجة أنه لم يجرؤ على النظر في عيني يو يانشو
وكأنه خائف مما سيراه فيه :
“ نعم !”
فقال يو يانشو مطمئنًا:
“ لا تقلق . الجميع شهدوا أمورًا كثيرة في الأيام الماضية .
لن يأخذوا ما حصل على محمل الجد .
ففي النهاية الجانب الذي يخشونه أكثر من غيره قد كُشف أيضًا .
ولكي يحموا أسرارهم ، فلن يفشوا سرك .”
أومأ تشي مو ياو بعنف ، كأنه يريد نسيان كل ما حدث
لكن شي هواي لم يكن سعيدًا بما سمعه
رفع ذقنه وقال بحدة:
“ ماذا ؟ هل ما حدث يُعتبر غير لائق ؟”
فنظر إليه يو يانشو —- وقد بدت عليه ملامح الانزعاج وقال ببرود :
“ ألم ترَى أنه لم يكن راغبًا ؟”
قال شي هواي متحديًا : “ وكيف عرفتَ أنه لم يكن راغبًا ؟”
لكن تشي مو ياو سار نحوه وركله برفق وهو يقول بانفعال:
“ توقف عن هذا !”
شي هواي بدا مستاءً جدًا ،
لكنه سكت ما إن نظر للأسفل ورأى أن عيني تشي مو ياو على وشك أن تدمعا
زم يو يانشو شفتيه وهو يحدّق فيهما،
ويداه تنقبضان داخل كُمّي ردائه بصمت مكبوت
ثم قال:
“ يوجد تشكيل عظيم يحاصر الجبل من الخارج ونحن
عالقون هنا في الأرض النقية .
هو… على الأرجح سيضطر للبقاء . كيف سنُعالجه ؟”
رد تشي مو ياو فورًا دون تردد :
“ سأتولى أمره .”
فقال يو يانشو بهدوء:
“ إن شعرت أنه يزعجك ، ولا ترغب بالتعامل معه يمكنني أن
أتولى الأمر بدلًا عنك .”
: “ لا داعي ! الأخ يو عليك أن تهتم بأمور أخرى ”
يانشو { أمور أخرى ؟
ما الأمور التي يمكنني الاهتمام بها في مكان مثل هذا ؟
لا يمكنني الزراعة أو المغادرة ،
وأكثر ما يمكننا فعله هو الصيد ،
وهو أقرب ما يكون إلى لعبة صبر مملة كالصيد بالصنارة }
رغم ذلك ، لم يغادر يو يانشو. ظل واقفًا بعناد في مكانه
أراد تشي مو ياو أن يجد مكانًا ليستقر فيه شي هواي،
لكن وجود يو يانشو حال دون مغادرته
أن يستدير ويتركه مباشرة سيبدو وقحًا بعض الشيء
كانت يي تشيانشي تحتضن الثعلب الأزرق وتراقب الثلاثة بنظرات مترددة
في داخلها، كانت في حيرة من أمرها
{ شي هواي ثري للغاية ولو تزوّج من تشي مو ياو
فبوسعه أن يُغدق عليّ بالهدايا ، بل ويضمن ألا ينقصه شيء أبدًا ~
لكن يو يانشو أيضًا لم يكن فقيرًا !
فهو من عشيرة كبيرة ، ويبدو كرجل مستقيم حسن الأخلاق ، ووجهه لا بأس به إطلاقًا
ولو اختاره تشي مو ياو كشريك زراعة ، فلن يقلق أبدًا من
خيانته أو تصرفاته
سيعيش براحة بال !
أحدهما متسلّط وقوي ، والآخر لطيف وثابت
يا لها من معضلة ! }
وبعد لحظة من التردد، عضّت يي تشيانشي شفتها،
ثم استدارت وغادرت وهي تحدّث الثعلب الأزرق:
“ عليك أن تكون مطيعًا حسنًا ؟
دعنني أتفقد كفوفك الصغيرة ، هل تأذيت ؟ هل أنت جائع ؟”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق